الأديب البحريني أمين صالح: أحن الى كتابة الرواية فهي
تغريني واختبر فيها اكتشافاتي
يرى أن علاقته بقاسم حداد هي نتاج الصدفة والضرورة
والصداقة المتدفقة
حاوره: علاء المفرجي
- 2 -
الكاتب والسيناريست السينمائي والتلفزيوني والمسرحي
والناقد السينمائي والشاعر والروائي والمترجم البحريني
أمين صالح.
ويعد من بين المترجمين الأوائل في البحرين، فقد ترجم
إلى اللغة العربية الكثير من الأعمال العالمية الأدبية
والسينمائية. وكتب نحو عشرين سيناريو لمسلسلات
تلفزيونية، وسبعة سيناريوهات لأفلام سينمائية درامية.
ويعد فيلمه "الحاجز" أول فيلم روائي طويل في البحرين.
كُرّم في العام 2007، بوسام الكفاءة من الدرجة الأولى
من جلالة ملك البحرين.
ولد أمين في حي الفاضل من المنامة في العام 1950، وحصل
على شهادة الثانوية العامة سنة 1967، بدأ مشواره
الأدبي في عام 1973، حيث أصدر مجموعته القصصية الأولى
"هنا الوردة"، بعدها أصدر مجموعته الثانية "الفراشات"
الصدارة عن دار الغد في البحرين. كما يعد أمين من بين
المترجمين الأوائل في البحرين، إذ ترجم إلى اللغة
العربية الكثير من الأعمال العالمية الأدبية
والسينمائية، فترجم "السينما التدميرية" لأموس فوغل،
و"النحت في الزمن" لتاركوفسكي، بالإضافة إلى ذلك، فإن
قصصه ترجمت لبعض اللغات الأجنبية.
كتب أمين صالح أكثر من عشرين سيناريو لمسلسلات
تلفزيونية، وسبعة سيناريوهات لأفلام سينمائية درامية.
ولقد كتب قصة وسيناريو أول فيلم روائي في البحرين
"الحاجز" عام 1990. وفي العام 2008، اُختير رئيسا
للجنة تحكيم لمسابقة أفلام في مهرجان أفلام السعودية.
وهو عضو في أسرة الأدباء والكتاب في البحرين، وعضو في
مسرح أوال، وعضو في نادي البحرين للسينما.
ومن مؤلفاته: هنا الوردة، هنا نرقص، الفراشات، الصيد
الملكي، أغنية ألف صاد الأولى، الطرائد، ندماء المرفأ،
ندماء الريح، العناصر، الجواشن، ترنيمة للحجرة
الكونية، مدائح، هندسة أقل.. خرائط أقل، موت طفيف،
الوجه والظل في التمثيل السينمائي، رهائن الغيب،
والمنازل التي أبحرت أيضاً، الكتابة بالضوء: في
السينما اتجاهات وقضايا، 13 عشر بابا مفتوحا على مدى
مسيج بالغيم، شمالا.. إلى بيت يحن إلى الجنوب، جيوبي
مليئة بالفصول أيتها الينابيع، المياه وظلالها، شعرية
السينما، السينما التدميرية، النحت في الزمن، حوار مع
فيدريكو فلليني، السوريالية في عيون المرايا، عالم ثيو
أنجيلوبولوس السينمائي: براءة التحديقة الأولى، عباس
كياروستمي: سينما مطرزة بالبراءة، سينما فرنر هيرزوغ:
ذهاب إلى التخوم الأبعد، أوديب ملكًا: سيناريو. وكتب
عددا من المسلسلات التلفزيونية منها: بث غير مباشر،
صانعوا التاريخ، بحر الحكايات، القفص، وغيرها
وكتب: العطش، 1983. العربة، 1988. يونس والآخرون، 1989.
كرم أمين صالح في عام 2006 من قبل أسرة الأدباء
والكتاب في البحرين. وحصل على وسام الكفاءة من الدرجة
الأولى من ملك البحرين في عام 2007. وفي 2008، كرم من
قبل مسرح أوال. كما كرم أخيرا في الدورة التاسعة من
مهرجان أفلام السعودية عام 2023.
·
في سؤال وجهناه إليه في هذا الحوار عن علاقته التي
تمتد لأكثر من خمسين عاما بالشاعر البحريني قاسم
حداد.. فآثرنا أن نبتدئ حوارنا هذا، فيما كتبه قاسم
حداد عنه، يقول حداد:
يكتب لأنه يتنفس. الحياة عنده هي الكتابة بالدرجة
الأولى. فلم أصادف منه عناية بشيء في حياته مثل
اهتمامه بالكتابة. تعلمت من أمين صالح اكتشاف الماضي،
وتأمل الحاضر، وصداقة المستقبل. لم أعرف عنه اكتراثًا
سلبيًّا بالآخرين، حين لا يصير الآخر قانونًا له وقت
الكتابة، لا أحد يكترث مثله بمشاعر الآخرين ودلالاتهم
الإنسانية.
على الرغم من اتفاقنا على ما لا يقاس ولا يحصى من
أمور، فإننا نظل على طرفين مختلفين من النقائض
الفعالة، وظني أن في بعض هذه النقائض اختلافًا يجعلنا
نخطو في سعي دؤوب نحو تحقيق التكامل الذي لا يتكامل.
فمن الخطأ اعتبارنا نسخة واحدة في شخصين. فربما
اكتمالنا ينشأ من تلك النقائض
كلانا قليل الكلام في الأصل، وكلما تقدم بنا العمر
تناقصت حاجتنا للكلام، وصار الصمت كلامًا أكثر بلاغة
بيننا. ربما لأننا سئمنا من الكلام، فقد تكلمنا
كثيرًا، ويبدو لي أننا تكلمنا أكثر من اللازم، والحق
أننا تعبنا من ذلك. ثمة إحساس ينتابنا، مع الوقت
واختزال الحركة الإيجابية في الحياة، وتقريبًا انعدام
التقدم، يتولد إحساسٌ بلا جدوى الكلام، ليس لعدم وجود
من يسمع، ولكن لعدم السماح لمن يسمع أن يفعل شيئًا؛
لذا كلما تحدثنا معًا استذكرنا مستقبلًا لا يأتي، لأن
الماضي لم يمت بما فيه الكفاية.
لكي نفهم أمين صالح علينا وضع الفن السينمائي عدسة
لقراءتنا. فلهذا الفن دورٌ مكوّن في بنية مفهوم
الكتابة عند أمين. الحاسة السينمائية لم تطرأ على
ثقافة الكاتب في أمين صالح، إنما هي عنصر مؤسس في
بنيته الثقافية، وهو الأمر الذي أغنى تجربته بجماليات
تخترق رتابة الثقافة العربية، حيث الحاسة البصرية من
الحواس المكبوتة عندنا منذ التراث؛ لذلك عمل أمين صالح
على الاستعانة بالحساسية الفنية في تفجير أكثر
الجماليات كمونًا في فنون الكتابة. فمن يسعى إلى تنشيط
حريات المخيلة لن يستغني عن فن السينما بوصفه أكثر
الفنون البصرية قوةً وثورية.
عندما اشتركت معه في كتابة "الجواشن" اكتسبت الدرس
الحاسم في تجربتي الأدبية. لقد تعلمت منه طرائق
التنشيط الفعال لمخيلة الكاتب؛ لذا سوف أعدّ تجربة
"الجواشن" من بين أغنى تجاربي في الكتابة والفن. وإذا
جاز لي القول: إنني ما زلتُ أغترف من تلك التجربة فيما
أكتب حتى الآن. وبما أننا لم نذهب إلى تلك التجربة
بقرار وإدراك واعيين، فمن العبث الكلام عن إمكانية
تكرار تلك التجربة من دون ارتكاب حماقة ما. فتلك
التجربة نسيج وحدها، نحب عدم محاولة اجترارها. فهي لا
تزال حية في كتابتنا.
"رُبَّ
أخٍ لم تلده أمك"، أعتقد أن هذا القول الشهير قد صيغ
ليعبر عن علاقتنا، أمين وأنا. فلديّ شقيقان وأصدقاء لا
يحصون، لكن صداقتي مع أمين صالح وحدها التي تجعل
الحياة ممكنة، بل إنني سأندم كثيرًا إذا مت قبله.
أمين صالح ليس صديقًا عابرًا، إنه صديق عائلتي كلها،
ولدينا حياة مشتركة طوال الوقت، ويندر أن يكون هناك
مشروع عائلي لا يدخل أمين صالح في صلبه.
وعندما كنت في الاعتقال، كان أمين صالح البلسم الإلهي
لعائلتي. حتى إنك ستتمنى جراحًا كثيرة من أجل الفوز
ببلسم مثل أمين صالح. ولكل امرئ من اسمه نصيب. صديقي
الأمين الصالح.
·
كسينمائي، كتبت سيناريو "الحاجز" وهو أول فيلم روائي
في البحرين، ولك العديد من الأعمال التلفزيونية في
مجال الدراما و المنوعات. إضافة لكتابة النقد
السينمائي... هل الصورة هي التي تستطيع ان تستفز مواهب
أمين صالح المتعددة؟
-في
البدء كانت الكلمة. لكن للصورة قوتها وهيمنتها. وهي
طاغية وشديدة الإغواء. يحدث، في أحوال كثيرة، أن تكون
صورة ما هي المحرّض الأول لكتابة نص. إنها تأتيك
عرَضاً أو اتفاقاً من مكان ما، وتظن أنها ستكون عابرة:
"نسوة جالسات على سطح بيت، والقمر ينشر ضوءه المبهر
عليهن، وبينهن امرأة حبلى على وشك الولادة".. حسبت
أنها صورة عابرة، لكنها راحت تراودني بين الحين
والآخر، كأنها تريد إغوائي، كأنها رسالة غامضة تريد
مني أن أتمعن فيها، أن أفهمها، أن أفسّرها. وتدريجياً
أخذت تفرض نفسها وتستبد بي، وصارت لحوحة أكثر.. ولم
تهدأ إلا حين استخدمتها في النص، موظفاً دلالاتها
وأبعادها وامتداداتها.
في إحدى نصوص "ندماء المرفأ"، كتبت هذا المقطع:
"ها
جالسة قرب النافذة أكحّل الأفق بخنشار الضحى وأزيّن
كواحل الميادين بخلاخيل الغسق. أرهف السمع لخطى لبوءات
تهبط خفافاً سلالم الغابة وتحتشد أمام نافذتي. أهيب
بها أن تقترب لكنها تتدرّع بالريبة والحذر فأخرج إليها
وأسفح جسدي كي تفترسني في انتشاء، وتشفع لي".
بعد زمن من كتابتي لهذا المقطع، تذكرت أنني كنت أتفرج
مأسوراً ومسحوراً على لوحة الفنان هنري روسو "الغجرية
النائمة". ويبدو أن الصورة تسللت إلى نطاق اللاوعي
وكمنت هناك، لتختزنها الذاكرة، ثم راحت تتفاعل مع صور
أخرى تبادرت إلى الذهن أثناء كتابة النص، لتخرج بالشكل
الذي كتبته.
الكتابة عملية مركّبة، معقّدة، وغير خاضعة لمنطق أو
منظور عقلاني، ذلك لأنها نتاج تمازج الوعي بعناصر
الذاكرة والتخيّل واللاوعي والأحلام.
·
منذ مجموعتك القصصية الساحرة "هنا الوردة هنا نرقص"
التي أفصحت عن صوت متفرد في القصة العربية، ثم توالت
أعمالك في القصة والترجمة والنقد.. ورغم حضورك البارز
في المشهد الإبداعي العربي، لكنك بقيت بشخصك متوارياً
عن ذلك، هل بتقديرك كان ذلك سببا في عدم احتفاء النقد
العربي بتجربتك رغم أهميتها؟
-لا
أنكر أهمية النقد وضرورته، وحاجة أي حركة أدبية لحركة
نقدية جادة وواعية ترافقها كفعل إبداعي لا يقل أهمية
عن فعل الكتابة. وإذا كنا نلاحظ اليوم غلبة النتاجات
الأدبية السيئة، واستسهال الكتّاب عملية النشر والطبع،
وبروز أصوات غير موهوبة لكن بارعة في تسويق نفسها
ونتاجاتها، فذلك راجع في تصوري إلى خفوت الصوت النقدي
وتراجعه، واتخاذه الموقف السلبي، اللامبالي. في غياب
النقد، تنتعش الكتابات الضعيفة، المتواضعة، وتجد لها
الرواج والانتشار.
شخصياً لا أميل إلى تسويق نفسي. اعتبر ذلك سلوكاً
مهيناً ومذلاً لذات الكاتب. مسألة التسويق من مهمة
الناشر. كذلك الصحافة، من خلال الصفحات الثقافية،
تمارس دوراً في إضاءة تجربة الكاتب وتوصيلها إلى
القراء. وبإمكان الناقد أن يمارس دوراً مهماً ومؤثراً
في لفت أنظار القراء والنقاد الآخرين، وحتى الناشرين،
إلى تجربة كاتب معيّن، والكشف عن مكامن القوة والروعة
والتميّز في أعماله.
الكاتب الحقيقي لا يسعى وراء الانتشار والاحتفاء
والتكريم والأوسمة والجوائز، أي لا يتوسل ذلك ويستجديه
ويتذلل من أجل الحصول على ذلك، ويعتبره الغاية القصوى
لما ينتجه. أشكال الحفاوة ينبغي أن تأتي على نحو
طبيعي، وإذا أبت، فذلك أمر لا ينبغي أن يشغل البال.
·
في أعمالك الروائية تحاول أن تستشرف الخراب وأحوال
الطغاة، والحديث عن الرفض والتغيير، والكشف عن جذوره
وأسبابه، والدعوة إلى الانتفاض والثورة والتغيير.. ما
تعليقك؟
-من
مهمة الناقد، أو القارئ، أن يستجلي الكامن وراء مضامين
الكاتب، ورسائله، وما يريد أن يقوله ويكشف عنه، بشكل
مباشر أو عن طريق المجاز والرمز.
بالطبع، عندما تكتب فأنت بالضرورة، تنحاز إلى الجانب
الإنساني، وتعبّر عن ذاتك وواقعك من خلال التناقضات
والصراعات والنزاعات المحتدمة من حولك. ومن الطبيعي أن
تكشف عن مكامن الفساد والقسوة والظلم، وأن تستشف
التصدعات والانهيارات التي على وشك الحدوث إن استمرت
العلاقات قائمة على الاضطهاد والاستغلال والقمع.
غير أني لا أميل إلى الكتابات المباشرة، ومحاولة فرض
أيديولوجية معينة، أو أفكار ومفاهيم محددة، فيصبح النص
أشبه بمنشور سياسي أو خطاب أخلاقي. أنا أكتب عبر أشكال
فنية، وعبر لغة لها شروطها وعناصرها وجمالياتها.
·
في "ترنيمة الحجرة الكونية"، تتحدث عن التحول الذي شمل
كل شيء في المجتمع الخليجي ما قبل النفط وما بعده،
وتكاد ان تكون ثيمة الكثير من الاعمال الأدبية لأدباء
خليجيين، يكفي ان نتذكر عبد الرحمن منيف.. هل لهذا
التحول الأثر الكبير في المجتمعات الخليجية الى درجة
أن يأخذ هكذا حيز؟
-لا
شك أن أي تحوّل أو تغيّر اقتصادي، في أي مجتمع، يفضي،
بطبيعة الحال، إلى تحولات اجتماعية وسياسية وثقافية.
واكتشاف النفط في دول الخليج أدى إلى حدوث تغييرات
هائلة على مختلف المستويات، وإلى تقسيم المرحلة
التاريخية إلى فترة ما قبل النفط وفترة ما بعده. لذلك
فإن حدثاً كهذا لا بد وأن ينعكس سلباً أو إيجاباً على
القيم والمبادئ والسلوك والتفكير وأنماط المعرفة.
لقد انتقلت المجتمعات في دول الخليج من حال إلى حال،
في طفرة غير متوقعة، غير محسوبة، وغير مدروسة النتائج.
وهذه الطفرة أثّرت كثيرا في البنى الفوقية للمجتمع،
فبرزت قيم وسلوكيات غير معهودة، حرص الكتّاب على
تناولها أدبياً ودرامياً من خلال الأعمال الأدبية أو
الدراما التلفزيونية والمسرحية.
·
هل ترى إذاً نشاط وغنى المشهد الثقافي الخليجي، في
العقدين الاخيرين هو من ثمرات هذا التحول؟
-المجتمعات
في الخليج شهدت تحولات عديدة نتيجة النمو الاقتصادي
وتقلباته من جهة، ونتيجة الأحداث السياسية المؤثرة..
فمن اكتشاف النفط في الثلاثينيات من القرن الماضي، إلى
الحرب العراقية الإيرانية، إلى بروز الإسلام السياسي
بشقيه الشيعي والسني، إلى غزو الكويت والحرب.
كل هذه الأحداث مارست تأثيراُ قوياً وحاداً على المشهد
الثقافي، ووجدنا انعكاساتها في النتاج الأدبي والفني
في دول الخليج.
العمل الفني يستمد مادته من الواقع المتحوّل، وكلما
تميّز هذا الواقع بالغنى والتنوّع، اكتسب العمل زخماً
وثراءً، مما يضفي على المشهد الثقافي حيوية وحضوراً
قوياً.
·
في الترجمة لك باع طويل، فيما خص اختيارك الدقيق لما
تترجم، فمثلا ترجمتك لكتاب مهم مثل (النحت في الزمن)
للمخرج الروسي الكبير تاركوفسكي، احدث الكثير من
التبدلات في نهج مخرجين عرب، وأيضا الأمر مع كتاب
(عالم ثيو أنجيلوبولوس السينمائي.. براءة التحديقة
الأولى) بل الكثير من الكتب.. هل الترجمة بالنسبة لك
قراءة واعية للنص المترجم، حتى أنك تدرك أهميته؟
-يسعدني
كثيراً أن يلقى كتاب ترجمته مثل هذا الصدى الطيب، أو
التحوّل عند المتلقي، سواء أكان فناناً أو قارئاً
عادياً.
في الواقع، أنا لا أميل كثيراً إلى الترجمة، فهي عملية
شاقة ومتطلبة. وتوجهي إلى الترجمة جاء أساساً بسبب فقر
المكتبة السينمائية العربية. عندما تقرأ كتاباً مهماً
مثل "النحت في الزمن"، وتنتظر طويلاً حتى يبادر شخص
ليترجم الكتاب، ولا تجد أي مبادرة لفعل ذلك، فإنك تشعر
بالإحباط والغيظ والقهر.
يهمني، كشخص وككاتب، أن لا تبقى المعرفة حبيسة الأنا،
فالترجمة هي نقل المعرفة إلى الآخرين. الحضارات
الإنسانية نهضت على نقل المعرفة من خلال الترجمة. هكذا
أفهم الترجمة: أن أنقل ما أعرفه، وما يصلني، إلى
الآخرين. هكذا يتم تعميم المعرفة. لا ينبغي للفرد أن
يكون أنانياً. هذه هي الأسباب التي تجعلني أترجم.
·
بعد مسيرة أدبية حافلة في أي محطة يتوقف أمين صالح،
ويعتبرها نقطة فاصلة في حياته؟
-لا
أميل إلى التوقف عند محطة معيّنة. ما زلت امتلك شيئاً
من القدرة التي تجعلني اتابع الرحلة، فلربما أكتشف
شيئاً جديداً أو مثيراً. ربما يغويني شيء غير متوقع.
·
في أي مجال أدبي يرى أمين صالح نفسه.؟
-
أحن كثيراً إلى كتابة الرواية. النص الأدبي يغريني
أكثر. فيه أو من خلاله، استعرض قدراتي وإمكانياتي،
واختبر ما يمكن اكتشافه. |