تناولنا في الحلقة السابقة جانبا من البداية والمسيرة
الفنية لأنور وجدي وليلى مراد.. وقصة لقائهما الأول والحب بينهما أثناء
تصوير فيلم «ليلى بنت الفقراء» 1945 وزواجهما أثناء هذا الفيلم وخلال هذه
الحلقة الثانية والأخيرة سوف نستعرض سريعا الحالة الاجتماعية والعاطفية لكل
منهما عند زواجهما وأيضا تفاصيل حياتهما معا بعد الزواج على المستوى الفني
والانساني وكيف وقع الانفصال بينهما والمسيرة الحياتية لأنور وليلى بعد
الانفصال وكيف تزوج كل منهما والرحيل المبكر لأنور واعتزال ليلى للفن
نهائيا بقرار مفاجئ في أوج تألقها ثم زواجها بعد ذلك.
وكما أشرنا سريعا في الحلقة السابقة، لم يكن زواج أنور من
ليلى هو زواجه الأول بل كان الثالث بعد تجربتي زواج سابقتين في حين كان هو
الزوج الأول في حياتها بعد تجربتين عاطفتين مرتا سريعا دون ارتباط أو حتى
خطوبة واذا بدأنا بـ ليلى سنجد ان أولى تجاربها العاطفية كانت في
بداية مشوارها السينمائي- كما تشير بعض المصادر وكما أشار
بعض المؤرخين الفنيين- تحركت مشاعر ليلى تجاه الفنان والموسيقار محمد
عبدالوهاب أثناء مشاركتها له في بطولة فيلم «يحيا الحب» الذي كان أول
أفلامها- كما ذكرنا- كانت ليلى وقتها تشق طريقها في عالم الفن وتخوض
تجاربها السينمائية الأولى وكان عبدالوهاب وقتها هو النجم الشهير ومحط
اعجاب كل الفتيات فهو مطرب رائع الصوت وذائع الصيت وملحن وموسيقي شهير
وارتبط اسمه بكبار العائلات الارستقراطية وكان يمتلك أيضا الشباب والوسامة
وكانت ليلى تلعب أمامه دور الحبيبة في الفيلم ويبدو أنها انبهرت بالفعل
بعبد الوهاب وتأثرت بدورها واندمجت معه وهذا ما جعلها تشعر بمشاعر حب
حقيقية تجاهه خصوصا انه أيضا أستاذها في عالم الموسيقي والغناء ومن أوائل
من شجعوها واهتموا بصوتها وبموهبتها الغنائية لكن هذا الحب لم يستمر طويلا
لأنه كان اقرب الى مشاعر الصبا والمراهقة وكان من جانب ليلى فقط ولم يبال
عبدالوهاب لهذه المشاعر لأنه كان يعرف حقيقة مشاعرها وقتها لذلك صدمها
عندما اعترفت له بحبها وأيقنت ليلى فيما بعد ان الحب شيء آخر غير ما تصورته
عندما تعلقت بعبدالوهاب.
أما القصة الثانية فقد انتهت قبل ان تبدأ عندما وقع في
غرامها شاب من عائلة ارستقراطية ثرية ويعمل بالسلك الدبلوماسي وأراد خطبتها
وارتاحت له ووافقت لكنه اشترط ان تبتعد نهائيا عن الفن وكانت هذه رغبة
عائلته أيضا فهو يريدها زوجة فقط وليست فنانة ونجمة سينما لكنها رفضت وفضلت
ان تمضي في طريقها الفني وصادرت مشاعرها وكانت التجربة الثالثة والأخيرة
عندما حدث ارتياح واعجاب متبادل وبداية مشاعر بينها وبين أحد أبناء الطبقة
الارستقراطية وهو الكاتب الساخر «احمد الألفي عطية» وكثرت الشائعات عن
علاقة زواج ستجمعهما قريبا وذهب هو الى والدها زكي مراد ليخطبها وهنا أدرك
والدها ان هذا الخطيب القادم لابنته النجمة سيجعلها فيما بعد تترك الفن فهو
ابن العائلة الثرية ذات الأصول العريقة والتي لم تكن في تلك الأيام تسمح
بان تكون زوجة ابنهم فنانة مهما كانت نجوميتها وهنا أراد الأب ان يؤمن
مستقبل ابنته فطلب من العريس القادم ان يضع في حسابها في البنك مبلغ 150
الف جنيه «كمهر» لها وقال له: هذا أجرها في عشرة أفلام لأنك ستطلب منها ان
تعتزل بعد زواجكما.. وشعر أحمد الألفي ان والد ليلى يساومه أو بالأحرى لا
يرغب في زواجها منه ويضع هذا الشرط التعجيزي من خلال هذا المبلغ الذي كان
«أسطوريا» وقتها ورفض العريس وانتهت القصة قبل ان تبدأ وبعدها أغلقت ليلى
مراد قلبها ومشاعرها في وجه كل معجبيها ومن يتوددون اليها حتى جاء أنور
وجدي ليفتح أبواب قلبها بقوة.
ونأتي الى أنور وجدي لنرى ان ليلى مراد كانت الزوجة الثالثة
في حياته بعد تجربتي زواج سابقتين فقد تزوج في بداية مشواره الفني من
الراقصة «قدرية حلمي» وقتها كانت ظروفه المادية صعبة ويعيش حياة بائسة وكان
في حاجة الى من تقف بجواره وتساعده وهكذا كان دور قدرية في حياته خلال تلك
الفترة وقفت الى جواره وساعدته وساندته وعندما تحسنت أحواله المادية بعد ان
بدأ يتقدم فنيا ويحقق بعض الشهرة وجد أنها عائق في طريق مستقبله وطموحه
الفني فانفصل عنها بالطلاق.
أما زواجه الثاني فكان من الفنانة والنجمة الجميلة «الهام
حسين» وهي قصة وحكاية تستحق ان تروى لكن قبل ان ندخل في تفاصيلها وكيف
انتهت نشير أولا الى من هي الهام حسين؟.. كان المخرج المعروف محمد كريم
الذي اخرج كل افلام محمد عبدالوهاب يحب دائما ان تكون البطلة التي تقف أمام
عبدالوهاب في أفلامه وجهاً جديداً جميلاً وليست فنانة أو نجمة معروفة وكان
يهدف من وراء ذلك ان لا يكون لدى المشاهد للفيلم أي خلفية عن هذه البطلة من
أفلام سابقة لها وهذا- حسب تفكيره- يعطي مصداقية أكثر لقصة الحب التي
ستجمعها مع عبدالوهاب في الفيلم طبعا.
وفي فيلم «يوم سعيد» 1939 اختار محمد كريم البطلة التي
ستشاركه البطولة وتجمعهما قصة الحب وكانت فتاة جميلة لم تمثل من قبل واختار
لها كريم اسم «سميحة سميح» وهي لم تمثل في حياتها غير هذا الفيلم واختفت
بعدها من الساحة تماما وكان هناك بطلة أخرى للفيلم وهي السيدة الثرية
الجميلة التي تغوي عبدالوهاب وبعد طول بحث وقع اختياره على «الهام حسين»
والهام هي سيدة ارستقراطية جميلة من سيدات المجتمع الراقي وكانت صديقة
لزوجة محمد عبدالوهاب الأولى السيدة «زبيدة الحكيم» وهي أيضا سيدة
ارستقراطية جميلة واعتادت الهام ان تقيم الحفلات في فيلتها الفخمة ويحضر
حفلاتها عدد من نجوم الفن وفي احدى هذه الحفلات شاهدها كريم واقتنع بها
لكنها رفضت ان تكون ممثلة فهي سيدة مجتمع وثرية وليست ممثلة لكن كريم لجأ
الى صديقتها زوجة عبدالوهاب لكي تقنعها بالموافقة وبالفعل وافقت الهام حسين
على المشاركة في فيلم «يوم سعيد» وكان ظهورها الفني من خلال هذا الفيلم ومن
خلال فيلم آخر لعبدالوهاب هو «رصاصة في القلب» 1944 وابتعدت تماما بعدها عن
الفن والتمثيل.
كان أنور وجدي يعرف الهام حسين من خلال تواجده أحيانا في
الحفلات التي تقيمها في منزلها لكنها كانت بالنسبة له حلما بعيد المنال فهي
سيدة ارستقراطية جميلة وثرية وهو ممثل لم يكن وصل بعد الى مرحلة الشهرة
والنجومية والثراء وأكثر أنور من التردد على حفلاتها وبدأ يتودد اليها
واستغل وسامته وجاذبيته وقدراته الخاصة في التأثير على الجنس الآخر في ان
يتقرب منها وبكلامه المعسول الحلو وبنعومته بدا يترك تأثيرا عندها وأثناء
تصوير فيلم «يوم سعيد» في استديو مصر كان أنور يصور أيضا في البلاتوه
المجاور في نفس الاستديو والتوقيت نفسه فيلم «العزيمة» مع المخرج كمال سليم
وأخذ يدعوها لتشاهده أثناء التصوير حتى جاء اليوم الذي لاحظ فيه ان اعجابها
به قد زاد فاعترف لها بحبه وانه لا يستطيع ان يعيش بدونها وما هي الا أيام
قليلة وتحت الضغط الهائل الذي مارسه أنور عليها- عاطفيا- قالت له: أنا أيضا
احبك.. فاقترح عليها على الفور ان يتزوجا.. وكان ذلك أثناء وجودهما في
استديو مصر بالهرم وبالفعل خرج الاثنان في سيارتها الفارهة كما يحدث في
أفلام السينما- توجها الى مأذون في حي الهرم وتزوجا لتكون الهام حسين هي
الزوجة الثانية في حياته.. وبدلا من الشقة المتواضعة التي كان يقيم فيها
فوق أسطح احدى العمارات بوسط القاهرة ذهب معها ليقيم في فيلتها الفاخرة.
بعد هذا الزواج وبعد ان عرض فيلم «العزيمة» وحقق أنور
نجاحاً هائلاً وشهرة فائقة مع بداية الأربعينيات ودفعت شهرته الواسعة هذه
التي حققها عن طريق الانتشار السينمائي الهائل والنجومية الواسعة في طريقة
بالكثير من المعجبات خصوصا بعد ان أصبح فتى السينما، ونجمها الوسيم.. في
هذا التوقيت كانت زوجته الهام قد قررت التفرغ تماما لحياتها الزوجية معه
وكانت سعادتها غامرة بالنجاح والتألق الذي يحققه.. لكن أنور لم يكن يبالي
بكل هذا الاخلاص والحب من جانبها وبدأت تنتشر الاشاعات الكثيرة عن مغامراته
العاطفية ومعجباته وأصبحت غرامياته حديث الوسط الفني والمجتمع كله.. وبدأت
زوجته تشعر بالغيرة والاهمال هنا وجد أنور ان الهام مهمتها بالنسبة له
انتهت كزوجة فهو لم يعد في حاجة الى المأوى والأمان والمال التي وفرتها له
عندما أوقعها في حبائله وتزوجها، لقد أصبح يملك المال والشهرة والنجومية
وأصبح رصيده المالي بالألوف وبالتالي هو لم يعد في حاجة الى قيود وهذا
الزواج ولا مسؤولياته فقرر الانفصال عنها وبالفعل طلقها بعد زواج لم يستمر
أكثر من عامين وبعد ان كانت الهام حسين هذه السيدة الجميلة كل آماله في
الحياة وكل حبه ولا يستطيع ان يعيش بدونها أصبحت بالنسبة له مجرد ماض وذكرى
مرت في حياته.
وهنا نتوقف قليلا لنشير الى جانب من شخصية أنور وجدي فقد
عرف عنه الغيرة الفنية الشديدة كفنان فهو لا يطيق ان يأخذ أحد منه الأضواء
في أي عمل فني وكانت هذه طبيعته التي جعلت علاقته بالفنانين ليست على
مايرام خصوصا هؤلاء الذين عمل معهم.
أما على المستوى الانساني فقد اجمع الكثير من الذين كتبوا
عنه بأنه لم تكن بداخله على الاطلاق أية مشاعر حب حقيقية وذهب الناقد
والمؤرخ الفني الكبير عبدالنور خليل الى ان يقول عنه وهو يتحدث عن هذا
الجانب في حياته، ان الحب عند أنور وجدي هو «مادة» بشكل النمط الذي يحقق
مصلحته أولا وبقدر ما يفيده هذا الحب بقدر ما يستمر فيه ويحرص عليه وفي
الحقيقة ان أنور كان غير قادر على الحب بمعناه الحقيقي ولم يكن يرى في
العاطفة أكثر من كونها مغامرة عطرة مليئة بالاستمتاع بالحياة واذا رأى أنها
ستتحول الى حب حقيقي له التزاماته ومتطلباته هرب منها وابتعد عنها لذلك هو
من الرجال الذين يمكن ان ينطبق عليهم وصف «تاجر حب» أو «بائع حب» يستغل
قدرته الفائقة وجاذبيته ورقته في ان يفتن النساء.
وبعد انفصاله عن الهام حسين وفي عام 1944 بدأ أنور يرمي
شباكه العاطفية على النجمة الشابة وقتها «ليلى فوزي» التي ظهرت على الساحة
قبل عامين من هذا التاريخ وشاركت في عدة أفلام وأثناء فيلم «تحيا الستات»
الذي جمعهما معا ركز كل مهاراته وقدراته في جذب الجنس الآخر نحو ليلى التي
استجابت لمشاعره وبدأت تبادله الحب.. لكنه عندما تقدم لخطبتها من أسرتها
الارستقراطية الثرية رفضت أسرتها هذا الارتباط لان أنور كان معروفاً عنه
مغامراته العاطفية التي اشتهر بها ورغم تكرار أنور لمحاولته الزواج منها
الا ان كل هذه المحاولات قد باءت بالفشل بسبب اصرار أسرتها على الرفض
وتزوجت بعدها ليلى من أول أزواجها الفنان عزيز عثمان.
واذا كنا قد ذكرنا في الحلقة الماضية كيف حدثت قصة الحب
والزواج بين أنور وجدي وليلى مراد فسنعرض الآن لتفاصيل هذا الزواج الذي يعد
الزواج الأطول عمرا في حياة أنور وجدي والأكثر شهرة، يرى الكثيرون
من المتابعين للحياة الفنية والذين كتبوا عن أنور وجدي
وأرخوا لتلك الفترة فنيا ان أنور وجدي كان يهدف من وراء هذا الزواج الى
المزيد من النجومية والشهرة والثروة على اعتبار ان ليلى كانت الأكثر منه
نجومية وشهرة وأيضا أفلامها كانت أشبه بالماركة المسجلة التي تدر أرباحا
هائلة على منتجيها وأراد أنور بزواجه منها ان يمتلك هذا الكنز السينمائي
والفني وان ينفذ من خلالها مشاريعه وأحلامه الفنية وأيضا أحلامه في الثراء
الشديد خصوصا أنه سيكون المنتج لكل أفلامها المقبلة ومن هنا كان رأى
الكثيرين من هذا الزواج، وانه كان بدافع الطموح الفني والمادي ولم يكن أبدا
بدافع الحب من جانب أنور بينما كان الأمر مختلفا تماما من جانب ليلى التي
كانت ترغب في الاستقرار العاطفي والانساني وانجاب الأبناء من أنور الرجل
الذي أحبته وتزوجته رغم الكثيرين الذين كانوا يتمنون الارتباط بها وحبها
والزواج منها.
على المستوى الفني وطوال مدة هذا الزواج تكون أشهر ثنائي
عرفته شاشة السينما المصرية وعرفت أيضا السينما سلسلة الأفلام التي سميت
باسم ليلى.. هنا نشير أيضا الى ان أنور استقل بشركته للانتاج السينمائي
بعيدا عن شركائه الذين قدموا معه أول أفلامه كمنتج «ليلى بنت الفقراء»
وأصبح اسم شركته «شركة الأفلام المتحدة» وقدم أنور وليلى معا بعد زواجهما 8
أفلام كانت جميعها بطولتهما واخراج أنور وبعضها من تأليفه أيضا ما عدا فيلم
«الهوى والشباب» أخرجه نيازي مصطفى والأفلام هي «ليلى بنت الفقراء»1945-
«ليلى بنت الأغنياء»1946- «قلبي دليلي» 1946 - «الهوى والشباب»1947- «عنبر»
1948- «غزل البنات» 1949- «حبيب الروح» 1951- «بنت الأكابر» 1952 وقدم أنور
نفسه خلال هذه الأفلام بطريقة مغايرة تماما عن التي اعتادها جمهوره قبل
زواجه من ليلى، وعقب تقديمه لهذه الأفلام معها تحول من شخصية الارستقراطي
الماجن المستهتر والشرير أحيانا الى ادوار تصوره في مواقف انسانية نبيلة أو
في صورة الشخص الفقير الذي يتفانى في أداء واجبه سواء الانساني أو المهني
ومن خلال هذه الصورة يصل الى قلب حبيبته في الفيلم والتي غالبا ما تكون من
طبقة اجتماعية أعلى.
وحققت هذه الأفلام نجاحاً هائلاً ومدوياً وحققت ايرادات
وأموال طائلة أصبح معها أنور من أثرياء الوسط الفني، وواحداً من كبار صناع
السينما تأليفا واخراجاً وتمثيلا وانتاجاً .. والحقيقة انه كشف عن عبقرية
فائقة كصانع سينما وأيضا كان من أكثر المساهمين في نهضة الفيلم الغنائي
والاستعراضي ويرى الكثيرون ان أنور استفاد كثيرا من علاقته بالمخرج الكبير
كمال سليم في الاخراج والتكتيك السينمائي.
أما عن العلاقة بن أنور وليلى على المستوى الانساني كزوجين
فانها لم تسر بالشكل الذي تمنته ليلى وحلمت به.. فبعد فترة ليست بالطويلة
على زواجهما بدأت الخلافات تدب بينهما خصوصا من جانب أنور الذي بدأ شديد
الغضب والعصبية فبعد ان كان في فترة زواجهما الأولى انسانا لطيفا حلو
العشرة مبتسما خفيف الظل مع الوقت تحول الى النقيض تماما وكانت حالات غضبه
وعصبيته تصل الى أعلى مداها لدرجة انه كان يحطم أثاث المنزل وعانت ليلى
كثيرا من هذه المشاحنات والخلافات ونوبات الغضب المتواصلة هذه وبالطبع كانت
الغيرة الشديدة قد بدأت تأخذ طريقها اليه رغم ان ليلى لم تكن تفعل أبدا ما
يثير غيرته.. لكن السبب الحقيقي كان يكمن في عدم انجاب طفل حيث كان أنور
يريد ان يكون له ابنا يرث اسمه وأمواله وكان يتهم ليلى بعدم القدرة على
الانجاب لكن عندما عرف فيما بعد انه هو غير القادر على الانجاب وانه عقيم
أصابه هذا بالحزن واليأس والاحباط وتحول كل هذا الى نوبات عصبية وهياج شديد
والتي وصلت في مرات عديدة الى انه كان يضربها!!
ومع تزايد هذه الخلافات والمشكلات التي كانت تصل الى حدود
لا يمكن تحملها تم الطلاق بين ليلى وأنور مرتين وفي المرتين كان أنور يسارع
اليها ويسترضيها ويتوسل اليها فتوافق على العودة اليه ويستأنفا حياتهما
الزوجية لكن المرة التي وصلت العلاقة بينهما الى طريق مسدود كانت عندما
اكتشفت انه يخونها مع سيدة فرنسية وقتها أصرت ليلى على الانفصال والطلاق
وهو ما حدث بالفعل عام 1954 وكان طلاقا بلا عودة لأنه كان الطلاق الثالث
.
بعد انفصالهما لم يستغرق أنور وقتا طويلا فسرعان ما تزوج في
نفس العام 1954 من الحبيبة القديمة ليلى فوزي بعد طلاقها من زوجها عزيز
عثمان وقد تطرقنا بالتفصيل الى قصة حبه وزواجه من ليلى فوزي في الحلقة
الخاصة بها وبأزواجها.. المهم ان زواجه من ليلى لم يستمر سوى 8 أشهر وانتهى
برحيله اثر اصابته بمرض السرطان وتوفى وهو في رحلة علاج بالسويد في 14 مايو
1955.
من جانبها قررت ليلى بعد انفصالها عن أنور ان تتفرغ لفنها
لكن هذا لم يستمر الا عاما واحدا فقط حيث فاجأت الجميع بقرارها المدوي
باعتزالها الفن وهي في قمة مجدها وأوج تألقها وجمالها.. وكان بالفعل
اعتزالا نهائيا.. وتزوجت بعد ذلك من خارج الوسط الفني وأنجبت ابنها الأول
«اشرف» وبعد انفصالها عن زوجها.. تزوجت للمرة الثالثة والأخيرة من الوسط
الفني بالمخرج المعروف فطين عبدالوهاب وكان ذلك في الأعوام الأخيرة من
الخمسينيات واستمر زواجهما على مدى 12 عاما متواصلة حتى وقع الانفصال
بينهما عام 1970 وكان ثمرة هذا الزواج ابنها الثاني «زكي فطين عبدالوهاب»
الذي أصبح مخرجاً سينمائياً واتجه مؤخرا الى التمثيل وشارك في العديد من
الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.
الجدير بالذكر أنها كانت الزوجة الثالثة لفطين بعد تجربتي
زواج سابقتين من «هاجر حمدي» و«تحية كاريوكا» وبعد انفصالها عن فطين عاشت
ليلى مراد حياتها في هدوء بعيدا عن الأضواء حتى رحيلها لكنها تركت أثرا
هائلا في قلوب جمهور السينما في العالم العربي كله سيظل موجوداً على مر
الأجيال فهي درة العقد الفريد لنجمات وجميلات السينما المصرية الى جانب
أغنياتها الخالدة
.
النهار الكويتية في
11/07/2013 |