ليل ونهار
"فلتسقط إسرائيل"!!
محمد صلاح الدين
* رغم اعتماد كتاب الدراما في هذا الكم المزعج من مسلسلات الدمار
الشامل علي ما ينشر في صفحات الحوادث وبعض الحواديت السياسية من هنا
وهناك.. ولكن بشكل سطحي أقرب إلي المراهقة الفكرية أو الزاعقة والمباشرة
وليست طرحا موضوعيا يضع يده علي مشكلات بعينها تهم جموع الناس.. ومع ذلك
كان أبرز ما في حواديت ما بعد الافطار المسماة بالمسلسلات "المسلسلة" عيون
الناس في وصلات التعذيب المستمرة إلي ما بعد الفجر.. نجد قضية الصراع
العربي الاسرائيلي هي العنوان الرئيسي أو مانشيت أعمال معظم نجوم السينما
وهي محاولة لاشك طريفة وأفادت في الخروج من رتابة الموضوعات العقيمة
والمتكررة عن رجال الأعمال وأعمال الرجال الساكنين قصوراً لا يعرفها جموع
المشاهدين حتي ان منظر "البيسين" فيها هو اللوكيشن الأساسي لها.. وكذلك
الخيانة ورغي الصالونات والبارات أو سخافات الفتوات والحارات المصطنعة في
حلقات تطول لأمتار تكفي لتخريم الكرة الأرضية بشرائطها!!
* في هذا الموسم يلفت نظرنا عدة مسلسلات تضع اصبعها وبقوة علي هذا
الكيان الشاذ المزروع في وطننا غصبا والذي يفعل الأفاعيل بشعوبنا بدم بارد
دون أن يلفت نظر ذلك الصرح الهلامي الساكن نيويورك أو حتي افنديات السياسة
في الدول المتقدمة في حين لو فعل بشر طرف منها في أي مكان آخر لقامت الدنيا
ولم تقعد إلا بهرسه وإقامة الحد عليه!!
* فبعد "حرب الجواسيس" الواضح وضوح الشمس في لعبة القوة والمهارة
والذكاء والسيطرة يجيء عمل نور الشريف اللافت للنظر "ماتخافوش" إخراج يوسف
شرف الدين برغم منافسة نور لنفسه في مسلسل آخر هو "الرحايا" كان يحتاج
للتأمل أكثر وبعدت صلاحيته في هذه الوجبة المتخمة غير الصحية.. ان مكرم أو
مدير القناة الخاصة يتعامل مع يهود ولكنهم رافضون لفكرة اسرائيل الارهابية
أو الصهيونية المدمرة حتي لهم انه يعلن في تقاريره بصراحة ومباشرة انه حتي
اليهود الموجودين بالخارج لا يفضلون كيانا "دراكوليا" يقتات علي دم الآخرين
دون توقف أو ترفق!!
* وتجيء نبيلة عبيد في "البوابة الثانية" لعلي عبدالخالق لتكشف جانبا
آخر في الصراع وهو الاصرار علي الظلم وارهاب حتي للأطفال والصبية.. وذلك
الهلع الذي يعيشون فيه حيال كل ما هو عربي حتي اصبح مرضا اسرائيليا عضالا
لا شفاء منه سوي بسحل هذا الجنس البشري واختفائه من الوجود ولما كان هذا ضد
إرادة الله في أرضة فيظل الداء بلا دواء سوي دخول هؤلاء الأنجاس الفجرة إلي
أقرب مستشفي للمجانين!! ورغم أداء نبيلة عبيد الذي افتقد بعض لياقتها
التمثيلية المشهودة عنها في أفلامها بسبب عمليات التجميل إلا ان القضية بكل
عناصر العمل فيها المتنوعة عربيا تثير الشجون!!
* ويتكامل الطرح وكأنه مقصود بحلقات "أنا قلبي دليلي" عن حياة ليلي
مراد للمخرج محمد زهير ورغم سذاجة بطلته التي تؤدي بصوت مصطنع فإنه يضع يده
علي جانب اجتماعي مهم في هذا الصراع له علاقة بتاريخ الثقافة والفن في
المنطقة.. فليلي يهودية قبل أن تشهر إسلامها وأبوها مغن يهودي واستاذها هو
الموسيقار داود حسني وهم وغيرهم من المصريين بحق وحقيقي رفضوا الاكذوبة
الكبري والهجرة إلي أرض يعيش فيها أهلها العرب منذ آلاف السنين رغم محاولات
زعماء الطائفة لخلعهم.
وقد أدي زعيمها عبدالعزيز مخيون دوره ببراعة لا تقل عن براعته في ابن
الأرندلي.. كما كانت هناك أعمال أخري مثل "لو كنت ناسي" التي عاشت أجواء
حرب الاستنزاف وغيرها ممن تظاهروا دراميا ضد اسرائيل!!
* لم تعد السياسة حكرا علي أهلها والفضائيات تقتات عليها ليل نهار..
فلم لا تكسر بها المسلسلات وجع التكرار والترهات؟!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
10/09/2009 |