وانتهي موسم عيد الفطر السينمائي سريعا..
وأغلب الظن أن
أفلامه أو علي الأقل الغالبية العظمي منها ستنتهي معه دون أن تترك أثرا
واضحا.
بلا شك كثير من الأفلام التي عرضت في هذا الموسم متدنية في قيمتها
الفنية الأمر الذي يجعل البعض يقول إنها مؤشر علي عودة أفلام المقاولات
ولكن
الحقيقة هي أنها مجرد دلالة علي أزمة حقيقية تهدد خروج أفلام أهم وأكثر
قيمة من تلك
التي عرضت في العيد إلي النور.
فالكثير من شركات الإنتاج محتفظة في
خزائنها ومعاملها بما
يقرب من ٠٢ فيلما بعضهما بالفعل يمكن أن
يطلق عليه
أفلام درجة ثالثة،
ولكن أغلبهما أفلام تمثل حالة من الأهمية لسبب أو لآخر..
ولكن الغريب أن معظم هذه الأفلام انتهي تصويره من شهور وبعضها منذ عام أو
أكثر
ولكن حتي الآن موعد عرضها مازال مجهولا..
هناك
أكثر من سبب للتأجيلات المستمرة
التي تتعرض لها هذه الأعمال أولها بلا شك الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي
يمر بها
العالم والتي تنعكس بلا شك علي الوضع الإنتاجي..
أما السبب الاخر فله علاقة
بأنفلونزا الخنازير في ظل التحذيرات التي تطلقها الحكومة المصرية والتي
تنبه الناس
من خلالها إلي الابتعاد عن الأماكن المغلقة الأمر الذي
يعني أن أي تطور سلبي قد
يؤثر علي عرض هذه الأفلام بالسلب.
رسائل بحر
قصة حب
يلعب
البحر فيها دور البطولة والرسول بين
آسر ياسين وبسمة، صاغها سينمائيا داود
عبدالسيد نصا وإخراجا.. الفيلم من إنتاج وتوزيع الشركة العربية للإنتاج
والتوزيع
السينمائي..
بدأ تصويره في أوائل عام
٢٠٠٩ وانتهي العمل فيه منذ ما يقرب من
شهرين أو أكثر..
ورغم أنه كان مرشحا له العرض في هذا الموسم إلا أن الشركة
المنتجة أوضحت أنها لم تدرس بعد توقيت عرضه لأنه مازال في عملية المونتاج..
أغلب
الظن أنها تريد أن تطرحه للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي..
عصافير النيل
أسرة مصرية فقيرة تأتي من القرية إلي القاهرة وتحاول التغلغل في
نسيج الطبقة الوسطي القاهرية ولكنها تواجه بعدة صدمات متتالية.. رحلة صاغها
سينمائيا مجدي أحمد علي عن قصة إبراهيم أصلان ويقوم ببطولتها فتحي
عبدالوهاب وعبير
صبري..
الفيلم لا
ينقصه إلا المكساج والطبع ومع ذلك لم يطرح موعد لعرضه
بعد..
أيضا أغلب الظن أن لديه رحلة مهرجانات
ليقوم بها كنوع من التعويض عن عدم
انتمائه للفئة الجماهيرية.
يوسف والأشباح
الانغلاق والجمود الفكري
الذي أصاب المجتمع المصري في السنوات الأخيرة..
ذلك هو الخيط الرئيسي الذي يحكم
أحداث الفيلم والتي تدور داخل كلية الفنون الجميلة..
الفيلم تأليف هاني فوزي
وإخراج أسامة فوزي وبطولة وجوه شابة مثل كريم قاسم ويسرا اللوزي..
أيضا لم تعلن
الشركة المنتجة له الباتروس أي نوايا لعرضه بعد رغم انتهاء تصويره منذ أكثر
من
٣
شهور.
عزبة آدم
في هذه العزبة الصغيرة تجد أطماع النفس
البشرية وحقيقة الصراعات بين البشر علي المادة في ظل تواطؤ
واضح بين السلطة
والفساد.. الفيلم الذي كتبه محمد سليمان ويخرجه محمود كامل كان مرشحا بقوة
للعرض
في عيد الفطر ولكن أيضا بدون سابق إنذار تم رفع دعايته من دور
العرض ولم يحدد له
موعد آخر..
أدرينالين
جريمة قتل تقع ويحقق فيها محمود أبوالليل
خالد الصاوي وهو ضابط
غير تقليدي يسعي لاكتشاف الغموض المحيط بالقاتل...
أما أطراف الجريمة فهم
غادة عبدالرازق..
هاني حسين وإياد نصار..
فيلم آخر من
إخراج محمود كامل.
بنتين من مصر
العنوسة ذلك الشبح الذي
يهدد المصريات..
ينسجه دراميا محمد أمين بعد سنوات من فيلمه ليلة سقوط بغداد
ويتصدي لبطولته زينة
وصبا مبارك ورغم انتهاء محمد أمين من تصويره منذ
فترة إلا
أنه يواجه نفس المصير الغامض الذي
يواجه الأفلام السابقة..
كلام
جرايد
رغم حساسية القضية التي
يناقشها وهي متعلقة بما ينشر في الصحف
والمجلات من أخبار غير صحيحة الهدف منها الفرقعة
الصحفية، وأيضا الفبركة
لإثارة الجماهير نحو قضية بعينها وتحويلها لقضية رأي عام، إلا أن الفيلم
توقف بعد
أكثر من عام من بداية تصويره..
السبب الذي
يبدو واضحا هو خلافات الأبطال مع
المنتج أحمد الترك الذي لم يمنحهم مستحقاتهم المالية وامتناعه عن تصوير الكثير من
المشاهد التي يحتوي عليها الفيلم والذي يقوم ببطولته فتحي عبدالوهاب وعلا
غانم.
شقاوة
مرة أخري يحاول ساموزين أن
يقدم نفسه
كممثل رغم فشل تجربته الأولي في ٩٠
دقيقة، ولكن هذه المرة في فيلم
ينتجه
سامي العدل ويخرجه أحمد البدري وتشاركه بطولته مروة حسين وفيدرا..
الفيلم تم
الانتهاء من تصويره منذ عام تقريبا ومع ذلك لم يخرج إلي النور حتي الآن.
هليوبوليس
يوم واحد تري فيه ما لم تتوقع أن تراه من قبل..
عالم
كامل من العلاقات المتشابكة والغريبة..
صورة مختلفة تقول أشياء أكثر اختلافا في
فيلم من إخراج وتأليف أحمد عبدالله ومن إنتاج شركة هاوس التي قدمت في صيف
٢٠٠٨ عين
شمس.هو حالة مستقلة يقوم ببطولتها خالد أبوالنجا وحنان مطاوع
.
في
لمح البصر
أولي تجارب يوسف هشام الإخراجية في فيلم من إنتاج صفوت
غطاس يتصدي لبطولته حسين فهمي..
القصة في ظاهرها تبدو لغزا
يبحث عن حل
ولكنها في النهاية تنتمي إلي عالم نجيب محفوظ الحافل بالدلالات الفلسفية
والإنسانية..
الفيلم الذي حصل علي جائزة لجنة التحكيم
الخاصة في مهرجان
الإسكندرية السينمائي الدولي مازال يبحث عن مكان في دور العرض.
قاطع
شحن
عام كامل مر علي بداية تصوير الفيلم الذي
يخرجه سيد عيسوي ويقوم
ببطولته شذي وشادي شامل وعدد من المواهب الشابة..
الفيلم ببساطة شكل مختلف من
أفلام المقاولات التي تعتمد علي قصص الحب المستهلكة والتي
يتخللها العديد من
الأغاني.. مشاكل الأبطال الشخصية تفاقمت إلي درجة جعلت مصير الفيلم مجهولا.
بالإضافة إلي الـ
١١ فيلما السابقين هناك ما
يقرب من
٤ أفلام أخري تواجه
مصيرا غامضا من نوع آخر..
فكلما شرع صناعها في تنفيذها
يتوقفون لسبب أو
لآخر.. أولهم محمد علي والذي بدأ التحضير الفعلي له منذ شهر فبراير ٢٠٠٩
علي
أن يبدأ تصويره في أبريل الماضي ولكن توقف الفيلم..
وحتي الآن لا
يبدو لدي
جودنيوز نية لمواصلة إنتاجه.
الفيلم الآخر هو تلك الأيام
الذي يقوم
ببطولته محمود حميدة وأحمد الفيشاوي عن رواية فتحي غانم والذي بدأ تصويره منذ
نهايات
٢٠٠٨
وهو من إنتاج العدل جروب ولم
يتم الانتهاء منه حتي الآن نتيجة
للتوقف أكثر من مرة.
نفس الشيء حدث أيضا مع الوتر
لغادة عادل ومصطفي
شعبان والذي بدأ تصويره الصيف الماضي ومن حين لآخر
يتم إيقاف العمل به دون إبداء
أسباب.الفيلم الآخير هو الرجل الغامض بسلامته
والذي كان من المفترض أن يعرض في
الصيف الماضي وحتي الآن لم يتم تصوير سوي أسبوعين فقط..
الفيلم هو التعاون
الأول بين هاني رمزي وبلال فضل ويدور حول إنسان يضطر للكذب من أجل الوصول إلي
النجاح الذي يتخيله.
جرس إنذار
المنتج محمد حسن رمزي يتوقع
مثلما أشرنا في البداية إلي أنه من الممكن بالفعل أن تؤثر أزمة
أنفلونزا الخنازير
علي عرض الكثير من الأفلام وتأجيل عرضها في
حال أن اشتدت خطورة الموجة وقوتها وقال
أنه في حال حدث ذلك قد
يضطر إلي تأجيل عرض
الديلر وأولاد العم اللذين من
المفترض أن يتم عرضهما في عيد الأضحي.
ويقول أحمد عبدالله مخرج فيلم
هليوبوليس عن السبب وراء تأجيل عرض فيلمه رغم الانتهاء منه:
أولا عدد النسخ التي
من المفترض عرضها تجاريا في مصر
١٨
نسخة مثلما تم الاتفاق مع الشركة العربية،
ولا أتصور أن هناك تهافتاً مثلا من المنتجين علي عرض الفيلم في أقرب وقت،
فهو
ليس فيلم عيد مثلا وليس من النوعية التي
يقبل عليها الجمهور،
لذا رأينا أنه من
الأفضل أن يقوم بجولة بين عدة مهرجانات مهمة مثل سالونيك اليوناني.
نفس
المنطق ساقه أيضا المخرج مجدي أحمد علي عندما سألناه عن عصافير النيل حيث
قال
أترك موعد عرض الفيلم جماهيريا للشركة المنتجة فهي القادرة علي تحديد موعد
عرض
يتناسب مع آليات وظروف السوق خاصة أن الفيلم من الأفلام التي
لها جمهور مختلف،
كما أن الفيلم بالفعل تلقي الدعوة للمشاركة في العديد من المهرجانات مثل
مراكش
ودبي.
د.لميس جابر قالت لنا أن عدم عرض الكثير من الأفلام المهمة
يرجع
إلي تآكل المواسم السينمائية، فالموسم الصيفي الذي ينقرض بسبب رمضان
يكاد
يستوعب النجوم الكبار وبالتالي علي المنتجين إيجاد مواسم أخري تتيح لهم
حرية
الحركة وتتيح لمختلف أنواع الأفلام فرصة العرض.
مجلة روز اليوسف في
26/09/2009 |