ارتبط اسم علي أبوشادي
كثيرا بالرقابة، لكن الرجل الذي جلس علي مقعد الرقيب لفترة طويلة
غادره بسلام
كما يقول فهو يصف عمله بأنه حقل إلغام..
وبعد أن أصدر الفنان فاروق حسني وزير
الثقافة قراره بتعيين الدكتور سيد خطاب خلفا لأبوشادي كان لابد
من اللقاء الأخير
للاجابة علي الكثير من الأسئلة والتي أجاب عنها بصراحة ووضوح..
·
بعد أن تركت
الرقابة هل هذا أوان مواساتك أم تهنئتك؟
-
تهنئتي طبعا فالمسئولية التي شرفت
بها امتدت لفترة طويلة وهذا هو أوان الراحة
·
هل ما حدث كان نتيجة تأزم
المواقف
الرقابية والمشاكل التي ألمت بالجهاز في الفترة الماضية؟
-
اطلاقا..
الحكاية
كلها انني علي وشك الخروج إلي المعاش وكان لابد من تسكين
المكان خاصة انني لازلت
الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة الذي يشرف علي الرقابة علي المصنفات
الفنية
أيضا وفي هذه الفترة من الممكن أن يكون هناك خبرات ما أنقلها إلي الرقيب
الجديد.
·
لكن الرحيل عن الرقابة كان هاجسا
دائما لديك؟
-
كنت أعرف انني
سوف اترك المكان يوما ما سواء كان هذا اليوم أو من قبل أو حتي بعد أن احال
إلي
المعاش لكننا فضلنا أن يكون الرحيل الآن وأن يحدث انتقال سلمي للمنصب كما
يقولون
وأنا رحبت جدا بذلك.
·
البعض يربط بين ما حدث في
الرقابة وبين تغييرات الوزارة
ويؤكد علي أن الوزير يجدد دم الوزارة عقب معركة اليونسكو؟
-
ما حدث ليس
تغييرات ولكن كان هناك فراغات وكل الذي حدث أنه تم ملؤها فأنا منذ فترة
طويلة أطلب
من الوزير أن يكون هناك شخص آخر غيري في الرقابة إلي أن تم اختيار الدكتور سيد
خطاب وهو شخص محترم جدا وسوف يضيف للرقابة وما حدث في قطاع
الانتاج الثقافي أمر
طبيعي بعد أن خرجت الزميلة فاطمة المعدول إلي المعاش تم تعيين الدكتور أشرف
زكي
اضافة الي أن الوزير لم يتخلص مني فأنا لاازال أمينا عاما للمجلس الأعلي
للثقافة
وكل ما يثار حول التخلص من رجال فاروق حسني عقب اليونسكو كلام
مريض ليس له أي أساس
من الصحة.
·
كيف تري المرحلة التي كنت فيها
رقيبا؟
-
كانت فترة عصيبة علي
الجميع وعلي كرقيب وعلي الفنانين وعلي المجتمع لأن هناك
تغييرات تحدث كل يوم وزيادة
مساحة الحرية كان ضرورة في وقت كان القانون فيه حائلا ولهذا كان التوفيق
فيما
بينهما عصيبا لكن بالنسبة لي كشخص فيرجع لأني في النهاية كنت أعرف انني
اعمل مع
مبدعين ولكن بالنسبة للرقابة كان الوقت عصيبا بالفعل.
·
هذا الوقت العصيب هو
الذي أدي إلي تدخل بعض الجهات مثل الأزهر والكنيسة والأمن في العمل
الرقابي؟
-
الحقيقة أنه لم يحدث وأن تدخل الأزهر أو الكنيسة أو الأمن في عمل ما وما
حدث في
بعض السيناريوهات هو أن أصحاب هذه الأعمال هم أنفسهم الذين كانوا يرسلون
السيناريوهات الي هذه الجهات ربما بسبب هواجس لديهم من أن
الرقابة سوف تعطل هذه
الأعمال فذهبوا بها قبل أن تأتينا.
·
وما تقييمك للفترة التي عملت بها
في
الرقابة.. هل انت راض عنها؟
-
تقييم الفترة متروك للناس هي التي يمكن أن
تقول ما إذا كانت الرقابة بالأمس مثلما كانت يوم أن استلمتها رأست الرقابة
مرتين
الأولي لمدة ثلاث سنوات عام
٦٩٩١
وهذه المرة منذ عام
٤٠٠٢ وأنا لا أريد أن اقيم
نفسي لكني واثق انني قمت بعملي علي خير وجه وفعلت كل ما في وسعي وكل الذي
استطيع
عمله واجتهدت في كل الأحوال وأحيانا أصبت وأحيانا أخري لم يحالفني الصواب
وهذا
طبيعي فقد كنت مسئولا عن رقابة بلد كامل والأكثر إن ما كنت
أراقبه كان يراه ٠٠٣
مليون عربي يشاهدون هذه الأعمال وفي نفس الوقت أريد أن أكون أول شخص يفك
هذه
القيود ومن هنا كانت الأزمة خاصة أن المجتمع يشهد تحولات
غير طبيعية إلي أصولية
زائدة وتطرف وكأني كنت أقود سيارة في حقل من الالغام والحمد لله أنها لم
تنفجر.
·
اعتقد انها انفجرت لكنك خرجت
منها بسلام؟
-
أنا لا اعتقد أنها
انفجرت واعتبرت ما حدث كان حوارا بين الأصدقاء حتي لو كان هناك
بعض
التطورات.
·
هل هذا عتاب للصحافة؟
-
لا اطلاقا ولو اني عاتب علي بعض الصحف
من انها لم تكن تتحري الدقة فيما كان ينشر الي درجة أن البعض
كان يهاجمني بسبب خبر
مغلوط وكنت دائما اقول انني اعرف اخباري التي لم افعلها من الصحف وكنت
اتمني أن
يكون هناك قليل من الدقة والتحري.
·
وهل لك عتاب ما علي أهل الفن؟
-
اطلاقا
فأنا وهم مازلنا أصدقاء والعلاقة بيننا علاقة ود واحترام وتفهم وأنا اشكرهم
جدا
علي أنهم ساعدوني علي أن اقوم بالمهمة علي أكمل وجه وحتي لو كان هناك بعض
الاختلافات فهذا وارد.
·
كان هناك دور كبير للجنة
التظلمات قبل توليك مسئولية
الرقابة هل نتوقع عودة هذا الدور قريبا؟
لا أعرف لكني اعتقد أن الفترة القادمة
ربما تكون أفضل بكثير.
·
أثناء فترة رئاستك للرقابة هل
حاولت تغيير بعضا من
القوانين الرقابية القديمة؟
-
أري أن أي محاولة لتغيير قانون الرقابة حاليا في
ظل هذه الدورة البرلمانية التي بها عدد كبير من الاخوان والاصوليين ليس في
صالح
الرقابة اضافة الي أن القانون الذي وضعه السنهوري باشا في رأيي ليس به
ثغرات تذكر
اضافة الي أن القانون ليس الازمة ولكن التطبيق هو المشكلة التي
تواجه الرقيب لأن
هناك تغييرات كل يوم وما تراه صائبا اليوم ربما يكون خطأ في المستقبل.
·
ما هي
نصائحك لخلفك الدكتور سيد خطاب؟
-
أنا لا يمكن أن اقدم له نصحا ولكن فقط ادعو
له بالتوفيق واعتقد أن الوزير اصاب كثيرا باختياره.
·
بعيدا عن الرقابة قيل كلام
كثير حول علاقتك بفيلم المسافر ورفضك له بعد ان كنت أول المتحمسين للتجربة؟
-
تجربة الانتاج شيء رائع والوزارة وفرت كل شيء لنجاح تجربة المسافر من انتاج
ومساعدة ونجوم وديكورات وغيره والباقي كان علي المخرج وما فعله في النهاية
هو
قناعاته ولا يوجد أي خلاف بيني وبينه مطلقا ولم اتدخل في رؤيته مطلقا وأنا لازلت
مسئول عن الفيلم.
·
بمناسبة مسئوليتك المالية ماذا
يعني أن الوزارة تقدم أفلاما
ولا تريد مكسبا منها وهل تعتقد أن هذا طبيعي؟
-
السينما بشكل عام لا تخسر
وفيلم المومياء مثالا كبيرا لما اقوله فالفيلم وقت انتاجه
صاحبته ضجة كبيرة ولكن مع
الوقت أتي الفيلم بمبالغ خيالية اضافة الي هناك جزء خدمي للوزارة من خلال انتاج
هذه الافلام.
أخبار النجوم المصرية في
10/10/2009 |