كمال رمزي: ليس لدينا بترول وصناعاتنا محدودة ونستورد أكثر مما نصدر، فليس لنا الا السينما.

يرى الناقد السينمائي كمال رمزي أن السينما "لا تزال حكرا على مصر"، وله في ذلك أسبابه، اذ يقول "هناك محاولات للنهوض في السينما اللبنانية والسورية، وإنتاج كبير من الناحية الكمية في المغرب، ولكن معظمها في إطار المحاولات، وذلك يرجع إلي وجود قاعدة صناعية راسخة في مصر، فضلا عن قدرتها علي جذب النابغين من البلدان العربية خاصة في مجال التمثيل، والآن أيضا بدأ جذب مخرجي الشاشة الصغيرة".

ويضيف "صناعة السينما في مصر من الناحية الكمية لا تزال تنتج أكبر عدد من الأفلام، لكن علينا ألا ننسى بعض التجارب المهمة من الناحية الفنية في البلاد العربية. إن الكثير من المثقفين بدأوا يلتفتون للسينما كنوع من القوة الناعمة التي تتميز بها مصر".

ويتابع رمزي قائلا "ليس في مصر بترول ولا تزال صناعتها محدودة واقتصادها هامشي وما تستورده أكثر مما تصدره، وبالتالي فإن قوتها الناعمة تتمثل في الثقافة والإبداع خاصة الإبداع السينمائي، ودليلي على هذا أن أي مهرجان عربي يكون من شروط نجاحه وجود نجوم وسينمائيين وأفلام مصرية".

ويؤكد الناقد السينمائي المصري أن السينما المصرية "ولدت في أزمة وكانت أزمتها في البداية أزمة مزدوجة، أزمة معرفة هذا الفن الجديد من ناحية وسيطرة الاستعمار والقصر الملكي من ناحية أخرى".

ويقول ايضا "لكنها نمت وكبرت، واجهت أزمة رأسمال وأزمة حرب عالمية ثانية وأزمة الرقابة ثم ترنحت ما بين القطاع الخاص والعام، ثم تفكيك القطاع العام، ثم أزمة دور العرض، ولن نطيل في هذا الجانب".

ويضيف "إن السينما المصرية استطاعت أن تخرج من كل هذه المآزق، وتظل نابضة بالحياة، ومن الملاحظ أن موجات التجديد فيها لا تتوقف، وأسماء جديدة من كل جيل تضيف إبداعا قد يكون مستندا على ما سبق، ولكن تضيف نفحة لا يستهان بها، هكذا كان الحال: جيل الأجداد صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وعز الدين ذو الفقار، ثم جيل يوسف شاهين، وفي مرحلة لاحقة نجد علي بدرخان ورأفت الميهي ثم محمد خان وخيري بشارة، والآن أحمد ماهر وكاملة أبو ذكري، كل جيل يخرج لنا نخبة متميزة".

ومع كل ذلك يرى رمزي أن صناعة السينما في مصر بها قدر كبير من العناء ولكنها لا تزال قادرة على الصمود والتقدم، ويقول "في كل عام يقال ان السينما المصرية لن تنتج إلإ ثلاثة أفلام، ونفاجأ أن العدد يقرب من الثلاثين فيلما، هذا من الناحية الكمية، وستجد علي الأقل أربعة أو خمسة أفلام متميزة في كل عام، أما البقية فهي أفلام تجارية، ولا تنسى أن الأفلام التجارية سواء عندنا أو في العالم كله هي سبب بقاء السينما علي قيد الحياة".

ويعتبر رمزي أن "التدين السياسي في مصر يلعب دورا في التأثير على صناعة السينما المصرية، لكن الناس في مصر تنغمس سرا في المشاهدة وتهاجم علنا، وأكثر الأفلام رواجا هي أكثر الأفلام التي تتعرض لهجوم بادعاء خروجها على مناطق التابو".

وحول الافلام الكوميدية، يقول انها من أهم الأنواع السينمائية في مصر، "تاريخها طويل منذ علي الكسار ونجيب الريحاني حتى أحمد حلمي، مرورا بطابور طويل يتضمن أسماء كبيرة كإسماعيل ياسين وماري منيب وفؤاد المهندس وشويكار ومدبولي.

لقد علمنا تاريخ الفنون وعلمتنا الحياة أنه لا يمكن أن تصادر احتمال نهوض المتعثر نهوضا جديدا، وبالتالي لا يمكن القول بأن محمد هنيدي أو عادل أمام أو غيرهما انتهى دورهم على الشاشة.

ويؤكد رمزي أنه مع كل مهرجان سينمائي يقام في أي بلد عربي، "لكن أحب أن أنوه أن عدد المهرجانات المقامة في دولة مثل أسبانيا لا يقل عن ثلاثة أضعاف عدد المهرجانات المقامة في جميع دول البلاد العربية، المهرجانات حق من حقوق الشعوب، وبالتالي أرى أن قيمة أي مهرجان يعتبر استعادة لحق غائب للجماهير المتوفرة".

ويرى أن "مهرجان الشرق الأوسط بأبوظبي يتمتع ببنية أساسية قوية من حيث توفر دور العرض، وتوفر الأفلام فضلا عن درجة معقولة من التنظيم، والملفت هنا تلك المسابقة الخاصة بأفلام من الإمارات وهي أفلام مهمة وطموحة أظن أن صناعها سيزدادون خبرة ودراية بتتبعهم للإنتاجات الحديثة".

ميدل إيست أنلاين في

26/10/2009