من أبوظبي.. إلي دمشق.. إلي القاهرة.. إلي دبي
وغيرها
عندما اجتمع رؤساء المهرجانات في مهرجان القاهرة في دورته قبل
الماضية..
حضرت الاجتماع بصفتي أحد الرؤساء..
وتحدث كل رئيس مهرجان عن المشكلات
بالنسبة لمهرجان بلده..
أما أنا فقد تحدثت عن كثرة المهرجانات العربية التي قد
تزيد علي عشرة وتتداخل في مواعيد عرضها في شهرين أو ثلاثة من كل عام هي
سبتمبر
وأكتوبر ونوفمبر..
وانه يجب التنسيق بين هذه المهرجانات للاستفادة منها..
واستمر الاجتماع حوالي ساعتين..
ونزل الضيوف لتناول طعام الغداء علي أن
يعودوا
لكتابة التوصيات وانتظرنا أنا وأحد منظمي المهرجانات لكنهم لم يعودوا.. ولم
تكتب
التوصيات!
وهذا ما حدث أيضا في دورته الماضية حيث اجتمع أيضا رؤساء
المهرجانات.. والتي حضرها من دمشق رأفت شركس الأمين العام لمهرجان دمشق..
وطالبت بنفس الطلب الذي تقدمت به من قبل لكنه لم يجد أي صدي من
المسئولين والقي
رأيي أيضا في سلة المهملات!
>>>
لقد كثرت مهرجانات السينما في
الدول العربية..
وبعض هذه الدول ليس فيها أصلا صناعة سينما مثل دول الخليج وليس
لها أفلام.. وفي رأيي أن هذه الدول الغنية بالبترول هي مهرجانات سياحية
فنية..
حيث تدعو البلد المستضيفة أشهر نجوم السينما في العالم..
من هوليوود وأوروبا
والشرق الاقصي ومصر وغيرهم..
وتنفق هذه البلاد بسخاء علي الضيوف الذين تأتي بهم
بطائرات خاصة.. غير الهدايا القيمة والمجوهرات..
أما الفيلم الفائز فهم
يتعاملون مع نجومه بالدولارات
غير الهدايا طبعا.
لهذه الاسباب لا تجد
الافلام المصرية حظها من العرض في بلدها..
بل ان كل عام تحدث نفس المشكلة وهي عدم
وجود فيلم مصري..
وهذا ما عانينا منه بالنسبة لمهرجان القاهرة والاسكندرية..
واذكر مرة انني طلبت من احدي الفنانات عرض
فيلم لها في مهرجان الاسكندرية..
وافقت في البداية ثم اعتذرت بعد ذلك وعرفت انها ستعرضه في مهرجان دبي.
وفي
رأيي أن أهم مهرجانين هما القاهرة ودمشق لأنهما معترف بهما دوليا بعد أن
أصبحا
أعضاء في اتحاد المنتجين بباريس وحصلوا علي الشرعية.
>>>
وأري
ان كثرة عدد الافلام في كل برامج المهرجانين والتي تصل الي مائتي فيلم
أحيانا..
فهو ليس من الايجابيات ولكنه احد أهم السلبيات..
فما هذا الكم الضخم من
الافلام.. وأين هي صالات العرض التي يمكن أن تعرف كل هذه الافلام.. واتساءل
هل
هي مباراة في كم الافلام التي تعرض في المهرجان..
وهل المهتمين بالسينما والنقاد
يستطيعوا أن يتابعوا كل هذا في سبعة أو عشرة أيام..
وبذلك قد لا تتاح لنا مشاهدة
أفلام مهمة.. خاصة في دمشق حيث لا يوجد دور العرض الصالحة للمشاهدة..
فلا
يوجد سوي دار عرض واحدة تضم صالتين للعرض هي سينما الشام، أيضا الاوبرا الذي
تشاهد فيها بعض الافلام المهمة..
ولكنها لا تجد الجمهور الكبير لانها بعيدة عن
وسط المدينة.
والمهرجانات العربية ظاهرة صحية اذا نسقت مواعيدها..
فالثقافة
والفن دائما هما السفير الذي يربط الشعوب ويقربها من بعض..
فقد تختلف الحكومات
سياسيا ويجمع الفن بين الشعوب.
ومهرجان دمشق الذي سيعقد غدا - ١٣ وحتي ٨
نوفمبر - في دورته الـ٧١.. يلتقي المهتمين بالسينما في جميع الدول العربية
والعالمية..
الجميع يتعايشون في فندق واحد هو فندق
الشام..
يلتقون بعد مشاهدة
الافلام في صالة الاستقبال يتحاورون ويتناقشون حتي وقت طويل من
الليل..
وتقام
الندوات التي يحرص النقاد علي الاشتراك فيها كل يوم..
وفي مهرجان دمشق لا تحس
بالغربة فنفس الوجوه التي تشاهدها هي التي تشاهدها كل
مرة.
>>>
لقد عاصرت مهرجان دمشق منذ بداياته..
كان محدودا..
مقصور علي عرض الافلام العربية وأفلام امريكا اللاتينية وأفريقيا.. ومنذ أن
تولي
الناقد السينمائي محمد الاحمد رئاسة مهرجان دمشق استطاع أن يطور المهرجان
في وقت
قصير بالنسبة لعمر المهرجان فقد دأب علي حضور المهرجانات
العالمية وأقام علاقات
جيدة مع مسئوليها ورؤسائها..
وأصبح المهرجان عالميا يقدم كل سينمات العالم
واستطاع أن يحصل علي الشرعية العالمية من اتحاد منتجي السينما بباريس..
ومنذ
العام الماضي أصبح يقدم كل عام.
>>>
ومهرجان دمشق يأتي موعده
بعد مهرجان أبوظبي وبعده مباشرة مهرجان القاهرة..
ثم مهرجان دبي..
الي غيرها
من الدول العربية.
والشعب السوري يحب الفنانين المصريين ويناديهم بأسمائهم في
المسلسلات ويتجمهرون علي باب الفندق لمشاهدتهم حينما يخرجون
وأيضا في دور العرض..
واذكر من هؤلاء النجم الراحل كرم مطاوع والنجمة نبيلة عبيد وأحمد زكي ومحمود
عبدالعزيز وغيرهم - أما يوم عرض الفيلم المصري فصالة العرض كاملة العدد بل
أن
الجمهور يفترش الارض ليتابع الفيلم.
>>>
ويتباري مهرجان القاهرة
ودمشق أيضا في حفلات الافتتاح..
وهي التي اخترعها مهرجان القاهرة منذ بدايته
واستمر حتي الآن.. ونقلت منه المهرجانات العربية الاخري هذا الطقس..
في حين نري
في المهرجانات العالمية غير ذلك تماما..
فالرئيس أو وزير الثقافة أو العمدة هو
الذي يفتتح المهرجان بعد أن يقدم هيئة التحكيم علي المسرح ثم
يبدأ الفيلم
مباشرة.
ولظروف الحالة الاقتصادية في العالم الغيت حفلات الاستقبال في
المهرجانات العالمية وأصبحت قاصرة علي النجوم..
كما قامت أيضا بضغط أيام
المهرجان.. مهرجان برلين أصبح مقصورا علي
٩
أيام بعد ان كان أسبوعين..
ومهرجان القاهرة
٠١
أيام بدلا من أسبوعين ومهرجان دمشق
٧
أيام بدلا من عشرة
أيام..
ومهرجان الاسكندرية خمسة أيام بدلا من
أسبوع.
وأري أن أهم حفلات
الافتتاح هي حفلات مهرجان دمشق الذي يقدم فكرا متطورا وعرض سينمائي مسرحي
مبدع..
هذا الحفل الذي يعد له منذ فترة طويلة وفي هذا العام فإن القيمة الاساسية
مأخوذة
عن أهم عشرة أفلام في تاريخ السينما..
مثل »ذهب مع الريح « و»العراب« و»صوت
الموسيقي« وغيرهم.
ويقدم المهرجان فقرة عن القدس الذي يحتفل بها هذا العام
عاصمة الثقافة العربية.
وأيضا فقرة عن نجيب الريحاني بمناسبة مرور مائة عام
علي ميلاده بصفته الكوميديان الاهم في تاريخ السينما العربية.. وهو نوع من
الوفاء
لرائد الكوميديا واعظمها..
وهو أيضا تكريم لمصر.
وفي الواقع انك تعيش مهرجان
دمشق طوال أسبوع علي مائدة سينمائية مليئة بكل المشهيات.. بل انك تحصل علي
هدية
قيمة تحملها عند عودتك هي مجموعة من الكتب السينمائية المهمة مثل »مارلين
مونرو«
و»الان ديلون« و»جيمس دين« و»شكسبير والسينما«
و»ستانلي كدبريك«
وغيرهم.
أخبار النجوم المصرية في
29/10/2009 |