تأخّر صنّاع فيلم «أولاد العم» ثلاثة شهور لإقامة مؤتمرهم الصحافي. هكذا،
عُقد المؤتمر، أول من أمس، بعد عودة فريق العمل من جنوب أفريقيا وقبل السفر
إلى سوريا لاستكمال التصوير. وكان جهاز الاستخبارات المصري قد طلب تجميد
التصوير لغاية الاطّلاع على السيناريو، ما غيّر كل خطط طاقم العمل. لكن تلك
الأزمة التي تُعدّ الأولى من نوعها، كان لها إيجابيات غير متوقعة. أولاً،
أدى تعطّل التصوير إلى خروج الشريط من سباق الموسم الصيفي الذي يشهد حالة
اضطراب لأسباب عدة، أبرزها المخاوف من أنفلونزا الخنازير. ثانياً، حظي
الفيلم بدعاية ستفيده لدى عرضه جماهيرياً في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
والأهم أنّ المؤتمر الصحافي شهد حواراً إيجابياً نادراً من نوعه بين
الصحافيين والمخرج شريف عرفة الذي أعلن استياءه من الطريقة التي تعاملت بها
الصحف مع الأزمة وأدت إلى شائعات عديدة كانت سبباً غير مباشر في توقف
الفيلم، بالإضافة إلى إصرار الصحافة على حرق القصة. لكنّ الصحافيين ردّوا
بأن المعلومات غير الدقيقة نتجت من حالة السرية الشديدة التي أحيطت بالعمل
منذ تصويره، بل ترويج أسماء وقصص غير صحيحة في البداية. وكان المطلوب فقط
إعلان مضمون الفيلم. عرفة أكّد صحة هذه الانتقادات، لكنّه رأى أنّ المشكلة
تكمن في إصرار بعضهم على حرق كل الأحداث إلى درجة سرقة السيناريو ونشر بعض
المشاهد، مشيراً إلى أنّ الوقت لم يسمح بعقد المؤتمر قبل السفر إلى جنوب
أفريقيا، ثم تغيّرت الخطط تماماً بعد ذلك نتيجة الأزمة، وخصوصاً أنّ الفيلم
نفسه يصعب تلخيصه في سطور، بعيداً عن القصة المباشرة التي أصبحت معروفة
وتتناول مهمة رجل استخبارات مصري يريد استعادة امرأة مصرية من تل أبيب
والتصدّي لزوجها الجاسوس الإسرائيلي. يتناول الفيلم أساساً العلاقة بين
المجتمع المصري والإسرائيلي ويكشف الكثير من خبايا الفكر الصهيوني ويخالف
الصورة الذهنية عن الإسرائيليين التي كرّستها مسلسلات الاستخبارات المصرية.
عرفة الذي كان أكثر المتحدثين في المؤتمر، قال إنّ الاستخبارات احترمت النص
ولم تطلب إجراء تغييرات، مضيفاً أنّ سوء التفاهم حدث نتيجة عدم قيام
الرقابة بالحصول مسبقاً على موافقة الاستخبارات قبل السماح بتصوير الفيلم.
أما عن طول فترة تجميد العمل في كواليس الاستخبارات، فقال عرفة إنّ
«التعامل هنا مع أرفع جهاز أمني في البلاد، والقرار لا يأخذه مسؤول واحد بل
لجنة على مستوى من حقّها أن تحصل على الوقت الكافي».
الموعد: عيد الأضحى
المؤتمر الصحافي تأخّر ساعة كاملة بسبب تأخر وصول كريم عبد العزيز ومنى زكي
وشريف منير، وحضره أيضاً المؤلف عمرو سمير عاطف والمنتج هشام عبد الخالق.
وأكد الأخير أنّ التصوير سيبدأ قريباً بين مصر وسوريا تمهيداً لعرض الفيلم
في عيد الأضحى، علماً بأن الكلفة وصلت حتى الآن إلى 3 ملايين دولار. ومن
سوريا، يشارك في البطولة سليم كلاس والوجه الجديد كندا، ومن مصر انتصار
وخليل مرسي وصبري عبد المنعم. وقد انتهى شريف عرفة (الصورة) من تصوير 70 في
المئة من المشاهد، فيما أكد استغلاله فترة التوقف في مونتاج المشاهد التي
تم تصويرها
الأخبار اللبنانية في
25/06/2009 |