مسلسل 'صبايا' من الأعمال
التلفزيونية التي إنتهى تصويرها مؤخراً في دمشق، وسيعرض على
شاشة روتانا خليجية
التي دعت مجموعة من الصحافيين إلى موقع التصوير الأساسي داخل منزل فسيح في
مساكن
برزة. في هذا المنزل أمضى فريق العمل 74 يوماً من التصوير في مسلسل 'صبايا'
الذي
تروي فيه الكاتبة رنا الحريري بقالب اجتماعي كوميدي خفيف
حكايات خمس من الفتيات
جمعهن منزل واحد بعد قدومهن إلى دمشق لأهداف مختلفة، وإليهن تُضاف الجارة
الحشورة.
'صبايا' مسلسل نسائي بامتياز، للرجل حضور في بعض حلقاته بصفة الضيف.
وبعد
إنجازه لعدد من المشاهد سألنا المخرج ناجي طعمة عن مدى تقبل المجتمع لعيش
مجموعة من
الفتيات وحيدات في منزل؟ يقول: بسبب السفر إلى دمشق الفتيات
وحيدات. وقد استأجرن
مكاناً لهن لدى 'نور'. هدفها من تأجير منزلها كسر وحدتها وليس المال. وفي
توليفة
النص تصبح 'الصبايا' جميعاً كما الأخوات، وبالطبع هناك صراعات بين الأخوات
في
العائلة الواحدة. ويضيف: يطرح المسلسل عدة أفكار من أهمها
التحرر الملتزم للفتيات.
في الدراما دائماً تظهر الفتاة وهي تسند الرجل. بينما في هذا العمل البطولة
المطلقة
نسائية والرجل 'سنيد' للنساء. تلك الفتيات اللواتي يظهرن في هذا المسلسل
يمثلن
شريحة كبيرة من الفتيات في كافة البلدان العربية. ويفترض أن لا
ننسى أننا في سنة 2009.
نحن نقدم أفكارنا من ضمن مبدأ التحرر الملتزم رغم وجود الكثير من المغريات.
وهذا يعني وجود خطوط حمراء ليس ممكناً
تجاوزها. وانطلاقاً من هذه الأحداث نحاول
تقديم هذه الحكاية الظريفة والـ'لايت'.
وعن كاتبة النص يقول طعمة: إنها صديقتي
رنا الحريري نشأت وتربت وفق أسلوب الفكر المتحرر. وبمجرد
مشاهدة المسلسل سيظهر
فكرها وفكري كمخرج. كما سبق وقلت نحن في سنة 2009 ونسأل لماذا نخاف من
التحرر؟ نحن
سنكون بمواجهة تحرر ظريف فعلاً.
وعن أسس اختيار ممثلات هذه الدراما النسائية؟
يقول طعمة: لدينا في الدراما السورية نسبة كبيرة من الممثلات
المحترفات اللذيذات
والحلوات والاختيار كان سهلاً. وجدت ألذ خمس فتيات، وأكثر خمس فتيات
متفهمات للعمل
وكل منهن جاءت في مكانها بالتمام والكمال. كذلك كانت الوجوه الذكورية في
هذه
الدراما من باب الاستضافات من أهم الممثلين في سوريا كما باسم
ياخور، قصي الخولي،
عبد المنعم عمايري، محمد خير الجراح وغيرهم.
الممثل محمد خير الجرّاح يقوم بدور
'قدري'
ويقول: هو عمل سنرى من خلاله الطرافة الصادرة عن تلك المجموعة النسائية.
ومع
ذلك إن شاء الله أترك مساحة لهن. ففي المشاهد التي يبرز فيها 'قدري' لا
يتيح لأحد
أن يتكلم. فهو يتدخل في 'الحمة المحرقة'. هو ليس دور السلطة بل
قدري 'كثير غلبة'.
ويعتقد أنه يقدم خدمات لهؤلاء الصبايا، ويسند لنفسه مسؤولية حماية إحداهنّ
كونها
جارته. ومن هذا الباب يتورط في قصص كثيرة.
كندة حنا تؤدي دور 'سميحة' أخبرتنا
حكاية دورها: 'سميحة' طالبة جامعية جاءت من حلب إلى دمشق
لمتابعة دراستها في كلية
الحقوق، فتسكن مع الصبايا. هي شخصية مستهترة، تتحلى بالكثير من الطيبة
والسذاجة.
قدمتها بشكل 'مبالغ به' لتظهر وكأن الحياة
لا تعني لها خارج إطار وجودها. سذاجتها
تظهر في ملابسها وتصرفاتها، وردود أفعالها حتى على الأمور التي
تمسها.
نسألها
ماذا يعني لها أن يرى المخرج بشخصيتها ما يساعد على أداء دور الساذجة؟ تقول
كندة:
أسهل ما في الحياة أن 'يهبلها' أحدنا.
وتضحك.
الممثلة جيني إسبر تؤدي دور
'ميديا'
وهي أكبر الفتيات وخريجة معهد التمثيل. تقول: أكثر خريجي معهد التمثيل
يصدمون بالواقع، يبحثون عن فرص عمل والفرص تهرب منهم. وعندما تواجه 'ميديا'
الواقع
تقرر تغيير مهنتها التي سأتركها مفاجأة للمشاهد.
في تحليل الإيجابي والسلبي في
شخصية 'ميديا' تقول إسبر: هي إنفعالية وعصبية. ولهذا تلقبها
زميلاتها بالمجنونة.
وحتى ضمن صديقاتها هي تتصرف كـ'ستار'. وخارج محور زميلاتها دائماً تواجه
المقالب.
وفي المضمون هي فتاة طيبة وعفوية وتحب
زميلاتها في السكن. لكن مشكلة حياتها البحث
عن النجومية.
نسأل الممثل خالد القيش كيف رضي بدور الضيف في حين أنه على الدوام
في دور فاعل في مسلسلات أبطالها ذكور؟ يجيب ضاحكاً: في هذا المسلسل
بالتحديد حتى
ولو كنت كومبارس سوف أوافق على المشاركة لأني فعلاً أحب جداً
العمل مع الصبايا.
ويضيف بعد أن يلبس ثوب الجد: الجنس الأنثوي بنظري أهضم بكثير من الجنس
الذكري.
معهن نجد بعض الحنية في حين أننا نحن الذكور على قدر كبير من القساوة في
الحياة.
وهل تدعم الصبايا في الحياة كما أنت داعم لهن في مسلسل 'صبايا'. يجيب:
بحسب
الظرف. حدث أن دافعت عن إحداهنّ فقالت لي شو دخلك! وذلك خلال دراستي
الجامعية.
يؤدي خالد القيش في مسلسل 'صبايا' دور الممثل المشهور الذي يتعرف إلى 'ليلى' بعد أن يكون على معرفة ب 'ميديا'
ويحاول اللعب على الاثنتين معاً. وعندما
يزورهن في منزلهن يتفاجأ و'بياكل قتلة'. ويقول خالد: للمرة
ألاولى ألعب مثل هذا
الدور، أشعر بقوتي في الكوميديا، لكني حتى الآن لم أجد الفرصة الجيدة في
الدراما.
مدير الإنتاج من شركة بانا عماد حلاق يسهر على راحة الجميع ويعمل
جاهداً لتلبية طلباتهم أخذنا بعضاً من وقته لنسأل إن كان مرتاحاً ضمن
الحدود
المادية المتاحة له؟ فيقول: تنفيذ المسلسل من النوع المريح لأن
نصف المشاهد تصور
ضمن شقة 'الصبايا'. ونحن بمواجهة لمسات كوميدية خفيفة تنعكس على أجوائنا.
والعمل
يسير منذ اليوم الأول للتصوير بأسلوب سلس ودون مصاعب. كذلك فريق عملي من
المخرج إلى
الممثلات الخفيفات الظل، وفريق الماكياج والإضاءة والتصوير جيد جداً. نحن
نعيش في
هذا المنزل كأسرة واحدة.
ديما بياعة التي تؤدي دور 'نور' المحرك الأساسي للصبايا
تحدثت عن خصوصية دورها فقالت: نحن البنات الخمس من الممثلات المحترفات وهذا
يساعد
في إنجاز كادر التصوير بيسر. كما أننا خارج الكادر صديقات وكل
منا تعطي ملاحظاتها
للأخرى. فـ'صبايا' عمل جماعي وإن لم يحصل على الإنسجام الكامل سيكون 'أوت'.
ألعب
دور صاحبة البيت، صحيح أني أنصح الصبايا لكني في الوقت نفسه أقع في الكثير
من
المشاكل وأطلب نصيحتهن. المسلسل خفيف لطيف، وهو ليس بكوميدي
بقدر ما يتضمن الدراما.
ففي لحظات يستدرج المسلسل البكاء والتعاطف مع هؤلاء الفتيات. وفي لحظات
يجنح نحو
المضحك المبكي.
ديما الجندي كانت الأكثر ابتساماً ومرحاً طوال يوم العمل تحدثت
إلينا عن شخصية 'لبنى' بالقول: هي خريجة معهد إعداد رياضي أتت من ريف دمشق
بحثاً عن
فرصة عمل في العاصمة. هي شخصية إيجابية ساذجة، طيبة ومباشرة.
وفي عيشها مع الصبايا
تحدث لها تحولات كثيرة.
نستوضح من ديما الجندي إن كان 'صبايا' يظهر كمسلسل
انعكاس حياة المدينة على الفتيات القادمات إليها من بعيد؟ فتقول: فكرة
العمل بسيطة
والنص حياتي. ويكفي استيعاب الفكرة للعمل عليها. قد يكون
المسلسل حاملاً للرسائل ما
بين سطوره في كيفية تعامل الفتاة مع الشاب، وحدود تحررها، حب العمل والطموح.
المسلسل يحمل الكثير من الأفكار الهادفة.
وأتوقع منه الكثير من الفائدة للصبايا
اللواتي سوف يتابعنه.
الممثل فادي صبيح كان ضيفاً في ثلاث حلقات أدى خلالها
شخصيتين هما من نوع الكاريكاتير. ويقول: مهما كان حجم الشخصية في العمل
أعتبرها
تحدياً للممثل. وفي هذا المسلسل ألعب في إحدى الشخصيات دور
'سامي الوحش'. إنها
شخصية شاب ناعم جداً يسعى للتعارف مع 'سميحة'، ويحاول على الدوام إثبات
شخصيته.
والدور الثاني هو شخصية ممثل ضمن عمل
درامي. سيكون لعمل 'صبايا' جاذبيته الخاصة
لكونه بطولة نسائية مطلقة. كما أنه من إنتاج شركة بانا التي
تسعى ليكون لها سلوكها
المختلف في الإنتاج التلفزيوني.
وختم صبيح بالقول: ليس أحق من المرأة في وصف
خصوصياتها. ومن المؤكد أن وجود رنا الحريري في هذا النص له
دوره الكبير
جداً.
الممثلة نسرين طافش عبرت عن سرورها وحبها لشخصية 'ليلى' وللنص الذي
تراه
فريداً جداً وتقول: هو نص يلامس الشباب والشابات في عصرنا. ونظراً
للتابوهات في
وطننا العربي نتجنب الحديث عن بعض الظواهر كمثل وجود الفتيات
في منزل لوحدهنّ،
إبعاداً للمناوشات. أنا واحدة من الفتيات اللواتي جئن إلى الشام في عمر
ال17 سنة في
حين أن عائلتي تسكن في حلب البعيدة ست ساعات، والهدف كان الدراسة في المعهد
العالي
للفنون المسرحية. وكان هناك العديد من الفتيات من كل مناطق
سوريا وكذلك من لبنان
والخليج. ولأني كنت أسكن بمفردي جاء المسلسل كجزء من حياتي الواقعية وهذا
ما أحببته
في العمل.
هل تشبهك شخصية 'ليلى'؟ تقول: أبداً. والدتها روسية ووالدها سوري
وتقرر بعد وفاة والدها الاستقرار في سورية لمتابعة دراستها الجامعية، وتعمل
عارضة
أزياء لتنفق على نفسها. وهي إنسانة تعشق القراءة وتطوير الذات.
كما أنها سيئة الحظ
في الحب رغم كثرة المتوددين لها.
جارة الفتيات الخمس نيبال جزائري وبعد أن أنهت
تصوير دورها وصفته بالقول: 'هزار' لها عشرة عمر مع صاحبة
المنزل 'نور'. جمعتهما
وحدتهما. 'هزار' ذكية جداً وتحب الحياة، مرحة ومتحركة. كما لا تتوانى عن
التدخل
بشؤون الفتيات من خلال أسلوبها المرح. هي دائمة البحث عن إنسان يشغل
حياتها. كما أن
طبيعة 'هزار' اجتماعية جداً.
وتضيف: انفتاح مسلسل 'صبايا' قريب جداً من الواقع
وليس صادماً على الإطلاق. ففي سوريا الكثير من الصبايا اللواتي ينتقلن من
مدينة إلى
أخرى بحثاً عن العمل أو الدراسة. وبظني أن المسلسل جديد في موضوعه
وخصوصيته. وهو
يتعامل مع انفتاح المجتمع بمنطق وعقلانية.
القدس العربي في
14/07/2009 |