نعم العالم كله يعيش أزمة اقتصادية ومنظمات الصحة العالمية
تحذر الناس من الإقبال علي التجمعات حتي لا يصبح المناخ مهيأ لأنفلونزا
الخنازير
وأول الأماكن المستهدفة هي دور العرض السينمائي..
ايضا توافق امتحانات الطلبة مع
بداية موسم الصيف السينمائي مما أثر بالسلب بالطبع علي إقبال الجمهور ورغم
ذلك فان
مؤشرات ايرادات الافلام لو أننا نحينا جانبا كل العوامل الخارجية السابقة
سوف تطل
علينا أزمة أشد ضراوة وهي مستوي الافلام المعروضة التي شاهدها
الناس والتي جاءت
ايراداتها مخيبة لكل التوقعات؟!
السينما فن وصناعة او هي بالأصري صناعة فن
ينبغي ان تنضبط المعادلة الاقتصادية أولا لتبدأ عجلة الانتاج
في الدوران..
هناك
ولاشك خلل ما حتي كتابة هذه السطور لم يتبقي من أفلام الصيف سوي »٠٠٠١
مبروك«
و»طير انت« و »العالمي«.. امتلأت دور العرض بالأفلام الاخري التي لاتزال
تتشبث بالشاشات ورغم ذلك فان الايرادات باستثناء فيلمين فقط »عمر وسلمي« و »الفرح«
لا تبشر بنجاح تجاري يساوي الميزانيات المرصودة؟!
نقرأ كثيرا عن
تراجع اكثر من شركة انتاج عن مشروعات ضخمة دفعت فيها عربون وتعاقدت مع عدد
من
النجوم والفنيين ثم تبددت..
مثلا »ستانلي«..
»محمد علي« و »فرقة ناجي عطا
الله« وغيرها هذه الافلام بعضها قد تم تحديد مواعيد تصويرها إلا أن المؤكد
أن
الدراسات الاقتصادية لم تأت لصالحها فكان الايقاف هو الحل؟!
قد تتدخل عوامل اخري
ايضا فليست فقط المعادلة الاقتصادية هي التي تحدد التوجه الانتاجي إلا ان
الأمر
المؤكد هو ان هناك تراجعا أتصوره -
وأرجو ألا أكون مخطئاً
- سوف يخلق نمطا
انتاجيا مغايرا لن تتوقف السينما ولكنها سوف تبحث عن وسائل اخري تعيد لها
الحياة..
في السنوات الأخيرة ظهرت أفلام محدودة الميزانية
Lowdudjet
٠٩٪
من هذه
الأفلام كانت مصنوعة بمواصفات العرض في قنوات التليفزيون التي أنشئت مؤخرا
حيث صار
لدينا محطات فضائية لديها مساحة فارغة لا تجد افلاما جديدة تعرضها فهي
قنوات
سينمائية لا تستطيع ان تعيش فقط علي التراث القديم للسينما كما
انها علي الجانب
الاخر تري ان السوق يفرض عليها أرقاما لجلب الأفلام الجديدة تتجاوز قدرتها
الشرائية وأيضا العائد الاعلاني المرتقب من هذه الأفلام..
الأفلام المحدودة
الميزانية رغم ما فيها من عيوب قاتلة الا انها منحت الفرصة
لعدد محدود من الموهوبين
سواء ممثلين او مخرجين وهؤلاء لم يكن السوق التقليدي يرحب بهم وهكذا فان
هذه
الافلام أشبه بمعمل تفريخ لبعض الموهوبين صحيح أن التجربة العملية لم تسفر
عن نجاح
من الممكن الاعلان عنه ولكنها دفعت في اتجاه تشغيل عدد من الفنانين الجدد
ولا
نستطيع أن نعتبر هذه الأفلام لا تدخل في إطار السينما
التقليدية لانها في واقع
الامر تنتمي إلي شركات الانتاج التي تقدم الأفلام التقليدية وعلي هذا فلقد
ظهر
موازيا لها نمط اخر أراه هو القادر علي ان يقدم لنا افكارا اهم مثل أفلام
»عين
شمس« لابراهيم بطوط و»بصرة«
لأحمد رشوان »هليوبوليس«
لاحمد عبدالله هذه
الافلام شاركت في مهرجانات وتنتظرها مهرجانات وحصدت بعض الجوائز.. الفيلم
الوحيد
الذي وجد طريقه للعرض مع الناس هو »عين شمس«..
تعتمد هذه الافلام علي حضور صانع
الفيلم المخرج فهو يعبر عن افكاره سواء استعان ببعض النجوم أو الذين في
بداية طريق
النجومية أو أنه أسند بطولة هذه الافلام الي عدد من الوجوه الجديدة فهي
أفلام تنتمي
إلي حقيقة السينما التي هي بالدرجة الأولي تعبير عن ارادة المخرج وليس كما
نري في
مصر خضوعا مطلقا لما يريده النجوم..
الأفلام الثلاثة تشكل توجها من الممكن ان
يخلق تيارا يدفع في اتجاه التعبير نحو سينما مختلفة وبالطبع لا ينبغي أن
نتوقع لهذه
الأفلام أن تحقق ايرادات في دور السينما ولن تتهافت عليها شركات التوزيع بل
انه في
ظل نظام الاحتكار الذي لم تتصد له الدولة حتي الان بينما نجد
أن أعتي الدول
الرأسمالية الولايات المتحدة الأمريكية منذ الأربعينيات منعت شركات التوزيع
من
الانتاج والعكس وذلك حتي لا يسيطر اتجاه واحد علي الأفلام السينمائية وهكذا
جاء
هذا الفصل الذي يحمي الصناعة..
في مصر لم يفكر احد في التصدي للاحتكار والحقيقة
ان الجهة الوحيدة المنوط بها ذلك هي الدولة لأن الأمر يحتاج إلي قانون وليس
قرارات
شجب..
التجربة لم تنجح تجاريا في دور العرض مع
أول الافلام »عين شمس«
لان
الجمهور ايضا يبدأ في التعرف علي الفيلم من أسماء أبطاله لم
يحطم هذا النمط الا في
عدد محدود جدا من التجارب السينمائية اذكر منها »أوقات
فراغ« لمحمد مصطفي قبل
ثلاث سنوات ذهب الجمهور الي دار العرض مؤيدا للتجربة التي حملت بالفعل قدرا
من
الطزاجة الفنية..
الامر يبدو الآن أصعب امام التجارب الاخري ورغم ذلك فان هذا
التيار الفرعي لن يتوقف؟!
يتبقي النمط الانتاجي التقليدي الراسخ في السينما
الان وهو نظام النجوم الذين يستحوذون علي القسط الوافر من ميزانيات الأفلام
ولا
يحققون علي المقابل ايرادات تساوي اجورهم..
هناك محاولة لكي يتم اقتطاع نسبة من
الشباك متفق عليها بين النجوم، وشركات الانتاج يحصل بمقتضي هذه النسبة النجم
علي اجره وكلما ازدادت ايرادات الشباك زاد الاجر..
هذا النمط مثلا نراه في
المسرح »عادل امام« يحصل علي ٣٣٪ من الايراد اليومي للمسرحية التي يلعب
بطولتها وعلي مدي تجاوز
٥٢
عاما يجري هذا الاتفاق مع
»سمير خفاجة« باعتباره
صاحب فرقة المتحدين وبينهما توافق في هذا الاتجاه ولكن في قانون السينما لا
أتصور
الامر سيتم تنفيذه بسهولة الا اذا اتفقت كل شركات الانتاج علي فرض ارادتها
وهذا
بالطبع مستحيل في ظل الصراع الدموي الذي نراه بين أكبر شركتين
في مصر رغم انه في ظل
مغالاة النجوم في اجورهم يعتبر هذا هو الحل الامثل خاصة وان »جوودنيوز«
واحدة
من اكبر شركات الانتاج ومعها
A R T
واحدي الشركات الكويتية اعلنت عن هذا
التوجه..
الا انه لا يكفي ان تعلن شركة حتي لو كانت
لديها قوة اقتصادية عن توجه
ما حتي تفرضه علي السوق؟!
صدمة الايرادات في السينما أراها ضربة سوف تؤدي إلي
البحث عن جديد وأراهن دائماً علي الحكمة الصينية التي تقول
»السم الذي لا
يقتلني يزيدني قوة«.. ان صدمة الايرادات سوف تخلق سينما جديدة..
أظن ذلك
وارجو الا يخيب ظني!؟
أخبار النجوم المصرية في
16/07/2009 |