نموذج متميز للفنانة
الملتزمة، هكذا هي الممثلة والمخرجة الايرانية نيكي كريمي، التي استطاعت ان
تؤكد
حضورها أولاً كممثلة من الطراز الأول حصدت الكثير من الجوائز، وثانياً
كمخرجة تمتلك
الرؤية والموقف الفني والابداعي الواضح، ولهذا تجدها ضيفة
دائمة على كبريات
المهرجانات السينمائية، تارة من خلال أعمالها كممثلة أو مخرجة، وأيضاً عبر
مشاركاتها في لجان التحكيم، حيث تمتلك التجربة والثقافة، وأيضاً الطلاقة
التامة في
التعامل مع اللغة الانكليزية. وفي هذه المحطة، نحاول الاقتراب من هذه
النجمة التي
حملت اسم بلادها الى العالم، دونما ضجيج، أو خطب أو بيانات...
ظلت (بحجابها)
و(شادورها) تجوب العالم، تقول الكثير دون
ان تصرح، في أفلامها خطاباً واضحاً،
وموقفاً صريحاً، بالذات، فيما يخص قضايا المرأة في بلادها.
خلال تقديمها
لفيلمها الروائي الأول «ليلة واحدة» الذي قدمته في تظاهرة «نظرة ما» في
مهرجان
«كان»
السينمائي الدولي عام 2004 يومها قالت: الاخراج وسيلتي للتعبير... لم يعد
التمثيل يستوعب طاقتي.. وفكري.. والقضايا التي تحيط بي.. لهذا ذهبت الى
الاخراج..
لأكتب.. وأصور.. واخرج.. وأقول. وفي عام 2006، قدمت فيلمها الثاني- وبعد
أيام عدة -
حيث قالت نيكي كريمي: الصورة السينمائية
أكبر من البيان السياسي... أنا ضد
التصريحات والخطب، أنا أقرن الموقف بالعمل، الصورة هي وسيلتي للتعبير، ولأن
أقدم
قضايا الإنسان في بلادي.
هل تريدون المزيد؟
ان التعرف على المبدعين
في العالم، وفي إيران على وجه الخصوص، اليوم، يظل من القضايا والموضوعات
الخصبة،
ورغم ما تمتلكه المخرجة نيكي كريمي من علاقات دولية، في
الولايات المتحدة وأوربا،
إلا انها فضلت ان تكون مواقفها محصورة في الاطار السينمائي الابداعي،
بعيداً عن
التصريحات والبيانات... وهي تؤكد:
ايران اليوم أمام كم من المتغيرات، وعلينا
ان نفكر بمنهجية عقلانية في دعم تلك المتغيرات، وتجاوز صيغ المواجهة.
ونتعرف على
نيكي كريمي. انها من مواليد 1971 في طهران، ولعلها اليوم النجمة والمخرجة
الاكثر
شهرة على الصعيد الدولي، بدأت مشوارها الفني، من خلال فيلمها
الاول «سارة» مع
المخرج داريوش مهراجوي، وعن ذلك الفيلم حصلت على جائزة افضل ممثلة في
مهرجان «سان
سباستيان» السينمائي الدولي في اسبانيا، وايضا جائزة مهرجان نانت.. بعده
قدمت اكثر
من 45 فيلما، حصدت من خلالها كما من الجوائز في مهرجان «تاورسينا» والقاهرة
السينمائي الدولي و«الفجر».
وفي عام 2001 ومع المخرج الكبير عباس كياروستامي
قدمت فيلمها الوثائقي الاول «ان تملك او لا تملك» وفي عام 2004 قدمت فيلمها
الروائي
الأول «ليلة واحدة» عن معاناة فتاة ايرانية شابة تجد نفسها مضطرة ان تقضي
ليلة خارج
المنزل لتشاهد عالم طهران في الليل بكل قسوته وتوحشه.
في رصيد نيكي كم متميز
من الاعمال السينمائية المهمة منها «ألف امرأة مثلي» و«الجيل المحترق»
و«رائحة قميص
يوسف» و«اغواء». وشاركت في تقديم عدد من السيناريوهات والنصوص
منها «الهروب» و«أوتو
ستوب» وغيرها. وفي رصيدها ايضا عضوية لجان تحكيم دولية مهمة من بينها
مهرجان برلين
وكان ولوكارنو وايضا رئاسة لجنة تحكيم مهرجان ريكافيك السينمائي الدولي.
وفي رصيدها
ايضا كم من الدراسات النقدية السينمائية وثقافة اللغات التي تحمل توقيع عدد
بارز من
نقاد السينما العالمية تؤكد موهبتها ونضجها الفني، وايضا اللغة السينمائية
التي
تستخدمها، وهي امتداد للسينما الايرانية الجديدة، التي يقودها
عدد معروف من
المخرجين من بينهم عباس كياروستامي ومحسن مخلبفاف وبهمن قوبادي وغيرهم، حيث
الكاميرا تتحرك بلا تكلف.. ترص.. وتكشف.. وتبوح. ونخلص.. ينكي كريمي، نموذج
متفرد
للسينمائية المبدعة والملتزمة بقضايا
شعبها.
Anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
17/07/2009 |