|
بعد مشوار طويل من الفن الجميل أصبحت الفنانة انتصارالشراح واحدة من أهم
“الكوميديانات” في الكويت والخليج، إذ تتمتع بخفة ظل وحضور وتلقائية ما
جعلها تحتل مكانة متميزة في خريطة الدراما والمسرح. ولاتزال رغم خبرتها
تتعامل مع الفن بروح الهواية حتى لا تضطر الى قبول أعمال دون المستوى، وترى
أن الفنان الحقيقي يعاني من الدخلاء على الوسط الفني. قاب 3”، اللذان تعول
عليها كثيرا نظرا للمجهود الذي بذل فيهما، وأكدت في حوار معها أنها قدمت في
كل منهما دوراً متميزاً تمنت ان ينال رضا الجمهور.
·
ما هو نشاطك الفني خلال رمضان
المقبل؟
- رمضان يعتبر سوقا رائجة للدراما العربية بشكل عام، ويحرص معظم المنتجين
على عرض أعمالهم في هذا الشهر الفضيل، نظراً إلى أن معظم الأسر تستمتع
بمشاهدة التلفزيون، ما يرفع نسبة المشاهدة بشكل كبير. وحاليا أصور الجزء
الثالث من المسلسل البدوي “عقاب 3” بعد نجاح الجزأين الأول والثاني.
كما انتهيت قبل فترة من تصوير عمل آخر بعنوان “سوق واجف” مع مسرح السلام،
وهو من تأليف عبدالله المسلم، وهو مسلسل ضخم يمزج بين الكوميديا والتراث من
خلال طرح قضايا اجتماعية تهم الأسر الخليجية.
·
أنت مسجونة داخل قالب كوميدي،
فهل لا تجيدين التراجيديا أم أنك تؤمنين بتخصص الفنان؟
- لا يوجد شيء اسمه تخصص، فالفنان الجيد يستطيع تأدية كل الأدوار، لكن
أحيانا عندما ينجح في أداء لون معين تجد المخرجين يسارعون إليه لتقديم نفس
اللون، وبالنسبة إلي أحب المسرح والضحك والكوميديا، وأعتقد ان الأعمال
الكوميدية تساهم ولو بقدر بسيط في إسعاد الناس في زمن كثرت فيه المشكلات،
ولا يعني ذلك أنني لا أستطيع تقديم الأدوار التراجيدية مثلما فعلت في “لن
أمشي في طريق الأمس”.
·
هل أثر ارتداؤك الحجاب في نشاطك
الفني؟ وكيف ترين هذه الخطوة بعد سنوات من حدوثها؟
- ازداد اقتناعي بهذه الخطوة وإيجابياتها، ولا يمكن ان أندم على عمل جعلني
أقترب أكثر من ديني، وقبل الحجاب كنت ملتزمة بالتعاليم وأؤدي الفرائض
وعندما قدمت “بسمة على جدار الزمن”، وكان عملاً مشتركاً مع وزارة الأوقاف
وكنا كممثلات نرتدي الحجاب، شعرت بأنه لا يوجد شيء يعوقني عن الاستمرار في
تقديم فني به، ولم أتخوف من أن يتراجع الإقبال على التعاون معي، لأن هذه
أرزاق. وبعد هذه السنوات مازالت أمارس دوري كفنانة ملتزمة وأقدم أعمالاً
بالحجاب في التلفزيون والمسرح.
·
بعض الفنانات تراجعن عن الحجاب
والبعض الآخر عدن إلى الفن بعد الاعتزال فما رأيك؟
- لا أستطيع أن أحكم على الآخريات فكل فنانة لها ظروفها.
·
المشوار الفني يغص بالمصاعب، فهل
الفن يستحق كل هذا؟ وما هي الأشياء التي يمكن أن تزعجك خلال هذا المشوار؟
- الفن رسالة وقيمة وعطاء، ويستحق التضحية، برغم أشواكه، والمصاعب
والعراقيل موجودة في كل مجال، والفن ينتشلني دائماً من أي حالة حزن أو
مرارة يمكن أن أعيشها، فأزماتي النفسية وهمومي الخاصة تتلاشى بمجرد صعودي
خشبة المسرح، وأعيش حالة سعادة حقيقية، ويزعجني في الفن أن أشعر بأن ما
أقوله لا يسمعه أحد أو لا يفهمه، لأن هذا يعني ان الرسالة لم تصل.
·
هل هناك مضايقات تصادفك بسبب
الشهرة؟ وكيف تتعاملين معها؟
- الشهرة ونظرات المعجبين والمعجبات في الأماكن العامة تدخل على نفسي
السرور، فمثلاً أجد عائلات تبادر إلى تحيتي مع أولادي حينما أكون في نزهة،
لكن في الوقت نفسه هذه الشهرة تحد من حريتي فأشعر كأني مراقَبة وتصرفاتي
محسوبة عليّ، والناس تعتقد أن الفنان لا بد أن يكون سعيداً مبتسماً على
الدوام وهذا غير حقيقي، لأنه في النهاية إنسان.
·
ما أهم عيوبك ومميزاتك؟
- أنا جريئة وصريحة وكثيرون يتضايقون من صراحتي ويعتبرونها عيبا في، كما
أنني عصبية في بعض الأحيان، وأتمنى التخلص من هذا العيب، أما المميزات
فالآخرون يعرفونها أكثر مني، لكنهم يقولون إنني طيبة جداً.
حقوق
قبل انتشار الفضائيات كان حق الفنان الكويتي ضائعاً، فبرغم ما يتمتع به من
موهبة وقدرات فإنه كان محصوراً في بلده أو على مستوى الخليج فقط، لكن بعد
انتشارها حصل الفنان الكويتي على ما يستحقه من نجاح وشهرة على المستوى
العربي. والدراما الخليجية أصبحت مطلوبة وموجودة بشكل جيد، خصوصا في رمضان.
هذا بشكل عام، أما على المستوى الشخصي فالفنان الكويتي يعاني في كثير من
الأحيان من المرتزقة، فالمنتج يتحايل علينا قبل العمل ويطاردنا لكي نقوم به
ونتعاقد معه ويدفع جزءا من الأجر، وبعد انتهاء العمل يظل يماطل في الأجر،
ويدفعه على فترات طويلة، وأحيانا يأكل حقوقنا اعتمادا على أننا ليس لدينا
وقت للتقاضي.
الخليج الإماراتية في
27/07/2009 |
