من دون مفاجآت كبيرة، توّج الفيلم المصري "خلطة فوزية" لمخرجه مجدي
أحمد علي بالجائزة الكبرى "الأهقار الذهبي" لمهرجان الفيلم العربي بوهران
في دورته الثالثة المختتمة في وقت متأخر من ليلة الخميس، كما حصد فيلم
"خلطة فوزية" على جائزة ثانية، حيث نالت بطلته "إلهام شاهين" جائزة أحسن
ممثلة، فيما تقاسمت أفلام جزائرية ومغربية وسورية وتونسية بقية الجوائز، في
حين خرجت أفلام "رحلة إلى الجزائر" لعبد الكريم بهلول، "ميكانو" لمحمود
كامل، و"دكان شحاتة" لخالد يوسف صفر اليدين.
وفي أعقاب أسبوع كامل من التنافس، قررت لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة
الأفلام الطويلة، منح لقب مهرجان الفيلم العربي لـ"خلطة فوزية"، بشكل مغاير
لتوقعات المراقبين وجل الترشيحات، ومنحت اللجنة جائزة التنويه الخاص لفيلم
سينيستا لإبراهيم الطيب من تونس، وهو ما أثار تساؤلات عديدة بعدما ظهر
الفيلم هزيلا ومفرغ المحتوى بعيون جمهور النقاد والمتتبعين.
وعادت جائزة أفضل سيناريو للمخرج والسيناريست السوري "عبد اللطيف عبد
الحميد" عن فيلمه "أيام الضجر"، علما أنّ عبد اللطيف عبد الحميد (55 سنة)
نال الأهقار الذهبي في الطبعة الأخيرة بفيلمه "خارج التغطية"، فيما آلت
جائزة أفضل ممثل لحسان كشاش عن دوره في الفيلم الجزائري "أسد الأوراس"،
بينما أحرز المخرج المغربي "نور الدين لخماري" جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "كازانيغرا
(المغرب)، بالمقابل مُنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة آن ماري جاسر من
فلسطين عن فيلمها "ملح هذا البحر".
واعترف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي تولى رئاسة اللجنة، بصعوبة
الاختيار والمفاضلة بين الأفلام الأحد عشر المتنافسة، ورأى في ذلك بشارة
على آفاق واعدة للأفلام الروائية العربية، وقال إنّ ثلاث جلسات كانت تعقد
يوميا لتقييم الأفلام.
في الشق المتعلق بجائزة الأفلام الروائية القصيرة التي تنافس حولها
خمسة عشر فيلما، فازت المخرجة الجزائرية الشابة "صبرينة دراوي" جائزة
الأهقار الذهبي لأفضل فيلم روائي قصير (قيمتها 30 ألف دولار) عن عملها
المميّز "قوليلي"، وعلّقت صبرينة أنّ الجائزة تمثل لها قيمة هامة، خاصة
وأنّ العمل هو أول فيلم لها، مع الإشارة أنّها لم تدرس السينما ولم تتحصل
على دعم، وصورت الفيلم بأرخص كاميرا.
وعادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام القصيرة، إلى فيلم "ساعة
عصاري" للمخرج المصري شريف البنداري، وظفر المخرج اللبناني "زياد شهود"
بجائزة التنويه الخاص عن فيلمه "فينيل".
واعترفت الممثلة اللبنانية كلوديا مرعشليان رئيسة لجنة تحكيم الأفلام
القصيرة بصعوبة المهمة وشبهتها بتصنيف الأحلام، ولاحظت أنّ سبعة أفلام
استحقت الجائزة الأولى، إذ رأت في الأفلام المعروضة قدرا رائعا من المغامرة
والتعمق، ودعت صنّاع الأفلام الطويلة للنظر بعين مختلفة للأفلام القصيرة،
كما طالبت كلوديا بمنح الأفلام القصيرة في الدورات القادمة فضاءات أكبر من
حيث الزمان والمكان، مع إضافة جوائز.
بالتزامن، مُنحت جائزة القلم الذهبي (قيمتها خمسة آلاف دولار) لـ"أمير
العمري عن عمله "الزمن الباقي" لإيليا سليمان.
*قائمة المتوجين:
*الأفلام القصيرة:
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: فيلم " ساعة عصاري" للمخرج شريف البنداري
(مصر).
جائزة التنويه الخاص: فيلم "فينيل" لـ"زياد شهود" (لبنان)
جائزة الأهقار الذهبي لأفضل فيلم روائي قصير (قيمتها 30 ألف دولار):
قوليلي للجزائرية "صبرينة دراوي"
*الأفلام الطويلة:
جائزة التنويه الخاص: لفيلم سينيستا لإبراهيم الطيب من تونس
جائزة أفضل سيناريو: للمخرج والسيناريست السوري "عبد اللطيف عبد
الحميد" عن فيلمه "أيام الضجر"
جائزة أفضل ممثل: حسن كشاش عن دوره في الفيلم الجزائري "أسد الأوراس".
جائزة أفضل ممثلة: إلهام شاهين عن فيلم "خلطة فوزية" (مصر)
جائزة أفضل إخراج: نور الدين لخماري عن فيلم كازانيغرا (المغرب)
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: لآن ماري جاسر من فلسطين عن فيلمها "ملح
هذا البحر".
جائزة الأهقار الذهبي لأفضل فيلم طويل (قيمتها 50 ألف دولار) للمخرج
المصري "أحمد مجدي علي" عن فيلمه "خلطة فوزية".
* ترسيم يوم سينمائي فلسطيني ومسابقة للفيلم التسجيلي العام القادم
أعلن رئيس المهرجان الدولي للفيلم العربي لوهران، حمراوي حبيب شوقي،
أمس، عن ترسيم يوم سينمائي إبداعي فلسطيني خلال جميع الدورات المقبلة
للمهرجان، كما كشف حمراوي عن إدراج مسابقة للأفلام التسجيلية والأشرطة
الوثائقية اعتبارا من الدورة الرابعة للمهرجان العام القادم.
واعتبر حمراوي في مؤتمر صحفي، أنّ دورة هذه السنة كانت ناجحة بشكل
تام، مقللا من شأن الهفوات التي انتابت التنظيم، وقدّر أنّ الأفلام التي
جرى عرضها سواء الطويلة أو القصيرة كانت "ديناميكية" يمكن المباهاة بها،
وتؤشر بحسبه على قفزة سينمائية عربية نوعية، وأشار رئيس المهرجان إلى أنّ
الدورة ناجحة شعبيا وبالتوقيعات الكبيرة للسينما العربية، قائلا إنّ للعرب
اليوم مخرجين ونقاد وإعلاميين وكتاب سيناريو من الطراز العالمي.
واعترف حمراوي بإشكالات طرحت نفسها بحدة كرداءة الصوت وصغر قاعات
العروض، وهو ما وعد بتداركه من خلال مشاريع إنجاز 4 قاعات جديدة مستقبلا،
ورأى حمراوي أنّ المهرجان مكّن من الوقوف مع الذوات، وذكر أنّ الدورة
الرابعة ستكون عادية بينما الخامسة ستكون استثنائية.
بالمقابل، طالب مخرجون ونقاد بالتخلي عن النمط المعمول به في تنظيم
مناقشات ما بعد الأفلام بالقاعات مباشرة وأمام الجماهير ورأوا في ذلك نقطة
سوداء، كما دعوا إلى تنظيم عدد أكبر من الندوات والورش حول السينما، ونادى
النجم السوري "جمال سليمان" بحضور غربي مكثف في الدورات القادمة لمهرجان
وهران، واصفا الأخير بكونه الأكثر حميمية بين المهرجانات العربية.
إيلاف في
31/07/2009
ميكانو اشتغال سينمائي مميّز على الدراما السيكولوجية
استهجان جماهيري لفيلم دكان شحاتة
كامل
الشيرازي من وهران
لقي الفيلم المصري "ميكانو" لمخرجه الشاب محمود كامل، استحسانا واسعا
من طرف النقاد والمتتبعين لدى عرضه برسم المسابقة الرسمية لمهرجان وهران
للفيلم العربي، وخلافا لذلك، قوبل عرض الفيلم المصري الآخر "دكان شحاتة"
بموجة من الاستهجان الشديد، حيث اتهمت الجماهير الجزائرية المخرج خالد
يوسف بتقديم عمل دون المستوى، واعتبرت الفيلم مفرغا من المحتوى.
وخلافا لعروض سابقة سقطت في مستنقع الاستعراض والاجترار على غرار
الفيلم التونسي "سينيستا" والسوري "الليل الطويل"، اشتغل محمود كامل في "ميكانو"
على نوع "الدراما السيكولوجية" التي يتطور فيها الفعل عبر خطاب سكيزوفريني
عصابي يحلل كينونة الشاب "خالد الشهاوي" (تيم حسن) المهندس المتفوق والغريب
الأطوار والغارق في عالمه المرضي الطفولي الخاص، ويمر في أثناء ذلك بحالات
نفسية مختلفة إلى درجة الجنون في سبيل التعبير عن ذاته وتموقعه كشخصية
رئيسة في محيطه الصغير وعالمه المهني الذي يسيطر عليه شقيقه الأكبر "وليد"
(خالد الصاوي) الذي يتولى إدارة الشؤون الحياتية لخالد المصاب بمرض فقدان
الذاكرة قصير المدى.
ووسط حالة من الغموض، يتعرف خالد على مسؤولة التسويق المطلقة أميرة
(نور) من اضطرابات وتمزقات تتصاعد وتيرتها مع وقوعه في حبها، حيث تكتشف
أميرة مرض خالد وتتسرب المعلومة إلى زوجها السابق، فيقوم هذا الأخير ينسج
مؤامرة تنتهي بالتخلي عن خدمات وليد وخالد من الشركة التي تعاقدا معها
وتحوّل علاقة خالد وأميرة إلى رابطة معقّدة يسوء معها وضع الحبيبان، إلاّ
أنّ الحب سرعان ما يتفوق في النهاية ليعطي خالد وأميرة إشارة البداية لحياة
من نوع آخر.
ولعلّ محمود كامل كان متميّزا جدا بنسجه على منوال الدراماتورج
العالمي الشهير "أنتونان أرتو" ومنهجه الفني في التحليل النفساني للشخصيات،
باعتبار أنّ كل ما يتلقاه المخ ينعكس أتوماتكيا على الجسد، وصدم العمل
مشاهديه بتعريته لمشاعر الغيرة والخوف والشوق والوجع، بجانب طرقه لفوبيا
البيت المغلق الأوجه والمتشح بداعي الحزن والركود المتواصل، ما يولّد كتلا
من المشاعر والأحاسيس المتشنجة.
وخاض محمود كامل في درب سينمائي يفور بالعقلانية التي تتشكل وتنمو
داخل واقع حياتي يتلوى بسياط الفراغ، ويجمع "ميكانو" على الجمع بين
الواقع والحلم في واقع مصري تلاشت فيه الحدود وأصبح الإنسان في مواجهة
نفسه في حيز يختلط فيه حاضر البطل بماضيه الطفولي البريء وذاكرته الضائعة.
في غضون ذلك، تعاطت الجماهير بكثير من الانزعاج مع فيلم "دكان شحاتة"
ولم تشفع إيضاحات المخرج خالد يوسف دون تبديد ذاك الفتور الذي ميّز عرض
الفيلم المستوحى عن نص "ناصر عبد الرحمان" واشترك فيه كل من محمود حميدة
وهيفاء وهبي وعمرو سعد وغادة عبد الرازق وعمرو عبد الجليل ومحمد كريم.
ويروي العمل الذي فجّر جدلا عارما، يوميات عائلة "شحاتة" الفقيرة التي
تعيش من بيع الفاكهة في متجر صغير، وتنشأ بين الأبناء الثلاثة غير الأشقاء
حالة من التوتر يكون ضحيتها شحاتة الذي يُسجن بعد تلفيق تهمة من طرف أخويه
بتزوير خاتم والده الراحل، وتتزوج خطيبته "بيسة" عنوة بأخ شحاتة، ليخرج
الأخير من السجن بعد سنوات باحثا عن إخوته الذين هربوا منه بعدما سرقوا
ميراثه وحبيبته، لكنه يجدهم بعد أخذ وردّ ويلقى حتفه على يدي أخيه الأرعن
في مأساة يربطها المخرج باللاأمن الذي يطبق على المجتمع المصري، على حد ما
سعى خالد يوسف لإظهاره.
وفي نسق شبيه مع أفلامه الثلاثة الأخيرة "هي فوضى" (مع الراحل يوسف
شاهين)، "حين ميسرة" و"الريس عمر حرب"، حرص خالد يوسف على استفزاز المشاهد
بكوكتيل ضخم من لقطات العنف والجنس، واختار المخرج تأطير عمله بمختلف حلقات
تاريخ مصر الحديث، ولا يكتفي صاحب العمل بالعودة إلى ما قبل حادثة اغتيال
الرئيس المصري السابق "أنور السادات"، بل يمضي إلى سنة 2013، ويُظهر عبر
بطله مشاهد الاقتتال على الخبز و"البلطجة" المتفاقمة في موجة مزدحمة
بالاستعارات والإحالات إلى مكابدات الشارع المصري وأزماته المتشعبة.
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب العرض، تلقى خالد يوسف وابلاً من
الانتقادات بشأن ما رآه البعض (خلاعة)، بينما ركّز آخرون على هشاشة
الشخصيات وضعف البنية العامة، واتهم المخرج بما سمي "إسفافا"، حيث أعابوا
على تلميذ شاهين تقديمه فيلما هابطا يفتقر إلى أي قيمة فنية، كما استغرب
كثيرون للحشو الذي تضمنه العمل والإقحام غير المبرر لمعضلات الخبز والفقر
والتطرف والفساد السياسي والتطبيع والعنف المحتدم، ودمجها مع الراهن العربي
وما يحصل بالعراق وفلسطين وهلّم جرا، وهو كلام أثار غضب المخرج، وردّ
بالقول أنّ العرب لهم عقدة من الجنس، معتبرا المشاهد الساخنة التي احتواها
الفيلم "طبيعية ولا تنطوي على أي إثارة"، وذهب إلى حد وصف من يقول عكس ذلك
بـ"الشاذ جنسيا" (..).
وتعرّض خالد يوسف إلى موقف مثير حينما اقتربت منه امرأة وقالت إنّ
اسمها "فوزية" ولها رسالة روحانية تريد أن تناقشها معه، قبل أن تنخرط في
طقوس غريبة دفعت رجال الأمن للتدخل على الفور واحتواء الموقف.
إيلاف في
30/07/2009
جمال سليمان ينادي بشراكة سينمائية عربية شاملة
دعوة إلى تأسيس مهرجان للفيلم العربي بالقدس
كامل
الشيرازي من وهران
دعا الرؤساء و المدراء التنفيذيون لمهرجانات السينما العربية،
الثلاثاء، بمدينة وهران الجزائرية إلى تأسيس مهرجان دولي للفيلم العربي
بالقدس، فيما نادى النجم السوري البارز جمال سليمان بتفعيل شراكة سينمائية
عربية شاملة، ورأى في ذلك خطوة مهمة.
وفيما دخل مهرجان وهران يومه ما قبل الأخير، أفضى اجتماع حضره 14
رئيساً ومديراً تنفيذيا لمهرجانات السينما العربية، إلى تزكية مقترح
فلسطيني تضمن تأسيس مهرجان للفيلم العربي بالقدس، وهي فكرة لاقت استحسان
مدراء المهرجانات واتفقوا على السعي إلى تجسيدها بحر العام القادم، ودعّم
المجتمعون فكرة تمويل مهرجانات خاصة بالأفلام العربية في دول غربية، طالما
أنّ ذلك سيتيح فتح نافذة إضافية على السينما العربية في الغرب.
وقال "عبد الخالق منطرش" نائب رئيس المهرجان الدولي للرباط لـ"إيلاف"،
أنّ المجتمعين تقاطعوا أيضا بشأن ضرورة العمل على إنشاء صندوق عربي مشترك
يُعنى بتمويل الإنتاج العربي عربي، وهي فكرة طرحها كاتب الدولة الجزائري
المكلف بالاتصال "عز الدين ميهوبي" حيث اقترح إنشاء صندوق لدعم السينما
العربية، خصوصا وأنّ تمويل الأعمال السينمائية صار مسألة ملحة، تبعا لما
ينطوي عليه موضوع التمويل من مشقة وقلق بسبب عدم وجود صناديق لدعم السينما
في العالم العربي، ما يدفع المنتجين العرب في أغلب الأحيان إلى اللجوء إلى
جهات أجنبية لتمويل أفلامهم.
وكان لقاء مدراء المهرجانات السينمائية العربية فرصة أيضا لتباحث راهن
الصناعة السينمائية العربية وما تصطدم به من عقبات تجعلها غائبة عن المشهد
السينمائي العالمي، إلى جانب إشكالية تداخل تواريخ المهرجانات وحساسية
التنسيق حول البرمجة وضبط تواريخ تنظيم المهرجانات وفق رزنامة متكاملة،
إضافة إلى تحديد معايير منح الجوائز بشكل يكفل إعادة بعث الفعل السينمائي
العربي.
من جانبه، أفاد المخرج السينمائي الجزائري "أحمد راشدي" كممثل عن
مهرجان وهران، أنّ الاجتماع كان إيجابيا وسمح بالحديث بشأن وضع ميثاق
أخلاقيات خاص بتنظيم المهرجانات السينمائية، وسيتم استكمال النقاش حول هذا
الميثاق في مهرجان القاهرة المقرر في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وسيتم مستقبلا منح الجوائز إلى المخرجين باعتبارهم مهندسي الأعمال، مع
منح جوائز تشجيعية إلى الموزعين المنتجين، في حين اتفق رؤساء المهرجانات
العربية على بعث موقع الكتروني خاص سيُعنى بنشر كل أخبار المهرجانات
العربية، ويكون فضاءً للتواصل والتنسيق الدائم بين المهرجانات العربية وجمع
المعلومات والتعريف بنشاطاتها، علما أنّ الفكرة ظلت محل تجاذب على مدار
الأربع سنوات المنقضية.
في غضون ذلك، ألّح الفنان السوري المعروف "جمال سليمان" على حتمية
قيام شراكة سينمائية عربية تتعدى حدود الإنتاج المشترك لتشمل
العروض والتوزيع وتوابعهم، ورأى سليمان، في مؤتمر صحفي، أنّ الإنتاج
العربي السينمائي المشترك أصبح "أمرا واجبا"، موضحا أنّ هذه الشراكة يجب أن
تخص العروض أيضا حتى يتم توصيل الأفلام إلى الجماهير.
وأبرز بطل "ملوك الطوائف" أنّ الانتاجات العربية المشتركة تحتاج إلى
إستراتيجية لا يمكن صياغتها بين ليلة وضحاها، مشيرا إلى أنّ للإعلاميين
والنقاد ورجال الثقافة "دور كبير" في إعدادها، معاتبا على الحكومات العربية
عدم جعلها الفعل السينمائي كأولوية، في وقت لا يزال تمويل السينما العربية
قليل جدا، ومشكلة التمويل مطروح بحدة في كل بلد عربي، ولفت سليمان إلى أنّ
كل البلدان العربية تمتلك مواقع تصوير رائعة، وتستفيد من كوادر متمكنة، ما
يعني أنّ العمل السينمائي عبر الأقطار العربية يحتاج فقط إلى دعم نوعي،
معتبرا أنّ التمويل الأجنبي للأفلام العربية ليس عيبا.
واستغل جمال سليمان المناسبة ليشيد بتطور السينما السورية التي قفزت
من 10 أفلام سنويا إلى حدود 55 فيلما كل عام، وفيما أطلق سليمان النار على
الفانتازيا التاريخية، متصورا أنّه جرى إعطاؤها أكثر من حجمها، بالمقابل،
امتدح نجم "صلاح الدين" و"الفصول الأربعة"، الدراما المصرية ورآها
المتسيّدة عربيا، ورفض الفكرة القائلة بأنّه (انقحم) أو (نزح) إلى مصر،
معللا باهتمام أم الدنيا بضم كبار الممثلين السوريين، وهذا يساعد على تطوير
الدراما المصرية مثلما قال.
ووصف سليمان مهرجان وهران بـ"الناجح"، قائلا إنّ تركيزه على الفيلم
العربي يسمح كل سنة بمشاهدة 90 بالمائة من النتاجات السينمائية العربية،
لكنه تمنى أن يتوسع المهرجان مستقبلا ليستقطب جمهور الموزعين والمخرجين
والنقاد والممثلين من القارات الخمس.
وكشف جمال سليمان عن مشاريعه، حيث تحدث عن اشتراكه حاليا في إنجاز
فيلم مصري مغربي سوري بعنوان "كتابة على الثلج"، وأسرّ بوجود محادثات مع
دولتي الإمارات والجزائر لضم ممثلين عنهما إلى الفيلم، وأعلن سليمان عن عرض
مسلسلين يلعب فيهما دور البطولة خلال شهر رمضان المقبل، ويتعلق الأمر بـ"أفراح
إبليس" و"فنجان الدم" هذا الأخير كان جاهزا العام الماضي وهو يحكي بحسبه
القصة الحقيقية للقبائل البدوية التي عاشت في الشام قديما.
إيلاف في
29/07/2009
مهرجان وهران الدولي.. نجاح وتقريب بين الشعوب
وهران ـ
محمود موسي
ثلاث سنوات هي عمر المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي يقام هذه
الأيام في مدينة وهران غرب الجزائر, ورغم السنوات القليلة علي انطلاقة
هذا الحدث السينمائي العربي الا أن النجاحات التي يحققها سواء بحرص النجوم
علي الحضور أو بما يقدمه من أفلام وندوات يؤكد أن قيمة المهرجانات ليس
بسنوات عمرها, وانما بما تمثله من قيمة فنية وتنظيم وحرص علي الانحياز
العربي وثقافته والتقريب بين الشعوب العربية.
يقف وراء هذا الحدث الوزير السابق حبيب شوقي حمراوي رئيس المهرجان وهو
معروف عنه انحيازه للصوت العربي, ولهذا لم يكن غريبا ان يكون المهرجان
عربي الهوي والمعني والهدف, وهذا العام انطلقت فعاليات الدورة الثالثة
التي تنتهي غدا الخميس تحت شعار القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية وقد وجه
حمراوي في كلمته التي كانت كلمة سياسية وفنية وانسانية التحية الي يوسف
شاهين والشهيد محمد الدرة.
فيلم مصطفي بن بوبعيد, اثير حول مشاركته جدل ونقاش طويل في الصحافة
الجزائرية واشاعات حول رفض جهات مشاركته بسبب وجود فيلم بطلته هيفاء وهبي
ولكن جاءت مشاركة الفيلم في المسابقة لتكون أبلغ رد علي الذين حاولوا حرمان
النقاد والجمهور من مشاهدة هذا الفيلم الوطني, المهرجان هذا العام كرم
ثلاثة من الذين كانت لهم اسهامات فنية بارزة فتم تكريم الراحل الفنان
الجزائري الشهيد عبدالقادر علولة والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.
والنجمة يسرا.
الي جانب العروض السينمائية للأفلام اقيمت ندوة حول السينما
العربية, وشارك فيها نخبة من النقاد العرب, كما تم عقد اجتماع ضم
رؤساء15 مهرجانا عربيا لمناقشة سبل الارتقاء والتواصل من أجل التقريب
والتعاون بين كل المهرجانات, وعدم التداخل في المواعيد حتي تكون
المهرجانات نوافذ لاظهار الابداعات وليس لاظهار المنافسة بينها.
الأهرام اليومي في
29/07/2009
اليوم.. آخر عروض أفلام المسابقتين الروائية والقصيرة
رسالة
الجزائر/ نادر أحمد
تقام اليوم أخر عروض الافلام المشاركة في مسابقتي الأفلام الروائية
الطويلة والقصيرة.. وهما الفيلم المصري "دكان شحاته" والذي من المنتظر حضور
عرضه ابطاله عمرو سعد وغادة عبدالرازق ومحمد كريم والمخرج خالد يوسف ويعقبه
عرض الفيلم التونسي "كازانيفرا" سيناريو واخراج نور الدين لخماري. تم امس
عرض فيلم "ميكانو" بدلا من الاثنين الماضي وذلك بسبب وضع عرض الفيلم
الجزائري "مصطفي بن بولعيد" للمخرج احمد بن راشد في موعد فيلم "ميكانو" حيث
انه اشترك في الساعات الاخيرة "قبل" بدء المهرجان بعدما وضع برنامج عروض
الافلام الي جانب أن فيلم "ميكانو" يصل من القاهرة في الحقيبة الدبلوماسية
صباح امس لعدم تعذر مخرجه محمد كامل من استحضار نسخة الفيلم من مهرجان
خريبكه المغربي.
في الافلام القصيرة يعرض اليوم الفيلم المصري "ساعة عصاري" للمخرج
شريف البنداري والفيلم الجزائري "قوليلي" باخراج صابرينا دراو وفيلم
"البشارة" البحريني اخراج محمد راشد والفيلم الاماراتي بنت مريم اخراج سعيد
السالمين.
اقام المهرجان ندوته الرئيسية الفكرية أول أمس بعنوان السينما العربية
بين الرؤي الكلاسيكية والرؤي الحديثة حضرها وزير الاعلام عز الدين ميهوبي
وقام بتقديمه حبيب شوقي رئيس المهرجان باعتباره صديق وكاتب وشاعر وروائي
وطالب خلالها وزير الاعلام بضرورة ان تعود السينما للقصص الروائية واستشهد
بنجاح السينما المصرية التي كانت تعرض في الماضي افلام لكبار الكتاب ثم
عادت لعمارة يعقوبيان تأليف علاء الدين الاسواني.
انتقد وزير الاعلام الجزائري التمويل الاجنبي للسينما العربية والذي
يصل الي 80% من الانتاج مؤكدا ان هذا التمويل لايمكن ان لايستفاد منه
الاجنبي علي حساب الفيلم العربي.. شارك في الندوة الناقدة المصرية ماجدة
واصف وتحدثت عن الحداثة في السينما وقالت ان السينمائيين الجدد اثبتوا
وجودهم علي الساحة سواء في مصر أو في الوطن العربي بسوريا ولبنان وفلسطين
وتونس والمغرب والجزائر كما ان هناك جيلا جديدا تمكن ان يخرج بالسينما
العربية للعالمية.
تحدث الناقد كمال رمزي وقام بمقارنة السينما القديمة والحديثة وقال ان
مسألة التكنولوجيا لن ترفع من قيمة الفيلم.. فقديما كان السينمائيون
المصريون يشتغلون بأقل الامكانيات والادوات وتنجح الافلام حتي الان مما
يجعلنا نعيد النظر للتكنولوجيا المرتفعة. مم ناحية اخري مازالت اصداء زيارة
الفنانة يسرا الي مدينة وهران حديث الشارع الجزائري والصحف اليومية والتي
اشارت الي محاولة يسرا للتحدث باللهجة المحلية التي لايفهمها الا
الجزائريون فقط وذلك عندما وجهت كلامها في حفل الافتتاح بعبارات "نبغيكم
بزاف بزاف" ومعناها احبكم كثيرا ثم تكلمت باللهجة الامازيفية قائلة "حملنكم
انا اناس" ومعناها احبكم كثيرا كثيرا.
في نفس الوقت هاجمت الممثلة السورية سوزان نجم الدين فيلمي "كازينو"
.. و"دكان شحاته".. وقالت انها رفضت عرضا بالتمثيل في "فيلم كازينو" بسبب
كم الاغراء في الدور... وانه من نفس نوعية فيلم "دكان شحاته" ويتحرك في نفس
مساحة الاغراء المبتذل التي ترفضها ومن المستحيل ان تقبل اي دور بعيد عن
مبادئها ولامزايدة علي ذلك ولكنها اكدت بأنه يعرض عليها اي دور للمشاركة في
فيلم دكان شحاته وان هناك تعاونا فنيا قريبا من الفنان محمود عبدالعزيز
وانها معجبة به لانه فنان قدير تمكن من ان يحافظ علي نجوميته بشكل احترافي
كبير. في عروض الافلام السينمائية خارج المسابقة عرض الفيلم التسجيلي
الفلسطيني "انا غزة" للمخرجة الفلسطينية اسماء بسيسو .
الجمهوريةا لمصرية في
29/07/2009
وزير الإعلام الجزائرى يدعو إلى تأسيس صندوق لدعم السينما
العربية
رسالة وهران: علا الشافعى
من أهم الندوات التى عقدت على هامش المهرجان الدولى للفيلم العربى
بوهران الندوة الفكرية التى جاءت تحت عنوان "السينما العربية بين الرؤى
الكلاسيكية والحديثة" حيث شهدت حضوراً إعلامياً كبيراً، وافتتحها وزير
الإعلام الجزائرى عز الدين ميهوبى بفندق رويال، فى حضور حمراوى حبيب شوقى
رئيس المهرجان، ومشاركة الناقدين المصريين كمال رمزى وماجدة واصف، والناقد
المغربى مصطفى المسناوى، والفلسطينى بشار إبراهيم، والأردنى عدنان مدنات.
فى بداية الندوة تحدث وزير الإعلام الجزائرى عن ضرورة عودة السينما
العربية إلى الروايات الأدبية، لتحقيق طفرة نوعية فى المنتج السينمائى
العربى وخصوصاً وأننا نملك فى الوطن العربى مؤلفين كبارا، ومنهم السودانى
الطيب صالح، ومحمد شكرى من المغرب، وغيرهم من الأسماء لمبدعين كبار قد يعيد
إبداعهم الرونق للسينما العربية التى باتت فى مجملها تعتمد على أفلام "الفاست
فود" أو الأفلام الاستهلاكية، وعلى جانب آخر استعرض ميهوبى عددا الإشكالات
التى تواجه السينما العربية منها أزمة التمويل، عدم اهتمام الحكومات
العربية بصناعة السينما، مما دفع بالكثير من المنتجين المخرجين العرب إلى
اللجوء للتمويل الأجنبى، لذلك دعا وزير الإعلام الجزائرى إلى ضرورة إنشاء
صندوق عربى لتمويل صناعة السينما ودعم إنتاجاتها المميزة.
بدأت مداخلات الباحثين من النقاد والمشاركين فى الندوة، حيث أكدت
الناقدة د. ماجدة واصف أن هناك هجوماً حالياً فى السينما العربية من
المخرجين الذين استطاعوا نقلها إلى العالم من حيث تقديمهم لموضوعات عميقة
وتناقش قضايا إنسانية من خلال أزمات محلية، ورصدت ماجدة السينما العربية فى
الفترة الماضية من الكلاسيكية إلى الحداثة ونجوم هذه النقلة من المخرجين
المصريين والعرب.
أما الناقد الأردنى عدنان مدنات فركز على ضرورة التطور التقنى فى
السينما العربية، حيث مازالت بعض الدول العربية تعانى أزمات حادة فيما
يتعلق بدور العرض التقنية المستخدمة، خصوصاً وأن التقنيات والإبداع عنصران
متلازمان ولا يمكن لأى سينمائى تحقيق رؤيته الخاصة إلا من خلال توافرهما.
فى حين أن الناقد المصرى كمال رمزى قد اعتبر أن نقطة الضعف الرئيسية
فى السينما العربية تكمن فى السيناريو، مشدداً على أن التقنيات الحديثة
أبداً لم تكن عائقاً لتطور السينما أو انطلاقها نحو الحداثة، مستشهداً
بتحايل المخرج الكبير صلاح أبو سيف على الظروف الإنتاجية الصعبة أثناء
تصويره لفيلمه "ريا وسكينة" الذى كان يحمل تجديداً على مستوى الصورة فى هذه
الفترة، وفى الوقت نفسه قال رمزى إنه علينا كنقاد ألا نرفض السينما
التجارية، لأنها هى التى تدفع بعجلة الإنتاج السينمائى نحو الاستمرار.
أما الناقد المغربى مصطفى المسناوى فاستعرض فى ورقته البحثية والتى
تحمل عنوان "من سينما الكلام إلى سينما الصورة والصوت" ما تعانيه السينما
العربية من طغيان الحوار على الصورة دون الاستفادة من الجماليات التى
تحققها التكنولوجيا الحديثة فى السينما، مشدداً على أن السينما العربية
تكتفى فى مجملها بترجمة الحوار إلى صورة دون الالتفات كثيراً إلى شرح هذا
الحوار بتفاصيل جمالية، وضرب مثلاً بالسينما المصرية التى يعتمد 90% من
أفلامها على الحوار والمقالات والتقطاعات بين نجوم المشهد، وأرجع المسناى
هذه الظاهرة إلى انتشار الأمية فى الدول العربية وهو ما جعل الفيلم فى بعض
الأحيان بديلاً عن الرواية والقصة، مؤكداً أن هناك محالات لعدد من المخرجين
العرب لكسر تلك الصرة النمطية، مثل عبد اللطيف عبد الحميد من سوريا، ومحمد
ملص من سوريا، ونورى بو زيد من تونس، ومحمد شونح من الجزائر وغيرهم.
أما الناقد الفلسطينى بشار إبراهيم فخصص ورقته عن السينما الفلسطينية
والتى تنتج فى ظروف خاصة جداً نظراً إلى ظروف الاحتلال، ورغم ذلك استطاعت
ومن خلال عدد من مخرجيها فى تحقيق تواجد عالمى.
اليوم السابع المرية في
29/07/2009
'الليل
الطويل' للسوري حاتم علي ينقل صورة عن السجن السياسي
وهران (الجزائر) ـ (ا ف ب):
قدم مخرج الدراما السوري حاتم علي
فيلمه 'الليل الطويل' الذي يتحدث عن السجن السياسي وانعكاساته
على الاسرة والحياة
والمجتمع بشكل عام.
وقد تكون هذه المرة الاولى التي يتناول فيها فيلم سينمائي
سوري هذه المسألة وكيفية تعامل السلطات السورية مع قضية المعارضين
السياسيين
وسجنهم.
وعرض حاتم علي فيلمه الروائي الثاني هذا الذي وضع السيناريو له المخرج
والمنتج يحيى حقي، في اطار المسابقة الرسمية لمهرجان وهران الدولي للفيلم
العربي
التي تشارك فيها ثمانية افلام للفوز بجائزة الاهقار الذهبي التي تمنح مساء
الخميس.
ويركز 'الليل الطويل' على البعد الانساني لقضية السجن السياسي من خلال
مجموعة من اربعة اشخاص قبعوا لسنوات طويلة في زنزانة واحدة ويتم اطلاق سراح
ثلاثة
منهم في ليلة مليئة بالاستعدادات والاجراءات التي تبدو اطول من
كل تلك السنوات التي
قضوها داخل السجن.
وتتزامن استعدادات السجناء لمغادرة السجن في تلك الليلة مع
استعدادات عائلات السجناء لاستقبالهم في جو مربك وغير مريح وضمن طقوس
وتحضيرات لا
تنتهي وتكون مناسبة لاستعادة تفاصيل من الماضي على علاقة بذكرى السجناء
الثلاثة.
وبينما تتراوح ردود فعل افراد عائلاتهم على الخبر المعلن بالافراج عن
السجناء والذي تكرر مرات في السابق دون ان يتحقق، تستمر وحتى اللحظة
الاخيرة
مساومات مع السجناء ليوقعوا اعترافات او توبات امضوا كل تلك
السنوات داخل السجن وهم
يرفضون التوقيع عليها.
ويحمل الفيلم بين طياته مشاعر كثيرة وحالات تعتري السجناء
وافراد اسرهم ويطغى عليها الاحساس بالخيبة والخسارة التي لا تعوض.
ويبدو عالم
الخارج لهؤلاء جديدا لا يملكون مفاتيحه او فقدوا فيه مواقعهم وانصرف تماما
عن تلك
المبادئ التي ضحوا باعمارهم من اجلها.
فجيل الابناء بمعظمه باتت المبادئ بالنسبة
اليه اقرب الى تلك الاغنية القديمة التي تنطلق من جهاز
غراموفون قديم كان يمتلكه
والد احدى العائلات الثلاث، اغنية لم تعد معانيها تجد لها مكانا في الحاضر
المختلف.
والفيلم يدافع عن حقوق السجناء السياسيين في سوريا ويطالب بطريقة غير
مباشرة باعادة النظر في اوضاعهم في وضع سوري داخلي قد يسمح باعادة فتح
ملفات هؤلاء
الكتاب والمثقفين والمفكرين الذين كان الاعتقال السياسي مآل
عدد كبير منهم.
ونجح 'الليل
الطويل' في تصوير تلك الاجواء بدقة وصحة. لكن معالجته السينمائية وزمنه
الفني يبدو رتيبا وقائما في عالم يفتقد الايقاع.
ويلعب ادوار البطولة في الفيلم
نجوم سوريون بينهم خالد تاجا وسليم صبري وحسن عويتي ونجاح
سفكوني وباسل خياط وأمل
عرفة ورغد مخلوف ورفيق سبيعي.
كما يشارك فيه التونسية انيسة داوود وحاتم علي
نفسه الذي يعود من خلال الفيلم الى التمثيل بعد سنوات تفرغ
فيها للاخراج.
ويؤدي
حاتم علي في الفيلم دور احد الابناء المهاجرين الى فرنسا بينما تؤدي انيسة
داوود
دور زوجة هذا الابن.
غير ان دوبلاج صوتها اضفى برودة اكبر على جو الفيلم وحيث
المشاهد العاطفية او القبلة بين الزوج وزوجته تمر معكوسة كما في خيال
الظل.
والفيلم من انتاج القطاع الخاص في سوريا وشركة 'ريل فيلمز' التي
يديرها
هيثم حقي. وقد صور بامكانيات انتاجية متواضعة وبكاميرا رقمية 'ريد سينما'
ونقل
بعدها الى 35 ملم.
وباتت هذه الكاميرا معتمدة بقوة لدى الشباب العربي في المشرق
والمغرب لانجاز الافلام كما في شريط المصري احمد رشوان 'بصرة' وفيلم
'التجلي الاخير
لغيلان الدمشقي' لهيثم حقي اضافة لعدد من الافلام التي هي قيد
الانجاز.
وكان
فيلم 'الليل الطويل' حصل على جائزة 'الثور الذهبي' الجائزة الكبرى في
الدورة 55
لمهرجان تاورمينا لسينما دول البحر المتوسط في صقلية بايطاليا الشهر الماضي.
كما
حصل على تنويه في مهرجان الفيلم العربي بهولندا.
ومع المعالجة الدرامية في
'الليل
الطويل' تظل حائرة بين المعالجة التلفزيونية والمعالجة السينمائية، يتمتع
حاتم علي بفرص كبيرة للفوز في مهرجان وهران.
وحاتم علي من اشهر مخرجي الدراما
العرب. وقد قدم مسلسلات كثيرة ناجحة من بينها 'الزير سالم' و'احلام
كبيرة' و'ملوك
الطوائف' و'التغريبة الفلسطينية' و'عصي الدمع' و'ربيع قرطبة' و'صقر قريش'
و'الملك
فاروق' من بطولة تيم الحسن.
وهو منتج وممثل وكاتب قصة وكاتب مسرحي ومخرج من ابرز
صانعي الدراما السورية التي شهدت تطورا غير مسبوق في العقدين الاخيرين.
وقد انجز
فيلمه الروائي الاول في 2008 وهو فيلم غنائي طويل بعنوان 'سيلينا' كتبه
الرحابنة
منذ سنوات وانتجه نادر الاتاسي وقامت ببطولته ميريام فارس.
وسيعرض هذا الفيلم في
مهرجان وهران في دورته الثالثة خارج المسابقة مساء اليوم الثلاثاء.
القدس العربي في
29/07/2009
12 عملا تتنافس حول جائزة الأهقار الذهبي
"رحلةٌ إلى الجزائر" يفتتح مهرجان السينما العربية بوهران
الجزائر- صابر بليدي
افتتح فيلم "رحلة إلى الجزائر" للمخرج عبد الكريم بهلول بقاعة
"السعادة"، سباق المنافسة الرسمية للمهرجان في مجال الأفلام الروائية
الطويلة، ويتناول الفيلم قصّة حقيقيّة عن امرأة تجد نفسها وحيدة مع أبنائها
الصغار بعد استشهاد زوجها، لتبدأ رحلة من المعاناة في مجتمع خرج لتوّه من
الاستعمار، تنتهي بانتصارها بعد تدخّل مسؤول كبير في الدولة.
تبدأ حكاية "وردية" باستشهاد زوجها على أيدي جنود فرنسيين، وهو ما
يحدث صدمة نفسية عنيفة لأحد أطفالها، وبعد الاستقلال تحصل على بيت من معمّر
فرنسي فتنتقل للعيش فيه، لكنها لا تنعم به طويلا، حيث يلاحقها أحد أعيان
البلدة مهدّدا إياها بسلبه منها، وحين تيأس من استرجاع حقّها والتخلّص من
تهديداته بعد أن وقفت السلطات المحلية عاجزة عن فعل أي شيء، تسافرُ إلى
العاصمة رفقة ابنها للقاء رئيس الجمهورية -أحمد بن بلة آنذاك- لتطرح عليه
قضيّتها، لكنها تفاجأ بأنه مسافر إلى وهران، فتلتقي بقائد أركانه هواري
بومدين، الذي يستقبلها وينصت إليها باهتمام وتأثّر ويقرّر مناصرتها وإعادة
حقّها المسلوب.
"رحلة إلى الجزائر" هو رحلة إلى محطة تاريخية مفصلية لوطن عانى في
مخاض الاستقلال. ويبرز الفيلم كفاح المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية
وبعد الاستقلال، وقد استمد المخرج أحداثه وشخصياته من قصة حقيقية عاشها
شخصيا في مدينته الأم سعيدة بالغرب الجزائري، واستطاع المخرج الإمساك بكثير
من تفاصيل بدايات الستينيات من القرن الماضي، مستعينا في ذلك بموسيقى
حميمية وألوان دافئة ومشاهد تذكّرنا بالسينما الكلاسيكية.
وتتضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة 12 فيلما طويلا هي : الفيلم
السوري "الليل الطويل" لحاتم علي و"أيام الضجر" لعبد اللطيف عبد الحميد،
ومن المغرب "كازا نيغرا" لنور الدين لخماري، ومن مصر "خلطة فوزية" لمجدي
أحمد علي و"ميكانو" لمحمود كامل و"دكان شحاتة " لخالد يوسف، ومن تونس "سيني
سيتا" لإبراهيم اللطيف، ومن فلسطين "ملح هذا البحر" لآن ماري جاسر،
و"أميركا" لشيرين دبس، ومن الإمارات "الدائرة" لنواف الجناحي ومن الجزائر
فيلما "مصطفى بن بولعيد" لأحمد راشدي و"رحلة إلى الجزائر" لعبد الكريم
بهلول والذي يعرض لأول مرة عالميا.
ويترأّس المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، صاحب السبعة عشر جائزة
عالمية، لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي تضمّ الممثلة المصرية نبيلة عبيد
من مصر، والروائي الجزائري واسيني الأعرج والفنانة السورية الحالمة واحة
الراهب والمخرج الموسيقي المغربي كمال كمال، والكاتبة والإعلامية والمنتجة
السعودية مريم الغامدي. بالإضافة إلى 15 فيلما قصيرا من بينها فيلم "شوية
وقت" للمخرج السوري ماهر صليبي، الذي سيقدم لأول مرة، بالإضافة إلى أفلام
من فلسطين، تونس، المغرب، مصر، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الأردن،
لبنان وسوريا.
فيما تترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، الأكاديمية الكاتبة والممثلة
اللبنانية كلوديا مرعشليان، وتضم اللجنة كلا من المخرج والناقد السوداني
عبد الرحمن نجدي، وفراشة ليبيا الممثلة خدوجة صبري والمخرجة وكاتبة
السيناريو التونسية كلثوم بورناز، والناقد الصحفي المصري أحمد فايق،
والممثلة الجزائرية ريم تعكوشت، التي تألقت في مهرجانات سينمائية دولية.
ومن الأفلام التي تُعرض خارج المنافسة: "عيد ميلاد ليلى" للفلسطيني
رشيد مشهراوي، "مسخرة" للجزائري إلياس سالم، " لولا " للمغربي نبيل عيوش، "
ثلاثون" للتونسي فاضل الجزيري و"سيلينا" للسوري حاتم علي، فضلا عن عرض
حوالي 60 فيلما سينمائيا في كبريات الساحات العمومية لوهران، على غرار مدن
مستغانم وعين تموشنت وتلمسان وسيدي بلعباس.
من جانب آخر، ينظّم المهرجان ندوة حول موضوع " السينما العربية بين
الرؤى الكلاسيكية والرؤى الحديثة "، ينشّطها نخبة من النقاد والباحثين في
مجال السينما الجزائريين والعرب، ويحتضن للمرة الثانية اجتماعا لرؤساء
المهرجانات السينمائية التي تعنى بالفيلم العربي، الذين سيناقشون مشروع
ميثاق الأخلاقيات الخاص بتنظيم المهرجانات السينمائية، حيث أكد أكثر من 15
رئيس ومدير مهرجان سينمائي من الوطن العربي ومن خارجه، مشاركتهم في هذا
اللقاء.
وكعادة المهرجان، سيتم تكريم الممثل والمسرحي الجزائري الراحل \'\'عبد
القادر علولة\'\'، والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي والنجمة المصرية يسرى،
التي ستكون حاضرة ضمن ضيوف هذا المهرجان الذي خصصت له ميزانية مالية تقدر
بـ 2 مليون دولار، وتشجيعا لاختصاص النقد السينمائي، سيخصص المهرجان في
دورته الثالثة جائزة أحسن مقال نقدي سنمائي لسنة 2009 تمنحها لجنة تحكيم
مستقلة.
وإدراكا من إدارة المهرجان بالدور الرائد للفن والثقافة في مواجهة
الاستعمار، سيتم إهداء هذه الطبعة لكفاح ونضال الشعب الفلسطيني وذلك في
إطار \'\' القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية\'\'، حيث خصص لفلسطين ركن
سينما الضيف الذي سيشهد عرض الفيلم الفلسطيني \'\'عيد ميلاد ليلى\'\'
لمخرجه رشيد مشهراوي، كتحية إلى الشعب الفلسطيني المناضل، إذ سيعيش
المشاركين في لمهرجان ألم وجرح للفلسطينيين، لكنهم سيحملون الحلم والآمال
الفلسطينية في الحرية والكرامة، وسيسعون من خلال جمال إبداعاتهم رسم لوحة
فنية علي شاشة وهران الفضية، مثلما رسم من قبل كبار رواد السينما العربية،
هموم القضية الجزائرية فحققت بإسهاماتهم الانتصارات والحرية.
العرب أنلاين في
27/07/2009 |