فيلم في المسابقة الرسمية وآخر خارجها وشريطان نسويان في برنامج
«آفاق». هذه هي
الحصيلة العربية في منهاج الدورة السادسة والستين لمهرجان البندقية
(فينيسيا)
السينمائي الدولي الذي أعلنه المدير الفني
للمهرجان ماركو موللر في روما صباح أمس
(الخميس)
خلال مؤتمر صحافي حاشد دُعي إليه أكثر من ألف وخمسمئة صحافي وإعلامي.
وتضمّن المنهاج برامج المهرجان المتعددة
وفي مقدّمها المسابقة الرسمية وأفلام خارج
المسابقة وبرنامج «آفاق»، كما أُعلِنَ عن برنامجي التظاهرتين
المرافقتين للمهرجان «الدورة
الـ٢٤ من أسبوع النقّاد» وبرنامج «أيام فينيسيا» الذي يُعد بمثابة الطبعة
الإيطالية لبرنامج «نصف شهر المخرجين» في مهرجان «كان السينمائي الدولي»
وتشرف عليه
«جمعية
مؤلفي السينما الإيطاليين».
وعلى رغم تكرار رئيس الحكومة الإيطالية وعدد كبير من وزرائه أن الأزمة
الاقتصادية العالمية «باتت وراء ظهورنا» وأن «إيطاليا لم تتضرر من تداعيات
الأزمة
مثل الدول الغربية الأخرى»، فإن الدورة الحالية من المهرجان،
والثقافة في إيطاليا
بشكل عام، عانت وتعاني من آثار هذه الأزمة فتضرّرت حقول الإنتاج الثقافي
بشكل عام
وتعززت السينما تحديداً، ما دعا عدداً كبيراً من السينمائيين الإيطاليين
يقودهم
عميد المخرجين ماريو مونتشيللي (٩٢ عاماً) إلى التظاهر أمام
مبنى البرلمان قبل بضعة
أيام لمطالبة الحكومة بعدم «معاقبة السينما الإيطالية» و «الامتناع عن بتر
المساعدات المخصصة لها». ولا يُستبعد أن تجد تلك الاحتجاجات
أصداء صاخبة لها خلال
عقد الدورة الـ ٦٦ من المهرجان، بعد أسابيع قليلة.
مهما يكن من أمر فقد حاول ماركو موللر طمأنة السينمائيين بأن السينما
«على رغم
الأزمة الراهنة، لا تزال تحتفظ بمقوّمات الاستمرار على أرقى المستويات».
وأضاف أنه «على رغم الأزمة وعلى
رغم الوضع السلبي الذي تمر به السينما فإن المرصد الذي وفرته
لنا مشاهدتنا للأعمال المقدّمة إلى المهرجان أبرزت لنا طاقة حيّة للسينما
باعتبارها
أداة تقييم وقراءة دائمة لما يجري في العالم من متغيّرات». وخلص موللر إلى
القول أن
«هذه
الطاقة برهان إضافي على أن السينما قادرة على النهوض والانبعاث مجدداً أقوى
من
السابق وأكثر قوة على المقاومة».
الإفتتاح صقلّي والختام صيني
وفيما منح راية الإفتتاح إلى الأوسكاري الإيطالي جوزيبي تورناتوري
بشريطه الجديد «باغيريّا»،
فإن ماركو موللر ظل أميناً ومخلصاً لحبه الأساسي أي السينما الصينية
والآسيوية بشكل عام، حيث سيختتم المهرجان فيلم «تشينغدو، وو آي
ني» للمخرجين فرويت
تشان وكوي جيان، - والمنجز على طريقة ماتريكس التقنية المتقدمة - بعد حفل
توزيع
الجوائز ليلة ١٢ أيلول (سبتمبر).
ويُنتظر أن تزدحم جزيرة الليدو بعدد كبير من نجوم السينما العالميين
في مقدّمهم
المخرج الوثائقي الأميركي مايكل مور الذي سيعرض شريطه الجديد «الرأسمالية،
قصة حب».
إلى جانب مور ثمة ترقّب كبير لجديد المخرج
الألماني فيرنير هيرتزوغ في فيلم
من بطولة النجم الإيطالي سيرجو كاستيلّيتو والنجمة الفرنسية جين بيركين.
أما
الإيطالي ميكيلي بلاتشيدو، وبعد نجاحه العالمي بفيلم «رواية إجرامية» والذي
سجّل
فيه يوميات إحدى أعتى عصابات الإجرام في روما، فسيقدّم فيلمه
الجديد «الحلم الكبير»
من بطولة ريكّاردة سكامارتشو ولوكا آرجينتييري. وإلى جانب بلاتشيدو سيحضر
المهرجان
ستيفن سودربيرغ والأميركي جو دانتي والإيطالية مونيكا بيلّوتشي وتيلدا
سوينتن. ومن
المنتظر أيضاً حضور تشارليز تيرون وروبيرت دي نيرو. وأناط المهرجان رئاسة
لجنة
التحكيم الدولية إلى المخرج آنغ لي الفائز بأسدين ذهبيين من
المهرجان، وتضم اللجنة
في صفوفها عدداً من الشخصيات السينمائية والفنية من بينها المخرجة
الإيطالية
ليليانا كافاني والنجمة الفرنسية ساندرين بونار والمخرج الأميركي جو دانتي
وكاتب
السيناريو الهندي آنوراغ كاشياب والمغني والمخرج الإيطالي
لوتشانو ليغابويه. وستمنح
اللجنة جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم وجائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج وكأسي
فولبي
لأفضل تمثيل نسائي وأفضل تمثيل رجالي وجائرتين لأفضل مساهمة تقنية وأفضل
سيناريو،
إضافة إلى جائزة أفضل طاقة شابة تحمل اسم النجم الإيطالي
العالمي الراحل مارتشيلّو
ماسترويانّي.
عودة مصر وترقّب لفيلم عمّاري
بعد سنتين من «هيّ فوضى» آخر أعمال الراحل العربي الكبير يوسف شاهين،
والذي
أراده ماركو موللر يومها متعمّداً ضمن المسابقة الرسمية، تعود السينما
المصرية
مجدداً إلى البرنامج الرسمي لمهرجان البندقية السينمائي الدولي بعمل للمخرج
الشاب
أحمد ماهر هو شريطه «المسافر» الذي واجه مراحل ميلاد غير يسيرة
على رغم كونه من
بطولة النجم العربي العالمي عمر الشريف. وإلى جانب ماهر سيعرض المهرجان
جديد المخرج
يسري نصرالله «إحكي يا شهرزاد». واختار ماركو موللر أيضاً لتمثيل السينما
العربية
مخرجتين شابتين هما المصرية كاملة أبو ذكري بفيلمها «واحد -
صفر » والتونسية رجاء
عمّاري بفيلمها «أسرار مدفونة» من إنتاج درّة بوشوشة. رجاء عمّاري كانت
سجّلت
حضورها المتميّز في عام ٢٠٠١ بشريطها الجميل «الساتان الأحمر» والذي أطلق
العنان
للنجمة الفلسطينية هيام عبّاس وأبرز طاقاتها المتميّزة
وشجاعتها في لعب دور الأرملة
الشابة ومواجهتها لمجتمع الرجال القاسي. عمل رجاء عمّاري الجديد مُترقّب
ويُحتمل أن
يسجّل حضوراً مهماً في دورة الهرجان المقبلة.
مرزاق علواش في «الأيام»
وعلى عكس ما كان أُعلن في وقت سابق، من أنه سيُعرض في مهرجان لوكاونو
- 5-15 آب (أغسطس)
- فإن جديد المخرج الجزائري المعروف مرزاق علواش «حرّاقة» سيعرض ضمن برنامج «أيام فينيسيا»، وهو البرنامج الذي لا يقل
أهمية عن البرنامج الرسمي لأهمية
اختياراته وأهمية الأسماء التي تعرض فيه.
في «حرّاقة» يرافق علواش مكوّنة صغيرة من مكوّنات شعبه في رحلة قاتلة
على متن
القوارب الصدئة في لجّة البحر الأبيض من أجل الوصول الى الفردوس الشمالي
المستحيل.
وسيرافق علواش في رحلة هذه السنة من «أيام
فينيسيا» مخرجون مهمّون من عيار الصربي
غوران باسكالييفيتش الذي سيعرض جديده «شهور العسل» محللاً من
خلاله تناقضات بلاده،
حجر الزاوية في ازدواجية أوروبية تحاول
ما في مستطاعها أن تغافل الماضي القريب بإشاحة البصر عنه وابعاده عن اطار
الصورة. «حرّاقة» علواش و«شهور عسل» باسكالييفيتش
شكلان من ذنوب الشمال تجاه الجنوب والشرق.
صفحتان مليئتان بمفردات الإدانة.
والى جانب باسكالييفيتش وعلواش فإن خيارات مدير برنامج «أيام فينيسيا»
جورجو
غوزيتّي أفسحت مساحة واسعة للمخرجات حيث يقول: «انهن مبدعات يمثلن واقعاً
أثار
انتباهنا في اللجنة الدولية للاختيار وجاءت اختياراتنا لهن بالانسجام
الكامل مع
روحية «الأيام» في السجال وفي التحريض عليه». وفي هذا الإطار
يدخل أيضاً وثائقي عن
الحياة الخاصة و«المغامرات العاطفية» لرئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو
بيرلسكوني
بعنوان «فيديوقراطي» من اخراج الإيطالي إيريك غانديني، المقيم منذ 18 عاماً
في
السويد. وهذا الفيلم قررت ادارة «الأيام» ولجنة «أسبوع النقاد»
اختياره وعرضه بشكل
مشترك بعد أن رُفض الفيلم من قبل البرنامج الرسمي.
الحياةا للندنية في
31/07/2009 |