تتربع الأفلام الكوميدية حاليا على قائمة الإيرادات في السينما الأميركية،
فقد صارت صاحبة الحظ الأكبر في شباك التذاكر على مدى الثلاثة أسابيع
الأخيرة، ما يؤكد نظرية ميل الجماهير أيا كانت ثقافتهم للأفلام الكوميدية،
بينما تتراجع أفلام الأكشن والرعب بشكل واضح خلال المتبقي من أيام موسم صيف
هذا العام.
ويتربع الآن على القائمة الفيلم الكوميدي الرومانسي «عرض زواج ـ
The Proposal»،
ويليه فيلم الكوميديا «ذكريات بغيضة ـ
The Hangover»، ومن بعده فيلم الأنيميشن « أعلى ـ
Up»، ويليه فيلم «ليلة في المتحف2 ـ
Night at the Museum » والذي حصد هذا الأسبوع إيرادا قدره 6, 9 ملايين
دولار، ليصل إجمالي ما حققه منذ بدء عرضه 4, 143 مليون دولار، ودخل السباق
أخيرا النجم إيدي ميرفي بفيلمه الجديد «تخيل ذلك ـ
Imagine That»، وهذه الأعمال تعرض جميعها الآن في صالات السينما المحلية.ميزة
كبيرة أن تشاهد الإمارات الأفلام الأميركية في نفس توقيتات عرضها عالميا،
فالسينما التي شرعت تبهر جمهورها في عالم يعج بوسائل الثقافة والتسلية
المتنافسة، أصبحت جزءا من حضارة الناس ووعيهم وفي أحاديثهم اليومية، ومحور
نقاشاتهم ووسيلة استنارة لا غنى عنها.
ومع اقتراب نهاية الموسم الصيفي عربيا حيث ننتظر دخول شهر رمضان الكريم
خلال الأسبوعين المقبلين، نجد أننا شاهدنا غالبية الأفلام التي تربعت على
صدارة إيرادات السينما في أميركا الشمالية وأوروبا، وهي نسبة عالية مقارنة
بكثافة الإنتاج السينمائي عالميا، وهي مؤشر أيضا إلى أن السينما تتمتع
اليوم بجاذبية خاصة تفوق كل الوسائط الأخرى.في صدارة الإيرادات: فيلم
The Proposal،
بطولة ساندرا بولوك وراين راونولدز، إخراج أنى فليتشر، إنتاج و توزيع شركة
Touchstone Pictures، حصد خلال الأسبوع الأخير ما يقرب من 33 مليون
دولار في أميركا فقط، وحصل في التقييم على موقع
imdb العالمي على 7 نجمات من 10.
ويليه الفيلم الكوميدي ذكريات بغيضة «The Hangover»،
بطولة برادلى كوبر وايد هلمس، إخراج تود فيلبس، إنتاج وتوزيع شركة
Warner Bros، وحصد في أسبوعه الأخير على ما يقرب من 45 مليون دولار، وحصل في
التقييم على موقع
imdb
على 8 نجمات من 10.
وهبط فيلم الرسوم المتحركة (Up) الذي عرض مع بداية الصيف، بعد أن حقق
أكثر من 190 مليون دولار، الأداء الصوتى لإدوارد اسنر وكرستوفر بلامر،
إخراج بيتى دكتور، إنتاج وتوزيع شركة
Pixar، وحصل في التقييم على موقع
imdb على 9 نجمات من 10.
وجاء في الترتيب الذي يليه فيلم «ليلة في المتحف 2»، بطولة بين ستيلر
وروبين ويليامز، إخراج شاون ليفى، إنتاج وتوزيع شركة 20th Century Fox،
الذي حصد على ما يقرب من 6, 9 مليون دولار في الأسبوع الأخير، كما حصل في
التقييم على موقع
imdb على 6 نجمات من 10.
أما فيلم « أرض المفقود ـ
Land of the Lost»، الذي يترنح في شباك التذاكر، وهو من بطولة ويل
فيرل و آنا فريل، وإخراج براد سلبلرنج، إنتاج وتوزيع شركة
Universal
Pictures، فقد حصد على ما يقرب من 19 مليون دولار في أميركا فقط، وحصل في
التقييم على موقع
imdb
العالمي على 5 نجمات من 10.
وتلاه فيلم «حياتي في أطلال ـ
My Life in Ruins»،
بطولة نيا فارلوس وريتشارد دريفوس، إخراج دونالد بيترى، إنتاج وتوزيع شركة
Fox Searchlight، حيث حصد على 3 ملايين دولار فقط، كما تم تقيمه على موقع
imdb وحصل على 6 نجمات من 10.
وفي المركز الأخير جاء فيلم «تخيل ذلك ـ
Imagine That»،
بطولة إيدى ميرفي، إخراج كيرى كيرك باتريك، إنتاج و توزيع شركةParamount
Pictures، جامعا ما يقرب من 3 ملايين دولار خلال عرضه في
أميركا الأسبوع الماضي، ورغم إقبال البعض على مشاهدته إلا أنه حصل في
التقييم على موقع
imdb
على 3 نجمات من 10، ورغم التقييم المسيء للفيلم، لا يزال النجم الأميركي
الأسمر إيدي ميرفي يحتل موقعه المتميز بين نجوم هوليوود،.
حيث يعتبر من العشرة الأغلى سعراً في هوليوود والعالم، ونتعرض للفيلم
بالتحليل والقراءة في الصفحات التالية من (الحواس الخمس)، حيث بدأ عرضه
مساء الأربعاء الماضي في صالات السينما بالإمارات.
و يعدّ موسم الصيف مؤشرا مهما لنجاح الأفلام الأميركية على شباك التذاكر،
حيث يشكل 40 بالمائة من الإيرادات الإجمالية لهوليوود، وسجلت إيرادات أفلام
الصيف في دور السينما الأميركية حتى الآن رقما جديدا حيث تجاوزت لأول مرة
الستة مليارات دولار، ما ينبئ بأن هذا العام سيسجل رقما قياسيا في
الإيرادات العالمية الإجمالية للأفلام الأميركية على شباك التذاكر، يتوقع
أن يتجاوز 30 مليار دولار، رغم ما تم تداوله حول تأثيرات الأزمة المالية
على السينما.
ومن المعروف أن إيرادات شباك التذاكر تشكل 19 بالمائة فقط من الإيرادات
الإجمالية للسينما الأميركية، ويأتي الباقي من مبيعات وتأجير أشرطة الفيديو
والأقراص المضغوطة وحقوق العرض التلفزيوني ومبيعات التسجيلات الموسيقية
والمنتجات التجارية المرافقة للأفلام الضخمة الإنتاج من لعب وألعاب وكتب
وملابس وحلوى ومأكولات ومشروبات وهدايا.
البيان الإماراتية في
02/08/2009
«تخيل ذلك».. رسالة اجتماعية تتلألأ متعه وفناً
دبي ـ أسامة عسل
استقبل الجمهور والنقاد فيلم «تخيل ذلك ـ
Imagine That»
باستحسان واضح، واعتبروه من أفضل أفلام إيدي ميرفي في السنوات الأخيرة،
وذلك بعد أدائه المتواضع في مجموعة من الأفلام منها «نوتي بروفيسور» بجزءيه
الأول والثاني، و«الذهاب إلى أميركا»، و«فتاة الحلم»، حيث لم تعد شعبية
النجم الكوميدي كما كانت عليها قبل عشر سنوات، وذلك لاهتزازها مع صعود نجوم
كوميديين آخرين أكثر شبابا، حتى أن بعض أفلامه الأخيرة، فشلت في تحقيق إي
إيرادات كبيرة كما كانت سابقا، ورغم ذلك، ما زالت بعض الشركات الهوليوودية
تمنحه فرصة بطولات أفلام بتكلفة عالية.
«تخيل ذلك» كوميديا وفانتازيا شراكة بين بارامونت بيكشرز ونيكلودين، ومن
إخراج كاري كير باتريك وبطولة النجم الأسمر إيدي ميرفي، حيث يلعب في هذا
الفيلم دور مدير مالي من دنفر كولاردو يدعى «ايفان» له وظيفتان في حياته
الأولى ممول مشاريع في شركة و الثانية الرعاية بابنته ذات السبع سنوات، أحب
وظيفته بحيث لا يجد الوقت الكافي للصغيرة «يارا شهيدي»، ومشكلة ايفان تتلخص
في أنه لا يجيد أي من العملين، فهو من ناحية يواجه شخص آخر في العمل
ينافسه، ويحاول التفوق عليه، ومن ناحية أخرى لا يستطيع أن يتواصل مع عالم
ابنته البريء ومتطلباته.
ولكن هذه الفتاة الذكية تبدأ بإشغال خيالها وخلق شخصيات حولها تعوض بها عن
والدها المنشغل طيلة الوقت بأعماله التي لا تنتهي مستخدمة في ذلك بطانية
سحرية، تجمعها بأميرات وملكة تتحدث معهم ويوجهونها إلي معرفة أشياء
مستقبلية، وبالفعل ينجذب الأب إلي عالمها الخاص عندما تساعده بمعلومات عن
الشركات والجهات التي يتعامل معها، فيكسب ثقة عملائه ورئيسه في العمل، وفي
النهاية يفيق الوالد ويتعلم كيف يكون أبا صالحاً، يعطي الأهمية لأساسيات في
الحياة يأتي على رأسها أسرته.
يقدم الفيلم بالفعل رسالة اجتماعية، لكن المثير للمفارقة أن المخرج كايري
كير باترك، لم يستخدم الخدع ومؤثرات الجرفيك، في تأكيد ما يريد السيناريو
قوله، وكان من الممكن حدوث ذلك لإبهار المتفرجين، لكنه جعل الشخصيات التي
تتراءى للفتاة غير قابلة للرؤية بالنسبة للمشاهد، وأبقاها خيالية ليزيد
الفيلم متعة وإقناعا حول ما أراد أن يخاطب به العقل قبل المشاعر.
وكان إيقاع الفيلم سريعا، ويتميز المونتاج بالحيوية في تتابع الفكرة ببساطه
وإنسيابيه، خصوصا في المشاهد التي تجمع الأب بابنته، سواء داخل البيت عندما
تساعده في إعداد وجبه عشاء، أو في العمل عندما ترسم على أوراقه أمورا يفاجأ
بها رئيسه، وتلفت انتباهه لمقدرته على التنبؤ بمستقبل الشركات التي
يتعاملون معها، أو عندما يحضر في وقت متأخر حفل نهاية العام الدراسي مرتديا
زى ملك كما كانت تتمنى صغيرته أن تراه، وجاءت اللقطات التي عبرت عن الصداقة
الجميلة التي نشأت بين الأب وابنته، غاية في الروعة والتأثير، وقفزت حواجز
سوء الفهم التي بدأ بها الفيلم.
موقع «روتن توماتسون» سجل أن 44 % من النقاد كتبوا في صالح فيلم إيدي ميرفي
الجديد، مرتكزاً على 73 تحليلاً له في الصحف الأميركية، في أول أسبوع
لنزوله في 3008 صالة عرض محققاً إيرادات بلغت 5,5 ملايين دولار، وبعد
أسبوعين من عرضه حصد ما يقرب من 12 مليون دولار أميركي، ويعرض حاليا في
صالات السينما بالخليج، في انتظار ما يضيفه إلى شباك التذاكر في كل من
أميركا الشمالية وأوروبا.
ويتبقى سؤال: هل ينجح فيلم «تخيل ذلك» لإيدي ميرفي في إنقاذه من الأخطاء
التي أرتكبها في أعماله الأخيرة، أم يبقى الوضع على ما هو عليه؟.
أعتقد أنه من المهم لنا أن نرصد ونتعلم كيف يحاول هو ومن معه، وكيف يفكرون،
والأهم كيف يصيغون هذه الأفكار في شكل قطع من الفن تتلألأ على مر الأيام
والسنين.
البيان الإماراتية في
02/08/2009 |