مهرجان «أبوظبي لأفلام البيئة» هو آخر مولود سينمائي بين مهرجانات
السينما العربية، والوحيد من نوعه الذي يدور حول البيئة. انطلق أول من أمس
(السبت) تمهيدا لجولة من 4 أيام لاحقة تختتم في الـ25 من الشهر الحالي
بحفلة إعلان الجوائز لأفضل فيلم طويل، وأفضل فيلم قصير وأفضل فيلم إماراتي
عن البيئة.
هو الوحيد من نوعه، لكن فرادته ليست ضمانة لنجاحه، بل هي تميز يأتي في
الوقت المناسب مع ارتفاع الإدراك العام بمشكلات البيئة حول العالم. مشكلات
تعبر عنها أفلام متزايدة العدد وكثيرة التنوع، لو تم استقبالها جميعا لكان
على المهرجان أن يمتد لأكثر من 10 أيام حتى يستوعب الجيد منها.
يرعى المهرجان الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة
الغربية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة «موفي لاب» النشطة في مجالات إعلامية
مختلفة، من بينها الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، كما في إقامة المناسبات
والمهرجانات.
وحسب معلومات المكتب الصحافي على الأقل، فإن عدد الدول المشتركة بلغ
42 دولة قدمت ما مجموعه 170 فيلما. طبعا لا يسع الناقد إلا أن يذكر أن بعض
الأفلام مزدوجة أو مثلثة (أو حتى رباعية) الإنتاج ما يجعلها تُحصى مرتين أو
ثلاث مرات. وهذا لم يعد حكرا على مهرجان دون آخر؛ فكثيرون يعمدون إلى هذا
النهج، مما يرفع عدد الدول المشاركة في نظر الجمهور والإعلاميين. لكن
مهرجانا كهذا كان يستطيع أن يذكر الرقم الحقيقي استنادا إلى الجهة الرئيسة
أو إلى الجنسية التي ينتمي إليها المخرج فيما لو كان التمويل متناصفا بين
دولتين مثلا. فالأهمية التي على هذا المهرجان الإيمان بها هي ضرورته
ورسالته.
* أفلام عربية
* ومن المفرح جدا أن تكون هناك أفلام عربية تم ضمها إلى العروض
المتسابقة تكشف عن اهتمام مخرجيها وصانعيها بالبيئة ومشكلاتها، وطرح
قضاياها على المشاهد العربي. في هذا الإطار، هناك 13 فيلما إماراتيا مختلف
الأطوال (من 3 دقائق وما فوق) تتناول هبات الطبيعة من الماء إلى الهواء،
ومن الثمار إلى المزارع والحياة داخل المدن وخارجها.
من بينها «القيمة التي نضيفها» لوليد المدني (تسجيلي) و«إيكون» لمحمد
رسول (روائي قصير) و«الاستمطار» لمحمود مصطفى. لكن المرء لا يفهم لماذا تم
ضم فيلم من إنتاج أميركي - تنزاني إلى هذا القسم، حتى وإن كان خارج
المسابقة. الفيلم هو تسجيلي طويل تم تصويره في ساحل العاج وأوغندا سنة
2011، وعرض في العام الماضي بنجاح ملحوظ في نحو 20 دولة.
أفلام عربية أيضا تعرض في مسابقة الفيلم القصير، من بينها 5 لمخرجين
عرب، وهم رولا شماس التي حققت فيلما عنوانه «F»
بين لبنان وإيطاليا. سالم علي منصور يقدم فيلمه العماني «السدود في سلطنة
عُمان»، بينما يقوم الكويتيان عبد الله الكندري وهدى محمود بتقديم «حياة من
دون ألوان» يتبعه بعد غد (الأربعاء) فيلم قطري شوهد مؤخرا في مهرجان
«الخليج السينمائي»، بعنوان «8 مليار» من إخراج رياض مقدسي.
في مسابقة الفيلم الروائي الطويل المؤلفة من 7 أفلام طويلة، هناك فيلم
للمخرج المصري سعد هنداوي بعنوان «دباويا». هذا حسن باستثناء أن الفيلم من
47 دقيقة (بما في ذلك العناوين) ما يجعله فيلما متوسط الطول.
فيلم الافتتاح هو «أرض موعودة» للمخرج غس فان سانت في واحد من أعماله
التي تمر شفافة. الفيلم جيد النية، ولو أنه متواضع الصنعة أيضا. ليس غريبا
افتتاح المهرجان به على الرغم من أن الحديث عن البيئة يمر في وسطه وليس في
صلبه. إنه يتحدث عن حالات الاستيلاء على الأراضي الزراعية بأثمان بخسة بغية
تحويلها إلى منشآت صناعية أو استهلاكية. ما يحدث للمزارعين الأميركيين يبدو
الدافع الأول لكتابة وإنجاز الفيلم. للمخرج المستقل فان سانت، ابن الستين
الذي سبق له أن روى حكايات كثيرة صغيرة وكبيرة، من بينها ما كان سيرة ذاتية
صاخبة، «ميلك»، ومنها ما كان أقرب إلى تمارين تجريبية، «جيري»، يضع الشخصية
(تلك التي يؤديها أحد كاتبي الفيلم وممثله الأول مات ديمون) أمام الحكاية.
يعرض الفيلم الذي يتولى مات دامون بطولته، قضية المزارعين الموزعين
بين وعود ثراء سريعة، إذا ما استثمرت شركة غاز طبيعي أراضيهم، والمحافظة
عليها والكف عن الركض وراء الحلم. في مكان ما بين الجانبين، تبرز قضايا
البيئة وكيف أن مثل هذه العمليات عادة ما تكلف المواطنين أرواح مواشيهم
ونقاوة مياههم وصحة منتجاتهم. لكن الفيلم يتحول تدريجيا إلى حكاية خداع تقع
بين الشخصية التي يؤديها مات دامون والشركة التي استأجرت خدماته للترويج
بين المواطنين فكرة بيع أراضيهم. يتمنى المرء معه لو أن الصراع حول قضايا
البيئة بقي العنصر الذي يقود الأحداث، عوض أن يظهر ثم يتراجع إلى خط ثان
وثالث.
* من بنغلاديش إلى تشاد
* عرض خاص أقيم في الوقت ذاته ليتعارض مع فيلم الافتتاح، «العاشرة ليل
يوم السبت»، هو «نمور أفريقية» لكيث سكولي واليستر فوترجيل. فيلم تسجيلي
أميركي - تنزاني تم تصويره في ساحل العاج وأوغندا عن الأسود والنمور
الأفريقية، من إنتاج عام 2011. إنه حكاية من إنتاج والت ديزني، وهذا وحده
وصف كافٍ، كون الأعمال التي تنتجها المؤسسة الضخمة المعروفة لا تضع في
حسبانها الحديث عن المخاطر البيئية، أيما كان مصدرها، بل تقديم حكايات
مسلية، حتى عندما يكون الفيلم تسجيلي المعالجة. إنه بديع الصورة وأفضل مما
قد يلتقطه المرء على محطة «ناشيونال جيوغرافي»، لكنه لا يختلف في النهاية
كثيرا.
أفضل المعروض، مما شاهده هذا الناقد، هو الفيلم التسجيلي «هل تستمع؟»
لكامار أحمد سيمون، وتصويره خرج بالجائزة الأولى في مهرجان «سينما الشريط»
(Cinéma
du Réel). إنه فيلم فعلي عن البيئة يصور بكاميرا لا تعمل حسب أجندات أخرى،
حكاية عائلة من ثلاثة أفراد تعيش في قرية صغيرة في بنغلاديش اسمها
سوتارخالي. يصور معاناتهم الدائمة التي ازدادت صعوبة بفضل طوفان غطى الأرض
ومكث برهة كافية ليفسد التربة التي يعيش القرويون منها، كونهم مزارعين جيلا
وراء جيل. على الرغم من ذلك، تعيش الزوجة راحول على أمل أن ترى مستقبلا
مختلفا لابنها الصغير، مدركة أن الصعوبة كامنة كيفما اتجهت لتحقيق هذا
الأمل، خصوصا أن صحة زوجها لم تعد تساعده على العمل.
هذا فيلم مؤثر كيفما نظرت إليه، لكنه في الدرجة الأولى صادق وجيّد
العمل. يقصد تصوير جهود أهل الأرض في تأمين حياتهم الحاضرة والحلم بما قد
يمكنهم من الاستمرار في الغد. بصدقه نفسه ينبري «العيش/ البناء»، فيلم
تسجيلي آخر أخرجه الفرنسي كليمانس أنسيلين وصوره في تشاد الشرقية، وسط تلك
الصحراء التي لولا بناء طريق يربط بعض المدن لما انتعش الجوار بالعمال
والمهاجرين بحثا عن عمل أو فرصة لاقتطاع ثروة صغيرة. المشروع فرنسي،
والمنطقة التي اتخذها المشروع مركز تجمع تصبح أمل البعض في فتح دكاكين لبيع
ما قد يحتاج إليه العامل. لكن البيئة الاجتماعية كلها تعيش وضعا من الفقر
الصعب والمخرج يرصد ويعرف. هذا ليس فيلما عن البيئة بحد ذاتها، لكنه عن
وجود اجتماعي في منطقة صحراوية معزولة يتعايش فيها تشاديون من قبائل ومصادر
شتى، بغية تحقيق أمل صغير واحد.
كثيرة هي الأفلام اليابانية والصينية والتايلاندية التي استوحت من
مأساة فوكوشيما موادها، لكن فيلم المخرج توشي فوجيوارا «منطقة لا أحد» يترك
طعما مرا مذكرا بتلك الكارثة البيئية الكبرى. هنا يتابع رجل من بين أولئك
الذين يحيون على مقربة من المنطقة المعزولة التي تحيط بالمصنع النووي الذي
ضربه الإعصار، فبث سمومه. والمخرج محق حين يذكر أن الفيلم هو جمع بين
الصورة والخوف منها. يذكّر «منطقة لا أحد» بفيلم المخرج الفذ أندريه
تاركوفسكي، سبق «ستوكر» الذي كان روائيا، لكنه تحدث عن منطقة محظور الدخول
إليها تثير الفضول والرعب كذلك.
فيلم الاختتام سيكون «كون تيكي» النرويجي الدنماركي البريطاني
الألماني المشترك. عن أحداث حقيقية وقعت سنة 1947 (حين لم يكن يهدد البيئة
أي خطر فعلي) ويرصد المخرجان يواكيم رونينغ وإسبن ساندبيرغ سعي 5 أفراد
للإبحار فوق عوامة بدائية من ساحل البيرو إلى جزر بولينسيا الواقعة قرب
جزيرة تاهيتي. الفيلم محاولة نصف ناجحة لمحاولة هؤلاء البحارة بقيادة شخص
اسمه هايردول، ويلعب دوره سفيري فالهايم هاغن، للبرهنة عن أن هنود أميركا
الجنوبية هم من أبحر في فجر التاريخ إلى تلك الجزيرة التي تقع على بعد 3800
ميل بحري.
فشل هذا الفيلم في صيد أوسكار أفضل فيلم أجنبي، لكنه يكشف عن تصوير
جيد يضمن مناخ الفيلم المغامراتي ونقاء صورته. لكن ما يتفاعل دراميا على
الشاشة من مواقف ومشاعر وتوفر داخلي لبعض شخصيات الفيلم يبقى سطحيا وفاترا.
وفوق كل شيء لن يدرك المشاهد ما علاقة هذا الفيلم بموضوع البيئة.
الشرق الأوسط في
22/04/2013
في محاضرة عن حقوق الملكية الفكرية في صناعة السينما
«مهرجان
أفلام البيئة»: الإمارات سبقت دولاً عديدة في حماية الإبداع
أحمد السعداوي
وسط حضور إعلامي وجماهيري كبير تواصلت فعاليات اليوم الثاني من مهرجان
أبوظبي الدولي الأول لأفلام البيئة، عبر مجموعة من الندوات والمحاضرات
والعروض السينمائية، وزيارات طلابية لمعرض أصدقاء البيئة المقام على هامش
المهرجان البيئي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، والذي أحدث طفرة في
أساليب التوعية وتكريس الاهتمام بقضايا البيئة وتحدياتها بين الأشخاص
العاديين من غير أهل الاختصاص في علوم البيئة ومشكلاتها، حيث أوضحت محاضرة
الخبير العالمي طلال أبوغزالة وحققت سبقا كبيرا قياساً إلى غيرها من دول
العالم في حماية الإبداع.
كيفية حماية حقوق الملكية الفكرية في الحقل السينمائي وصناعة الأفلام
كانت عنواناً للمحاضرة المهمة التي ألقاها صباح أمس الخبير العالمي طلال
أبوغزالة وتطرق فيها إلى العديد من المحاور المتعلقة بكيفية حماية حقوق
الملكية في عصرنا الحالي.
ودعا غزالة في محاضرته إلى إنشاء جمعية وطنية عربية لتحصين وتحصيل
حقوق الفنانين الفكرية، يشترك فيها من يريد أن يكون عضواً بها، ويسهم في
عملها وتحقيق أهدافها، على أن يكون من ضمن أولويات هذه الجمعية حماية
الفنانين عند تقدمهم في العمر، كون الكثير منهم يعاني مشكلات حياتية كثيرة
في هذه المرحلة العمرية المتقدمة على الرغم من أن عطاءهم الفني لا يزال
حاضراً والجميع يستمتع به.
قضية القرصنة
كما تطرق إلى قضية القرصنة على الحقوق الفكرية والتي تحدث هذه الأيام
عبر الشبكة العنكبوتية، لافتاً إلى أنه طالب بصياغة اتفاقية عالمية تحمي
الحقوق الانتاجية والخدمات عبر الانترنت، مبيناً أننا في حاجة إلى نظام
دولي واتفاقية دولية تعمل على الحد من هذه القرصنة وآثارها السيئة على
صناعة السينما وغيرها من المجالات الإبداعية والإنتاجية.
ولفت إلى أنه سبق وأن دعا الولايات المتحدة الأميركية بصفتها القوة
الأعظم تكنولوجيا في العالم إلى الإسهام في وضع تشريعات دولية لحماية حقوق
الملكية الفكرية الفردية، عبر اتفاقية عالمية تلزم جميع دول العالم أن تخضع
لبنودها وجهودها في حماية حقوق الملكية خاصة فيما يتعلق بذوي الإبداعات
الفردية.
أمثلة صارخة
ومن الأمثلة الصارخة على تلك القرصنة والتي يمكن أن تهدد صناعة
السينما وتؤثر في مسيرتها، ما حدث مع فيلم «أفاتار» الذي بيع منه نحو 20
مليون نسخة مزورة بعد تصويره داخل إحدى دور السينما أثناء بداية عرضه.
وبلغت خسائر حقوق الملكية الفكرية في روسيا 90 في المائة، وفي الصين 79 في
المائة، فضلاً عن أن كثيرا من القنوات الفضائية تعرض أفلاماً دون الحصول
على ترخيص بذلك.
وأشاد أبوغزالة بالجهود التي تبذلها الإمارات في مجال حماية حقوق
الملكية الفكرية، والحد من القرصنة التي تحدث على بعض الأعمال الفنية عبر
مصادرة أي أقراص مدمجة أو وسائط تكنولوجية تكون محملة بمواد فنية غير مصرح
ببيعها أو تداولها في الأسواق من أصحابها، وهي في ذلك حققت سبقا كبيرا
قياساً إلى غيرها من دول العالم، ومن هنا وجب التنويه على هذا الدور
والإشادة به وحث باقي الدول العربية على اتباع هذا النهج والسير فيه من أجل
حماية الملكية الفكرية للمبدعين.
بعد إلقاء كلمته سأل الأديب الدكتور محمد المخزنجي عن حقوق المستخدمين
للانترنت داعياً إلى ضرورة تخفيف حدة حماية حقوق الملكية الفكرية في دول
العالم الثالث مراعاة لظروف بلدانهم الاقتصادية، كما تطالب إياد بوغلي
المسؤول في الأمم المتحدة عن ضرورة تعريف الإبداع ومن هو المبدع الحقيقي،
طارحاً سـؤالا يدور فحواه حول، هل الإبداع هو إيجاد الفكرة أو تطبيق الفكرة
الموجودة؟ وهل تبدأ الملكية الفكرية منذ الفكرة أو منذ التطبيق؟
نار الإبداع
أجاب أبوغزالة على هذه التساؤلات بقوله، يجب أن لا تكون حماية حقوق
الملكية الفكرية حاجزاً أمام أي انسان ليستفيد منها وهو ما سبق أن نادى به
في مؤتمر الدوحة قبل 12 عاماً، بضرورة منح الدول الفقيرة انتاج الدواء دون
ترخيص، ولكن تم الاعتراض على ذلك انطلاقاً من أن الحماية هي
حماية للمواطن نفسه، وأنه عندما نحمي المبدعين نحمي عملية
الإبداع والتحديث في كافة المجالات.
أي أن الهدف الأصلي من الحماية هو مصلحة المواطن العادي ويجب أن نأخذ
النظرة من أساسها حتى تستمر عملية الإبداع والبحث العلمي، مستشهداً
بالمقولة المعروفة « نار الإبداع لا تشتعل إلا بزيت حماية الملكية الفكرية».
وعرّف أبوغزالة الإبداع بأنه » كل اختراع فيه حداثة»، مثال ذلك أن
اليابان تخترع سنوياً 200 ألف اختراع، والمقصود هنا بالاختراع هو كل إضافة
لها فائدة تجارية يمكن تطبيقها.
عناصر العمل السينمائي
تناول الخبير العالمي طلال أبوغزالة بالتفصيل حقوق الملكية الفكرية في
السينما التي لابد أن تحمي كل عناصر الفيلم مثل السيناريو والقصة والموسيقى
وغيرها من عناصر العمل السينمائي الذي يتكامل من أجل انجاز فيلم يليق
بالمشاهد، منوهاً إلى أن المشكلة الأولى التي تعانيها السينما حالياً هي
القرصنة التي أصبحت غاية في السهولة نتيجة التطور التكنولوجي، وإمكانية
تصوير فيلم سينمائي كامل عبر هاتف محمول صغير الحجم من داخل أي دار عرض،
وهذا بطبيعة الحال يسبب خسائر مادية باهظة للقائمين على صناعة الفيلم، تبلغ
في الولايات المتحدة الأميركية وحدها نحو ستة مليارات دولار نتيجة لعمليات
القرصنة تلك.
لكسب المعارف والحقائق المرتبطة بدراساتهم
طلبة جامعة أبوظبي يشاركون في ندوات المهرجان ويتابعون فعالياته
أبوظبي (الاتحاد) - حَلّ طلاب وطالبات جامعة أبوظبي ضيوفاً على
فعاليات مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة يوم أمس وشاركوا في حضور
الندوات وقاموا بجولة في معرض أصدقاء البيئة، بهدف كسب مزيد من المعارف
والحقائق البيئية المرتبطة بدراساتهم للبيئة في أقسام جامعة أبوظبي، حيث
تقول ندا قفيشة الدكتورة في العلوم البيئية بجامعة أبوظبي والتي رافقت
الطلبة في اليوم البيئي الفني المميز في مسيرتهن التعليمية، إن الهدف من
هذه الزيارة هو زيادة وعي الطلاب والطالبات بمشاكل البيئة والقضايا التي
تخص البيئة ومنها الحفاظ على التوازن البيئي وصيانة موارد الأرض من الهدر
وسوء الاستخدام، وكل ذلك من خلال أسلوب سهل وغير مباشر عبر متابعة الأفلام
المعنية بالبيئة التي تعرض خلال أيام المهرجان وسيحرص الطلاب على متابعة
قسم كبير منها بالتنسيق مع إدارة المهرجان، التي أتاحت للجميع المشاركة في
فعالياته ومشاهدة أفلامه بشكل مجاني وهي سابقة تحدث لأول مرة في أي من
المهرجانات السينمائية الدولية في أي مكان في العالم.
توقيت المهرجان
وأشادت بفكرة المهرجان وكذا توقيت عرضه حتى يستفيد منه أكبر عدد من
الجمهور العادي والطلاب الذين يدرسون تخصصات علمية مرتبطة بالبيئة
وقضاياها، مشيرة إلى أن هذا العصر هو عصر وسائل الإعلام بكل ما فيها من
مرئي ومسموع، وهي أساليب حية وحيوية للتواصل مع الجميع على اختلاف ثقافتهم
ودرجاتهم التعليمية، ما يجعل منها وسيلة مؤثرة في التعليم والتنوير بشكل
غير مباشر، خاصة إذا ما أدركنا الوزن الحقيقي لصناعة السينما والأفلام
وتأثيرها في تشكيل كثير من السلوكيات الجمعية والفردية.
وأوضحت أن مشاهدة المشكلة البيئية متجسدة أمام الجمهور بشكل حركي وعبر
صور مبهرة متتابعة، بدلاً من قراءتها والاستماع إليها، يجعل المشكلة
البيئية أقرب للمشاهدين ومنهم الطلبة، ويستطيعون تصورها بشكل أعمق،
وبالتالي تساعد على سهولة التوصل لحلول لتلك المشكلات.
وتعتبر قفيشة المهرجان فرصة كي يشاهد الطلاب حزمة كبيرة من الأفلام،
من كافة أنحاء العالم، فتعرض مشكلات بيئية متنوعة تعاني منها قطاعات مختلفة
في العالم، وهذا يؤدي إلى توسعة خيال الطلاب لإيجاد حل لمختلف القضايا
البيئية هنا وهناك.
محمد خير قرمة الطالب بجامعة أبوظبي تخصص علوم بيئية، أوضح من جانبه
أن المهرجان بأفلامه وفعالياته يفيده هو وزملائه إلى أقصى حد، والأفلام
الموجودة به تعرض قضايا بيئية حساسة تعبر عن مشاكل كثير من البشر في أنحاء
الأرض. ومشاهدة هذه الأفلام تسهل التفاعل مع قضايا البيئة وتعرّف الطلاب
بتحديات البيئة في العالم، ويتهيأ فيما بعد للمساهمة في حلها.
أفلام قيّمة
الطالبة صفاء اسماعيل من جانبها أوضحت أن حضورها فعاليات المهرجان
ومنها ندوة الدكتور طلال أبوغزالة كشف لها عالم الحقوق الفكرية وأهميته في
حماية البحث العلمي والتطور وحث المبدعين على تقديم كل جديد لديهم، وبأن
حماية الملكية الفكرية ضرورية لاستمرار الحياة على ظهر هذا الكوكب.
وذكرت اسماعيل أنها شاهدت أفلاما قصيرة عن البيئة ورأت من خلالها كيف
يسيء الناس التعامل معها ويسرفون في استخدام موارد الطبيعة، دون النظر إلى
ما سيكون الحال عليه مستقبلاً حال استمرار هذا السلوك السلبي في التعامل مع
البيئة، وهذا في حد ذاته يجعل لأفلام البيئة قيمة عليا كونها تسهم في توصيل
رسائل متعددة بأسلوب سهل وميسر.
زميلتها ريم محمد الطالبة في قسم الصحة والسلامة البيئية بجامعة
أبوظبي، قالت مهرجان أبوظبي الدولي للأفلام البيئية يحقق أهدافاً كثيرة
وفوائد متعددة للطلاب والناس العاديين، من خلال مشاهدة الأفلام يتم التعرف
على المشاكل البيئية الناجمة عن التدهور البيئي، فيصبح الإنسان أكثر حرصاً
في التعامل مع البيئة والحفاظ
عليها من كل يؤثر عليها بشكل سلبي. وأوضحت أن مشاهدة هذه النوعية من
الأفلام تجعلها تغير سلوكياتها السلبية في البيئة المحيطة بها، سواء من
خلال مناقشة وتوجيه الأصدقاء والأهل في المنزل وزملاء الدراسة في الجامعة.
غرس أمين الطالبة بذات القسم أكدت أنه من الجميل أن يشاهد الشخص
مجموعة أفلام تتحدث عن البيئة من خلال حدث مهم وكبير يتم على أرض أبوظبي،
ونوهت أمين إلى أن مشاركتها في فعاليات المهرجان أوحت لها بفكرة مشروع
للتخرج عن البيئة ستعمل على إنجازه في الجامعة بالتعاون مع زميلاتها.
السينما.. الضمان الأفضل للتوعية البيئية
أبوظبي (الاتحاد) - شهدت فعاليات مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة،
محاضرة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة والتي ألقتها المحاضرة لارا نصار،
المسؤول الإقليمية لتوثيق وإدارة المعلومات مع الاتحاد الدولي لحماية
الطبيعة، المكتب الإقليمي لغرب آسيا، وتطرقت بتوثيق العمليات» وهي واحدة من
الأدوات التي تساعد على كشف التغيرات وتتبع عمليات التغيرات في البيئة.
وأشارت الندوة إلى الأدوات المستخدمة في توثيق المعلومات منها
اللقاءات والمحاضرات والنقاشات الجماعية ومواد فيلمية وصور فوتوغرافية،
فالأفلام هي الوسيلة الأفضل لضمان وصول الرسالة التوعوية للمجتمع.. حيث
يستخدم الاتحاد الدولي هذه المواد الموثقة لتقليل الفجوة بين المجتمع
المحلي وصناع القرار، ونستخدم هذه الأداة لجعل الفرد يشعر بنوع من الملكية
والثقة تجاه هذه المشروعات وهذا يساعد على استدامة المشروع للأعوام القادمة.
وتطرقت إلى أداة أخرى هامة يتم استخدامها في توثيق العمليات وهي
الفيديو التشاركي، وهي مادة فيلمية يقوم بها المجتمع المحلي نفسه حيث يقوم
هو بإنتاج وتحرير وإخراج الفيلم نفسه وعبره يحكوا عن المشاكل البيئية التي
يعانون منها وما هي الحلول التي يطلبونها أو يقترحونها من صناع القرار، حتى
يحصل التغيير المطلوب.
وأضافت «نصار» يقوم الاتحاد بتعليم أفراد المجتمع على هذه العملية
وانتاج الأفلام البيئية من خلال توفير أدوات التصوير اللازمة مثل الكاميرات
وأدوات الإضاءة وكل ما يستلزم التصوير ونقوم بتدريبهم على كيفية تصوير هذه
الأفلام.. عقب ذلك تكون لهم الحرية في إنتاج هذه الأفلام.
وأهمية هذه الأدوات تنحصر في التأكد من استدامة المشروع لأنه يوضح
أوجه التغيير وأوجه التقدم في هذا التغيير، ومن أهم جهود الاتحاد مشروع
ضمان الحقوق وإعادة تأهيل الأرض، وبه قمنا بإنتاج فيديو تشاركي لثلاث مناطق
بالأردن وتم استخلاص مادة فيلمية عرضت حصرياً وشاركت بالمهرجان حالياً،
ويدور حول المشاكل البيئية بالأردن واقتراح الحلول المناسبة.
وفي ختام الندوة طالبت لارا نصار بضرورة مشاركة مؤسسات المجتمع المدني
في تعريف مؤسسات القرار بالأخطار البيئية التي تواجه كوكب الأرض.
تنظمها اليوم «إيمج نيشن أبوظبي»
جلسة حوار تناقش التمويل الجماعي للأفلام وصناعة السينما المحلية
دعت «إيمج نيشن أبوظبي» صانعي الأفلام والهواة للمشاركة في جلسة نقاش
نادي السينما «سوالف وبوب كورن» لهذا الشهر، التي تدور حول ظاهرة التمويل
الجماعي للأفلام المعمول بها في جميع أنحاء العالم، وكيف أن هذا المفهوم
البسيط يمكن أن يساعد صناع السينما المحلية على تجسيد أفكارهم وإنتاج
أفلامهم الخاصة، بطريقة تظهر قدراتهم، وتضمن استمرارهم بوضعهم على الطريق
نحو التميز في عالم الفن السابع.
أبوظبي (الاتحاد) - تحاضر في جلسة النقاش فيدا رزق، مؤسسة موقع
أفلامنا أول بوابة متخصصة في الشرق الأوسط للتمويل الجماعي الخاص بالمشاريع
الإبداعية عبر الإنترنت، الساعة السادسة من مساء اليوم داخل المبنى الأخضر
الفاتح التابع لـ twofour54
في أبوظبي، ويدير الحدث رئيس إيمج نيشن أبوظبي محمد العتيبة، ويشرح أمام
الحضور مفهوم التمويل الجماعي، وكيف يمكن أن يستخدم محلياً بوصفه وسيلة
جديدة لجمع الدعم المالي لمجموعة متنوعة من مشاريع الأفلام.
فكرة مبدعة
وتتناول الجلسة التمويل الجماعي وكيف يسخر قوة الدعم المشترك للأفلام،
ويتيح فرصة للناس العاديين للتواصل مع أصحاب الأفكار المميزة ودعم أفكارهم،
كما يمكن للأشخاص، الذين لديهم فكرة مبدعة أو قصة من اختيار الحصول على
مساهمة مالية لمشروعهم.
وقال العتيبة، إن الاتجاه نحو فكرة التمويل الجماعي قد نما بشكل مطرد
في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات القليلة الماضية، ونحن مسرورون بأن
تتاح لنا الفرصة لتقديم هذه الفكرة للمزيد من صانعي الأفلام المحلية في
دولة الإمارات خلال جلسة النقاش، مشيراً إلى أن حاضري الجلسة سيستفيدون من
الحوار الذي سيدور خلالها، معرباً عن أمله أن تكون مصدر إلهام للمضي قدماً
في مشاريع أفلامهم وتحقيق أفكارهم باستخدام هذه المبادرة الفريدة من نوعها.
و«أفلامنا»
منبر إلكتروني مخصص لجمع التمويل الجماعي في المنطقة تم إطلاقه في يوليو
2012، ويهدف إلى مساعدة مخرجي الأفلام المستقلين والفنانين والطلاب
والمبدعين والمفكرين وغيرهم في جمع التمويل اللازم لمشاريعهم، وذلك عن طريق
حث الجمهور على تقديم الدعم المالي لفكرتهم والمساهمة في تحقيق أحلامهم.
«أفلامنا»
وموّل موقع «أفلامنا» العديد من المشاريع منها فيلم «لما شفتك»
للمخرجة آن ماري جاسر، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان أبوظبي
السينمائي العام الماضي، وحصد جائزة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان برلين هذا
العام، وفيلم «ليتل» للمخرجة نغم عثمان، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي
في مهرجان القاهرة السينمائي. وقالت مؤسسة موقع أفلامنا: تم إنشاء موقع
أفلامنا لإيماننا أن الثقافة والإبداع هما عنصران في غاية الأهمية، ونحن
نريد تشجيع الناس وتحفيزهم على تنفيذ أفكارهم لتصبح واقعاً، ومن خلال
موقعنا نريد أن نتجاوز عقبة التمويل، فإذا كان هناك شخص ما لديه فكرة جيدة
وجادة حول موضوع معين، فسنفعل كل ما في وسعنا لجعلها حقيقة واقعة.
وأضافت: نرغب في خلق روح التعاون في المجتمع عبر مبادرة التمويل
الجماعي، وهي الطريقة التي تدعو الأصدقاء وأفراد العائلة والغرباء للمشاركة
الفعلية في صناعة الأفلام وليس التفرج عليها فقط، والأهم من ذلك كله، فإن
التمويل الجماعي يخلق قصصاً جديدة ومثيرة ويساعدنا على المشاركة في نجاح
الأشخاص الموهوبين من حولنا. إنه يمنحنا الفوز الحقيقي حين نصنع معاً
ثقافتنا المشتركة.
قصة العمل
وقالت مخرجة فيلم «ليتل» نغم عثمان، إن علاقة هذا الفيلم بموقع
أفلامنا ليس مقتصراً على الحملة الدعائية التي قام بها الموقع على مدى
ثلاثة أشهر، فعندما بدأت العمل على الفيلم كنت أفكر فقط بإنتاج فيلمي
الوثائقي الأول، وبدأت العمل على حملتي قبل شهرين من إطلاق الفيلم.
وتابعت: في البداية، قضيت ساعات طويلة في إعادة كتابة السيناريو
والعمل على الإعلان الترويجي، وتقرير ما هو الأفضل، ووضع الأهداف التي يمكن
تحقيقها، فقط لمعرفة إن كنت على وشك تحقيق أكثر مما كنت أتوقع، لذلك أنا
ممتنة جداً لفريق عمل موقع أفلامنا ولجميع من ساهم في هذا المشروع. لقد
حصلت منهم على المشورة والدعم والطاقة الإيجابية. لقد كانت نقطة تحوّل في
حياتي جعلتني أدرك ضرورة أن أتمسك بأحلامي دائماً ولا أتخلى عنها أبداً،
سيصل مشروعي الأول إلى نهايته قريباً لكني أدرك أن تجربتي مستمرة ككاتبة
ومخرجة.
نهيان بن مبارك:
«أبوظبي لأفلام البيئة» يحمل رسالة مهمة ويترجم نموذجاً حضارياً قدمته
الإمارات للبشرية
السيد سلامة (أبوظبي)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية
المجتمع على أهمية الرسالة التي يحملها مهرجان أبوظبي الدولي للأفلام
البيئية والتي يترجم من خلالها ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من
نموذج حضاري في الاهتمام بالبيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأشار إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان
طيب الله ثراه أولى الشأن البيئي اهتماماً كبيراً وجعل من الحفاظ على
البيئة محوراً أساسياً للنهضة الحضارية التي تشهدها الدولة.
وأشار معاليه إلى أن المهرجان بما يعرضه من أفلام وما يقدمه من محتوى
يعزز قاعدة الوعي المجتمعي محلياً وإقليمياً ودولياً بشأن البيئة وتحقيق
معايير الاستدامة، ويقدم صورة شاملة حول ما تحقق على أرض الإمارات من
منجزات في هذا الشأن برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس
الدولة ، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب
رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ
أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن
زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس
المجلس التنفيذي.
وأشاد معاليه برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في
المنطقة الغربية للمهرجان، مؤكداً أن المهرجان أصبح يمثل أحد الأحداث
العالمية المتخصصة في الشأن البيئي والتي تقدم من خلالها دولة الإمارات
العربية المتحدة رؤية استشرافية لحماية الموارد الطبيعية والحفاظ على
البيئة في إطار كامل من الشراكة مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية متخصصة.
كما ثمّن معاليه جهود اللجنة المنظمة للمهرجان ومشاركة مسؤولين بارزين
وفنانين في فعاليات المهرجان مما كان له أكبر الأثر في تحقيق أهداف
المهرجان ورسالته بشأن التوعية المجتمعية والاهتمام بالبيئة بجميع عناصرها.
بومغلي:
المهرجان حدث تاريخي يضاف لإنجازات الإمارات
قال الدكتور إياد بومغلي المدير والممثل الإقليمي لبرنامج الأمم
المتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا، في كلمة له خلال الافتتاح، إنه لشرف
عظيم أن أقف بينكم اليوم محتفياً ومحتفلاً بحدث تاريخي سوف يسجله التاريخ
كأحد أهم الإنجازات التي تضاف إلى إنجازات دولة الإمارات، وبالأخص إمارة
أبوظبي. وأضاف “نحتفي اليوم بإطلاق مهرجان أبوظبي العالمي الأول لأفلام
البيئة.. هذه الفكرة الرائدة الخلاقة التي تنم عن بعد نظر القائمين عليها
والمنفذين لها”. وأوضح بومغلي، أن مبادرة أبوظبي لأفلام البيئة تأتي في وقت
يتحدى العالم نفسه، فإما أن يحدد مساراً تعيش فيه الأجيال برغد وسعادة
وتطور، وإما أن تقع فريسة الاستثمار الجائر لمصادر الأرض.. مشيراً إلى أن
مؤتمر قمة الأرض “ريو + 20“ بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، الذي عقد
حديثاً، تحدى العالم بتحديد هذا المسار، ومساهمتنا اليوم في أبوظبي تندرج
من ضمن أهم المساهمات التي سوف تغير السلوك البشري بالتركيز على الإنسان
وعلاقته ببيئته. وقال إن إطلاق برنامج الأمم المتحدة للبيئة العديد من
الأفلام في هذا المهرجان، هو دليل على ثقتنا بدور الفن والفنانين والمنتجين
والمخرجين والأفلام بإحداث التغيير الذي نرغبه في جيلنا وأجيال المستقبل
الذين يشكلون أكثر من 70 بالمئة من عدد السكان. وأضاف “ لن نوفي إمارة
أبوظبي حقها بما تقوم به من مبادرات رائدة وإبداعية بالشراكة مع برنامج
الأمم المتحدة للبيئة وغيرنا من الشركاء”.. مشيراً إلى مبادرة أبوظبي
للمعلومات البيئية ومبادرة “عين على الأرض” التي تراقب البيئة العالمية من
أبوظبي في شتى مجالات البيئة، ومبادرة أبوظبي لمكافحة العواصف الترابية
والغبارية، ومكتب أبوظبي الدولي لمراقبة الطيور المهاجرة ومبادرة أبوظبي
للاقتصاد الأخضر، وغيرها العديد التي نقوم بها يداً بيد.. وتأتي هذه
المبادرة كإحدى المبادرات التي نطلقها معاً من أجل مستقبل أفضل لنا
ولأجيالنا.
موضحا بومغلي، أن الأفلام تتحدث لكل الناس بكل اللغات، وحتى تلك
الأفلام الصامتة لها تأثير وقدرة على ترجمة الرسائل البيئية إلى ألوان
وأشكال وأصوات تدغدغ الحس الإنساني في الحاضر والمستقبل، ولدينا الكثير
لعمله وكثير من القصص لروايتها عن الترابط الإنساني بالبيئة، وضرورة التطرق
لمواضيع تهم المواطن العادي وتؤثر على متخذي القرار. وأكد أن التكنولوجيا
تسبق فهمنا لما يحدث من حولنا، فلا بد من تسخيرها لخدمتنا وبالأخص إذا دخلت
بيوتنا دون إذن أو دعوة، وتسخيرها لخير كوكب لا نمتلك غيره، ولا يمكن إعادة
استحداثه إذا تعدينا حدود تحمله.
محمد الحمادي:
المسابقة تشجع المبدعين على إثراء السينما البيئية
أكد محمد الحمادي عضو مجلس أمناء المهرجان، في كلمة له، أن اهتمام
الإمارات بالمحافظة على البيئة الطبيعية ومقاومة كل أشكال التلوث، من
الاهتمامات الأساسية للدولة. وقال إنه تم اختيار الأفلام الخمسين التي تعرض
في مسابقات المهرجان الثلاث والعروض الخاصة، من 32 دولة من آسيا وأفريقيا
وأوروبا وأميركا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية، رغم العدد المحدود
نسبياً من أفلام البيئة بين إنتاج العالم للأفلام كل سنة. وأضاف الحمادي،
أن ما يدل على اهتمام أبوظبي بالبيئة، أن هناك مسابقة خاصة بأفلام البيئة
من الإمارات، وتتضمن عدد الأفلام نفسه في المسابقة الدولية للأفلام
الطويلة، والمسابقة الدولية للأفلام القصيرة. وأضاف الحمادي، أن قصة البيئة
في أبوظبي بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،
طيب الله ثراه، الذي علم الجميع أن البيئة هي أهم ما يجب الحفاظ عليه،
وعلمنا حماية الأرض وكل ما عليها من نباتات وحيوانات ومكونات مختلفة
للحياة. وأوضح الحمادي، قائلاً: “اليوم نحتفل بانطلاق مهرجان أبوظبي الدولي
الأول لأفلام البيئة، محققين بذلك حلماً كبيراً كان صعب المنال، ولكن الآن
رأينا الحلم أصبح واقعاً جميلاً نلمسه بأعيننا”. وأوضح أن المهرجان يحتوي
على فعاليات كثيرة ومهمة، منها مسابقة أفلام البيئة من الإمارات التي تشجع
المبدعين من أبناء الإمارات، وغيرهم من أبناء العالم العربي، لتقديم كل ما
لديهم من مواهب وإمكانات واعدة.
الإتحاد الإماراتية في
22/04/2013 |