تسعة أفلام جديدة تكمل قائمة أفلام «المهر الطويل»
في «دبي السينمائي»
دبي ـ «سينماتوغراف»
أعلن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن المجموعة
الثانية والمكمّلة من الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر الطويل»،
والتي تشمل تسعة أفلام، تُضاف إلى الأفلام الأولى التي أعلن عنها
سابقاً.
وستُعرض الأفلام الطويلة المشاركة في البرنامج على
جمهور المهرجان في دورته الرابعة عشرة في الفترة بين 6-13 ديسمبر
المقبل في مدينة جميرا، مقر المهرجان. وستُقيّم من قبل لجنة تحكيم
مرموقة، لتختار الفائزين بالجوائز المالية والمعنوية، لتُسهم هذه
الأعمال في تنمية وتطوير أعمالهم السينمائية المقبلة.
ومنذ انطلاقته في العام 2006، يعتبر برنامج «المهر
الطويل» جزءاً أساسياً من أنشطة المهرجان، نظراً لاحتفائه بأفضل
أفلام السينما العربية وعرضها للجمهور العالمي على شاشات واحد من
أهم وأكبر المهرجانات السينمائية في الشرق الأوسط.
وتشمل جوائز «المهر الطويل»:
– جائزة
أفضل فيلم روائي؛
– جائزة
أفضل فيلم غير روائي؛
–
جائزة لجنة التحكيم الخاصة (لفيلم روائي أو غير
روائي)؛
–
جائزة أفضل مخرج؛
–
جائزة أفضل ممثل؛
–
جائزة أفضل ممثلة.
ومن بين أفلام هذه المجموعة الجديدة من الأفلام
المشاركة في مسابقة «المهر الطويل» الفيلم الروائي الأول للمخرجة
التونسية سارة عبيدي بعنوان «بنزين». يروي
الفيلم عن شاب يدعى أحمد، اضطر بسبب البطالة المتفشّية إلى العمل
بائعاً للبنزين المهرّب على الطريق الرئيسي بين تونس وليبيا، حتى
اللحظة التي يقرر فيها الهجرة إلى إيطاليا مثل غيره من الشباب
أثناء ثورة العام 2011. تنقطع أخباره عن والديه القلقين. فهل غرق
أثناء الرحلة أم سُجن في إيطاليا؟
وتعود الشاعرة والكاتبة والمخرجة الإماراتية نجوم
الغانم، الحاصلة على العديد من الجوائز منها جائزتي المهر، إلى
مهرجان دبي السينمائي، لتعرض فيلمها «أدوات
حادّة» في
عرضه العالمي الأوّل، حيث تأخذ جمهور المهرجان في رحلةٍ إلى
التغيرات الثقافية وبالأخص حول أعمال الفنان التشكيلي الراحل
مؤخراً حسن شريف؛ مؤسس التيار المفاهيمي في الخليج والإمارات،
والأكثر اختلافا وتأثيراً وإثارة للجدل، حيث يسرد حكاياته بنفسه
ويتطرق إلى أسباب اختياره لهذا الأسلوب الإشكالي في زمن لم يكن
جاهزاً للثورات الفنية. الكاميرا، وحسن، وسحر أعماله في مواجهات
فريدة وحالات كشف استثنائية سيُماط عنها اللثام للمرة الأولى في
هذا الفيلم.
ويشارك المخرج العراقي/الكندي باز شمعون مع فيلمه
غير الروائي «73
درجة مئوية»،
المدعوم من برنامج إنجاز، والمستند إلى أحداث حقيقية في عرضٍ عالمي
أول.
صوّر الفيلم على مدار ثمانية أعوام ميّزها العنف،
والاحتلال والأحلام المحطمة، من وجهة نظر ثلاث أطفال من مذاهب
وديانات مختلفة من العراق: آسيا، ريان، وعلي؛ ولدوا داخل اسوار وطن
غارق في رائحة الحديد والنار، جرّاء الصراعات الإثنية والدينية
وأصبح وجودهم نفسه معركة مستمرة منذ عام 2003. عندما كانوا صغاراً
كانت لديهم أحلاماً يطمحون إلى تحقيقها، إلا أن الصراعات المستمرة
دمرت تلك الآمال، وجعلتهم في حالة انفصام مشحونة بحياة مربكة. يصور
الفيلم هجرتهم من وطنهم إلى ألمانيا، حيث تنمو علاقة صداقة بينهم
ويتفقوا على اللقاء في وطنهم في عام 2014. ولكن غزو الجماعات
الإسلامية المتشددة لمدن عدة في العراق يحول دون ذلك. فهل يمكنهم
تغيير مصيرهم ومواجهة الاضطرابات المستمرة؟ أم سيحاصروا دائماً
والخراب من حولهم!
وإلى جانب باز شمعون، ينضم المخرج والمنتج ومدير
التصوير العراقي/البريطاني قتيبة الجنابي بفيلمه الطويل الثاني «قصص
العابرين». وقد
سبق للجنابي أن حقّق بفيلمه الأول «الرحيل من بغداد» نجاحاً واسعاً
ونال به «جائزة السينما المستقلة البريطانية»، ورُشّح لـ «جائزة
سينما للسلام» في «مهرجان برلين السينمائي» عام 2010.
يتشارك المخرج مع جمهور المهرجان في رحلته الشخصية
التي تعكس مشاعر شتّى منها الغربة، والشوق، والخوف والهروب. إنه
فيلم مستوحى من تجربته في المنفى بعيداً عن وطنه، العراق. وقد صوّر
مشاهده على مدار 30 سنة، ليعكس مذكراته ومسيرته منذ رحيله من
وطنه، وليسجّل الزمن الذي استغرقه لإدراك معنى الانتماء.
ويشارك فيلم «الرجل
خلف المايكروفون» للمخرجة
التونسية/ البريطانية كلير بلحسين. يصور العمل جدّ المخرجة الفنان
التونسي العريق والمشهور الهادي الجويني والذي لقِّب بـ“فرانك
سيناترا التونسي”، وما زالت أغانيه مصدر إلهام لجميع الناس، منذ
زمن الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في فترة ما بعد الاستعمار في
البلد. بحثٌ متواصل عن الهوية في أعقاب الربيع العربي. لم تكن
عائلة الهادي الجويني تدرك بالفعل مدى حب الناس له، من هنا تكشف
المخرجة عن تفاصيل قصة شهرة جدّها المعروف بعرّاب الموسيقى
التونسية.
ومن المغرب، ينضم المخرج نور الدين لخماري ليعرض
فيلمه الثالث «بورن
آوت» (Burnout).
فيلم عن التضحية وعن شجاعة أشخاص عاديين في مواجهة مواقف
استثنائية، يزيد غياب العدالة الإقتصادية والإجتماعية من حدة
مآزقهم. إنها حكاية لقاءات متفردة، غير مُنتظرة يجد فيها أشخاص من
أوساط إجتماعية مختلفة أنفسهم وجها لوجه. أيوب، ماسح أحذية عمره 13
سنة، يحلم بشراء ساق اصطناعية لأمّه من ذوي الإحتياجات الخاصة.
جاد، وعمره 40 سنة يعمل رئيس مقاولة يرغب في التخلص من هوس أبيه
الراحل. عايدة في الخامسة والعشرين من عمرها وتعمل طبيبة متدربة،
وتخوض غمار حياة مزدوجة.
ويعود المخرج المخضرم التونسي/ الفرنسي الناصر
الخمير إلى المهرجان مع العرض العالمي الأوّل لفيلمه «همس
الرمال»،ويحكي
الفيلم -المدعوم من برنامج «إنجاز» عن قصة اللقاء الذي يتم في
الصحراء بين امرأة كندية ما يزال شبح ماضي عائلتها الأليم يطاردها،
ودليل سياحي يكتشف للمرة الأولى ماضي عائلته القاتم.
تبدأ المرأة، برفقة الدليل، رحلة للعثور على مكانٍ
ما في الصحراء. تطلب منه سرد ذكرياته حتى لا تكشف له عن سرّها،
فيروي لها عن طفولته وعن عالم اختفت آثاره. وحين يبلغان الصحراء،
تكشف المرأة اللثام عن سرّها وهي تدفن في الرمل حكاية ماضيها
المؤلم، في نفس الوقت يعلم الدليل بنيّة ولديه التوأمين البالغين
من العمر 25 عاماً المضي برحلة قد تهدد حياتهما. لحظة ما تنتهي
فيها رحلة المرأة، لتبدأ رحلة الدليل لبلوغ ولديه قبل أن يفقدهما.
وعقب النجاح الذي حققه في العام 2013 عن فيلمه
«الرقيب الخالد»، يعود المخرج والكاتب السوري زياد كلثوم مع فيلمه
غير الروائي والمرشح لجائزة أكاديمية الأفلام الأوروبية للأفلام
الوثائقية (جائزة آرتي) «طعم
الإسمنت»، الذي
يعكس معنى العيش في المنفى بسبب وطن مزقته الحروب.
يروي الفيلم قصة عمّال بناء سوريين محصورين في
الموقع. إنّهم يبنون ناطحة سحابٍ في مدينة بيروت في حين تتعرّض
بيوتهم في سوريا إلى القصف. ومساءً يتجمع العمال حول جهاز التلفاز
الصغير ليتابعوا أخبار وطنهم، وبالرغم من معاناتهم من القلق
وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان والعامل، إلا أنهم ما يزالون يأملون
في حياة مختلفة.
وتنضم المخرجة الجزائرية صوفيا جامه إلى المهرجان
بفيلمها الروائي الطويل الأوّل «السعداء»، الذي
عُرض في «مهرجان فينيسيا السينمائي» وحصل على جائزة أفضل ممثلة
للينا الخضري ضمن برنامج “أوريزونتي” (آفاق).
تدور أحداث الفيلم بعد مضي بضع سنوات على انتهاء
الحرب الأهلية في الجزائر، يقرر سمير وآمال الاحتفال بذكرى زواجهما
العشرين. في طريقهما إلى المطعم، يتذكر كلاهما الجزائر من وجهة
نظره: تستحضر آمال تبدّد أحلامها في هذا البلد، و يحاول سمير
التأقلم والتعايش مع الواقع. وفي الوقت نفسه، يتيه ابنهما فهيم
وصديقاه رضا وفريال في مدينة بدأت تنغلق على نفسها.
وبمناسبة الكشف عن المجموعة الثانية من الأفلام
المشاركة في مسابقة «المهر الطويل»، قال مسعود أمرالله آل علي
المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي» بأن “برنامج «المهر
الطويل» يلعب دوراً أساسياً في تنمية صناعة السينما، حيث بدأ
الكثير من المخرجين في مهرجان دبي السينمائي من صانعي أفلام قصيرة
ليقدموا من بعدها أفلاماً طويلة“، وأعرب عن ارتياحه لتزايد عدد
المخرجات وقال ”يشكل نمو عدد المخرجات المشاركات في المهرجان في
دورتنا المرتقبة مصدر طموح كبير لنا، حيث يعرضن من خلال أعمالهن
آراءهنّ ووجهات نظرهن حول قضايا متنوعة. ونحن على ثقة من أن جمهور
المهرجان سيُعجب بالأفلام الساحرة وبمواضيعها الشيقة والمهمة.”
بدوره قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي في
«مهرجان دبي السينمائي الدولي»: “تعرض مجموعة الأفلام الـ 18
المشاركة في المسابقة في دورتنا المقبلة التنوع واختلاف الثقافات
في المجتمعات العربية، مما يشكّل مجموعة رائعة“، وأضاف ”ما بين
اليأس والأمل، والهوية الشخصية والتضحية. يأخذنا كل فيلم في رحلة
مختلفة لنشعر بأحاسيس متنوعة. لذلك يسعدنا استقبال المخرجين الجُدد
والوجوه المألوفة الذين سيقدمون إضافة قيّمة على برنامج المهر
الطويل بشكلٍ خاص وعلى المهرجان بشكلٍ عام.” |