الكاتبة والمخرجة السعودية سارة بالغنيم..
محظوظة لاختيار “أنا وعيدروس” بمهرجان البحر الأحمر
السينمائي الدولي.
سينما - إعداد/ داليا ماهر
شاركت الكاتبة والمخرجة السعودية سارة بالغنيم كمساعد مخرج
في عدد من الأفلام، من بينها “المرشحة المثالية” و”الجرذي”، كما تصدرت سارة
لبطولة الفيلم القصير “الدنيا حفلة” والذي شارك في عدد كبير من المهرجانات
السينمائية، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان “صندانس
السينمائي”، كما حصد فيلمها القصير”أنا وعيدروس” جائزة “وازمان” وهو أعلى
تكريم من جامعة نيويورك لصانعي الأفلام المميزين.
وتحدثت بالغنيم خلال حوارها لـ مجلة “اليمامة” عن كواليس
كتابة وإخراج فيلم “انا وعيدروس” والذي سيعرض في مهرجان “البحر الأحمر
السينمائي الدولي” في نسخته الثالثة ، بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان
“آسبن” العالمي للأفلام ، والذي يعد أحد أهم المهرجانات الدولية المؤهلة
للمنافسة على جوائز الأوسكار للأفلام القصيرة ، كما شارك في مهرجان “بالم
سبرينغز” السينمائي الدولي ، ومهرجان “هامبتونز” السينمائي الدولي ، وأيضا
أنتجت الكاتبة والمخرجة السعودية فيلم “سويت ريفيوج” كما تطمح بجدية لتقديم
العديد من الأعمال الفنية المستلهمة من الواقع المحلي.
·
في البداية ما الذي حمسك لتقديم فيلم “أنا وعيدروس”سواء على
مستوى الكتابة أو الإخراج؟
لقد كتبت هذا السيناريو في عامي الثاني في برنامج صناعة
الأفلام
MFA
للسينما والتلفزيون بجامعة نيويورك، في إحدى ورش الكتابة التي حضرتها، شارك
طلاب من دول مختلفة تجاربهم وتحدثوا عن الثقافات والمجتمعات التي نشئوا
فيها. وقد شارك معظمهم تجارب مختلفة عن نشأتهم في بداية الألفية. وجدت أن
معظم ذكرياتي من تلك الفترة الزمنية كانت تتعلق بسائق أسرتي في الرياض ،
وهذا ما ألهمني لكتابة هذه القصة. أنا وكل فتاة سعودية نشأت خلال هذه
الفترة لدينا ذكريات متشابهة عن السائقين المقيمين الذين يعرفون كل شيء عن
حياتهم الشخصية.
·
مشاركة الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
الدولي..خطوة للانتشار محلياً بشكل واسع؟
أنا محظوظة جداً لاختيار فيلم “أنا وعيدروس” في المسابقة
الرسمية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي وسيكون هذا عرضه الأول في الشرق
الأوسط وسعيدة بأن الفيلم سيعرض في المملكة العربية السعودية لكي يستطيع
فريق عمل الفيلم وأسرتي وزملائي في المجال حضوره.
·
إخراجك للفيلم هل ساعدك في إبراز جوانب كثيرة كونك تشرفين
على كتابتك بشكل دقيق؟
بالتأكيد، عند الكتابة كنت استطيع تخيل إيقاع الفيلم
والإضاءة وحركة الكاميرا وأعتقد أن هذه التفاصيل الإخراجية في مرحلة
الكتابة تؤثر بشكل كبير على تجربة المتلقي بلا وعي. ومن الأمور التي
تعلمتها من هذا الفيلم خصيصاً عند العمل مع مجموعة من الممثلين (البعض
لديهم خبرة والبعض في تجاربهم الأولى) أن أعود إلى السيناريو بعد اختيارهم
والتدريب معهم وأقوم بإضافة تفاصيل للنص من وحي شخصياتهم الحقيقية.
·
متى بدأت بالعمل على الفيلم؟
بدأت كتابة الفيلم في ربيع 2022 بمساعدة من الكاتب والمخرج
سامح زعبي ،حيث انتهيت من مونتاج النسخة النهائية في ديسمبر 2022
·
ما هي أهم المهرجانات الدولية التي شارك بها الفيلم؟
كان العرض الأول العالمي لفيلم “أنا وعيدروس” في مهرجان
“آسبن” العالمي للأفلام ، و هو أحد أهم المهرجانات الدولية المؤهلة
للمنافسة على جوائز الأوسكار للأفلام القصيرة ، ثم شارك في مهرجان “بالم
سبرينغز” السينمائي الدولي ، ومهرجان “هامبتونز” السينمائي الدولي ،
ومؤخراً تم اختياره للتنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان “البحر الأحمر”
السينمائي الدولي وسيكون العرض الأول في الشرق الأوسط، كما حاز على جائزة
وازرمان التي تعتبر أعلى تكريم من جامعة نيويورك تقديراً لصانعي الأفلام
المميزين.
·
منافسة الفيلم في المهرجانات الدولية هل هي خطوة للعالمية
بشكل قوي…وهل تطمحين للعمل خارج الوطن؟
تسنت لي الفرصة في آخر 3 سنوات في برنامج الدراسات العليا
لصناعة الأفلام في جامعة نيويورك بالتواجد والاختلاط والعمل مع جيل صاعد من
أقوى المخرجين والكتاب من جميع أنحاء العالم. كان يوجد لافتة في أحد الفصول
مكتوب عليها “صافح التلميذ الذي بجانبك…قد يكون حائز على جائزة أوسكار في
المستقبل القريب”.، وقبل أن أكمل دراستي في صناعة الأفلام في جامعة نيويورك
لم أكن أتخيل أن لدي القدرة للعمل والتنافس خارج الوطن ، لكن بعد 3 سنوات
من العمل تحت إشراف مدرسين ومخرجين وكتاب مثل سبايك لي
وكارول دياسنقر وغيرهم أستطيع القول أن تجربتي في هذا “المعسكر التدريبي”
لصناعة الأفلام قد قامت بتجهيزي للعالمية وأطمح كثيراً أن أصنع أفلام
وبرامج تلفزيون خارج المملكة الآن.
·
المرأة السعودية أصبحت منافساً قوياً في شتى المجالات..هل
ترين أن المخرجة السعودية أصبحت أيضا رقماً صعباً بالوقت الحالي؟
لا أعتقد أننا وصلنا لهذه المرحلة فلا يزال أمامنا طريق
طويل من الجهد والتحديات الكبيرة ولكن من وجهة نظري بدايتنا قوية جداً
وواعدة وإصرار المخرجات السعوديات ملهم للغاية.
·
ما هو دور رؤية المملكة 2030 في دعم المرأة بشكل خاص ودعم
الفن بشكل عام؟
بسبب رؤية المملكة 2030 هناك دعم بشكل واضح لتنمية مواهب
المرأة وبالأخص في صناعة الأفلام مثل دعم المخرجة هيفاء المنصور والكثير من
المخرجات السعوديات، و لكن الدعم لا ينص فقط على دعم المواهب ، أعتقد أننا
في مرحلة من المهم فيها اختيار عدد نساء أكبر في مناصب عليا ومجالس إدارة
متعلقة بمجال صناعة الأفلام سواء في المهرجانات أو صناديق الدعم المالي أو
الهيئات المتعلقة بالأفلام أو حتى أكاديمياً. لا يكفي أن يكون هناك دعم
لصناع الأفلام النساء فقط دون تعيين نساء في اتخاذ قرارات في الجوانب
الاستثمارية والإستراتيجية التي تمثل البنية التحتية من مجال صناعة الأفلام.
·
هل تواجهين معوقات بالعمل في مجال الفن من كافة الجوانب؟
لقد قمت بالتقدم لطلب الدعم المالي لفيلمي الجديد والذي حاز
على جائزة أفضل نص في مهرجان أفلام السعودية وأيضا حاز على جائزة أفضل نص
من جامعة نيويورك، إلى أكثر من جهة لأكثر من سنة ومع الأسف لا زلت انتظر.
ولكن استطعت أن أصنع فيلماً بأخذ قرض خاص وقد أتاني الدعم المالي من خارج
المملكة وآمل أن يكون هناك دعم لأفلامي قريباً.
·
من قدوتك في مجال الكتابة والإخراج والتمثيل عربياً
وعالمياً؟
يلهمني الكثير من المخرجين مثل المخرج الإيطالي فدريكور
فيليني وباولو سورينتينو وأميل إلى كل مخرج سواء قديم أو جديد يسرد قصة
بطريقة جديدة مثل المخرج السويدي روبن اوسلاند و المخرج اليوناني يورقوس
لانثيموس والقاسم المشترك بين هؤلاء المخرجين أن أسلوبهم متميز في السخرية
/ الكوميديا السوداء أو الأكبر من الواقع
.
·
قمت ببعض الأدوار التمثيلية.. فماذا عنه في خطتك
المستقبلية؟
حالياً أقوم بالتركيز بشكل كبير على الكتابة و الإخراج
والإنتاج ولكن ربما أعود للتمثيل مرة أخرى بعد أن أحقق بعض أهدافي
إخراجياً و كتابياً.
·
ما الذي ينقص صناعة الفن بالسعودية من وجهة نظرك؟
أظن أننا نحتاج إلى كليات ومعاهد وجامعات للفنون من خبرات
برامج وجامعات مرموقة عالمية في جميع أوجه صناعة الأفلام مثل معاهد متخصصة
في التمثيل (علماً بأن التمثيل له مدارس مختلفة ولا نستطيع دمجها في برنامج
واحد وأغلب الممثلين عالمياً يقومون بالتدريب لمدى الحياة) ، ومعاهد
موسيقى، ومعاهد صناعة الأفلام والتلفزيون توفر تخصصات عديدة ومنها التصوير
والإضاءة وتصميم الملابس وتصميم الديكور وإخراج المؤثرات الخارجية
والمونتاج في الصورة والصوت والتلوين، فمن المهم ذكر أن المخرج لا يمكن أن
ينتج عمل ناجح دون رؤوس أقسام ذو خبرة ومواهب لتنفيذ رؤيته، نحتاج
الاستثمار في هذه المواهب والأدوار الوظيفية الأساسية وإلا سيصبح لدينا
مئات المخرجين دون رؤوس أقسام أساسيين لأي عمل ناجح.
·
هل لديك حكايات من الواقع السعودي تطمحين لتقديمها
بالسينما؟
بالتأكيد ، أغلب القصص التي أريد سردها تمثل واقع المجتمع
السعودي أو قصص شخصيات من واقعنا اليوم.
·
ما رأيك بالفعاليات الفنية بالمملكة وهل كافية من وجهة نظرك
للتعبير عن الوجود الفني السعودي؟
أنا سعيدة لوجود المهرجانات السينمائية مثل مهرجان الأفلام
السعودية ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي حيث يتم التقاء صناع
الأفلام والتعرف على منتجين ومخرجين وموزعين من خارج المملكة والعمل معاً
في مشاريع مستقبلية، أعتقد أنه يجب النظر في إنشاء دور عرض سينما مستقلة
لمشاهدة الأفلام الفنية وتوفير مساحة للالتقاء بصناع الأفلام لإقامة نقاشات
فنية، وأحد أبرز السينمات المستقلة في الدول الأخرى «سينما عقيل» في
الإمارات و«ميتروقراف» في مدينة نيويورك و«كريستين سينما» في باريس وغيرهم.
·
ختاماً ما هي أهم أعمالك في الفن بشكل عام سواء تمثيل أو
إخراج او كتابة أو غير ذلك..وما هي أخبار المسرح في خطتك الفنية أيضا؟
كانت لي تجربة كممثلة ثم انتقلت إلى الإخراج من خلال فيلم
“أنا وعيدروس” والآن أعمل على فيلمي الروائي الطويل الأول. أتشوق كثير
لحضور بعض المسرحيات ، و لكن لا أرى نفسي في عالم المسرح لأنه مختلف تماماً
عن السينما. |