اعلن صباح اليوم مستشفى وادي النيل
رحيل الكاتب الكبير اسامة انور عكاشة عن سبعين عاما (مواليد 27 يوليو 1941
في مدينة
طنطا محافظة الغربية)، بعد ان كان ادخل اليها بسبب النكسة الصحية التي المت
به منذ
ايام، وكان لافتا حينها الاهتمام الرئاسي المصري بعد الاوامر التي صدرت عن
الرئيس
المصري حسني مبارك بتامين كل ما يلزم له من رعاية صحية على نفقة الدولة
عكاشة الذي وضع بصماته الواضحة باعماله الدرامية
التلفزيونية اسس خطا جديدا للمسلسلات المصرية بابتكاره الاجزاء المتعددة
للمسلسل
الواحد، وافتتح ذلك بليالي الحلمية واجزائه الخمسة، وكان لرفضه هيمنة
التطرف السلفي
اثره البالغ على منع ظهور اعماله على التلفزيون المصري لفترة طويلة من
الزمن، مما
ادى الى تدهور حال الدراما المصرية بعد خضوع التلفزيون المصري وقنواته
للضغط
السعودي الذي يتحكم باغلب قنوات الفضائيات العربية وبدات الدراما السورية
تتقدم نحو
الصدارة بعد خفوت اعمال عكاشة التي ضمنت لمصر التوفق الدرامي التلفزيوني،
علما انه
ظل ولفترة 20 عاما يكتب أسبوعياً مقالاً في جريدة الأهرام المصرية الحكومية
والتي
تعد أكبر الصحف تأثيرا الصادرة في القاهرة وأكثرها مبيعا، يعرف عن الكاتب
أسامة
أنور عكاشة أنه ناصري التوجه، لكنه لم يعد يؤمن بفكر الرئيس جمال عبد
الناصر وطالب
بحل جامعة الدول العربية وإنشاء "منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية"
مبني علي
أساس التعاون الاقتصادي، ويعرف عنه أيضا انتقاده وهجومه علي التطرف
ولجماعات
المتطرفة.
إشتهر كونه كاتب بعض أكثر المسلسلات في مصر والشرق الأوسط شعبية
في التلفزيون المصري مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع، وكان آخر أعماله
التليفزيونية مسلسل المصراوية الذي بث في سبتمبر 2007، والذي حاز علي جائزة
أفضل
عمل في ذلك العام ويجسد المسلسل تاريخ الشعب المصري منذ العام 1914.
اكثر
مواقفه جدلا كان رايه بعمرو بن العاص حيث نعته بأوصاف اعتبرها الكثيرون لا
تليق
بأحد صحابة الرسول، وتفاعلت الأزمة أكثر، بعدما أعلن عبر برنامج "القاهرة
اليوم" مع
الاعلامي عمرو اديب تمسكه برأيه، ساخراً من محاوره الداعية الإسلامي الشيخ
خالد
الجندي الذي عارض عكاشة من غير قصد، إذ تساءل عكاشة قائلاً: "هو لما يكون
ده رأينا
في عمرو بن العاص أبقى خرجت عن الإسلام أو أنكرت ما هو معلوم من الدين؟ ",
وقال
أيضاً (إن ابن العاص لا يستحق أن يمجد في عمل درامي من تأليفه) ثم قوله
الأكثر
جدلاً: (إنني لو قدمت شخصية عمرو بن العاص سأظهره "أفاقاً") ثم إضاف: (لأنه
من أحقر
الشخصيات في تاريخ الإسلامي)[بحاجة لمصدر
من أعماله الدرامية: الراية
البيضا، وقال البحر، ريش علي مفيش، لما التعلب فات، عصفور النار، رحلة أبو
العلا
البشري، وما زال النيل يجري، ضمير أبلة حكمت، الشهد والدموع، ليالي الحلمية،
أرابيسك، زيزينيا، امرأة من زمن الحب، أميرة في عابدين، كناريا وشركاه،
عفاريت
السيالة، أحلام في البوابة، المصراوية، وقال البحر، ومن رواياته: رواية همس
البحر،
رواية تباريح خريفية، رواية وهج الصيف.
ومن أهم المسرحيات التي قدمها عكاشة
هي مسرحية "ولاد الذين" بطولة الفنان محمود الجندي، ومنة شلبي، وياسر فرج،
وتامر
عبد المنعم،و تدور أحداثها حول الطبقة الفاسدة التي تتمتع بالنفوذ والسلطة
ويطلق
عليها اسم مارينا، التى تتاجر بكل شيء لتحقيق مصالحها الشخصية، بالإضافة
إلي ذلك
يتناول العرض مشكلات البطالة، والرشوة الجنسية، واغتيال الحرية، كما قدم
عدة
مسرحيات أخري ومنها "الليلة 14"، و"في عز الضهر"، و"الناس اللي في التالت
الهدهد الدولية في
28/05/2010
أدباء وكتاب: «عكاشة» مؤسس الدراما
التليفزيونية .. وصنع لها جمهوراً مثل كرة القدم
رحل «سيد الدراما التلفزيونية» السيناريست «أسامة أنور عكاشة»، عن عالمنا،
وستشيع جنازته من مسجد «مصطفى محمود» عصر اليوم، كما يقام العزاء بمسجد عمر
مكرم الاثنين المقبل.
أثار خبر رحيل عكاشة حزن زملائه من الأدباء والكتاب، الذين أكدوا أن
"الدراما التلفزيونية ماتت برحيله"، وأنها " خسرت الكثير من الأفكار
والمشاريع الفنية التي كانت لا زالت حبيسة في صدر عكاشة وعقله".
السيناريست «محمد صفاء عامر» فوجئ بالخبر عندما أبلغته به «المصري اليوم»،
وكانت أول كلمة نطق بها " لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماتت الدراما
التلفزيونية وسنتقبل فيها العزاء"، مضيفاً، "خسرنا كاتباً ومثقفاً وصديقاً
عظيماً لا يعوض"، لافتاً إلى أنه حاول أنه يكلمه هاتفياً منذ يومين لكنه "
كان متعباً جداً وغير قادر على الكلام، فاكتفى بالحديث مع ابنه هشام".
ووصفه الكاتب «يوسف القعيد» بأنه " سيد الدراما التلفزيونية، ومؤسس الكتابة
للتلفزيون"، مثله مثل الدكتور «حسين هيكل» في الرواية، والدكتور «طه حسين»
في السيرة الذاتية، مشيراً إلى أن عكاشة جعل المصريين والعرب يلتفون حول
شاشة التلفزيون ليتابعون الدراما التليفزيونية التي يكتبها مثلما يلتفون
حول مباريات كرة القدم.
وقال «القعيد»، إن " عكاشة أعطى للدراما قيمة جماهيرية وقربها من الأدب،
وكان مهموماً طوال حياته بهوية المصريين وهل هم عرب أم فراعنة أم شرق
أوسطيين أم أوروبيين ".
وقال «محمد سلماوي» رئيس اتحاد الكتاب، إن " عكاشة كان علامة مهمة في
الدراما التليفزيونية، هو وعدد من يحصى على أصابع اليد أعطوا للدراما شكلها
الحالي وجعلوها عملاً فنياً قائماً بذاته"، مشيراً إلى أن "عكاشة كان
مهتماً بقضايا الأمة ويعالج التاريخ من منظور فلسفي محدد".
وأضاف، " للأسف فإن غياب أسامة وتراجعه هو وزملائه عن العمل لأسباب خاصة أو
لها علاقة بظروف الإنتاج التلفزيوني أضعف الدراما المصرية وجعلها تتراجع
لصالح دراما أقل جودة مثل الدراما التركية وبعض الدراما العربية".
وأشار إلى أن عكاشة بدأ كاتباً مسرحياً وكتب عدد من المسرحيات، لكنه ترك
خشبة المسرح بعد ما أصابها من تراجع، وقال " مثلما تخلى المسرح عن عكاشة
تخلى عنه التلفزيون ليرحل عن عالمنا ومازالت بعض المسلسلات حبيسة الأدراج
في مكتبه، وبعض الأفكار حبيسة في صدره لم يمهله القدر لكتابتها".
وعلى المستوى السياسي قال «سلماوي»، إن " عكاشة كان من أكثر الناس تجسيداً
لانتماء الأديب لوطنه وقضاياه، وعبر عن هذا في كل أعماله الفنية"، مشيراً
إلى أن عكاشة يعد رمزاً للدراما المصرية مثلما يعتبر «نجيب محفوظ» رمزاً
للرواية وأم كلثوم رمزاً للطرب.
ولفت إلى أن اتحاد الكتاب ينوي تنظيم إحتفالية لتكريم سيد الدراما
التلفزيونية لم يتم تحديد موعدها حتى الآن، وقال " إن الاتحاد ينظم بداية
الشهر المقبل مؤتمراً حول «أحمد باكثير» سيكون فرصة لتكريم عكاشة حتى يتم
تحديد موعد لاحتفالية خاصة به".
وفوجئت الكاتبة «فتحية العسال» بالخبر ، وقالت وصوتها يجهش بالبكاء " فقدنا
هرما من أهرامات مصر وتاريخاً محفوراً في حياتنا وفي الدراما التلفزيونية
والإنسانية".
وتحدث الكاتب «محفوظ عبد الرحمن» عن علاقته بعكاشة، التي بدأت منذ أيام
المدرسة، وكانت تربطهما صداقة قوية، مشيراً إلى أن " مسلسلات عكاشة تعد من
كلاسيكيات الدراما التلفزيونية".
وأضاف، أن رحيل عكاشة " أمر مؤلم لأنه كان قادراً على تقديم المزيد، وكان
في ذهنه الكثير من الأفكار والمشاريع التي لم يمهله القدر لكتابتها"، وتابع
" خسرنا هذه الأحلام والمشاريع التي ضاعت برحيل عكاشة".
المصري اليوم في
28/05/2010
موت مايسترو الدراما
التلفزيونية
علي حسين
بموت
أسامة أنور عكاشة تسدل الستارة على مرحلة مهمة وزاهية من تاريخ الدراما
التلفزيونية العربية ،غياب ربما لن يعوض لسنوات طويلة قادمة. يقف اسامة
انور
عكاشة على قمة هرم المشهد الدرامي من خلال اعمال
استطاع ان يكون فيها رائدا وان يضع لمساته الخاصة التي حولت المسار
التقليدي
للدراما العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص من خلال معالجته للعديد من
المواضيع
الحياتية العامة التى تصيب المجتمع العربي بشكل ثاقب، خصوصا صراع المال
والسلطة
والتغيرات الاجتماعية،. فمنذ عمله الأول الشهد والدموع اختط عكاشة لنفسه
منهجاً
سار عليه وهو التطلع نحو شكل للدراما امتاز بطريقة عرض المسلسل من خلال
اجزاء كان
اشهرها خماسية ليالي الحلمية التي وضعته في صدارة كتاب الدراما
التلفزيونية.
هذا التطلع لتقديم دراما مغايرة والاهتمام بالتفاصيل الشعبية
الصغيرة جعلت النقاد يطلقون علية اسم (نجيب محفوظ التلفزيون).وكانت (الشهد
والدموع
)
قد سجلت اولى ميزاته من خلال تسجيله بصدق وقائع مرحلة من تاريخ مصر التي
كانت
رازحة تحت وطأة الاحتلال البريطاني وموقف المصريين منه.
وكانت الثانية في
تجسيده شخصيات متنوعة في أبعادها من أبناء الشعب وخصوصاً من الطبقة الكادحة
وما
يعانون جراء التعسف وما يتطلعون الى حياة أفضل، والثالثة في تصويره البيئة
المصرية
بكل نكهتها بتقنية جديدة في الكتابة تعتمد على التقطيع السريع والموجز هذه
التقنية
جعلت المتفرج يعيش مع شخوص العمل التلفزيوني ويتلمس مسارات شخوصه
ومكابداتهم حيث
بلور معالم الدراما الشعبية الجديدة والتي تمثلت فيما لحق من انتاجاته ،
وكان مسلسل
الراية البيضا قد وصل الى الذروة في أسلوبه المبتكر وفي مضمونه الحساس
وأحداثه
المعيشية التي ركزت على استلاب الحقوق، وانتقل فيه عكاشة من الأسلوب
التقليدي في
بناءالتمثيلية التلفزيونية الى الأسلوب الذي يعتمد على تصوير اللقطة
التلفزيونية
من خلال المزج بين لقطتين متناقضتين بالرؤى والافكار.
لقد تفتح وعي اسامة انور
عكاشة على المرحلة الناصرية التي جعلته يقترب من هموم الناس والذي انعكس
على
اعماله وشخوصه التي تغلب عليها البساطة وعفوية اللمحة ودقة الشخصية
وكفاية
الكلمة وسعة الحركة التعبيرية فامتزجت موهبته الفنية بثقافته لتجعل منه
فنانا
بالكلمة والحركة.وهو ككاتب استطاع ان يجعل من شخصياته شخصيات نموذجية
لاتمثل اشخاصا
بذاتهم وانما تمثل جوانب مختلفة من النفس البشرية او تيارات متباينة من
تيارات
الحياة يستوعب كل منها عددا كبيرا من الناس اذ تعمق في تصويرها واعطاها
صفات جد
متميزة دون ان يقوده ذلك الى المبالغة والتهويل، فهو اذن لم ينقل الواقع
كما تنقله
الة التصوير رغم ان موضوعاته واقعية جدا وانما اختبر هذا الواقع وتعمق في
فهمه ورسم
لنا اشد جوانبه اثارة ودقة واصدر عليه حكما قاسيا جعله موضوع السخرية
والضحك وبذلك
استحق اسامة لقب فنان الشعب واستحقت اعمالة ان تكون ذاكرة للاجيال وتاريخا
لنضال
الشعب المصري.
ومنذ اطلالته الاولى على الشاشة الصغيرة لا تزل اعماله تزهو في
الذاكرة والعيون، فاعمال مثل الراية البيضا وقال البحر، ريش على مفيش لما
التعلب
فات عصفور النار رحلة أبو العلا البشرى وما زال النيل يجرى ضمير أبلة
حكمت
الشهد والدموع ليالى الحلمية أرابيسك زيزينيا امرأة من زمن الحب أميرة فى
عابدين
كناريا وشركاه عفاريت السيالة أحلام فى البوابة المصراوية. ارتبطت بحاضر
الدراما
التلفزيونية بحبل سري لا تفصله قوة مهما عظمت.لقد تفتح عقل هذا الكاتب
المثابر منذ
بداياته على ثراء الشعب فأكسبه ذلك يقظة البساطة وعفوية اللمحة ودقة
التشخيص وكفاية
الكلمة وسعة الحركة التعبيرية فامتزجت موهبته كفنان مع قدراته كمؤلف لتجعل
منه
فناناً بالكلمة والصورة اسامة انور عكاشة مؤلف روائي وتلفزيوني ومسرحي
كاتب متعدد
الجوانب ولا يمكن لأي كلمه مهما كانت ان تفيه حقه.
مايسترو الدراما العربية
يغيب عنا وعن أزقة وحواري مصر التي عشقها فأصر على ان ينقل نبضها من على
شاشة
التلفزيون.
يغيب عكاشة واعمالة التي كتبت قبل زمن ومر زمن عليها وطوى الموت
مبدعها ستظل شاهدة على زمانها وعلى قولها الصحيح، والقول الصحيح لا يعكس
زمنا
ويغيب فيه ولا يكتب لحظة عابرة ..انما يكتب مشاهد لا يمحوها النسيان.اسامة
انور
عكاشة شاهد على عصر ستظل شهادته وثيقة تتناقلها الأجيال من بعده.. وثيقة
تحكي
نضالات الإنسان وإصراره على الوقوف بوجه الظلم والتخلف.
المدى العراقية في
28/05/2010 |