في إطلالته
الإذاعية على «شام أف أم»، اختصر محمد الأحمد، مدير المؤسسة العامة للسينما
ومهرجان
دمشق السينـمائي، كل مشكلاته مع «خصومه» الصحافيين والفنانين على مدى
السنـوات
العــشر التي تســلم خلالها إدارة المؤسسة، بخلاف مع الصحافيين
على بطاقات الدخـول
إلى حـفل افتتاح المهرجان، وبتنافس مع الفنانين على احتــلال مقاعد الصف
الأول في
الحفل! والغريب أن الأحمد الذي راح يتهم هؤلاء بأنهم لم يروا إلا وجهاً
واحداً
قاتماً من الصورة، لم ير في كتابات الصحافيين السوريين على مدى
السنوات العشر، إلا
وجهاً واحداً أيضاً، ذلك اللاهث خلف بطاقة لحضور الحفل!
هذا يشكل حصــيلة نصـف
الــحوار الذي أداره الزمــيل قصــي عمامة. أما النصف الآخر فهو أشبه
«بفولكلور»
بتــنا نحفظه عن ظهر قلب. وهو الذي يتعلق
بأســباب غياب سينـمائــيين سوريين بارزين
عن المهـرجان: فهذا تغيب لأسباب مالية، وذاك بسبب حيل رقابية...
أما الأكثر
غرابــة فهو ذاك الذي يخص سينمائياً جاء إلى المؤسســة بسيناريو عن
زوجتــه. ولكــن
المؤســسة لم تقبــل أن يشـهّر الرجل بزوجته، فرفـضت السيناريو. وفيما بقي
السيناريو والجدل حوله حبيسي أدراج المؤسسة. إلا أن الأحــمد
لم يتورع عن الإعلان
عن مضمونه علــى الملأ. وهــو الذي يتضمن شتيمة من المخرج السينمائي لزوجته
ووصفها «بامرأة موتورة وحمقاء وشرهة جنسياً».
بــدورهـا لــم تكلــف الإذاعــة نفــسها
عنــاء الدفـاع عن زملائهــا الصــحافيين. وكــان من السهــل
أن توفــر للرجل
وللمستــمعين كتــابات حـول أزمــات السينما في سوريا. كذلك لم تتح الإذاعة
للسينــمائيين الذين يتعرضون لتلك الانتقادات الحادة حق الرد.
سئم الجميع هذه
المعزوفة المبنية على نظرة أحادية، لا ترى في الآخرين سوى لاهثين على بطاقة
أو
مقعد.
لو دققــنا في ما يرمــي إليها الأحــمد، لوجدنا في الكـلام إلغاء
صريحاً
للصحافة (أقلها الثقافية) في ســوريا على مــدى السنوات العشر الأخيرة.
ماذا لو قال
تقــرير أممي أو صحافي أن لا صحــافة في سوريا، كيف كان الأحمد ســيرد، هل
كان
سيقــبل أن يظهر بلده، الذي لم يرد له أن يظــهر بلا سينما،
بلا صحافيين أيضاً؟
لطالما طرح الصحافيون والنقاد مشكلات السيـنما على بساط البحث، من
أزمة
الإنتاج، إلى أزمة تمــثيل الفيلم السوري في المهرجان، إلى الفرص
الممنوحــة
لمخــرجين من دون غيرهم، إلى هوية المهرجان، وأحقية المكرمين
بالتكريم، ومدى ملاءمة
أعضاء لجان التحكيم لموقعهم.
لكن ما ينبــغي أن يطرح أيضاً: كيف لرجل على رأس
المؤســسة أن يظــل «ينــكل» لسنوات بالسينــمائيين الذين صنعوا سمعة
السينما
الســورية وتاريخــها؟ أليس لنبيل المالــح ومحــمد ملص وعمــر
أميرالاي يد بيضاء
وبصمة في تاريخ السينما السورية والعربية؟
السفير اللبنانية في
09/11/2010
«مهرجان
دمشق
السينمائي الثامن عشر» ينطلق غداً
لماذا تغييب السينما
الفلسطينية؟
راشد
عيسى
تنطلق مساء غد الأحد
الدورة الثامنة عشرة لـ«مهرجان دمشق السينمائي الدولي»، الذي يستمرّ لغاية
الثالث
عشر من الشهر الجاري. وفي جعبة المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة 24 فيلماً
عربياً
وأجنبياً، ستة من أصل ثمانية أفلام عربية مشاركة في المسابقة
تُعرض للمرة الأولى:
من سوريا «مطر أيلول» لعبد اللطيف عبد الحميد و«حرّاس الصمت» لسمير ذكرى
المأخوذ عن
رواية الأديبة السورية غادة السمان، ومن تونس «آخر ديسمبر»، ومن مصر
«الوتر»، ومن
قطر «عقارب الساعة»، ومن الإمارات «ثوب الشمس». أما الفيلم
الجزائري «الخارجون عن
القانون» فسيكون هذا عرضه الثالث، بينما عُرض الفيلم المغربي «الجامع» في
مهرجانات
كثيرة. وتحتوي مسابقة الفيلم القصير على 93 فيلماً، من بينها أحد عشر
فيلماً
سورياً، وثلاثة لبنانية. إلى جانب تظاهرات عدّة، منها: تظاهرة
سوق الفيلم الدولي،
وتظاهرات المخرجين الفرنسي إيريك رومر والأميركيين أورسون ويلز وديفيد لينش
والبولوني رومان بولانسكي (13 فيلماً محذوفاً منها فيلمه الأشهر «عازف
البيانو»)
والبريطاني ريدلي سكوت والبوسني أمير
كوستوريتزا، وتظاهرتا الممثلين الأميركيين
مارلون براندو وساندرا بولوك، وتظاهرة السينما الدانماركية،
بالإضافة إلى تظاهرة
خاصّة بإنتاجات «المؤسّسة العامة للسينما» في سوريا، التي تضمّ «الليل»
لمحمد ملص
و«اللجاة» لرياض شيا و«صندوق الدنيا» لأسامة محمد و«رؤى حالمة» لواحة
الراهب و«تحت
السقف» لنضال الدبس و«الهوية» لغسان شميط و«سبع دقائق إلى
منتصف الليل» لوليد حريب
و«دمشق يا بسمة الحزن» لماهر كدو و«مرّة أخرى» لجود سعيد و«حسيبة» لريمون
بطرس. أما
التظاهرة اللافتة للانتباه في دورة هذا العام، فهي تظاهرة السينما التركية،
التي
يستضيفها المهرجان كضيف شرف، التي تضمّ عشرة أفلام منها ما عُرض سابقاً في
مهرجان
دمشق كفيلم «ثلاثة قرود».
لجان التحكيم
تخضع المسابقات لثلاث لجان تحكيم:
أولى للأفلام الطويلة، مؤلّفة من 13 عضواً على رأسها المخرج الروسي
فلاديمير مينشوف
وعضوية الفرنسيين نيكول غويمي وجاك فيسكي والألمانية هيلما ساندرا برامز
والرومانية
آنا ماريا مارينكا والإيطالية آنا بونايوتو والتركي كريم أيان
والمصرية ساندرا نشأت
واللبنانية ورد الخال والسوريين نجدت أنزور ومحمود عبد الواحد والتونسية
مفيدة
التلاتلي والجزائري محمد بن قطاف. وفي تحكيم الأفلام القصيرة لجنة يرأسها
ريمون
بطرس وفيها الباحث البلجيكي أوليفييه جيكار والفرنسية أليس
كيروبي والدانماركية
بيرنيلي سكايدز غارد والإيطالية مارتسيا تيديشي. وعلى رأس لجنة التحكيم
العربية
أسعد فضة وفيها نادين خوري والمصري منير راضي واللبناني إحسان صادق
والمغربية نجاة
الوافي والليبية زهرة مصباح. ويكرّم المهرجان في حفل افتتاحه
15 سينمائياً، من
بينهم مأمون البني وسلّوم حداد وديانا جبور ومأمون سري وسلافة معمار وكاريس
بشار
والممثل المصري حسن يوسف والكويتي محمد السنعوسي والتونسي الناصر خمير
والمصرية
ماجدة الصباحي والإيطاليين آنا بونايوتو وفابيو تيستي والتركية
توركان شوراي
والروسي فلاديمير مينشوف والهندية شارميلا طاغور.
في دورة هذا العام، نشهد
ونعيد النقاش نفسه الذي يلازم المهرجان في كل مرة. وذلك كما
ظهر في مؤتمر صحافي
عقده محمد الأحمد، مدير «المؤسّسة العامة للسينما»، الذي تضمّن تساؤلات عن
غياب
سينمائيين سوريين بارزين، وعن المؤسّسة في الأساس. إلى تساؤلات أخرى ظهرت
في كتابات
سبقت المهرجان حول هويته وتشبثّه بأن يتحوّل إلى مهرجان دولي يسعى إلى
الدخول في
مظلّة «الاتحاد الدولي للمنتجين»، بعد تأمين مجموعة من الشروط
(خمس صالات دولبي،
الإقامة والتأمين الصحي للضيوف، أن يكون سنوياً، وأن يكون بلا حذوفات
رقابية).
وسؤال إلى أي مدى هو لائق تمثيل السينما
السورية بفيلم أو اثنين في المهرجان، ما
استتبع أيضاً سؤال الإنتاج السينمائي في سوريا، وتالياً معنى
المهرجان في بلد لا
ينتج سينما. هنا، يحاول المهرجان الإجابة عن السؤال عبر طاولة مستديرة
تُعقد على
هامش الأفلام، بعنوان «دور المهرجانات العربية في تطوير الإنتاج السينمائي
وتسويقه». لكن السؤال البارز هذا العام، هو غياب السينما
الفلسطينية عن أفلام
المسابقة وعن التظاهرات المرافقة، هي التي لم تغب يوماً عن المهرجان وعن
إنتاج
المؤسّسة. في حوار سابق، قال الأحمد إن الجنسية الإسرائيلية لبعض العناصر
العاملة
في أفلام فلسطينية هي ما يحرم هذه السينما من المشاركة، إلى
جانب قلّة في الإنتاج
السينمائي الفلسطيني عموماً، على ما يبدو. هذا الأمر بالذات يحتاج إلى نقاش
وقرارات
جديدة: كيف فتحنا الأبواب إذاً أمام عزمي بشارة وسميح القاسم، وقبل ذلك كيف
احتفلنا
بأدباء المقاومة في الستينيات، وكلّهم ممن فُرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية.
أسئلة تُطرح لمرة واحدة في العام على هامش مهرجان السينما، ينهض
الجميع إليها،
وتفرد كل مشكلات السينما والإنتاج السينمائي على بساط البحث، قبل أن يعود
الجميع
إلى مشاغلهم، وكأن شيئاً لم يكن.
)دمشق(
السفير اللبنانية في
06/11/2010
مهرجان دمشق السينمائي في حضن 'الرباطية' الإعلامية...
ومواطن فلسطيني يهدد بطلب اللجوء إلى إسرائيل!
محمد منصور
يظل كاتب الزاوية الصحافية الأسبوعية، وأياً كان توجهها، عرضة
لامتحان متجدد لا ينتهي اسمه (الموضوعية) التي يظل القارئ يلاحقه بها حتى
تصبح
كاللعنة المسلطة فوق رأسه وهو يكتب.
يتناسى الكثير من القراء أن الكاتب أو
الصحافي هو إنسان له ذائقة شخصية، وصاحب رؤى شخصية أيضاً، يحب
ويكره ويتألم ويتحمس
ويقتنع ويتخذ موقفاً، ويهاجم مواقف أخرى كي يعبر عن قناعاته ورؤاه... وهو
ليس
معادلة كيميائية يتم تركيبها وفق نتائج لا تعطي سوى وصفة (الموضوعية)
الجاهزة.
في الأسبوعي الماضي كتبت عن مهرجانات الخليج السينمائية، انطلاقاً من
مادة
تلفزيونية استفزتني، فأرسل لي أحد القراء تعليقاً تحت عنوان: (أحبّ محمد
منصور...
ولكن) قال فيه: (أحببت كاتب هذا المقال من خلال موضوعيّته في أكثر من طرح
قرأته
هنا، ولكن هذا المقال ينسف ما اكتسبه هذا الكاتب.. ماذا عن مهرجان دمشق
السينمائي
يا سيّدي؟.. أم أنّه كونك 'سوريا' يجعلنا نتجاهل هذه السقطة
الدوريّة التي لا نكفّ
عن ممارستها؟)
والآن... ينعقد مهرجان دمشق السينمائي في دورته الثامنة عشرة،
ويصبح بالإمكان للقارئ الذي يشكك في موضوعيتنا، أن نثبت له العكس، على
اعتبار أن
الصحافة تحب الحديث على الحاضر!
ويبدو أن الكثيرين باتوا ينظرون إلى مهرجان
دمشق السينمائي نظرة مستهجنة، في ظل تراجع الإنتاج السينمائي
كماً ونوعاً في
السنوات الأخيرة، فحتى قناة (بي بي سي) المعروفة برصانتها وعدم سعيها وراء
الإثارة
عنونت تغطيتها التلفزيونية لهذا الحدث في فترتها الإخبارية أمس الأول
بالقول: (مهرجان دمشق السينمائي: احتفالية ضخمة في
بلد إنتاجه السينمائي ضئيل)! ولئن حاول
تقرير الزميل عساف عبود تمرير بعض الانتقادات الخجولة لواقع
سينمائي لا يحتاج
لمهرجان وكاميرات وأضواء ونجوم وسجاد أحمر، بقدر ما يحتاج إلى فعل حقيقي
صادق، يخلق
آليات للنهوض بالإنتاج السينمائي... فإن التقرير التلفزيوني ظل يراوح في
منطقة
وسطى، متجنباً الإفصاح عن أي موقف واضح.. وحتى استضافة
المهرجان لهيفاء وهبي التي
ليس لها أي رصيد فني حقيقي يستحق الاحترام وليس سينمائيا فقط، جاء ذكرها في
التقرير
باعتبارها (محل انقسام بين مؤيد ومعارض)!
إلا أن حديث المخرج نبيل المالح في
الفترة الإخبارية نفسها على (بي بي سي) جاء ليعبر عن موقف أكثر
وضوحاً: (السينما
السورية لها علاقة بالمشروع الثقافي نفسه... وقد مرت بفترات ذهبية وفضية
وبرونزية
وقصديرية وحديدية، لكنها لم تكن ضمن مشروع ثقافي حقيقي، بل واحدة من
اهتمامات وزارة
الثقافة... وقد شخصنت وربطت بمديرين وموظفين صغار لا هم لهم
إلا العلاقات الشخصية) .
ومشكلة مهرجان دمشق السينمائي تتفاقم يوماً بعد يوم... لأنه لا يوجد
رأي آخر
يتفحص مساره وانجازاته وعثراته بنزاهة وموضوعية ويحاور فيها بالحجة
والبرهان... فهو
منذ سنوات معفى من النقد في الإعلام السوري، فوزارة الإعلام صاحبة السلطة
العليا
على الإعلام الرسمي، هي عضو في اللجنة العليا للمهرجان من خلال
شخص معاون الوزير،
وكذا مديري المؤسسات الإعلامية، ومدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون... وحتى
بعض
محرري الصفحات الأخيرة والثقافية في الصحف الرسمية الثلاث، هم محررون تم
استئجارهم
في النشرة اليومية للمهرجان... وهم لا يألون جهداً في نشر أحسن
الأخبار عن المهرجان
في صحفهم، كي يبيضوا وجوههم أمام إدارة المهرجان... وهكذا بحكم الشراكة
والفائدة
والمكافأة والاستكتاب.. لم تعد تنشر أي مادة تتناول المهرجان بالنقد في
الصحف
اليومية، أما في التلفزيون السوري بقنواته الثلاث فـ (رئيس
المهرجان، مدير عام
مؤسسة السينما، الصديق الشخصي لوزير الإعلام) هو نفسه المشرف على التغطية
التلفزيونية للمهرجان.. وقد جاء اسمه في شارة النقل التلفزيوني للافتتاح
الذي بثته
قناة سورية دراما تحت بند (الإشراف العام).. وهكذا لم يعد هناك
أي خرم إبرة ينفذ
منها الرأي الآخر الذي يمكن أن يقوّم المهرجان، أو ينتقد أي خلل فيه، في
قنوات
التلفزيون، لا بل على العكس، تتحول الرسالة اليومية للمهرجان على شاشة
التلفزيون
السوري إلى مادة مدائحية لا تستضيف إلا المرضي عنهم، والموثوق
بهم... فهي تعيد كل
يوم الكلام نفسه عن أهمية المهرجان وعن شهادات كبار النجوم فيه، وعن سعيه
الحثيث
نحو العالمية التي لم يحل دونها سوى الحصار الذي تتعرض له سورية، متناسين
شرط صالات
العرض التي يعرف السوريون أحوالها جيداً وقد عاشوا عقوداً مع خرابها
التاريخي الذي
مازال ماثلاً للعيان!
إن الخوف من الرأي الآخر ومحاصرته، والمسارعة للرد عليه
وعقد المؤتمرات الصحافية لإسكاته تجعل المهرجان يبدو وكأنه (مؤامرة) يخاف
أصحابها
أن تنكشف، أو يفلت زمام أعطياتها وهباتها وملكياتها الحصرية من
أيديهم.
وأنا
شخصياً لست من أعداء المهرجان أو المتربصين به، لكن لو أردت أن أكتب رأيي
فيه، فلن
أجد في ظل هذه (الربّاطية) الإعلامية التي تؤازر المهرجان وتسد علينا
المنافذ
لتقويمه، أي فسحة سوى هنا في 'القدس العربي' أو في بعض الصحف اللبنانية
المجاورة..
وهذه حال تجعل المهرجان يوغل في أخطائه ولا يسمع إلا أصوات مادحيه... ولهذا
لا أحد
سيقول لإدارة المهرجان أن تاريخ السينما السورية لن يقاس بالمهرجانات أو
بعدد دورات
هذا المهرجان، بل بعدد الأفلام ونوعية الإنتاج فقط.. ولو
أقنعنا الجهات الحكومية
المانحة لميزانية المهرجان (بلغت هذا العام 135 مليون ليرة سورية) ان توقف
المهرجان
لمدة خمس سنوات، وان تحول المبلغ المرصود له لحساب صندوق وطني لدعم
السينما.. وان
نستثمر ذلك في تحريك عجلة الإنتاج وتحسين صالات العرض... لكان
لدينا مهرجان مؤجل،
وإنتاج يتراكم ويتطور كي يبرر عودة المهرجان إلينا وإلى الآخرين، من دون أن
نتيح
مجالاً لقناة مثل (بي بي سي) للتساؤل عن جدوى هذه التظاهرة السينمائية
الضخمة في
بلد إنتاجه السينمائي ضئيل. وهو سؤال طالما طرحه الكثير من
السوريين من قبل... إلا
أنهم لم يجدوا أي إجابة شافية عليه، سوى ادعاء منظميه أن المهرجان يحقق
دعاية
سياسية وسياحية للبلد في ظل الحصار الذي كان يستهدف سورية!
وأنا أعتقد أن سورية
كبلد وكمكانة أكبر من أن تحتاج لمهرجان سينمائي ليس لها فيه سوى فيلم أو
فيلمين
فقط، كي تنفذ من خلاله، أو تكسر به حصاراً مضى، أو تكسب قلوب ومواقف فنانين
يعرف
الجميع كم وكيف يغيرون قناعاتهم وولاءاتهم وكأنهم يغيرون
ملابسهم... وحتى من دون أن
يعتب عليهم أحد!
العار بعينه: فلسطيني يهدد باللجوء إلى إسرائيل!
لا أعتقد أن
المواطن الفلسطيني رامي مصلح كان جاداً وهو يهدد بطلب حق اللجوء الإنساني
من
إسرائيل، إذا لم تعد السلطة الفلسطينية راتبه المقطوع كموظف منذ نحو
عامين... لكن
هذا التهديد يكشف بالمقابل مقدار اليأس والإحباط الذي وصل إليه
هذا المواطن في
علاقته مع سلطته الوطنية، حسب التقرير الذي أعده مراسل (بي بي سي) في غزة
الزميل
شهدي الكاشف.
القصة بدأت مطلع العام 2008 حين فوجئ رامي الذي يعيش في قطاع غزة
وهو
ابن (فتح) بانقطاع راتبه فجأة، وحين اتصل بالسلطات في رام الله قالوا له:
(لأنك
ضد الشرعية في رام الله).
لم ييأس رامي من إمكانية استعادة (حق المواطنة) الذي
حرمه إياه تقرير كيدي زعم أنه أصبح مناصراً لحماس... فأرسل مناشدات لوزير
الصحة
ولوزير الداخلية ولبعض أعضاء المجلس المركزي في فتح... إلا أن
مناشداته ذهبت أدراج
الرياح.
وخلال تلك السنوات العجاف باع رامي مصلح أثاث منزله كي يطعم أطفاله...
ولما لم يعد يجد ما يبيعه سوى أطفاله
أنفسهم لا سمح الله... قرر أن يلجأ إلى
الإعلام مهدداً بطلب اللجوء إلى إسرائيل!
تكبر السلطة بمواطنيها، وتستمد شرعيتها
من انتمائهم إليها... لكن الأحقاد والضغائن السياسية التي تعصف
ببعض المتنفذين داخل
السلطة الفلسطينية على ما يبدو، جعلتهم يدفعون هذه السلطة بكل رمزيتها تحت
الاحتلال، كي تستغني عن مواطنيها، وتصم آذانها عن مناشداتهم، وتدفعهم دفعاً
كي
يفكروا ـ ولو على سبيل الإثارة الإعلامية - في اللجوء إلى
العدو التاريخي والعنصري
الكريه الذي اسمه إسرائيل!
أي خطأ... أي جريمة... وأي انتحار!
تنصحنا بقراءة
كتاب لا تعرف اسم كاتبه!
لم تستطع زهرة عرفات، إحدى مقدمات برنامج (زهرة
الخليج) على قناة أبو ظبي أن تلفظ اسم الروائي الفرنسي أنطوان
دو سانت اكزوبري
كاملاً، وهي تنصحنا بقراءة كتابه (الأمير الصغير) واكتفت بالقول: أنطوان دو
سانت...
وقد انبرت إحدى زميلاتها لإكمال الاسم،
فأعادت زهرة عرفات لفظه متلعثمة تحت وطأة
إحراج زميلتها. لكن الإحراج الأكبر هو أن تنصحنا زهرة بقراءة
كتاب من الواضح أنها
لم تسمع باسم كاتبه من قبل، رغم أنه مشهور في الأوساط الأدبية، وإلا لكانت
بقليل من
التحضير قبل بدء الحلقة قد استطاعت أن تجيد لفظ اسم كاتبه كاملاً... وهي
تقدم هذه
النصيحة في برنامج تلفزيوني والكتاب بين يديها!
mansoursham@hotmail.com
القدس العربي في
09/11/2010
غزل سوري تركي في مهرجان دمشق السينمائي
دمشق – من راشد عيسى
ورضاب فيصل نهار
الحضور التركي يطغى على المهرجان الذي يحتفي بالسينما التركية، ويشير
في حفل افتتاحه إلى الضحايا الأتراك في الهجوم الإسرائيلي على أسطول
الحرية.
افتتح في دار الأوبرا السورية مساء الأحد مهرجان دمشق السينمائي الدولي
الثامن عشر الذي يستمر حتى الثالث عشر من الشهر الحالي ويضم في مسابقة
الفيلم الروائي الطويل 24 فيلما عربيا وأجنبيا تتنافس على جائزة المهرجان،
و98 فيلما قصيرا في مسابقة الفيلم القصير.
ويشارك في المهرجان 222 فيلماً تتنوع مواضيعها ومخرجوها، كما يواكب أيام
المهرجان 160 سينمائياً عربياً وعالمياً من 46 دولة أجنبية وعربية.
وضم حفل الافتتاح لوحات راقصة مستوحاة من أفلام بارزة في تاريخ السينما
حملت عناوين مثل "زمن الغجر"، و"الرقص مع الذئاب"، و"صعود المطر"،
و"سيلينا" وصولا إلى "تايتانيك" التي عادت إلى أجواء الفيلم الشهير ولكن
بخاتمة جديدة ومبتكرة، حيث السفينة تتعرض بدلا من حادث الاصطدام بجبل
الجليد والغرق، إلى هجوم طائرات مروحية، وتنتهي بمشهد قتلى لفوا بالعلم
التركي، في إشارة صريحة إلى الهجوم الذي شنته قوات البحرية الاسرائيلية على
اسطول "الحرية" الذي كان متوجها إلى شواطئ غزة في 31 ايار/مايو الفائت.
الحضور التركي في المهرجان لم يقتصر على هذه اللوحات الراقصة، فتركيا ضيف
شرف المهرجان، في تقليد يعمل به للمرة الأولى في المهرجان الدمشقي، وهي
تحضر عبر تظاهرة للسينما التركية تضم عشرة أفلام هي "ثلاثة قرود"،
و"مناخات"، و"بانتظار الجنة"، و"بيض"، و"مسافة"، و"والدي وابني"، و"انجذاب
في محله"، و"حياة بهيجة"، و"غيوم في شهر أيار"، و"الهيفاء ذات الوشاح
الأحمر".
كذلك فإن افتتاح المهرجان شهد عرض فيلم "عسل" من إخراج قبلان أوغلو الحائز
على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الأخير. هذا إلى جانب وفد تركي يضم
14 سينمائيا. ويشارك التركي كيريم ايان المدير الفني لمهرجان اسطنبول
السينمائي في لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل.
وكرم المهرجان في حفل الافتتاح عددا من السينمائيين السوريين، هم كاريس
بشار وسلوم حداد وسلافة معمار والمخرج مأمون البني والناقدة ديانا جبور
وصاحب سينما الدنيا في دمشق مأمون سري إضافة إلى الأديبة السورية غادة
السمان التي اعتذرت عن عدم الحضور برسالة قرئت في الحفل، غير انها ستحضر
عبر فيلم مأخوذ عن أحد أعمالها يخرجه سمير ذكرى تحت عنوان "حراس الصمت".
وجرى تكريم الممثل المصري حسن يوسف والممثلة المصرية ماجدة الصباحي والمخرج
التونسي ناصر الخمير والمنتج والإعلامي الكويتي محمد السنعوسي والممثلين
الإيطاليين آنا بونايتو وفابيو تيستي والهندية شارميلا طاغور والمخرج
الروسي فلاديمير مينشوف والمخرج الجورجي أوتار أيوسلياني والفنانة التركية
توركان شوراي.
وكان مدير المهرجان محمد الأحمد أكد في مؤتمرٍ صحفي سبق المهرجان بأيام أن
ميزانية الإنتاج السينمائي في سوريا للعام القادم تضاعفت ثلاث مرات.
وسيكون للسينما السورية حضور لافت في هذه الدورة، حيث سيشارك في المسابقة
الرسمية للأفلام الطويلة فيلمان سوريان هما "مطر أيلول" للمخرج عبد اللطيف
عبد الحميد و"حراس الصمت" للمخرج سمير ذكرى، بالإضافة إلى تظاهرة إنتاجات
المؤسسة العامة للسينما التي يشارك فيها نخبة الأفلام السورية أبرزها "تحت
السقف" و"دمشق يا بسمة الحزن" و"الهوية".
وتضم لجنة تحكيم الفيلم الطويل التي يرئسها الروسي فلاديمير مينشوف الباحثة
السينمائية الفرنسية نيكول غويمي والكاتب الفرنسي جاك فيسكي والمخرجة
الألمانية هيلما ساندرز برامز والممثلة الرومانية آنا ماريا مارينكا
والممثلة الإيطالية آنا بونايوتو والتركي كيريم إيان والمخرجة المصرية
ساندرا نشأت والممثلة اللبنانية ورد الخال والمخرجة التونسية مفيدة
التلاتلي والسينمائي الجزائري محمد بن قطاف والمخرج السوري نجدت إسماعيل
أنزور والكاتب السوري محمود عبد الواحد.
أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة فيرئسها المخرج السوري ريمون بطرس وتضم
الباحث والناقد البلجيكي أوليفييه جيكار والفرنسية أليس كيروبي والدنماركية
بيرنيلي سكايدز غارد والممثلة الإيطالية مارتسيا تيديشي.
كما تضم لجنة تحكيم الأفلام العربية التي يرئسها الممثل السوري أسعد فضة،
الممثلة السورية نادين خوري والمخرج المصري منير راضي والممثل اللبناني
إحسان صادق والممثلة المغربية نجاة الوافي والممثلة الليبية زهرة مصباح.
والى جانب المسابقات، يضم المهرجان عددا من التظاهرات هي تظاهرة "البرنامج
الرسمي"، ويضم أفلام الجوائز، وتظاهرة "سوق الفيلم الدولي"، وتظاهرة المخرج
الفرنسي إيريك رومر وتحتوي على 13 فيلما من أعماله، وتظاهرة المخرج
الأميركي أورسون ويلز، وتظاهرة المخرج البولوني رومان بولانسكي، وتظاهرة
المخرج البريطاني ريدلي سكوت، والمخرج الأميركي ديفيد لينش، وتظاهرة المخرج
أمير كوستوريتسا، وتظاهرة "درر السينما الثمينة"، وعشرة أفلام ضمن تظاهرة
إنتاجات المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وتظاهرة "مقهى السينما العالمية"
والتي تضم 12 فيلما من أفلام الجوائز الكبرى، وتظاهرة مارلون براندو،
وتظاهرة ساندرا بولوك، وتظاهرة السينما الدنماركية.
ميدل إيست أنلاين في
09/11/2010 |