ست
وأربعون دولة عربية وأجنبية شاركت في فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الدولي
الثامن
عشر الذي انعقد ما بين السابع والثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)
الحالي، حيث
شهدت يوميات الدورة الحالية عروض أكثر من ثلاثمائة فيلم، توزعت
على ثلاث مسابقات
رسمية و15 تظاهرة سينمائية، إلى جانب مجموعة من الأنشطة الموازية كان
أبرزها عقد
طاولة مستديرة لمناقشة دور المهرجانات السينمائية العربية في تطوير الإنتاج
السينمائي وتسويقه، بينما شملت قائمة المدعوين قرابة مئة وستين
ضيفا من الشخصيات
السينمائية والإعلامية المهمة.
مسابقة الأفلام الطويلة
رأس لجنة تحكيم
مسابقة الأفلام الطويلة الممثل والمخرج الروسي فلاديمير مينشوف، بينما
تكونت اللجنة
من الباحثة الأميركية نيكول غويمي، الكاتب الفرنسي جاك فيسكي، المخرجة
الألمانية
هيلما ساندرز برامز، الفنانة الرومانية أنا ماريا مارينكا،
الفنانة الإيطالية أنا
بونايوتو، المدير الفني لمهرجان استنبول السينمائي كيريم ايان، المخرجة
المصرية
ساندرا نشأت، الممثلة اللبنانية ورد الخال، المخرج السوري نجدة أنزور،
المخرجة
التونسية مفيدة التلاتلي، الكاتب السوري محمود عبد الواحد،
والمخرج الجزائري محمد
بن قطاف.
وشارك في المسابقة أربعة وعشرون فيلماً روائيا، ضمنها: الفيلم الصيني “كونفوشيوس” لهو مي، الفيلم البريطاني “لا
تدعيني أرحل” لمارك رومانيك، “فينيزيا”
لهايك غازريان من فنزويلا، ومن جانبها شاركت سوريا بفيلمي: “حراس الصمت”
لسمير ذكرى
و”مطر أيلول” لعبد اللطيف عبد الحميد.
وجاءت مفاجأة العام مع دخول المسابقة
فيلم “عقارب الساعة” للمخرج خيلفة المريخي، وهو أول إنتاج
سينمائي طويل من قطر،
ونظيره فيلم “ثوب الشمس” لسعيد سالمين المري من الإمارات المتحدة.
الأفلام القصيرة والعربية
اشترك في مسابقة
الأفلام القصيرة ثلاثة وتسعون فيلماً، هي الأفضل من نوعها في تاريخ
المهرجان -على
حد تعبير مديره محمد الأحمد- وترأس لجنة التحكيم المخرج السوري ريمون بطرس،
وضمت:
الباحث والناقد البلجيكي أوليفييه جيكار، مسؤولة الأفلام القصيرة في مهرجان
كان
أليس كيروبي، مسؤولة التوزيع في معهد الفيلم الدانماركي بيرنيلي سكايدز
غارد،
والفنانة الإيطالية مارتسيا تيديشي
.
أما مسابقة الفيلم العربي فترأس لجنة
تحكيمها الفنان السوري أسعد فضة، وتضم كلا من الفنانة السورية
نادين خوري، المخرج
المصري منير الراضي، الفنان اللبناني إحسان صادق، الفنانة المغربية نجاة
الوافي
والفنانة الليبية زهرة مصباح، ويشارك في المسابقة ثمانية أفلام عربية
طويلة، منها:
الفيلم الجزائري “خارج القانون” لرشيد بوشارب، الفيلم المصري “الوتر” لمجدي
الهواري، الفيلم المغربي “الجامع” لداود أولاد السيد، والفيلم التونسي “آخر
ديسمبر”
لمعز كمون.
التظاهرات السينمائية
تميزت التظاهرات
السينمائية بالتنوع تلبية لمختلف الأذواق. فبعضها تمحور حول الأفلام
العالمية
الشهيرة، الحديث منها والقديم، كتظاهرة البرنامج الرسمي التي شملت عشرين
فيلماً،
وتظاهرة سوق الفيلم الدولي (29 فيلما)، وتظاهرة درر السينما
الثمينة (11 فيلما)،
بينما سعت تظاهرات أخرى للتعريف بالنتاج السينمائي في دول
بعينها، كتظاهرة السينما
الدنماركية (9 أفلام)، وتظاهرة المؤسسة العامة للسينما (10 أفلام).
ومن جهة أخرى
خُصصت ست تظاهرات لأفلام كبار المخرجين في العالم من مثال: المخرج الفرنسي
إيريك
رومر(13فيلما)، والمخرج أورسون ويلز(9 أفلام)، والمخرج البولوني رومان
بولانسكي (13
فيلما)، والمخرج البريطاني ريدلي سكوت(14 فيلما)، والمخرج
الأميركي دفيد لينش (9
أفلام)، وتسعة أفلام للمخرج البوسني أمير كوستاريتسا، كما انفردت تظاهرتان
بنجوم
السينما: مارلون براندو (23 فيلما)، وساندرا بولوك (19 فيلماً).
وفي هذا
السياق تم تخصيص تسع صالات في دمشق لعروض المسابقات الرسمية والتظاهرات
السينمائية،
كما تم توزيع إصدارات العام من سلسلة الفن السابع المكونة من 21 كتابا،
ويختتم
مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر فعالياته بالفيلم التايلاندي
“العم بونمي الذي
بوسعه تذكر حيواته السابقة” الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان
السينمائي الدولي 2010.
جديد المهرجان
حافظت إدارة المهرجان على
مجموعة التقاليد التي أرستها خلال السنوات العشر الماضية، وفي
مقدمتها الحرص على
الحضور الأنثوي في مختلف الفعاليات السينمائية، والاهتمام بالتجارب
الشبابية
الأولى، وفي بادرة جديدة من نوعها أطلقت هذا العام تظاهرة ضيف شرف
المهرجان، وكانت
السينما التركية هي ضيفة الدورة الحالية بأفلامها المتنوعة
بدءا من فيلم الافتتاح
“عسل”،
مرورا بتكريم الفنانة توركان شوراي، وصولا إلى فيلم المسابقة “كزموس”
للمخرجة ريها إيردم، انتهاء بتظاهرة
السينما التركية التي شملت عشرة أفلام،
منها:”انجذاب في محله” لمحمد اربيلماز، “بانتظار الجنة” لدرويش
زعيم و”مسافة” لنوري
بيلج جيلان.
فيلم الافتتاح “عسل” حائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين
السينمائي 2010، وهو الجزء الأخير من ثلاثية تتناول واقع الحياة الأسرية في
شمال
شرق تركيا، من تأليف وإخراج وإنتاج سميح كابلانوغلو، وقد صدر
الفيلم الأول من هذه
الثلاثية بعنوان “بيض” عام 2007، وعُرض ضمن تظاهرة السينما التركية، كما
صدر الفيلم
الثاني “حليب” عام 2008.
ويتناول “عسل” طيفا من هموم سكان الأرياف من خلال شخصية
يوسف (بورا ألتاس) طفل في السادسة من عمره، بدأ لتوه بالذهاب إلى المدرسة
في قرية
تركية صغيرة، وهو يشعر بالحرج من زملائه بسبب الفأفأة التي يعاني منها
أثناء النطق
والقراءة، لذلك يفضل قضاء وقته مع والده يعقوب (إردال
بيسيكيولغو) الذي يعمل في
مجال تربية النحل، لكن غياب الوالد عن المنزل بسبب ظروف المعيشة الصعبة
يجعل الطفل
يتقوقع على نفسه أكثر فأكثر إلى أن يفقد القدرة على الكلام، بينما تضطر
والدته زهرة (تولين أوزين)، أن تعمل في إحدى مزارع الشاي
كي تعيل أسرتها وتساعد
ابنها.
الكفاح العربي في
13/11/2010
عرض عشرة أفلام بارزة منها في تظاهرة خاصة
السينما التركية تألقت في مهرجان دمشق السينمائي
عمّار أبو عابد
احتفى مهرجان دمشق السينمائي في دورته الثامنة عشرة بالسينما التركية،
وعرض عشرة أفلام بارزة منها ضمن تظاهرة خاصة، شهدت إقبالاً واسعاً من
الجمهور، واعتبر منظمو المهرجان أن السينما التركية طرحت خلال تاريخها
الطويل قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية غاية في الأهمية، وقدمت أفلاماً
وعلامات سينمائية مهمة سطعت عالمياً في سماء الفن السابع، وهي تمتلك نفساً
إخراجياً جديداً وتمثل نموذجاً مهماً للمخرجين الشباب في الشرق والمنطقة
العربية.
من أهم الأفلام التركية التي عرضها المهرجان فيلم “ثلاثة قرود” للمخرج
نوري بيلج جيلان، وهو فيلم بوليسي يتصف بالغموض والإثارة، وتدور أحداثه في
بعض ضواحي إسطنبول التي نادراً ما يزورها الأجانب، ويتحدث عن رحلة عائلة
تضطر إلى نقل مكان إقامتها بصورة مفاجئة عندما تتحول بعض الأخطاء الصغيرة
إلى أزمات خطيرة، مما يجعل الأمل الوحيد لبقاء أفراد العائلة معاً وعدم
افتراقهم هو في إخفاء الحقيقة، ويطرح الفيلم تساؤله المثير: هل يؤدي تجاهل
المصاعب والمسؤوليات التي تفوق الاحتمال إلى إلغاء الحقيقة؟ الفيلم الذي
حصد جماهيرية واسعة لدى عرضه هو من تمثيل يافوز بينغول وهاتيس أصلان وأحمد
رفعت سانغر وأركان كيسال وكافر كوسي وغوركان أيدن.
“انجذاب في غير محله”
وفي إطار أفلام الرومانس، عرض المهرجان فيلم “انجذاب في غير محله”
للمخرج محمد إرييلماز ومن بطولة زمرد لإركين وفاتح آل وإيرول باباغلو،
ويروي قصة عاشقين يائسين في مدينة للملاهي، حيث يعمل البطل في موقع بناء
بالقرب منها، بينما تعمل البطلة مغنية جوالة، وكلاهما لا يستطيع الاستقرار
في حياته التي تشبه الحجر المتدحرج، حيث يتنقلان من مكان لآخر حيثما تتجه
الريح. ومع أن هذا النمط من الحياة يبدو ممتعاً ورائعاً، لكن واقع العمل في
مدن الملاهي يختلف عن ظاهرها المقترن بالترفيه والتسلية، فالعلاقات التي
تتطور بين العاملين فيها تكون غير مستقرة ولا تثمر سوى المعاناة والألم.
ومما يلفت الانتباه في هذا الفيلم هو الجوانب البصرية التي يزخر بها تصوير
مدينة الملاهي التي تكاد تكون استثنائية في روعتها، والتي تساعد في توفير
الأجواء المناسبة لتفجر عواطف هذين العاشقين المتيمين بأسلوب رقيق يفيض
بالإنسانية.
“مسافة”
أما فيلم “مسافة” للمخرج نوري بيلج جيلان، فيرصد معاناة الشاب يوسف
الذي يخسر وظيفته كعامل في أحد المصانع فيسافر إلى إسطنبول للإقامة مع
قريبه محمود ريثما يجد فرصة عمل جديدة، وهناك يظهر التناقض واضحاً بين
الشخصيتين، فيوسف يجهل القراءة والكتابة وتعوزه اللياقة الشخصية، بينما
محمود مصور ثري، يتمتع بثقافة عالية، وهذا ما يجعل فرصة الانسجام بينهما
ضئيلة، لكن ما يشتركان فيه حقيقة هو الفشل، فيوسف يريد أن يصبح بحاراً، رغم
أنه يفتقر للحيوية والحماس المطلوبين، أما محمود فيعيش بلا هدف رغم ثروته
الطائلة؛ لأن طبيعة عمله مملة، ويحاول محمود توطيد علاقته بيوسف واسترجاع
حبه للفن، فيصطحبه لتصوير مناظر الريف التركي الجميل، وتفشل المحاولة من
الجهتين. وفي نهاية الفيلم، يسافر يوسف من دون إعلام محمود الذي يجلس
وحيداً على رصيف الميناء يراقب السفن بمفرده.
ومن الأعمال المميزة في هذه التظاهرة اللافتة فيلم “والدي وابني”،
الذي يروي قصة شاب يغادر قريته الصغيرة على ساحل بحر إيجة من أجل دراسة
الصحافة في جامعة إسطنبول، مخالفاً رغبة والده الذي يريده أن يدرس الهندسة
الزراعية ليعتني بالأرض، وهناك يتحول إلى ناشط سياسي، وتبدأ مشكلاته مع قرب
ولادة زوجته الحامل، فيهرعان لمغادرة المنزل إلى المستشفى، لكنهما لا
يعثران على أحد لكي يقلهما، فقد اندلع انقلاب عسكري أدى إلى انتقال السلطة
إلى الجيش، وفي هذه الأجواء تضع زوجته مولودها في الحديقة وتفارق الحياة،
ثم يتم اعتقال الزوج بسبب نشاطه السياسي، ويتعرض للتعذيب والسجن لمدة ثلاث
سنوات تتدهور خلالها صحته، وعندما يخرج من السجن يكتشف أن أيامه باتت
معدودة، فيحزم أمره ويأخذ ابنه الصغير ويعود إلى مزرعة العائلة رغم مقاطعة
والده له، وهناك تجري المصالحة بين الأب والابن، لكن هذه السعادة لا تدوم
طويلاً، حيث يتمكن المرض من الابن ويفارق الحياة، ليتولى والداه مسؤولية
رعاية ابنه الصغير.
فرصة ذهبية
كما تضمنت تظاهرة السينما التركية ستة أفلام أخرى هي “بانتظار الجنة”
و”مناخات” و”حياة بهيجة” و”بيض” و”الفتاة ذات الوشاح الأحمر” و”غيوم أيار”.
وقد احتفى المهرجان بتاريخ هذه السينما في مطبوعاته، فقدمت النشرة اليومية
عرضاً لنماذج من الأفلام التركية الحديثة، وسلطت الضوء على أبرز المخرجين
الأتراك، لا سيما محسن أرطغول ويلماز غوني وعمر كافور وبيلج سيلان وبيلين
أسمر. وشكلت هذه التظاهرة فرصة مهمة لجمهور السينما في سوريا وضيوف
المهرجان للاطلاع من كثب على أعمال السينما التركية والمستوى المتطور الذي
وصلت إليه.
حلت ضيفة في مهرجان دمشق السينمائي
شارميلا طاغور: لغة الأفلام حالياً أقرب إلى رسائل الهواتف المحمولة!
دمشق (الاتحاد)- حلت النجمة الهندية الشهيرة شارميلا طاغور ضيفة في
مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر، ودعت من دمشق السينمائيين العرب والهنود
على حد سواء للتوجه إلى المشاهد العالمي، وأضافت أن ما تشترك به السينما
العربية والهندية هو توجهها إلى المشاهد المحلي، وإذا كان اختلاف الأساليب
يكسب السينما حالة من الغنى والتنوع، فإن وضع السينمائيين للمشاهد العالمي
في اعتبارهم، يدفع بأعمالهم إلى نطاق أوسع من المشاهدة.
وعبرت شارميلا عن سعادتها بالدعوة التي تلقتها من مهرجان دمشق
السينمائي لا سيما أنه مهرجان عربي، وتحدثت عن العلاقات التاريخية التي
تربط العرب بالهنود، والتأثيرات الثقافية المتبادلة منذ أيام طريق الحرير،
وقالت إنها مطلعة بشكل جيد على السينما العربية، من خلال مهرجان “أوسيان”
الهندي الذي يعرض أفلاماً عربية وأفريقية، وقد سبق لها أن شاهدت العديد من
الأفلام العربية الجميلة، مثل “عمارة يعقوبيان” و”يد إلهية”، بالإضافة إلى
أفلام عمر الشريف وبعض الأفلام اللبنانية.
وقالت شارميلا في مؤتمر صحفي على هامش المهرجان إن السينما هي تأريخ
للزمن، فهي تتغير وتتطور تبعاً للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقانية،
وبالتالي لا يمكن المقارنة بين ماضي السينما الهندية وحاضرها، ففي الحنين
إلى الماضي ننسى قوة الحاضر، وأضافت: مع ذلك يمكنني القول إن اللغة في
الأفلام الهندية سابقاً كانت أجمل وأكثر رصانة، وكذلك كانت موسيقا الأفلام.
أما الآن، فإن المخيلة تتقلص وتصغر بفعل المؤثرات والتقانات الحديثة، وقد
أصبحت لغة الأفلام حالياً أقرب إلى رسائل الهواتف المحمولة، بمعنى أنها لغة
مختزلة وأقل تعبيراً عن المشاعر. وعن عملها في السينما الجادة والتجارية،
قالت شارميلا إنها فخورة بأعمالها الجادة، ولاسيما مع المخرج الهندي الكبير
ساتيا جيت راي في ثلاثيته الشهيرة “أنشودة الطريق”، لكنها تعتبر أن هذه
الأفلام غير رابحة تجارياً رغم أنها تحصد جوائز عالمية، وبالمقابل فإن
السينما التجارية تحقق إقبالاً جماهيرياً أوسع، من خلال اعتمادها على
الإبهار وتوظيفها للنجوم، لكنها تقر بأنها هذه السينما تتلاعب بالمشاهد
وتغويه. بدأت شارميلا طاغور مشوارها الفني في الرابعة عشرة من عمرها مع
المخرج ساتيا جيت راي، وسجلت حضورها الأول في بوليود بفيلم “كشمير كي كالي”
أمام النجم الهندي شامي كابور، ثم تعاونت معه مرة أخرى في عام 1967 بفيلم
“أمسية في باريس”، وحافظت على موقعها كنجمة في السينما الهندية لأكثر من
خمسة عقود، وهي حفيدة حفيد شاعر الهند العظيم طاغور الحائز على جائزة نوبل
للآداب.
المصرية في
13/11/2010
بمشاركة الفيلم الإماراتي «ثوب الشمس»
24 فيلماً روائياً تتنافس في مهرجان دمشق السينمائي
عمّار أبو عابد
أربعة وعشرون فيلماً روائياً طويلاً تتنافس في المسابقة الرسمية
لمهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر الذي افتتح مساء الأحد الماضي في دار
الأوبرا السورية، ويستمر حتى الثالث عشر من الشهر الجاري، بمشاركة مئتين
واثنين وعشرين فيلماً وحضور مئة وخمسين سينمائياً عربياً وأجنبياً من ست
وأربعين دولة. تنتمي الأفلام المشاركة في المسابقة إلى سبع عشرة دولة عربية
وأجنبية هي الإمارات العربية المتحدة وسوريا ومصر والجزائر وتونس والمغرب
وقطر وألمانيا وفنزويلا وفرنسا وبريطانيا والبوسنة وإيران والدانمارك
وأوكرانيا وهولندا وروسيا. وقد شهدت صالات العرض إقبالاً كثيفاً من
الجمهور، ولاسيما على عروض أفلام المسابقة الرسمية، وهنا عرض لمجموعة من
أهم الأفلام العربية والأجنبية التي تضمنتها المسابقة.
تشارك الإمارات العربية المتحدة في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية
الطويلة بفيلم (ثوب الشمس) سيناريو وإخراج سعيد سالمين المري، وتمثيل حبيب
غلوم ومرعي الحليان وصوفيا جواد ونيفين ماضي وأحمد عبد الله وحمد الحمادي
ونبيه عربي كتابة. ويرمز عنوان الفيلم إلى الحلم الذي يراود كل فتاة وصلت
إلى سن الزواج، وهو ثوب العرس. ويتناول قصة فتاة بكماء وصماء اسمها حليمة،
ومعاناتها بانتظار العريس الذي لا يأتي، ويتحدث عن هاجس الخوف من تحول فترة
انتظار العريس إلى عنوسة، قد تصاحبها إلى مراحل متقدمة من العمر، ويطرح
الفيلم مجموعة من الأسئلة، فهل كون الفتاة بكماء وصماء هو بمثابة حكم
بالإعدام المعنوي يصدر في حقها من طرف المجتمع، ليبقيها عانساً طوال
حياتها؟ وهل الفتاة المحرومة من النطق والسمع لا تستطيع القيام بدورها
كزوجة، كما حصل لحليمة؟. وهل تصل درجة المعاناة وقسوتها إلى حد الهلوسة
والحلم بثوب الشمس، ثوب العروس ليلة الزفاف؟. وهل يتحول هذا الحلم إلى
كابوس يصل إلى درجة الجنون؟.
يذكر أن المخرج سعيد سالمين المري تخرج من أكاديمية نيويورك للأفلام
في أبوظبي في ألفين وثمانية، وحصلت أفلامه على جوائز عديدة، حتى لُقّب
بصائد الجوائز وسفير السينما الإماراتية، كما حاز على لقب أفضل مخرج عربي
شاب في مجلة (ديجيتال أستوديو العالمية) عام ألفين وسبعة، وعلى لقب أفضل
مخرج إماراتي في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام ألفين وثمانية، ومن أشهر
أعماله الفيلم القصير (بنت مريم) الذي حصد عدداً من الجوائز العربية
والدولية.
أميرة مونتبنسييه
ومن أبرز الأعمال المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة،
الفيلم الفرنسي التاريخي (أميرة مونتبنسييه) للمخرج برتراند تافرنييه
والمأخوذ عن رواية كلاسيكية للكاتبة مدام دولافاييت، ويتناول قصة شابة تجد
نفسها في صراع داخلي مع ثلاثة رجال يسيطرون على حياتها، بالإضافة إلى الرجل
الذي فاز بقلبها، وتدور أحداث الفيلم عام 1567 خلال الحرب الأهلية بين
الكاثوليك والبروتستانت الأوائل في فرنسا، حيث يتوق مركيز ميزيير (فيليب
ماغنان) إلى تشكيل تحالف مع دوق مونتبنسييه (ميشيل فويليرمو)، فيحاول إيجاد
روابط عائلية تجمعه به، من خلال تزويج ابنته الجميلة ماري (ميلاني تييري)
من ابن الدوق فيليب (غريغوار ليبرينس). لكن ماري لا تحبذ هذه الفكرة، لأنها
مغرمة بابن عمها الوسيم هنري دي غويز، غير أنها تخضع للأمر الواقع وتلتزم
بنفيذ صفقة والدها. وسرعان ما يتم استدعاء فيليب للقتال في الحرب الأهلية،
فيطلب من صديقه ومعلمه الكونت فرنسوا شابان الاهتمام بشؤون ماري خلال فترة
غيابه، كما يطلب منه تثقيفها فكرياً واجتماعياً. وعندما تزداد معرفة فرنسوا
شابان بماري، يصبح متيماً بحبها، لكن ماري تشعر بأنها باتت مجزأة بين
وفائها لزوجها وحبها الحقيقي لشابين. ويذكر أن هذا الفيلم كان قد عرض في
المسابقة الرسمية لمهرجان (كان) السينمائي الأخير.
فيلمان سوريان
ويشارك في المسابقة أيضاً فيلمان سوريان، الأول للمخرج سمير ذكرى
بعنوان (حراس الصمت) والثاني للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد بعنوان (مطر
أيلول). والفيلم الأول مأخوذ عن رواية للكاتبة السورية غادة السمان بعنوان
(الرواية المستحيلة)، ويتناول سيرة عائلة دمشقية في الأربعينيات
والخمسينيات من القرن الماضي، تبرز فيها فتاة متمردة ترغب بإثبات وجودها،
وتحقيق طموحاتها، بعيداً عن القيود البالية.
ومن خلال شخصية هذه الفتاة والتغيرات التي تحصل في المجتمع الدمشقي،
يعرض الفيلم بذكاء وجمالية صورة شاملة للحياة الشامية عبر شخصيات مختلفة
وتفكير متنوع، وتلعب دور البطولة في هذا الفيلم الفنانة الشابة نجلاء
الخمري بدور (زين) التي تكتب قصتها الأولى عن فتاة قتلت في ظروف غامضة،
لتكتشف فيما بعد أن أمها ماتت مقتولة أيضاً.
وبالرغم من صمت الجميع ورفضهم الكشف عن ظروف وأسباب قتلها، تصر زين
على معرفة كل ما له علاقة بذلك، لكن عبثاً. إذ كان الصمت يلف كل من له
علاقة بأمها وبأسباب قتلها. وفي كل مرة كانت تقترب فيها من معرفة الحقيقة
أو تخرج من أسر الصمت والتحريم في أسلوب حياتها، كان هناك من يهددها من
(حراس الصمت) المحيطين بها. وعندما عرفت الحقيقة وأعلنتها في قصة كتبتها
ونشرتها، تعرضت هي نفسها لمحاولة قتل. لكنها كانت قد نجحت في إعلان نفسها
كاتبة تكشف عن ما هو مسكوت عنه.
أما في فيلمه (مطر أيلول) فيقدم عبد اللطيف عبد الحميد حكاية أسرة
شعبية مكونة من أب وستة أولاد شباب، يبدو جميع أفرادها وكأنهم مصابون
بأعراض حب لا شفاء منه، أحدهم يقطع شوارع دمشق يومياً وهو يركض من أجل أن
يلقي نظرة على الفتاة التي يحبها، وآخر يغرق سيارة حبيبته كل صباح بالصابون
وهو يغسلها بانتظار أن تخرج الأميرة وتجلس وراء المقود. والأشقاء الأربعة
الآخرون متيمون بأربع شقيقات، مما يخلق لدى الناظر إليهم انطباعاً بأنه يقف
إزاء قصة حب واحدة ولكنها مكررة أربع مرات.
الأب أيضا عاشق، وأجمل الأوقات هي التي يلتقي فيها من يحب في أحضان
الطبيعة، ضمن سيارته القديمة وتحت انهمار المطر الذي سنكتشف لاحقاً أنه ليس
مطراً طبيعياً. ولكن أحداث الفيلم تنعطف في اتجاه مفاجئ، ومعاكس للمقدمات
البهيجة التي انطلق منها. وكل ذلك ضمن استعارات رمزية مجازية ومبالغات
كوميدية، والعمل من بطولة أيمن زيدان وسمر سامي.
مصففة الشعر
ويمثل ألمانيا في المهرجان الفيلم الكوميدي (مصففة الشعر) سيناريو
ليلى ستايلر وإخراج دوريس دوري، ويتحدث عن سيدة بلغت خريف العمر، لتبدأ من
هناك حياة جديدة، تصر من خلالها على تحقيق كل أحلامها، فبعد أن يتخلى زوجها
عنها ويطردها من المنزل، تحاول السيدة المسكينة أن تجمع شتات نفسها وتعود
إلى مسقط رأسها في إحدى ضواحي برلين، وهناك تحاول البحث عن عمل لتعيل به
نفسها وابنتها المراهقة جوليا، فتجد وظيفة شاغرة في أحد صالونات الحلاقة في
المنطقة، وتكاد تطير من الفرح، ولاسيما أنها كانت تعمل في هذه المهنة قبل
الزواج. لكن مدير الصالون لا يتردد في إخبارها صراحة بأن بدانتها لا
تساعدها على استقطاب الزبائن بالرغم من خبرتها، فيجرح بذلك مشاعرها لأبعد
الحدود. لذلك تقرر أن تفتتح صالوناً خاصاً بها وتصمم على النجاح بأية وسيلة
ممكنة. وبما أن تنفيذ المشروع بحاجة إلى رأس مال جيد، تضطر إلى اتباع بعض
الطرق الملتوية، بما فيها تهريب الوافدين الأجانب غير النظاميين إلى داخل
البلاد!. يذكر أن فيلم (مصففة الشعر) عرض في المسابقة الرسمية بمهرجان
برلين السينمائي 2010.
الوتر وآخر ديسمبر
ومن الأفلام العربية المشاركة في المهرجان فيلم (الوتر) للمخرج المصري
مجدي الهواري، وهو فيلم بوليسي نفسي شائق، يتحدث عن عازفتي كمان شقيقتين
يتم اتهامهما بجريمة قتل موزع موسيقي شاب، وهو من بطولة غادة عادل وأروى
جودة وأحمد السعدني وسوسن بدر وسعيد صالح وعلي حسنين. أما الفيلم التونسي
(آخر ديسمبر) للمخرج معز كمون، فيتناول قصة فتاة اسمها عائشة، تعيش في قرية
جبلية نائية في تونس وتحلم بحياة أفضل، ولاسيما أن صديقها مراد يعدها
باصطحابها لمشاهدة العالم الفسيح خارج حدود القرية، لكن مراد يختفي فجأة
ويترك عائشة في حالة من الارتباك واليأس، إلى أن تلتقي بشاب فرنسي مهاجر
فيغير مسار حياتها. ويناقش هذا الفيلم قضية هوية جيل في حالة صراع مع المثل
العليا، ويصور قصة مؤثرة ومضحكة وصعبة في آن معاً، تهدف إلى كسر حواجز
المفاهيم الخاطئة عن الثقافتين الغربية والعربية.
الغواصة
أما الدانمارك فتشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم (الغواصة)
للمخرج توماس فنتربيرغ، والمأخوذ عن رواية ليوناس تي، ويقدم قصة شابين نشآ
في أسرة مفككة ومضطربة، مما يقودهما إلى الانحراف، فأحدهما تحول إلى مجرم
ومدمن على الكحول، يتنقل بين السجون والفنادق الرخيصة، وثانيهما مدمن على
الهيروين، وقد عرض هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي
2010.
أفلام أخرى
إلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، يعرض مهرجان دمشق السينمائي مئة
وثمانية وتسعين فيلماً روائياً طويلاً، أبرزها فيلم التركي (عسل) الحائز
على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2010، ويرسم
الفيلم صورة الطفل يوسف الذي يكشف له والده المزارع مربي النحل أسرار
الطبيعة. كما يعرض المهرجان ثلاثة وتسعين فيلماً قصيراً ويتضمن فعاليات
ثقافية مختلفة أهمها مائدة مستديرة لمناقشة دور المهرجانات السينمائية
العربية في تطوير الإنتاج السينمائي وتسويقه.
الإتحاد الإماراتية في
12/11/2010 |