ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
مرزوقة

1983

Marzooga

 
 
 
نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 2 فبراير 1994
 
 
 

بطاقة الفيلم

 

 

 

بوسي + فاروق الفيشاوي + فريد شوقي

اخراج: سعد عرفة ـ تصوير: محمد طاهر ـ حوار: بشير الديك ـ سيناريو: سعد عر , بشير الديك ـ قصة: سعد عرفة ـ مناظر: ماهر عبد النور ـ موسيقى: فؤاد الظاهري ـ مونتاج: حسين عفيفي ـ إنتاج: أفلام الشرق الجديد

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

مرزوقة

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

فيلم (مرزوقة - 1982) يحكي عن مرزوقة (التي يحمل الفيلم اسمها) ابنة شحات أعمى، تجوب معه الشوارع والطرقات، تعينه في خطواته وتستجدي معه، متحملة طبعه القاسي، وحرصه المجنون على أمواله التي جمعها من هذه المهنة الشاقة، والتي انقلبت إلى نوع من الهوس الجنوني، والبخل الذي يصل إلى درجة المرض.

العمر يمضي.. ومرزوقة الطفلة تشب لتصبح فتاة جميلة، دون أن تغير شيئاً من طبيعة حياتها، ودون أن يغير أبوها شيئاً من طباعه وقسوته.

وكان ما ليس منه مفر، إذ يجذب جمال مرزوقة، شاباً وصولياً، لا عمل له، ويعمل في كل شيء.. يطاردها ويحاصرها ويغازلها، إلى أن تسقط في هواه، وتنشي علاقة معه.. بل توافق أن يزورها ليلاً في كوخ والدها الفقير، بعد أن يستغرق الأب في سبات عميق.

ولكن الأب يصحو على الضجة التي يحدثها العاشقان، وينهال عليهما ضرباً، ودون أن يدري يصيب المكان الذي يخفى فيه أمواله، فتتساقط متناثرة على الأرض، عشرات ومئات الجنيهات، من التي جمعها خلال سنوات عديدة من عمره، طوال عمله في الشحاتة. وسط ذهول واندهاش كل من مرزوقة والشاب (سرسق)، ويصاب الأب بحالة من الإعياء. يستغلها (سرسق) في إقناع مرزوقة بجمع المال والهروب معاً.. فتنصاع مرزوقة له، تحت ضغط مشاعر الحب الذي تكنه له. يبدأ بعد ذلك في التمتع بمالها وينفق منه على حياة البذخ والترف، بشراء سيارة وشقة وملابس، والتردد على أفخم الأماكن وأغلاها.. إلى أن ينصب عليها ويستأثر بالأموال كلها، ويختفي عن ناظريها.

ومن ثم تعود مرزوقة إلى والدها، الذي يقبل اعتذارها، لحاجته الماسة إليها.. وتعود إلى مهنة الشحاتة مرة أخرى.. إلى أن تصادف مرزوقة مرة أخرى، هذا الذي نصب عليها، والذي أصبح الآن رجل أعمال ناجحاً بفضل الأموال التي سرقها منها. وخطيباً لفتاة من أسرة ثرية، بعد أن غير اسمه وثيابه وتصرفاته.

وتحاول مرزوقة أن تقنعه بأن يكفر عن خطئه نحوها، دون فائدة.. عند ذلك تقرر الانتقام منه، ويساعدها في ذلك والدها وشلة الشحاتين، الذين يقررون أن يدفنوا الفتى وهو حي، ولكن مرزوقة تنقذه في آخر لحظة، بعد أن يعدها بأنه سيحقق لها العدل الذي تطلبه.. هذا العدل الذي لم يكن إلا حيلة أخرى من حيله.. كسب بها شيئاً من الوقت، حتى يسلم بعدها أهل الحي كلهم إلى البوليس.

وأمام المحكمة التي تحكم ببراءة (سرسق)، تغمد مرزوقة خنجرها في قلب الرجل الذي أحبته، لتحقق لنفسها العدالة التي رفض القضاء أن يحققها لها.

وكما نرى من هذا السرد لأحداث الفيلم، بأن الموضوع تقليدي، يبحث عن الجمهور العريض، ليقدم له توليفة من الميلودراما والإثارة والانتقام على طريقة الأفلام الهندية.

وبالرغم من أن الفيلم، في مشاهده الأولى، يوحي لنا بأنه سيصور عالم الشحاتين، ويتناول البنية التحتية لمجتمع القاهرة، ويقترب من العوالم السفلية التي برع بعض الأدباء الروس في تصويرها في أواخر القرن التاسع عشر.. إلا أننا نكتشف فيما بعد أن المخرج وكاتب السيناريو (بشير الديك) قد اختارا أسهل الطرق، وقررا الابتعاد عن هذه العوالم السفلية والأجواء الخاصة والشخصيات الثانوية، والاكتفاء بسرد حكاية خاصة جداً لشخصيات الفيلم الثلاثة.

صحيح أن هذه الحكاية الخاصة لا تخلو من الإثارة وبعض التشويق.. وصحيح أن هذه الشخصيات قد رسمت بشكل مقبول جماهيرياً، ووضعت في أماكن وجو جديد - نوعاً ما - على جمهور السبعينات المصري، إلا أن كل ذلك لا يغفر للفيلم تجاهله للظروف الاجتماعية والنفسية التي أحاطت بهذه الشخصيات.

أما سعد عرفة كمخرج، فقد نجح - إلى حد ما - في تقديم فيلم مشوق، من خلال ثلاثة ممثلين فقط.. حيث أنه لم يحاول الخروج على الأسلوب التقليدي في الإخراج، واعتمد في نجاح فيلمه على إدارته الجيدة للممثلين.. فقد وصل الأداء التمثيلي لكل من بوسي وفاروق الفيشاوي إلى مستوى جيد. ساعد كثيراً في لفت انتباه المتفرج وتناسيه لسلبيات الفيلم الكثيرة.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004