ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 
الإمبراطور

1990

The Emperor

 
 
 
نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 5 مايو 1993
 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

أحمد زكي + رغدة + محمود حميدة + أبوبكر عزت

إخراج: طارق العريان ـ تصوير: سعيد الشيمي, محمود عبد ا لسميع ـ تأليف: فايز غالي ـ مناظر: سعد أنور ـ موسيقى: ياسر عبد الرحمن ـ مونتاج: عادل منير ـ إنتاج: أفلام رياض العريان

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

الإمبراطور

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

ولادة مخرج جديد في مصر ليس حدثاً غير عادي، فالسينما المصرية من خلال معهد السينما بالقاهرة تخرج سنوياً عدداً من المخرجين. هذا إضافة الى المتخرجين من معاهد السينما في الخارج. لكن الحدث غير العادي هو تميز هذا المخرج الجديد وبروزه في الوسط السينمائي من خلال أول افلامه.

فيلم (الامبراطور ـ 1990) يمثل شهادة ميلاد لمخرجه طارق العريان. هذا القادم من لوس أنجلوس حاملاً معه شهادة السينما. وقد إختار في أولى تجاربه فيلماً كتب السيناريو له السيناريست فايز غالي، مقتبساً قصته عن الفيلم الامريكي (الوجه ذو الندبة SCARFACE)، معطياً مادة درامية جيدة ومتقنة على صعيد الصياغة والحبكة.

يحكي فيلم (الامبراطور) قصة صعود زينهم (أحمد زكي).. هذا الانسان المتشرد الذي تفوق احلامه وطموحاته كل إمكانياته وقدراته. فهو يتجه لطريق يحقق اكبر ربح في اقل وقت ممكن بتوظيف قدراته وإمكانياته في خدمة الشر والجريمة.

يبدأ صعود زينهم من مجرم صغير في السجن الى مجرم طليق تحت إمرة المجرم الكبير (الامبراطور) صاحب تجارة المخدرات، وشيئاً فشيئاً وبذكاء واضح من زينهم، يصبح هو الامبراطور الاوحد في تجارة المخدرات، بل ولا يستطيع أحد تهريب جرام واحد من الهيرويين الى مصر إلا بمعرفته. لكنه في نفس الوقت يعاني من مشاكل خاصة تمثل له قلقاً كبيراً، فزوجته الراقصة السابقة (رغدة) لا تستطبع ان تنجب له وريثاً لكل هذه الثروة، والتي يزداد شعورها بالقلق والاحساس بالخوف والتنافر بينها وبين زوجها. فنراها تتجه لتعاطي الهيرويين. كذلك شقيقه الاصغر الذي كان يمثل له الامل في ان يحقق فيه وبه ما لم يستطع هو تحقيقه، هذا الاخ يجرفه تيار الانحراف فيبدأ بتعاطي المخدرات ثم الاتجار بها، الى ان يتم القبض عليه وايداعه في السجن. هذا إضافة الى المشاكل التي يسببها له منافسوه من تجار المخدرات نتيجة احتكاره للسوق.

فيلم (الامبراطور) قريب الشبه بالفيلم الامريكي، بتفاصيله واحداثه وشخصياته، حتى ان المشهد الاخير (مشهد قتل الامبراطور) مأخوذ بشكل شبه كامل من نهاية الفيلم الامريكي. وهذا الشبه قد أوقع صناع الفيلم المصري في خطأ واضح وهو انهم نقلوا أجواء الجريمة المنظمة، التي اعتقد بانها لا توجد بهذا الشكل في مصر. ثم هذا العدد الكبير من القتلى والدماء في كل مكان مما جعلنا نشعر باننا نشاهد فيلماً أمريكياً عن عصابات المافيا.

وهذا بالطبع لا يمنعنا من القول بان وراء هذا الفيلم عناصر نجاح فنية وتقنية ساهمت في ظهور فيلم ذو مستوى جيد. أولها ذلك الاداء المتميز من أحمد زكي، ذلك الفنان المبدع الذي يقدم دائماً قدرات هائلة من التعبير المتنوع والثري، ويقوم بدراسة كاملة للشخصية بحيث تحقق المصداقية الدرامية الكاملة. مؤكداً من جديد بانه أفضل ممثل قدمته السينما المصرية خلال العشرين عاماً الاخيرة.

ولا يمكن ان نغفل بقية العناصر الفنية من تصوير ومونتاج وموسيقى بقيادة مخرج متمكن، فانها جميعاً ساهمت في تقديم دراما مشوقة وعنيفة على الطريقة الامريكية في قالب مصري مقنع.

أخيراً لا يسعنا إلا ان نؤكد مرة أخرى بأن (الامبراطور) فيلم يعلن عن ميلاد مخرج سينمائي جيد، يعبر في أول افلامه عن نضج غير عادي في تعامله مع أدوات وتقنيات السينما.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004