استطاع المخرج التايواني تساي مينغ ليانغ، خلال العقود الثلاثة الماضية، أن يكرس
نفسه كواحد من أكثر المبدعين أهمية في السينما العالمية المعاصرة، ومن أبرز مخرجي
السينما التايوانية وأكثرهم شهرة، وأن ينتقل إلى مصاف كبار السينمائيين، ليمارس
تأثيره القوي على جيل جديد من مخرجي القرن الواحد والعشرين.
إنه يحتل موقعاً خاصاً ومميزاً ضمن الكوكبة المتألقة، المنفتحة، من المخرجين
التايوانيين الناجحين عالمياً.
أسلوبه الخاص والإستثنائي يقوم على التعارض المدهش الذي يولده وجود شخصيات وحيدة،
يائسة، بطيئة الحركة، في مدن فسيحة وصاخبة ومهتاجة.
غالباً ما ينظر إليه بوصفه شاعر العزلة. أفلامه تعكس واحدة من أكثر حساسيات السينما
تميزاً وخصوصية. وهي متماسكة ومتساوقة، ومصقولة على نحو متزايد. أفلامه ليست
متباينة في الأسلوب أو المحتوى، إنما تحكمها وحدة معينة.
إن أفضل طريقة لتعريف أعمال تساي مينغ ليانغ، التي يصعب تصنيفها، هي بوصفها واقعية
شعرية مقدمة في شكل بصري صرف. |