كُلّ ما فعله المدير الفني والمفوض العام لمهرجان
"كانّ" السينمائي تييري فريمو، وبرفقته كالعادة رئيسه
بيير ليسكيور، خلال إعلانه عن قائمة الدورة الـ74 التي
ستُعقد إستثنائياً وبعيداً عن موعدها التقليدي، بين 6
ـ 17 يوليو 2021، إنه أعاد جدولة عناوين أشرطة مخرجين
مكرسين، كان من المفترض مشاركة غالبيتها في دورة العام
الماضي الملغية بسبب تداعيات إغلاقات شهدتها فرنسا،
إثر تفشي وباء كورونا على نطاق واسع. تكرار دعوة هذه
العناوين أمر لا مفر منه، فهي ضمان إبداعي لسمعة
المهرجان في المقام الأول، نظراً لطبيعته الدولية،
ودعوة الى التآزر بإن "السينما لم تمت" كما قال فريمو
في مؤتمره الصحافي السنوي، ودعم سوق العروض السينمائية
العالمي الذي تضرَّر كثيراً.
لم يعترض أحد على خطوة قيصر "كانّ"، ولم يبد إعلاميون
حماسة كبيرة لقراره، حتى أمر كشفه عما أسماه بخانة
جديدة هي "كانّ بروميير" (عروض كانّ الأولى) لم يُحرك
ضجة ولو طفيفة، وبدا كخطوة مجاملات تكتيكية فارغة
المضمون والشعار. ما عدا إن هذه الحُزمة تتيح مشاركة
أفلام مخرجين معروفين، وتطيَّب خاطرهم أنهم يقفون على
المستوى ذاته مع أقرانهم ممَنْ فلحوا في "إختراق"
المسابقة الرسمية، ولم يشأ وضعهم في أقسام موازية،
لذلك فرش لهم سجادة حمراء أخرى تقودهم الى قاعة
"ديبوسيه" المخصصة عادة لعروض خانة "نظرة ما". يشي هذا
التصرف إن فريق فريمو سعى جاهداً الى مشاركة الجميع،
وجعل "كانّ"، بعد نجاح نظيره الإيطالي في فينيسيا في
تنظيم دورته الأخيرة، مربطاً دائماً للمبادرات حتى لو
كانت على شكل مناورة عروض لا أكثر.
حصار الفايروس ما زال قائماً. وضعت إدارة المهرجان
لوائح للحصانات العامة بالنسبة لمرتادي الصالات
وعروضها، منها تقديم بطاقة صحية تثبت تلقي اللقاح، أو
نتيجة سلبية لفحص سريع من الوباء، يخضع له المشارك كل
48 ساعة. هذا كله محكوم بسياسة عملية رفع القيود
وإستمرارها، ومنها القضية الحساسة بشأن تحديد سقف
الحضور في الصالات، وفق ما تخطط له الحكومة الفرنسية
في الوقت الراهن. الموكد، إن فريمو وفريقه حسم أمر
تنظيم هذه الدورة بإي ثمن، بيد أن الشكوك تحوم حول
مَنْ سيجازف في القدوم الى الكروازيت، سواء من
الأميركيين الذي يعد حضورهم عصباً رئيساً في هرج
الجادة الشهيرة، أو أقطاب الصناعات السينمائية
الأسيوية الكبرى مثل الصين أو كوريا الجنوبية تحديداً،
والتي أصبحت على مدار السنوات الماضية كتلة إنتاجية لا
يُستهان بقوة أسواقها وفرادة أشرطتها وميزانياتها
ونجومها.
******
"كانّ" سيبقى متألقاً مهما كانت ظروف تَّسيير أيامه،
وهي تتصف في العادة بتشدّد أمني وحرص على منع أيّ
إختراق ما، أكان إرهابياً أو وبائياً، كما
عانينا من هذا الأخير منذ 16 شهراً خلت. عليه، سيحتشد
مهووسو الأفلام أمام القاعات، وسيرفع المصورون أصواتهم
للفت أنظار النجوم، وتوجيه طلَّاتهم نحو زوايا
عدساتهم، وسيتقاطر الفضوليون الى قصر السينما، وواجهته
العريضة ولافتتها الهائلة الحجم التي تعرض بحفاوة ملصق
المهرجان الرسمي، لمتابعة مسيرات الـ"غالات"
الإحتفالية، وستعج المطاعم والمقاهي بالرواد والضيوف،
فيما يأمل أصحاب الفنادق وتأجير المساكن تجاوز
خساراتهم الفادحة إثر غياب زبائن "عام الجائحة". ولن
نغفل الشاشة العملاقة المنصوبة عند شاطيء المدينة
وعروضها المجانية والتي ستستقطب، في مناخ شهر يوليو
القائظ، جمهوراً متعطشاً لجلسة سينمائية في هواء طلق.
مهرجان "كانّ" أكثر من عروض ونجوم، إنه ماكنة معقَّدة
ترفد ريفييرا المنتجع الجنوبي بثروات مالية معتبرة،
تضمن رقي مؤسساته وشركاته، وغنى أركان نظمه وطبقاته،
من هنا نفهم إصرار فريمو وفريقه على فرض خارطة دفاعية
شديدة الإحكام في ما يتعلق بالأمان الصحي وبرتوكوله،
حيث يتعين على الكُلّ المشاركة بأفلامها، عبر مطالبة
رواده بلا إستثناء (حتى موظفي المهرجان ومتطوعيه)
المساهمة بمبلغ قدره 25 يورو، لتغطية أدواته ومتعلقاته
من مواد تعقيم ورصد وفحص ومراقبة. هدفهم مزدوج: حصانة
الكُلّ وإنجاح التجمّع البهيّ، وصولاً الى رهان أكبر
متمثل في تمكين شاشات كانّ من الزهو بإشعاعات باهرة
لـ"خيرات سينمائية" أبدعتها قامات خلاّقة لم ينل منها
تسونامي "كوفيد" وموجاته، أو يثبط عزمهم في إنجاز
أشرطة مميزة، تمدنا بتفاؤل جماعيّ بقوّة الحياة
وعظمتها.
******
توطَّد خيارات المسابقة الرسمية للدورة الـ74 ما يملكه
"كانّ" من نفوذ لا يضاهى في جذب الأفضل عالمياً، فيما
تربط صلابة سوقه وإتساع عملياته شركات الإنتاج وكبار
قادة مكاتبها وعملياتها، ومثلهم مخرجي أفلامها، بسياسة
شبه إلزامية في إطلاق عناوينها عبر "قائمة فريمو"، إن
أصابتهم الحظوظ، فهي أكثر من ضامن لإكتساح أسواق
عالمية متخمة بتنافس ومضاربات، لعل ما تحقق مع الكوري
الجنوبي بونغ جوون ـ هو ونصّه الهجائي المحكم الصنع
"طفيليون" (2019) وفوزه بسعفة ذهب قادته ليكون لاحقا،
في سابقة أدهشت الصناعة، أول أجنبي يحصد أوسكار أفضل
فيلم من بين خمس جوائز أخرى، الدليل الحيوي على مكانة
المهرجان ورفعته وسطوته وأهميته الفائقة بالنسبة الى
الآفاق التوزيعية التي تسبغها على عروضه الشعبية،
وحظوظ توسعها في كل مكان.
من هنا، لن ينجز المخرج الأفروأميركي سبايك لي مهمته
رئيساً للجنة تحكيم هذه الدورة، ما لم يصنع تأريخاً
خاصاً، على غرار زميله المكسيكي إليخاندروغونزاليس
أناريتو مع فيلم بونغ (الدورة الـ72)، أو يُمسك بتلك
الشجاعة القصوى التي إمتاز بها الأميركي ستيفن
سبيلبيرغ ولجنته حين سحرتهم الرؤية التراكمية
والإنقلابية في عمل التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش
"الأزرق هو أدفأ الألوان" (الدورة الـ66)، وقبلهما
الهزّة السياسية التي فجرها المعلم الأميركي جوزيف
لوزي حين ناصف سعفة الدورة الـ25 بين رمزيّ سينما
دياليكتيكية ذات فكر إنتقاديّ وثورويّ، هما الإيطاليان
فرانشيسكو روزي وعمله الإستقصائي الرائد "قضية ماتي"،
ومواطنه إيليو بيتري وشريطه الهجائي "الطبقة العاملة
تذهب الى الجنة".
قائمة فريمو لعام 2021 هي عنوان دولي للمّ الشمل (حسب
وصفه) قائم على توزيع جغرافي متعدد الجنسيات، حافظت
السينما الفرنسية فيه على حصّة معتبرة. المدهش إن
أكثرية مَنْ تريثوا العام الماضي في إرسال أعمالهم
وإدراجها ضمن برنامج رسمي "حيادي" خلا من "نادي
الكبار"، لبوا دعوته هذه المرة من دون تردد وبتواطؤ
علني، بعد إن وضعوا أشرطتهم في الإدراج على أمل تحسن
الأوضاع وإنحسار الجائحة. الحاسم، إنه ومنذ إعلان
الصبيحة الباريسية في الثالث من يونيو 2021، أصبحت
مسؤولية "كانّ" مرتهنة بقرارات صاحب "أفعل الشيء
الصواب" (1989) و"مالكولم أكس" (1992) وزملائه في لجنة
تحكيم المسابقة الرسمية التي تضم 24 فيلماُ، التي
ستُعلن أسماؤهم لاحقا، في جعل الدورة خالدة، أو أن
تُسجل كحدث جرى ضد أطواق "كورونا" وحصاراتها ومصائبها.
******
فيلم الإفتتاح سيكون موسيقياً، ومن نصيب الطليعي
الفرنسي ليوس كراكس "أنييت"،
في أول عمل له ناطق باللغة الإنكليزية، وبعد عشر سنوات
على إخراجه "هولي موتورز". إعتبره فريمو نموذجاً جيداً
للمناسبة "لإنه فرنسي ـ أميركي. أنتجته فرنسا بمشاركة
أموال أميركية، وجرى تصويره في الولايات المتحدة. إنه
عمل يتناسب تماماً مع روح مدينة كانّ، لإننا نقصدها من
أجل مشاهدة أعمال إبداعية، و"أنييت" هو إشتغال فني
أنجزه واحد من أهم صانعي الأفلام من بين جيله" (حديثه
مع الأسبوعية الأميركية "ديدلاين" في 4 يونيو2021).
تدور أحداث الفيلم، الذي شارك في كتابته وتأليف
موسيقاه وأغانيه الثنائي الشقيقين الأميركيين رون
وراسل مايل من "فرقة سباركس"، في لوس أنجيليس في الوقت
الحاضر. هنري (الممثل والمنتج الأميركي آدم درايفر)
فنان كوميدي إرتجالي يتمتع بحس فكاهي شرس، يهيم حباً
بمغنية أوبرا عالمية تدعى آن (الممثلة الفرنسية ماريون
كوتيار). تحت دائرة الإهتمام الإعلامي وأضواء الشهرة،
يشكلان ثنائياُ شغوفاً وساحراً. مع ولادة طفلهما
الأول، أنييت، الفتاة الصغيرة الغامضة ذات المصير
الإستثنائي، تنقلب حياتهما رأساً على عقب.
عربياً، ضَمَن مخرج "علي زاوا" (2000)، و"الزين اللي
فيك" (2015) المغربي نبيل عيوش مكاناً في قائمة فريمو
وجديده "علّي (أرفع) صوتك"،
لتكون أول مشاركة لبلاده في منافسات السعفة الذهب. قصة
مغني راب سابق يدعى أنس، يعمل في مركز ثقافي في حي
شعبي بالدار البيضاء. "بتشجيع من معلمهم الجديد، يحاول
الشباب تحرير أنفسهم من ثقل تقاليد معينة، ويعيشوا
شغفهم ويعبروا عن أنفسهم من خلال ثقافة "الهيب هوب"".
أفريقياً، هناك التشادي المقيم في فرنسا محمد صالح
هارون، الحائز على جائزة لجنة تحكيم كانّ عن "الرجل
الصارخ" (2010)، ونصّه الجديد "لينغوي"
الذي يحكي معاناة أمينة (30 عاماً) التي تعيش وحيدة مع
ابنتها اليافعة في ضواحي العاصمة نجامينا. عندما تكتشف
ان الصبية حامل، تسعى الى تلافي الفضيحة. تخوض المرأة
المكلومة معركة خاسرة سلفاً، في بلد يمنع الإجهاض
دينياُ وقانونياً.
بينما فضل أحد أهم رموز السينما الإيرانية الحداثية
ومخرج "إنفصال" (الدب الذهبي لبرلين، 2011)، وأوسكار
أفضل فيلم أجنبي، 2012) أصغر فرهادي، إبقاء تفاصيل
فيلمه الأخير "بطل"
(قهرمان) طيّ
الكتمان. ما تسرب عنه، يشير الى إن الفيلم يقارب قضايا
مجتمعية معاصرة تعاني منها طبقات طهران اليوم.
هناك مشاركة إسرائيلية من توقيع المخرج الفائز بجائزة
الدب الذهبي (برلين 2019) ناداف لبيد عنوانها "ركبة
آهد"، وهي أقرب الى سيرة ذاتية عن "مخرج
سينمائي يخوض معركتين محكوم عليهما بالفشل. إحداهما ضد
موت الحرية والأخرى ضد موت أم".
أما الياباني ريوسوكي هاماغوتشي، الفائز بالدب الفضي ـ
جائزة لجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الـ71،
عن تحفته "عجلة الحظ والفانتازيا"، فيتنافس بعمل مقتبس
ـ هذه المرة ـ من قصة قصيرة للكاتب هاروكي موراكامي
تضمنتها مجموعته "رجال بلا نساء" (2014)، عنوانها "أقود
سيارتي"، حول ممثل أرمل مسن، يبحث عن سائق.
يلجأ إلى ميكانيكي عابر، يقترح عليه توظيف شابة (20
عاماً)، رغم مخاوفه الأولية، تتطور علاقة خاصة جداً
بينهما.
فرنسياُ، يشارك صاحب "ديبان" (السعفة الذهب، 2015)
و"نبي" (الجائزة الكبرى، 2009) جاك أوديار للمرة
الخامسة بجديده "باريس،
الضاحية 13" حول ثلاث صبيات وفتى في حي
"ليزوليمبياد" بباريس. صداقات وعشرة، وأحيانا عشق،
يجمعهم على وقع متغيرات إجتماعية ورهانات شخصية.
زميله برونو دومون يحضر للمرة الرابعة بعد فوزه مرتين
بالجائزة الكبرى في عامي 1999 (عن "الإنسانية") و2006
(عن "فلاندرز") مع عمله "فرانس"
عن صحافية مشهورة (ليو سيدو) تتلاعب بحياتها المهنية
المزدحمة وحياتها الشخصية. تنقلب حياتها إثر حادث
سيارة غريب.
أما فرانسوا أوزون، فيسرد في "كل
شيء جرى على خير"، حكاية أندريه البالغ من
العمر85 عاماً وتعرضه الى جلطة دماغية. تهرع الإبنة
إيمانويل (صوفي مارسو) إلى سرير والدها، لتجد رجلاً
مريضاً ونصف مشلول. يطلب منها مساعدته على إنهاء
حياته. لكن كيف يمكنها تلبية مثل هذا الطلب خصوصا
عندما يكون الشخص هو والدها؟.
هناك مشاركة لثلاث مخرجات فرنسيات. أولهن، ميا هانسن ـ
لوف وفيلمها "جزيرة بيرغمان"،
عن زوجين سينمائيين أميركيين (توم روث وميا
واشيكافسكا) يزوران مكان عزلة المعلم السويدي في جزيرة
فارو، طمعاً في الحصول على إلهام يساعدهما على إتمام
سيناريو يعكفان عليه، بيد أن الأمور تأخذ سبيلاً
عصيباً.
أما جوليا دوكورنو، التي نالت شهرة واسعة مع باكورتها
العصابية عن أكلي لحوم البشر "نيء" (2016)، فتحكي في "تيتان"
ملابسات إكتشاف فتى مصاب بكدمات على وجهه في مطار
محلي. يقول لرجال الأمن إن إسمه أدريان ليغراند، وهو
الطفل الذي اختفى قبل 10 أعوام. حين يتم لمّ شمله
أخيراً مع والده، تتراكم جرائم قتل بشعة في محيط
سكنهما.
"الكسر"، هو
عنوان شريط كاترين كورسيني، تسرد فيه تفاصيل يوم عصيب
تمر به سيدتان، أُدخلتا الى مستشفى يشهد فوضى عارمة،
مع إحتجاج موظفين ساخطين، وتهديدات متظاهرين جرحى
بإقتحام المبنى.
حضر أسم المعلم الإيطالي ناني موراتي ضمن مسابقة دورات
كانّ 8 مرات، فيها حصد سعفة ذهب عن "غرفة الإبن"
(2001)، وجائزة أفضل مخرج عن "مذكراتي العزيزة"
(1994). هذه المرة، يشارك بشريطه الـ13 تحت عنوان "الطوابق
الثلاثة"، المقتبس من رواية تحمل الإسم
نفسه للكاتب الإسرائيلي إشكول نيفو، لكن موراتي نقل
موقع الأحداث الى روما. حكايات ثلاث عائلات، تعيش في
ثلاث شقق تضمها عمارة سكنية مخصصة لطبقة متوسطة. تُسرد
قصصهم في 3 فصول مختلفة. زوجان شابان يتصارعان مع شك
رهيب بأن جارهما المسن قد تحرش بابنتهما. في الطابق
الثاني، أم لطفلين تكافح الوحدة وشبح الجنون، في غياب
زوجها بسبب ظروف عمله. في الطابق الأخير، تنظر قاضية
متقاعدة وأرملة إلى ماضيها مع زوجها، بينما تستمع إلى
جهاز الرد على مكالمات هاتفية قديمة.
في حين، يجتمع التايلندي أبيشاتبونغ ويراسيثاكول،
الحائزة على السعفة الذهب عن "العم بومني الذي يستطيع
إستعادة حيواته السابقة" (2010)، مع الممثلة
البريطانية تيلدا سونتن التي تؤدي دور سيدة أسكتلندية
تسافر الى كولومبيا في جديده "ميموريا"،
حيث تغمرها مشاهد وأصوات غير مألوفة، تقودها الى رحلة
داخلية غريبة العوالم.
حَسَمَت "قائمة فريمو" الحضور الأميركي في نصوص سينما
مستقلة لكل من ويس أندرسن في "ذي
فرنش ديسباتش"، وهي "رسالة حب إلى الصحافة
والصحافيين"، صوّرت داخل مكاتب إحدى الصحف الأميركية
التي تتخذ من مدينة فرنسية خيالية في القرن العشرين
موقعاً لنشاطها، وتُبعث إلى الحياة مجموعة من القصص
المنشورة على صفحاتها.
وشون بن في "يوم العلم"،
قصة أب يعيش حياة مزدوجة كمزور وسارق بنوك ومحتال من
أجل إعالة ابنته. وعنوان الفيلم يشير الى يوم 14
يونيو، وهو الذكرى السنوية لإعتماد النجوم والأشرطة
كعلم رسمي للولايات المتحدة في العام 1777.
أخيرا، شون بيكر الذي عرف شهرة نقدية واسعة النطاق عن
فيلمه "مشروع فلوريدا" (2017)، ويشارك بعمله الأخير "رد
روكيت"، وهو كوميديا هجائية عن نجم أفلام
إباحية معتزل يدعى روكيت، يعود إلى مسقط رأسه في
تكساس، ليواجه إستحقاقات عائلية مريرة.
من المشاركة الأوروبية نخص بالذكر العناوين التالية:
*"بينديتا"
للهولندي بول فيرهوفن المعروف بإستفزازيته السينمائية
عن راهبة شابة تنضم الى دير في بلدة بمقاطعة توسكانا
الإيطالية، في أواخر القرن الخامس عشر، مع انتشار
الطاعون على الأرض. تجترح معجزات يكون تأثيرها على
مجتمع ذكوري خطيراً وعدائياً.
*"حكاية زوجتي"
للفائزة بجائزة الكاميرا الذهبية (كانّ 1989) عن
فيلمها الهجائي "قرني العشرين"، والحائزة على الدب
الذهبي (برلين 2018) عن "الجسد والروح" المخرجة
الهنغارية إيلديكو أنيادي، حول قبطان بحر يتراهن مع
صديق له على أنه سيتزوج أول امرأة تدخل الحانة التي
يثملان فيها. الفيلم مقتبس من رواية شهيرة لمواطنها
الكاتب والشاعر ميلان فوست (1888ـ 1932).
"قلق" دراما
عائلية للبلجيكي يواكيم لافوس حول علاقة حب عميقة بين
ليلى (الجزائرية الفرنسية ليلى بختي) ودامين (دامين
بونار). رغم إختلاف المنابت العرقية، يحاول الأخير
مواصلة الحياة معها، "مدركاً أنه قد لا يتمكن أبداً من
منحها ما تريده".
*"المقطورة رقم 6"
للفنلندي يوهو كوسمانين الحائز على جائزة "نظرة ما"
(كانّ 2016) عن "أسعد يوم في حياة أولي ماكي" (2016)
عن شابة فنلندية وعامل مناجم روسي في عمرها، يجتمعان
في مقطورة قطار يشق طريقه إلى الدائرة القطبية
الشمالية، و"يتشاركان في رحلة من شأنها تغيير منظورهما
عن الحياة".
*"أسوأ شخص في العالم"
للنرويجي يواكيم ترير، هو القسم الأخير من ثلاثيته
التي بدأها مع "أوسلو31 أغسطس" (2011)، ولاحقا "أعلى
من صوت القنابل" (2015)، حكاية امرأة شابة تعاني
إضطراباً عاطفياً، وتكافح للعثور على مسار حياتها
المهنية، ما يدفعها إلى إلقاء نظرة واقعية على حقيقة
وجودها. |