زياد الخزاعي

 
سيرة كتابة
 
 
 

كتابة

مهرجان كان السينمائي الدولي الـ78

Competition’s new voices

"كانّ" الـ78... دورة انقلاب طال انتظاره!

بقلم: زياد الخزاعي/ خاص بـ"سينماتك"

 
 

"نادي الكبار يتداعى"، هكذا عَنْوَنَا مقالتنا الرئيسيَّة حول ملامح الدّورة الماضية لمهرجان كانّ السينمائي في موقع "سينماتك"، 13 مايو 2024، لتتحقّق رؤيتنا اليوم بالكامل مع الإعلان عن الاختيارات الدّقيقة التي تضمّنها البرنامج الرسمي للنسخة الـ78 (13 ـ 24 مايو 2025)، حيث يشكل مجموع عناوينها ما يمكن اعتباره ـ عن حق ـ الإيذان التاريخي بدورة انقلابية، طال انتظار حدوثها كي تغيّر وجه كانّ، وتضفي عليه روحاً شبابية تفسح المجال لمواهبها العالمية أنْ تسطع، وتضمن سيرورات متجددة لفن ديناميكي وشعبي.

تبدل استراتيجي كان عليه التحقّق منذ تصاعد التّنديدات والهجمات المباشرة التي مسّت سياسات "قيصر كانّ" ومندوبه العام تييري فريمو، وتحصّنه الطويل الأمد خلف نتاجات قامات مكرَّسة وراسخة، وأسماء لا يطالها الانتقاد أو التَّعييب، ومثلها تملّقه الدّائم للأميركيّين وأقطاب هوليوود بالذّات وشركاتهم الكبرى، ولاحقا منصّات العروض على الطلب وأمبرياليها الأيديولوجيَّين، في مسعى عنيد ولا هوادة فيه استهدفت سهامه التكتيكية ضمان ولاء الجميع الى "كانّ"، بدءاً من أعوان شركات إنتاج وتوزيع وبهرجة وعطور وأزياء ومجوهرات وسيارات ولافتات وغيرها، وانتهاء بأصغر إعلامي عابر للحدود يسعى الى النّميمة والخبطات الصّحافية بأيّ ثمن.

كانت لعبة دقيقة المخاطر، اجتازها الرجل الفرنسيّ الأنيق والمميّز بأيقونيّة نظارتيه ذات الإطار الأسود اللَّامع، الذي ينشد الجميع ودّه، بكثير من دربة وحيلة وديبلوماسيّة توافقات، لا تتيح ضمن تداخل خيوطها وتهديداتها وإغواءاتها لأيّ كان فرصة الطّعن بـ"ذكائه" أو حتى الاعتراض على خياراته وتوزيعها على خانات موازية لمسابقة رسميّة مرموقة الصّيت وكاسحة لأسواق العروض العالمية، يستميت الكُلّ في اختراقها، وحجز مكان في قوائمها، تخلدهم وأفلامهم في تاريخ الكروازيت الى الأبد.

بعد عقود من إدارة أكبر احتفاء سينمائيّ على وجه الأرض، عرف فريمو حقيقة ثابتة إن المهرجان لا يمكن له أنْ يُعادي أحداً، وإنّما يرتضي المناورة ضمن حدود ضيّقة من أجل تفادي الصّدام. هكذا رأيناه يناور، في العام الماضي، بخبث ورعونة على جرائم الإبادة الإسرائيليّة الصهيونيّة على أهل غزَّة، حيث اختار شريطاً وثائقياً متهافتاً ولئيماً عن متحوّل جنسي غزاوي، يجد أمانه بين أترابه في شوارع تل أبيب ومقاصفها وغرفها الحمراء. فيلم لم يدينه الجميع، وارتضوه ذمَّة حقّ انساني لجندريّة كائن يعيش "ليمبو جنسياً" بين نيران كثيرة. اختفى الفيلم لاحقاً من واجهة العروض، فالجثث الملفوفة بأكفانها، وسفك الدّم الذي طال الاف الأطفال لن تتماشى مع بهرجة مكياج كثيف وفاقع، يطلي وجهاً حائراً بين حدود وولاءات ومستقبل غامض وعصي.

هذه المرّة، صحَّح فريمو المسار الى حدّ ما ببرمجة الفيلم الروائي الثاني للأخوين الفلسطينيّين طرزان وعرب ناصر "كان يا مكان في غزَّة"، ضمن خانة "نظرة ما" الذي لمحا الى خطه السينمائيّ بملاحظة نشراها على موقع "كلتور دو بلاستاين"، ذلك أنَّ أحداثه تدور في القطاع في العام 2007 ، بطلها طالب شاب يدعى يحيى، يصادق تاجر مخدرات ذي شخصيّة ضاغطة لكن بقلب رحيم، ويشرعان في بيع بضاعتهما الممنوعة عبر مطعم فلافل، "لكن يتعيّن عليهما التعامل مع سامي، الشرطي الفاسد وأناه المتضخمة"، كتب الشّقيقان التؤام (1988) مضيفين: "في قديم الزّمان في غزَّة، عاش ثلاثة أشخاص يسترشدون بغريزتهم المشتركة للبقاء على قيد الحياة. كانوا ضحايا لإحساسهم المشترك بالفخر: يحيى الضّعيف، أسامة المتهور، وسامي المنافق المتملق. مثل جميع الإبطال الكلاسيكيَّين في السينما، تتقاطع مسارات الشخصيّات الثلاثة لتنتهي بمصير مشترك، يتبع مسار أفلام "الويسترن" (الغرب الأميركي) الحديث، وتكون الصّداقة والانتقام والفكاهة السوداء هي المكوّنات الأساسية للنصّ الذي يهدف إلى تقديم غذاء للفكر. "كان يا مكان في غزة" هو فيلم عن وجهات النَّظر الفرديَّة، عن كُلّ حقيقة مفقودة لدينا، نتركها للاخرين، الذين لا يعرفون إلَّا جزءاً من هذه الحقيقة، ليقولوا لاِنفسهم ما يريدون". الفيلم من بطولة كل من نادر عبد الحي ومجد عيد ورمزي مقدسي، وأشرف على تصويره الفرنسي كريستوف غريلو الذي صور للشقيقين ناصر باكورتهما "غزة مونامور" (2020)، ووضع موسيقاه الموهوب أمين بوحافة.

*****

على ضفّة الحرب الروسيّة الأوكرانيّة التي فاضت جرائمها، حافظ فريمو في هذه الدّورة على مسافته الهشّة من قطبيْ الحرب، مع اختيار مخرجين أثنين مؤتمنان في مقارباتهما السياسيّة لوضع شديد التّعقيد في منطقة غادرة. هناك المخرج الروسيّ الناشط، والدائم المشاركة في "كانّ"، كيريل سيريبرينيكوف وعمله "اختفاء يوزيف منغيله" (ضمن "عروض بروميير" أو أولى) حول الضابط والطبيب والمجرم الألمانيّ النَّازي الذي حمل لقب "ملاك الموت"، وعمله في معسكر أوشفيتز خلال الهولوكوست، حيث كلفته قيادته في إدارة أفران الغاز وانتقاء ضحاياها، قبل هروبه الى أميركا الجنوبيّة، وتخفيه فترة طويلة في عدد من دولها، متجنّباً إلقاء القبض عليه ومحاكمته، حتى وفاته بذبحة قلبيّة وهو يعوم قبالة شواطىء البرازيل في العام 1979، ودفنه تحت أسم مستعار.

هناك صاحب "دونباس" (2018) و"كائن رقيق" (2017) و"مهجتي" (2010) الأوكراني المميّز سرغيه لوزنيتسا وجديده "المدَّعيان العامَّان" (المسابقة الرسمية) الذي تدور أحداثه في حقبة الاتحاد السوفياتي خلال العام 1937. يرد في ملف الفيلم ما يلي: "أحرقت آلاف الرسائل من مُعتقلين اتُّهموا زوراً من قِبَل النّظام في زنزانة سجن. خلافاً لكُلّ التّوقّعات، وصلّت إحداها إلى مكتب المُدّعي العامّ المحليّ المُعيّن حديثاً وخريج كليّة الحقوق، ألكسندر كورنيف (الممثل ألكسندر كوزنيتسوف) الذي  يبذل قصارى جهده الى لقاء أحد السجناء، وهو ضحيّة عملاء فاسدين من الشرطة السّريَّة خلال عمليّات التَّطهير الستالينيّة الكبرى. بصفته بلشفياً مُخلصاً ونزيهاً، يُشتبه رجل القانون الشاب في وجود شبهة جنائية. يقوده سعيه الى تحقيق العدالة إلى مكتب نظيره في موسكو حيث ينغمس في أروقة نظام شموليّ مرعب". نذكر أيضا الى أنْ هناك فيلماً أوكرانياً أخر عنوانه "ميليتانتروبوس" (في خانة "أسبوعا السينمائيين" أو المخرجين كما كان أسمها سابقاً) انجزه ثلاثة مخرجين هم يليزافيتا سميث وألينا جورلوفا وسيمون موزغوفي. عنوانه، مشتقّ من جذور لاتينيّة يونانيّة لكلمة "ميليت" (إنسان) و"أنتروبوس" (محارب)، ويشير الى شّخص تُعيد الحرب تشكيله، ويعتمد بقاؤه حيّاً على تّكيّفه المُستمرّ ضمن أهوالها.

*****

 
 

هَبّة "اللا كبار والوافدون الجدد"غير المسبوقة داخل المسابقة الرسميّة التي تترأس لجنة تحكيمها الممثلة الفرنسية القديرة جولييت بينوش، وخُصص تكريمها الى الممثل الأميركيّ الذائع الصيّت روبرت دي نيرو، تقودها الممثلة والمخرجة وكاتبة السيناريو التونسيّة الأصل الفرنسيّة الهُويَّة والإقامة حفصية حرزي (1987) وشريطها الروائي الثالث المقتبس عن السّيرة الذاتيَّة للكاتبة الجزائريّة الأصول فاطمة دعاس "الصغيرة الأخيرة" (أو الأصح "اخر العُنْقود")، عن يوميّات الصّبيَّة التي تحمل اسم المؤلفة الأصليّة، والبالغة من العمر 17 عاماً، وتعيش ضمن "عائلة سعيدة ومحبة مؤلفة من شقيقات عدّة، تقطن في ضواحي مدينة كوزموبوليتانية. طالبة مجتهدة، تلتحق بجامعة باريسيّة من أجل نيل شهادة عليَّا في الفلسفة، وتكتشف عالماً جديداً كليَّاً. في بداية حياتها كشابّة، تُحرّر نفسها من عائلتها وتقاليدها. تبدأ فاطمة بالتّساؤل بشأن هويتها. كيف يُمكنها التّوفيق بين إيمانها ورغباتها الناشئة؟". شاركت حرزي، التي حازت على شهرة واسعة مع فيلم عبد اللطيف كشيش "سمك بالكُسْكُسيّ" (2006)، في عروض "كانّ" سابقاً بنصّيها "أنتِ تستحقين حبيباً" (جائزة "أسبوع النقاد"، 2019)، و"الأم الصالحة" (ضمن "نظرة ما"، 2021).

*****

على خطى حرزي، تشارك صاحبة "الخطة 75" (كانّ، 2022) المؤلفة والمخرجة اليابانيّة تشي هاياكاوا (1976) بعملها الثاني "رينوار" وحكايته المؤثرة التي تدور " في إحدى ضواحي طوكيو في العام ١٩٨٧، حيث يصارع  والد البطلة فوكي (يوي سوزوكي) البالغة من العمر أحد عشر عاماً مرض السّرطان من دون أمل، فهو يدخل المستشفى ويخرج منها باستمرار. أمّا والدتها أوتاكو (هيكاري إيشيدا) فتعاني من ضغوط مستمرّة بسبب رعايتها للأب كيجي، وعملها بدوام كامل الذي يتطلب منها التزامات مرهقة. يدفع هذا المزيج من الظروف فوكي إلى الاعتماد بشكل كبير على خيالها للتأقلم مع انفصال نفسيّ عن بيئة منزليّة غير متوازنة أو مستقرة". تخرجت هاياكاوا من مدرسة نيويورك للفنون البصرية عام 2001 ، وعُرض فيلمها القصير "نياغرا" في فعاليات مهرجان "كانّ" (2014).

*****

بعد رائعته "أخوة ليلى" الذي حصد اهتماماً نقدياً عالميّاً عند عرضه ضمن مسابقة "كان" في العام 2022، نظراً للجهد الملحمي الذي صوّر فيه حيوات شابّة مرتهنة الى والد بطريركي لا يرحم، وظروف اقتصاديّة مترديّة بسبب حصار غربي جائر، يسعى الى ارضاخ شعب عنيد، يعود الإيراني سعيد روستايي (1989) ثانية الى شاشات الكروازيت مع جديدة "امرأة وابنها"، وهو "دراما عائلية معاصرة عن الانتقام والتّسامح، من بطولة پیمان معادي ("انفصال" للمخرج أصغر فرهادي)، وزميلته پریناز ایزدیار (في تعاون ثان مع روستايي منذ "6.5 فقط"، 2019) التي تؤدي دور ممرّضة أرملة تعاني مرارات يوميّة مع ابن متمرد. يبلغ التّوتّر ذروته خلال حفل خطوبتها من حبيبها الجديد، لكن حين يقع حادث مأسّاوي، تجد نفسها في مواجهة مشاعر الخيانة اثناء سعيها الى تحقيق العدالة".

*****

في العام 2011، اصبح شريط الجنوب أفريقيّ أوليفر هيرمانوس (1983) المعنون "سكونهيد" ("جمال" بالأفريكانية) المشاركة الخامسة لبلده في المهرجان الفرنسي، حيث عُرض ضمن فعاليّات خانة "نظرة ما"، وتسبّب في هزّة أخلاقيَّة نظرا الى مقاربته علاقة مثلية بين محام شاب وابن صديقه المقرّب، بعد هذا أعادة أفلمة نصّ المعلم الياباني أكيرا كوروساوا "أن تحيا" (1952) مع الممثل البريطاني بيل ناي من دون أن يحالف الحظ اقتباس غير مبرّر وبلا روح، بيد أنّه على ما يبدو تجاوز عثرته مع جديده "تاريخ الصوت" الذي أنتجه ويؤدي دور البطولة فيه الممثل البريطاني بول مَسكال، وينافس فيه ثلة من المكرَّسين أمثال الأخوين البلجيكيّين جان بيير ولوك دردان في مشاركتهما العاشرة "دار الأمهات اليافعات"، والبرازيلي كليبر مِندونسا فيلو في مشاركته الثالثة مع فيلم "العميل السريّ"، والإيراني جعفر بناهي في مشاركته الثانية مع "حادث عابر"، والإيطالي ماريو مارتون مع "فوري"، والفرنسي من أصل ألماني دومينيك مول مع "الملف 137"، والنرويجي يواكيم ترير مع "القيمة العاطفية"، وجميع هؤلاء يشاركون للمرّة الثالثة. يستعيد نصّ "تاريخ الصّوت" أجواء الحرب العالميّة الأولى، ويرصد اجتهاد الشابين ليونيل (مَسكال) وديفيد (جون أوكونور) في تسجيل حياة الأميركيّين وأصواتهم وموسيقاهم، وبينما يشرعان في تسجيل الأحداث، يجدان نفسيهما في خضم حب مثلي جارف.

هناك أيضا، مشاركة أولى للإسبانية الموهوبة كارلا سيمون (1986) التي سبق لمنجزّها الوثائقي الثاني "ألكراس" إنْ حاز على جائزة الدبّ الذهب في مهرجان برلين السينمائي (2022)، تتنافس فيها على السَّعفة الذهب مع باكورتها الدوكودراما "روميريا" التي وضع بيان الشركة المنتجة تفاصيل حكايتها الهجينة بالكلمات التالية: "تسافر مارينا إلى المدينة الساحلية فيغو للقاء عائلة والدها البيولوجيّ المتوفي أثر معاناته من فيروس "الإيدز"، والذي سبقته والدتها بالمرض ذاته. من خلال لقاءاتها باعمامها وخالاتها وأجدادها، تحاول مارينا تجميع سرد متماسك عن والديها وقصة حبَّهما، لكنها تفشل إذ يشعر الجميع بالحرج الشديد من عذابات ادمانهما المخدرات وسمعته السيّئة، أضافة الى خشيتهم من أنَّ عودة الشابة وحضورها الطاغي ستفتح جروح عارهما مرَّة أخرى. الى ذلك، تتيح قصّة حبِّها الملتبس مع ابنة عمّها إعادة تصور كينونة والديها والتّواصل مع تاريخهما وتفاصيله المغيبة. بهذه الطريقة، تبتكر البطلة وبفضل مذكرات والدتها، حكاية تُحررها من وصمة العار، وتُشبع رغبتها في فهم الماضي برُمَّته".

الى جانب سيمون، اختار مواطنها أوليفر لاكس (1982)، الحائز على جائزة لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما" في العام 2019 عن عمله الآسر "ستشب النيران"، الممثل المميز سيرجي لوبيرز ليؤدي دور أب يسعى الى البحث عن ابنة مراهقة، ضاعت اخبارها في الصحراء المغربية، بعد مشاركتها في حفل موسيقيّ كبير وماجن في جديده "سراط". برفقة ابنه الشاب، يرتحل الثنائيّ نحو مناطق متعددة، وهما محاطان بكم وافر من الموسيقى الإلكترونيّة والرقص والشمس والشخصيات الغريبة الطباع والحماسية الاندفاع، تكشف لدهشتهماعن بيئات خاطفة الجمّال، وبشر مفعمون بالحياة والألفة والمغامرة. وصف لاكس فيلمه أنَّه "مكثف ومذهل، لن تترك الطبيعة الآسرة مشاهدها من دون أنْ تنال من لا أباليّته".

صاحب "بو الخائف" (2023)، و"مدسومر" (2019) و"إرثيّ" (2018) الأميركيّ المستقل والنيويوركي الولادة آري أستر (1986) ضمن مكانه في المسابقة مع "إيدينغتون"، الذي يصوّر ملصقه الاعلاني اللّافت التصميم والألوان جواميس من نوع البيسون البري، وهي تهوي من جبل شاهق نحو حتفها. شركة "أ24" المستقلة حصلت على حقوق توزيعه، ونشرت على موقعها الوصف التالي لإحداث الفيلم: "في مايو 2020، اندلعت مواجهة بين عمدة بلدة صغيرة (يواكين فِنيكس) ورئيس بلديتها (بيدرو باسكال) ممَّا أدى إلى اشتعال حرب أهليَّة، حيث يتنافس الجار ضد جاره في إيدينغتون، ولاية نيو مكسيكو".

أخيراً، "على مدار قرن من الزّمان، وبينما تعيش أربع فتيات من حقب زمنيَّة مختلفة شبابهن في مزرعة ألمانيّة، تتشابك حياتهنّ حتى يبدو الزمن وكأنه يتلاشى. تجربة سينمائيّة آسرة من المخرجة الألمانية المبدعة ماشا شيلينسكي، تغمَّرنا في تجربة أنثوية عاشتها نساء على هامش التّاريخ". هذا كُلّ ما أوردته شركة "كي أم2" الفرنسية على موقعها الإلكتروني، بشأن الخط الدّرامي لفيلم "صوت السقوط" جديد صاحبة "فتاة اللون الأزرق الغامق" (2017) الذي تدور أحداثه في مقاطعة "ألتمارك"، وهي منطقة تاريخية في ولاية ساكسونيا أنهالت، غرب برلين وجنوب هامبورغ، وتغطي قصته وتفاصيلها حقباً متعددة من عشرينيات وأربعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وحتى عشرينيات القرن الحادي والعشرين، تنتقي لكُلّ عصر منها حكاية شابَّة واحدة، لتحيك بانوراما درامية شاسعة لأسرة واحدة مترابطة.

سينماتك في ـ  13 مايو 2025

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004