الذكاء الفنى للفنان عبد الحليم حافظ جعله يراهن على وجود عادل إمام فى مسلسله
الإذاعى «أرجوك لا تفهمنى بسرعة»، وقتها كان عادل إمام بدأ رحلة صعوده كنجم
كوميدي، وقام بأول بطولة له فى فيلم «البحث عن فضيحة»، ونجح على المسرح فى
«مدرسة المشاغبين» والتى بدأت فى 1971 وقلبت الموازين وكانت نقلة مهمة
لأبطالها.
وبالفعل أسند حليم دور «أحمد» صديق البطل لعادل إمام، فوجود الصديق الكوميدى هو
تيمة أساسية فى أعمال حليم، لضمان عدد أكبر من الجماهير، وهى المهمة التى أسندت
لسنوات طويلة إلى عبد السلام النابلسي، ثم فؤاد المهندس فيلم «معبودة
الجماهير»، بينما لم تتح الفرصة لعادل إمام إلا فى «أرجوك لا تفهمنى بسرعة» وهو
العمل الإذاعى الذى رغب حليم أن يعيد تقديمه فى فيلم سينمائي، لكن مرضه حال دون
تنفيذ الفكرة.
وجود اسم حليم إلى جانب عادل إمام والبطلة نجلاء فتحى ومشاركة ماجدة الخطيب
وعماد حمدى والمؤلف محمود عوض والمخرج محمد علوان كان يكفى للتأكد بأن العمل
سيحقق نجاحا غير مسبوق فى الإذاعة، لكن حالت الظروف وقتها دون ذلك، فقد أذيع
المسلسل وقتها فى أكتوبر 1973 على موجات إذاعة الشرق الأوسط، ثم لم يتم استكمال
حلقاته بسبب قيام حرب السادس من أكتوبر لذلك لم يلق النجاح المتوقع له، فكانت
أخبار الحرب هى الشغل الشاغل للجمهور.
لكن مع العرض مجددا فى صيف العام التالى حقق المسلسل نجاحا جماهيريا كبيرا خاصة
أنه العمل الإذاعى الأول والأخير لحليم، وكان يتضمن العديد من الأغنيات منها
«استعراض الطلبة» وهو دويتو غنائى جمعه بعادل إمام، وغنى عبد الحليم «بحلم
بيوم» «وماشى طريق».
فى تصريحات لعبد الحليم قال بأنه أحب التجربة كثيرًا وفكرة المسلسل التى تعتمد
على الصراع بين النفوذ والمال وبين المشاكل العاطفية التى تواجه الشباب، حيث
يضطر البطل وحبيبته لترك الجامعة والمسكن والهرب إلى مدينة الإسكندرية هربا من
شخصية صاحبة نفوز تحاول إيذاء البطلة.
المسلسل لم يكن الربط الوحيد بين حليم وعادل إمام، فقد جمعتهما صداقة وطيدة
وتبادلا الزيارات، كما كان حليم يحرص على حضور مسرح عادل إمام والاستمتاع به. |