الحديث عن السينما العمانية لا بد أن يبدأ بذكر الرعيل الأول من المخرجين
أمثال المخرج حاتم الطائي الذي أخرج فيلماً بعنوان (السقوط) ثم فيلماً آخر
بعنوان (الوردة الأخيرة) في العام 1989م، وكذلك المخرج محبوب موسى الذي
أخرج عدداً من الأفلام القصيرة، وأيضاً المخرج الناقد عبدالله حبيب الذي
أخرج عدداً من الأفلام الروائية القصيرة في بداية التسعينيات، منها
(الشاعر)، (حلم)، (رؤيا) و(هذا ليس غليوناً).
غير أنه يمكن اعتبار المخرج خالد الزدجالي صاحب أول فيلم روائي طويل في
تاريخ السينما العمانية. حيث قدم فيلماً بعنوان (البوم) عام 2006 م، كما
أخرج من قبل فيلمين مصورين بالنظام الرقمي هما (العرس) و(المناطحة)، وشارك
في إخراج عدة أفلام تسجيلية.. ومؤخراً أخرج فيلم بعنوان "أصيل".
ولا يفوت الإشارة على تجربة المخرج أحمد الحضري الذي أخرج عدداً من الأفلام
التسجيلية التي تناولت البيئة والطبيعة والتراث والحياة في سلطنة عمان،
وكذلك الحال مع المخرج سما عيسى. ومن المهم الوقوفعلى تجربة مال الله درويش
الذي أنجز مايقرب من 25 فيلما تسجيلياً من بينها أفلام فازت في مهرجانات
دولية.. كذلك المخرجين: يوسف البلوشي وعبدالله البطاشي ورقية الوضاحي وخالد
الكلباني ومازن حبيب.. وغيرهم.
ومن يتأمل الأفلام العمانية القصيرة المنتجة خلال السنوات الأخيرة يجدها
متفاوتة المستوى من حيث تناول الموضوعات والتقنيات وأساليب الإخراج. وإن
كان معظمها يتعرض لقضايا واقعية اجتماعية تندرج ضمن هموم الحياة اليومية،
بدأ من المشكلات المتعلقة بالحياة الأسرية وتفاعلاتها وظلالها المؤدية الى
نتائج مؤثرة في حياة الفرد والمجتمع.. بعض الأفلام تطرقت الى علاقات أفراد
العائلة بعضهم ببعض: الوالدين، الأبناء. ومنها المستجدات الطارئة على
الحياة العائلية ومتطلباتها المادية والنفسية والاجتماعية. منها كذلك ما
تداخل مع ما يتعرض له الآباء والأمهات من مواقف تربوية، أو تلك التي تمس
جوانب الطفولة أو التي تتناول العمق الثقافي والنفسي بين الزوجين.. الى غير
ذلك من الموضوعات التي تتصل بمشكلات الشباب والصبية من طلاب وطالبات
المدارس من النواحي السلوكية المتأثرة بالحياة العصرية.. فيما تناولت أفلام
أخرى قضايا المرأة بزوايا محلية مختلفة.
وبحسب طبيعة الأفلام القصيرة فهي تمس ولا تتوسع، تلمح ولا تفصل. تلتقط ولا
تسرد، لكن برغم ذلك فهي تقول الكثير.
****
إن الأفلام القصيرة العمانية ترسم، فيما ترسم، صورة عامة للمرأة العمانية،
وهي تتأرجح في نسبة كونها تقدم صورة شمولية تعم شرائح وفئات كثيرة من
الإناث.أو أنها تتعرض الى نسب مجتزئة. لكنها في العموم تكوّن صورة ما
للمرأة.. وما يهم هنا هو تتبعسمات هذه الصورة واختبار مكوناتها والوقوف على
أبعادهاـ ولو بشكل خاطف ـ حتى تتبين أطراف من ملامحها،فربما ساعد ذلك في
الفهم العام ومن ثم نحى الى تغذية مسيرة التنمية. لاسيما وتعتبر المرأة من
منظور ديموغرافي من أهم ركائز البناء الاجتماعي لأي مجتمع.
****
و لعل البدء بالأفلام التي تناولت المسائل المتعلقة بالتسلط الذكوري تتخذ
أهمية خاصة، لا سيما وتشير بعضها الى ظهور مثل هذه المشكلات، التي قد تكون
حادثة وواقعة على المرأة في بعض شرائح المجتمع، وهنا نتطرق أولاً لفيلم
"رفقاً بالقوارير" للمخرجة شروق الصبحي، فهو بهذا العنوان المقتبس من
الحديث الشريف يدعو الى توخ اللطف والرقة في التعامل مع النساء، خصوصاً من
قِبل الآباء والأخوان والأزواج.
الفيلم يصور في بيئة قروية أخ متسلط يفرض إرادته على أخته، وهي ترفض
وتحاول بالحوار والمنطق أن تثنيه عن تزويجها لابن عمها بالإكراه وتدافع عن
رغبتها في إكمال تعليمها.. وبالطبع سيدرك المشاهد أن قضية الفيلم ليست
جديدة على المجتمعات الخليجية والعربية، بل أنها طرحت في عشرات الأفلام
السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والتمثيليات الإذاعية، غير أن تناول
قضية التسلط الذكوري على الإناث في المجتمع العماني ـ وهو مجتمع متميز عن
جيرانه من دول الخليج في بعض النواحي، وربما تفوق في بعض الجوانب عن ما
تحقق في بلاد خليجية قريبة منه، ذلك يعطي الأمر أهمية خاصة، إذ يعمل كجرس
يعلن عن أهمية مراقبة هذا السلوك والتخلص منه.
في ذات اللحظة يلفت الى الدور المتعقل الذي تلعبه المرأة، فسلاحها في الرفض
هو النقاش والحوار بالمنطق. وليس سلاحها أو ردة فعلها كما يظهر في مجتمعات
أخرى كالهروب من المحيط العائلي والتمرد والعنف، وليس كما ظهر في مجتمعات
ثانية من جنوح الى الجريمة أو الانتحار أو البغاء أو الأعمالالدونية.. لهذا
يدرك مخرج الفيلم أن مجتمعه مجتمعاً محافظاً، ترسم حياته منظومة من
الأخلاقيات المشكّلة لصفات أبناءه وبناته الناحية الى الفضيلة والرشد.
وهكذا..فهناك ثلاثة محاور رئيسية:
أولها: أعراف المجتمع. حيث نجد الرجل المتسلط الذي يلزم المرأة بفعل قد
أقره المجتمع بدافع العادة والتقليد، حتى وإن كان الفعل مغلوطاً، نتيجة
للبطريركية الأبوية المترسخة. وهي تظهر هنا كعُرففي تزويج الفتاة منابن
عمها باعتباره الأحق بها.
وثانيها: الرجل المتسلط، الذي يكتسب صفته هذه من تراكمات التوريث
الاجتماعي.
وثالثها: المرأة الواعية بحقوقها والرافضة للتدخل في تقرير مصيرها.
وهذا يحيل الى تفهم الاتجاهات النظرية التي حاولت تفسير مثل هذه الصورة ـ
وهي صورة متكررة في المجتمعات الخليجية ـ والى كيفية تشكلها في ثقافة
المجتمع وذلك بين النظريات العلمية البيولوجية، والمقاربات النفسية، والرؤى
الاجتماعية. وربما تلتقي جميعها حول فرضية واحدة: هيأن النساء والرجال
يفترض أن يتصرفوا بطرق مختلفة تحددها الفوارق الجندرية المكتسبة.
إلا أن محور الجدل في المسألة التي قد يطرحها الفيلم تكاد تنحصر في سؤال
واحد يدور حول قيمة وحجم ما تمثله المرأة في المجتمع، وهي في الفيلم تحاول
إكمال تعليمها باعتباره المكون الحقيقي لقيمتها. إذ تتفاوت درجة القيمة
التي تبثها الثقافة والموروث العام مع التعليم.. ولهذا تقرر الصورة التي
تترائى في فيلم "رفقاً بالقوارير" بعد تحليلها بان التكوين الجندري ينشأ
نتيجة ّالأدوار التي يقوم بها كل من الجنسين وفق الحراك الاجتماعي والحضاري
من خلال القيم والدين في الطبقات المتعلمة.. وعليه فإنّ الأدوار الجندرية
تمت على أساس التصورات ونظم القيم السائدة عن كل من المرأة والرجل والناتجة
عن عملية التطبيع في الأسرة والمؤسسات المجتمعية الأخرى.
في فيلم "بيلوه" يقتنص مخرجه عامر الرواس بأسلوب رمزي وبإيحاء شعريا للحظة
المباغتة التي تدرك الفتاة عند وصولها الى سن البلوغ.. فالراوية في الفيلم
تتحدث في مونولوج داخلي عن لعبة الحياة والخطوط التي تنرسم دون إرادة منها،
لترسم لها مسارات حياتها.. الخطوط التي تنرسم بين بيتها والمكان الذي
إعتادت اللعب فيه.. لقد كبرت هذه الطفلة بمقدار يوم، وهذا اليوم جعل
صديقتها "زوينة" تكبر يوماً أيضاً.. لكن زوينة خرجت من اللعبة (لعبة
الطفولة) في تشبيه لها بلعبة "بيلوه" التي يلعبها الأطفال في الحارة، حيث
يتطاردون والخاسر هو المقبوض عليه الذي سيخرج من اللعبة.. فكأنما زوينة
خسرت وتم الإمساك بها. ودخلت في حيز آخر، ربما هو حيز الخاسرون (الكبار)
الذين لا يجدون حرية كافية في لعب أدوارهم.. لقد ارتدت زوينة العباءة
والخمار ولم تعد تشارك صديقتها اللعب في المكان الذي اعتادوه.
تهمس بيلوة: زوينة تقول مش كل الخطوط هي حدود للعبة اللي نلعبها، هناك فيه
حدود أوسع، بس نحتاج إلى وقت طويل حتى تضيق علينا..في هذه العبارات رمزية
بليغة للأدوار التي يتعين على المرأة لعبها، وهي تدرك أن هذه الأدوار تحتاج
الى وقت يغير المفاهيم والرؤى.
وهكذا فإنه تتجلى صورة عن الذهنية الأنثوية في طريقة تفكيرهن عن الفتيات في
مرحلة البلوغ، وهذه الصورة تؤكد بأن الفتاة في طور البلوغ يدور في دخيلتها
بأنها مقبلة على عالم مليء بالخطوط المرسومة التي تضبط حراكها وسلوكها
ووجودها.. هذه الصورة وإن كانت معنوية غير حسية تصب في المكون الثقافي
للمرأة.. فيما يشير سلوك ارتداء العباءة والنقاب الى خط من هذه الخطوط
المتخيلة، مع الأخذ في الاعتبار أن ثقافة النقاب آخذه في الزوال من المجتمع
المدني العماني، حسبما أعتقد، وهذا الأمر يدعو الى الدهشة، إذ يصور فيلم
آخر عنوانه "نقاب" للشابة مزنة المسافر معاناتها النفسية مع النقاب.فهي
تستعرض الأدوار التي يمكن أن تتمثلها في الحياة، لكنها تعترض على أن تخرج
الى الشارع بالنقاب. بل وتحتج قائلة "لا أحد يولد وعلى وجهه نقاب"..
والسؤال الذي ينطرح هنا: ما هي نسبة النساء العمانيات اللائي يعانين من
ارتداء النقاب؟.ثم هل يمثل إرتداء النقاب معاناة؟.. هل الأمر مرتبط بمطالبة
حقيقية للنساء القرويات؟. أم أن هناك بقايا تأثيرات للفكر الليبرالي التي
لا زالت تظهر على سبيل التظاهرالإدعائي؟، بما يعني أنه الفكر الأكثر
تحضراً، حتى وإن كان تغريبياً.. هل هذا التفسير يمس الحقيقية؟ بمعنى: هل
الفيلم يمس هماً حقيقياً تعانيه المرأة العمانية؟..
إذن يمكننا القول بأن الفيلمان (بيلوة ونقاب) رافدان يجريان في واد واحد،
متشابهان في عمقهما، بشكل أو بآخر،لكنهما متباعد في مسارهما وطرحهما.. ولا
بد من التنويه عن جمالية الصورة، وروعةالتصوير في فيلم "بيلوة"، فثمةحرفية
متمكنة تقود حركة الكاميرا،وتستثمر الجمال المكاني والبيئي.
وهذا الأمر يتكرر في فيلم "نقصة" بإخراجه المشترك لشبيب الحبسي ومحمد
الحارثي. إذ يستعرض المخرجان جمالية المكان بمغازلة قلعة "نخلة" وإطلالتها
البديعة على مزارع النخيل وبيوت البلدة المحيطة بها.. فمن خلال التجول مع
حارس القلعة أو سادنها (الممثل صالح المقيمي) الذي يقطن في غرفة أو نقصة في
القلعة ويجد نفسه منساقاً لذكرياته وهو طفلاً، يقف المشاهد معه على صوت أمه
وهي توبخه، وكذلك يسمع صوت والده يكيل له مجموعة من الأوامر والنواهي
الثقيلة التي شكلت تربيته وبالتالي شكلت شخصيته المأزومة، وجعلته يواجه
أزمة نفسية مؤرقة تصاعدت الى أنفرضتعليه والدته الزواج من بنت عمه.
هنا تتجلى إشكالية تمس سلوكيات التربية التي ينتهجها الوالدان وفق العادات
والمقررات الإجتماعية، فهي تلغي حق الرجل في تحديد الاختيارات التي يتمناها
وخصوصاً في مسألة الزواج.. وفي هذا تبرز قضية تربوية لها صلة وثيقة بدور
المرأة بصفتها الأم المربية التي تمارس في أسلوب تنشئتها لأبناها تعليمات
مستقاة من المفاهيم الموروثة.. وكما رأينا في فيلم "رفقاً بالقوارير"
ملمحاً ذكورياً من خلال الأخ الذي يفرض على أخته الزواج من ابن عمها، نشاهد
في "نقصة" الأم التي تمارس دوراً متماهياً مع الذكورية، فهذا الشاب واقع
تحت تأثير ذات المفاهيم التي ترفضها الأجيال الناهضة. وفي ذلك كله تتجسد
صورة المرأة المذعنة لإرادة هذه العادات، بل والمنفذة لأجندتها.
إن الذكورية، كما يقرر علماء الاجتماع، مجموعة من الأفعال يقوم بها الذكور
والإناث على حد سواء. وهي النقيصة التي تحاول كثيراً من المجتمعات المدنية
في مختلف الدول الخليجية والعربية التخلص منها.
****
لكن التجريب في الأفلام القصيرة العمانية يتخذ منحىً آخر عن الواقعية
الاجتماعية، إذ يتلبس فيلم "غني لي يادمية" للمخرج عيسى الصبحي قالباً
شعرياً، متخذاً من جماليات المكان والإيقاع والمؤثر الصوتي والحركة تشكيلاً
سينمائياً زاخراًبالمتعة البصرية.فالصورة وآلية تحريك الكاميرا
واختياراتزواياها تبرز لغة بصرية أخاذة، ساندها المونتاج الموفق في
انسيابية تتابع المشاهد بغير تقطيع مخل. بل وزاد من تجويد الفيلم ذلك
الإيحاء الحاث على التأمل العميق.. وإن جاءت المؤثرات الصوتية منسجمة في
الدقائق الأولى لكنها تراخت في المشاهد الأخيرة إذ تم اختيار موسيقى لا
تلائم الموضوع ولا تتماشى مع الحالة الوجدانية التي يبثها الفيلم.
"غني لي يادمية"، يصور طفل وحيد في واحة جبلية خضراء، تأخذه الصدفة ليشاهد
طفلة تلهو بدميتها وهي على ظهر عربة كارَو يقودها والدها.. تسقط الدمية من
الطفلة دون أن تشعر، فيأتي الطفل ليلتقطها، ويذهب الى والديه اللذان يكونان
في حالة شجار، وهنا يقف المشاهد على حالة الطفل، فهو يعيش بين والدين غير
متفقين، مما يسبب له حالة نفسية حزينة. تنهمر دموعه، ويتألم لهذا الوضع..
لكنه ربما وجد في الدمية ما يعزّيه، أخذ يلعب معها وفي مخيلته الطفلة
صاحبتها، ربما تخيلها رفيقة له تؤنس وحدته، وتعوّضه عن حالة فقدان الحنان
الذي يعيشه بين أب وأم متصارعين.. حاول إعادة الدمية الى صاحبتها وعندما
فشل أخذها وربطها من عنقها على قارعة الطريق التي تعبرها الطفلة مع
والدها.. هل هو علقها أم شنقها ؟. ينتهي الفيلم على هذه اللقطة المفتوحة.
لكن فيلم "براءة" يصحب المشاهد الى ضفة أخرى من الموضوعات التي تطرقها
السينما العمانية، فهو يتداخل مع قضية تمثل خطورة في أي مجتمع تظهر فيه،
ألا وهي قضية استغلال الطفولة المشردة والتسول المقنع.. وبالطبع فإن الأمر
ـ في بعض جوانبه ـ متصل بالحياة الأسرية والترابط الأسري والمؤسسة الزوجية
والتربية والفقر ودور الحكومات والمؤسسات المدنية، بل والعديد من الزوايا
المتعلقة بهذه القضية المزعجة.. مخرج الفيلمجاسم البطاشييصحب المشاهد في
رحلة مع الطفلة براءة بائعة البخور ورفيقتها ورفيقها ممن يعملون تحت إمرة
أحد المنتفعينبتشغيلهم كباعة متجولين في الشوارع وعند إشارات المرور.. تغفو
براءة لحظات على الرصيف، فترى حلماً يصور لها حياتها المشتهاة: تسير في
جنان وحدائق مرتدية ملابس زاهية والسعادة تغمرها.. تصحو من غفوتها لتواجه
واقعها المرير..وعندما يحين وقت رحيل الباعة الصغار وتأتي سيارة القائم على
تشغيلهم، فيذهب الجميع معه وتتخلف براءة بسبب ذهابها لشراء عشاء لوالدتها..
تجد براءة نفسها وحيدة فتقرر الاستمتاع بمسائها، وتذهب الى مدينة الألعاب
وتمارس الألعاب التي طالما حلمت بها، تخرج من مدينة الألعاب وتتجول في
الطرقات منتشية بالحرية وبليل المدينة. لكنها تتعرض لهجوم متعاطي المخدرات
فيفتكون بها وبتركونها جثة هامدة.. في هذا كله سنذعن للمعنى الإيجابي
فيمقولة نابليون بونابارت: فتش عن المرأة/Cherchezla femme
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تم طرح الورقة ضمن فعاليات ندوة "النسوية في عمان" التي نظمها النادي
الثقافي بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمعرض الكتاب بمسقط بتاريخ 4 مارس
2013م.
سينماتك
في 1 مايو 2013 |