طلبت زينات صدقي من إبراهيم السائق أن يعود إلى الخلف ويوقف
السيارة، لتنزل بسرعة وتوقف إحدى السيدات التي تمشي في الشارع وهي لا تكاد
تصدق عينيها، إنها صديقة العمر.
التقت زينات صدقي بصديقة عمرها خيرية صدقي فلم تصدق عينيها:
*
خيرية صدقي؟! معقولة!
=
مين زينا... قصدي الفنانة الكبيرة زينات صدقي.
*
اخص عليك. فنانة كبيرة إيه وكلام فاضي إيه... مهما كبرت
أكبر عليك يا خيرية. دا أنت أختي... حتى بالأمارة أنا شايلة اسم أبوكي عشان
تعرفي إننا أخوات... تعالي اركبي... اركبي.
=
أروح فين بس... شكلها عربية الشغل بلاش أعطلك.
*
تعطليني... دا أنت غلبتيني.
=
أنا!!
*
أيوا... أنت ما تعرفيش أنا تعبت إزاي من اللف والدوران
عليك. رحت لك البيت القديم ورحت إسكندرية... وناس قالولي على سكنك الجديد
في المنيرة.
=
ما أنا سبته... وسكنت هنا في عابدين.
*
بس أنت سافرتي ورجعتي وسافرتي ورجعتي وغيرتي بيتك... لكن
أنا بيتي زي ما هو... كان الواجب تجيلي.
=
بيني وبيك خفت.
*
خفتي!! من إيه؟
=
زينات صدقي صاحبتي كنا زي بعض أنا وهي... من توب بعض. لكن
لما رجعت آخر مرة من الشام لقيت الدنيا كلها بتتكلم عن زينات صدقي النجمة
الكبيرة. حتى أفلامك كنت بشوفها هناك في الشام... فقلت لنفسي هتروحي فين يا
بت يا خيرية... صاحبتك اللي كنت تعرفيها... ما بقاش لها وجود دلوقت أكيد
بقت زينات هانم النجمة... فوفرت على نفسي الإحراج وخدتها من قصيرها وفضلت
بعيد.
*
أخص عليك... بعد العمر دا كله ما تعرفيش مين هي زينب.
=
يااااه... بقالي كتير ما سمعتش الاسم دا.
*
وأنت بتعملي إيه دلوقت يا خيرية؟
=
أنا بطلت رقص... واتجوزت ودلوقت معايا تلات عيال.
*
معقول... أنت يا خيرية اللي كنت مقاطعة الجواز.
=
الأيام جريت ولقيت نفسي لوحدي... لقيت هو دا اللي فاضل.
بكت زينات طويلاً بسبب كلام خيرية، ليس لحالها فحسب ولكن
لأنها ذكرتها بحالها، وإنها مهما صنعت من فن ومجد، فسيأتي يوم وتبقى
بمفردها وحيدة.
منذ ذلك اليوم قررت زينات أن تضع راتباً شهرياً لخيرية
يعينها على الحياة. ولم تكن تفعل ذلك مع صديقة عمرها فحسب، بل كانت يداها
تمتدان بالخير لكثيرين غيرها، وكلما فعلت زادها الله من فضله الكثير، لدرجة
أنها لم تعد تستطيع أن تلاحق ما يعرض عليها من أفلام، بل وصل الأمر بها إلى
الاختفاء بعيداً عن أنظار المنتجين كي لا تضطر إلى توقيع عقود جديدة قد لا
تستطيع أن تفي بها، فقد بلغ عدد الأفلام التي وقعت عقودها خلال عام 1954 23
فيلماً، بمعدل فيلمين في الشهر تقريباً، وهو رقم قياسي لم يصل إليه أي من
نجوم أو فناني السينما العربية، باستثناء منافسها التقليدي إسماعيل ياسين
الذي وقع في العام نفسه أيضاً 21 فيلماً، شارك الاثنان بالتمثيل معاً في
أغلبها.
قدما معاً فيلم «الآنسة حنفي»، قصة وسيناريو جليل البنداري
وحواره، وإخراج فطين عبد الوهاب، وشاركهما كل من ماجدة وعبد الفتاح القصري
وعمر الحريري ورياض القصبجي وسليمان نجيب الذي ظهر في الفيلم بشخصية رجل
دفع مبلغ عشرة آلاف جنيه للحصول على «البكوية» في العهد الملكي، ولحظه
العاثر قامت ثورة 23 يوليو، ونسي أن يأخذ إيصالاً على من دفع له النقود،
فبدا الدور كأنه يسخر ممن حصلوا على البكوية في العهد الملكي، وكان هو نفسه
سليمان نجيب أول من حصل عليها، فظل جميع من في الفيلم يرددون له: لو كنت
خدت الوصل.
قدما معاً أيضاً (زينات وإسماعيل) فيلم «الستات ما يعرفوش
يكدبوا» قصة وسيناريو بديع خيري وحواره، وإخراج محمد عبد الجواد، شاركهما
البطولة كل من شادية وشكري سرحان واستيفان روستي والوجه الجديد هند رستم.
كذلك قدما فيلم «بنات حواء» قصة أبو السعود الإبياري وحواره، سيناريو نيازي
مصطفى وإخراجه، وشاركهما كل من محمد فوزي ومديحة يسري وشادية ومحمد رضا. ثم
قدما فيلم «عفريتة إسماعيل ياسين» قصة وسيناريو أبو السعود الإبياري
وحواره، وإخراج حسن الصيفي، وشاركهما البطولة كل من ماري منيب ومحمد كمال
المصري (شرفنطح) وفردوس محمد وفريد شوقي وسراج منير والراقصة كيتي.
الثنائي
إذا كان إسماعيل هو الفنان الأول في مصر الذي يشكل مع زينات
ثنائياً ناجحاً على شاشة السينما، ليس لتوافقهما على الشاشة فحسب، لكن
أيضاً لعدد الأفلام الكبير الذي يشتركان فيه معاً، فإن ثمة فنانين آخرين
يجدون معها انسجاماً كبيراً، مثل حسن فايق الذي لم ينكر أبداً تفاؤله
بزينات صديقي، وزاد التفاؤل عندما بشرته يوماً بأنه سيقدم البطولة المطلقة
عندما أبدى لها ذلك بأمنيته بأن يقدم رواية الريحاني «حسن ومرقص وكوهين»
فكانت أول من رشحها لمشاركته البطولة عندما تحققت النبوءة:
=
حسن ومرقص وكوهين... فاكرة؟ فاكرة يا زينات؟
*
فاكر أنت مين اللي اتنبأ لك بأنك هتعمل الفيلم دا.
=
طبعاً... علشان كدا طول عمري بقول إني بتفاءل بيكي... بس
تعرفي على أد كدا أنا مرعوب.
*
من إيه؟
=
من الريحاني.
*
الريحاني الله يرحمه ويرحم أيامه.
=
بس لسه عايش جوه الناس... الناس شافت الريحاني وهو بيمثل
الرواية دي ولسه فاكرينه وأكيد هيقارنوني بيه.
*
أنا الدنيا علمتني إن اللي يخاف عمره ما هيعمل حاجة...
اتوكل على الله وخليك حسن فايق مش نجيب الريحاني وأنت تنجح.
وضع حسن فايق نصيحة زينات نصب عينيه، وقدم «حسن ومرقص
وكوهين» عن قصة نجيب الريحاني وبديع خيري وحوارهما، سيناريو فؤاد الجزايرلي
وإخراجه، وشارك حسن وزينات بطولة الفيلم محمد كمال المصري (شرفنطح) وعبد
الفتاح القصري واستيفان روستي ونجوى سالم وعايدة عثمان.
بعدها اختارهما المخرج حسين فوزي (حسن فايق وزينات صدقي)
ليشاركا زوجته نعيمة عاكف فيلم «نور عيوني» عن قصة زهير بكير وحواره،
سيناريو حسين فوزي وإخراجه، وشاركهما البطولة المطرب كارم محمود. ثم
اختارهما أيضاً المخرج نيازي مصطفى ليشاركا هدى سلطان والمطرب عبد العزيز
محمود في فيلم «تاكسي الغرام» قصة وسيناريو وحوار أبو السعود الإبياري.
تجربة البطولة المطلقة لحسن فايق شجعت كثيرين على خوض
التجربة ففكر السيد بدير في أن يجرب نفسه في البطولة المطلقة فقدم مع
الفنان عمر الجيزاوي فيلم «فالح ومحتاس» وأشركا معهما في البطولة فاكهة
السينما المصرية زينات صدقي، ومعها ماري منيب وسميحة توفيق ومحمود شكوكو
وشريفة ماهر، قصة وسيناريو جمال حمدي وحواره، إخراج إسماعيل حسن.
وعلى رغم أن الدور الذي عرض عليها في فيلم «أربع بنات
وضابط» لم يكن بحجم الأدوار التي تقدمها في هذه الفترة، سواء المشاركة في
البطولة أو الأدوار الثانية، فإنها لم تستطع أن ترفض طلباً للفنان أنور
وجدي، الذي كان له الكثير من الأفضال عليها في سنواتها الأولى، فقدمت دورها
في الفيلم أمام نعيمة عاكف وأمينة رزق وعبد الوارث عسر ونجمة إبراهيم ووداد
حمدي والشقيقتين رجاء وعواطف يوسف، مع الطفلة المعجزة الجديدة «لبلبة»،
ابنة خالة المعجزة الأولى «فيروز».
قدمت بعد ذلك فيلم «ضحايا الإقطاع» تأليف مصطفى كمال البدري
وإخراجه، مع محمد الديب محمد توفيق، وكانت البطولة مشتركة بينها وبين سميحة
توفيق، حول استغلال الفلاحين قبل قيام ثورة يوليو، وقيام أحد الإقطاعيين في
قرية من القرى بسرقة ميراث شاب من شباب القرية، ومع بداية الثورة يتم القبض
على الثرى ويأمر رجال الثورة بإعادة ميراث الشاب له، ويتم تنفيذ مشروع
الإصلاح الزراعي في القرية بتحديد ملكية كل فرد بها، يستفيد الفلاحون ويأخذ
كل فرد حقه.
أحزان الربيع
ألح الفنان سليمان نجيب على زينات أن تشارك معه في فيلم
جديد، غير أنها طلبت فرصة تبتعد فيها إلى حين التئام الجرح. لكن أمام
إصراره الغريب وافقت على الخروج من أزمتها والمشاركة في فيلم {علشان عيونك}
قصة وسيناريو إبراهيم الورداني وحواره، إخراج أحمد بدر خان. ولم تكن تعرف
أنه الفيلم الأخير لها مع سليمان نجيب، فما إن انتهى من تصويره في نوفمبر
1954، حتى شرع في تصوير فيلم آخر بعنوان {أحلام الربيع} غير أنه لم يكمله،
ليرحل في 18 يناير 1955.
حاول سليمان نجيب أن يخرجها من جراحها، فأوقعها في جرح
أعمق، جرح ترك أثراً كبيراً عليها، بفقدها الصديق والأخ والأب سليمان نجيب.
وجدت زينات أن أفضل وسيلة للخروج من أحزانها ترك الأحزان
والذهاب إلى الأفراح وعدم انتظار وصولها، فوافقت على زواج ابنة شقيقتها
نادرة من مصطفى، الشاب الذي ارتبطت معه بقصة حب توجتها زينات بزواجهما،
بشرط أن يعيشا معها في شقتها، ويظلا بها مهما امتلأت عليهما بالأولاد.
مع بداية عام 1955، عادت زينات لتكون القاسم المشترك الأعظم
في الأفلام التي يقدمها إسماعيل ياسين، فقدمت معه {إسماعيل ياسين في
البوليس}، قصة السيد بدير وحواره، سيناريو فطين عبد الوهاب وإخراجه، فقد
وافقت للمرة الأولى على أن تجسد دور الأم لفنانة كبيرة، فقامت بدور أم
شريفة ماهر التي يحبها إسماعيل ياسين، وشاركهم في الفيلم رشدي أباظة وحسن
البارودي وحسن أتله، وفي الفيلم التالي «صاحبة العصمة» قدمت دور زوجته، قصة
أبو السعود الإبياري وحواره، سيناريو حسن الصيفي وإخراجه، وشاركهما البطولة
كل من تحية كاريوكا وحسن فايق وإسماعيل والمليجي، و{فرقة ساعة لقلبك»
الإذاعية التي بدأ نجاحها ينتقل إلى السينما عبر مشاركة أعضائها في كثير من
الأفلام السينمائية، من بينهم فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وخيرية أحمد
ويوسف عوف والخواجة بيجو (فؤاد راتب) وأبو لمعة (محمد أحمد المصري) والمعلم
شكل (محمد يوسف) وغيرهم.
وبفريق فيلم «صاحبة العصمة» نفسه مع إسماعيل ياسين وتحية
كاريوكا ومعهم حسن فايق وحسن أتله و»الدكتور شديد» من أعضاء فرقة «ساعة
لقلبك»، قدمت فيلم «الست نواعم» وهو الفيلم المعكوس لفيلم «الآنسة حنفي».
فيه يبدأ إسماعيل ياسين كسيدة تتحول إلى رجل، عن قصة وسيناريو أبو السعود
الإبياري وحواره، إخراج يوسف معلوف، لتعود بعده لتجسد دور حماته في فيلم
«إسماعيل ياسين في حديقة الحيوان»، حيث أدت دور خالة حبيبته التي تجسد
دورها آمال فريد، ومعهم حسن فايق وعبد الفتاح القصري وعمر الحريري ونزهة
يونس (خالة الفنانة إسعاد يونس)، قصة عبد الشافي محمد، سيناريو أبو السعود
الإبياري وحواره، وإخراج سيف الدين شكوت.
جسدت زينات دور الحماة نفسه في فيلم «إسماعيل في الأسطول»
لتكون أم زهرة العلا، وزوجة الفنان عبد الوارث عسر، ومعهم محمود المليجي
وأحمد رمزي وعبد المنعم إبراهيم ورياض القصبجي، قصة وسيناريو حسن توفيق
وحواره، وإخراج فطين عبد الوهاب. بعده جسدت دور الأم مع الفنانة شادية في
فيلم «أنت حبيبي» مع المخرج يوسف شاهين، قصة وسيناريو أبو السعود الإبياري
وحواره، وشاركهما البطولة عبد السلام النابلسي وسراج منير وهند رستم وميمي
شكيب وعبد المنعم إبراهيم.
لم يكن يشغل بال زينات شكل الشخصية أو طبيعتها أو سنها، ما
يشغلها كان فقط هو كيف ستقدمها على الشاشة وتخدم بها أحداث الفيلم، الأمر
الذي يجعلها تقدم اليوم شخصية فتاة تقع في الحب، وغداً فتاة عزباء، وبعده
أم لممثلة قريبة منها في السن، ثم حماة لممثل في مثل عمرها أو أكبر منها،
وفي الأسبوع نفسه، وأحياناً اليوم ذاته تدخل بلاتوه آخر لتجسد أمامه دور
زوجته أو حبيبته.
مسرح وسينما
بعد أدوار الحماة أمام إسماعيل ياسين دخلت البلاتوه لتصور
أمامه دور العانس التي تقع في حبه في فيلم «ابن حميدو» البطولة الرباعية
بينها وإسماعيل، وأحمد رمزي وهند رستم، ومعهم عبد الفتاح القصري وتوفيق
الدقن ونعمت مختار ونيللي مظلوم ورياض القصبجي وحسن حامد وسعاد أحمد، قصة
وسيناريو عباس كامل وحواره، إخراج فطين عبد الوهاب.
كذلك جسدت دور العانس التي تسعى إلى الزواج منه أيضاً في
«إسماعيل ياسين طرزان» قصة وسيناريو وحوار أبو السعود الإبياري، إخراج
نيازي مصطفى، والذي تظهر فيه الفنانة فيروز شابة تقع في غرام إسماعيل
ياسين، بعدما كانت قد ظهرت أمامه طفلة في أفلام أنور وجدي، ومعهم عبد
السلام النابلسي واستيفان روستي وحسن فايق وميمي شكيب والمطرب السوداني
إبراهيم عوض.
وعادت مجدداً لتقدم دور حماته {أم طعمه} أو الفنانة هند
رستم في فيلم {إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين} قصة عبد الفتاح السيد،
سيناريو عباس كامل وحواره، إخراج رؤوف كامل، ومعهم عبد الفتاح القصري ورياض
القصبجي وعبد الغني قمر وعبد المنعم إبراهيم.
ثم قدمت دور الفتاة التي تقف أمامه بندية في العمل من خلال
فيلم {الكمساريات الفاتنات» قصة وسيناريو عباس كامل وحواره، إخراج حسن
الصيفي. وفيما هما يعملان معا في الفيلم، وجدت إسماعيل يطلب الجلوس معها
بعد انتهاء التصوير:
*
خير يا سمعة... فيه حاجة مش عاجباك في الشغل.
=
لا بالعكس. الشغل رائع... وأنت أروع.
*
ربنا يخليك.
=
أنا بس كنت عايز أقولك إني عايزك معايا.
*
أنا معاك أهو. الحمد لله الحمد لله... النهاردة الخميس خمسة
وخميسة... مش مبطلين شغل.
=
لا أنا عايزك معايا في المسرح. هعمل فرقة مسرحية أنا وأبو
السعود الإبياري. بس هاتكون إن شاء الله أكبر فرقة مسرحية في مصر... لا في
الشرق كله.
لم تتمالك زينات نفسها وزغردت فالتف حولهما جميع من في
المسرح ليهنئوهما معاً.
(البقية
في الحلقة المقبلة)
الحب الأول... والأخير
نجحت زينات صدقي في الفيلم نجاحاً لم تتوقعه هي نفسها، حتى
إنها أصبحت حديث الصحف والمجلات والبرامج الإذاعية، فلفتت الأنظار بقوة،
ليس على المستوى الفني فحسب، بل أيضاً على المستوى الإنساني. بدأ كثيرون من
أبناء العائلات والطبقة الراقية يتوددون إليها، ويعرضون عليها الارتباط،
خصوصاً أنها لا تزال في ريعان الشباب، فقد كانت في 32 من عمرها. حتى شعرت
فجأة بأن قلبها يدق للمرة الأولى... نعم طرق الحب بابها ولم تصدق نفسها أنه
قد حدث، فحرصت على ألا تخبر أحداً بأمر هذا الحب، ولا حتى أعز صديقاتها
خيرية التي تجددت علاقتهما، وكانت تلتقي بها من آن إلى آخر، غير أنها لم
تستطع أن تخفي الأمر عن أعز الناس... والدتها:
=
إيه بتقولي إيه... يا ألف نهار أبيض.
*
ألف نهار أبيض على إيه بس. هو لسه حصل حاجة... بقولك مجرد
كلام.
=
ماهو الكلام بيجيب كلام... وزي ما بتقولوا في الأفلام نظرة
وابتسامة فجوازة.
*
جوازة... على طول كدا. دا اسمها نظرة بابتسامة فموعد
فلقاء... ويا عالم بعد اللقاء يحصل اتفاق ولا لأ... وأحنا دلوقت في مرحلة
الموعد لسه.
=
بس اللي بتقوليه عنه ما يقولش إنه راجل لعبي.
*
لا دا كل مشكلته أنه جد الجد... ما تنسيش أنه راجل عسكري.
واحد من الظباط اللي ساهموا في الثورة.
=
يعني من اللي بيقولوا عنهم الظباط الأحرار.
*
مش بالظبط كدا... بس هو واحد من اللي حواليهم.
فعلاً تقدم لها «حضرة الصاغ» كما كانت تناديه (لم تشأ أن
تذكر اسمه) فوافقت فوراً، ليس إرضاء لوالدتها، بل لأنها شعرت بالحب للمرة
الأولى في حياتها، وسافر العروسان إلى الإسكندرية لقضاء شهر العسل، غير أن
كثرة ارتباطات زينات الفنية لم تتح لها أن يكون شهر العسل أكثر من أسبوع،
عادا بعده العروسان لتبدأ فوراً المشاكل، فالفنانة يمكن أن تعمل في ثلاثة
أو أربعة أفلام في اليوم، ما يعني أنها يمكن أن تعود إلى البيت في ساعة
متأخرة، بل وتعود منهكة تحتاج إلى النوم والراحة، وهو ما يتعارض بشدة مع
الحياة العسكرية والانضباط اللذين يستوجبان النوم مبكراً والاستيقاظ
مبكراً، وكل شيء بنظام ومواعيد، ما جعل الصدام يحدث مبكراً، فكان لا بد من
وقفة حاسمة من الزوج:
*
بس أحنا ما اتفقناش على كدا؟
=
أمال اتفقنا إنك تقضي اليوم كله بره وترجعي بعد نص الليل...
تنامي وتقومي كأننا زباين في لوكاندة مانعرفش بعض.
*
دي ظروف استثنائية. علشان عندي زحمة شغل اليومين دول.
=
اليومين دول ما بيخلصوش. ودي مهزلة لازم تنتهي فوراً.
لم يستمر زواج «الصاغ» بالفنانة أكثر من ثلاثة أشهر، ووقع
بينهما الطلاق بعدما وضع الحياة بينهما في كفة والفن في كفة أخرى، فاختارت
زينات الفن، ليس كرهاً في استمرار الحياة بينهما، بل لأنه تزوجها وهو يعرف
أنها فنانة ولن تستغني عن فنها.
عاشت زينات فترة حزينة على الحب الذي ضاع، فكم تمنت أن
تستمر هذه الزيجة، لإحساسها بالحب للمرة الأولى في حياتها... غير أنها لم
تستطع أن تضحي بفنها.
الجريدة الكويتية في
06/08/2013 |