رغم أنه لم يكن يخطط للظهور على شاشة رمضان بعملين، فإن عرض مسلسله
“مكتوب على الجبين” المؤجل من العام الماضي مع مسلسله الجديد “تلك الليلة”،
جعله نجماً مرتين هذا العام، لكنه يؤكد أنه مطمئن ولا يشعر بقلق من وجوده
بمسلسلين في آن . . إنه الفنان حسين فهمي الذي يؤكد أنه رفض إقحام الثورة
في مسلسله “تلك الليلة” ويتحدث عن رسالة العمل التي تنسجم مع أفكار الثورة
وحقيقة رفضه تخفيض أجره وتدخله في اختيار أبطال أعماله وقصة تجنيده في
“إسرائيل” وما تردد عن اتهامه بالتورط في أزمة شريط سعاد حسني ومشكلته مع
مدينة الإنتاج الإعلامي وعودته للسينما وغيرها من الاعترافات في حوارنا معه
.
·
تقدم دور رجل أعمال في مسلسل
“تلك الليلة” ألا تخشى عدم تعاطف الجمهور معك في ظل قضايا الفساد الكثيرة
لرجال الأعمال المصريين؟
- مثلما هناك رجال أعمال فاسدون هناك رجال أعمال
شرفاء وهذا هو النموذج الذي أقدمه في المسلسل، فأنا أجسد دور رجل أعمال عاش
في الخارج 25 عاماً لكنه يقرر العودة إلى بلده ليستثمر أمواله فيها فيجد
أمامه تغييرات كثيرة قد شهدها المجتمع وبعدها تقع جريمة قتل ويجد نفسه
متورطاً فيها، والمسلسل مليء بالتشويق والأحداث المثيرة التي أثق أنها تجعل
الجمهور في كل حلقة ينتظر الحلقة التالية بشغف .
·
هل تحمل أحداث المسلسل أي
إسقاطات على الثورة؟
- من البداية كنت واضحاً جداً في تلك النقطة لأن
أعمالاً درامية كثيرة تم تعديلها لإقحام أحداث الثورة عليها لكنني رفضت ذلك
تماماً، فالثورة أكبر من استغلالها في أي عمل فني لكن رسالة العمل نفسه
تنسجم مع مبادئ وأحداث الثورة لأنها موجهة إلى كل رجال الأعمال المغتربين
ليعودوا إلى بلدهم ويستثمروا أموالهم فيه .
·
هل تدخلت في اختيار أبطال
المسلسل؟
- طوال تاريخي احترم المخرجين الذين أعمل معهم
ولذلك لا أتدخل في اختيار الممثلين لأنه حق أصيل للمخرج إلا إذا قام هو
بطلب رأيي في اختيار ممثل ما، وعموماً المسلسل فيه مجموعة متميزة من
الفنانين والمخرج عادل الأعصر اختارهم بشكل جيد لأن كلاً منهم مناسب لدوره
.
·
ما حقيقة رفضك تخفيض أجرك؟
- بالعكس كنت أول من طالب الفنانين بتخفيض أجورهم
لأن الكل يعلم أن إنتاج وتسويق المسلسلات هذا العام كان عملية صعبة جداً
لمنتجين كثيرين، ولو رفضنا كنجوم تخفيض أجورنا فهذا معناه تراجع الإنتاج،
وبالتالي كلنا كنا سنخسر ولذلك لم أتردد في تخفيض أجري ومطالبة زملائي بنفس
الأمر، وأنا سعيد بمواقف الكثير من الذين أعلنوا قبولهم تخفيض أجورهم .
·
يعرض لك مسلسل آخر مؤجل من العام
الماضي هو “مكتوب على الجبين” هل ترى أن التأجيل أضره أم أفاده؟
- أرى أنه أفاده لأنه سمح له بالوجود في موسم
درامي أقل زحاماً مقارنة بالعام الماضي، وبالتالي هناك فرصة أفضل لمشاهدته،
لأن زحام الدراما في رمضان يظلم مسلسلات كثيرة، وأنا أطالب بفتح مواسم
جديدة أمام الدراما فلا يمكن أن نختصر الدراما المصرية كلها في شهر رمضان
فقط .
·
كيف ترى عرض عملين لك في نفس
الوقت؟
- طبعاً لم أخطط لذلك لكن ما يطمئنني أنه لا يوجد
أي تشابه بين العملين، وأن كلاً منهما يتناول موضوعاً مختلفاً تماماً، وعلى
مستوى الشخصيات أجسد في “مكتوب على الجبين” دوراً بعيداً عن دوري في “تلك
الليلة”، ليس فقط من حيث مضمون الدور ولكن على مستوى الشكل أيضا لأنني في
“تلك الليلة” رجل أعمال أما في “مكتوب على الجبين” فأنا الأب الذي يجبر
ابنته على الزواج من ابن عمها رغم أنها لا تحبه فتهرب، وتشاركني البطولة
دلال عبدالعزيز ومي سليم والعمل إخراج حسين عمارة .
·
ألم تخش من ترشيح مي سليم لدور
ابنتك وكل تجربتها في التمثيل فيلم واحد فقط؟
- أنا دائماً مع ضرورة وجود دم جديد في التمثيل
خاصة المواهب ومي سليم موهوبة ونجحت في فيلم “الديلر” مع أحمد السقا
واستعدت جيداً للدور وبذلت فيه مجهوداً كبيراً والجمهور هو من سيحكم عليها،
وإن كنت أتوقع أن يكون المسلسل نقلة مهمة لها وهي تضع قدميها على أول طريق
التمثيل .
·
لماذا تأجل مسلسل “الصفعة” الذي
كان من المفترض أن تلعب بطولته مع شريف منير؟
- تأجيله كان أفضل حتى لا يتم تصويره بتعجل يؤثر
في المستوى الذي نريده له في النهاية، خاصة أنه عمل ضخم ويحتاج لوقت طويل
للتصوير، كما يحتاج إلى إمكانات إنتاجية كبيرة والمسلسل مأخوذ من ملفات
المخابرات المصرية، حيث يروي إحدى البطولات الوطنية وأنا أجسد فيه دور مدرس
لغة فرنسية ولد بحي شعبي ويسافر إلى “إسرائيل” ويتورط في علاقات نسائية
عديدة فيتم تجنيده حتى يكتشفه ضابط مصري يجسد دوره شريف منير .
·
ما الذي حمسك لهذا العمل خاصة أن
شخصية البطل الرئيسي وهو الضابط المصري يلعبها شريف منير؟
- أنا لا أفكر بهذه الطريقة فلم يشغلني من هي
الشخصية الرئيسية لأن الدراما عمل جماعي ولا يوجد بها نجم أوحد، كما أن تلك
الأعمال الوطنية تحقق نجاحا كبيرا إذا ما تم تقديمها بشكل محترم، ورغم أن
الدراما ذاكرتها ضعيفة مقارنة بالسينما لكن تلك الأعمال تحديدا تظل خالدة
في تاريخ الدراما أكثر من الأعمال الاجتماعية .
·
إلى أين وصل خلافك مع مدينة
الإنتاج الإعلامي؟
- أولاً لا يوجد ما يلزمني بالعمل مع إنتاج مدينة
الإنتاج الإعلامي وحدها خاصة أن المدينة لم تقدرني بشكل يليق باسمي وتاريخي
أثناء تعاوني معهم في مسلسل “بابا نور” لدرجة أنني لم احصل على بقية
مستحقاتي بحجة أنني تعاونت مع شركة إنتاج أخرى في مسلسل “مكتوب على
الجبين”، وأنا مندهش لأن المسؤولين في مدينة الإنتاج تعاملوا معي وكأنني
حكر عليهم وحدهم .
·
مؤخرا أثيرت ضدك اتهامات خطيرة
بأنك قمت بحذف كلمات لسعاد حسني من الشريط الصوتي التي أرسلته لمهرجان
القاهرة السينمائي أيام رئاستك له فما ردك؟
- لا يوجد عندي ما أقوله سوى أن الشريط موجود
ويمكن بسهولة معرفة ما إذا كان قد تم حذف شيء منه أم لا فأنا أكبر بكثير من
أن أفعل هذا .
·
لكن تردد أنك تعرضت لضغوط من
مسؤولين بالنظام السابق لحذف تلك الكلمات التي كانت تحمل تلميحات ضدهم!
- لم أتعرض لأي ضغوط ولو كان هذا قد حدث لاستقلت
وقتها فورا .
·
متى يعود حسين فهمي للسينما؟
- لدي بالفعل فيلم مؤجل هو “لمح البصر” عن قصة
للأديب الكبير نجيب محفوظ وقد تأجل أكثر من مرة رغم عرضه في أكثر من مهرجان
سينمائي، وهو فيلم متميز ويشاركني بطولته الفنان الشاب أحمد حاتم، وتأتيني
عروض سينمائية لكنني لا أجد نفسي فيها فأعتذر عنها خاصة أنني اعتز برصيدي
السينمائي ولا يمكن أن اقبل أي عمل يسحب من هذا الرصيد لمجرد التواجد، خاصة
أنني أصبحت أجد نفسي في الدراما وفي أي وقت سأجد فيه فيلماً مناسباً سأقدمه
بلا تردد .
الخليج الإماراتية في
04/08/2011
استقى اسمه من أغنية لفيروز
"جفنات
العنب" حب وانتقام
الكويت - “الخليج”
يعتبر المسلسل الدرامي “جفنات العنب” من الأعمال الرمضانية التي تضم
مجموعة من النجوم الخليجيين وقد استقى اسمه من أغنية للسيدة فيروز .
المسلسل كتبه وأنتجه الكاتب حمد بدر، ويقوم ببطولته عبد العزيز المسلم
وهيفاء عادل وجاسم النبهان ومنصور المنصور ويعقوب عبدالله وشيماء علي ومشعل
الجاسر ومروة محمد وابتسام العطاوي وليلى السلمان وسلمى سالم وغدير صفر
ومشعل القملاس وحبيب غلوم وفواز حمد وفهد البناي وهاشم المرزوق وفاطمة
العبدالله، إخراج حسين الحليبي . وتدور الأحداث في 30 حلقة وتتخلله خطوط
رومانسية متعددة أبرزها الشخصيات التي يؤديها كل من يعقوب عبدالله وشيماء
علي، ويسلط الضوء على العلاقات الإنسانية في المجتمع، فهو بمنزلة دعوة للحب
بجميع أنواعه حيث سيظهر الأبطال وكل منهم لديه علاقة حب، كما يتناول مشكلة
الضعف الإنساني، ويبين لحظات الانفجار التي تترتب على هذا الضعف، كما
يتناول الكثير من الإشكالات على صعيد الواقع الاجتماعي بلغة احترافية عالية
.
الكاتب والمنتج حمد بدر تحدث عن العمل قائلاً: هو وجبة رومانسية
تتخللها خطوط اجتماعية نتعايش معها، ودعوة للحب وتقبل الطرف الآخر ونبذ
الكراهية والإحساس بالحقد على الآخرين، وفيه عدة خطوط ويرتكز على الخط
الرومانسي بكل ألوانه سواء الحب الطاهر والشريف أو علاقة الأبناء بآبائهم
والصداقة التي فقدت في الوقت الحالي ونادراً ما تجد الصديق وهي من المشكلات
الواضحة في المجتمع .
وعن اختيار اسم المسلسل قال بدر: “جفنات العنب” مأخوذ من أغنية لفيروز
كلماتها للأديب والشاعر جبران خليل جبران وهي تشبه شخصيات العمل والمقصود
بها الورق الذي يأتي فوق عنقود العنب ويعمل لها ساتراً ويحميها كنوع من
الرمزية .
المخرج حسين الحليبي تحدث عن جوانب الإخراج قائلاً: أهم ما يرتكز عليه
المخرج هو النص، فإذا كان ضعيفاً مهما أبدع المخرج لن يقدم العمل المتكامل
الذي يجذب الجمهور وينافس بشكل فعلي، و العمل الناجح هو المتكامل من جميع
النواحي ولذا من المهم أن تكتمل العناصر وتتمثل في النص عبر الكاتب وأسلوب
المخرج وأداء الممثلين وحرفيتهم وتقديم أسلوب غير تقليدي، كذلك في التقنيات
مثل الإضاءة والصوت وأدوات المخرج المستخدمة في العمل، والتي تساعده
الابتعاد عن الصورة التقليدية للمسلسلات الخليجية . وتابع الحليبي: لدي ثقة
بأننا نقدم عملاً متكاملاً ونتجه إلى أسلوب وشكل سينمائي في طريقة التصوير
وأداء الممثل وتسليط الإضاءة، وهو ما يتطلب جهداً، واستطاع الكادر الفني أن
يصل إلى جودة عالية في إنتاج هذا المسلسل، الذي استفزني كاتبه بشكل إيجابي
ويجب أن أكون على قدر المستوى .
الفنانة هيفاء عادل تعود بقوة بعد فترة انقطاع وتظهر في المسلسل بدور
الأم التي تتعرض للعقوق من أولادها لكنها تقرر أن ترسم لنفسها خطاً تعيش
عليه، وتعتبر الشخصية جديدة ومركبة وتمر بثلاث مراحل.
ويقدم الفنان جاسم النبهان شخصية الرجل الطيب والمتسامح والعفوي
ويمتلك خبرة كبيرة في الحياة، وبسبب عفويته يتعرض لمواقف وأزمات في حياته
وفي تعامله مع الناس الذين يحاولون استغلال طيبته .
الفنان القدير منصور المنصور يؤدي دور الكفيف ويحاول أن يبرهن للناس
أن مشاعره موجودة وليست مفقودة بينما تؤدي الفنانة ليلى السلمان شخصية
الزوجة التي تحافظ على أواصر العلاقة الزوجية وتخدم زوجها الذي أصبح كفيفاً
وتراعي مصالحه ومصالح أبنائها .
تشارك الفنانة مروة محمد بشخصية البنت الدلوعة والمغرورة بجمالها
وتتضايق عندما لا يعجب بها أحد، وهى سطحية فيما تشهد ابتسام العطاوي علاقة
حب من طرف واحد . أما الفنان يعقوب عبدالله فيطل علينا بدور العاشق والحبيب
ويظهر بشخصية بدر التي تسير في خط رومانسي وانتقام بنفس الوقت حيث تجمعه
قصة حب مع شيماء علي . وتشارك الفنانة سلمى سالم في خط مأساوي وتقوم بدور
أم لثلاثة أطفال تتعرض لحادث فتموت لتبدأ بعدها معاناة أطفالها الذين
يشكلون بعد وفاة أمهم خطأ آخر في العمل .
الخليج الإماراتية في
04/08/2011
على الوتر
مشاكل لا تنتهي
محمود حسونة
المشاكل التي تعترض طريق الأعمال الدرامية أضحت أمراً عادياً، حيث
تبدأ بمجرد الإعلان عنها وهي بعد مشروع لم يسطر القلم الجملة الأولى منه،
وتتواصل في مراحل إعداده وتصويره، ولا تنتهي عند عرضه .
البداية تكون عادة بين المؤلف والمنتج والمخرج عندما تتضارب الرؤى
بينهم لينتصر في النهاية رأس المال مقصياً ما لا يستجيب لرؤية المنتج
ومستبدلاً مؤلفاً بآخر أو منتجاً بغيره، وإذا كان المسلسل من نوع دراما
السير الذاتية، يحرص صناعه على نيل موافقة ذوي صاحب السيرة، قد تنشب مشاكل
ونزاعات بسبب مشهد أو مشاهد مرغوب فيها من طرف وغير مرغوب فيها من طرف آخر
.
وقبل أن يبدأ التصوير تنتقل الصراعات إلى صفوف المرشحين للبطولة
وترتكز المناقشات حول تكبير هذا الدور أو تصغير ذاك، واستبعاد ممثل أو
ممثلة لمصلحة غيره أو غيرها، وهي أمور لا يفلت منها لا مسلسل تلفزيوني ولا
فيلم سينمائي ولا عرض مسرحي سواء في الشرق أو الغرب .
وقبل أن يبدأ العرض وتتسرب بعض ملامح العمل إلى الجمهور من خلال
المشاهد الدعائية تبدأ مرحلة جديدة من المشاكل وهي التي عايشناها قبل بداية
رمضان مثل تلك التي أثارها مسلسل “الحسن والحسين ومعاوية” واستغرب تأخر
إعلان الموقف منه، وخصوصاً أن محور أحداثه معروف منذ 1400 سنة، وكان يجب
الوقوف ضده بمجرد الإعلان عنه .
أيضاً أثار مسلسل حنان ترك “نونة المأذونة” مشكلة عندما شاهدها الناس
في الإعلان عنه ترتدي زياً أزهرياً، وهو ما أثار رجال الأزهر والغيورين على
هذه المؤسسة العظيمة من الشباب والكبار، وبعضهم عبر عن ذلك إلكترونياً في
حين تطوع أحد المحامين لإقامة دعوى قضائية لوقف المسلسل، وكان لدى حنان ترك
من الذكاء ما دفعها لأن تعتذر عن هذا “الخطأ غير المقصود” قائلة “أنا مين
علشان أسيء للأزهر، وعندما علمت باستياء رجال الأزهر زعلت من نفسي قوي،
وبقيت مكسوفة وفي نصف هدومي، وعلى الفور طلبت موعداً من المفتي لأثبت حسن
نيتي وأعلنت أن المشهد محل الأزمة قد تم حذفه” .
ورغم نيل صناع مسلسل الشحرورة موافقة الفنانة صباح على كل تفاصيله،
إلا أنه لم ينج من المشاكل حيث رفعت المخرجة ريما الرحباني ابنة الفنانة
الكبيرة فيروز والراحل العظيم عاصي الرحباني دعوى قضائية ضد العمل بسبب
تطرقه إلى حياة والديها .
وكعادتها استفزت غادة عبدالرازق مشاعر الجمهور بملابسها في مسلسل
“سمارة” منذ عرض مشاهد دعائية له لتعيد إلى الأذهان صورة “الحاجة زهرة
وأزواجها الخمسة” والاستفزاز في “سمارة” .
لم يقتصر على غادة فقط وإنما امتد إلى مضمون بعض المشاهد التي لا تخلو
من الرقص وكل ما له علاقة بلغة الإثارة، وأيضاً مسلسل “كيد النساء” لم يسلم
من غضب فئات جماهيرية بسبب أغنية التتر وبسبب ملابس بطلته فيفي عبده وسمية
الخشاب .
بعض صناع هذه الأعمال يطالبون المعترضين عليها بالانتظار والاعتراض
بعد المشاهدة، ولكن بعد العرض يظهر نمط آخر من المشاكل وهي الأكبر، لأنها
تكون بعد أن تقع الفاس في الراس، ولا سبيل للمنع ولكن فقط التبرير وتقديم
الأعذار .
مسلسل مثل “الشحرورة” اعتقد أنه قد يثير الكثير من المشاكل من قبل ذوي
الشخصيات الذين سيردون ضمن أحداثه، وهو ما سيتوقف على الصورة التي سيظهرون
بها، ومسلسل آخر هو “في حضرة الغياب” الذي يتناول حياة الشاعر محمود درويش
لا بد أن يثير جدلاً حول الشاعر الكبير والقضية الفلسطينية ومواقف تجاه
الفصائل المختلفة .
مسلسل المشاكل لا ينتهي، ولكن المهم أن لا يترك بداخلنا جراحاً جديدة
.
hasssoona15@yahoo.com
الخليج الإماراتية في
04/08/2011
نقَّاد: الدراما الرمضانية السعودية تكرر نفسها
جدة (السعودية)ـ من
عبد الهادي حبتور
انتقادات حادة للدراما السعودية لتطرقها إلى العديد من القضايا الشائكة
بأسلوب ساخر لا يحرض على التغيير.
يوجه كتاب واعلاميون انتقادات حادة للدراما السعودية التي تعرض خلال
رمضان لأنها تحاول التطرق للعديد من القضايا الشائكة في المجتمع وتسليط
الضوء عليها عبر اسلوب ساخر مكرر منذ اعوام عدة.
ويقول الكاتب حسين شبكشي ان "الخطورة تكمن في ان التطرق الى قضايا
حساسة في المجتمع لا يزال يعالج من جانب كوميدي ساخر، اي طرح واحد على مدى
سنوات ما يجعل المشاهدين يرونها كطبق الكنافة اليومي على وجبة الافطار".
ويضيف ان "الدراما السعودية بحاجة الى تغيير في اسلوب الطرح والمعالجة
وفتح المجال للتطرق الى جوانب اخرى عبر ادخال السينما مثلاً واذاعة
المسلسلات بدلاً عن الاغاني".
وكان المسلسل الرمضاني الشهير "طاش 18" تطرق الى مسائل الدين والتشدد
في عدد من حلقاته الاعوام الماضية، بينما كان عنوان الحلقة الاولى من
المسلسل للعام الحالي "التعايش" لمحاربة تصنيف الاسلام.
ويقوم الفنان ناصر القصبي بدور احمد الصحافي الذي يطالب بمحاربة
التشدد والتطرف ويشيد بالحرية والتحضر، في حين يلعب الفنان عبدالله السدحان
دور المتدين المتشدد المناهض للحريات والمهاجم لدعاة التغريب.
وختم ابطال "طاش 18" حلقة "التعايش" بكلمات مؤثرة وقوية موجهة الى
العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان دعا الى "عدم تقسيم
الاسلام والمسلمين وتصنيفهم بالعلماني والليبرالي والمتطرف وغيرها".
يذكر ان القصبي والسدحان سبق ان انتقدا المتشددين والليبراليين على حد
سواء خلال مواسم سابقة.
وتؤكد استطلاعات الراي ان "طاش 18" الذي تعرضه قناة "ام بي سي" ما
يزال في المرتبة الاولى بين البرامج الرمضانية في المملكة.
ويعتبر شبكشي انه "اذا تم التعرض لهذه القضايا بجانب كوميدي يبكي
المشاهدين كما يضحكهم، فسيكون له تاثيره الايجابي لان العناصر الدرامية
قادرة على التغيير".
واشار الى الفيلم المصري "شرف" الذي احدث تغييراً في احد القوانين
بسبب تطرقه الى الموضوع بطريقة درامية وليست ترفيهية فقط.
وكانت حلقة بعنوان "تعدد الازواج" التي عرضت ضمن مسلسل "طاش 17" العام
الماضي اثارت جدلاً حاداً بين بطليه والتيار الديني.
واتهم الشيخ سعد البريك المسلسل "باستخدام الكوميديا للسخرية من
العلماء والجهات الشرعية (...) لقد آلمنا ما يفعله هؤلاء باسم الفكاهة من
سخرية بديننا واستهزاء بعقيدتنا".
وطالب باحالتهم الى "المحاكم الشرعية مع القناة التي تبث هذا
المسلسل".
لكن السدحان رد قائلا "اردنا ان نقدم الصورة مقلوبة لايصال شعور الظلم
والقهر والمعاناة التي تقع على المرأة جراء التعدد دون حاجة لذلك".
ويعرض مسلسل "طاش ما طاش" منذ 1992، وقد تعرض لهجمات المحافظين
والمتشددين، كما ان بعض ممثليه تلقوا تهديدات بالقتل.
في الجانب الاخر، تطرق مسلسل "سكتم بكتم 2" على القناة الاولى
السعودية الى موضوع "العنصرية القبلية والتفرقة المجتمعية" التي تحدث في
المملكة مشيرا الى ما يعانيه من تطلق عليهم تسمية "خط 110"، اي غير
المنتمين الى قبيلة.
وتطرقت الحلقة الثانية بعنوان "كلنا سعوديون" الى قضية الزواج بين
القبائل والجماعات، ورفضهم الاحتكام الى الشريعة بجانب مخالفتهم لاوامر
الاسلام وتعاليمه لانهم لا يريدون تغيير اوامر الاجداد.
ويقول محمد التونسي رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" إن "وظيفة الدراما معالجة
الظواهر التي تختلف طرق التصدي لها"، لافتا الى وجود "مشكلة في كتابة
السيناريو لدى كتاب الدراما السعوديين".
ويتابع ان "هذه الظواهر مستمرة وموجودة ويجب على الدراما تقديمها
بالشكل المطلوب للمشاهدين".
ورداً على سؤال العلاقة المتوترة بين الاعلاميين والدعاة، يعتبر
التونسي بانها "لم تعد متأزمة في السنوات الاخيرة واتضح ذلك من خلال العديد
من الامور، كما ان السياسة الداخلية للمملكة تقوم على مبدأ التعايش وعدم
اقصاء الآخر".
ميدل إيست أنلاين في
04/08/2011 |