في حوارٍ مع "إيلاف" تحدَّث الفنان السوري، فراس إبراهيم، عن مسلسله
الجديد "في حضرة الغياب"، الذي يتناول قصَّة حياة الشَّاعر الفلسطيني،
محمود درويش، كما تحدَّث عن الأوضاع في سوريا.
القاهرة: كشف الفنان السوري، فراس إبراهيم، أن فكرة مسلسل "في حضرة
الغياب" الذي يتناول قصة حياة الشاعر محمود درويش، جاءته منذ ان كان يقوم
بتصوير مسلسل "أسمهان"، مشيرا الى انه تحدى كل الظروف من أجل استكمال تصوير
المسلسل.
وقال فراس في حوار مع "إيلاف" أن الوضع في سوريا مستقر، واصفا ما يحدث
بـ"ثورة مسلحة" على العكس من الثورة المصرية التي كانت سلمية كما شهدها
العالم، مؤكدا انه لايمكن اختزال سوريا في 5 مشاهد من مناطق مختلفة، كما لا
يمكن اختزال صورة مصر في ميدان التحرير.
·
كيف جاءتك فكرة "في حضرة
الغياب"؟
خلال تصوير المشاهد الاخيرة من مسلسل اسمهان، تحمست للموضوع بشدة،
وقررت التفرغ للمشروع وعملت عليه طوال الفترة الماضية، وشهدت ظروف التصوير
صعوبات كثيرة تتعلق بانسحاب عدد كبير من الجهات الإنتاجية التي كان من
المفترض ان تشارك في إنتاج المسلسل من بينها مدينة الإنتاج الإعلامي وشركة
صوت القاهرة، حيث اقتصر الأمر على إحدى القنوات العراقية التي شاركت في
الإنتاج بنسبة 10% فحسب، وحصلت على البث الحصري للمسلسل في العراق، وعلى
الرغم من كل هذه التحديات كان لدي إصرار على الاستمرار في تقديم المسلسل.
·
عادة ما تواجه أعمال السيرة
الذاتية مشاكل مع الورثة، هل حدثت اعتراضات على المسلسل؟
على العكس وجدت ترحيبا شديدا من البداية وساعدتني اسرته وأصدقائه
كثيرا في التحضير للمسلسل، كذلك ساعدني الفنان، مارسيل خليفة، رفيق درويش
في التحضير للمسلسل وكان من أكثر من لهم فضل في خروج العمل بهذه الصورة، لا
يعني هذا أنني أقدم درويش كملاك لكن العمل ليس سيرة ذاتية بالمعنى المفهوم
وإنما دراما اجتماعية حول حياته.
·
يتناول المسلسل عددا من الشخصيات
التي لا تزال على قيد الحياة لماذا لم يظهر اي منهم خلال المسلسل لاسيما
الفنان مارسيل خليفة؟
لاننا اعتمدنا على استحضار روح درويش وليس مطابقته، أما بالنسبة
لمارسيل فاعتذر عن ذلك لكونه لا يحب التمثيل، إضافة الى اعتمادنا على
فنانين في تجسيد مختلف الأدوار.
·
هل حالت الظروف في سوريا في
التسبب في تأجيل تصوير عدد من مشاهد المسلسل؟
غير صحيح، لم يضار العمل بسبب الوضع في سوريا، ونقلنا تصوير عدد من
الأماكن خارج سوريا لنصورها في سوريا بسبب طبيعة تضاريسها، واجهتنا صعوبات
تتعلق بتعدد أماكن التصوير في المسلسل فلا يوجد 3 مشاهد في مكان واحد وهو
سيشاهده الجمهور على الشاشة مع استمرار عرض الحلقات.
الفنانة المصرية ميرنا المهندس كانت خائفة من الذهاب الى سوريا
والتصوير هناك بسبب ما تتابعه عبر التلفزيون، لكن عندما ذهبت معي وجدت ان
الوضع عاديا ووجدت دمشق المدينة التي تعرفها ووجدت حماسة في أهلها، ولم
تتعرض الي اي مضايقات امنية ولم يطلب منها أحد إبراز هويتها الشخصية.
·
كيف تفسر ما يحدث في سوريا
راهنا؟
سوريا وطن كبير لا يمكن اختزاله في 4 حارات تنقلها المحطات الفضائية
فحسب، هناك إصرار من الشعب على العبور الى المستقبل بطريقة امنة، وكلنا
سوريين نطمح الى مستقبل افضل، ما يحدث في سوريا "ثورة مسلحة" على العكس من
الثورة المصرية التي كانت سلمية ويشهد العالم بذلك.
قدمت الى مصر يوم الجمعة الماضية كانت هناك اعتصامات في ميدان التحرير
نقلتها كاميرات قناة الجزيرة واتصل بي فريق العمل حيث كنا قادمين لتصوير
المشاهد النهائية للمسلسل وكان لديهم تخوف من الوضع الامني وكيف سنصل الى
الفندق وسط هذه التظاهرات، عندما وصلت الى القاهرة وصلت الى الفندق وصورنا
المشاهد، ولم نواجه اي مشكلة.
·
هل الاختلاف في تفسير ما يحدث في
سوريا سببه الخلاف بينك وبين مواطنتك اصاله؟
ما بيني وبين أصاله ليس خلافا ولكن أحد الصحافيين سألني في لقاء طويل
عن رأيي فيما قالته عن سوريا، فأخبرته انني كنت أرى أنه من الأفضل ان تقول
هذا الكلام وهي تشاهد الواقع بنفسها وليس عن طريق الفضائيات.
·
تكلفة المسلسل بلغت 4 مليون
دولار/ على الرغم من وجود عدد كبير من الممثلين؟
لعدة أسباب، أهمها ان الدافع لتقديم العمل ليس تجاريا، إضافة الى انني
كممثل لم اتقاض اي اجر، وأجور كافة الممثلين لم تتجاوز 2 مليون دولار، لأن
أحدا لم يحصل على أجور فلكية في العمل بل ان هناك ممثلين قاموا بالتصوير
وهم لا يعرفون الأجر الذي سيحصلون عليه لرغبتهم في تقديم المسلسل، لذا
سيشعر المشاهد بأن ميزانية المسلسل جميعها تم إنفاقها على ديكور المسلسل
والاكسسوارات والملابس.
·
على الرغم من ان المسلسل يتناول
سيرة شخصية عربية معروفة إلا أن العمل لم يتم تسويقه خليجيا؟
بالفعل، العمل تم تسويقه عربيا ويذاع من خلال 11 محطة عربية في رمضان،
لكن بالنسبة للمحطات الخليجية فعلى الرغم من إعجابهم بفكرة المسلسل وطريقة
تنفيذها إلا أنهم لم يقوموا بطلب شراء العمل، ولا اعرف السبب ربما يكون
الامر مرتبطا بموقف من الشخصية نفسها لكني لا يمكن ان أجزم بذلك لعدم وجود
سبب معلن، لكن العمل تم تسويقه في كل دولة عربية على محطة فضائية مهمة.
·
هل وجدت مشكلة في بيع العمل
للتليفزيون المصري في ظل القواعد الجديدة التي وضعها بعد الثورة؟
إطلاقا، لان ما يهمني هو عرض المسلسل في المكان المناسب الذي يهتم
بالقيمة الثقافية والفكرية للعمل، فمثلا ارسلت الحلقات الى التليفزيون
السوري من دون اعرف المقابل المادي الذي سيقومون بدفعه، لم اختلف في المبلغ
الذي تم بيع المسلسل به إلا مع القنوات التي تعاملت مع المسلسل على انه
عملا تجاريا فحسب.
·
لماذا اعتذر الفنان نور الشريف
عن المشاركة في المسلسل؟
كان نور مرشحا للدور الذي يقدمه الفنان أسعد فضة ولكن ظروف سفره الى
باريس ليرافق ابنته في رحلتها العلاجية حالت دون اشتراكه في المسلسل واتصل
بي وأكد لي ان اعتذاره عن العمل كان بسبب ظروف السفر التي يصعب معها
ارتباطه بأي عمل اخر وذلك على الرغم من اشادته بالسيناريو المكتوب للعمل.
إيلاف في
04/08/2011
علي زعلان: غلطة الشَّاطر في رمضان بمئة ألف دينار عراقي
فقط
عبدالجبار العتابي من بغداد
يقدِّم المذيع، علي زعلان، برنامجين الأوَّل "غلطة الشَّاطر بمئة ألف"
خلال رمضان، والثاني هو " علاوي و30 بسكوته".
بغداد: استطاع مقدم البرامج، علي زعلان، من ترك بصمة واضحة على الشاشة
الصغيرة من خلال برنامجه الشهير "غلطة الشاطر بمئة الف" الذي له مساحة طيبة
عند الجمهور، لاسيما في ليالي رمضان لكونه يتميز بالكوميديا والمرح.
البرنامج الذي يقدم على قناة "الرشيد" يمنح الشخص الذي يجيب على
أسئلته الغريبة مثة الف دينار عراقي (نحو 120 دولار)، حيث يجد الانسان
صعوبة في الاجابة، لاسيما ان الاسئلة ليست معرفية بل تعتمد على دقة
الملاحظة، وقوة القابلية في التصرف، وسرعة البديهية، ويرى علي زعلان أن
البرنامج عوضه كثيرا عن عمله كممثل مسرحي.
ويقول علي زعلان: "لديّ برنامجان الاول "غلطة الشاطر بمئة الف"
والثاني هو الجزء الثاني من برنامج "علاوي والثلاثين بستوكة"، قال: "غلطة
الشاطر صورناه السنة الماضية في اوروبا وحقق نجاحا والحمد لله وجدت حضورا
جيدا للبرنامج لدى المشاهدين، والان اقترحنا ان يكون في عاصمة عربية وهي
القاهرة، صورنا في القاهرة لان رمضان مميز في القاهرة مع مواطنيين مصريين
على الاغلب وقلة من العراقيين والعرب هناك، فتشعر ان المواطن المصري
كوميدي، والبرنامج الثاني علاوي و30 بستوكة يرافقني فيه الفنان عباس مقلد
الاصوات، وهو يومي وفيه جوائز واتصالات من المشاهدين، فكرته لطيفة وانا
دمجت فكرتين في واحدة، وظفت الفلكلور العراقي (البستوكة) التي تم نسيانها،
وحيث الجيل الحالي لا يعرف ما هي (البستوكة) بحيث السؤال نسحبه من داخلها،
ووظفت ايضا قصة علي بابا في اجواء تشبه المغارة".
واضاف: "سر النجاح في الخفة والفكرة الاغرب وليست الافكار التقليدية،
اما العفوية التي تميزني فأنا ممثل مسرحي قبل اي شيء، والممثل المسرحي تكون
لديه العفوية وسرعة البديهية واستطعت توظيف هذه الصفات في تقديم البرامج".
وتابع: "وجدت الكثير من الصعوبات لاسيما في التنقل بين الدول
الاوروبية واللغات والصعوبات التي كانت تواجهنا هي الموافقات الامنية".
واستطرد: "الاغلبية يشيعون انني اتساهل مع العنصر النسوي وأشد مع
الرجال، اما الفقراء فهذا فضل من الله ان نساعد اي شخص محتاج، فما دام
برنامجنا يعطي جوائز مالية من خلال مسابقات، فمن الممكن ان نساعد الفقير
لكي يحصل على المبلغ بعد ان نجعله يستمتع بعض الشيء وهناك الكثر من هؤلاء
يتمتعون بروح النكتة".
وفي الاخير قال: "عوضني هذا البرنامج عن المسرح كثيرا لانني اعمل في
المسرح منذ عام 1993 لكن البرنامج هذا وغيره اعطاني حضورا".
إيلاف في
04/08/2011
تمثيل الأنبياء بين حضور الفتاوى وغياب تبادل الثقافات
فيفيان عقيقي من بيروت
عادةً ما تثير فكرة ظهور الشَّخصيَّات الدِّينيَّة في الأعمال
الفنيَّة، الكثير من الجدل في العالم العربي، وغالبًا ما يمنع عرضها، ما
ينتج عن ذلك فقرًا عربيًّا من ناحية الإبداع الفني، وتأخرًا باللحاق بالركب
الثقافي وتبادل المعارف، إذ يبقى العربي متلقيًا لا مصدِّرًا، حتَّى من
ناحية الثقافة والحضارات والفن والأفكار.
بيروت: يشكِّل ظهور الشَّخصيَّات الدِّينيَّة في الأعمال الفنيَّة،
مسألةً حسَّاسةً مازالت تثير الكثير من الجدل في العالم العربي، حيث اعتمدت
معظم المسلسلات والأفلام على أسلوب تقديم سيناريو يتحاشى إبراز وجوه
الشَّخصيَّات.
ومع كثرة الأقاويل حول وقف عرض مسلسل "الحسن والحسين" الذي رصدت
لإنتاجه ميزانيَّةً ضخمةً بلغت حوالى ثلاثة ملايين دولار، وبدء إثارة
المشاكل حول مسلسل "الفاروق" المتوقَّع عرضه في العام المقبل ويتناول سيرة
عمر بن الخطَّاب، لا بُدَّ من مواجهة مُتغيرات العصر برؤيةٍ أكثر نُضجًا،
خصوصًا أنَّ الجماهير العربيَّة تتابع المسلسلات الإيرانيَّة الَّتي تتناول
الشَّخصيَّات المقدَّسة مثل "يوسف الصِّدِّيق" وقبله "مريم المُقدَّسة"،
والَّتي بدأت تغزو العديد من القنوات العربيَّة، في حين تقف الإنتاجات
العربيَّة جانبًا، تواجه المنع من عرضها، ما يشكِّل تفوقًا غربيًّا، في بث
أفكار معيَّنة، يتلقيها المشاهد العربي دراميًّا، فما الذي يمنع العرب من
تنفيذ أعمالٍ تجسِّد الصحابة والأنبياء، بدل استيرادها؟
في الغرب، تمَّ ويتم تقديم العديد من الأعمال الَّتي تتناول حياة
الكثير من الأنبياء، كنوح ويوسف وموسى، وهي من الأعمال الَّتي حقَّقت
نجاحًا كبيرًا، وهذا الأمر بات عاديًّا، ويندرج ضمن حريَّة تبادل الثقافة
والرأي، حيث لا تضع هذه الدول قيودًا أمام الإبداع والفن تحت أيَّه حجَّةٍ
كانت، ولاتجرؤ على المنع مهما بلغ خيال الكاتب، وأبرز مثال على ذلك، عرض
فيلم "آلام المسيح" للمخرج ميل غيبسون على الرغم من إعتراض اللوبي اليهودي
عليه، وكذلك عرض فيلم "دافنتشي كود" رغمًا عن الموقف المعارض الصادر من
الفاتيكان.
أما في عالمنا العربي فإنَّ المنع هو الأصل من دون إتاحة المجال للعرض
والمشاهدة والنقد، حيث كان للأزهر موقف ثابت من فكرة تجسيد الأنبياء
والصحابة وأهل بيت النبي على الشَّاشة، وأضيف لهم بعد ذلك العشرة المبشرون
بالجنَّة، وبذلك، يكون المجمع قد قطع الطريق أمام عدد من المشاريع
الدراميَّة والسينمائيَّة التي أُعلنت أخيرًا.
وبالعودة إلى الخمسينيات من القرن العشرين، رفض الأزهر فكرة تقديم
الممثل، يوسف وهبي، شخصيَّة النبي محمد، على الرغم من تعبيره عن استعداده
لترك عالم التَّمثيل نهائيًّا بعد تقديم هذا الفيلم.
ومن الأعمال الَّتي قدِّمت ووافقت عليها المراجع الدِّينيَّة
لإلتزامها بشروطها نذكر فيلم "الرِّسالة" للمخرج السوري الراحل، مصطفى
العقَّاد، الذي يعتبر من أكثر الأعمال شهرةً وإنتشارًا على المستوى
العالمي، حيث يروي قصَّة الإسلام منذ مبعث الرَّسول إلى وفاته، أنتج في
السَّبعينات بعد أخذ موافقة مرجعيَّاتٍ سنيَّةٍ، وموافقة المجلس الإسلامي
الشِّيعي الأعلى في لبنان، من خلال الإمام المغيَّب، موسى الصَّدر، حيث
وضعت عدَّة شروط على المخرج العقَّاد والتزم بها، إذ لم تظهر صورة النبي في
كلِّ أحداث الفيلم، على الرغم من دوره الرَّئيس، كما غابت شخصيَّات رئيسة
في تاريخ الإسلام، مثل الإمام علي بن أبي طالب، الذي ظهر سيفه "ذو الفقار"
فقط في مشهد النـزال قبل معركة بدر، في حين تمَّ إبراز شخصيَّة حمزة بن عبد
المطلب عم الرَّسول، الَّتي أدَّاها، الممثّل، عبدالله غيث، ولم يظهر صوت
الرَّسول إلَّا من خلال راوٍ يروي عنه، كما ظهرت وجوه شخصيَّاتٍ، من أمثال
زيد بن حارثة، وعمَّار بن ياسر، وبلال الحبشي، وكان العقَّاد في أواخر سنين
حياته يعمل على إخراج عملٍ دراميٍّ كبيرٍ حول الإمام الحسين ولكن لم يتم
ذلك.
أمَّا في الأعمال الإيرانيَّة، فقد كان لافتًا المسلسل الأخير الذي
لاقى رواجًا كبيرًا في العالم العربي والإسلامي، وهو مسلسل "يوسف
الصِّدِّيق" الذي يروي قصَّة النبي يوسف في ما يزيد عن أربعين حلقةً، وقد
كان بارزًا في هذا العمل، ظهور وجه النبي يوسف، وهي المرَّة الأولى في
الأعمال الفنيَّة الإيرانيَّة الَّتي تظهر فيها صورة أحد الأنبياء في عملٍ
فنِّي، حيث كان من المعهود أنّْ توضع هالة من النُّور تغطِّي وجه الممثِّل
الذي يؤدِّي دور أحد الأئمَّة أو الأنبياء، أو لا يظهر وجهه أبدًا، لذلك
يعتبر ظهور وجهه تطوَّرًا ويشكِّل منهجًا جديدًا في تعاطي الأعمال الفنيَّة
مع هذه المسألة، خصوصًا أنَّه يُنتَج في إيران العديد من الأعمال
والمسلسلات التَّاريخيَّة والدِّينيَّة الَّتي تتناول حياة الأئمَّة
والأنبياء، ولكن اعترض الأزهر على عرض المسلسل على القنوات الرَّسميَّة
والخاصَّة.
فغالبًا ما يثار الجدل، عند الشروع بتصوير أو عرض إحدى الأعمال الَّتي
تتناول إحدى الشَّخصيَّات الدِّينيَّة، على الرغم من التَّصاريح والأذونات
الَّتي تحصل عليها، فصورة الأنبياء والشَّخصيَّات المقدَّسة عليها الكثير
من التَّحفظات، خوفًا من تجسيدها في أعمالٍ فنيَّة قد تسيء بشكلٍ أو بآخرٍ
لمكانتها الروحيَّة في نفوس البشر، أو بحجَّة تأجيج المشاعر والفتن
الطائفيَّة، وهي الحجج المستعملة لتبرير المنع، علمًا أنَّ إيمان الفرد
لا يمكن أنّْ يتأثر بالأعمال الفنيَّة، بحال إكتسبه عن قناعةٍ وعلمٍ
ومعرفةٍ بالأديان، وبالتَّالي الخوف المستتر وراء المنع لا يجب أنّْ يكون
موجودًا، لأنَّه عند رؤية الأفكار والمناهج المتعدِّدة، يتاح للفرد إختيار
المبدأ الديني الذي يراه صحيحًا وذلك بعد إتاحة الفرصة له للتَّعرف على
جميع المعتقدات الدِّينيَّة.
ألا يجب الفصل بين الإعتراضات والفتاوى الدِّينيَّة، وتمتع هذه
الأعمال بجودةٍ تاريخيَّةٍ وفنيَّة تجعلها مصدرًا ثقافيًّا للعديد من الدول
والأديان.
إلَّا أنَّ علماء المجمع الفقهي، يرون إنَّ تقديم تلك الشَّخصيَّات
على الشَّاشة لتعريف الجمهور بها هو سبب غير كافٍ وغير مقنعٍ "لأنَّ
الأضرار الَّتي ستسبِّبها هذه الأعمال ستكون كبيرة"، ويضيفون إنَّ
"الممثلين الذين سيجسِّدون شخصيَّات الأنبياء والصحابة لن يقتربوا مهما
فعلوا من حياة الأنبياء والصحابة، كما أنَّ الجمهور سيربط بينهم وبين
شخصيَّات أخرى جسَّدوها على الشَّاشة من قبل، وبالتالي، هناك وسائل أخرى
يمكن من خلالها التَّعرف إلى سِيَر الأنبياء من دون الحاجة إلى تجسيدهم على
الشَّاشة".
فلماذا التَّأخر في تقديم هكذا أعمال، وهل يخلو التَّاريخ الإسلامي
والعربي من شخصيَّات يتَّفق عليها الجمهور العربي بشتى طوائفه الدِّينيَّة
والسِّياسيَّة من أجل تقديمها للشَّاشات العربيَّة والعالميَّة.
إيلاف في
04/08/2011
«الدراما»
السورية
ندى الأزهري
الدراما السورية من نوع مغاير في شهر الصوم. للمسلسلات أبطال جدد،
ووجوه جديدة
لن نرى ملامحها، ذكورية في الغالب، بعضها اعتاد منذ زمن طويل التمثيل
والإلقاء
المسرحي منه أكثر من التلفزيوني، وستتاح له هنا الفرصة مرة أخرى لإظهار
مواهبه
الدفينة على العلن، وبعضها الآخر أكثر شباباً وأقل خبرة يجرب
حظه في الارتجال،
ويبذل جهداً جباراً لإسماع صوته وفرض صورته من الخلف، من الأعلى من البعيد
من كل
ناحية، إلا مواجهة من الأمام.
المسلسلات السورية في رمضان هذا العام، ستتجاوز حلقاتها الثلاثين
وستكون الأكثر
درامية في تاريخ الدراما السورية. لن تقطع الإعلانات البغيضة مشاهدها،
ستقطعها
أشياء أخرى أكثر بغضاً، رصاصة غير طائشة اصابت المصور، ملاحقة غير منتظرة
أوقعت
بالممثل، اقتحام مفاجئ للمشهد من عناصر مندسة لم يحسب لها
السيناريو حساباً. ستبتعد
الدراما السورية الرمضانية عن واقعيتها رغماً عنها هذا العام، ستفرض عليها
السوريالية أسلوباً، في التصوير خصوصاً. لن تتميز الصورة بتكوينها الفني
الذي عُرفت
به، لن تراعى فيها التفاصيل كالعادة. ستؤخذ اللقطات ورِبة، من
فوق، من الوراء
خصوصاً، ستبدو لاهثة مهتزة، عتمة، أبطالها أشباح تركض، تتهاوى. لن يتحلى
حوار «الدراما» السورية هذا العام بخفة الروح
المعهودة، سيختفي تماماً ربما، ستثقله على
الأغلب موسيقى تصويرية هادرة ستفرض صداها الرنان دون تنوع يذكر
مع أثر أكيد.
الفنيون السوريون سيبرعون أخيراً في تحضير مشاهد طالما عانوا في المسلسلات
السابقة
في تنفيذها وفشلوا فشلاً ذريعاً، سيتفوقون وأخيراً في مشاهد «الأكشن»، فحتى
تلك
التي لا تصــدق لن تبدو مفتعلة بعد الآن. ستصاحب بداية
المســـلسلات «الجيــنيريك»
أغنيات بل عراضات نغمــاتها معروفة وكلماتها محفوظة من المشاهدين، سيكون
الحب
الخائب والمؤامرة والشجاعة مواضيع والنهاية المفتوحة اختياراً.
أما مسلسلات الوجوه المألوفة للدراما السورية التي ما زالت تملأ
الشاشات
المعتادة، فسيحتار المتفرج كل حسب موقعه، مسلسل من سيتابع؟ هل سيتابع تلك
التي سبق
له وانتقد أبطالها؟ هل سيرى فيهم ذئباً أم حملاً؟ هل سيكون بمقدوره أن يكون
حيادياً
تجاههم ويفصل أدوارهم عن أقوالهم؟ تصريحاتهم؟ هل سيتابع هؤلاء
الذين صدم بمواقفهم؟
لعله سيعلن المقاطعة من البدء حتى لهؤلاء الذين أحبهم، فالوقت ليس لهم
الآن.
الحياة اللندنية في
05/08/2011
تونسيون يطالبون بوقف برنامج رمضاني
تونس – صالح سويسي
أثار البرنامج الديني «صحّة شريبتكم» الذي يقدمه الوجه السياسي
التونسي المعروف
والمحسوب على «حركة النهضة» الشيخ عبد الفتاح مورو عبر قناة «حنبعل»،
جدالاً منذ
حلقته الأولى. إذ تعرَّض لانتقادات شديدة من أطراف سياسية واجتماعية، ورأى
كثر أنّه
يفتح الباب واسعاً أمام الدعاية السياسية المتسترة بالدين.
وذكرت «الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال» في بيان،
أنها تلقت من
أعضاء في «الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة» وأحزاب سياسية وممثلين عن
المجتمع
المدني وصحافيين، مراسَلات تنتقد برنامج الشيخ مورو. ورأت ان «البرنامج
يخرق قاعدة
الحياد والنزاهة، باعتبار أن مقدِّمه ناشط سياسي على علاقة وثيقة مع أحد
الأحزاب
السياسية المعروفة على الساحة التونسية، وكثيراً ما شارك إلى جانب قياديي
ذلك الحزب
في الاجتماعات العامة والحوارات التلفزيونية، إلى درجة شيوع
خبر أنه سيقود حملته
الانتخابية». ودعت الهيئة إدارة قناة «حنبعل» إلى «إعادة النظر في بث هذا
البرنامج
الذي قد تختلط فيه الدعاية السياسية بالدعوة الدينية، وإلى اختيار رجال دين
مستقلين
عن اللعبة السياسية لتقديم مثل هذه البرامج المحمودة».
كما تضمن بيان الهيئة انتقادات حادة للقناة وصاحبها، إذ أشار إلى أن «حنبعل»
تستعمل موارد عمومية، «بالتالي فهي مطالبة وفقاً للاتفاق المبرم بينها وبين
السلطة
العمومية باحترام التزاماتها التعاقدية والحياد في تناول قضايا
الشأن العام».
يذكر أنّ الانتقادات لم تصدر عن «الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح
الإعلام
والاتصال» فحسب، بل صدرت أيضاً عن أحزاب، من بينها الحزب الديموقراطي
التقدمي
والتكتل الديموقراطي من اجل العمل والحريات وحزب آفاق تونس وحركة التجديد.
وانتقد المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ما
اعتبره «تجاوزات
خطيرة شوّهت المشـــهد الإعلامي العـــمومي والخاص والموضوع تحت تصرف
الدولـــة في
البلاد»، كما انتقد ما شهده الخط التحريري لعدد من المؤسسات الإعلامية من
تذبذب
وانحياز لخط سياسي.
واستعرضت النقابة في بيان تجاوزات بعض وسائل الإعلام، ومنها عدد من
الصحف ومحطة
إذاعية، وعبّر المكتب التنفيذي للنقابة عن انزعاجه الشديد من «الاستعمال
المتبادل
للدعاية غير الشرعية بين جهة سياسية ومؤسسة إعلامية، مثلما هو الشأن
بالنسبة إلى
الاتفاق المبرم بين قناة «حنبعل» وعبد الفتاح مورو الناشط
السياسي والوجه الإسلامي،
ما من شانه أن يهدد شفافية وموضوعية الرسالة الإعلامية التي يجب أن تكون
بمنأى عن
أي تأثيرات.
الشيخ عبد الفتاح مورو صرح أكثر من مرة بأنه ناشط سياسي مستقلّ ولا
ينتمي إلى
جبهة سياسية في شكل رسمي، مؤكداً أنّ برنامجه لا يصبّ في خانة التعبئة
السياسية لأي
طرف على الساحة التونسية. واعتبر أن الفترة الانتقالية التي تمرّ بها
البلاد تدعو
الى كثير من التركيز والبعد عن إثارة النعرات والفتن، علماً ان الشيخ راشد
الغنوشي،
مؤسس «حركة النهضة» صرّح خلال أيار (مايو) الماضي عبر إحدى المحطّات
الإذاعية أن
مورو سيقود الحملة الانتخابية للحركة. وفي تصريح الى «وكالة
الأنباء التونسية»،
اعتبر مورو ما يحدث مجرد هجمة تشنّها أطراف سياسية، موضحاً أن
«تلك الأطراف لها
حضور كبير في محطات إذاعية وتلفزيونية بما يفوق نسبة حضوره»، مؤكداً أنّه
توخّى كل
الحذر في برنامجه كي لا يكون فيه أي مجال للخلط بين الشأن الديني والسياسي،
مشدداً
على انه لن يتراجع عن تقديمه.
أمّا صاحب قناة «حنبعل» أو «باعث القناة»، كما يسمّي نفسه، وكما تعود
التونسيّون
على موقع «فايسبوك» التهكّم منه، لإصرار قناته على إبرازه على أنه رجل
المرحلة، كما
يرى كثر من المتابعين للشأن الإعلامي والسياسي التونسي، رغم ما يحوم حول
حياته
الشخصية والعملية من شكوك في مصادر ثروته، «باعث القناة» صرح
لإحدى المحطات
الإذاعية أنه لن يوقف بثّ البرنامج، وعلى المعترضين اللجوء إلى القضاء.
وفي سياق متصل امتنعت وزارة الشؤون الدينية عن إبداء أي موقف ممّا
يحدث ومن
البرنامج نفسه، معتبرة ذلك من قبيل السجال السياسي.
الحياة اللندنية في
05/08/2011 |