تعود الدراما اللبنانية هذه السنة إلى موقعها الطبيعي في ماراثون الدراما
الرمضانية عبر مسلسل «باب إدريس»، كتابة كلوديا مرشليان، إخراج سمير حبشي،
وبطولة جماعية شارك فيها نجوم لبنانيون أثبتوا حضورهم على الشاشة الصغيرة.
رسمت كلوديا مرشليان بطريقة عفوية وواقعية الحياة البيروتية قبيل استقلال
لبنان وسلّطت الضوء على الوحدة الوطنية التي جمعت اللبنانيين في فريق واحد
ضد الانتداب الفرنسي، وعلى التناقضات والمواقف الوطنية والعاطفية
والاجتماعية في حقبة من تاريخ لبنان سنة 1943.
أثبتت الحلقات الأولى أن المسلسل يستحقّ المشاهدة لأنه يربط الماضي بالحاضر
وكأن التاريخ يعيد نفسه. لا شك في أن ثمة تركيزاً على تصوير اللحمة بين
اللبنانيين في تلك الفترة وتصوير التعايش الإسلامي -المسيحي بأبهى صوره
بالإضافة إلى المشاكل السياسية والاجتماعية والدينية وكيف استطاع المستعمر
والقوى الخارجية التدخّل في الشؤون اللبنانية الداخلية وتشويهها وتدمير
العادات والتقاليد.
كذلك لفتتنا الحرفية في التمثيل وخلوّ النص من عبارات معقّدة وفلسفية
وشعرية… فأثبت الممثل اللبناني، من خلال «باب إدريس»، أنه لا يقلّ قدرة عن
الممثل المصري أو السوري.
يرصد المسلسل حياة البيروتيّين في حقبة الأربعينات، قبيل أشهر من نيل لبنان
استقلاله عن فرنسا، حيث كانت شوارع بيروت تعجّ بالتجّار والمارّة وأصحاب
المهن الحرّة والسيّاح والصحافيين والمحامين و{القبضايات»، وفق اللهجة
اللبنانيّة.
بين مناضل ضدّ الانتداب الفرنسي وموالٍ له، تدور الأحداث في نزل قديم تملكه
عائلة بيروتيّة وفي أحد المقاهي في شارع «باب إدريس»، حيث يجتمع الثوّار
بقيادة راشد للتخطيط وتهريب الأسلحة والتحرّر من الاستعمار، فيتعرّف راشد
إلى «شمس»، امرأة مطلّقة حرمها زوجها من رؤية أولادها، تساعد الثوّار ضد
الفرنسيّين من خلال جمع معلومات من الجنود الفرنسيين الذين يرتادون المقهى
الذي تملكه صديقتها وتعمل هي فيه كراقصة.
يشهد النزل أيضاً قصص: هلا (جويل داغر)، التي يغرم بها ضابط فرنسي (كارلوس
عازار) ونجلا (نادين نجيم)، التي تقع في غرام زكريا (يوسف حداد) وتتزوجه
لتكتشف بعد ذلك أنها مغرمة بأحد رواد البانسيون وهو ضابط فرنسي، فتقع مشاكل
بينها وبين زوجها تنتهي بإجبارها على العودة الى بيت الطاعة أو الطلاق،
بدرية (تقلا شمعون)، التي تضطر إلى العمل في البانسيون بسبب مرض زوجها الذي
يكبرها سناً فتلفت بدورها انتباه المعجبين ولا تجد مأوى لها ولزوجها إلاّ
في ذلك المكان.
أما مجدي مشموشي فيجسّد ضمير الناس والمرجع الواعي لتلقّي شكاواهم
وتوجيههم، وهو يتعاون في هذه المهمة الصعبة مع صاحب قهوة «القزاز» (نقولا
دانيال) الشهيرة، ويكون لهما دور رئيس في عدم إضاعة الشباب المقاوم
للبوصلة، حتى انتزاع الاستقلال، ثم لكلّ حادث حديث.
نادين نجيم
تعبّر نادين نجيم عن فخرها بالمشاركة في مسلسل لبناني على شاشة رمضان،
مؤكدة أنه سينافس الدراما العربية، تقول: «المسلسل جميل شكلاً ومضموناً
وحقّق، منذ بدء عرضه على الشاشة، نجاحاً ملحوظاً ونسبة مشاهدة عالية وأنا
على يقين بأن تطوّر الأحداث في الحلقات المقبلة سيجذب مزيداً من
المشاهدين».
تضيف نجيم: «لفتتني الشخصية التي أجسّدها منذ قراءتي الأولى للسيناريو
لأنها جديدة ومختلفة عن الشخصيات التي قدّمتها سابقاً، وتزخر علاقة نجلا
بالضابط الفرنسي بمعانٍ كثيرة نظراً إلى ما يرافقها من عذاب وتعاسة»…
تؤكد نجيم أن المسلسل لا يختصر مرحلة زمنية ماضية إنما يربط الماضي بالحاضر
المعاش، «فالأحداث نفسها تتكرّر مهما مرّ عليها الزمن إنما مع أشخاص
مختلفين».
وعما حُكي عن تشابه بين «باب إدريس» و{باب الحارة» توضح نجيم: «سمعت هذا
الحديث قبل بدء عرض المسلسل، إنما بعد مرور الحلقات الأولى اقتنع المشاهدون
بأنه يختلف كلياً عن «باب الحارة».
يوسف الخال
يؤكّد يوسف الخال أن ثمة إجماعاً من النقاد على نجاح المسلسل منذ حلقاته
الأولى، ويعبّر عن سعادته بالمشاركة فيه وبأن الدراما اللبنانية تنافس
الدراما المصرية والسورية وأيضاً الخليجية التي أثبتت حضورها، «أنا على ثقة
بأن «باب إدريس» سيكون له صدى كبير ضمن الأعمال العربية على شاشة رمضان».
يضيف الخال أنه تحمّس لتجسيد شخصية راشد في المسلسل كونها تختلف عن
الشخصيات التي سبق أن جسّدها، لذا ستشكّل نقلة نوعية في مسيرته المهنية
سمير حبشي
يصف المخرج سمير حبشي «باب إدريس» بأنه مفخرة للدراما اللبنانية والعربية
وحقّق مكانة له في المنافسة الرمضانية لهذه السنة ويقول: «عندما أقدم على
تصوير مسلسل ما يكون ذلك بناء على قناعاتي وليس من منطلق المنافسة مع
المسلسلات العربية وهي كثيرة، وبعضها جيّد ومميز».
يستغرب حبشي كلام البعض عن تشابه بين «باب إدريس» و{باب الحارة» مشيراً إلى
أن المسلسلين يصوّران مرحلة زمنية قبل الاستقلال إلا أن المشهد الدرامي
شديد الاختلاف بينهما.
يضيف حبشي أن الأعمال التاريخة مهمة شرط أن تكون مشغولة بشكل جيد كونها
تتضمّن رسالة إلى الجيل الجديد بأن يمشي على خطى أجداده لبناء مستقبل جيّد.
تقلا شمعون
تشير تقلا شمعون إلى أن «باب إدريس» أحد أكثر الأعمال تميزاً على شاشة
رمضان هذه السنة، تقول: «يبشّر النجاح الذي حقّقته الحلقات الأولى بالخير
وأنا أكيدة من أن نسبة المشاهدة ستزداد أكثر فأكثر مع تطوّر الأحداث لأنها
تحمل في طياتها قيماً جميلة ورسائل مهمة وتتطلع إلى مستقبل جميل».
الجريدة الكويتية في
06/08/2011
بطل في حضرة الغياب يشكو حملة الهجوم الاستباقية
نقاد وشعراء يعتبرون العمل مسيئاً لمحمود درويش
(القاهرة – د ب أ)
بينما تتوالى حلقات مسلسل “في حضرة الغياب” عن حياة الشاعر الراحل محمود
درويش، برزت أصوات كثيرة تنتقد العمل، سواء من حيث التوقيت أو أداء
الفنانين أو اللغة أو إلقاء القصائد.
اعتبر الممثل السوري فراس إبراهيم، منتج وبطل مسلسل “في حضرة الغياب”،
الحملة التي بدأتها مؤسسة محمود درويش في مدينة رام الله الفلسطينية ضد
المسلسل، الذي يعرض حاليا ويحكي سيرة الشاعر الفلسطيني الراحل، “حملة
استباقية مفتعلة، أسبابها سياسية وشخصية ولا علاقة لها بالعمل”.
وقال إبراهيم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الدليل على ما قاله هو
ذلك البيان الصارخ الذي صدر عن المؤسسة بعد الحلقة الأولى مباشرة، مما يدل
على أن “البيان تمت صياغته قبل بدء عرض العمل، وهو ما يفقده مصداقيته
ومنطقيته، لأن فريق عمل مؤلف من 600 شخص بين فنان وفني وتقني لا يمكن قصر
جهدهم على مدى 3 سنوات لإنتاج قصيدة حب لمحمود درويش في حلقة أولى”.
هجوم غير منطقي
وأضاف: “حتى لا نقع في فخ مصادرة آراء الآخرين نتمنى أن يتابع من يعترضون
العمل حتى نهايته، وعندها نتقبل الانتقاد قبل المديح، كما نرجو من كل محبي
درويش أن يتسابقوا إلى تقديم اقتراحات أخرى لتخليد هذا الشاعر الكبير،
ونرجو أيضا من مؤسسة درويش أن تعمل على إنجاز ما أنشئت من أجله بدلا من
الهجوم اللامنطقي الذي قامت به”.
وأوضح إبراهيم: “أعتقد أنه من المخجل أن يكون الإنجاز الأول لهذه المؤسسة
بعد سنوات مضت هو هذا البيان المفرغ من أي قيمة أو منطق، أما عن تبرئها من
المسلسل فهذا حقها لو كانت اتهمت أساسا بالتعاون معنا، أما ونحن لم نتهمها
بالوقوف معنا فنحن نبرئها براءة تامة، ونتحمل مسؤوليتنا الكاملة أخلاقيا
وفنيا عن المسلسل”.
وذكرت مؤسسة محمود درويش، في بيان لها قبل يومين، أنها تتبرأ من المسلسل
الذي يعتبر إساءة للشاعر الراحل وصورته وحضوره في الوعي الثقافي العربي
والإنساني، مشيرة إلى أنها أبلغت صناعه برأيها، داعية إلى وقف عرضه، حيث لم
يلتزم صناعه بحقوق الملكية الفكرية.
أمل دنقل
في المقابل أبلغ عدد من الكتاب والنقاد العرب الوكالة اعتراضهم على
المسلسل، فقالت الكاتبة الكويتية سعدية مفرح إنها ضد مسلسل عن درويش بتلك
السرعة، لأنه مازال حاضرا في الوجدان القومي والشعري والإنساني، حيث رحل
قبل 3 سنوات فقط، بينما هناك أسماء عدة كان يمكن تقديم أعمال عنها مثل أحمد
شوقي وأبي القاسم الشابي وحافظ إبراهيم ونازك الملائكة وأمل دنقل ممن لم
يتحمس المنتج لتقديمهم.
واعتبرت مفرح مستوى المسلسل “مهلهلا” خاصة في حلقتيه الأولى والثانية
اللتين توضحان أن العمل ضعيف ليس على صعيد الكتابة فحسب بل على صعيد اختيار
الممثلين والتصوير، ورغم أن نجدة أنزور مخرج جيد لكن المسلسل لا يبدو جيدا
على الإطلاق، ونستطيع بسهولة أن نقول إنه يهين محمود درويش بدلا من تكريمه.
وقال الكاتب والشاعر المصري ياسر الزيات إنه فوجئ بأخطاء في اللغة العربية
في إلقاء بطل المسلسل قصائد محمود درويش منذ الحلقة الأولى، وهي وفق رأيه
طامة كبرى لا يمكن تفويتها، متسائلا: كيف أمكن للمخرج أن يسمح بتلك الأخطاء
في مسلسل عن واحد من أبرز شعراء العرب؟
واتفقت الشاعرة الجزائرية حنين عمر مع الرأي السابق قائلة: “إن بطل المسلسل
ارتكب مجازر لغوية خلال إلقاء قصائد درويش التي أصر على تقديمها بصوته دون
مراجعة أو تدقيق في ما يشكل إهانة حقيقية للغة العربية وللشعر العربي”.
وأضافت أن تعالي الأصوات بمعاداة المسلسل متعجلة، لكنها منطقية “فمنذ حادث
السير الذي تعرض له مارسيل خليفة وفراس إبراهيم وأنا أشعر بأن محمود درويش
ليس راضيا تماما عما يحدث، وقد حاولت كثيرا التعاطف مع فكرة المسلسل ومع
النية الحسنة التي افترضت وجودها عند المنتج والمخرج وكاتب السيناريو، إلا
أنه في النهاية لا تكفي النية الحسنة لتصنع الأعمال الفنية العظيمة”.
مستوى متدن
وأوضحت عمر أنه “من غير المقبول أن يهان محمود درويش هكذا بأن يظهر للمشاهد
العربي بشخصية لا علاقة لها به، وأن يكون هناك مسلسل يروي سيرته بهذا
المستوى المتدني، إذ نلاحظ ضعف السيناريو وسطحية الحوار وتفكك البنية
الفنية، كما أن القالب الرومانسي الذي أطر مسلسل نزار قباني سابقا لم يكن
فكرة مناسبة للتعبير عن شاعر كدرويش الذي حمل قضية وطنه طوال حياته”.
وقال الناقد المصري محمد قناوي إنه وضع مسلسل “في حضرة الغياب” ضمن قائمة
الأعمال الدرامية التي يحرص على متابعتها خلال زحام شهر رمضان لقيمة محمود
درويش كشاعر والحياة الاجتماعية والسياسية التي عاش فيها، “لكن مع انتهاء
الحلقة الأولى أعترف بأنني أصبت بصدمة كبيرة نتيجة الأحداث الملفقة
والتمثيل المبالغ فيه، حيث بدا واضحا أن الصبغة التجارية أو الدواعي
الدرامية فرضت نفسها على كاتب السيناريو”.
واستنكر الكاتب اللبناني فادي عاكوم المستوى الذي ظهر عليه المسلسل في
الحلقات الأولى قائلا: “لا اعتقد أن العمل أتى بالقيمة التي توقعناها رغم
أن الكثير من المشاركين فيه عايشوا محمود درويش خصوصا الموسيقار اللبناني
مارسيل خليفة”، مشددا على أن تقديم درويش بهذه الطريقة التي وصفها بأنها
“باهتة” تحط من قدره ومكانته.
وأضاف أن الممثل الذي جسد شخصية درويش يشبه كل شيء إلا درويش، ولو تم البحث
لاختيار الشخص المناسب للعمل فسيجد صناعه أكثر من فنان أفضل.
الجريدة الكويتية في
06/08/2011
الدراما الخليجيَّة والدراما الكويتيَّة… كيان واحد شكلاً
ومضموناً
كتب: أحمد عبدالمحسن
امتزجت الدراما الكويتية والدراما الخليجية في السنوات الأخيرة وشكلتا
كياناً واحداً نافس بمواضيعه وتقنياته المادية والبشرية الدراما العربية
وغيرها التي تقدَّم على الفضائيات. هذه الخلاصة أجمع عليها العاملون في
الدراما الكويتية، مؤكدين أن الدراما الخليجية استفادت من عوامل نجاح
الدراما في الكويت ومن الكفاءات الكويتية في التمثيل ومجالات أخرى…
حول مستوى الدراما الخليجية اليوم استطلعت «الجريدة» آراء فنانين من
الكويت.
عبير الجندي
ترى الممثلة عبير الجندي (أحد أبرز نجوم الكويت وجسّدت شخصيات درامية) من
واقع تجربتها أن الدراما الخليجية حققت، في السنوات الأخيرة، خطوات إلى
الأمام، وهي متميزة بكل المعاني، تقول: «لا يمكن فصل الدراما الخليجية عن
الدراما المحلية فقد أضحت مزيجاً مشتركاً
بين دول الخليج العربي, ولم تعد ثمة دراما سعودية
أو بحرينية أو كويتية بل دراما خليجية بحتة، تحديداً بعد الغزو, إذ تضمّ
المسلسلات الكويتية ممثلين من السعودية والبحرين… وهذا أمر عظيم وجميل ليس
بالنسبة إلى الممثلين فحسب، بل المخرجين والمعدّين والمنتجين الخليجيين
والعرب».
تضيف الجندي: «تحتلّ الدراما الخليجية مكانة متميزة بين الدراما العربية
ولديها نسبة مشاهدة عالية على الصعيد العربي، وقد شقت طريقها بمنتهى
الحرفية وبات تزايدها المستمرّ يشكل واقعاً درامياً جديداً».
أحمد السلمان
يرى الممثل أحمد السلمان أن الدراما الخليجية متميزة وقوية وتجذب المشاهد
الخليجي أكثر من الدراما العربية، وأن الفضل في تألقها الملحوظ يعود إلى
وفرة الفضائيات الداعمة، ما أدى إلى زيادة الجمهور الخليجي المتشوّق الى
متابعة مسلسلات محلية خليجية تحمل عادات وتقاليد مشتركة.
يضيف السلمان، الذي شارك في عشرات الأعمال الكوميدية في السنوات الأخيرة:
«تعتبر الدراما الخليجية الأفضل على الساحة راهناً وحققت قفزات إلى الأمام
وتجاوزت في بعض أعمالها ما تطرحه الدراما العربية. من هنا الدراما الخليجية
في قمة عطائها ونشاطها وتسيطر على ما يُعرض في الفضائيات، ويعود ذلك إلى
عوامل أهمها ارتفاع نسبة المشاهدة وطرح قضايا تهمّ المجتمعين العربي
والخليجي بجرأة
لم تكن موجودة سابقاً»…
ضيف الله زيد
يوضح الكاتب الدرامي والسيناريست ضيف الله زيد (أحد الأركان المهمة الفاعلة
في الدراما المحلية والخليجية وكتب مسلسلات من بينها: «درويش» و{كريمو»
وشكّل ثنائياً مع الفنان داود حسين)، أن الدراما الخليجية شهدت في السنوات
الخمس الأخيرة تطوراً على الأصعدة كافة، وانضمّ إليها كمّ مميَّز من
الكتّاب والمخرجين والمنتجين الذين يملكون رؤية صنّفت الدراما الخليجية بين
الأقوى في العالم العربي، وذلك عبر أعمال عُرضت على الفضائيات وجذبت
جمهوراً عريضاً يحرص
على متابعتها بكثرة، لأنه
لمس فيها الصدق في الطرح ومناقشة قضايا المجتمع بأسلوب واقعي مع جرأة واضحة
إنما لا تتجاوز الخطوط الحمر…
إبراهيم بو طيبان
يبتعد الممثل الشاب إبراهيم بوطيبان عن مسمى الدراما الكويتية مؤكداً أنها
أضحت دراما خليجية بحتة، لكن للأسف سلبياتها أكثر من إيجابياتها، فهي تطرح
قضايا خطيرة بعيدة عن واقع مجتمعات الخليج العربي، ولا
تقدّم حلولاً…
يقول بوطيبان: «تعالج الدراما تفكُّك الأسر وتخرج عن الطابع الأخلاقي عبر
اختيار شخصيات تكون عادة بعيدة عن الفطرة،
كتشبُّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال. الأدهى أن هذه الدراما تدخل
بيوتنا من دون أن تطرق الباب، فالتلفاز موجود في كل منزل، لذلك تأثيرها على
الشارع قوي فاعل وبات التشبُّه بالطابع الغربي أحد أساسيات الدراما
الخليجية».
يضيف بوطيبان: «لا أتوجّه نحو الدراما بشكل كامل إنما أضطر إلى التعايش
معها بطريقة مختلفة. أعشق الجرأة والأدوار القوية والجريئة، لكن ما يحصل
اليوم أن المفاهيم التي تُطلق عليها صفة الجرأة تتعارض مع الدين الإسلامي
والعادات والتقاليد… عموماً، تأثّرت الدراما الخليجية بالدراما الكويتية
بشكل كبير».
الجريدة الكويتية في
06/08/2011
مشاهير حول الكعبة:
الفنان محمود الحديني: أتمنى الحج هذا العام تجنباً لحر
المواسم المقبلة
كتب: القاهرة – أحمد فوزي
كانت أول عمرة لي منذ سنوات عن طريق نقابة الممثلين حيث ذهبت إلى رحلة عمرة
بصحبة زوجتي الفنانة والكاتبة نادية رشاد». هكذا يقول الفنان محمود الحديني،
مضيفاً: «لن أستطيع أبدا أن أعبر عن شعوري لحظة وصولي إلى المدينة المنورة،
ولن أستطيع أن أصف الحالة التي كنت عليها خلال وجودي داخل المسجد النبوي أو
الحرم المكي، فهذه الأجواء الروحانية تأخذك تماما وتبعدك عن عالم الدنيا
وهو شيء جميل جدا، وكنا في منتهى السعادة، خاصة أن إقامتنا في مكة كانت في
فندق يطل على الحرم المكي مباشرة وهو ما أتاح لنا قضاء أكبر وقت ممكن في
البيت الحرام، وفي الحقيقة كانت أياما جميلة جدا جدا، وهذا ما جعلني أبحث
عن أي فرصة لزيارة الأماكن المقدسة مرة أخرى وانتهز أي فرصة خلال وجودي في
المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة».
ويتابع: «خلال رئاستي للبيت الفني للمسرح عام 2001 طلبت إحدى المؤسسات
السعودية عرض أحد عروض مسرح العرائس في المملكة فكان طلبي الوحيد من
القائمين على هذه المؤسسة أن تتاح لي الفرصة لأداء العمرة وبالفعل تمت
تلبية أمنيتي وشرفت بها للمرة الثانية، وكان معي فريق مسرح العرائس كاملاً
وكانت هذه اللحظة من أسعد لحظات حياتي».
ويؤكد أن المرتين اللتين أدى فيهما مناسك العمرة وزيارة الأماكن المقدسة
كان الإحساس فيهما متباينا، «فالمرة الأولى كانت حالة مختلفة تماما وكنت
منبهراً ومشدوداً وهو شعور جديد لم أعهده من قبل، أما الرحلة الثانية فكأنك
تزور مكانا تعهده وتعرفه من قبل». ويضيف الحديني: «من المواقف التي لفتت
نظري ولا أنساها مطلقا أن رحلتنا من المدينة المنورة إلى مكة كانت
بالأتوبيسات ووصلنا ليلا وهذا أتاح لنا مشاهدة الأنوار التي كانت تحيط
بالكعبة من خلال الجبال المنتشرة على جانبي الطريق، وهذه الإضاءة المستخدمة
كأنها أتت من الجنة وتشعر أنها إضاءة روحانية تأخذك وتجذبك نحو التفاعل
معها والتفكير فيها». ويكمل: «أيضا لحظات الطواف التي تشاهد فيها جميع
الأجناس تطوف معك والمسنين يحرصون على أداء المناسك وهذا الطواف مستمر على
مدار الساعة لا يتوقف إلا لأداء الفريضة وهي حالة غريبة وجميلة تدهشك خاصة
إذا نظرت إليها من مكان مرتفع».
ويتابع: «كذا من أبرز المواقف التي لا أنساها حينما كنت أنا وزوجتي نقوم
بالطواف حول الكعبة ولم نستطع الوصول إلى الحجر الأسعد نظرا للحشد الكبير
من المسلمين وكانت أمنيتها أن تلمسه بيدها فقمت ببعض المحاولات وفي النهاية
استطعت أن أصل بها للحجر الأسعد وجعلتها تلمسه وتقبله للتبرك به».
«الشيء الثاني أنني كنت أعتقد أن الصفا والمروة عبارة عن خلاء وصحراء، لكن
وجدت أن التجديدات التي تجرى والتطوير الذي يحدث بالمملكة جعلت من الصفا
والمروة ممراً مكيفاً تماما للتخفيف على الحجيج وكان هذا مفاجأة بالنسبة
لي».
وعن ذكرياته في المملكة يقول: «أيضا أصبت بنزلة برد أثناء أداء المناسك
وحينما ذهبت للمستشفى تم الاحتفاء بي بحرارة وأعطوني دواء بمجرد أن تناولت
بعضه ذهب عني المرض وحينما عدت لمصر أصيبت ابنتي بنزلة برد فأحضرت لها نفس
الدواء، والعجيب أنها تناولت محتويات علبة كاملة ولم تتحسن حالتها وأظن أن
ذلك يرجع لبركة الأماكن المقدسة».
وعما لفت انتباهه هناك يذكر أمورا منها «إغراق الأسواق السعودية بالمنتجات
الصينية مثل السبح وسجاد الصلاة والجلباب، واندهشت حينها من غياب الدول
العربية وخاصة مصر من سد احتياجات الأسواق السعودية من هذه المنتجات ونحن
مشهورون بها، ولدينا الإمكانيات الفنية اللازمة».
ويشير الحديني إلى «أن تجار المدينة أرقى في المعاملة وبشوشون مع المشتري،
فالمصري معروف أنه يحب الفصال في الأسعار وتجد التاجر المدني ياخد ويدي
معاك أما التاجر المكي فلا يتقبل ذلك فكلمته واحدة».
وعن دعائه في الكعبة المشرفة يقول: «حرصت على الإكثار من الدعاء داخل
الروضة الشريفة والكعبة المشرفة، وفي البداية كنت أدعو أن الذي لم أستطع
تحقيقه في حياتي أن يحققه أولادي والحمد لله ابني طبيب وابنتي خريجة كلية
التجارة وتزوجا ولديهما أبناء وحياتهما مستقرة والحمد لله».
ويضيف قائلاً: «أستعد من الآن لأداء فريضة الحج الموسم القادم خوفا من
الحرارة الشديدة ومخافة أن يدخل موسم الحج في فصل الصيف قبل أن أقوم بالحج،
وبالتالي يكون أداء الفريضة حينئذ نوعا من المشقة والألم، وأتمنى أن يكتب
لي أداء فريضة الحج حيث إن أول شيء أفعله داخل الكعبة المشرفة سوف أدعو
لمصر بالاستقرار، فما أحوجنا إلى الاستقرار، وأن يولى علينا إنسان يحب هذا
الوطن، ويعمل على الارتقاء به، ويقوده إلى مرحلة جديدة ويعود به إلى سابق
عهده».
ويوضح الفنان الكبير: «سبقتني زوجتي الفنانة نادية رشاد في أداء فريضة
الحج، وذلك حينما أرادت إحدى الشركات المصرية للسياحة أن تكافئ نجوم مسلسل
أم كلثوم بأداء فريضة الحج بعد نجاح عرضه تلفزيونيا، فاختارت المخرجة إنعام
محمد علي والفنانة صابرين والفنان أحمد بدير وكمال أبورية وزوجتي، ونظمت
لهم رحلة حج دون أن يتكبد أحدهم أي تكلفة».
ويختتم كلامه بقوله: «أسمع عن الحج السياحي لبعض الفنانين، وهناك من يسافر
على نفقة أحد الأغنياء بطائرة خاصة للوقوف على عرفة والعودة في نفس اليوم،
واعتقد أن هذا لا يجوز، لأن الفنان ليس في حاجة لأن يؤدي الفريضة على نفقة
أحد، والأولى أن تخصص هذه النفقات للفقراء».
الجريدة الكويتية في
06/08/2011 |