تشن حملة قاسية على
مسلسل «في حضرة الغياب» الذي يتناول سيرة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود
درويش،
فبعد صفحات أنشئت على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» رافقت
المسلسل منذ بداياته،
تطالب بمنع الممثل السوري فراس ابراهيم من أداء دور درويش، وصلنا مؤخرا إلى
بيانات
تطالب بوقف العمل، أو تتهمه بالإساءة، من بينها بيان «لمؤسسة محمود درويش»،
وآخر
لمثقفين فلسطينيين بلغوا حوالى الألفي مثقف.. ويبدو أن الحبل
على الجرار.
ليست
البيانات دائما عملاً ديموقراطياً، ولا نعتقد أن الأمر أساساًَ يستحق،
خصوصاً أن
العمل الفني، بطريقة ولادته ووصوله إلى الجمهور، ومن ثم ردود
فعل المتفرجين يكون قد
حصل فعلا، إما على المكافأة أو التوبيخ اللازم. والمسلسل، كما هو واضح من
شكاوى
منتجيه، لم يبع بالقدر الكافي، وعلى ما يبدو هذا تجاهل أول من قنوات تعرف
جمهورها
وتعرف أي مواد يريد. وهناك بالطبع تعليقات الصحافة، والأهم سوق
الإعلان التي تعتبر
أمراً حاسماً في تقدير العمل التلفزيوني.
الضجة المثارة حول المسلسل أكبر مما
يستحق، لأن المسلسل من الضعف بحيث أنه لن يشكل قوة في التأثير تساعد في
تمرير حقائق
أو تزويرها عن الشاعر الراحل. ونقترح هنا على المشاهدون تبديل زاوية النظر
إلى
المسلسل، كأن يجري النظر إليه كمعادل كوميدي لسيرة الشاعر
الراحل، وهذا الأمر يحتاج
قليلا من الاسترخاء، وحضور المسلسل جماعياً قدر الإمكان، حسب نصيحة هنري
برغسون،
صاحب كتاب «الضحك».
الكوميديا تبدأ من ذاك التنافر الهائل في المواصفات
الجسمانية بين الشاعر والممثل، وبالطبع ليس هناك ما يعيب لدى الحديث في هذا
الأمر،
فالجسد في التمثيل هو أهم أدوات الممثل، ومن غير المقبول أن تأتي بممثل
قصير القامة
ليلعب دور درويش، الطويل القامة والوسيم، وكذلك من غير المقبول أن تقدم
قصائد
الشاعر الكبير، وهو أجمل من ألقى شعره، بإلقاء هزيل.
من المبكر أن نتناول أحداث
المسلسل وطريقة معالجة سيرة الشاعر في السيناريو الذي كتبه حسن م يوسف،
ولكن
بالإضافة إلى أن أجواء المسلسل تذكر بمسلسل المخرج نجدت أنزور السابق
«ذاكرة
الجسد»، حيث نساء جميلات وستائر ولوحات تشكيلية، فإن اللافت
ذلك الماكياج غير
المحتمل الذي وضع للممثلة التي تلعب دور والدة الشاعر، إلى الحد الذي
يجعلنا نشيح
بوجوهنا عن المشاهدة.
المشكلة أن فراس ابراهيم، وهو منتج المسلسل قبل أن يكون
بطله، لم يفد من تلك الحملات الاعتراضية المبكرة، وكان بإمكانه
أن يستثمرها
كاستطلاعات رأي مجانية تساعده في تصويب اتجاهه. إلا أنه حتى الساعة يعتبرها
حملات
حاقدة. في الغرب، حيث أصول صناعة الدراما، يحدث أحياناً أن تجرى اختبارات
مع
الجمهور، كأن توزع صور للنجوم على شريحة من المتفرجين لمعرفة
أي من الصور هي الأحب.
وهنا فإن أشهراً مديدة من الاعتراض على لعب فراس ابراهيم للدور لم تعن له
شيئاً،
وعلى الأرجح سيظل الرجل يكابر .. إلى ما بعد عرض المسلسل.
مثقفون يطالبون بوقف المسلسل
«المهزلة»
تتوالى ردود الفعل
السلبية والغاضبة على مسلسل «في حضرة الغياب»، بلغت حد توقيع بيان للمطالبة
بوقف
عرض المسلسل الذي وصف بـ«المهزلة»، بل والتظاهر أمام مقر
التلفزيون الفلسطيني في
رام الله لوقفه. فيما تتوالى الكتابات المعارضة للعمل.
أوردت وكالة «معاً»
الإخبارية خبراً مفاده أن نحو ألفي مثقف
بينهم ناشطون وأكاديميون في فلسطين
والعالم، طالبوا «تلفزيون فلسطين» بوقف بث المسلسل «المهزلة»، واعتبروا أنه
ذو طابع
تجاري يسيء إلى صورة محمود درويش. وأدانوا تورط الفنان مارسيل خليفة
والكاتب حسن
يوسف، والمخرج نجدت أنزور في هذا العمل السطحي المُزيف».
وكتبت ليانة بدر مقالة
بعنوان «درس في الفن الرديء» في صحيفة «الأيام» الفلسطينية. كما كتب سميح
شبيب
مقالاً بعنوان «الغياب في حضرة الغياب».
أما الناقد فخري صالح، فقد هاجم فراس إبراهيم
والمؤلف يوسف والمخرج أنزور، واصفاً العمل بـ«البضاعة الفاسدة» في مقاله في
جريدة «الدستور» الأردنية.
وظهرت العديد من الصفحات على موقع «فايسبوك» ذهب
بعضها حد المطالبة بمحاكمة فراس إبراهيم، في الصفحة التي حملت اسم «عشاق
محمود
درويش يطالبون بمحاكمة فراس إبراهيم وإيقاف مسلسل «في حضرة الغياب».
السفير اللبنانية في
06/08/2011
الصبّاح:
«الشحرورة» لم يتناول «الرحباني
وفيروز»
أصدر صادق أنور
الصبّاح (صبّاح إخوان) بياناً أكد فيه أن مسلسل «الشحرورة» لم يتناول
مطلقاً شخصيتي
الفنان الراحل عاصي الرحباني والسيدة فيروز.
ومما جاء في البيان: «تناقلت وسائل
الإعلام مؤخراً خبراً منسوباً إلى الأستاذة ريما رحباني مفاده أنها أقامت
دعوى
قضائية لدى قاضي الأمور المستعجلة في لبنان لوقف عرض مسلسل «الشحرورة» الذي
يتناول
قصة حياة الفنانة «صباح»، أو حذف المشاهد التي تخص والدها
الفنان الراحل عاصي
الرحباني ووالدتها السيدة نهاد حداد المعروفة بالفنانة «فيروز»، وذلك لعدم
موافقتها
على أن يتم تناول هاتين الشخصيتين في المسلسل بشكل مباشر أو غير مباشر، مع
الإشارة
هنا الى أن المسلسل، ومنذ بروز فكرة إنتاجه، قد جوبه سلباً من
البعض بالعديد من
الوسائل لا سيما القانونية منها، وفي هذا الصدد نشكر جهود المحامي شربل
بادرو غنام
وزملاءه لمساندتنا دائماً خلال هذه الفترة».
وأوضح البيان: «إننا كشركة تتعاطى
الإنتاج الفني في لبنان والعالم العربي منذ سنة 1954، لم ولن نسمح لأنفسنا
بأن تشوه
شخصية المبدع الراحل عاصي الرحباني أو الفنانة الرمز السيدة فيروز. كما
إننا لم ولن
نسمح لأنفسنا بأن نُسيء إلى الفنانة الأيقونة «صباح»، حيث كان هدفنا أولاً
وأخيراً،
وعندما قررنا أن نتبنى إنتاج مسلسل يتناول قصة حياتها وما مرت
به خلال رحلتها
الطويلة من إبداعات ونجاحات حققتها على مر السنين في جميع أنحاء العالم، هو
نقل هذه
التجربة الغنية بمرها وحلوها إلى المشاهد العربي وبموافقة الشحرورة صباح».
وأكد
البيان أن العمل لم يتناول مطلقاً شخصيتي الرحباني وفيروز، معتبراً المسلسل
«بمثابة
إهداء إلى المشاهدين، وهو بحد ذاته يعتبر إنجازاً مهماً للدراما اللبنانية».
السفير اللبنانية في
06/08/2011
«الشحرورة» مؤامرة على صباح؟
باسم الحكيم
مع توالي حلقات المسلسل الذي يروي سيرة الفنانة اللبنانية، تصاعد الجدل
ومعه الانتقادات التي أخذت عليه وقوعه في مغالطات وأخطاء تاريخية كبرى
حالما بدأ عرض «الشحرورة» الذي يروي سيرة صباح، انطلقت الاعتراضات. وارتفعت
حدة الانتقادات مع عرض الحلقة الخامسة أمس، قائلة إن المسلسل لا يحكي سيرة
الأسطورة التي روتها في برنامج خاص على شاشة «المستقبل» وفي حواراتها
الصحافيّة.
المخرجة كلودا عقل ابنة أخت صباح، ذكرت بعض التفاصيل الخاطئة التي وردت في
المسلسل، ورأت أنّه منذ الحلقة الأولى شاهدت الجميع باستثناء «الشحرورة»،
وأن ثمة الكثير من الأحداث التي جاءت من نسج خيال الكاتب ولا علاقة لها
بالواقع. وعلى صفحتها على «فايسبوك»، وصفت العمل بأنّه يشكل إساءة إلى
«الصبوحة» وتاريخها.
وبعد أيّام فقط، انضمت المخرجة ريما الرحباني لتقول بأنّها تأكدت أنّ «هذه
المؤامرة ليست على عاصي وفيروز فقط، بل تطاول صباح أيضاً، أي على الرموز
الذين صنعوا مجد الفن اللبناني»، واستنكرت ما وصفته بـ«المهزلة واستغلال
صباح بدل تكريمها».
وفي عزّ الكلام عن دعوى قضائيّة مشتركة سترفعها فيروز وصباح اللتان
ستكلّفان محامياً واحداً في القضيّة، ردّت الشركة المنتجة (سيدرز آرت
بروداكشن) ببيان أشارت فيه إلى أنّ «العمل لا يسيء إلى «رموزنا»، إذ لا
نسمح لأنفسنا بأن تُشوَّه شخصية المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز
والأيقونة صباح». وأضافت أنها تقدم مسلسلاً «يتناول قصّة حياة صباح، وما
مرت به خلال رحلتها من إبداعات ونجاحات على مر السنين، وهو نقل لتجربة غنية
بحلوها ومرها، وبموافقة الشحرورة صباح». وشددت الشركة على أنّ العمل لا
يتناول إطلاقاً شخصيتي عاصي الرحباني وفيروز.
من جهتها، توقفت كلودا عقل عند الكثير من التفاصيل في حياة خالتها نظيرة
التي غيّر صنّاع المسلسل اسمها إلى جميلة إضافة إلى زوجها السكير. علماً أن
قصّتهما هي من نسج خيال الكاتب، فيما تجاهل العمل تأثير موت سيمون شقيق
صباح، وتصوير مقتل جولييت (أخت صباح) بطريقة خاطئة. هذا إضافة إلى أخطاء
تاريخيّة أخرى وقع فيها المسلسل، كاستبعاد الدور المهم الذي لعبه شحرور
الوادي في حياة أولاد أخيه بعدما أدخلهم مدرسة اليسوعيّة في بيروت، ثم عدم
الإضاءة على مشاركة الشحرورة في فرقته وغنائها من أشعاره، فضلاً عن ظهور
شخصيّات ليست موجودة في الواقع. وتشير كلودا عقل إلى أنها أعطت المعلومات
بكل دقة للشركة المنتجة، لكنّها لم تستخدمها بحجة أن العمل لا يريد أن يضيء
على السلبيّات، «علماً أنني لم أر الإيجابيّات حتى الآن».
ويعلّق مدير المبيعات في الشركة المنتجة «سيدرز آرت بروداكشن» زياد الخطيب
أنّ «ما يروج من اعتراضات عن المسلسل، أكثر بكثير من الاعتراضات الفعليّة»،
موضحاً أن صباح لم تعترض على أمور أساسيّة بل على تفاصيل بسيطة، و«ما وصلنا
هو مجرد شكوى من فيروز ردّها القاضي، تفيد بأنّ العمل يحوي بعض المغالطات».
وشدّد على كلام صاحب الشركة صادق الصباح بـ«أننا في صدد تقديم عمل درامي عن
صباح، ولا نوثّق حياتها». ويستبق الخطيب ردود الفعال المقبلة قائلاً بأنّ
ما ذكر في العمل موثق بالصوت والصورة، مضيفاً أنّ المسلسل تصدّر لائحة
الأعمال التي تعرض في رمضان. خصوصاً في مصر، حيث تعرضه شبكة قنوات
«الحياة».
مع ذلك، يتضمن «الشحرورة» الذي حمل توقيع المصري أحمد شفيق، سيلاً من
المغالطات والأخطاء التاريخيّة، إضافة إلى تركيزه على أمور سطحيّة في حياة
صباح بدل إضاءته بعمق على البيئة التي صنعتها، فضلاً عن سوء اختيار بعض
الممثلين في مصر كشخصيّة اسماعيل ياسين التي لا تبدو مقنعة، وشخصيّة عبد
الوهّاب التي تأخذ منحى كوميديّاً. أما كارول سماحة، فلم تقنعنا في أدائها
شخصية صباح وعجزت عن نقل خفّة ظلّ صاحبة «ساعات ساعات».
الأخبار اللبنانية في
06/08/2011
الدراما الاجتماعية (والأخبار) نجمة الموسم السوري
وسام كنعان
دمشق | للمرة الأولى منذ سنوات، تبدو الحالة السياسية في سوريا طاغية على
المشهد الرمضاني. تحوّلت نشرة الأخبار إلى البرنامج الأكثر متابعةً عوض
المسلسلات وبرامج الألعاب. لكن رغم تراجع نسبة المتابعين للدراما السورية،
لا تزال شريحة واسعة من السوريين تعتبر الدراما جزءاً لا يتجزأ من هذا
الشهر. ولعل القاسم المشترك بين أغلب الأعمال هذه السنة هو السرعة التي
أنجزت فيها (راجع الكادر).
البداية من الأعمال الكوميدية التي بدت متشابهة لجهة التطويل والتكرار.
أقله هذا ما يمكن استنتاجه من الحلقات الأولى لأغلب هذه المسلسلات. مثلاً
«يوميات مدير عام 2» الذي يؤدي بطولته أيمن زيدان، يبدو شبيهاً بالجزء
الأول. ولم يتغيّر في السيناريو سوى اسم المديرية التي يرأسها النجم
السوري، وشخصيات الموظفين، فيما تبدو الأحداث مكشوفة للمشاهد، ويستطيع
توقعها منذ اللحظة الأولى. هكذا نتابع المدير وهو يتنكّر، ثم يأتي صديقه
المخرج التلفزيوني ليقدم له المساعدة، وصولاً إلى الفساد الذي يكتسح
المديرية.
أما في مسلسل «بقعة ضوء»، فيبدو ضعف النصوص المكتوبة في اللوحات واضحاً،
إلى جانب إعادة تكرار الممثلين لكركتيرات جسّدوها عشرات المرات سابقاً. وهو
ما جعل البعض يقول ــــ رغم اللمسة الإخراجية المتقنة ــــ إن هذا الجزء ما
هو إلا نسخة رديئة عن الأجزاء السبعة السابقة.
ومع ذلك، يبقى هذا العمل أحسن حالاً من مسلسل «فوق السقف»، إذ وعدت
«المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» بأن يكون السقف الرقابي في العمل
مرتفعاً، على أن يلامس الأوضاع الراهنة في سوريا بطريقة ساخرة. لكن الحقيقة
أن الصورة المبدئية لـ«فوق السقف» توحي بأنه استنساخ باهت جداً لما يحدث
على الأرض، من دون أن يرتقي إلى حرارة الواقع، أضف إلى ذلك غياب الحبكة عن
نصوص اللوحات التي أنجزت باستعجال شديد.
كذلك، فإنّ ياسر العظمة العائد إلى «مرايا» بعد غياب أربع سنوات، لم يقدّم
أي جديد. بل أعاد تكرار أدوار أدّاها سابقاً ضمن قصص أتخم بها الجمهور. وإن
كان مسلسل «الخربة» الأفضل مقارنة بالأعمال الكوميدية، بسبب براعة الممثلين
(دريد لحام، ورشيد عساف، وباسم ياخور، وآخرون) والبيئة الجديدة على
المشاهد، إلا أن العمل هو إعادة تقديم شكل قُدّم سابقاً في «ضيعة ضايعة».
هكذا لا نلمح أي جديد يذكر على المستوى الإخراجي، مع عجز النص عن جذب
المشاهد كما ينبغي في حلقات المسلسل الأولى.
حالة الكوميديا تنسحب على أعمال البيئة الشامية التي لا تزال تدور حول قصص
البطل الشعبي. وهو ما يحصل مع «الزعيم»، و«الدبور 2»، و«رجال العز»، فيما
تبدو محاولة «طالع الفضة» جادة لتوثيق تاريخ دمشق في منطقة محددة كانت تضم
أدياناً مختلفة، من دون أن ينتمي المسلسل بأي نحو من الأنحاء إلى أعمال
البيئة الشامية التي شهدناها سابقاً.
من جهة أخرى، بقي المسلسل التاريخي الوحيد «دليلة والزيبق» بعيداً عن
اهتمامات المشاهد، وخصوصاً في ظل الثورات الشعبية التي تبعده فعلياً عن
الاهتمام بالقصص التراثية أو السير الشعبية. وهي حالة تنطبق على «توق» كعمل
بدوي. أما مسلسل «في حضرة الغياب»، فقد قابله جدلٌ كبير منذ الحلقة الأولى
بشأن قدرة فراس إبراهيم على تجسيد حياة الشاعر الفلسطيني الراحل.
وسط ذلك، بالغ مسلسل «الولادة من الخاصرة» لسامر رضوان ورشا شربتجي في
تقديم جرعات مفرطة من الألم، يوازيها أداء مبالغ فيه لنجوم العمل الذين
راحوا يفرطون في تقديم حالات العذاب والنحيب.
ولكن لا بد من الإشارة إلى أن بعض الأعمال الدرامية الاجتماعية حققت حضوراً
واسعاً، واستطاعت جذب المشاهد من خلال نصوص محكمة أنجزها مخرجون متمكنون.
هكذا، أعاد حاتم علي في «الغفران» صورته المتقنة في نص رومانسي يغوص في
عوالم الإنسان، كتبه حسن سامي يوسف، فيما خلقت أحداث «السراب» تشويقاً
كبيراً لدى المشاهد للمفارقات التي يطرحها النص بين طبقات المجتمع السوري.
لكن أكثر الأعمال التي تبدو عليها ملامح الإبداع لهذا الموسم هو مسلسل
«جلسات نسائية» لأمل حنا والمثنى صبح. المخرج الشاب يقترح من خلال عمله
شكلاً جديداً للصورة برؤية بصرية مبهرة وحركة كاميرا تتماشى مع إيقاع
الحدث. كذلك لجأ إلى كل مقومات الجمال التي تحتويها الدراما التركية،
وطوّعها في عمل سوري خالص يطرح قصصاً واقعية، إضافة إلى لمسته الواضحة على
الممثلين الذين يظهر بعضهم على نحو مقبول للمرة الأولى، من خلال هذا
المسلسل.
إذاً متابعة الدراما السورية تشير إلى أن القصص الاجتماعية المعاصرة التي
تلامس الواقع بعيداً عن الابتذال والمبالغة هي المرشحة لنيل جائزة المشاهدة
التي يمنحها الجمهور كل عام، ولكن من يعلم، قد تتغيّر الصورة في الأيام
المقبلة.
سباق مع الزمن
لا شكّ في أن أغلب الأعمال السورية أنجزت على عجل، ما جعل المخرجين لا
يركّزون على التفاصيل. مثلاً في مسلسل «السراب» نشاهد شخصية شاب فقير
متخرّج في المعهد الفندقي يجسّدها أحمد الأحمد. لكن مظهر هذا الأخير لا
يوحي بأنه يعمل في قطاع الطعام والطهو، بل يظهر بلحية طويلة، فيما يظهر
ارتباك واضح في تقدير الزمن في مشاهد متتالية من مسلسل «سوق الورق». ويظهر
واضحاً أن أحد مشاهد «طالع الفضة» (بطولة عباس النوري) قد «مُنتٍج» بطريقة
خاطئة. ومعروف أن مخرج العمل سيف الدين سبيعي سابق الزمن كي يلحق بموسم
العرض الرمضاني.
الأخبار اللبنانية في
06/08/2011
أبرزها «السرداب» و«المزواج» و«عبداالله وعذاري»
مسلسلات خارج سباق العرض الرمضاني
نايف الشمري
رغم ازدحام الدورة البرامجية الرمضانية هذا العام بعديد من الاعمال
والمسلسلات والبرامج، واشباع الفضائيات لرغبة جمهورها، سواء من المسلسلات
التراجيدية او الكوميدية او حتى برامج المسابقات والبرامج الحوارية الفنية،
الا ان انه لوحظ ان هناك عديدا من الاعمال والمسلسلات التي كان من المفترض
أن تعرض ضمن الدورة البرامجية الرمضانية، الا ان الجميع فوجئ بأن مصيرها
اصبح خارج رمضان، ولكل منهما ظروفه واسبابه الخاصة.
بعض هذه الأعمال والمسلسلات رحلت خارج العرض الرمضاني بسب عدم انتهاء
المنتج من تصوير مشاهدها لسبب أو آخر، لذا لم تلحق بركب قطار رمضان، والبعض
الآخر منها لم يجد المنتج محطة تعرضه، او لم يجد الفرصة الكافية والوقت
الكافي لتسويق العمل على الرغم من أنه أنجز عمله قبل فترة كافية، والبعض
الآخر من هذه الاعمال حدثت لها بعض الظروف والمشكلات التي عطلت تصويرها،
الامر الذي ادى الى عدم عرض العمل في رمضان، وهناك بعض المشكلات المتعلقة
بأمور الرقابة والمصنفات الفنية، حيث ان الرقابة لم تجز العمل الذي تقدم به
المنتج، مما ادى الى عدم عرضه في رمضان.
هنا نتوقف عند أبرز الأعمال التي لم تجد مكانا للعرض الرمضاني.
سرداب عبدالحسين
مسلسل السرداب للفنان عبدالحسين عبدالرضا، كان من المفترض ان يكون من
ضمن أعمال شاشة رمضان، لكن عبدالحسين عبدالرضا أجل تصوير العمل نظرا للظروف
الصحية التي مر بها، على ان يستأنف نشاطه الفني بعد شهر رمضان، المسلسل هو
أول تعاون بين عبدالحسين عبدالرضا، والكاتبة هبة مشاري حمادة التي برزت
خلال الأعوام القليلة الماضية.
بيت العجيمي
من المسلسلات التي صورت وجهزت للعرض خلال الشهر الفضيل مسلسل البيت
السعيد للفنان والمنتج محمد العجيمي، وشارك في بطولة المسلسل عدد من
الأسماء البارزة مثل انتصار الشراح ومنى عبدالمجيد وامل عباس وغادة السني
وشهاب حاجية وخالد العجيرب والماس وغيرهم، لكن المسلسل لم يعرض وتأجل إلى
ما بعد الشهر الفضيل.
الفنان محمد العجيمي ارجع اسباب عدم عرض المسلسل في رمضان الى انه لم
يجد محطة مناسبة تعرض العمل خلال الشهر الفضيل بالسعر الذي يريده، حيث ان
جميع القنوات كانت قد اعتمدت دورتها البرامجية الرمضانية، ولم يعد هناك
مجال لعرض المسلسل في أي محطة، وكان العجيمي قد تلقى عروضا من بعض القنوات
لشراء العمل وعرضه خلال شهر رمضان، لكن سعر البيع لم يناسبه، لذا آثر أن
يؤجل عرض مسلسله إلى وقت آخر. الفنان محمد العجيمي أكد بأنه يسعى لبيع
العمل خارج شهر رمضان، وأوضح بأنه في طور الاتفاق مع احدى المحطات الفضائية
لعرض العمل في دورتها بعد العيد.
عبدالله وعذاري
من المسلسلات التي خرجت من سباق رمضان مسلسل عبدالله وعذاري أول إنتاج
للفنانة مونيا، فقد صورته قبل شهر رمضان بفترة طويلة، وكان جاهزا للعرض،
وأعلنت مونيا أن هناك أكثر من فضائية ستعرضه خلال دورة رمضان، لكن الحظ لم
يحالف مونيا هذه المرة، حيث لم تلحق بتسويق العمل قبل شهر رمضان، مما
اضطرها الى بيعه إلى فضائيات ستعرضه بعد شهر رمضان الكريم، المسلسل من
تأليف دخيل النبهان، وإخراج حسن أبو شعيرة، وبطولة مونيا، جاسم النبهان،
أحمد الصالح، تركي اليوسف، اسمهان توفيق، ليلى السلمان، ويتناول قصة
رومانسية تدور أحداثها في إطار درامي حول دكتورة نفسية تعاني من زواجها
الأول من شخص سادي الطباع، وعبدالله الذي فقد بناته في حادث بعد اكتشافه
خيانة زوجته، ليرسم القدر طريقهما سويا، حيث يلتقي والدكتورة اثر تعرضه
لصدمة نفسية.
مزواج الصيرفي
مسلسل المزواج الجزء الثاني للفنان والمنتج محمد الصيرفي، ايضا اصبح
مصيره خارج دورة رمضان، على الرغم من ان الصيرفي كان قد انتهى من تصويره
قبل رمضان بفترة طويلة، لكن لم يحالفه الحظ هذه المرة في بيع العمل
وتسويقه، رغم انه كان قد سوق «المزواج الجزء الاول» في العام الماضي، لكن
قناة الـ ام بي سي لم تأخذ منه هذا الجزء، لأنها انتهت من تجهيز دورتها
الرمضانية هذا العام مبكرا.
ستار الليل
الفنان والمنتج نايف الراشد بدأ تصوير مسلسله الجديد «ستار الليل»
مبكرا، لكنه توقف بعد فترة إثر تعرض العمل لمشاكل مع رقابة المصنفات الفنية
في وزارة الاعلام، بعدها استأنف المنتج نايف الراشد التصوير، لكنه لم يلحق
بركب قطار اعمال رمضان هذا العام.
أعمال مؤجلة
الفنان والمنتج باسم عبدالامير كان من المفترض ان يقدم في شهر رمضان
هذا العام ستة أعمال، لكنه نجح في تسويق أربعة أعمال بدلا من اربعة هي «بو
كريم برقبته سبع حريم» للفنان سعد الفرج والكاتبة هبة مشاري حمادة، وثلاثة
أعمال للفنانة هدى حسين هي «الدخيلة»، و «الملكة»، و «علمني كيف انساك»،
وكان من المفترض ان يصور مسلسلا «حريم ابوي»، و «مذكرات عائلية جدا»، لكنه
رحّل هذين العملين الى ما بعد دورة رمضان، لانه لم يلحق على تصويرهما
لانشغاله بتصوير الاعمال الاربعة الاخرى.
أما المنتج مشاري الحريبي فقد كان من المفترض ان يصور عملا بعنوان
«الضحية» لشهر رمضان، لكن اصبح مصير العمل خارج شهر رمضان، لان المنتج لم
يسعفه الوقت لتجهيز العمل قبل شهر رمضان.
القبس الكويتية في
06/08/2011 |