في أول حوار بعد عرض مسلسل الشحرورة قالت الفنانة الكبيرة صباح إن
المؤلف قدم
تفاصيل من خياله ولم يلتزم بما روته, مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتبرأ
منه لأنه
في النهاية عمل يحمل اسمها.
وأضافت الشحرورة هاتفيا لـ الأهرام المسائي إن المسلسل أثار ردود
أفعال متباينة
بسبب ما يحمله من تفاصيل شخصية لها, ولآخرين كاشفة تفاصيل مكالماتها
الهاتفية مع
المطربة الكبيرة فيروز, وكذلك ابنتها هو يدا, وموقف الأخيرة من ظهور
شخصيتها في
العمل..
وإلي نص الحوار:
·
انتشرت أخيرا اخبار تقول إنك غير
راضية عن
المسلسل حتي الآن, فما حقيقة ذلك؟
** نعم, فالكاتب اضاف إلي المسلسل
أحداثا لم أروها, لأنها لم تحدث اصلا في حياتي, وهكذا فإنه
فمن أجل تقديم دراما
أضاف اشياء لا علاقة لي بها, غير ان المنتج قدم توضيحا علي الإنترنت بأن
هناك
زيادات تمت إضافتها في العمل.
·
لماذا وافقت من البداية علي
تقديم خصوصياتك
في الوقت الذي يحرص الفنانون علي إخفاء ما مروا به؟
** الخصوصيات التي عرضت
عن عائلتي في المسلسل معظمها غير صحيح والصحيح منه حتي الآن
هو10% فقط, أما
الباقي فهو من خيال المؤلف وعلي سبيل المثال, فقد قدم المسلسل والدي علي
انه أب
متسلط يعشق الفلوس, ويحاول ان يسلب مني الأموال بأية طريقة, ولكن
الحقيقة ان
أبي غير ذلك تماما وإلا لماذا باع منزله حتي يأخذني إلي
القاهرة في مكتب المنتجة
آسيا, وأنطلق إلي عالم النجومية.
أما فيما يخص مسألة عرض الخصوصيات من
عدمها, فالجميع يعلم اني كتاب مفتوح ولا أخفي شيئا.
·
هل معني ذلك انك
تتبرئين من المسلسل؟
** لا ليس لدرجة أنني اتبرأ من العمل, ولكنني ضد
التشويه الذي حدث في الحلقات والحمد لله ان الشركة المنتجة قدمت اعتذارا
رسميا عن
ذلك وأكدت أن هناك إضافات من خيال المؤلف.
·
يقولون إنك وافقت علي عرض شئونك
الخاصة من أجل المال إلي أي مدي يصدقون فئ هذا؟
** قبل كل شئ أنا لست في حاجة
إلي المال بهذا الشكل الذي تتحدث عنه وإلا كنت طلبت في هذا
المسلسل علي الأقل خمسة
ملايين دولار, لكن الفلوس التي تقاضيتها ضئيلة جدا.
لقد وافقت بعدما اعجبتني
الفكرة نفسها ووجود مسلسل يؤرخ لقصة حياتي, كما ان الإنتاج
ضخم, والمنتج كان
متحمسا, وهو ما جعلني أوافق لشعوري انه سوف يكون عملا مميزا.
·
ورغم ذلك
لم يلق العمل قبولك؟
** لقد أردت أن يري الناس صباح الإنسانة, ليعلموا كل ما
بداخلي بمعني ان يشاهدوا فرحي وبكاي وعذابي وغنائي, احببت ان يعلموا انني
إنسانة
عادية: افرح كثيرا وأمر بصعوبات أكثر, ومثلما أعطاني الله
أشياء حلوة كثيرة أخذ
مني أشياء حلوة ايضا وهذه هي الحياة.
·
هل نجحت كارول سماحة ان توصل هذا
الإحساس؟
** نعم, كارول فنانة عظيمة, وصوتها قوي ومميز, وقدمت الدور
بشكل جيد.
·
تردد انك كنت تريدين رولا سعد
لتقديم دورك في المسلسل؟
**
المسئول عن الاختيارات هو المنتج والمخرج, ولقد قاما بعمل كاستنج ووجدا
ان كارول
الأنسب للدور, كما أنني كنت أتحدث مع رولا, فقالت لي: لا أجرؤ علي
تقديم
شخصيتك مهما حدث, ولذلك وقع الاختيار علي كارول حبيبة
قلبي.
·
ما الشئ
الذي رفضت ذكره في المسلسل, وقلت هذا خط أحمر؟
** لا يوجد عندي ما أخفيه,
فأنا لست من النوعية التي تفعل شيئا ثم تخجل منه, لأنني إذا
علمت أنني سوف أخجل
من هذا الشئ فإنني لا افعله, وكما قلت لك: فأنا كتاب مفتوح ومعروف عني
الصراحة.
·
ما رأيك في البيان الذي صدر من
عائلة الرحبانية حول عدم قبولهم
ذكرهم في المسلسل؟
** في البداية ظنوا ان المسلسل سوف يسئ اليهم, وأنه من
الممكن اختلاق قصص غير صحيحة, لكنني في النهاية أروي علاقتي بالرحابنة,
وقت ان
كان منصور وعاصي صغيرين, حينما قدمت معهما مسرحا كما انني في
أحد اللقاءات
التليفزيونية قلت إنني لست مجنونة حتي احكي قصصا لا علاقة لي بها, فكل ما
يهمني
هو الجزء الخاص برحلتي مع الرحابنة فقط.
·
هل حدث اتصال بينك وبين السيدة
فيروز؟
** هناك اتصال فيما بيننا بصفة مستمرة, وقد أوضحت لها في احدي
المرات
انني لم اتطرق في المسلسل إلي خصوصيات الرحابنة ابدا.
·
وماذا عن ابنتك
هويدا التي قيل انها كانت ترفض ذكر اسمها بشدة؟
** كانت تظن ان المسلسل سيحدث
به تشويه سواء لي أو لها ولذلك رفضت ذكرها في المسلسل, وقالت
لي يا ماما
انتبهي, فقلت لها: من المستحيل ان اذكرك بشئ يسئ اليك وأخبرتها انني
أتابع
تفاصيل العمل أولا بأول, فقالت لي: إذا كان كل شئ علي ذوقك, الله
يوفقك.
هويدا عمرها ما عارضتني, ولكنها في النهاية تريد ان تعيش في سلام
ولكن بخلاف ذلك ما كان عندها أي مشكلة ان تظهر بالمسلسل.
·
هل تحرصين علي
الاتصال بها؟
** بالطبع فهناك اتصالات مستمرة بيننا, وقد كانت في لبنان منذ
اسبوعين حيث قضت إجازتها ثم عادت إلي أمريكا مرة أخري, ولا صحة لما يتردد
حول
انقطاع العلاقات بيننا.
الأهرام المسائي في
12/08/2011
كل مواطن عربي يكتب نصه الدرامي في "المجهول"
ونظام
"باب
الحارة العربي" تغير نهائياً
يقظان
التقي
نظرة جديدة تسيطر على
دراما رمضان بدورتها الحالية بسبب احداث "الربيع العربي". ليس لأن الدراما
العربية
كانت جزءاً اساسياً او هامشياً من التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية
العربية، وليتها كانت كذلك، أي انها عامل من عوامل تجريب التحولات في
الواقع
المعيش، وابنة الواقع العربي نفسه. وليس ذلك النزوع في الكتابة
بلغة الاستشراق
والعودة الدائمة الى التاريخ والغيتو والضيعة والحارة وكتابة تنحصر في
النظام العام
ولا تدخل الى عمق الواقع لمعالجة المشاكل على المستويات كافة
.
حبذا لو كانت
الدراما العربية اداة للنهوض وما شاهدناه اكثر (ما خلا استثناءات سجلتها
نجدة انزور
على الشاشات الرمضانية) لغة لا تروي روايات حقيقية بقدر تزيد اعجاب الاخر
وللترجمة
اكثر لنيل اعجاب الآخر. مع ذلك ثمة من يكتب عن تأثير ما
للدراما العربية الرمضانية
من الناحية العملية من التراكم العام لحركة الثورات العربية او في نظام
"باب
الحارة" الجديد. الواقع شبه المحسوم ان الواقع العربي اليوم مع ما نشهده
على
الشاشات يبدو اكثر درامية ويسبق النص الدرامي المكتوب ليصير هو
الدراما نفسها
ويتجاوز كل الاشكال الاخرى الجاهزة. قد يكون ما يجري على الارض وفي الميدان
يمثل
الحالة الدرامية التي تخلق اللغة والبنية والوظيفة والعناصر والادوات وتسبق
النظرية
نفسها. وصار الشارع العربي يرتجل نفسه كما يرتجل مدينته وشارعه وقضاياه حتى
ولو في
مجهول الحرية العام. هذا جزء مهم لا يعرف الى الان في اي اطار فني سيصب مع
صدور
عشرات الكتب والروايات عن الثورات العربية الى الان. ففي مناخ
الثورات القائمة في
عدد كبير من البلدان، بات الحديث عن أثرها في المجالات االسوسيولوجية
والفكرية
والفنية من أكثر الموضوعات المطروحة. وبعض هذه الكتب يقرأ والبعض الآخر لا
يحمل
جديداً. وتشهد اليوم كل من مصر وتونس فورة ثقافية تتجه بمجمل المشاريع الى
الحديث
عن الثورات والى تصوير أثر التظاهرات والثورات في الشعوب
والحضارات والثقافات
المتنوعة.. ثم ان واقع خارطة الدراما الرمضانية يشير الى الامور
الآتية:
الكثيرون من النجوم لا يعرفون مصير أعمالهم كما أن العديد من المنتجين
يخشون المجازفة لذلك من المتوقع أن تتغير خريطة دراما رمضان المقبل ويغيب
نجوم كبار
اعتدنا رؤيتهم كل عام خصوصا مع فشل معظم المنتجين في تسويق مسلسلات هؤلاء
النجوم،
مثل النجمة إلهام شاهين بعد توقف مسلسلها "قضية معالي
الوزيرة"، والتي كانت ستدخل
به إلهام السباق الرمضاني. ومثل النجم يحيى الفخراني وكان ينوى دخول رمضان
في
البداية بمسلسل "محمد علي" للكاتبة لميس جابر، ولكن وجد أنه يحتاج لفترة
تحضير
طويلة لذلك فضل تأجيله هذا العام، ثم شرع في الدخول بمسلسل آخر وهو مسلسل
"بواقي
صالح" للسيناريست ناصر عبد الرحمن، ولكن تأجل أيضا وبسبب الأحداث الجارية
في سوريا
فقد قرر محمد فوزي منتج مسلسل "بواقي صالح" الذي يلعب بطولته الفخراني
تأجيل تصوير
العمل حتى العام المقبل بسبب الأحداث التي تشهدها سوريا حالياً.
يُذكر أنّها
المرة الأولى منذ عام 1999 الذي يغيب فيها الفخراني عن الدراما الرمضانية.
ومثله
الفنان نور الشريف وجمال سليمان وتيم حسن والنجمة داليا البحيري وسمية
الخشاب
وتيسير فهمي والفنان خالد صالح وهند صبري واسماء اخرى.
أما الفنان أشرف عبد
الباقي فقال إنه أعتزل دراما في ظل هذه الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد
وتصاعد
موجة المظاهرات والاعتصامات مرة أخرى.
ثانيا تراجع شعبية البعض من هؤلاء النجوم
بسبب موقفهم السلبي أثناء الثورة. لذلك من الممكن أن نشاهد
نجوما جدداً غير المعتاد
عليهم في دراما رمضان. فالزعيم عادل إمام لم يعد زعيماً وقد تأثرت شعبيته
هو الآخر
داخل مصر بسبب تصريحات عكست انتماءة للنظام السابق. يبحث حاليا الفنان عادل
إمام عن
طريقة يتخفي بها ليحضر بنفسه عرض فيلمه "زهايمر" وسط الجمهور
في سينمات مختلفة خلال
أيام العيد. من ناحية أخرى يتابع عادل إمام تحضيرات مسلسله الجديد "فرقة
ناجي عطا
الله" بعد أن قرر التفرغ الكامل له تمهيداً لعرضه في شهر رمضان الحالي.
بالتأكيد
نجوم رمضان سيحتفلون بعد تراجع شعبية نجوم رمضان السابقين كالفخراني وإلهام
شاهين
ونور الشريف وستقل أعمالهم لأنهم كانوا يعتمدون على أجور فلكية لن تتكرر
مرة أخرى
وهي فرصة لبروز مواهب جديدة شابة وخبيئة. وهذا امر مهم لتجديد شباب الدراما
العربية
وبعض الاسماء ستتراجع نجوميتها الى مرتبات تالثة ورابعة وعاشرة
.
الدراما
السورية
الدراما السورية التي ازدهرت اخيرا ونافست بقوة الدراما المصرية
واجتاحت
بعض مواقعها، يتمثل موسمها موسم 2011 بأحد عشر مسلسلاً تلفزيونياً يتم
عرضها، بينها
خمسة مسلسلات اجتماعية، وثلاثة كوميدية، وعمل سيرة ذاتية يروي سيرة الشاعر
محمود
درويش مدار جدل بين الفنان فراس ابراهيم وعائلة محمود درويش
الصغيرة والكبيرة، وآخر
ينتمي لفئة البيئة الشاميّة، ومسلسل بوليسي واحد.
ومن بين تلك المسلسلات : مسلسل
"الغفران" مع المخرج حاتم علي، من إنتاج شركة عاج للإنتاج والتوزيع
الفني، والعمل
مأخوذ عن رواية "عن الحب والفراق"، سيناريو وحوار حسن سامي يوسف. ويشهد
المسلسل
عودة المخرج حاتم علي إلى الأجواء الرومانسية في الأعمال التلفزيونية،
والتي أبدع
فيها أعمالاً لا تغيب عن ذاكرة المشاهد العربي كما في "أحلام
كبيرة"، ومن الملفت
أنه من إنتاج شركة عاج في أول تعاونٍ بينهما. "تعب المشوار"
للمخرج سيف الدين
سبيعي، وبالتزامن مع عمليات تصوير مسلسل "الغفران".
الجزء الثاني من مسلسل
"الدبور" والمخرج تامر اسحق: وعلى خط أعمال البيئة الشامية عمد تامر
اسحق في تصوير
الجزء الثاني من مسلسل "الدبور"؛ من إنتاج شركة غولدن لاين، عن قصة للكاتب
مروان
قاووق. ثم بخصوص مسلسل "ذاكرة الجسد" عن رواية احلام مستغانمي فجرى الحديث
عن جزء
ثان لم يعرف عما اذا كان الانتاج روائياً او تمثيلياً وكان الحديث جرى عن
نية
الروائية انجاز جزء ثان من المسلسل بتوقيع المخرج حاتم علي،
وذلك بعد عرض الجزء
الأول من المسلسل للمخرج نجدة انزور في رمضان الماضي
.
الدراما
اللبنانية
اما بخصوص الدراما اللبنانية فهي امام فرصة حقيقية ونظيرتها الدراما
الخليجية التي تشهد انتعاشاً مهماً. كان من الممكن ان تستفيد الدراما
اللبنانية من
فرصة الانشغال بالثورات العربية وقد انجزت انتفاضاتها، وهي فرصة أن تستعيد
بعضاً من
ادوراها في الانتاج الدرامي الذي ازدهر في السبعينات واحتل
المرتبة الاولى عربياً
في زمن ازدهار الدراما اللبنانية عربياً، على غرار الانتاج الضخم جداً
لمسلسل "الشحرورة
صباح"، الذي شكل علامة مهمة في الدلالة على مستقبل الانتاجات اللبنانية
الضخمة في مغامرة كبيرة وجريئة اقدم عليها تلفزيون" المستقبل"، باكورة
العودة الى
الانتاجات الضخمة وبملايين الدولارات ومثله وبدرجة اقل مسلسل " باب ادريس"
كتابة
كلوديا مرشليان. ثم نلاحظ هذا الانتشار التمثيلي اللبناني في عدد كبير من
المسلسلات
الدرامية السورية. لولا ان المشكلة بنيوية عميقة تتدرج من كتابة النص
والسيناريو،
الى التمويل والتسويق والاخراج والفضاء العام، والمعيش في
الواقع والقدرة في
التعبير عن المشكلات والولوج الى الواقع بكل تجلياته في المسلسلات. ثم
القدرة على
المعالجة المهنية لاعمال تحتاج الى سنتين او اكثر تحضيراً وتحتاج الى عناصر
وادوات
مادية مختلفة وتفرغ مهني وتقني صارم لترجمتها في اعمال منافسة
وبجهوزية منجزة
تماماً. (مسلسل الشحرورة يجري العمل عليه كفكرة منذ سنوات ). علماً ان معظم
الطاقة
التمثيلية اللبنانية كانت علقت مفاتيحها كاملة في " بورتكليه" الدراما
العربية
وعملية شراء المسلسلات العربية في السنوات الاخيرة شكلت ظاهرة تسابق بين
التلفزيونات المحلية ، حتى اذا استتبت هذه الامور تتعاون
الشاشات في عقد "جنتلمان"
او ميثاق ما لكي لا تتحول تلك المنافسة الى حالة الغاء كما يحصل حالياً بأن
تعرض
اهم الانتاجات في وقت واحد الثامنة والنصف مساًْء وان تكون ادارات البرامج
فقط
شباكاً تلفزيونياً للمضاربة والمضاربة فقط بدل التكامل لمواكبة
الجيد من الانتاجات
ومراكمته بافكار ناجحة وبعقول بناءة للدراما اللبنانية . معقول هذا العقل
اللبناني
الذي لا يعرف الا الالغاْء. المنافسة ليست الغاء، المنافسة بناء وانتاج
وافكار ؟(
لنا عودة نقدية لما يقدم في وقت لاحق).
اذاً يبدو أن الجمهور العربي على موعدٍ
مع تغييرٍ ما على الصعيد الدرامي في شهر رمضان، فالثورات فعلت
فعلها وعطلت تصوير
مسلسلات عدة خلال الاشهر الاخيرة بسبب الأحداث التي شهدتها مصر وسوريا قطبا
الانتاج
الرئيسيين وهي تستبطن عوالم وصوراً وأدواراً جديدة. فهل سيعود "الدراميون"
لمواصلة
سباقهم مع الزمن للحاق بركب صورة جديدة مختلفة تماماً من السابق تخرج من
الماضوية
والحريات التاريخية الصرفة ومن انقاض شاشة في بعد واحد، وصرنا
نرى لاول مرة ابعادها
الثلاثية وبصحوة شباب متفجرة لاحداث من صناعة الرأى العام والواقع نفسه هذه
المرة.
الاكيد ان نظام " باب الحارة العربي" قد
بدأ يتغير هذه المرة ولغة البحث عن زعيم
واحد قد انتهت الى غير رجعة. لم يعد الزعيم زعيماً ولا الشعب
شعباً بالمصطلح
التقليدي الجماهيري الضيق. ومن لم ينزع عنه سترته العسكرية في النظام
المخابراتي
والامني الذي ساد العقود الماضية لينظر الى زهير رمضان(ابو وجدي) الشاويش
في مسلسل
"باب الحارة" السوري القديم، الجديد (الزعيم)، كيف نزع عنه بدلته
الأمنية العسكرية.
نظام "باب الحارة العربي" قد تغير نهائياً وقد سقط الزعيم وعلى المستويات
كافة.
المستقبل اللبنانية في
12/08/2011
وفيق الزعيم:
يجب ألا يحدد التّجار مصير الدراما
السورية
ميدل ايست أونلاين/ دمشق
الفنان السوري يقول إن المسلسلات الشامية تعبر عن حضارة بلاد
الشام، ويطالب بدعم الدراما السورية كي لا تبقى رهينة رأس المال
الخارجي.
قال الفنان وفيق الزعيم إن أعمال البيئة الشامية استطاعت أن ترسخ
وجودها على خريطة الدراما السورية في كل موسم لكونها تحوي طيفاً واسعاً من
الخيارات الدرامية وتتوجه لطيف أكبر من الجمهور المحلي والعربي.
ولفت الزعيم إلى أن هذه الأعمال الشامية أتت كتعبير عن هذا التنوع رغم
تعرض الدراما السورية في المواسم الماضية لغلبة نوع درامي على بقية الأنواع
نتيجة اللعبة الإنتاجية غير المدروسة والتي تهدف للربح المادي فقط، موضحاً
أن التوازن والتنوع كانا متوافرين في هذا الموسم الرمضاني من ناحية الأشكال
الدرامية المختلفة.
وعبر الزعيم عن استيائه من حالة المتاجرة بشكل العمل الدرامي الشامي
من بعض شركات الإنتاج نتيجة إقبال الجمهور العربي على هذا النوع من
الأعمال.
وأكد أن البيئة الشامية الحقيقية تحمل الكثير من العمق التاريخي
والروحي والثقافي والحضاري للمنطقة العربية ككل وهي اختصار لبلاد الشام
التي خرجت منها الديانات السماوية والحضارات العريقة للعالم اجمع ما يستدعي
تقديمها بما يناسب هذه المكانة وعدم استسهال الموضوع واختزاله ببعض القشور
التزيينية.
وأوضح الزعيم أن حال الدراما العربية عموماً يرتبط بشكل كبير بأحوال
الوطن العربي السياسية والاقتصادية فهي تعبر عنه وعن المناخ السائد فيه
مبيناً أن ما قدم في هذا الموسم الدرامي مقبول من ناحية الكم والسوية
الفنية الى ناحية تلقي الجمهور لهذه الأعمال نظراً لما تشهده الساحة
العربية من أحداث وأزمات.
وأوضح الزعيم أن صناعة الدراما تحتاج لثلاثة مقومات أساسية لتحقق
النجاح المنتظر منها وهي ظروف الإنتاج الجيدة وشروط العرض الجيدة والتلقي
الجيد من الجمهور و"أي خلل في هذه المعادلة يحدث خسارة في هذه الصناعة
ويؤدي لتراجعها".
وبين أن ما تحقق هذا الموسم يعتبر جيداً من ناحية ما قدم ويدعو للتنبه
في الموسم القادم كيلا يحدث تراجعا للدراما السورية لكي تحافظ على القها.
وقال صاحب شخصية أبو حاتم في مسلسل "باب الحارة" إن تحكم رأس المال
بتوجه الدراما ومواضيعها وشكلها ومحتواها يجب أن ينبه لضرورة عدم ترك
الساحة لمجموعة من التجار لترسم مسار هذه الصناعة الوطنية المهمة ما يستدعي
تفعيل دور الحكومة بشكل أكبر من خلال التدخل الايجابي في قوننة هذه الصناعة
ووضع الضوابط لها الى جانب الزيادة في إنتاج الأعمال المميزة وفتح قنوات
فضائية متعددة لتسويق هذه الأعمال الدرامية.
وأوضح أن "ما لدينا من قنوات تلفزيونية لا يكفي لخلق حالة من المنافسة
الفنية والتنوع كما انه يحد من تقديم منتج فني وفكري يرتقي لطموحات الجمهور
السوري".
وبين الزعيم أن ما ينقص الساحة الفنية والاجتماعية في سوريا ليس زيادة
عدد القوانين الناظمة للفنون "بقدر ما نحتاج لاحترام هذه القوانين وتطبيقها
من الجميع ما يساعد على العمل والنجاح والتطور في مختلف مناحي الحياة وبما
يتوافق مع ثقافتنا وخصوصيتنا الحضارية بعيداً عن الوصفات الجاهزة من الخارج
والغرب الذي لا يهمه سوى مصالحه".
والمعروف عن الفنان الزعيم ثقافته الواسعة في مختلف الجوانب الفنية
وتعدد مواهبه فهو صاحب كتابات في الإذاعة وفي التلفزيون وله مشاركات كثيرة
في المسرح ويجيد الرسم ولديه معرفة في الموسيقى والديكور وتصميم الأزياء
وتصفيف الشعر والمكياج وغيرها من تفاصيل العمل الفني حيث يعتبر أن على
الممثل امتلاك جزئيات عمله الفني ليكون أقرب من الشخصيات التي يجسدها.
وأشار الفنان إلى أن بحثه المستمر في التاريخ والتراث والأدب الخاص
بمدينة دمشق أوصله للاسم الأول لهذه المدينة وهو "جيرون" بمعنى الثابت
والمستقر وهذا يفسر بقاء دمشق مدينة حية عبر العصور والتاريخ مشيراً إلى
أنه اختار هذا الاسم لبطل مسلسله الزعيم حمدي جيرون.
وعن مسلسله الزعيم قال "إن أهم مقولة أحببت أن أقدمها في هذا المسلسل
هو التذكير بأهمية الرجوع الى احترام العادات والتقاليد والمقدسات
والمرجعيات والحكماء وكل ما له قيمة في وجداننا في زمن صار فيه التعدي على
هذه القيم والأعراف الأصيلة موضة وتقليداً أعمى وانجرار تحت مسميات براقة
لا تقدم لنا أي خير أو تطور".
وأوضح صاحب شخصية داغر أن مشروعه الفني انطلق وسيستمر في المستقبل من
خلال التنوع في الأشكال الفنية وليس في نمط واحد أو شكل فني محدد مبيناً أن
لديه حالياً عملاً اجتماعياً مهماً يقوم بكتابته سيكون من بين الأعمال
المعدة للموسم القادم.
وأكد أن الدراما السورية بحاجة لرعاية واهتمام أكبر في المستقبل من
الجميع وخاصة من الجهة العامة لتصبح بالفعل صناعة وطنية قادرة على المنافسة
والاستمرار بأخلاقيات مهنية صحيحة دون الحاجة لأموال الخارج وقنواته
الفضائية وبالتالي نكون منعنا تحكم الآخرين بتوجه هذه الدراما الرائدة على
المستوى العربي ككل.(سانا)
ميدل إيست أنلاين في
12/08/2011 |