رمضان لدى الفنانة الشابة مي سليم أحد أفضل الأشهر، لكنه مختلف هذا العام
وله «نكهة خاصة»، على حدّ تعبيرها، كونها حاملاً بمولودها الأول في أشهرها
الأخيرة وتُعرض لها أولى تجاربها الدرامية في مسلسل «مكتوب على الجبين» مع
النجم حسين فهمي.
حول عاداتها في رمضان وذكرياتها مع الشهر الكريم وجديدها الفني، كان اللقاء
التالي معها.
·
هل ثمة منافسة بينك وبين شقيقتك
ميس حمدان بما أن كلاً منكما تشارك في مسلسل على شاشة رمضان؟
كل واحدة منا تتمنى النجاح للأخرى، وأن يحقّق مسلسلها نسبة مشاهدة عالية.
بالنسبة إلى عرض المسلسلين فقد جاء بالصدفة، إذ كان يفترض عرضهما على شاشة
رمضان الماضي لكن الظروف الإنتاجية أجّلتهما إلى هذا العام، فقدر الله وما
شاء حدث.
·
كيف تفسّرين المقارنة الدائمة
بينكما؟
لا وجه للمقارنة أصلاً وإن كانت، ربما، من منطلق أننا شقيقتان، فلكل واحدة
منا نوعية مختلفة عن الأخرى في التمثيل وفي صوتها الذي يميّزها.
·
هل تتابعين مسلسلها؟
بالطبع ومن الحلقة الأولى، لأبدي رأيي بحيادية، وتتابع ميس بدورها مسلسلي،
فنحن نستشير بعضنا في ما نقدّمه.
·
بما أنك في سنة أولى زواج، ما
علاقتك بالمطبخ؟
لست ماهرة في الطبخ لكني أجيد تحضير أكلات أردنية، لذا أحرص على أن تكون
موجودة على مائدة الإفطار في رمضان، وسأحضّرها لزوجي بيدي هذا العام.
·
ما هي طقوسك في رمضان؟
أتناول الإفطار مع آذان المغرب وتكون ثمة وجبة خفيفة أخرى في السحور. بطبعي
لا أفرط في تناول الطعام عموماً وفي رمضان خصوصاً كي لا أواجه متاعب صحّية
أثناء الصيام.
·
والأكلات المفضّلة؟
«المنسف» و{المقبولة» وهما أكلتان شهيرتان في الأردن وأحضّّرهما بنفسي،
«الكنافة» فطعمها يختلف في رمضان، تحديداً، لا سيما بعد الإفطار.
·
كيف تمضين يومك في رمضان؟
أؤدي فروض الصلاة في مواعيدها وأطالع القرآن إذ أشعر بروحانية وتقرّب من
الله خلال هذا الشهر الكريم، وفي الوقت المتبقي من اليوم أتابع الدراما
التلفزيونية، لذا لرمضان بالنسبة إليّ خصوصية تختلف عن أشهر السنة.
·
وماذا عن الرياضة؟
أمارسها يومياً قبل الإفطار في المنزل وهي عبارة عن تدريبات خفيفة كي لا
يكون لها تأثير سلبي على حملي.
·
ماذا تفعلين عندما يُعلن عن
التماس هلال رمضان؟
أتّصل بوالدتي لتهنئتها، ثم بأصدقائي وأقاربي وأرسل لهم رسائل معايدة، لذا
ترتفع فاتورة التلفون في هذا الشهر إلا أنني أكون سعيدة لأنها عادة بالنسبة
إلي، وأكرر الأمر نفسه عند الإعلان عن هلال عيد الفطر.
·
هل لك طقوس خاصة في أول يوم
صيام؟
أتناول وجبة خفيفة في السحور تحتوي على الزبادي كي يخفّف من حدة العطش،
خصوصاً أن رمضان يحلّ في الصيف، هذه السنة، وسط حرارة مرتفعة، لذا من
الضروري تناول مأكولات تخفّف من حدّة العطش خلال النهار.
·
متى بدأت علاقتك بفانوس رمضان؟
منذ الطفولة، وكنت أشتري سنوياً فانوساً مختلفاً وما زلت أحتفظ بهذه
الفوانيس، لأن لكل واحد منها ذكرى خاصة. كذلك أحرص على شراء الفانوس لغاية
اليوم، وفي السنة المقبلة سأشتري اثنين: واحد لي وثانٍ لابني أو ابنتي.
·
حدّثينا عن ذكرياتك في رمضان في
مرحلة الطفولة.
كنت ألعب مع أصدقائي بالألعاب النارية الصغيرة قبل الإفطار، مثل الصواريخ
والبمب، وبالفوانيس بعد الإفطار، وأتابع فوازير رمضان وأدير مؤشّر
التلفزيون بحثاً عن أغنية «رمضان جانا»، واليوم أضعها على هاتفي المحمول
خلال الشهر الكريم، من هنا يفسّر إصراري على تقديم أغنية للشهر الكريم
بعنوان «حبيب الناس» أطلقتها منذ عامين تقريباً.
·
يرتبط رمضان لدى البعض بالخروج
في المساء مع الأصدقاء، ماذا عنك؟
رمضان بالنسبة إلي شهر الاستقرار في المنزل، فأنا بطبعي أحب المنزل ولا
أحبذ الخروج كثيراً، لذا أمضي أيام رمضان مع زوجي، وفي الأعوام السابقة كنت
أمضيها مع شقيقتي ميس، كذلك أزور الأهل والأقارب لصلة الأرحام التي أوصانا
بها رسولنا الكريم (صلعم).
·
كيف تتحضّرين لعيد الفطر؟
أشتري ملابس العيد الجديدة والكعك الذي لا غنى عنه بالنسبة إلي، فأنا أعشقه
وأشتريه كل عام.
·
ما جديدك؟
نصحني الطبيب بقسط من الراحة في المنزل، لذا لن أشارك في أي حفلة في الخيم
الرمضانية، وأوقفت نشاطاتي في الفترة المتبقية لقدوم مولودي الأول.
الجريدة الكويتية في
19/08/2011
الدراما الرمضانيَّة… مفاجآت تقلب التوقُّعات وحضورٌ
لبنانيٌّ مميَّز
كتب: بيروت - غنوة دريان
رغم حضور محمد هنيدي على شاشة رمضان هذه السنة فإن مسلسل «عايزة اتجوّز» ما
زال محطّ أنظار المشاهدين، تعود مسلسلات الجاسوسية مع ما تحمل من التباس
بين الحقيقة والخيال في «عابد كرمان»، تتابع مسلسلات السير الذاتية مع
«الشحرورة» و«في حضرة الغياب» الذي يكرّم الشعر العربي في شخص الشاعر محمود
درويش، وتحقّق الدراما اللبنانية عبر «باب إدريس» حضوراً لافتاً.
إزاء هذا التنوّع الذي بدا مفاجئاً وفاق التوقعات ووسط هذه المنافسة
الشرسة، كيف يمكن تقييم دراما رمضان هذه السنة؟
ساد توقّع بأن الموسم الرمضاني هذه السنة لن يزخر بالمسلسلات، صحيح أنها لم
تبلغ الـ80 مسلسلاً كما حصل في العام الماضي، لكن لا يعني ذلك أن الدراما
التلفزيونية شهدت فقراً في كمّ المسلسلات، خصوصاً أن الدراما اللبنانية
تسير بثبات نحو استعادة مكانتها التي كانت تحتلّها في الستينيات
والسبعينيات من القرن الماضي.
الدراما المصريَّة
ثمة سمات عامة تميّز الدراما المصرية هذه السنة وقد تسجّل انعطافة في
تاريخها من بينها: ظهور مسلسلات البطولة الجماعية ومشاركة ممثلين شباب لا
بد من أن يضخوا دماً جديداً في الدراما العربية، على غرار مسلسلي «دوران
شبرا» و{مستر ×»، فهما مثال واضح على أن مسلسلات البطولة الجماعية تجذب
المشاهد العربي وأن الرتابة، التي كانت تدخلنا فيها مسلسلات النجم الأوحد
في السنوات الثلاث الأخيرة، زالت إلى غير رجعة.
صحيح أن ثمة مسلسلات لم تخرج من مقولة تسميتها بأسماء الأبطال مثل: «خاتم
سليمان» الذي يحمل اسم البطل سليمان (خالد الصاوي)، « آدم» الذي يحمل اسم
البطل آدم (تامر حسني)، «شارع عبد العزيز» الذي يشاركه البطل الإسم نفسه
عبد العزيز (عمرو سعد)… لكنها تجنّبت الوقوع في فخّ ما سبقها من النجوم
الذين كانت تحمل مسلسلاتهم أسماءهم في العمل، ولم تدر الأحداث في فلك
النجوم على رغم احتلال قصة كل واحد منهم حيّزاً كبيراً منها.
والسوريّة
يبدو أن بعض المسلسلات السورية محصور في سجن البيئة الشامية القديمة، فبعد
«باب الحارة»، الذي استنفد قصص البيئة الشامية ومقاومة الاحتلال الفرنسي
والصراع بين الحماة والكنة وغيرها… يسيطر التكرار والملل على مسلسلات
البيئة السورية وفي طليعتها «الزعيم»، كونه نسخة عن «باب الحارة» بشخصياته
وأحداثه وديكوراته لدرجة أن المشاهد يشعر بأنه يعيش بين جدران الحارة التي
تعلّق بها لسنوات، علماً أن حالة الانبهار التي سيطرت على المشاهد مع «باب
الحارة» انتهت بانتهائه…
في الوقت نفسه تقدّم الدراما السورية مسلسلات تعتبر قمّة في الميلودراما من
بينها: «الولادة من الخاصرة» الذي يصوِّر تسلُّط جهاز الاستخبارات
وهمجيّته وقدرته على اللعب بمصير الناس من خلال الضابط رؤوف (عابد فهد)
واستعداد الطبقة الفقيرة لبيع كل شيء للحصول على المال، من خلال زوج فقير
(قصي خولي) يعجز، تحت ضغط الحاجة المادية، عن مقاومة الطامعين في زوجته
(صفاء سلطان).
وهذه ليست المرة الأولى التي تجسّد فيها الدراما السورية مدى القساوة التي
يعيشها المجتمع السوري، ما يعني أن الجهات الإعلامية والأمنية في سورية
أعطت الدراما جزءاً من الحرية لتصوير واقع المجتمع السوري.
واللبنانيّة
يحصد مسلسل «باب ادريس» (كتابة كلوديا مرشليان) نسبة مشاهدة مرتفعة بين
اللبنانيين، ويتمحور حول قصّة كفاح الشعب اللبناني للتخلّص من المحتلّ
الفرنسي. يتميّز بأنه بطولة جماعية تضمّ كوكبة من الممثلين اللبنانيين
الشباب الذين يشكلون نواة لجيل لبناني واعد تحت إدارة المخرج سمير حبشي،
بالإضافة إلى الديكور الذي ينقلنا بصدق إلى الأربعينيات من القرن الماضي
والإضاءة وابتعاد الأحداث عن الرتابة والتكرار.
سير ذاتيّة
مع أننا كنا ننتظر هذا العام كماً من مسلسلات سير الفنانين الذاتية مثل
«الدون جوان» الذي يتناول سيرة رشدي أباظة (يبحث صناعه عن البطل الذي سيؤدي
دور رشدي أباظة)، «كاريوكا» الذي يروي سيرة الراقصة تحية كاريوكا وبدأ
تصويره بالفعل وتؤدي بطولته وفاء عامر، إلا أن اندلاع ثورة 25 يناير حال
دون ظهور مسلسلات السير الذاتية باستثناء «الريان» و{الشحرورة».
الأول يجسّد سيرة الريان، الرجل الذي قلب مقاييس الاستثمار في عالم المال
والأعمال الذي دخله من باب التيار الديني والجماعات الإسلامية. ردّة الفعل
الوحيدة التي صدرت إزاء المسلسل لغاية اليوم هي من صاحب السيرة نفسها الذي
ينوي مقاضاة صناعه.
أما الثاني فيشكّل مغامرة من الشركة المنتجة لأن الفنانة صباح ما زالت ملء
السمع والبصر وتُعرض أفلامها على الفضائيات العربية، وهي مزروعة في وجداننا
ولم تغب عن ذاكرتنا، ومن كارول سماحة التي تجسّد شخصيّتها وتشعرنا بأن
الشحرورة كائن غريب عنا. مع ذلك من المبكر الحكم على المسلسل ولكن نستطيع
التحدّث على الأقل عن أداء سماحة الذي لم يرتقِ إلى المستوى الذي كنا نطمح
إليه، بالإضافة إلى افتقاره إلى أسماء كبيرة، عكس ما حصل في مسلسلي «أم
كلثوم» و{أسمهان»، فالأول جمع بين صابرين (أدت دور أم كلثوم) وكوكبة من
النجوم المصريين، والثاني بين سلاف فواخرجي (أدت دور أسمهان) ومجموعة من
الأسماء المعروفة، فيما «الشحرورة» يجمع نجوماً من الصف الثاني والثالث
باستثناء الممثل الكبير رفيق علي أحمد في دور والد صباح جورج فغالي، وجوليا
قصار في دور والدتها منيرة فغالي، وأنجو ريحان في دور لمياء فغالي وكارمن
لبّس في دور آسيا داغر.
كوميديا
يأتي في طليعة المسلسلات الكوميدية هذه السنة: «مسيو رمضان أبو العلمين»
لمحمد هنيدي، «عريس دليفري» لهاني رمزي، «آخر خبر» وهو أول إنتاج سوري –
لبناني مشترك، بالإضافة إلى السيت كوم «جوز ماما فين» لهالة صدقي و{الباب
بالباب» لشريف سلامة ولطفي لبيب وليلى طاهر…
تسجّل تلك المسلسلات نسبة مشاهدة لا بأس بها خصوصاً «مسيو رمضان…» في أولى
تجارب محمد هنيدي في الدراما التلفزيونية، لكن يبدو أن المسلسل لم يحقق
النجاح الذي كان يتمناه هنيدي وفريق عمله، يضاف إلى تلك المسلسلات «عايزة
اتجوز» للنجمة هند صبري، فعلى رغم أنه عُرض للمرة الأولى في العام الماضي
وتوالى عرضه طوال العام على القنوات الفضائية ويُعرض راهناً على شاشة ألـ
«أم تي في» اللبنانية، إلا أنه لا يزال يستحوذ على نسبة مشاهدة عالية
خصوصاً أنه يعالج قضية العنوسة في العالم العربي بأسلوب قريب من القلب
ويتمتّع فريق العمل بخفة ظل وتلقائية لافتة.
قضايا المرأة
لا يمكن التغاضي عن المسلسلات التي تعالج قضايا المرأة، من بينها: «جلسات
نسائية» وهو بطولة جماعية لنساء يعانين في حياتهن الاجتماعية خصوصاً في
علاقتهن بأزواجهن. المسلسل بطولة أمل بوشوشة، يارا صبري، ونسرين طافش، إلى
جانبهنّ باسم ياخور وسامر المصري.
«صبايا»، يتناول المشاكل التي تواجهها الفتيات في عصرنا الحالي ويتميّز
بمعالجة خفيفة ويضمّ مجموعة من النجمات وقد انضمت إليه الممثلة ميس حمدان
التي أضفت لمسة كوميدية لافتة على الأحداث.
سيرة مبدع
كان للشعر موقع لافت، هذا العام، من خلال مسلسل «في حضرة الغياب» الذي يروي
سيرة الشاعر محمود درويش، يؤدي دوره منتج العمل وبطله فراس ابراهيم. على
رغم من كل ما يثار حول موقف المثقفين وموقف عائلة محمود درويش من المسلسل،
إلاّ أنه أعاد إلى الشعر قيمته ويمتّعنا بقصائد درويش الرائعة في لفتة
تكريم إلى الشعر العربي مجسداً بشخصية محمود درويش، في ظل غياب لافت له على
القنوات الخليجية التي لم تتبنَّ عرضه مع أن صاحب السيرة كان مبدعاً عربياً
امتدت شهرته من المحيط إلى الخليج.
جاسوسيَّة
لم تغب مسلسلات الجاسوسية عن دراما هذا العام، وهي تشكل عامل جذب للمشاهد
نظراً إلى عناصر التشويق التي تحملها من بينها: «عابد كرمان» بطولة تيم حسن
الذي يجسّد شخصية الجاسوس الفلسطيني عابد كرمان، على رغم الالتباس الحاصل
حول حقيقة هذه القصة من عدمها، خصوصاً أنه في بداية التصوير في العام
الماضي تحدّث صناع المسلسل عن أنه مقتبس من ملفات الاستخبارات المصرية ولم
يعرض آنذاك بسبب التخمة على القنوات العربية، وقبل عرضه على القنوات
الفضائية، هذا العام، حذفت المشاهد التي تجمع بين عابد وموشي ديان بالإضافة
إلى مشاهد موشي ديان منفرداً، لكن لا يعني ذلك أن المسلسل لم يجذب كماً لا
بأس به من المشاهدين الذين يلفتهم هذا النوع من المسلسلات.
الجريدة الكويتية في
19/08/2011
مشاهير حول الكعبة:
خالد صالح: نظرتي الأولى للكعبة خلقت بداخلي حالة من إنكار
الذات
كتب: القاهرة - محمد عبدالحي
يؤكد الفنان خالد صالح أنه قام بأداء مناسك الحج ثلاث مرات حتى الآن ويقول:
لقد أصبحت حريصاً على أداء فريضة الحج ليس بمفردي ولكن أحياناً بصحبة
أخواتي أو زوجتي.
وحول ذكريات النظرة الأولى إلى الكعبة المشرفة يقول صالح بمجرد أن وطأت
قدماي الأراضي المقدسة ولمحت الكعبة من بعيد وكنت شغوفاً إلى رؤيتها كسائر
المسلمين، وفجأة وجدتني أهمس لنفسي «هذه الدنيا صغيرة جدا ولا تستحق»، فقد
تولدت داخلي حالة من إنكار الذات، وشعرت أن أي شيء لا يستحق لحظة واحدة من
التفكير، وأن أعظم هدف في الدنيا هو أن يرضى الله عنك.
ويضيف: ورغم أن زوجتي وأبنائي لم يكونوا برفقتي في أول مرة لكنني رغم ذلك
لم أحاول الاتصال بهم طوال فترة إقامتي إلى جوار الحرمين الشريفين وقررت
التفرغ التام للصلاة والذكر وقراءة القرآن، وكنت أحرص على الإقامة الدائمة
في صحن الكعبة، فكنت آتي إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الفجر وأجلس في صحن
الكعبة أصلي وأقرأ القرآن الكريم، وأطيل النظر إلى الكعبة المشرفة ولا أخرج
من البيت الحرام إلا لتناول الضروريات أو عندما أشعر أنني لابد أن أنام
فأذهب إلى مكان إقامتي، ثم أعود مع فجر اليوم الثاني مسرعاً لأحجز مكاناً
لي في الصفوف الأولى بالقرب من الكعبة.
ويؤكد صالح: هذه الرحلة الأولى كان لها تأثير كبير على حياتي كلها بعد ذلك،
وأصبحت أراقب الله في كل ما أقوم به سواء على صعيد أعمالي الفنية أو على
صعيد حياتي الشخصية، ورغم أنني في حياتي ملتزم إلى حد ما ولكن بعد رحلة
الحج الأولى زاد التزامي، وأصبحت نظرتي الأولى للكعبة المشرفة حاضرة في
ذهني باستمرار، وزاد إيماني بأن الفن ليس للتسلية أو لإلهاء الناس كما يسعى
البعض إلى ترويجه، ولكنه في الأساس متعة وتسلية ورسالة سامية تساعد على
تغيير المجتمعات وتعمل على بث القيم والأخلاق السامية داخل المجتمع، وتحارب
الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية، وهو ما أصبحت حريصاً على ترجمته بقوة في
كل أعمالي الفنية، وأنا أضع دائماً شعارات لأعمالي، ولا أريد تحميلها أكثر
مما تحتمل من رسائل التي يمكن أن نستخلصها من كل عمل أو دور.
ويشير صالح إلى أن هذه الرحلة المباركة التي تكررت بعد ذلك سواء بالعمرة أو
بأداء فريضة الحج كان لها تأثير كبير، فقد أصبحت أكثر هدوءاً سواء داخل
منزلي ومع أسرتي وأولادي أو في عملي كفنان، بل إنني قد أقوم بعمل فني أؤدي
فيه دور لشخصية شريرة وفي نفس الوقت أمنع أولادي من مشاهدته، وهذا حدث
بالفعل معي في فيلم «الريس عمر حرب» فقد منعت ابنتي من مشاهدته، وهذا حقي
كأب وفنان يعرف قيمة ومحتوى الرسالة التي يتضمنها الفيلم، فهي ليست مفيدة
لابنتي ولذا منعتها من المشاهدة، وأنا بطبعي إنسان ملتزم جداً، ولا أحب هذه
النوعية من المشاهد الفجة التي احتواها الفيلم، ولكن الحق يقال كانت هذه
المشاهد مطلوبة دراميا بحكم المكان الذي تدور فيه الأحداث والقضية التي
يناقشها الفيلم، كما أنه يجب أن نضع في الاعتبار أن الفيلم للكبار فقط،
ومعنى هذا أن الصغار محرومون من مشاهدته لأنه لا يعالج أمرا أو شيئا يهمهم،
وأنا حريص كل الحرص على تربية أبنائي على الالتزام الديني والأخلاقي قبل أي
شيء.
الجريدة الكويتية في
19/08/2011
مشاهير حول الكعبة:
المونولوجست حمادة سلطان: أقلعت عن التدخين ببركة ماء زمزم
كتب: القاهرة - أحمد فوزي
عرف المونولوجست حمادة سلطان بتفاؤله وقفشاته ونكاته فهو شخصية تبعث على
المرح والتفاؤل، لكن ثمة جانبا إيمانيا في حياته لا يعرفه الكثيرون، يقول
سلطان: «أديت العمرة أكثر من 15 مرة وأديت فريضة الحج عام 1990 الذي وقعت
فيه حادثة نفق المهيصة (في 2 يوليو 1990 وقع تدافع كبير داخل نفق منى،
الواقع جنوب مكة بعدما توقف على الأرجح نظام التهوية عن العمل، وأسفر
الحادث عن مصرع 1426 حاجا مات معظمهم اختناقا)».
وأضاف: «قدمت أعمالا مسرحية وقمت بإحياء حفلات داخل السعودية، وكنت أنتهز
فرصة وجودي هناك لأؤدي مناسك العمرة».
وذكر: «من أهم المواقف في حياتي التي لا أنساها أنني أقلعت عن التدخين
نهائيا بسبب شرب ماء زمزم عام 1981، بعد أن كنت مدخنا شرها، ولذلك حكاية
شهيرة حيث تعرضت لأزمة قلبية أثناء إحيائي حفل زفاف بضاحية مصر الجديدة،
وأغشى عليّ أمام الجمهور وتم نقلي للمستشفى».
وتابع: «نشرت الصحف ذلك، وكان شقيقي لاعب النادي الأهلي السابق مصطفى
عبدالغالي يدرب حينها في نوادي السعودية فقرأ الخبر واتصل بي للاطمئنان
عليّ وطلب مني السفر إليه، وكانت هذه أول مرة أعتمر فيها، وكانت نية
الزيارة للإقلاع عن التدخين والشفاء بعد أن فشل الأطباء في مصر ومستشفيات
معظم الدول التي سافرت إليها في البحث عن وسائل للإقلاع عن التدخين».
واستدرك: «وأول شيء قمت به عندما زرت مكة أنني صليت ركعتين عند بئر زمزم
بغرض الشفاء، وكانت زمزم وقتها تحت الأرض تنزل إليها بسلالم وشربت ماء زمزم
بنية الشفاء والإقلاع عن التدخين وبالفعل أقلعت عن التدخين نهائيا وعدت من
هذه العمرة لا أطيق رائحة التبغ لدرجة أنني شاركت في فيلم بدور (نادل)،
ورفضت أحد المشاهد التي أدخن فيها الشيشة واندهش المخرج من رفضي هذا وقتها،
إذ كان يعلم أنني مدخن شره».
وأشار حمادة إلى أنه اعتمر كثيرا في شهر رمضان، وكانت أسعد لحظاته حينما
كان يفطر في الحرم المكي، حيث يتسابق الناس لإفطار الصائمين، ويجد أمامه كل
أنواع التمور، هندي وباكستاني وسعودي، فبعد أن يشرب ماء زمزم والسبع تمرات
لا يشعر بالجوع مطلقا حتى وقت السحور.
وقال: «كان لي شقيق معاق مات على يد ضابط شرطة من التعذيب في قسم الجيزة،
حينما كان زكي بدر وزيراً للداخلية، وسافرت حينها للعمرة ووقفت أمام الحرم
المكي وقلت يارب أنا ضيفك في بيتك أريد حق شقيقي وثأري ممن قتله، بعدها
أصيب الضابط بطلق ناري في نفس القدم التي كان شقيقي مشلولا بها وبترت قدمه
ومات بعد سنتين».
وأضاف: «ذهبت لأداء فريضة الحج بصحبة حماتي عام 1990 وأنقذنا الله من الموت
بالوقوف على عرفة، وحينما عدنا وجدنا أن المعسكر احترق ومات عدد كبير من
الحجيج، وسافرت إلى السعودية في الثمانينيات للمشاركة في مهرجان غنائي
بالرياض مع عماد عبدالحليم ومحمد ثروت».
وتابع: «وكان لي صديق مطرب يقيم في السعودية يسمى ماجد وله زوج أخت يعمل في
إنتاج الكاسيت ومقيم في المدينة المنورة، وكانت ظروفي المادية وقتها لا
تسمح بزيارة الحرم النبوي فصليت ركعتين ودعوت الله وقلت يارب نفسي أزور
حبيبك، لكن ضيق ذات اليد يمنعني، وكان ذلك مساء الخميس، وما إن جاء صباح
الجمعة حتى وجدت صديقي هذا يرن جرس الباب، وقال لي إن أبناء شقيقته في
المدينة حينما علموا من إعلانات الحفل أنك موجود طلبوا استضافتك على الغداء
في منزلهم بالمدينة المنورة فقلت له أنا طلبتها امبارح من ربنا».
وذكر: «وحجز لنا صديقي تذكرتي طيران درجة أولى ذهاب وعودة، والجميل أننا
وصلنا والحرم النبوي على وشك الغلق لأعمال النظافة، فرددنا آية (وجعلنا من
بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون) فدخلت أنا وصديقي
وصلينا بمفردنا داخل الروضة الشريفة دون أن يرانا أو يعترضنا أحد، والغريب
أن الباب أغلق تماما بعد خروجنا مباشرة».
ولفت إلى أنه «في رحلة أخرى كانت معي زوجتي الأولى وحماتي، وأقمنا لدى
شقيقي الكابتن مصطفى عبدالغالي في جدة، ولم يكن معي مال لأداء العمرة،
وبالمصادفة أرسل لي أحد الأثرياء استضافة مفتوحة على نفقته حينما علم
بوجودي في السعودية من الصحف».
وقال حمادة: «أما آخر عمرة لي فكانت منذ ثلاث سنوات حينما شاركت في مسرحية
إخراج عادل زكي بدلا من الفنان فاروق نجيب، واستمرت شهراً، وكانت تعرض
بالطائف، وحضر بعض الفنانين لتنشيط المسرحية، منهم نبيل نور الدين وأحمد
راتب، وقررنا زيارة المدينة المنورة فركبنا سيارة صديق مقيم في السعودية
بعد الفجر حتى نعود مع فتح الستار».
وأضاف: «بعد زيارة المسجد النبوي أرادوا زيارة البقيع لكنني رفضت الذهاب
حيث زرت البقيع كثيرا وفوجئت بأنهم غادروا بدوني فدخلت المسجد النبوي وبكيت
وصليت ركعتين وقلت يارب سامحني فخرجت من المسجد النبوي وركبت أتوبيس مكة
ولم تكن ظروفي المادية تسمح بأن استقل سيارة خاصة للذهاب إلى عملي، فدخلت
الحرم المكي وصليت ركعتين وطلبت من الله أن أذهب للعمل قبل فتح الستار،
وبعد أن خرجت من الحرم المكي وجدت أحد المصريين معه سيارة نصف نقل رحب بي
وعزمني على الغداء وأوصلني حتى باب المسرح، لكن بعد انتهاء العرض، ومع ذلك
لم يخصم أجري فحمدت الله أنه يسر لي زيارة المدينة ومكة ولم ينتقص من أجري
شيئا».
الجريدة الكويتية في
19/08/2011 |