هدى حسين... فنانة متميزة. نقطة اول السطر.
بهذا يمكن اختصار كل المقدمة، التي يمكن ان نذهب اليها، ونحن نتعامل مع هذه
الفنانة، التي منذ أن اعتلت خشبة المسرح في مرحلة مبكرة من مشوارها، وهي
«نجمة» استطاعت ان تحفر اسمها في ذاكرة الفن والاجيال.. اقتدار بكل ما تعني
هذه الكلمة من ابعاد.. ومضامين، واشتغال على النص.. والشخصية.. والمضامين.
ولكن، وكمتابع ارصدها واعرف قدراتها وامكانياتها الضخمة، اظل اتساءل، هل
التميز وحده يكفي!؟
وهل الاقتدار وحده يكفي؟ اسئلة تزدحم للذهاب الى هذه النجمة، التي تدهشنا
بحضورها، وانتقالها العذب بين الشخصيات والمضامين، وهي تبدو اليوم اكثر
قرباً من القديرتين سعاد عبدالله وحياة الفهد، من اي فنانة او نجمة تتحرك
في هذا الفضاء الخصب... وتظل تمتاز بحضورها.
واقتدارها..
ولكن يظل هنالك.. ولكن؟!
هنالك شيء ما يظل ناقصا..، وهو لا يقلل من قيمتها كمبدعة، ومتميزة.. ولكن
يقلل من مساحة ايصال هذه النجمة وقدراتها الى مساحة اكبر من الجماهير..
محليا وخليجيا.. وعربيا.
ودعونا نذهب الى جديدها، ففي الدورة الرمضانية الحالية، تقدم ثلاثة اعمال
دفعة واحدة، وهي «الملكة» و«الدخيلة» و«علمني كيف انساك».
في الملكة والذي يبدو حتى اللحظة الاكثر استقطابا للاهتمام والمتابعة بين
جديدها، تسجد دور احدى المطربات الخليجيات، وايضا المواجهة مع الواقع
المحافظ... وهنا تبدأ المواجهة بين واقعين متناقضين اولهما تتويجها كنجمة
في قلوب الجماهير عبر اعمالها الغنائية، وايضا التعاسة المتناهية في حياتها
الخاصة... وهي تدهشنا في تحليل وتقديم مساحات الالم التي تعيشها الشخصية..
بل انها تمتلك قدرة عالية في تفجير لحظات الوجع الانساني.. وايضا ذلك
الانتقال بين الساخن والبارد، وبين الفرح والالم فهي في قمة الفرح تظل تعطي
الدلالات بأن الالم والوجع كامن يحيط بها في كل لحظة.
بينما هي في «الداخلية» تأخذنا الى مساحات من الغموض نتيجة الاحداث التي
تحدث ولا نعرف اسبابها وتأتي بالمفاجات... عبر حكاية تلك الام واولادها
الاربعة، وايضا القوة الضاربة التي تتدخل من خلالها زوجة الاب لتدمر كل
شيء.
في «الملكة» تتعامل مع الكاتب الشاب فهد العليوة، وهي في «الدخيلة» تعود
للتعاون مع الكاتب عبدالعزيز الحشاش الذي تعاونت معه من ذي قبل.
المحطة الثالثة تأتي من خلال مسلسل «علمني كيف انساك» وهنا تذهب الى موضوع
«الخيانة الزوجية» كمحور وكقضية، وهي تفجر قدرات ذاتية عالية في تقديم هذه
الشخصية، حتى ونحن في منتصف شهر رمضان تقريبا.
ثلاثة اعمال، وثلاث شخصيات، ولكننا في حقيقة الامر، امام بحر متلاطم من
التفاعلات الدرامية، فهي في «الملكة» تستدعي القوة والضعف والحزم والارادة
وايضا الانكسار النفسي امام الاسرة والمجتمع، الذي ينظر اليها بمنظورين
مختلفين في وقت واحد وهما بعيدان كل البعد عن بعضهما البعض، وتفلح في ايصال
الاشارات الخاصة بتلك الشخصية، فهدى حسين الملكة تختلف شكلا ومضمونا، عن
هدى حسين الانسانة في ذات المشهد، ولربما ذات اللحظة.
وحينما نذهب اليها في «الدخيلة» تجدها المرأة التي عقدتها الظروف ودمرتها
الاحداث، فحولتها الى خلية مدمرة لذاتها ولكل من حولها.
بينما هي في «علمني كيف انساك» تسترخي على حافة الرومانسية والالم.. والتي
تبحث عن بقايا الحب في زمن الخيانة، وانانية الاخرين.
كل هذا الرصيد.. من التميز، وكل هذا الاقتدار هل يكفي؟!
وقبل ان نذهب الى الاجابة، نشير الى عرض مسرحي استعراضي للاطفال، يجري
الاعداد له، من اخراج الفنان عبدالعزيز صفر، سيقدم مع اول ايام عيد الفطر
المبارك... وهذا يعني الانتقال الى فضاء اخر، حيث اوكسجين المسرح الذي
تعشقه.. وتنتمي اليه.
ونعود الى بيت القصيد. في «الملكة» شيء ما من (الخلل) في «الكاستكنج» يجعل
الفنانة هدى حسين (تتحمل) وحدها ثقل هذا العمل وهذه التجربة وهو امر، يكاد
يتكرر في النسبة الاكبر من اعمالها.
تخدم حضور الشباب، وتؤكد على حضوره وهكذا الامر بالنسبة للكبار، ولكن ان
يكون كل في موضعه وفي اطار الشخصية التي تصلح لها، وبكثير من الشفافية
نتساءل... من يصلح لهذه الشخصية او تلك.. سؤال نتركه للجهة الانتاجية.. ومن
قبلهم الفنانة المتميزة هدى حسين، التي عليها (دائما) ان تحمل مسؤولية
العمل وثقله.
وفي «الدخيلة» ذات المعادلات تكاد تتكرر وان كان هنالك شيء من النقد على
السيناريو الذي كتبه عبدالعزيز الحشاش، الذي يرتكز ومنذ اللحظة الاولى على
ثلاثة محاور (هدى حسين وخالد امين وهند البلوشي) ونستطيع القول، مبكرا، بان
معادلة تلك المحاور ستذهب الى «هند البلوشي» حتى ونحن في منتصف العمل،
لاننا امام اشارات سيحققها العمل، وذلك على حساب المحاور الباقية، وعلى
الفنانة هدى حسين ان تتحمل معطيات ذلك الانحراف في المحاور والاحداث
والمضامين.. والنهايات.
وفي «علمني كيف انساك» ذات المعادلة في توزيع الادوار، ورغم حضور نسبة
كبيرة من النجوم، الا ان معادلات التوزيع تبدو محملة بالسلبيات، التي تجعل
موازين تفهم الشخصيات وتقمصها تختل، وعلى الفنانة هدى حسين ان تتحمل اكثر،
واكثر.
ان اقتدار الفنانة هدى حسين، ليس بحاجة الى تجربة كي يتأكد، ولكن حينما
تتأمن الفرص بشكلها الحقيقي، فانها تذهب الى ابعد ما يتوقع الجميع، ولكن
حينما يكون عليها ان تحمل عبئها وعبء الاخرين عندها يكون الجهد مضاعفا،
والاشتغال مرهقا ومتعبا.
ونشير الى انها في «علمني كيف انساك» الذي يعرض من خلال قناة «دبي» تتعاون
مع الكاتبة ايمان سلطان والمخرج منير الزعبي.
ولو عدنا الى الوراء، الى العام الماضي، ومع ذات المخرج منير الزعبي، ولكن
مع الكاتبة هبة مشاري حمادة ترى بأنها قدمت مسلسل «اميمة في دار الايتام»
ولكن بلغة تختلف كليا عن لغة ومنهجية هدى حسين، التي تظل تعتمد قدراتها
وتميزها.
ولكنها مع «اميمة» كانت بالاضافة الى قدراتها، كانت هنالك حرفيات هبة مشاري
حمادة، وايضا فريقها الذي تعمل معه، وايضا منهجيتها الاعلامية الذكية والتي
تجيد الاشتغال عليها، والتعامل معها، في الوصول الى الاعلام قبل اطلاق
العمل، وتمهيد الارضية الترويجية للتجربة التي تقدمها.
وهذا ما يظل ناقصا عند الفنانة هدى حسين، التي تمتلك الكثير من الزاد
والقدرات الفنية العالية المستوى، ولكن تظل بعيدة، بشكل او باخر عن الجوانب
الاعلامية، التي تساهم في مد الجسور بينها وبين اكبر قاعدة جماهيرية. انها
المعادلة، التي تبدو (مغيبة) عن تجارب هذه الفنانة.
ونحن هنا لا نطلب من الفنانة هدى حسين، ان (تجوب) الصحف للترويج عن انتاجها،
ولكن هنالك مسؤوليات يفترض ان تقوم بها الشركة المنتجة او الموزعة في هذا
الجانب.
وهكذا الامر مع توزيع الشخصيات، لانها وفي النسبة الاكبر مما تقدمه، هذا
العام، على وجه الخصوص، فانها تظل (وحدها) تتحمل ثقل العمل للعبور به الى
بر الامان.
فهل التميز وحده يكفي؟
ويأتي الجواب، بان التميزوحده لا يكفي، لان معادلات الحرفة الفنية تغيرت
وتبدلت وعلينا في الحين ذاته ان نتبدل ونتغير، ليأتي حصادنا بالشكل الذي
نريده وتريدة الفنانة الرائعة هدى حسين.
وجهة نظر
اكتشاف
عبدالستار ناجي
يمثل شهر رمضان المبارك، بالنسبة للدراما العربية بشكل عام والخليجية بشكل
خاص، حالة من الاكتشاف للحالة الابداعية في هذا العمل او عند ذلك الفنان او
تلك الفنانة.
وفي هذه المحطة، نتوقف عند تجربة مسلسل «شوية أمل» «البحريني» والذي انتجه
رجل الاعمال البحريني عمران الموسوي.
في هذا العمل، حالة من الاكتشاف عالية المستوى، تتجسد في عدد من المعطيات،
اولها اللغة الدرامية رقيقة المستوى، التي صاغها الكاتب البحريني، حسين
المهدي. وبالذات على صعيد الحوار، حيث العرض الدقيق والتحليلي للشخصيات
وايضاً حواراتها المتطور، ولو توقفنا عند مشهد واحد، وبالذات مشهد المواجهة
بين الزوج وزوجته، في الحلقة الثالثة، لوجدنا حالة من الرقي في الكتابة، من
الصعوبة بمكان ان نجدها حالياً في جملة الاعمال التي تكتب وتطبخ باستعجال
عال.. وهنا الاكتشاف الجدير بالاشارة والاشادة.
وفي دائرة الاكتشاف هنالك اللغة اللونية الجميلة، التي استخدمها المخرج
الفنان علي العلي، وايضاً الرسم الاحترافي للمشاهد الدرامية، وتلك العلاقة
العالية مع الاضاء.. والديكور.. وهنا يختلف علي العلي، شكلاً ومضموناً، عن
اسلوبه في «فرصة ثانية» والذي تعود إليه في محطة اخرى.
وفي الاكتشاف المتميز، ذلك الاداء الجميل، للثنائي الفنان البحريني القدير
مبارك الخميس، في دور الاب، الذي يذهب الى عمق المعنى والدلاله للمفردة،
وهكذا في دور الزوج الفنان البحريني ابراهيم الحساوي، والذي يشكل نقطة
الارتكاز الحقيقية في حالة الاكتشاف.. ممثل ذو امكانات عالية المستوى..
استوعب الشخصية، فكان ان اسرها بداخله، وراح يتعامل معها عبر كم من
التفاعلات الدرامية الخصبة.. ونتمنى على صناع الدراما في دول مجلس التعاون
الخليجي، الالتفات الى هذه الطاقة الغنية المشبعة بالحس والمعايشة.
وفي اطار لغة الاكتشاف، تلك المواقع التي تلبي احتياجات انتاج اي عمل درامي
خليجي، بدلاً من تلك الديكورات «الباهتة» التي نشاهدها في عدد من اعمالنا
الدرامية الكويتية والتي تزيف المشهد الدرامي.
ويبقى ان نقول..
برافو عمران الموسوي وفريقه.
وعلى المحبة نلتقي.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
19/08/2011
"خاتم سليمان" .. حصان رمضان الرابح
أحمد عدلي من القاهرة
يتميَّز مسلسل "خاتم سليمان" الذي يعرض راهنًا برقي أداء الفنانين
المشاركين فيه، وسرعة أحداثه، حيث اعتبر حصان رمضان الرابح في
الدراما التلفزيونيَّة.
القاهرة: يتألق الفنان، خالد الصاوي، في دراما رمضان للعام الثاني على
التوالي، بمسلسله الجديد "خاتم سليمان"، الذي يعرض حاليًا على عدد من
المحطات الفضائية، وتشاركه البطولة كل من رانيا فريد شوقي، وفريال يوسف،
فمن خلال المسلسل يعيد ابطال المسلسل تقديم انفسهم في إطلالات جديدة
ومتميزة.
تدور أحداث المسلسل حول الدكتور، سليمان العريني، طبيب جراحة القلب الشهير
الذي يتعامل بطبيعته، ويرفض الغش، ويعالج المرضى بغض النظر عن ظروفهم
المالية، ومتزوج من الدكتورة شاهيناز رستم الطبيبة الانتهازية التي لا تسعى
سوى لجمع المال، وتختلف كثيرًا مع الدكتور سليمان لعدم اتقانها طريقة
التعامل معه، على الرغم ان زواجهما مر عليه فترة طويلة، ولديهما ابنة في
مرحلة الدراسة الجامعية.
أحداث الحلقات العشر الأولى من المسلسل دارت حول جريمة قتل غامضة تتورط
فيها ابنة الدكتور سليمان، ويتضح فيها الخلاف في وجهات النظر بين الدكتور
سليمان الذي يسعى للوصول الى المرتكب الحقيقي للجريمة التي تورطت فيها
ابنته، فيما تبحث الدكتورة شاهيناز برفقة شقيقها عن شخص يعلن انه القاتل
لاي سبب مقابل مبلغ مادي كبير.
تتعقد العلاقة بين الدكتور سليمان الذي يسعى بكل جهده لإنقاذ اي مريض يعرف
ان حياته في خطر، فيكتشف ان صحافية تسللت إلى المستشفى لمعرفة تفاصيل عملية
جراحية يجريها وزير مهم مصاب بسرطان الدم، فيقرر التكفل بعلاجها ولا يتراجع
عن قراره بعدما يقرأ الكتابات النقدية التي كتبتها الصحافية عنه، وعن قضية
ابنته، تستمر العلاقة بين الدكتور سليمان والدكتورة شاهيناز حتى يقرر السفر
للراحة ويغلق هاتفه المحمول.
خلال رحلة الاستجمام يفاجئ الدكتور سليمان بالإعلامية ملك يونس من دون ان
يكون على علم بشخصيتها الحقيقية مصابة بطلق ناري في منطقة بعيدة تمامًا عن
اي مستشفى، فيقرر ان يجري لها الجراحة اللازمة بالامكانيات المتاحة لينجح
في استخراج الرصاصة في مشهد استغرق على الشاشة نحو 15 دقيقة، في واحد من
افضل مشاهد المسلسل على الإطلاق.
لكن الدكتور سليمان يتعرض لعملية خطف من قبل من أطلقوا الرصاص على ملك
يونس، وعندما يحاول الوصول اليها بعد ان تحدثت عنه، يجد انها تكرهه ولا
تطيق الحديث معه لأنها تراه فاسدًا، إلا أنها تكتشف انه هو من قام بإجراء
الجراحة بالمصادفة عندما تشاهد صورة له بخاتم عثر عليه في الشالية الخاص
بها، الذي أطلقت عليها فيه الرصاصة، لتبدأ المشاعر بينهما في التقارب
خصوصًا وان ملك تهتم بملاحقته ومتابعة تصرفاته الغريبة، فيما تزداد درجة
التباعد بينه وبين زوجته التي يكتشف انه تراقبه بالاتفاق مع سائقه الخاص.
نجح خالد الصاوي في تقديم شخصية الدكتور سليمان، كذلك رانيا فريد شوقي التي
تعتبر العمل نقطة تحول لها، واعادة اكتشاف لموهبتها بعدما عانت من تجاهل
المنتجين لها وترشحيها في ادوار اقل من امكانيتها الفنية، كذلك الفنانة
التونسية فريال يوسف التي نجحت في اداء دورها حتى الان، على الرغم من
ظهورها في الحلقة الثالثة عشر، لكن ما يؤخذ عليها هو الانفعال الزائد
احيانًا في عدد من المشاهد.
إيلاف في
19/08/2011
حمَّلوها مسؤوليَّة انتشار العنف داخل المجتمعات
خبراء سعوديون يطالبون بعرض المسلسلات على المتخصصين قبل
بثِّها
البندري سعود من الرياض
طالب متخصصون اجتماعيون وخبراء أمنيون بـعرض "المسلسلات" على خبراء
نفسيين واجتماعيين ومتخصصين قبل بثِّها على الفضائيَّات، وأشاروا في
حديث إلى أنَّ طرح قضايا اجتماعيَّة وأمنيَّة في الدراما العربيَّة من
دون استشارة المتخصصين أسهمت في نشر العنف داخل المجتمع السعودي.
الرياض: أشارت دراسة اجتماعية سعودية أجريت على خمسة وعشرين مسلسلًا
خليجيًا أن الدراما الخليجية ساهمت في نشر العنف داخل المجتمع السعودي،
وذلك من خلال محاكاة البعض لما يطرح في هذه المشاكل من عنف نفسي ولفظي.
الشريف: ما يبث سينعكس على الأطفال
دعا مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للأمن الوقائي بالمديرية العامة
لمكافحة المخدرات، عبد الإله الشريف، خلال حديثه لـ"إيلاف" الشركات
الإعلامية إلى مراجعة الجهات المختصة حتى تتحدث بمنطق بطرحها المشاكل.
وقال الشريف أن ما يطرح من مشاهد حول قضايا المخدرات في المسلسلات العربية
هو غير حقيقي ومبالغ فيه، ولذلك تُعطي نتائج عكسية سلبية للشباب والفتيات.
ولفت إلى أن بإمكان الشركات أن تطلب الاستشارة من الجهات المختصة كأجهزة
مكافحة المخدرات حتى توضح لها الحقائق، معلنا استعداد إدارته لتسليمها
القصص الواقعية من ملفاتها، مشيراً إلى أن المواد المخدرة مختلفة ومتنوعة
حيث لكل مادة أعراضها وأضرارها وأثارها.
وأضاف الشريف: "معظم البرامج والمسلسلات التي تبث عن طريق القنوات العربية
سواء الفضائية والتجارية وغيرها، هي في واقع الأمر لا تحاكي المجتمع
الخليجي وبعيدة كل البعد عن الأسر الخليجية"، واعتبر أن ما يعرض كالمشاكل
على الإرث وأمور فيما يتعلق بالحُب والزواج، أنها نادرة، ويجب ألا تعكس
صورة المجتمع الخليجي، مشدداً على أن كل ما يبث من عنف وعدوانية داخل
الأسرة سينعكس بدوره على الأطفال والمراهقين اللذين يشاهدون هذا الكم من
هذه المسلسلات، داعياً قنوات التلفزيون الرسمية وشبه الرسمية لأن يكون
لديها رغبة حقيقية لخدمة المجتمع وتحقيق الأهداف بعيداً عن المهاترات
والمشاهد الغير حقيقية، وأن يكون من شروط وضوابط الإعلام عدم المبالغة في
الطرح، إذ لابد من التثبت من الأمور ونقلها بمصداقية.
الغامدي: الدراما ولَّدت العنف
فيما يرى استشاري الطب الشرعي والمشرف على مركز الطب الشرعي بالرياض
الدكتور، سعيد الغامدي، أن الانفتاح جعل العائلة السعودية تتطلع على مجمل
الأفلام الأجنبية، إضافة إلى أن الدراما العربية والخليجية ولَّدت نوعًا من
العنف عند بعض الأسر.
نافياً أن تكون المسلسلات الخليجية المتهم الوحيد في اتساع دائرة العنف
داخل المجتمع السعودي، وقال لـ"إيلاف": "منذ عشرات السنوات مرت علينا حالات
في الطب الشرعي لأطفال تأثروا ببعض الأفلام، خصوصًا في أفلام الكرتون حيث
أن الطفل يقفز من منزل عائلته، وآخر ينتحر إثر عملية شنق أعدها بنفسه،
وتساءل: "إذاً هؤلاء الأطفال كيف تعلموا العنف؟ تعلموها من أفلام أجنبية
وليست سعودية أو خليجية".
ويضيف: "المؤلف حينما يكتب قصة، يحاول أن يطرح قضية ويناقشها ويبحث عن
الحلول لكنه يختار الطريق الأصعب فهو يطرحها أمام الجمهور، كما أنه لا يطرح
هذه المشكلة على أنها ظاهرة كما يعتقد البعض".
ويشير الغامدي أن الكاتب عندما يتطرق إلى بعض القضايا يُلام ويتهم
بالمبالغة وإن تجاهل الأمر أيضاً يُلام، مشيراً إلى أن تجاهل مثل هذه
القضايا من دون مناقشتها سيؤدي إلى مضاعفة هذه المشكلة بنسبة تصل إلى 50%
خلال عشر سنوات.
ويضيف: "من واقع متابعتي للكثير من الأفلام الأجنبية، وجدت على المقدمة
إشارة بأن هذا الفيلم أو ذاك تم عرضه على أحد الخبراء أو المختصين أو أحد
المراكز الاجتماعية، إضافة إلى تدوين عبارة يمنع مشاهدة الأطفال بسبب
احتواء الفيلم على مشاهد عنف"، مطالبًا بمناقشة ما يطرح في الدراما
العربية على المتخصصين قبل عرضه.
وتمنى الغامدي ألا يتأثر المشاهد بكل يشاهده على الفضائيات، لافتاً إلى أن
الإشكالية ليست في الطرح، ولكن في طريقة تلقي بعض المشاهدين، إضافة إلى أن
اللوم يجب أن لا يكون على المؤلف، فالممثل والمخرج وطريقة الإخراج جميعهم
ساهموا في مبالغة الطرح الذي قد لا يستوعبه الكثير من المشاهدين.
المنيع: الدراما العربية ضعيفة بضعف الوضع العربي
وتقول الأكاديمية والكاتبة السعودية، هيا عبد العزيز المنيع، لـ"إيلاف":
"إن الدراما العربية في حالتها السابقة، وتحديدًا قبل الحراك العربي
وانتفاضات الشباب، كانت تمثل جزءًا من المنظومة الثقافية العربية، التي
تمارس عمليات التخدير وفق منظور اقتصادي لا يرى في المسؤولية الاجتماعية
أية أهمية".
وتضيف: "أنهم يهتمون بعدد الساعات من دون أي اعتبار للقيم الاجتماعية، وأن
الدراما العربية مغرمة برقم ثلاثين لتعانق حلقات المسلسل هلال العيد بنهاية
تناسب ذوق المشهد أكثر من موضوعية المعالجة الدرامية".
وتابعت أن: "إشكاليات الدراما العربية متنوعة بتنوع الضعف العربي عمومًا،
حيث أن بعضها يعاني من الهزال الفكري، وبعضها من الهزال القيمي، وتبقى
جزءًا مهمًا من حشو الساعات الفضائية، خصوصًا في شهر رمضان، حيث تتبارى
الفضائيات العربية في عرض المسلسلات".
وأضافت المنيع أنه: "للأسف يضيع الجيد منها في خضم الكثرة المبالغ فيها،
خصوصًا وأن الفضائيات العربية تحرص على عرض اكبر كم من تلك المسلسلات التي
يقع بعضها في المحظور من خلال التركيز على السلبيات الاجتماعية، مثل تعاطي
المخدرات، أو إقامة العلاقات بين الجنسين بشكل ياتي بنتائج عكسية".
وبررت ذلك بالعودة لأسباب متنوعة أهمها عدم الاهتمام بالرأي العلمي
للمتخصصين النفسيين والاجتماعيين والتربويين، وهو أسلوب علمي تنتهجه
الدراما العالمية التي تعمق معالجة النص برأي علمي متخصص، متأملة في تغير
خطوط الدراما العربية نتيجة الحراك السياسي ستنعكس أثاره على المشهد
الثقافي عمومًا، والدراما العربية على وجه الخصوص، بحيث يرتقي الأداء
الفني، وتشكل المسلسلات رافدًا ايجابيًا في التغيير الاجتماعي بطريقة
ايجابية، من شأنها أن تساهم في تغيير القيم السلبية، وتحل مكانها القيم
الايجابية، وتتجاوز مرحلة الإثارة الفنية إلى مناطق التأثير الواعي.
وتتوقع الكاتبة المنيع أن الربيع العربي المنطلق من حراك الشباب سيضع
بصمته على المشهد الدرامي عمومًا، وستكون اللغة أكثر علمية وموضوعية مما هو
حاصل الآن، وأضافت: "كنت أتمنى أن أطلب من تلك المحطات أن تهتم بخريطة
العرض البرامجي وفق توقيت متميز بين الكبار والصغار، ولكن تذكرت أننا كأسر
حطمنا كل القواعد الزمنية وأصبح الصغار يسهرون أكثر من الكبار للآسف".
وفي إحصائية حديثة نشرها موقع "الرياض الإلكتروني" بلغت حصة المشاهد
العربي خلال شهر رمضان (65) ساعة درامية من المسلسلات يومياً، تتوزع بين
المصرية والسورية والخليجية، بمعدل يقل بنسبة 35٪ تقريباً عن معدل ساعات
الدراما التي بثتها القنوات المحلية والعربية في رمضان الماضي، والتي بلغت
101 ساعة تقريباً. وتصدرت الدراما المصرية السباق بـ40 عملاً، ثم السورية
بـ30 عملاً، ثم الخليجية بـ27 عملاً.
ويعزو منتجون وفنانون هذا التراجع إلى الظروف التي تمر بها الدول العربية
خصوصاً مصر وسوريا قطبي الدراما العربية، وعلى الرغم من عدم الاستقرار الذي
يلقي بظلاله على مصر، إلا أنها حافظت على تصدّرها المنافسة الرمضانية بمعدل
40 مسلسلاً، مقابل 60 عملاً العام الماضي.
إيلاف في
19/08/2011 |