عبد الستار البصري، هو أحد فرسان الدراما العراقية في العقود الثلاثة
الأخيرة، حيث حظيت أعماله التلفزيونية وكذلك المسرحية بمتابعة واسعة جداً
من المشاهدين العراقيين، لأنه يعمل بصدق وإخلاص ويتعب كثيراً على الشخصية
التي يجسدها ما يجعلها تظهر وكأنها شخصية تعيش الحدث بكل تفاصيله .
البصري الذي تقاعد وظيفياً من دائرة السينما والمسرح ولايزال يواصل
عمله في الدراما، حيث لديه عملان جديدان سيعرضان قريباً أبدى امتعاضه
الشديد من انحدار مستوى الأعمال الدرامية العراقية التي عُرضت في شهر رمضان
.
وقال البصري في لقاء مع “الخليج” إن الدراما العراقية تحتاج إلى ثورة
ثقافية وثورة أخلاقية حتى تنهض من جديد .
·
ما هو جديدك؟
- انتهيت من تصوير دوري في مسلسل “رجال وقضية” وهو
من تأليف أحمد هاتف وباسل الشبيب ومن إخراج حسن حسني، وهو الآن جاهز للعرض،
يتناول الحالة التي يعيشها المجتمع العراقي ويعانيها وأعني هنا الفساد
الإداري والمالي الذي استشرى في البلد خلال السنوات الأخيرة لاسيما في ما
يتعلق بدخول الشركات الوهمية إلى العراق، حيث تم تصوير هذا المسلسل في
سوريا وبطاقم عراقي بحت . ويشاركني في تجسيد أدواره الممثلون بهجت الجبوري،
سامي قفطان، فلاح هاشم، هند كامل، طه علوان وآخرون ومن المؤمل أن يتم عرضه
بعد انتهاء شهر رمضان المبارك . ولدي عمل آخر جاهز للعرض اسمه “حفر الباطن”
ويدور حول عملية خروج القوات العراقية من الكويت عام 1991 .
·
كيف وجدت الدراما العراقية خلال
شهر رمضان؟
- لاحظت من كل مسلسل شيئاً، فلم يعجبني أي عمل
وهذا القول أنطقه بمرارة شديدة جداً، لأن الأعمال العراقية التي عُرضت في
شهر رمضان نزلت إلى دون المستوى . وأنا هنا أتساءل: هل تجوز مناقشة حالة
عراقية بحتة عاشها العراقيون قبل أكثر من ثلاثة عقود ويأتي مخرج غير عراقي
لم يعش الحالة وكذلك هو بعيد عن هذه الحالة وعن أجوائها وعن الأعمال
العراقية التي أخرجها مخرجون سوريون ومع شديد الأسف أن كبار الممثلين
العراقيين شاركوا فيها، لكنهم وقعوا في أخطاء بيئية وشكلية وبعدد لا يحصى .
لذلك أنا أعتبر هذا الأمر مؤامرة على الدراما العراقية .
·
من يقود هذه المؤامرة؟
- هناك خيوط داخلية وخارجية تقود هذه المؤامرة،
لذلك يجب على الممثل العراقي النبيل أن يدرك كل هذه المؤامرة ويكون حذراً
منها .
·
ما هو هدف هذه المؤامرة حسب
تصورك؟
- الهدف هو إسقاط الدراما العراقية، كما تجري هناك
محاولات لإسقاط المجتمع العراقي وليس هذا فقط، إنما هناك إساءة بالغة للقيم
الدينية في شهر رمضان المبارك . وهنا أتساءل: أين القيم الدينية والأخلاقية
في أعمالنا خلال هذا الشهر الفضيل؟ وأجيب عن السؤال بأسف شديد أنها نادرة
جداً وفي طريقها إلى العدم .
·
لماذا تركز القنوات الفضائية
أعمالها الدرامية في شهر رمضان تحديداً؟
- هذا السؤال طُرح قبل أكثر من ثلاثين عاماً، فهل
شهر رمضان فقط لمشاهدة الأعمال الدرامية، إنه شهر عبادة وشهر طاعة والغريب
أننا نشاهد أعمالاً درامية بعيدة كل البعد عن قيم السماء وعن قيم القرآن
الكريم، فمن الذي يدير هذه العملية التي تهدف إلى إفساد المجتمع؟
·
هل تعتقد أن الدراما العراقية
خضعت لابتزازات الخارج؟
- سبق أن ذكرت أن هذه مؤامرة يتبناها المنتجون
وبعض الفضائيات، والدليل على ذلك أن بعض الفضائيات تظهر أعمالاً فيها فتنة
طائفية ونحن ضد هذه الفتنة، لأن بعض المسلسلات التي تعرض الآن لا يوافقها
الفكر السليم للمجتمع العراقي .
·
فيلم “كبرياء العراق” الذي يتحدث
عن الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري ماذا أضاف إلى مسيرتك الفنية
الطويلة؟
- هذا الفيلم وشخصية الشاعر الكبير محمد مهدي
الجواهري أضاف لي الشيء الكثير . حيث جعلاني أفكر في عدم تجسيد عمل درامي
يكون مستواه دون الجواهري وإن شاء الله سيرى المتلقي الذي سبق له أن شاهد
“الجواهري” أنني ارتقيت أعلى من مستواي الذي قدمته في شخصية “الجواهري” في
مسلسل “رجال وقضية” . لذلك اتخذت عهداً على نفسي ألا أقبل دوراً إلا أن
يهتز به ضميري وأبرز به ضمير المشاهد .
·
هل هناك نص معين تبحث عنه؟
- حقيقة عندما أقرأ النص وأجد أشياء جيدة أوافق
عليه . وعكس ذلك لا أرتضي لنفسي أن أجسد كل ما يعرض عليّ .
·
هل هناك أدوار جسدتها وندمت
عليها لاحقاً؟
- نعم . . خصوصاً في بداية حياتي الفنية . حيث
ندمت على الكثير من الشخصيات التي جسدتها وهذه الأعمال لم تكن في المستوى
المطلوب ولو عرضت علي الآن لرفضتها جملةً وتفصيلاً .
·
كيف يمكن النهوض بالدراما
العراقية؟
- النهوض بالدراما العراقية يحتاج إلى ثورة
أخلاقية وثورة ثقافية ومنتجين أكفاء لا ينظرون إلى الكسب المادي بقدر ما
ينظرون إلى الحلول في مجتمعنا . فإذا وجدت هذه العوامل المشتركة التي يكمل
بعضها بعضاً فإن الدراما العراقية ستنهض . إذ يجب على الجميع ألا ينظروا
إلى المادة كأنما هي المبتغى رغم أهميتها إذ لا يوجد مجتمع خالٍ من
السلبيات ولكن هناك حلولاً ومن جملة الذين يسهمون في إيجاد الحلول هم
العاملون في الدراما . فإذا لم تسهم الدراما في حل مشكلات المجتمع، فإن ذلك
لا يمكن أن يحسب لها سواءً أكانت في المسرح أم التلفزيون وحتى في الإذاعة
الخليج الإماراتية في
26/08/2011
منها تعرض في رمضان
الدراما الشامية متهمة بالإساءة إلى
دمشق
دمشق - علاء محمد:
آن الأوان لأن تضع دراما البيئة الشامية حداً لنفسها وتوقف مهازل تقوم
بها بحق العاصمة السورية التي “لا نسمح، مطلقاً، بأن تظهر لقاطبة العرب
بهذه الصورة الهزيلة” . بهذه الكلمات وصف الفنان بشار إسماعيل مسلسلات
البيئة الشامية الأربعة التي تعرض حالياً على شاشات محلية وعربية، ويؤيده
في ذلك الفنان المخضرم عمر حجو الذي رأى فيها دراما لا تعتمد حتى على
حكايات الجدات كما كانت تتهم قبل سنوات، بل: “هي دراما آتية من عجز شامل
لدى الكتّاب والمخرجين . . عجز عن قراءة التاريخ، وعن وصف ما يقرؤونه” .
الدراما الشامية من جديد إذاً في قفص الاتهام، والأربعة مسلسلات تبدو
وكأنها لم تقنع سوى كتّابها ومخرجيها وأبطالها، والمحطات التي اشترتها .
الأعمال هي “طالع الفضة” و”الزعيم” و”الدبور 2” و”رجال العز” . .
وكلها في مرمى الانتقادات ولم يدافع عنها إلا مخرج أحدها، وهو تامر إسحاق .
المخرج يوسف رزق أول من تحدث عن هذه الدراما حيث وصف الأعمال الأربعة
بأنها نسخة مكررة عن أعمال سابقة . رزق رأى أن أياً من هذه المسلسلات يمكن
أن يعتبر جزءاً سادساً ل”باب الحارة”، ودعا هواة صنع هذه المسلسلات إلى
احترام الشام وتاريخها، وأن يفضلوا ذلك على أي مكاسب قد يحققونها. ولعل
كلام رزق ينطبق أكثر على مسلسل “الزعيم” الذي أخرجه بسام الملا وشقيقه
مأمون، وكتبه الفنان وفيق الزعيم، كل شيء في هذا المسلسل جاء مكرراً،
المشكلات نفسها التي طرحها “باب الحارة” طرحت هنا، والأبطال كذلك، فضلاً عن
الزعامات . حتى إن شخصية رئيس المخفر جاءت في هذا المسلسل كوميدية مثلما
كانت في “باب الحارة”، فحل الفنان عبد الفتاح مزين مكان زهير رمضان الذي
أدى شخصية “أبو جودت” في خمسة أجزاء .
وكم أشار نقاد في الماضي إلى أن أفراد الدرك الذي كان يسيطر على
الحارات أمنياً، لم يكونوا على شاكلة أبي جودت، بل كانوا من ذوي الوجوه
المكفهرة والأعصاب التالفة والسبابات الضاغطة على زناد المسدس، لكن أحداً
لم يقتنع من أسرة العمل، فتكرر المشهد الخرافي، ليس في جزء سادس من “باب
الحارة”، بل في مسلسل جديد كان وعد بتغيير الصورة، ولم يحصل ذلك .
الفنان بشار إسماعيل تساءل في بداية تعليقه على المسلسلات الشامية:
“ماذا لو نقلنا مشهداً من أي مسلسل من هذه المسلسلات ووضعناه في مسلسل آخر؟
هل سيتغير شيء في ذلك العمل الجديد؟
وقال: “هي إشكالية كبيرة يقع فيها صناع الدراما الشامية وأعتقد أن
هؤلاء قرؤوا كتاباً واحداً عن دمشق، ربما ألفه شخص من خياله، في ثلاثينات
القرن الماضي” .
وحول اتهام مخرجي المسلسلات الشامية بأنهم جاهروا برد قاس على كل من
ينتقدها وأنه يفعل ذلك لكونه لم يدع للمشاركة فيها، قال بشار إسماعيل:
الأمر ليس كذلك، وأنا دعيت إلى مسلسل “باب الحارة” منذ الجزء الأول، وعُرضت
علي شخصية “أبو جودت”، رئيس المخفر، لكنني رفضت لأنني رأيت أنه مسلسل سيؤثر
سلباً في ثقافة المجتمع، ولا يقدم أدنى قدر من الواقعية عن تاريخ عاصمتنا .
الفنان طلحت حمدي صاحب ال45 عاماً في الفن بمختلف أنواعه لم يلتزم
الصمت حيال ما يراه في مسلسلات البيئة الشامية، وحرص على التذكير أولاً
بأنه ابن دمشق أباً عن جد: “كي لا يقولوا إنني لا أعرف شيئاً عن مدينة
تستباح وتاريخها في الدراما” .
حمدي قال: “أصبحنا، مع اكتمال أعمال هذا العام، أمام أكثر من 20
مسلسلاً أو جزءاً من أجزاء البيئة الشامية، فلم نر، إطلاقاً، أية معاناة
تكبدها الدمشقيون من الاحتلال، العثماني أو الفرنسي، بل ما نراه دائماً أن
أجدادنا كانوا يذيقون أي مستعمر مرّ العذاب، ويتلاعبون به يميناً وشمالاً،
فهل التاريخ يقول ذلك؟ وماذا عن قصف دمشق على يد غورو وتوغل الفرنسيين في
المجتمع وفي الحارات، وفي الدولة بتشكيلهم الحكومات التي يرونها مناسبة
لساستهم؟
في كل عمل ترى أن ابن دمشق لا يخطئ، وترى بطلاً شعبياً لا يشق له غبار
وحكماء في الحارة يحتكمون لأمر القبضاي، علماً أن الحكمة عادة تكون لدى
الحكماء وليس لدى حامل السيف أو الخنجر . . ثم ترى جاسوساً ضد الحارة،
سنمضي ثلاثين حلقة حتى اكتشافه، فيدفع الثمن هو والفرنسيون والمخفر، وتنتصر
الحارة التي هي جزء من دمشق .
المخرج تامر إسحاق: هو الوحيد من صناع الأعمال الشامية الذي خرج إلى
العلن بتصريح يدافع فيه عما يقدم في هذه المسلسلات . ويقول إسحاق مخرج
“الدبور” 1 و2 : لا يمكن أن نقدم مسلسلاً بيئياً شامياً وندخل فيه بتفاصيل
السياسة التي كانت قائمة في تلك المرحلة، لأننا إن فعلنا ذلك، سنكون أمام
عمل توثيقي، وإذا دخل التوثيق، فإن صفة “البيئي” سترفع عن المسلسل” .
ورأى أن “المهم، لكي يكون العمل بيئياً، أن نعرض لحارة فيها رجال،
ونعرض البيوت بداخلها، لا أن نعرض للحكومة التي كانت قائمة وللصراع السياسي
آنذاك، لأن هذا، سيؤدي إلى أن يصبح المسلسل سياسياً لا يتحدث عن بيئة
معينة” .
واعترف إسحاق بأن الخيال يلعب دوراً كبيراً في المسلسل، وفي أي مسلسل
شامي وقال: “نعتمد على الخيال، وقد يكون هناك فصول لا يصدقها الإنسان
المعاصر، لكن الغاية تبرر الوسيلة، والغاية هي التشويق” .
وعن الانتقادات التي طالت المسلسلات الشامية رد إسحاق بالقول:
“الانتقاد يجب أن يتوجه لأي مخرج أو كاتب يدّعي أنه، بمسلسله الشامي، يؤرخ
لمدينة دمشق، لكن لا أعتقد أن أحداً يمكنه ادعاء ذلك، فكل مخرجي المسلسلات
الشامية يعرفون تمام المعرفة أن مسلسلاتهم ليست تأريخية، وأنها لا تصلح،
ولو لواحد في المئة، لأن تكون مصدراً للمعلومات عن تاريخ المدينة” .
الخليج الإماراتية في
26/08/2011
على الوتر
صرخة "خاتم سليمان"
محمود حسونة
ينطق خالد الصاوي بما يؤمن به في “خاتم سليمان” ويقول كلمة الحق التي
تظاهر من أجلها ابتداء من يوم 25 يناير/ كانون الثاني وحتى تنحي الرئيس
حسني مبارك في 11 فبراير/ شباط، ويصرخ في المسلسل الصرخات نفسها التي
أطلقها قائداً لبعض المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية، فمثلما صرخ ضد فساد
الحزب الوطني وتزوير انتخابات 2010 البرلمانية وإطلاق يد أمن الدولة لتقتل
من تشاء وتعبث بمقدرات من تشاء وترفع من تشاء وتذل من تشاء، يصرخ في
المسلسل ضد الأشياء نفسها وبالكلمات والشعارات نفسها، وإن كان مكان صرخاته
في “خاتم سليمان” ليس في ميدان التحرير، ولكن في المستشفى الذي يملكه
الدكتور سليمان العريني، وفي الفيلا التي يسكن فيها هو وزوجته المتسلطة
شاهيناز، وفي الشقة التي تربى فيها ويهرب إليها من بطش زوجته ومؤامرات أمن
الدولة في الحي الشعبي السيدة زينب، وأيضاً في طرقات القاهرة التي يهوى
المشي فيها متأملاً ومتدبراً أحواله وأحوال المصريين .
“خاتم سليمان” مسلسل يفضح الفساد ويكشف عن خفاياه
ويوضح الأسباب التي دفعت الشباب المصري للثورة، بلغة درامية راقية لا تعرف
المباشرة ولا السطحية ولا التلفيق الذي انتهجته أعمال درامية أخرى حاول
صناعها تبييض وجوههم أمام ثورة 25 يناير .
المسلسل لا يكتفي بالصراخ ضد الفساد، ولكنه أيضاً يغوص في أعمال النفس
البشرية، ويؤكد أن الإنسان مهما حقق من نجاح ومجد وشهرة ومهما جمع من أموال
إلا أنه يحن إلى فطرته، ويسترجع ذكرياته وتقوده قدماه إلى الأماكن التي
شهدت نشأته والناس الذين تربى وسطهم، وهذا هو الإنسان الصادق مع نفسه
الرافض لخداع الذات .
وهو لا يخشى أحداً مهما كانت سلطاته، ويترفع عن صغائر الناس، ومن
يفعلون ذلك قلة أمام النمط السائد والأكثر انتشاراً ممن يكبحون جماح ذاتهم
عندما تحن إلى فطرتها، ويرفض أن يتذكر ماضيه، ويقاطع كل ما يربطه به، ويسلك
طريق الانتهازية والتسلط والتآمر لتحقيق مآربه في الحياة، وللوصول إلى
مكانة اجتماعية ووضع اقتصادي ومنصب سياسي، متوهماً أنه هو الذي سيحميه من
شيطانه ويبرر له أخطاءه ويفتح أمامه الأبواب المغلقة .
النموذج الأول يجسده في المسلسل شخصية الدكتور سليمان العريني جراح
القلب العالمي المشهور (خالد الصاوي) والذي لا تستعصي أمامه أي حالة، وصاحب
واحد من أكبر المستشفيات الخاصة، ورغم ذلك فإنه يبحث عن الفقراء والمساكين
ليعالجهم مجاناً، ولا قيمة للمادة عنده، ولا يجد سعادته سوى في مخالطة
البسطاء والوقوف بجانبهم، ورغم نجاحاته الطبية المبهرة، إلا أنه يعشق حياة
الصعلكة، ويحب العزف على البيانو، ويعيش الحياة بشكل غير نمطي يستثير
المحيطين به وعلى رأسهم زوجته الدكتورة شاهيناز (رانيا فريد شوقي) وتمثل،
وكثيرون حولها، النموذج البشري الثاني الباحث عن السلطة والغارق في الفساد
والمتآمر ضد أقرب الناس إليه .
الدكتور سليمان العريني يترك لزوجته إدارة المستشفى وإدارة أمواله
ويمنحها السلطة المطلقة في كل شيء، ليس إيماناً منه بها، ولكن ترفعاً عن
الصغائر وهروباً من المشكلات، ورغم أنهما زوجان، إلا أنهما لا يلتقيان،
كأنهما خطان متوازيان يسيران بجانب بعضهما بعضاً إلا أن الالتقاء بينهما في
نقطة واحدة من المستحيلات .
سليمان يواصل رحلته منحازاً للبسطاء وأصحاب الحق، وشاهيناز لا يشغلها
سوى المجد المزيف، حتى تلتحق بالحزب الوطني ويتم اختيارها للترشح لانتخابات
،2010 وفي الطريق تدخل حكايات أمن الدولة التي لا تتورع عن ملاحقة
المعارضين للسلطة والسعي لتصفية الإعلاميين بسبب كلمة حق يقولونها، ليختار
سليمان الوقوف ضد معسكر زوجته، وتتوالى الأحداث كاشفة عن الكثير من ملامح
الفساد والتسلط الذي يمارسه حلف الحزب الوطني وأمن الدولة ضد الشعب .
خالد الصاوي يقدم في المسلسل واحداً من أفضل أدواره منتهجاً أسلوب
التلقائية في الأداء وعدم المبالغة، وتفوق على نفسه في عدد من المشاهد
وأهمها مشهد إجرائه عملية لاستخراج رصاصة من صدر المذيعة التلفزيونية ملك
يونس (فريال يوسف) عندما فاجأه إطلاق نار عليها وهو في رحلة صيد بالساحل
الشمالي، مستخدماً أدوات مطبخ وأسلاكاً كهربائية ومعدات بدائية فرضتها
الظروف، وهو المشهد الذي استغرق ربع ساعة على الشاشة من دون كلمة حوار
واحدة . ويكاد يكون من أجمل المشاهد خلال تاريخ الدراما ومن أكثرها تأثيراً
.
أما رانيا فريد شوقي فقدمت دوراً جديداً عليها تماماً وأجادت في تجسيد
ملامح الشر والانتهازية مما يؤهلها لنقلة جديدة في حياتها الفنية .
المسلسل كتبه بلغة درامية لا تعرف التسطيح محمد الحناوي ليضع كل كلمة
وجملة في مكانها محملاً إياها الكثير من الإيحاءات والمعاني غير المباشرة،
وأخرجه أحمد عبدالحميد ليقدم أحداثه من خلال صور سينمائية تعبر عن روح
الحوار وتجسد الصراع بين فئات بشرية مغلوبة على أمرها وفئات أخرى لا تقبل
سوى إذلال الآخر ومصادرة حريته وآدميته .
mhassoona15@yahoo.com
الخليج الإماراتية في
26/08/2011
بركة يدخل الإنعاش والمخرج يهدد بوقف تصوير «خاتم المسلسل»
كتب
سهير عبد الحميد
-
نسرين علاء
الدين
بعد أن عرضت «روزاليوسف» مؤخرًا أزمة مسلسل «خاتم سليمان»
والتهديد بعدم استكمال تصويره بسبب تأخر
المنتج محمود بركة في صرف مستحقات المخرج
أحمد عبد الحميد ومساعديه وباقي الفنيين، وتدخل نقيب
السينمائيين مسعد فودة في
اللحظات الأخيرة لإحتواء الأزمة، عاد شبح عدم استكمال تصوير المسلسل ليخيم
من جديد
علي بلاتوهات التصوير في نفس الأسبوع بسبب نفس المشكلة المالية.
ورغم أن
حلقات المسلسل يتم تصويرها علي الهواء لتعرض في اليوم التالي علي الشاشات،
مما يضع
فريق العمل بأكمله في ضغط عصبي وتوتر، خوفا من أن يسرقهم الوقت ولا يسعفهم
لتصوير
الحلقات المتبقية إلا أن وعود المنتج محمود بركة بصرف باقي
المستحقات المالية وعدم
تنفيذها في كل مرة، دفع المخرج ومساعدي الاخراج وباقي الفنيين للامتناع عن
تصوير
ولو مشهد واحد من الحلقة الخامسة والعشرين قبل الحصول علي كامل مستحقاتهم
المتأخرة
ما دفع المنتج لدعوتهم بشركته للوصول لحل ودي إلا أن الاجتماع
انتهي بمشاداة كلامية
بين الجميع وإصرار فريق العمل علي موقفهم دون أي تنازل أو تفاهم بينما شعر
المنتج
محمود بركة بارتفاع حاد في ضغط الدم نقل علي أثره للعناية المركزة دون أن
تصل
الأزمة لأي حل!
بينما أكد محمد الحناوي مؤلف المسلسل أن كل العاملين بلا
استثناء لم يحصلوا علي أجورهم وأخذوا وعودًا كثيرة من المنتج بالحصول علي
مستحقاتهم
لكنه يعد ولا يفي ويقول باستمرار «الفلوس جاية بكره» ما دعا
العاملين بالمسلسل
لاتخاذ قرار نهائي بعدم استكمال التصوير إلا بعد أن يسدد المنتج حقوقهم
لأنهم لو
انتظروا لبعد انتهاء المسلسل فلن يضمنوا أن يحصلوا علي حقوقهم.
ومن جانبه
تدخل نقيب السينمائيين في اللحظات الأخيرة واجتمع بكل فريق المسلسل بداية
من المخرج
أحمد عبد الحميد وخالد الصاوي ورانيا فريد شوقي في مقر نقابة السينمائيين
وحل
المشكلة وأخذ وعدًا منهم باستكمال التصوير حتي لا يتوقف
المسلسل في حلقاته الأخيرة
ووعدهم بأنه المسئول أمامهم عن تسديد باقي مستحقاتهم بعد أن يخرج المنتج من
أزمته
الصحية وبالفعل عادوا لاستكمال التصوير.
وقد حصل مسلسل «خاتم سليمان» علي
أعلي نسبة تحميل علي شبكة الانترنت وبالرغم من ذلك لم يشفع هذا
لدي مخرجه لاستكمال
التصوير.
جدير بالذكر أن محمود بركة سبق وواجه مشاكل أيضا مع العاملين في
مسلسل «الريان» بسبب تترات المسلسل.
مسلسل «خاتم سليمان» تأليف محمد
الحناوي وبطولة خالد الصاوي ورانيا فريد شوقي وفريال يوسف
واخراج أحمد عبد الحميد
وانتاج محمود بركة.
روز اليوسف اليومية في
26/08/2011 |