عرفنا أسلوباً واحداً يتبعه الفنانون للترويج الاعلامي لأعمالهم
الجديدة، يعتمد على الحديث عن ظروف تنفيذها، والمعوقات التي واجهتهم،
والرسالة التي يحملها، ومدى اختلافه عن أعمالهم السابقة. وإذا سلمنا أن لكل
قاعدة استثناء، فإن المخرج التلفزيوني نجدة أنزور هو الاستثناء ليس على
المستوى العربي فقط، ولكن قد يكون على المستوى العالمي. حيث يعتمد اسلوب
إثارة الضجيج قبل أي عمل جديد له، من خلال التحدث بلغة أنه وعمله “الرقم
الصعب” في الدراما والإبداع وقد يكون في الحياة أيضا، وهو المصطلح الذي
يستخدمه دوماً لوصف جديده. ولو كان هذا أمراً يخصه، إلا أنه لا يكتفي بذلك
ولكنه يتحدث بلغة ذاتية تنكر إنجازات كل من حوله، وكأنه وحده “حديدان”
الدراما العربية، الذي يتحمل مسؤولية التجديد وكسر النمطية وتجاوز الجميع
في إبداعه.
مع بدء عرض مسلسله “رجال الحسم” أطل نجدة اسماعيل أنزور عبر احدى
المطبوعات ليشكك في كل ما هو متميز ومشهود له في الدراما والفن حيث اعتبر
أن المخرج الموهوب حاتم علي ضحك على نفسه عندما قدم فيلم “الليل الطويل”
والذي نال عنه جائزة ذهبية من مهرجان ايطالي مستنكراً تسميته “فيلم”
مقارناً بينه وبين فيلم وثائقي اسمه “البحث عن” نال عنه انزور جائزة من
مسابقة تنظمها احدى الفضائيات العربية.
أيضا اعتبر أنزور مسلسل “باب الحارة” عملاً بلا قيمة، متذكراً مسلسله
“الجوارح”، الذي لا ننكر أنه العمل الذي جعل لأنزور اسماً في الساحة
الفنية، وإن كان ذلك لا ينفي قيمة “باب الحارة” كعمل حقق نجاحاً غير مسبوق
في الدراما السورية في جزأيه الأول والثاني.
رفاق نجدة أنزور الذين ساهموا في نجاحه لم يسلموا منه، وهو ما ليس
غريباً على صاحب أكبر قدر من الخلافات والخصومات في تاريخ الفن العربي،
ابتداء بمن أطلقه أيمن زيدان عندما أسند إليه مهمة اخراج “نهاية رجل شجاع”
ومروراً بكل من رشيد عساف وسلوم حداد وسلاف فواخرجي وغيرهم من الممثلين
والمخرجين والمؤلفين.
وتماشياً مع منهجه في محاولة لفت الأنظار إليه مع بدء عرض جديد له
دائماً، لم تسلم الدراما المصرية بكل مبدعيها منه، ووصل الأمر به إلى حد
اعتبارها “غير موجودة” في نظره. ولأنه يقدم مسلسلاً يصفه بأنه أول عمل
درامي عن الجاسوسية بين سوريا و”إسرائيل”، عاد بالذاكرة لأكثر من عشرين
عاماً لينال من أهم مسلسل جاسوسية أنتجته الدراما العربية وهو “رأفت
الهجان” الذي اعتبره عملاً اذاعياً لا أكثر ولا أقل وأنه لو عرض حالياً
سيبدو ساذجاً، وكأنه لا يعرف أن هذا المسلسل المحفور في ذاكرة المشاهدين لا
يزال يعرض على الفضائيات حتى اليوم ويلقى إقبالاً أفضل من أعمال منتجة
حديثاً.
ولا أدري لماذا عاد أنزور إلى الماضي ليبحث في الأرشيف عن دراما
الجاسوسية وينال من أهمها، من دون أن يتعرض لأعمال الجاسوسية التي تعرض
حالياً مثل “حرب الجواسيس” وهو ما ليس له من مبرر سوى التأكيد انه دائماً
يهوى محاولة تدمير كل ما له قيمة في تاريخنا الدرامي، وهو ما يذكرنا بحربه
الشعواء على مسلسل “أم كلثوم” الذي كان علامة فارقة في دراما السير
الذاتية، وما زال القائمون على الفضائيات والانتاج يسيرون على نهجه حتى
اليوم، والدليل هذا الكم من أعمال السير الذاتية التي انتجت بعده.
وأمام ضجيج أنزور انتظرنا عمله “العبقري” المسمى “رجال الحسم” لنجده
واحداً من عشرات المسلسلات التي تعرض حالياً، المهم ان “رجال الحسم” يتناول
حكاية شاب جولاني يعمل مدرساً، وتبدأ الأحداث قبل عدوان ،1967 حيث نشاهد
هذا المدرس وقد رسمه المخرج منذ الحلقة الأولى ليكون رجل الحسم في كل
القضايا، فهو أمل البنات والعائلات، وهو المميز بين زملائه، وهو من يجيد
وحده السباحة والغوص في محيطه، وهو الوحيد المهموم بهم الوطن، وتشغله
تفاصيل حياة كل المحيطين به، لنجده كما لو كان “الكبير” في مجتمع ليس له
كبير، وعندما تقتل امرأة هو من يبحث عن القاتل ورجال الشرطة متكاسلون، وهو
الذي يكتشف وجود جاسوس في القرية، ويشغله ليل نهار حتى يتمكن من القبض عليه
وتسليمه للشرطة، وهو الذي يتصدى برجولة لعدوان 1967 بعد أن يعترف مسؤول
عسكري أمامه وزملائه أن لا خطة لدى القوات المسلحة للمواجهة، وهو الذي يجلس
على المقهى شارداً بعد النكسة وكل المحيطين به في حالة لهو ولا وعي، ولذا
نراهم مشغولين بلعب الورق والطاولة وهو الذي لا تفارق رأسه أصوات قذائف
طائرات العدو.
انه باختصار “سوبرمان” الجولان، ولذا معه حق أنزور بأن يطلق على
مسلسله اسم “رجل الحسم” لا “رجال الحسم”، باعتباره الأكثر استيعاباً لملامح
ودور الدراما العربية المنشود، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون ما في
“بالميدان الدرامي إلا.. أنزور أو حديدان” أو سوبرمان.. لا فرق!
الخليج الإماراتية في
31/08/2009
على الوتر
سيل من البرامج الفنية
محمود حسونة
في إطار
سعيه لاستعادة جماهيريته المفقودة، لم يكتف التلفزيون المصري، بشلال
المسلسلات
والصور الدرامية ونجوم السيتكوم، ولكنه أيضاً حرص على ان يرافقه سيل من
البرامج
التي تتضمن، من وجهة نظر أصحاب القرار، عناصر جاذبة للجمهور،
وان كانت لا ترضي كل
الأذواق، ولا تلبي سوى حاجة المهووسين بالنجوم، ممن لا يملون مشاهدة النجم
ممثلاً
في اكثر من مسلسل، ومذيعاً وضيفاً، وطباخاً، والبقية
تأتي.
الغريب ان محطات التلفزيون المصري انتهجت في البرامج نفس منهجها في
المسلسلات، حيث ان معظمها من انتاج شركات خاصة، ويقدمه نجوم تمثيل وغناء
وقليل من نجوم الإعلام المقروء، ويعتمد بشكل أساسي على استضافة نجوم ينتمون
الى نفس الفئات سالفة الذكر، فمن نشاهده على هذه القناة مذيعا نفاجأ بعد
ساعة به ضيف على قناة أخرى، وبعد يوم أو أيام ضيفاً على قناة ثالثة، ونفس
الأمر مع النجم الذي لم تتح له فرصة تقديم برنامج حيث نجده ضيف هذا
البرنامج اليوم، ومتحدثاً في ذاك غداً، ومنظّراً في ثالث بعد غد، والنتيجة
اننا نجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة، تتشكل من مجموعة من الممثلين والمغنين
الذين يحتكرون البرامج والمسلسلات والقنوات طوال أيام الشهر.
ورغم كثرة البرامج ودورانها في فلك الفن وأهله، كنا نتمنى أن نشاهد
بينها برنامجاً واحداً يحمل رسالة وفاء أو كلمة شكر، لمن أبدعوا في هذا
المجال وأمتعوا الجمهور في الماضي، ولا أدري كيف نستضيف كل من هب ودب،
وننسى أو نتجاهل فنانة مثل نيللي ارتبط بها شهر رمضان وكانت علامة الجودة
فيه، ومعها أيضاً نسينا جورج سيدهم، المنتصر بالله، سميرة أحمد، ومحمد
الدفراوي وغيرهم الكثير، وانشغل المستحوذون على الشاشات بأنفسهم فقط، وهذا
هو حال برامج اليوم.
وفي هذه الحلقة المفرغة نحن أمام 31 برنامجاً تعرضها شاشات التلفزيون
المصري، وتتنوع ما بين حوار مع فنان، أو مغنّ، والكثير منها يقدمها فنانون
ليس لهم أي علاقة بفنون التقديم، والأمر لا يتجاوز حدود استغلال الشهرة،
وإنجاز “سبوبة” بلغة أهل الفن، تسفر عن “لقمة عيش” توزع على المنتج والفنان
المذيع والمخرج، وكله من جيب دافع الضرائب.
قليل من الفنانين المذيعين يحرصون على الاستفادة مهنياً بجانب العائد
المادي من هذه البرامج، ومن هؤلاء ديانا كرزون التي تقدم برنامجاً يحمل اسم
“دويتو” على قناة نايل لايف، وفيه تستضيف كل يوم مغنياً أو مغنية،
وغالبيتهم أصحاب أصوات أردأ منها، لتستعرض أمامهم وامام المشاهدين غنائيا
قدراتها الصوتية، خصوصا أنها تغني اكثر من الضيف.
وبعدما تجاوزت مهنة التقديم التلفزيوني أهل المهنة، وسعت الى نجوم
التمثيل والغناء لتقديم برامج المنوعات، ونجوم الكرة لتقديم البرامج
الرياضية والدعاة لتقديم البرامج الدينية، والصحافيين لتقديم برامج التوك
شو، كان اللجوء الى المخرجات اللائي انحسر سوقهن لسبب أو لآخر لتقديم
البرامج مثل ساندرا نشأت التي تقدم برنامجا باسم “المخرج” وإيناس الدغيدي
صاحبة “الجريئة”، ومن اسم البرنامج يمكننا التعرف إلى مضمونه الذي يعتمد
الخوض في الخصوصيات وتعرية المستور وتجاوز القواعد والقيم تلفزيونيا بعدما
نجحت في تحقيق ذلك سينمائياً.
وما ليس متوقعاً هو قبول وزارة الإعلام المصرية بشروط طارق نور “مكتشف
روبي المغنية” صاحب القناة الوليدة “القاهرة والناس” ومحتكر إعلانات
التلفزيون المصري بعرض برنامجين من انتاجه على شاشاته بعد عرضهما على قناته
التي انطلقت أول أيام رمضان وهما “فيش وتشبيه” للميس الحديدي و”باب الشمس”
للمذيعة القادمة من ايطاليا رولا جبريل، خصوصا أن ذلك يتناقض مع منهج عرض
جميع المسلسلات قبل القنوات الاخرى لتحقيق النجاح بالكتف القانوني، وهو ما
يؤكد ما يتردد من أن نور هو المدلل دائماً وأبداً لدى المسؤول الأول عن
التلفزيون المصري بكل قنواته.
عموماً، فإن التلفزيون المصري نجح هذا العام في تقديم ما يحقق به
نجاحاً خلال شهر رمضان معتمداً على قرارات وخيارات الآخرين برامجياً
ودرامياً، وأكد أن القرار الصائب لا ينبغي أن يتخذ بداخله، وأعلن تخليه شبه
الكامل عن أبنائه الذين تكاد تخلو الخريطة الرمضانية من برامجهم، كما أنه
تخلى عن كل ما أسس له في الفترة الماضية واعتمد الفن والنجوم منهجاً
لاستعادة جماهيريته، بما في ذلك برنامجه المفضل “البيت بيتك” والذي كان
يناقش احياناً هموم الناس قبل رمضان ليتحول هو الآخر الى برنامج فني حالياً
لتكتمل الدائرة، ولننتظر ما سيحدث بعد العيد.
الخليج الإماراتية في
30/08/2009
على الوتر
النجاح ب”الكتف”
محمود حسونة
احتار التلفزيون المصري في كيفية استعادة مكانته الجماهيرية المفقودة
منذ سنوات، بعدما كان رائداً وسباقاً منذ إنشائه في الستينات وحتى انطلاق
عصر الفضائيات، لتفتح السماوات وتزال الحواجز والحدود الإعلامية، وتعيش
عصراً للتنافس، يشهر فيه كل تلفزيون أسلحته المشروعة وغير المشروعة، للفوز
بالنصيب الأكبر إعلانياً وجماهيرياً، أو للتحول الى وسيلة حفظ أو دعاية
سياسية.
وكان هذا التطور وبالاً على عدد من التلفزيونات التي تمسكت بأساليب
الماضي، وتوهمت أن لديها من الأمجاد ما يربط جمهورها بها، بجانب عجزها عن
التغيير لأسباب سياسية، فراوحت مكانها وتعايشت مع العالم المحيط بأسلوب
“محلك سر”، وكان التلفزيون المصري من بين هذه التلفزيونات، والغريب أنه
واصل الحديث عن الريادة والمجد والماضي التليد حتى فاته القطار وتجاوزه
الزمن ليفيق مؤخراً، فجاءت خطوته متأخرة كثيراً، لتخلف حالة من الحيرة
بحثاً عن وسيلة للحاق بالزمن واستعادة المفقود.
وفي سبيل ذلك تشكلت لجان، وعقدت اجتماعات، وأجريت أبحاث ودراسات،
وكانت النتيجة قراراً بالتطوير أسفر عن تغييرات في الشكل شملت شعارات
ومقطوعات موسيقية وبروموهات جديدة وتغييراً في اسم بعض القنوات مثلما حصل
في قناة النيل للأخبار التي تحولت الى “قناة مصر الإخبارية” ومثل “الفضائية
المصرية” التي تحولت الى “المصرية” بجانب تغيير في الديكور والخلفية
والفواصل، مع ثبات المضمون والتزام نفس البرامج، وهو ما لم يؤت أكله، ولم
يثمر شيئاً، ولكنه فقط كلف ملايين الدولارات.
وكان لزاماً أن يتم البحث عن خطة جديدة للتغطية على ما حدث، وبعد
اجتماعات ولجان ودراسات كان القرار شراء التلفزيون المصري لحق عرض جميع
المسلسلات التي يلعب بطولتها نجوم كبار في رمضان والمنتجة من قبل شركات
خاصة للعرض على الفضائيات المصرية الخاصة، أو الفضائيات العربية، وذلك بهدف
إلغاء كل ما هو حصري، وعدم السماح لأي قناة بالتميز والتفرد بمسلسل مصري.
وقبل رمضان رفعت قنوات التلفزيون المصري شعار “مفيش حاجة حصري كله على
التلفزيون المصري” وهو ما صدقت فيه حيث نجحت في سحب البساط من تحت أقدام
الفضائيات المصرية الخاصة، بأسلوب الخداع، حيث فوجئنا بالمحطات الرسمية
(الفضائية والنيل والتلفزيون الأرضي) تبدأ في عرض مسلسلات رمضان منذ
الساعات الأولى لأول أيام الشهر الكريم، رغم أن المتعارف عليه أن هذه
العروض تبدأ عقب إفطار اليوم الأول، وهو الأمر الذي دافع عنه أسامة الشيخ
رئيس قنوات النيل ووصفه بأنه “كتف قانوني” بحثاً عن التفرد والتميز.
الغريب أن التلفزيون المصري عرض مسلسلات الغير ولم يجد لديه مساحة
لعرض ما أنتجه وكلفه الملايين مثل “ورق التوت” و”في مهب الريح” و”حضرة
الضابط أخي” و”مشاعر في البورصة” و”أحلام نبيلة” و”الأشرار” و”نساء لا تعرف
الندم” و”وتر مشدود”، وهو ما اعتبره البعض اعترافاً من القائمين عليه بأن
ما ينتجه لا يصلح للمنافسة، وأنه إذا أراد النجاح فلن يحصل عليه إلا من
خلال خيارات الآخرين.
وإذا كان هذا “الكتف القانوني” موجهاً للفضائيات المصرية الخاصة التي
التف الجمهور حولها خلال الفترة الماضية، فإنه ترك أيضاً آثاره في
الفضائيات العربية. وبناء عليه أكاد أجزم بأن التلفزيون المصري سيكون
الأكثر مشاهدة خلال شهر رمضان على المستوى العربي.
إنها حقيقة تثير عدداً من التساؤلات منها.. هل يعي القائمون عليه أن
رمضان شهر واحد، وأن في العام 11 شهراً أخرى؟ وهل يدركون أن النجاح بما
أنتجه الغير لن يدوم إلى الأبد.. وألا يستوعبون أن “الكتف القانوني” هذا
سيتعلم منه الآخرون العام المقبل، ولا أحد سيسمح بتكراره؟ وهل سيحاسبون
المسؤولين عن الإنتاج الدرامي لديهم بعد فشلهم في اختيار نصوص ونجوم لا
يصلحون للمنافسة؟ وهل سيحاسبون أحداً على خطة التطوير الشكلية السابقة التي
لم تؤت أكلها؟
الأهم من كل ذلك، هل سيتعلمون من الدرس ويعون أن الجمهور أمامه الكثير
من الخيارات وأنه سيد قراره وأنه سيسعى للأفضل أينما كان ويغيرون من أسلوب
التفكير ويطورون المضمون قبل الشكل؟
إنها تساؤلات إجاباتها تكاد تكون معروفة وإن كنا نتمنى أن يحدث ما
يخالف التوقعات ويعرف التلفزيون الرائد طريق المستقبل، وينفض من عليه غبار
الماضي ورماد السياسة التي أثبتت فشلها إعلامياً.
الخليج الإماراتية في
29/08/2009
على الوتر
فلسطين في الوجدان الدرامي
محمود حسونة
ستظل الانتهاكات التي ترتكبها “إسرائيل” وكل من يحالفها أو يؤيدها محفورة
في الوجدان العربي رغم محاولات ساسة عرب وبعض وسائل إعلامنا اقناع الرأي
العام في المنطقة بإمكان التعايش معها وإقامة سلام مع دولة لم تعرف في
سياساتها وممارساتها منذ النكبة حتى اليوم أي معنى للسلام.
بعضهم راهن يوماً على أن الأجيال الجديدة لم تعش ذروة الصراع والحروب، فما
كان من “إسرائيل” إلا أن جددت عدوانها سواء على لبنان أو غزة وهددت بما هو
أكثر.
وبعضهم راهن على أن الذاكرة يمكن أن تنسى أو تتناسى الشهداء والجرائم التي
ارتكبتها دولة الكيان بحق الإنسان العربي في كل مكان، فما كان منها سوى أن
جددت جرائمها وحصدت آلتها العسكرية الغاشمة وأسلحتها المحرمة دولياً الكثير
من الأبرياء من دون أن تفرق بين طفل وكهل أو امرأة أو مريض أو مستشفى أو
مدرسة.. الخ.
بعضهم يراهن حتى اليوم على أن اهتمامات جيل الشباب مختلفة، وأنه لا تشغله
متابعة الأخبار السياسية والصراعات العسكرية، ولكن هؤلاء بلا رؤية، خصوصاً
أن شبابنا أثبت أنه مهتم بكل ما يحدث في المنطقة والدليل ارتفاع نسبة
مشاهدة الفضائيات الإخبارية في أوقات الأحداث، وكذلك المظاهرات التي تنطلق
في أماكن مختلفة وعمادها الشباب.
وإذا كان البعض لا يحبذ مشاهدة نشرات الأخبار، كما يتوهمون، فنحن أمام جيل
تكنولوجي يمسح المواقع الإلكترونية ويستوقفه كل ما يثير اهتمامه، وأصبح
وسيلة للتعبير والتدوين، وإعلان وجهة نظره، وأبناء هذا الجيل أنفسهم هم
الذين يملأون المواقع بالصور والمقالات التي تكشف ممارسات ومجازر وانتهاكات
الصهاينة.
ومن لا يتابع الأخبار ولا يتصفح الانترنت ولا يهوى سوى مشاهدة الأعمال
الفنية، فإن الحقيقة ستصل إليه من خلالها، وسيظل رافضاً كل المحاولات
الدبلوماسية معها.
وطالما في هذه الأمة ضمير يقظ فلن تنسى ولن تتناسى، ولن تقبل بالتطبيع،
مهما أوهموها بضرورته، وهذا العام كشفت الدراما العربية أن ضمير الفنان
والمبدع العربي، شأنه شأن الكثيرين، سيظل يقظاً، ولن يموت، ولن يتجاوب مع
مطالب الساسة ولا كلمات الإعلام صاحب المصلحة في التطبيع والتوقيع والتسليم
بسلام الاستسلام.
عدد من المسلسلات يتابعها المشاهد العربي تفضح بعضاً من ممارسات العدو،
وتصرخ بصوت عال لعل من أصابه الصمم السياسي يفتح عقله وذهنه ويعيد حساباته،
ولعل أجمل ما في هذه الصحوة أن المسلسلات تتحدث بأكثر من لهجة عربية،
وأنفقت عليها أكثر من جهة، ويجسدها فنانون ينتمون إلى دول عدة، ما يعني
أنها تحمل الإجماع الفني العربي ضد العدو، وتناهض الفرقة والتشتت السياسي
الذي أحدثته سياسات التعامل مع دولة الكيان.
من سوريا يرصد المخرج المثنى صبح آثار نكبة فلسطين على الشباب العربي،
وصعود نظرية المقاومة والتدخلات الأجنبية في الدوامة عن نص الراحل ممدوح
عدوان، أما المخرج يوسف رزق والكاتب هاني السعدي فيتناولان انتفاضة الأقصى
في “سفر الحجارة”، ويتعرض مسلسل “سحابة صيف” بشكل عابر للظروف السياسية
المضطربة في المنطقة ودور “إسرائيل” فيها، بينما يتناول قضايا وحكايات
الجاسوسية مسلسل “رجال الحسم” للمخرج نجدت أنزور الذي يصفه بأنه أول مسلسل
سوري عن الجاسوسية.
ومن مصر يناقش الفنان نور الشريف في مسلسل “متخافوش” الصراع العربي -
“الإسرائيلي” وأحداث الحرب على غزة بشكل واضح وصريح ومباشر والمسلسل تأليف
أحمد عبدالرحمن. أما نبيلة عبيد فتتناول قضية الأسرى والمسجونين في
“إسرائيل” من خلال “البوابة الثانية” للمخرج علي عبدالخالق. ويفتح هشام
سليم ومنة شلبي ملف الجاسوسية من خلال “حرب الجواسيس” بين مصر و”إسرائيل”.
كما لا تخلو مسلسلات “في مهب الريح” و”جنة ونار” و”اغتيال شمس” و”أفراح
ابليس” و”ليالي” من كلمة عن “إسرائيل” وتأثيرها في المنطقة.
وللمرة الأولى يتناول مسلسل خليجي الصراع العربي- “الإسرائيلي” وهو “آخر
صفقة حب” من تأليف طالب دوس وإخراج محمد دحام الشمري رابطاً ما بين اجتياح
بيروت 1982 وعدوان يوليو/تموز 2006 من خلال شباب خليجي يتواجد في بيروت
خلال الحدثين بهدف السياحة ورؤيته لكليهما.
اهتمام درامي غير مسبوق بالصراع العربي- “الإسرائيلي”. وإن كان ذلك لا ينفي
أن البعض أقحم مشاهد من هذه القضية لكسب تعاطف الجماهير، أيضاً يؤكد أنه
القضية مازالت وستظل تشكل حجر زاوية في قلوب ووجدان الجمهور العربي والمبدع
العربي.
الخليج الإماراتية في
25/08/2009
على الوتر
الدراما الإماراتية
محمود حسونة
يزداد انتعاش الدراما الإماراتية عاماً بعد عام، وذلك بفضل ما تلقاه من دعم
وتشجيع من أصحاب القرار، الذين يسعون لأن تكون على مستوى ما حققته الإمارات
في المجالات والميادين المختلفة.
العام الماضي عرض تلفزيون دبي 5 أعمال تركت، بشكل اجمالي، انطباعاً طيباً
عند المسؤولين والفنانين، وكانت بمثابة انطلاقة حقيقية لحركة الانتاج
الدرامي بعد أن ظل لسنوات إما مغيباً بشكل تام، وإما حضوره عشوائي، يتمثل
في عمل أو اثنين، معتمداً على جهود محدودة، ولذا كانت المكافأة ممثلة في
مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم للفنانين خلال حفل التكريم
الذي أقامته مؤسسة دبي للإعلام العام الماضي، والاعلان عن خطة لزيادة
الانتاج ليصل إلى عشرة أعمال هذا العام بناء على توجيهات سموه، ولكن يبدو
أن طموحات سموه أكبر من القدرات المتاحة، حيث واجهت المؤسسة الكثير من
الصعوبات لانتقاء نصوص تستحق التنفيذ، ناهيك عمَّن حاولوا استغلال الأمر
بشكل أو بآخر، حتى وصل الأمر بالبعض إلى حد شراء نصوص من مواهب غير معروفة
ونسبها لنفسه، وهو ما تم اكتشافه ورفضه حسب حوار سابق لأحمد عبدالله الشيخ
العضو المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام إلى “الخليج”.
عموماً هذا العام نجد أنفسنا أمام أعمال تتنافس على شاشة سما دبي، وتناقش
قضايا اجتماعية واقعية، بعد أن تخلصت من النحيب والصراعات والعنف الأسري
الذي وقعت فيه خلال السنوات الماضية، ومازالت ترزح تحته بعض المسلسلات
الخليجية، وبجانب هذه المسلسلات نتابع الأعمال الكرتونية، شعبية الكرتون
الذي نال المركز الأول في استطلاعات الرأي الجماهيرية العام الماضي، و”خوصة
وبوصة” الذي خرج من رحم “فريج” بعد أن استقلت مؤلفته ومخرجته نجلاء الشحي
صاحبة الحلقات التي أثارت جدلاً كبيراً في “فريج” العام قبل الماضي.
هذا الموسم سيكون التنافس على أشده، خصوصاً بعد الاعلان عن جائزة قيمتها 4
ملايين درهم لأفضل عمل يعرض على قنوات تلفزيون دبي، وهي الجائزة التي نأمل
أن تذهب في أولى دوراتها إلى عمل محلي.
تلفزيون الشارقة هو الآخر اختار أن يدعم الفن الإماراتي هذا العام، ولكن من
زاوية أخرى وبطريقة مختلفة، حيث سيعرض كل خميس فيلماً اماراتياً من الأعمال
التي عرضت في المهرجانات، وذلك بهدف زيادة مساحة جماهيريتها، وتعريف من لم
تتح له فرصة مشاهدتها تلفزيونياً بها، وبقدرات مبدعيها الشبان. وخلال
احتفالية بالسينما الإماراتية سيعرض تلفزيون الشارقة أفلام “عيدية ميثاء”،
و”الضائعة” لهاني الشيباني و”حنة” للمخرج صالح كرامة، و”رمال عربية” لماجد
عبد الرازق و”صوت الحياة” لعلي شاه.
تلفزيون أبوظبي بدأ رحلة العودة للدراما المحلية من خلال مسلسل “دروب
المطايا” الذي يوثق قصة تأسيس مدينة أبوظبي، ويلقي الضوء على نمط الحياة،
ولا يخلو من حكايات انسانية ووجدانية مع التركيز في معاناة وقيم وشيم
ومبادئ الأجداد.
الدراما الإماراتية هذا العام صورة مختلفة عمَّا عهدناه في السنوات
الماضية، بعد أن تحررت من كثير من القيود، وتمردت على نمطيتها، ونالت
التشجيع والدعم، وفتحت لها مختلف الفضائيات المحلية أبوابها لانطلاقة ستحصد
ثمارها في السنوات المقبلة.
mhassoona@yahoo.com
الخليج الإماراتية في
24/08/2009
على الوتر
السير الذاتية بين الأمجاد
والفشل
محمود حسونة
استطاعت مسلسلات السير الذاتية أن تجذب المشاهدين إليها منذ قدم المخرج
الراحل يحيى العلمي في زمن الأبيض والأسود، “العملاق” عن حياة عباس محمود
العقاد وجسده محمود مرسي، وتبعه ب”الأيام” عن حياة طه حسين وجسده أحمد زكي،
وكلاهما لا يزال يعيش في ذاكرة من شاهدوه حتى اليوم.
وفي زمن الفضائيات، ومع كثرة الأعمال التي تنتج سنوياً لتغطية مساحة
القنوات الكثيرة التي تملأ سماواتنا، كانت العودة إلى دراما السير الذاتية
من خلال شخصية ومسلسل “أم كلثوم” للمخرجة إنعام محمد علي وبطولة صابرين،
وهو الذي نال استحسان الشباب الذين لا يعرفونها كما الكبار الذين تربوا على
صوتها، وكان من نتائجه أن أصبحت أغنياتها مسموعة من مختلف الفئات العمرية.
النجاح الذي حققه مسلسل “أم كلثوم” دفع المنتجين والمؤلفين للبحث في
المكتبات والأرشيف عن المعلومات المتوافرة عن مشاهير رحلوا عن حياتنا، كما
دفع القائمين على الفضائيات على تثبيت “السير الذاتية” كنمط درامي رمضاني
كل عام، ومن هذا النمط تابعنا مسلسلات صنعت بشكل تجاري لتلقى الفشل وتسيء
إلى رموز فنية مهمة، وأقصد بذلك تحديداً مسلسلي “العندليب” و”السندريللا”
اللذين عرضا في عام واحد، وكانا الأردأ أداء وإخراجاً ومضموناً.
حالة الفشل التي مني بها “العندليب” و”السندريلا” لم تؤثر في مكانة هذا
النمط الدرامي، وبعدهما شاهدنا “الملك فاروق” وكان أفضل ما عرض العام قبل
الماضي، ونال الاجماع النقدي والجماهيري، وهو نفس الأمر الذي حدث العام
الماضي مع مسلسل “أسمهان”، وإن كان الحظ لم يحالف مسلسل “ناصر” الذي عرض
أيضاً العام الماضي، ولم يكن على مستوى ومكانة الزعيم الخالد.
ولأنها البضاعة التي لا تبور، تم إنتاج أكثر من عمل هذا العام، من فئة
دراما السير الذاتية، ومنها مسلسل “بلقيس” عن حياة ملكة سبأ الشهيرة
تاريخياً، والتي قادت بلادها بحنكة، وتجاوزت كل ما كان يحيط بها من أحقاد
ودسائس ومؤامرات، وتجسدها صبا مبارك ويخرجه باسل الخطيب، وإن كان البعض
يعتبره دراما تاريخية إلا أن هذا لا ينفي أنه سير ذاتية.
ومن حياة الفنانين جاء اختيار صاحب أخف دم وأجمل ضحكة في تاريخ السينما
المصرية “إسماعيل ياسين” لتقديم سيرته في مسلسل يحمل اسمه ويجسده فيه أشرف
عبدالباقي ويخرجه السينمائي محمد عبدالعزيز، بجانب عمل آخر يتناول سيرة
حياة مطربة المشاعر الرومانسية ليلى مراد باسم “قلبي دليلي” وهو اسم واحدة
من أغنياتها الخالدة، ويخرجه محمد زهير، وتجسد شخصيتها الفنانة السورية
صفاء سلطان، والتي يتوقع أن تكون نقلة مهمة لها إلى مكانة نجمات الصف
الأول، مثلما فعلت “أسمهان” في مواطنتها سلاف فواخرجي، ومثلما فعل “الملك
فاروق” في مواطنها تيم حسن الذي أبدع أيضاً عندما قدم شخصية الشاعر نزار
قباني في مسلسل حمل اسمه قبل عامين.
أعمال السير الذاتية نجحت بفضل تجاوزها لحدود القطرية واختلاف الأفضل لتحمل
مسؤوليتها بصرف النظر عن جنسيته، ولن ننسى أن “الملك فاروق” مسلسل مصري عن
ملك مصري، أخرجه السوري حاتم علي، وأن “أسمهان” مسلسل مصري سوري، عن سيرة
مطربة سورية عاشت في مصر، وأخرجه التونسي شوقي الماجري، وأن “ناصر” مسلسل
مصري عن زعيم مصري عربي وأخرجه السوري باسل الخطيب، وما هذه إلا نماذج تؤكد
أن الرموز العربية هي لكل العرب، وأن الفن ينبغي أن يتجاوز كل الحدود،
وأننا نتمنى أن نرى على الشاشة سيرة كل من أسهم في إعلاء شأن هذه الأمة
ودافع عن ترابها وتصدى للطامعين فيها، وأبدع معبراً عن معاناة أهلها
وناسها، خصوصاً أن حياتهم فيها من الثراء ما يعجز المؤلفون المحدودون عن
مجاراته.
الخليج الإماراتية في
23/08/2009
على الوتر
أفق درامي
محمود حسونة
إذا كانت لا تلوح في الأفق أي فروق بين هذا العام والعام الماضي، بشأن حالة
الهلع الدرامي، التي تصيب القائمين على الفضائيات العربية، والمسؤولين عن
الانتاج، فإن من يدقق النظر سيجد العديد من الفروق، ولعل أهمها انخفاض عدد
المسلسلات التي تم تصويرها: وسواء كان ذلك بسبب الأزمة المالية العالمية
التي ألقت بظلالها على مختلف المجالات، أو بسبب خسارة بعض الشركات التي
عجزت عن تسويق أعمالها العام الماضي، فإن كل ما نتمناه أن ينعكس الأمر
ايجاباً على الكيف، وأن نجد بين الكثير المعروض ما يحمل جديداً في الموضوع
والاخراج والأداء، وأن يتحقق حلمنا في أن نشاهد بعضاً من نجومنا الكبار
الذين عاشوا في جلباب واحد سنوات عدة، وقد نجحوا في التمرد وخرجوا عن
المألوف ليؤكدوا أنهم يستحقون النجومية التي نالوها.
وبخلاف المعتاد، بدأ السباق مبكراً بين الفضائيات العربية هذا العام، وقد
فوجئنا بتلفزيونات تعلن عن مسلسلاتها وبرامجها قبل شهرين، وتحشد كل
إمكاناتها المادية وقدراتها الاعلامية وجهاز علاقاتها العامة للترويج لما
ستعرضه شاشاتها، مستخدمين كل ما يقنع المشاهد والقارئ بأن شاشتهم أو
شاشاتهم هي الأفضل، وأنها ستقدم ما تعجز أي فضائية اخرى عن تقديمه، وأن
لديها الكثير من العروض الحصرية، وبالتالي فإنها ليست محل منافسة مع أحد.
وإن كان الاعلان المبكر لبعض الفضائيات يعكس رؤية واضحة معدة قبل رمضان
بفترة، فإن فضائيات أخرى عاشت حالة اللاإدراك بموعد رمضان حتى اللحظات
الاخيرة، وقد تكون حتى هذه اللحظة لم تستقر بشكل نهائي على خريطتها التي قد
تجري عليها تعديلات اليوم أو غدا أو بعد غد حسب ما سيمارس على إدارتها من
ضغوط، وبصرف النظر عن تأثير ذلك على المشاهدين.
وقد أسفر عن حالة الهوس التنافسي، بعض المعارك الترويجية بين بعض
الفضائيات، وأطرفها ما نتابعه منذ فترة على مختلف شاشات التلفزيون المصري
من دعاية مكثفة تستعرض مشاهد متنوعة من كثير من المسلسلات وتردد عليها جملة
“مفيش حاجة حصري.. كله على التلفزيون المصري”، وهو الأمر الذي ترد عليه
فضائيات “الحياة” الخاصة بلقطات تحت شعار “في حاجات حصري على تلفزيون
الحياة المصري” وهو ما يجسد تحدياً من القطاع الخاص للحكومة المصرية
وقدراتها. صراع ينبئ عن معركة ساخنة ستتواصل فصولها خلال الأيام المقبلة،
وهي نتيجة لخلاف نشب بين أنس الفقي وزير الاعلام المصري ومحمد عبدالمتعال
رئيس قنوات “الحياة”.
ومن خلال متابعة ما ستعرضه الشاشات العربية يتأكد ان به ما يحمل جديداً وما
يستحق المشاهدة، وإن كان هذا لا ينفي ان الظواهر السلبية ما زالت على
حالها، حيث تحويل شهر رمضان الى مهرجان درامي ووضع المشاهد في حالة حيرة
نتيجة عجزه عن الاختيار، وعدم حصول بعض الأعمال على فرصتها بسبب حالة
الزحام، وهو ما يؤكد ان القائمين على الفضائيات والانتاج لا يقبلون بتغيير
أسلوب تفكيرهم ولا يؤمنون بأن العمل الجيد يستقطب مشاهديه في أي وقت من
العام وليس في رمضان فقط.
mhassoona@yahoo.com
الخليج الإماراتية في
22/08/2009 |