|
أصبح من الطبيعي في ظل انتشار المحطات الفضائية أن نجد نجوم الصف
الثاني ومن أقل منهم في أكثر من عمل رمضاني، وما يؤكد الظاهرة مشاركة أسماء
مهمة في الساحة الفنية مثل سوسن بدر وأحمد خليل وعزت أبوعوف ونهال عنبر
وصلاح عبد الله وغيرهم في أكثر من عمل، لكن الجديد هذا العام أن نجد نجوم
الصف الأول في عملين ولا ينطبق الأمر هنا على نجم أو اثنين بل ينطبق على
عدد كبير من النجوم والنجمات والذين يقومون ببطولات مطلقة وكانت خطوة النجم
الكبير نور الشريف بتقديم عملين لرمضان هذا العام بمثابة تأكيد لتلك
الظاهرة.
لأول مرة في مشواره الفني يأتي النجم نور الشريف ليقدم مسلسلين هذا
العام الأول هو “الرحايا” الذي يقدم خلاله شخصية رجل صعيدي ثري محبوب في
مجتمعه ويواجه مشكلات كثيرة لكنه يمتلك من القوة والسلطة ما يؤهله للتغلب
على ذلك، والمسلسل الثاني “متخافوش” الذي يقدم خلاله شخصية مذيع وصاحب قناة
فضائية يهاجم الفساد في المجتمع ويخوض في قضايا السياسة ويهاجم “إسرائيل”.
أما الفنان حسين فهمي فنراه في مسلسلين مهمين الأول هو “وكالة عطية”
مع مايا نصري وأحمد بدير وأحمد عزمي وحنان مطاوع إخراج رأفت الميهي والثاني
“قاتل بلا أجر” مع فاروق الفشاوي إخراج رباب حسين ويقدم خلاله شخصية طبيب
وجراح شهير يعيش خارج مصر ويرتبط بعلاقة حب مع مريضة لديه صغيرة في السن،
أما زميله في المسلسل نراه نفسه الفنان فاروق الفيشاوي فنراه إلى جانب دور
“رجل القانون” في هذا المسلسل في دور آخر خلال مسلسل آخر بعنوان “أولاد
الحلال” مع بثينة رشوان إخراج حسين عمارة.
وفي تجربة مختلفة تقدم النجمة ليلى علوي في مسلسل بعنوان “حكايات
عايشينها” دورين مختلفين حيث ينقسم المسلسل إلى جزءين لا علاقة لأي منهما
بالآخر الأول بعنوان “هالة والمستخبي” إخراج مريم أبو عوف وتلعب خلاله
شخصية أم وأرملة تعاني لأجل تربية أولادها، وفي الجزء الثاني بعنوان “مجنون
ليلى” مع خالد أبو النجا إخراج محمد علي تلعب شخصية فتاة رومانسية.
وفي مسلسل واحد بعنوان “حدف بحر” تلعب الفنانة سمية الخشاب شخصيتين
مختلفتين لتوأم الأولى طبيبة ثرية وباحثة تعيش حياة مستقرة حتى تلتقي
توأمها “مشتهى” التي عاشت في بيئة فقيرة لكنها كانت تحلم بالفن والغناء
فصارت مطربة وراقصة في الملاهي الليلية.
الفنانة ماجدة زكي لأول مرة منذ تم تصعيدها إلى درجة نجمات الصف الأول
تقدم هذا العام مسلسلين كوميديين الأول بعنوان “كريمة كريمة” وتقدم خلاله
شخصية امرأة فقيرة لكنها بخيلة وفجأة تهبط عليها ثروة من السماء لكنها لا
تتغير وتظل على بخلها.
وفي المسلسل الثاني “حقي برقبتي” تلعب شخصية محامية على خلاف دائم مع
زوجها الذي يعمل في نفس المجال ويتنافسان في نفس القضايا وينعكس ذلك على
علاقتهما وبيتهما.
أما الفنانة لوسي فتقوم هذا العام ببطولة مسلسلين الأول بعنوان “كلام
نسوان” يناقش قضايا المرأة المصرية والعربية، والثاني هو “الباطنية” مع
صلاح السعدني إخراج محمد النقلي وتلعب خلاله شخصية زوجة العقاد الكبير تاجر
المخدرات، ورغم أنها تسانده في البداية لكنها تنقلب عليه بعدما يموت ابنها
بسبب المخدرات.
وفي “الباطنية” أيضاً تلعب الفنانة غادة عبد الرازق شخصية “وردة” التي
تعاني من ظلم وقهر العقاد الكبير الذي يرفض زواجها من ابنه ويحرمها من
ابنها منه وهو دور بطولة مهم لكنها تشارك بدور البطولة الأهم والأكبر في
مسلسل “قانون المراغي” مع خالد الصاوي إخراج أحمد عبد الحميد.
وهذا العام نشاهد النجمة الصاعدة بقوة إلى البطولات الأولى وفاء عامر
في مسلسلين مهمين الأول “ابن الأرندلي” مع يحيى الفخراني إخراج رشا شوربتجي
والثاني في “دموع في نهر الحب” مع خالد زكي ومصطفى فهمي إخراج تيسير عبود
وتلعب خلال دور البطولة الأول والأهم.
أما الفنانة دلال عبد العزيز فهي حاضرة هذا العام في بطولتين مهمتين
الأولى في “ابن الأرندلي”، والثانية في “وعد مش مكتوب” مع محمود يس ودينا
وسامي العدل إخراج محمد حلمي وتلعب خلاله شخصية زوجة رجل أعمال يقرر فجأة
تغيير مسار حياته ويتخلص من ثروته ويصفي حساباته ومعاملاته مع كل من تعامل
معهم في حياته حتى يتطهر بعدما يكتشف إصابته بمرض خطير وفي البداية تحاربه
هذه الزوجة لكنها تتعاطف معه بعد أن تكتشف الحقيقة.
الخليج الإماراتية في
31/08/2009
"سوالف
طفاش" كوميديا تراثية بقضايا
عصرية
مصطفى عبد الرحيم
يطل علينا مساء كل ليلة عبر شاشة دبي الفضائية أبطال العمل التراثي
الكوميدي البحريني “سوالف طفاش”، الذي يناقش عبر حلقاته المنفصلة كل ليلة
موضوعاً منفرداً، يبرز من خلاله المشاكل الاجتماعية التي عاشها أبناء
الخليج في فترة الأربعينات والخمسينات في قالب كوميدي، حيث تعكس كل حلقة
اسقاطاً يعكس الوضع المجتمعي الحالي بقالب تراثي طريف، كما أن المسلسل يمثل
بوضوح أفكاراً مستوحاة من طبيعة الحياة الشعبية القديمة التي تميزت بها دول
الخليج العربي عموماً.
تتفجر الكوميديا عبر المواقف التي تتعرض لها شخصية العمل الأساسية
“طفاش” ذلك الفتى المقبل على الحياة، عندما يحاول الحصول على وظيفة ليتمكن
من زواج “عذاري” ابنة جاره، ولكن النتائج تأتي دوماً عكسية، وتتفجر
الكوميديا بينه وبين صديقه “جاسم” بينما يحاول بلوغ أحلامه البسيطة.
حملت أولى حلقات “سوالف طفاش” اسم “الحرامي” الذي شكل رعباً كبيراً في
نفوس أهالي الفريج، بسرقته أكثر من منزل في الحي، لكن شجاعة “طفاش”
ومحاولته إثبات ذاته وأنه جدير بفتاة جميلة مثل “عذاري”، أبت إلا أن يسهر
الليل باحثاً عن اللص الذي يخيف الناس، وعلى الرغم من ضعف شخصيته وجبنه
الشديد، إلا أنه تمكن في نهاية الحلقة من القبض على اللص، وتبين أنه بائع
الأقفال الذي كان يجوب الفريج يخيف الناس ليلاً، ليجبرهم على شراء الأقفال
نهاراً.
كتبت الحلقة بأسلوب رشيق، يحمل بساطة الكلمة الخليجية، تخللتها بعض
عبارات شباب اليوم المالك للكثير من الخيرات، وغير الراضي في نفس الوقت عن
حاله، بينما هناك الكثيرون من الشباب أمثال طفاش، يتمتعون بالبساطة حتى في
تحقيق حلمهم في الحياة.
أجاد مصمم الديكور إلى حد كبير في تصميم الديكورات الخاصة بالسوق
الكبير للفريج، الذي أعطى صورة حقيقية وطبيعية عن السوق في الخمسينات. كما
استطاع مخرج العمل أحمد الكوهجي إدارة حركة الممثلين المترجلين عبر جنبات
السوق، كما تمكن من توظيفهم كخلفيات لمشاهده الحوارية.
تحت عنوان “قاهر اليناننوة” استطاع أبطال العمل في حلقته الثانية،
تقديم فاصل من الرعب على طريقة الأربعينيات، حيث كانت تدور حول بيت مهجور
يدعى “بيت اليناننوة”، يُحكى أنه مسكون بالجن. ويتظاهر طفاش هو وجاره أبو
عذاري بالشجاعة، ويتفقان على زيارته قاصدين اكتشاف ما بداخله، وقهر الخوف
الذي يسيطر على كل من يقترب منه، ليحدث ما لا يحمد عقباه، ويترك طفاش جاره
داخل المنزل ويهرب، بعد أن رآه شخصاً غريب الأطوار. يخرج أبو عذاري مصاباً
بصدمة عصبية، يجلس على أثرها في منزله لعدة ايام، ثم يقرر طفاش إعادته
ليخرج منه الجن في نفس المكان.
وعلى الرغم من بساطة الديكور الذي كان من المفترض ان يعبر عن أجواء
الرعب والخوف، إلا أن أبطال العمل كان لهم الفضل في إنجاح مشاهد الرعب
بتعبيرات الوجه والحركة والأداء الصوتي، وقدموا كوميديا خليجية مبتكرة
بعيدة عن الابتذال والمبالغة في الأداء.
يعكس ديكور الفريج الذي تدور فيه غالبية الأحداث بساطة أهل الخليج في
ذلك الوقت، والمتمثل في البيوت المبنية بالقص، والشوارع الضيقة، والمقهى
الشعبي، إضافة إلى السوق الكبير.
استفاد مؤلف الموسيقا التصويرية، من بعض الأغنيات الخليجية والتراثية
القديمة، التي تعيد المشاهد عشرات السنين إلى الوراء، وقد جاءت الملابس
البسيطة لتتلاءم مع هذه الأجواء. وعلى الرغم من تكرار بعض المشاهد في نفس
الأماكن، إلا أن تنوع النص والموضوعات أعطى للمشاهد في كل مرة إحساساً
مغايراً بالمكان.
الخليج الإماراتية في
31/08/2009 |
