وكالة الأنباء الفرنسية بثت أن فيلماً تسجيلياً عن المظاهرات
التى قامت فى إيران عقب الانتخابات الرئاسية فى يونيو الماضى سوف يعرض فى مهرجان
فينسيا الـ٦٦ (٢-١٢ سبتمبر) خارج المسابقة.
قال متحدث باسم المهرجان إن مواد الفيلم وصلت إلى إيطاليا ويجرى
المونتاج وإعداد النسخة النهائية فى «مكان سرى». عنوان الفيلم «أيام خضراء» من
إخراج هانا ماخمالباف (٢١ سنة) التى قالت إن الفيلم «يعرض المجتمع الإيرانى فى
ثورته بكل آمالها وشكوكها».
هانا أصغر بنات فنان السينما الإيرانى العالمى محسن ماخمالباف،
وقد سبقتها إلى العمل فى السينما أختها الكبرى سميرة التى حققت نجاحاً دولياً
مرموقاً. هذا هو الفيلم الثالث الذى تخرجه هانا بعد «بهجة الجنون»، الذى عرض فى
مهرجان فينسيا ٢٠٠٣، و«تماثيل بوذا سقطت من الخجل»، الذى عرض فى مهرجان برلين العام
الماضى.
ومن المعروف أن إدارة مهرجان فينسيا أعلنت عن فيلم مفاجأة يعرض
خارج المسابقة يوم ١٢ سبتمبر آخر أيام المهرجان، فهل يكون «أيام خضراء»، الذى يعتبر
أول فيلم عن مظاهرات إيران، أم أن هناك مفاجأة أخرى؟!
المصري اليوم في
31/08/2009
«هليوبوليس» فى «سالونيك السينمائى»
كتب
سمير فريد
إدارة مهرجان «سالونيك» السينمائى الدولى أعلنت، أمس، عن اختيار
الفيلم المصرى «هليوبوليس»، إخراج أحمد عبدالله، للعرض فى مسابقة دورة اليوبيل
الذهبى للمهرجان هذا العام، والتى تنعقد من ١٣ إلى ٢٢ نوفمبر.
«سالونيك» أكبر مهرجانات اليونان، ومن أعرق وأهم مهرجانات
أوروبا، ويخصص مسابقته للأفلام الطويلة الأولى أو الثانية لمخرجيها، وكان آخر فيلم
مصرى عرض فى مسابقته «الأبواب المغلقة»، إخراج عاطف حتاتة عام ١٩٩٩، حيث فاز
بجائزتين.
سيكون عرض «هليوبوليس» فى سالونيك، العرض الأول فى أوروبا بعد
عرضه العالمى الأول فى مهرجان تورونتو الـ٣٤ فى كندا (١٠-١٩ سبتمبر)، وهو مهرجان من
دون مسابقة.
«هليوبوليس» أول فيلم طويل لمخرجه، ومن إنتاج شريف مندور،
وتمثيل خالد أبوالنجا ويسرا اللوزى وحنان مطاوع وعايدة عبدالعزيز وعدد كبير من
الوجوه الجديدة، وقد قررت الفنانة إسعاد يونس توزيع الفيلم بواسطة الشركة العربية
التى تديرها، ومن المتوقع توزيعه فى أمريكا وأوروبا بعد عرضه فى تورونتو وسالونيك.
من المعروف أن الفيلم المصرى «المسافر»، إخراج أحمد ماهر، يعرض
فى مسابقة مهرجان فينسيا الـ٦٦ (٢-١٢ سبتمبر)، وهو أول فيلم طويل لمخرجه أيضاً.
المصري اليوم في
27/08/2009
البرنامجان الموازيان فى مهرجان فينسيا يضيفان ٢٩ فيلماً و٨ دول جديدة
بقلم
سمير فريد
يكاد مهرجان «فينسيا» يكون نسخة من مهرجان «كان»، من حيث
أقسامه: المسابقة وخارج المسابقة وآفاق الذى يعادل نظرة خاصة، وأسبوع النقاد بنفس
الشروط وأيام فينسيا الذى يعادل نصف شهر المخرجين، والبرنامج التاريخى الذى يعادل
كلاسيكيات كان، بل إن برنامج السينما الإيطالية المعاصرة الذى يقام هذا العام لأول
مرة يعادل آفاق السينما الفرنسية الذى أقيم سنوات طويلة فى مهرجان كان قبل أن يتوقف
كما أن شروط الجوائز أصبحت واحدة بين المهرجانين وهى عدم تقسيم أى جائزة، وعدم فوز
أى من الأفلام الفائزة بالجوائز الرئيسية الثلاث بأى من جوائز التمثيل، ومنح جائزة
الفيلم الطويل الأول لأى من الأفلام الأولى فى البرنامج الرسمى والبرنامجين
الموازيين.
أسبوع نقاد فينسيا الـ٢٤ الذى يقام فى إطار الدورة الـ٦٦ من
مهرجان إيطاليا الكبير والعريق «٢-١٢ سبتمبر» يعرض هذا العام عشرة أفلام «٧ فى
البرنامج الرئيسى، و٣ عروض خاصة»، ويضيف إلى الدول المشاركة فى المهرجان السويد
والجمهورية التشيكية وكوريا الجنوبية وإيران، ومن هذه الأفلام فيلم تحريك وفيلم
تسجيلى، أما أيام فينسيا الذى يقام للمرة السادسة فيعرض ١٩ فيلماً طويلاً، ويضيف
إلى الدول المشاركة ألبانيا والأرجنتين وكولومبيا والجزائر، كما يعرض فيلماً قصيراً
واحداً من لاتفيا.
وفى برنامج السينما الإيطالية المعاصرة ٧ أفلام تتنافس على
جائزته الوحيدة التى تمنحها اللجنة الوحيدة غير الدولية «من ٣ إيطاليين» وهى منحة
فيلم خام بـ٤٠ ألف يورو من شركة كوداك، والأفلام السبعة منها ٤ تسجيلية، إلى جانب
فيلم تسجيلى طويل أخرجه فنان السينما الإيطالى العالمى الكبير كارلو ليزانى رئيس
لجنة التحكيم عن المخرج جوزيبى دى سانتيس وفيلمين قصيرين.
وفى البرنامج التاريخى إعادة اكتشاف السينما الإيطالية يتم عرض
٦٠ فيلماً «٥٢ فيلماً طويلاً و٨ أفلام قصيرة» من إنتاج الفترة من ١٩٣٢ إلى ١٩٨٠،
ومن الأحداث الثقافية فى فينسيا ٢٠٠٩ معرض فوتوغرافيا السينما الإيطالية «١٩٤١ -
١٩٥٩»، ومعرض فوتوغرافيا من تصوير جوزيبى تورناتورى، مخرج فيلم الافتتاح «باريا»
بالتعاون مع المتحف القومى للفوتوغرافيا، والندوة السابعة عن سينما الديجيتال،
وندوة خاصة عن شبكات دور العرض، وحفل منح أندريه فايدا جائزة الشريط الفضى التى
تقدمها وزارة التراث الثقافى، ومنح والتر سابس جائزة روبير بريسون التى تقدمها مجلة
السينما، ومنح أول جائزة لفيلم «٣-D»،
ودرس السينما الذى يقدمه جون لاستير.
المصري اليوم في
20/08/2009
برنامج «آفاق» فى فينسيا يفتح الأبواب لأمريكا الجنوبية والسينما التسجيلية
بقلم
سمير فريد
برنامج «آفاق» فى مهرجان فينسيا، الذى يعادل «نظرة خاصة» فى
مهرجان «كان»، هو الضلع الثالث فى البرنامج الرسمى للأفلام الطويلة مع المسابقة
وخارج المسابقة. وكما فى «نظرة خاصة»، أنشأت إدارة المهرجان جائزة لأحسن فيلم
تمنحها لجنة تحكيم خاصة، دون استخدام تعبير مسابقة، ولكن فى «آفاق» فينسيا جائزتين
لأحسن فيلم روائى وأحسن فيلم تسجيلى.
وكما أضاف قسم خارج المسابقة إلى مصادر الأفلام (الدول -
الثقافات) الهند وإسبانيا والدنمارك إلى جانب الدول الـ١١ التى تعرض منها أفلام
المسابقة، يضيف قسم «آفاق» فى مهرجان فينسيا الـ٦٦ (٢-١٢ سبتمبر) إلى البرنامج
الرسمى (أى اختيارات إدارة المهرجان) ١٢ فيلماً من عشر دول جديدة هى روسيا وسويسرا
والبرازيل (فيلمين من كل منها) وفيلماً واحداً من كل من رومانيا وهولندا والفلبين
وفيتنام وبيرو وتونس، وبذلك يفتح الأبواب لسينما أمريكا اللاتينية من خلال فيلمى
البرازيل وفيلم بيرو.
وإلى جانب هذه الأفلام الـ١٢ يعرض «آفاق» (٢٠٠٩) ٦ أفلام
إيطالية و٤ من الصين و٣ من الولايات المتحدة وفيلمين من ألمانيا وفيلماً من الهند
وفيلماً من النمسا، إلى جانب الفيلم المصرى «واحد صفر» إخراج كاملة أبو ذكرى، وهو
أول فيلم مصرى يتم اختياره فى هذا القسم.
وبينما تتضمن المسابقة فيلماً تسجيلياً واحداً، وخارج المسابقة
ثلاثة أفلام، يعرض فى «آفاق» ١٤ فيلماً، أى ما يقرب من نصف عدد الأفلام (٣٠ حتى
الآن، ويعلن عن الفيلم الـ٣١ - المفاجأة) يوم ١١ سبتمبر عشية ختام المهرجان.
ومن بين الأفلام التسجيلية الروسى «قراءة فى كتاب الحصار» إخراج
الكسندر سوكوروف، وهو من كبار مخرجى السينما العالمية المعاصرة، والأمريكى «باليه
أوبرا باريس» إخراج فردريك ويزمان وهو من أعلام السينما التسجيلية فى أمريكا
والعالم، ويعرض فى افتتاح البرنامج الفيلم الرومانى «فرانشسكا» إخراج بوبى باونيسكو،
وهو الفيلم الوحيد الذى يعرض من شرق أوروبا فى المهرجان.
فيلم قصير واحد يعرض خارج المسابقة (الأمريكى «حقيبة بلاستيك»
إخراج رامين بحرانى، عضو لجنة تحكيم جائزة أحسن فيلم طويل أول) فى افتتاح مسابقة
الأفلام القصيرة، وفى «آفاق» ٣ أفلام قصيرة منها الفيلم البريطانى الوحيد فى كل
المهرجان: «لابوهين» إخراج الألمانى ورنر هيرزوج، الذى يشترك فى مسابقة الأفلام
الطويلة بفيلم أمريكى، ومنها الفيلم الإسبانى «تحولات» إخراج بيرى بورتا بيللا،
رئيس لجنة تحكيم جائزتى آفاق.
المصري اليوم في
19/08/2009
فينسيا ٢٠٠٩ ينهى عزلة الهند الآسيوية ومصر العربية-
الأفريقية
بقلم
سمير فريد
كان السطر الأول فى تعليق «فارايتى» الأول على برنامج مهرجان
فينسيا ٢٠٠٩ (٢-١٢ سبتمبر) بعد ساعات من إعلان البرنامج ملاحظة الاشتراك القوى
(النادر) للسينما المصرية والسينما الهندية.
فكما أنها المرة الأولى التى يعرض فيها أحد المهرجانات الكبرى
الثلاثة ٣ أفلام من مصر، فهى المرة الأولى التى يعرض فيها أيضاً ٤ أفلام من الهند.
ماركو موللر مدير فينسيا الـ٦٦ ينهى بذلك عزلة السينما الهندية
أكبر منتج للأفلام فى العالم، وإحدى ثلاث صناعات سينما كبرى فى آسيا (مع الصين
واليابان)، كما ينهى عزلة السينما المصرية أكبر منتج للأفلام فى العالم العربى
وأفريقيا.
صحيح أن القوتين الأعظم فى السينما هما أمريكا وأوروبا، ولكن
هذا لا يعنى بالطبع عدم وجود إبداع فى كل مكان فى العالم، وأن المهرجان «الدولى»
بحق للمبدعين من كل الثقافات. وبينما الأفلام المصرية الثلاثة فى المسابقة وخارج
المسابقة وفى برنامج آفاق، فإن الأفلام الهندية الأربعة ثلاثة خارج المسابقة وفيلم
فى آفاق.
وبرنامج خارج المسابقة حيث يعرض الفيلم المصرى «احكى ياشهرزاد»
إخراج يسرى نصر الله، يتضمن هذا العام ٢٠ فيلماً أعلن عن ١٩ منها، والعشرون يعلن
عنها يوم ١٢ سبتمبر كمفاجأة فى آخر أيام المهرجان.
والبرنامج حافل، ويضيف إلى الدول المشاركة فى المسابقة فيلماً
من إسبانيا وآخر من الدنمارك إلى جانب الأفلام الهندية و٧ أفلام أمريكية و٤
إيطالية، وفيلم يابانى وفيلم صينى هو فيلم الختام الذى يعرض بعد إعلان الجوائز (شينجدو:
أحبك إخراج فروت شان وسيو جيان).
ومن بين الأفلام الهندية فيلمان إخراج أنوراج كاشياب عضو لجنة
تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة.
وكما أن فى المسابقة أفلاماً جديدة لمخرجين فازوا بالسعفة
الذهبية فى «كان» والدب الذهبى فى «برلين» وجوائز كبرى أخرى، كذلك الأمر فى برنامج
خارج المسابقة مثل «المرشد» إخراج ستيفن سودربرج. ومن كبار مخرجى السينما الأمريكية
أيضاً أوليفر ستون، ومن كبار مخرجى السينما الإيطالية جوليانو مونتالدو وفرانشسكو
مازيللى. وبينما يعرض فى المسابقة فيلم تسجيلى واحد، يعرض خارجها ثلاثة منها «جنوب
الحدود» الذى أخرجه ستون عن هوجو شافيز.
وبينما لا يوجد فيلم تحريك فى المسابقة حتى الآن على الأقل فى
انتظار الفيلم المفاجأة، هناك أربعة أفلام تحريك خارج المسابقة (٣ أمريكية وفيلم
يابانى) ومن الأفلام الأمريكية فيلمان من إنتاج ديزنى - بيكسار بمناسبة فوز جون
لاسيتير وبراد بيرد وبيتى دوكتير وأندرو ستانتون ولى أونكريش بالأسد الذهبى
التذكارى.
المصري اليوم في
17/08/2009
٢٣ فيلماً من ١١ دولة فى مسابقة فينسيا والـ٢٤ مفاجأة ٥ سبتمبر
بقلم
سمير فريد
اعتدنا أن نقدم للقارئ فى هذا العمود القائمة الكاملة لأفلام
مسابقات مهرجانات السينما الثلاثة الكبرى «برلين» فى فبراير، و«كان» فى مايو،
و«فينسيا» فى سبتمبر، باعتبارها من أهم أفلام العالم كل عام، ولا نقول أهم الأفلام
على الإطلاق بالطبع، فالمهرجانات الكبرى من مقاييس الجودة، ولكنها ليست المقياس
الوحيد، تماماً مثل الجوائز، وفى كل مجالات الفنون والآداب والعلوم.
أعلنت إدارة مهرجان فينسيا الـ٦٦ «٢-١٢ سبتمبر»، عن عرض ٢٣
فيلماً فى مسابقة الأفلام الطويلة، بالإضافة إلى فيلم مفاجأة يعلن يوم ٥ سبتمبر،
وهذه الأفلام ٦ من الولايات المتحدة الأمريكية، و١١ من أوروبا، و٥ من آسيا، وفيلم
من أفريقيا والعالم العربى هو الفيلم المصرى «المسافر» إخراج أحمد ماهر، وفيما يلى
الـ٢٢ فيلماً الأخرى:
■ الولايات المتحدة الأمريكية:
الرأسمالية: قصة حب، إخراج مايكل مور.
حياة فى زمن الحرب، إخراج تود سولوندز.
الطريق، إخراج جون هيلكوت.
بقاء الموتى، إخراج جورج روميرو.
ملازم سيئ: موقع النداء نيو أورليانز، إخراج ورنر هيرزوج.
رجل أعزب، إخراج توم فورد.
■ إيطاليا:
باريا، إخراج جوزيبى تورنا تورى «الافتتاح».
الفضاء الأبيض، إخراج فرنشسكا كومينشينى.
الساعة المزدوجة، إخراج جوزيبى كابوتوندى.
الحلم الكبير، إخراج مايكل بلاسيدو.
■ فرنسا:
٣٦ نظرة إلى جبل سان لو، إخراج جاك ريفيت.
اضطهاد، إخراج باتريس شيرو.
مادة بيضاء، إخراج كلير دنيس.
السيد لا أحد، إخراج جاكو فان دورميل.
■ ألمانيا:
مطبخ الروح، إخراج فاتح أكين.
نساء بلا رجال، إخراج شيرين نشأت.
■ تجهم، إخراج جيسيكا هاونزر «النمسا».
■ حادث، إخراج شانج بويو - سوى «الصين».
■ أمير الدموع، إخراج يونفان «تايوان».
■ تيتسو، إخراج شينايا تسو كاموتو «اليابان».
■ لبنان، إخراج شامويل مازو «إسرائيل».
■ بين عالمين، إخراج فيموخاتى جايا سوندارا «سريلانكا».
توقعنا فى هذا العمود يوم إعلان البرنامج فى ٣٠ يوليو، عرض ٢٠
فيلماً تم اختيار ١٩ منها، منها ١٢ فى المسابقة.
ومن بين أفلام المسابقة تسجيلى واحد «فيلم مور»، وربما تكون
المفاجأة إضافة فيلم تحريك.
المصري اليوم في
16/08/2009
مهرجان فينسيا السينمائى يعرض ٧٥ فيلمًا من ٢٣ دولة فى برنامجه الرسمى
بقلم
سمير فريد
يفتتح مهرجان فينسيا السينمائى الدولى الـ٦٦ (٢-١٢ سبتمبر)
بالفيلم الإيطالى «باريا» إخراج جوزيبى تورنا تورى داخل المسابقة، وعشية الافتتاح
فى أول سبتمبر يحتفل بمرور ٥٠ سنة (اليوبيل الذهبى) على تسمية جائزته الكبرى باسم
الأسد الذهبى، وهو أسد سان ماركو، أو القديس مرقص الذى تسمى باسمه أكبر جزر مقاطعة
فينسيا ومطارها الدولى، وعندما نقول الكنيسة المرقصية بالعباسية نعنى كنيسة سان
ماركو بالإيطالية.
وفى هذا الاحتفال تعرض نسخة جديدة مرممة من الفيلم الإيطالى
«الحرب الكبرى» إخراج ماريو مونشيللى عام ١٩٥٩، وهو أكبر المخرجين الإيطاليين
الأحياء (٩٣ سنة) وبحضوره، وكان مونشيللى يقود يوم ٢١ يوليو الماضى مظاهرة
البالونات السوداء أمام البرلمان الإيطالى احتجاجًا على تخفيض حكومة بيرلسكونى
ميزانية دعم الفنون من ١٨٥ مليون يورو سنويًا إلى ٣٨٠ مليون يورو، وقال: «إن البلد
الذى لا يحب الثقافة بلد لا يحب صناع الثقافة أيضًا»، وهم حوالى ٢٠٠ ألف شخص فى
إيطاليا.
ويتكون برنامج مهرجان فينسيا الرسمى من أربعة أقسام دولية
وقسمين إيطاليين، أما الأقسام الدولية فهى مسابقتا الأفلام الطويلة والقصيرة
وبرنامج خارج المسابقة وبرنامج آفاق، وأما القسمان الإيطاليان فهما «السينما
الإيطالية المعاصرة»، والبرنامج التاريخى «إعادة اكتشاف السينما الإيطالية».
يعرض المهرجان ٧٥ فيلمًا طويلاً فى المسابقة وخارج المسابقة
وآفاق من ٢٣ دولة من كل قارات العالم ما عدا إستراليًا.
ويَعرض من الولايات المتحدة الأمريكية ١٦ فيلمًا، ومن إيطاليا
١٤ فيلمًا، ومن الصين ٦ أفلام، ومن كل من فرنسا وألمانيا والهند ٤ أفلام، ومن مصر ٣
أفلام، وفيلمين من كل من النمسا وروسيا وسويسرا واليابان والبرازيل، وفيلمًا واحدًا
من كل من إسبانيا والدانمارك ورومانيا وهولندا وإسرائيل وسرى لانكا وتايوان
والفلبين وفيتنام وبيرو وتونس، أى أن عدد الأفلام الذى يعرض من مصر يأتى فى المرتبة
السابعة بين الدول الـ٢٣، ولأول مرة أعلنت إدارة المهرجان عن عناوين ٧٢ فيلمًا من
الـ٧٥ واحتفظت بثلاثة أفلام كعروض مفاجآت داخل وخارج المسابقة وفى آفاق،
كما أعلنت أن ٧١ منها عرض عالمى أول، و٤ عرض دولى أول (أى العرض
الأول خارج بلادها)، أى أن فيلمى مصر خارج المسابقة (احكى يا شهرزاد، إخراج يسرى
نصرالله) وفى آفاق (واحد - صفر إخراج كاملة أبوذكرى) من بين ٤ أفلام فقط اختيرت رغم
أنها عرضت فى بلادها.
كما أعلنت إدارة المهرجان أن الأفلام الـ٧٥ تم اختيارها من بين
٢٥١٩ فيلمًا من ٧٤ دولة.
المصري اليوم في
15/08/2009
كيف يصبح اشتراك السينما المصرية فى فينسيا نقطة انطلاق جديدة؟
بقلم
سمير فريد
لم يحدث من قبل أن تم اختيار ثلاثة أفلام مصرية للعرض فى
البرنامج الرسمى فى أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة فى العالم (كان وفينسيا وبرلين)
كما حدث فى مهرجان فينسيا هذا العام (٢- ١٢ سبتمبر)، ومنها فيلم فى المسابقة
(«المسافر» إخراج أحمد ماهر) وخارج المسابقة («احكى يا شهرزاد» إخراج يسرى نصرالله)
وفى برنامج «آفاق» («واحد- صفر» إخراج كاملة أبوذكرى)، وهى أول مخرجة مصرية يعرض
لها فيلم فى مهرجان دولى كبير.
ولكى يصبح اشتراك السينما المصرية فى فينسيا هذا العام نقطة
انطلاق جديدة لهذه السينما العريقة فى أوروبا وأمريكا والعالم كله يجب أن تكون
المشاركة على مستوى الحدث، وذلك بتشكيل وفد كبير برئاسة وزير الثقافة الفنان فاروق
حسنى يضم عشرة من العاملين فى كل فيلم من الأفلام الثلاثة، وعشرة صحفيين، وعشرة
تليفزيونيين (أى من ٥٠ فردًا)، ويمكن تعاون عدة جهات حكومية وغير حكومية على شكل
رعاة لتوفير سفر وإقامة هذا الوفد طوال أيام المهرجان، ويجب أن تتضمن الميزانية
الإعلان فى شوارع فينسيا،
وفى النشرات اليومية، ومنها نشرة «فارايتى» التى تصدر فى فينسيا
هذا العام لأول مرة، وإقامة ثلاث حفلات كبرى بعد عرض كل فيلم من الأفلام الثلاثة،
ومكتبًا خاصًا لتسويق وتوزيع هذه الأفلام، وإصدار المطبوعات عنها وعن السينما
المصرية.
إن ما ينفق على الاشتراك المصرى فى مهرجان فينسيا على هذا
النحو، ومهما كان، يحقق لمصر الثقافة والإعلام والسياحة والسياسة ما لا يُقدّر
بمال، ولن تعادل قيمته المالية على أى حال قيمة إعلانات وزارة السياحة فى قناة
فضائية دولية واحدة، والتى تظل إعلانات مدفوعة، وليس لها تأثير المشاركة فى الأحداث
الثقافية الكبرى التى تتابعها كل وسائل الإعلام فى كل قارات العالم مثل مهرجان
فينسيا.
من ناحية أخرى تتوفر لدينا الأفلام الجديدة لكل من المخرجين
داوود عبدالسيد ومجدى أحمد على وأسامة فوزى وتامر السعيد وأحمد غانم، وربما غيرها
أيضًا، وكلها من المتوقع أن تكون على مستوى الاشتراك فى المهرجانات الكبرى الثلاثة
العام المقبل، ومن الضرورى التخطيط لهذا الأمر الآن لتكون عروضها العالمية الأولى
فى برلين وكان وفينسيا عام ٢٠١٠، وبهذا يصبح اشتراكنا فى فينسيا نقطة انطلاق جديدة
حقًا.
أما بالنسبة للعرض الأول لفيلم «المسافر» فى مصر والعالم العربى،
فمن المنطقى أن يكون فى افتتاح مهرجان القاهرة خارج المسابقة، فمهرجان وزارة
الثقافة أولى بفيلم الوزارة قبل أى مهرجان آخر فى العالم العربى، وبعد مهرجان
القاهرة يبدأ العرض العام لجمهور السينما فى مصر.
المصري اليوم في
13/08/2009
هيثم حقى: لم نرفض الجائزة رغم وجود إسرائيلى فى لجنة التعليم
بقلم
سمير فريد
تعليقًا على مقال «كيف نرفض جائزة دولية لأن إسرائيليًا اشترك
فى لجنة التحكيم»، أرسل فنان السينما والتليفزيون السورى الكبير هيثم حقى مؤلف
ومنتج «الليل الطويل» إخراج حاتم على الذى فاز بجائزة أحسن فيلم فى مهرجان تاور
مينا تحت عنوان «لم نرفض الجائزة وإنما تحاشينا» الرسالة التالية:
«لقد فكر المخرج المبدع حاتم على كثيرًا فى الطريقة المثلى
للتعامل مع وجود المخرج آرى فولمان فى تحكيم تاور مينا، وقررنا معًا المشاركة لكن
دون التلاقى معه، رغم تقديرنا لفيلمه (الرقص مع بشير)، وموقفه الذى أشرت إليه،
وعندما علم حاتم بفوز الفيلم بالذهبية كلف الصديق انتشال التميمى بتسلم الجائزة
لتفادى الحرج».
وتعليقًا على مقال «افتتاح ندوة تدافع عن الحرية فى صمت تام
وكأنها دقيقة حداد» أرسل القارئ حمدى يوسف، وهو خريج كلية الآثار، ويعمل خارج مصر،
الرسالة التالية:
«هذا هو ثمن الحرية، وهذا هو رأى جموع المثقفين والمتابعين
والصحفيين وكل من يعمل بالإعلام، الكل ينادى بالحرية ويطلب الحرية ويقول ما يقول عن
الحرية، وعندما ينعقد مؤتمر لمناقشة الحرية تنعقد الألسنة، وعجبى»، وكان المقال قد
نشر يوم افتتاح مؤتمر «حرية التعبير» فى مكتبة الإسكندرية دون أن ينشر عنه ولا حتى
مجرد خبر فى أى من الصحف والمجلات المصرية.
وتعليقًا على مقال «وهران قلعة للسينما تقود المقاومة ضد أعداء
الوطن والإسلام والفنون» أرسلت عدة تعليقات دون أسماء تحتج على اعتبار أعداء الوطن
هم المتطرفون الدينيون وليسوا الإسرائيليين، ويتساءل أحد المعلقين عن معنى كلمة
«الاحتقار» التى تسمى بها جوائز مهرجان وهران، أما الاحتقار فهى منطقة فى الجزائر
صنفتها اليونسكو عام ١٩٨٢ فى قائمة التراث الإنسانى،
حيث وجدت بها آثار للإنسان والحيوان تعود إلى أكثر من نصف مليون
سنة، وأما مسألة «أعداء الوطن»، فرأيى أن التطرف الدينى أخطر على مصر من إسرائيل
لأنه يدمر الثقافة المصرية التى لا تستطيع إسرائيل تدميرها حتى لو استخدمت القنبلة
الذرية ضد مصر.
وأرسل أحد القراء يطلب منى التراجع عن نسبة العلمانية إلى
العالم وليس إلى العلم، ولكن هذا ما قاله طه حسين (١٨٨٩- ١٩٧٣) وطلبت من الدكتور
مراد وهبة أن يوضح الفرق لأنه الأقدر على إيضاح لماذا قال طه حسين ذلك.
المصري اليوم في
12/08/2009
إلغاء مهرجان جدة ومعركة الحداثة فى السعودية والعالمين العربى والإسلامى
بقلم
سمير فريد
كان من المقرر أن يبدأ مهرجان جدة الرابع يوم السبت ١٨ يوليو،
ومساء الجمعة، وبعد أن انتهى إعداد كل شىء، جاءت التعليمات من محافظة جدة بإلغاء
المهرجان.
ويعرف العالم كله أن السينما هى مظهر أساسى من مظاهر الحداثة،
كما يعرف أن معركة الحداثة فى السعودية والعالمين العربى والإسلامى هى المعركة
الكبرى بين السلفيين الذين يعيشون فى الماضى بدعوى التمسك بالأصول الإسلامية، وبين
من يؤمنون بأن الإسلام لكل العصور، ومن الممكن الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وأنهم
بذلك يدافعون عن الإسلام حقاً، وأن السعودية هى الساحة الرئيسية لهذه المعركة
باعتبارها مهد الإسلام وأرض الحرمين الشريفين.
كما يعرف العالم كله أيضاً أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومنذ
توليه الحكم عام ٢٠٠٥ يقود المعركة من أجل الحداثة، ولذلك لم يكن من الغريب أن يشهد
عام ٢٠٠٥ بمناسبة نهاية شهر رمضان المبارك أول عرض عام لأفلام تحريك فى أحد فنادق
الرياض للنساء والأطفال بدعوات خاصة، وأن يشهد عام ٢٠٠٦ الدورة الأولى لمهرجان جدة
بدعوات خاصة، وأن يشهد عام ٢٠٠٨ أول عرض بتذاكر للفيلم السعودى «مناحى» فى جدة
والدمام، ثم فى الرياض فى فبراير الماضى.
والفيلم من إنتاج «روتانا»، إحدى شركات الأمير الوليد بن طلال،
وهى كبرى شركات السينما فى العالم العربى مع شركة «راديو وتليفزيون العرب» للشيخ
صالح كامل، وكلاهما من رواد المعركة من أجل الحداثة فى السعودية منذ عقود، ويمتلكان
الآن أغلب أفلام مدرسة السينما المصرية (١٩٣٣ - ١٩٦٣) التى عبرت عن الحداثة
بامتياز.
بفضل الثورة التكنولوجية وعاصفة الحرية التى تجتاح العالم منذ
سقوط جدار برلين عام ١٩٨٩، والتزامن التاريخى بين هذا الحدث المحورى وانتشار
الفضائيات والكمبيوتر الشخصى وتطور كاميرات التصوير، لم يستطع أحد أن يمنع الشباب
السعودى من الإمساك بكاميرا الديجيتال وصنع أفلام سعودية لأول مرة بعد مائة سنة من
اختراع السينما، فى البلد الوحيد الذى يحرم الفنون ويعتبرها من الشرور، وعلى رأسها
فن السينما.
وقادت «رواد ميديا» ومديرها المخرج ممدوح سالم حركة أفلام
الديجيتال فى السعودية، ونظمت مهرجان جدة من دون استخدام كلمة «فيلم» فى عنوانه
ومطبوعاته، واقتصرت الدورات الثلاث الأولى على الأفلام السعودية، وبالتعاون مع
«روتانا» تم تنظيم الدورة الرابعة التى ألغيت، وكان من المقرر أن تعرض ٧١ فيلماً
طويلاً وقصيراً من السعودية والخليج، وتمنح لها ولمشروعات جديدة جوائز ٢٠٠ ألف
ريال، وتعرض ٣٥ فيلماً من مختلف دول العالم خارج المسابقات، وتعلن إنشاء «نادى
السينمائيين السعوديين«.
منع مهرجان جدة، نعم، وفى اللحظة الأخيرة على نحو يؤكد احتدام
المعركة من أجل الحداثة، ولكن من الذى يستطيع أن يمنع الإنسان من التوق إلى الحرية
إلا إذا كان يستطيع أن يمنع الشمس من الشروق؟
المصري اليوم في
11/08/2009
وانطوت صفحة لا تُنسى من تاريخ السينما التسجيلية الفلسطينية فى المنفى
بقلم
سمير فريد
توفى فى رام الله يوم ٣٠ يوليو المخرج السينمائى الفلسطينى
مصطفى أبوعلى، وفقدت السينما الفلسطينية أحد روادها الكبار، وفقدت شخصياً أحد
أصدقاء العمر الذى التقيت معه لأول مرة فى مهرجان دمشق لسينما الشباب عام ١٩٧٢،
وكان لقاؤنا الأخير فى مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة عام
٢٠٠٣ عندما كرمه المهرجان، وعرض ثلاثة من أفلامه.
ولد مصطفى أبوعلى فى القدس عام ١٩٤٠، وعاش مع أسرته فى المنفى
بالأردن بعد هزيمة العرب فى حرب ١٩٤٨ وإنشاء إسرائيل على الأراضى الفلسطينية، وبعد
أن انتهى من دراسته الثانوية فى العاصمة الأردنية عمان، التحق بالجامعة الأمريكية
فى بيروت لمدة سنة، ثم بدأ دراسة العمارة فى جامعة «بيركلى» فى الولايات المتحدة
لمدة ثلاث سنوات، ولكنه لم يُتم غير دراسة السينما فى مدرسة لندن، التى تخرج فيها
عام ١٩٦٧، وعاد إلى عمان حيث عمل فى التليفزيون الأردنى عام ١٩٦٨، وأخرج أول أفلامه
«الحق الفلسطينى» (٨ دقائق).
كان على مصطفى أبوعلى أن يحارب على جبهتين: ضد العدو الصهيونى
عبر انتمائه إلى حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية التى تضم كل فصائل المقاومة،
وضد من يعتبرون إنتاج الأفلام فى «فتح» «ترفاً» لا يجوز أن تخصص له الأموال ولو
كانت قليلة، وكانت أغلب الأفلام عن قضية فلسطين منذ ١٩٤٨ لمخرجين غير فلسطينيين،
وكانت كلها من إنتاج مؤسسات غير فلسطينية.
وفى عام ١٩٦٩ فى بيروت استطاع أن ينتصر على الجبهتين بإنشاء
وحدة أفلام فلسطين (مؤسسة السينما الفلسطينية)، وأصبح هناك لأول مرة إنتاج سينمائى
فلسطينى لمخرج فلسطينى من الأفلام التسجيلية يعرض فى المهرجانات الدولية، ويواجه
أفلام الحركة الصهيونية التى أدركت أهمية السينما منذ اختراعها، وقبل إنشاء
إسرائيل.
ومن أهم أفلام مصطفى أبوعلى، وكلها تسجيلية قصيرة، «لا للحل
السلمى» (١٥ دقيقة) ١٩٦٩، و«بالروح بالدم» (٣٥ دقيقة) ١٩٧٠، و«العرقوب» (٢٥ دقيقة)
١٩٧١، و«عدوان صهيونى» (٢٢ دقيقة) ١٩٧٢، و«مشاهد من الاحتلال فى غزة» (١٣ دقيقة)
١٩٧٣، و«ليس لهم وجود» (٢٤ دقيقة) ١٩٧٤، و«على طريق النصر» (١٥ دقيقة) ١٩٧٥.
وقد تم إنتاج هذه الأفلام فى بيروت. واستقر السينمائى الفلسطينى
الرائد مع زوجته المخرجة خديجة أبوعلى وابنهما «عمار» فى عمان منذ عام ١٩٨٤، وعاد
إلى رام الله فى الأراضى الفلسطينية المحررة عام ١٩٩٦.
وطوال ما يقرب من عقدين كان مصطفى يحلم بإخراج «المتشائل» كفيلم
روائى عن رواية «إميل حبيبى» الكلاسيكية المعروفة، وتوفى محبطاً، أو متشائلاً على
حد تعبير الكاتب العظيم.
المصري اليوم في
10/08/2009
فى ضرورة رفع دعوى أمام القضاء الأمريكى ضد فيلم «إننى أحبك يا رجل»
بقلم
سمير فريد
نشر الزميل محسن حسنى فى عدد الأربعاء الماضى من «المصرى اليوم»
تحقيقاً صحفيًا ممتازًا عن فيلم أمريكى يسب الرئيس الراحل أنور السادات عن طريق
تسمية كلب باسمه والقول إن السبب لا علاقة له بمواقفه السياسية، وإنما لأنه يشبهه
تماماً.
عنوان الفيلم «إننى أحبك يا رجل» إخراج جون هامبورج، وإنتاج
دونالد دى لينى، وسيناريو لارى ليفين، وتمثيل جاسون سيجيل وبول رود، وكلهم كما هو
واضح نكرات ولا قيمة لهم أو لفيلمهم وفى عصر الإنترنت يمكن لأى شخص أن يسب أى شخص
آخر، ولكن أن يأتى السب فى فيلم سينمائى فهذه مسألة أخرى، وأن يكون الفيلم أجنبياً
ويعرض عرضًا عاماً فى مصر فهذه مسألة ثالثة.
التصرف الصحيح تجاه هذا الفيلم أن ترفع الحكومة المصرية باسم
مصر عن طريق سفارتها فى واشنطن دعوى أمام القضاء الأمريكى ضد الفيلم تطالب بتعويض
مالى كبير يتناسب مع حجم الجريمة التى ارتكبها الكاتب والمنتج والمخرج والممثلان
اللذان دار بينهما الحوار حول لماذا أطلق أحدهما على كلبه اسم أنور السادات. وحسناً
فعلت السيدة رقية ابنة الرئيس الراحل عندما قدمت احتجاجًا إلى السفارة الأمريكية فى
القاهرة، ولكن الحكومة الأمريكية، وبالتالى السفارة التى تمثلها لا علاقة لها
بإنتاج أو توزيع الأفلام، أو الرقابة عليها، ولا سبيل لعقاب الذين صنعوا الفيلم إلا
بدفع تعويض مالى عن طريق القضاء الأمريكى.
أما عن عرض الفيلم فى مصر منذ يونيو الماضى، فقد قال مدير
الرقابة إن النسخة التى عرضت تخلو من هذا المشهد، ولكن الصحفى الكبير إبراهيم نافع
ذكر فى عموده اليومى فى «الأهرام»، أمس الأول، أن المشهد أضيف إلى الفيلم بعد
الحصول على موافقة الرقابة، وطالب بوقف عرض الفيلم فى مصر، والاعتذار الرسمى عن هذا
المشهد.
ولا شك أن الرقابة سوف تمنع عرض الفيلم، إن لم تكن قد منعته
فعلاً مع موعد نشر هذا المقال، ولا يحتاج الأمر إلى أن ترفع السيدة رقية دعوى أمام
القضاء لمنعه كما تردد فى الصحف، فضلاً عن أن سب الرئيس الراحل أنورالسادات ليس
قضية عائلية، وإنما قضية مصر الوطن والدولة كما قال الأستاذ نافع فى ختام مقاله عن
حق.
وحتى لا تتكرر هذه المهزلة مرة أخرى يجب وقف التعامل مع شركة
التوزيع التى استوردت الفيلم للعرض فى مصر، وخدعت الرقابة بأن قدمت نسخة ناقصة،
فالمؤكد أن المسؤولين فى هذه الشركة شاهدوا النسخة الكاملة، أما إذا كانوا قد
أعادوا المشهد البذىء بعد الحصول على موافقة الرقابة، فهذه جريمة وقعت فى مصر،
وتستوجب العقاب، وليس فقط وقف التعامل مع الشركة، وتعنى أن سوق السينما أصبحت فوضى
كاملة.
المصري اليوم في
09/08/2009
مشكلة إيجور الصين فى مهرجان ميلبورن تصل إلى ذروتها اليوم
بقلم
سمير فريد
واجه مهرجان ميلبورن السينمائى الدولى، وهو أعرق مهرجانات
السينما فى أستراليا، والذى تنعقد دورته الـ٥٨ منذ ٢٤ يوليو وتنتهى غدًا، أكثر من
مشكلة سياسية ربما لأول مرة فى تاريخه.
قبل أيام من الافتتاح سحب فنان السينما البريطانى العالمى
الكبير كين لوش فيلمه الجديد «البحث عن إريك» الذى شهد مهرجان كان فى مايو عرضه
العالمى الأول، وذلك احتجاجًا على قبول إدارة المهرجان دعمًا ماليًا من سفارة
إسرائيل فى أستراليا، وقال إنه يمكن قبول دعم من مؤسسات السينما المستقلة فى
إسرائيل، ولكن ليس من حكومة إسرائيل التى تحتل أراضى الشعب الفلسطينى وتحول دون
حصوله على حقوقه المشروعة، وبعد حرب غزة فى يناير. وكان لوش قد طلب إعادة دعم مماثل
حصلت عليه إدارة مهرجان أدنبرة فى مايو كشرط لعرض فيلمه، واستجابت إدارة المهرجان
وأعادت الدعم.
قال ريتشارد مور، مدير مهرجان ميلبورن، إنه لا يقبل الشرط الذى
طالب به لوش لعرض فيلمه، وإنه بذلك لا ينحاز إلى حكومة إسرائيل، فالمهرجان يعرض
الفيلم الأمريكى «أمريكا» إخراج الفلسطينية شيرين دعبس الذى عرض لأول مرة فى مهرجان
كان هذا العام، ويعرض الفيلم السويدى التسجيلى الطويل «فرويد الشاب فى غزة» إخراج
بيا هولمكويست وسوزان خردليان عن معاناة سكان غزة، والذى عرض لأول مرة فى مهرجان
الشرق الأوسط فى أبوظبى العام الماضى.
وقبل أيام من الافتتاح أيضًا طلبت حكومة الصين من إدارة
المهرجان منع عرض الفيلم التسجيلى الطويل «شروط الحب العشرة» إخراج الأسترالى جيف
دانيلز لأنه يعرض وجهة نظر ربيعة قدير، زعيمة مسلمى الأقلية الإيجورية المسلمة فى
الصين، ورفضت إدارة المهرجان.
فسحبت الصين فيلميها اللذين كان من المقرر عرضهما، وهما الفيلم
القصير «صرخة النهر» إخراج جيا زانج كى، والفيلم الطويل «حياة مثالية» إخراج إميلى
تانج. وفى الأسبوع الماضى استدعت الخارجية الصينية سفير أستراليا فى بكين لمنع
ربيعة قدير التى تقيم فى المنفى فى واشنطون من حضور المؤتمر الصحفى الذى ينعقد
اليوم بعد عرض الفيلم، ولكن السفير لم يوافق على طلب حكومة الصين، ومن ناحية أخرى
صرح المتحدث باسم المهرجان بأنها دفعت ثمن تذكرة السفر إلى ميلبورن.
ويأتى عرض الفيلم بالمصادفة بعد أن تفجرت مشكلة الأقلية
الايجورية المسلمة فى الصين مطلع يوليو، وقتل وجرح واعتقل الآلاف منهم، ودهشة الغرب
من الاستنكار الخافت للعالم الإسلامى الذى طالما احتج على الكيل بمكيالين فى قضايا
أخرى.
المصري اليوم في
08/08/2009
مخرجتان وأربعة مخرجين عرب فى برامج مهرجان فينسيا السينمائى
بقلم
سمير فريد
يقال دائماً عن ماركو موللر، مدير مهرجان فينسيا فى «فارايتى»
وغيرها من صحف صناعة السينما الدولية، التى تتابع مهرجانات السينما، إن ميوله
آسيوية، خاصة تجاه الصين التى يجيد لغتها ضمن لغات أخرى متعددة يجيدها، ولكن الواقع
أن ميول موللر هى نحو التنوع الثقافى، وبراعته فى القدرة على الجمع بين التنوع
والجودة الفنية، خاصة منذ أن تولى إدارة مهرجان فينسيا عام ٢٠٠٤، فالتنوع ليس هدفاً
فى ذاته، بمعنى عرض فيلم من أفريقيا السوداء مثلاً لمجرد أن يكون هناك فيلم من هذه
المنطقة، والجمع بين التنوع والجودة يعنى ببساطة بذل المزيد من الجهد.
وربما يقال هذا العام إن ميول موللر أصبحت آسيوية وعربية أيضاً
(الحديث هنا يفترض أن المشاركة الأمريكية والأوروبية الكبيرة من البدهيات المفروغ
منها، وهو أمر منطقى بحكم كون أمريكا وأوروبا القوتين الأعظم فى السينما)، فربما
لأول مرة هناك ستة أفلام لمخرجين ومخرجات من العالم العربى فى المهرجان.
ففى المسابقة الفيلم المصرى «المسافر» إخراج أحمد ماهر، وخارج
المسابقة الفيلم المصرى «احكى ياشهرزاد» إخراج يسرى نصر الله، وفى برنامج «آفاق»
الفيلم المصرى «واحد - صفر» إخراج كاملة أبوذكرى، والفيلم التونسى «أسرار مدفونة»
إخراج رجاء عمارى، وفى افتتاح «أسبوع النقاد» الفيلم السويدى «متروبيا» إخراج
المصرى طارق صالح، وفى «أيام فينسيا» الفيلم الجزائرى «حراقة» إخراج مرزاق علواش.
يبذل موللر أقصى جهده للحصول على أفلام عربية وأفريقية، أو
لمخرجين عرب وأفارقة من سينما المهجر، وكذلك المسؤولون عن «أسبوع النقاد» من نقابة
نقاد السينما فى إيطاليا والمسؤولون عن «أيام فينسيا» من نقابة مخرجى السينما،
وهناك تعاون بين الإدارات الثلاث على نحو ما.
ففى دورته الأولى عام ٢٠٠٤ عرض فى «آفاق» الفيلم المغربى «الطفل
النائم» إخراج ياسمين قصارى، واختار يوسف شاهين (١٩٢٦ - ٢٠٠٨) لرئاسة لجنة تحكيم
مسابقة الفيلم الأول، حيث فاز المغربى إسماعيل فروخى عن «الرحلة الكبرى»، الذى عرض
فى «أسبوع النقاد»، وفى دورة ٢٠٠٥ عرض الفيلم الفلسطينى «انتظار» إخراج رشيد
مشهراوى فى «أيام فينسيا»، وفى دورة ٢٠٠٦ عرض فى المسابقة «موسم جاف» إخراج محمد
صالح هارون من تشاد، وفى دورة ٢٠٠٧ فى المسابقة «هى فوضى» إخراج يوسف شاهين وخالد
يوسف، وفى دورة ٢٠٠٨ الفيلم الجزائرى الفرنسى «داخل البلاد» إخراج طارق تيجوا،
والفيلم الإثيوبى الأمريكى «تيزا» إخراج هايلى جريما، وهو هذه السنة رئيس لجنة
تحكيم مسابقة الفيلم الأول.
يعمل موللر على التنوع، ويحافظ فى الوقت نفسه على معايير فينسيا
التى تعد الأكثر صرامة بين كل مهرجانات العالم الكبيرة.
المصري اليوم في
06/08/2009
فيلم سويدى للمصرى طارق صالح يفتتح أسبوع النقاد فى فينسيا
بقلم
سمير فريد
مع إعلان برنامج أسبوع النقاد فى مهرجان فينسيا الـ٦٦ (٢- ١٢
سبتمبر) تأكد أن دورة ٢٠٠٩ من المهرجان الأعرق فى العالم دورة مصرية بامتياز، فقد
اختير الفيلم السويدى «متروبيا» إخراج المصرى طارق صالح للعرض فى افتتاح الأسبوع
الـ٢٤ لنقاد إيطاليا، بعد أن اختارت إدارة المهرجان ثلاثة أفلام مصرية لثلاثة
مخرجين مصريين: «المسافر» إخراج أحمد ماهر فى المسابقة، و«احكى يا شهرزاد» إخراج
يسرى نصر الله خارج المسابقة، و«واحد- صفر» إخراج كاملة أبوذكرى فى برنامج «آفاق».
أسبوع النقاد أحد برنامجين موازيين يقامان أثناء المهرجان،
وتنظمه نقابة نقاد السينما، والبرنامج الآخر «أيام فينسيا» وتنظمه نقابة مخرجى
السينما، وكلا البرنامجين مستقلان تمامًا عن إدارة المهرجان، وتبدو أهمية وجود
برامج مستقلة هذا العام فى عرض الفيلم السويدى «فيديو قراطى» إخراج آريك جاندينى فى
أسبوع النقاد بالتعاون مع أيام فينسيا معًا بعد أن رفضته إدارة المهرجان، فالفيلم
التسجيلى الطويل عن دور إمبراطورية بيرلوسكونى التليفزيونية فى وصوله إلى منصب رئيس
مجلس الوزراء فى إيطاليا مرتين،
وكان من الصعب أن يعرض فى المهرجان الذى يحصل على دعم كبير من
الحكومة فى الوقت الذى لا يزال فيه بيرلوسكونى رئيسًا لمجلس الوزراء، إذ يعبر
الفيلم عن رؤية نقدية حادة حسب العدد المحدود من النقاد الذين شاهدوه، وقد أثبت
بيرلوسكونى أنه «فيديو قراطى» فعلاً عندما منع فيلم أوليفر ستون عن جورج بوش الابن
من العرض فى افتتاح مهرجان روما العام الماضى، ولا أحد يدرى ماذا سيكون رد فعله
عندما يعرض الفيلم السويدى فى المهرجان، وقد قام الشهر الماضى بتخفيض ميزانية دعم
السينما الحكومية إلى أقل من النصف.
وهناك علاقة وثيقة بين طارق صالح المصرى السويدى وآريك جاندينى
الإيطالى السويدى، فقد اشتركا معًا فى إخراج فيلمين تسجيليين طويلين: «من الذى خان
جيفارا» عام ٢٠٠١، الذى عرض فى مهرجان الإسماعيلية عام ٢٠٠٣، و«قواعد جديدة للحرب»
عام ٢٠٠٥، وها هما يجتمعان مرة أخرى فى أسبوع نقاد فينسيا بفيلمين مثيرين للجدل،
ويتناولان نفس الموضوع الذى يؤرقهما ويؤرق العالم، وهو دور التليفزيون فى دنيا
اليوم، ولكن بينما «فيديو قراطى» فيلم تسجيلى فإن «متروبيا» تحريك خيال علمى، ويمثل
الدور الرئيسى فيه بصوته الممثل والمخرج الأمريكى فينسنت جالو.
طارق صالح الذى ولد فى ستوكهولم عام ١٩٧٢ منتج ومخرج سينما
وتليفزيون «روائى وتسجيلى وتحريك» ورسام وناشر أصدر عام ١٩٩٥ فى مصر مجلة «ALIVE»
لفترة محدودة، وحقق نجاحًا كبيرًا فى السويد، والآن يخرج إلى العالم.
المصري اليوم في
05/08/2009
اليوم افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى.. والأمل فى بداية جديدة بعد ربع قرن
بقلم
سمير فريد
تفتتح اليوم الدورة الـ٢٥ لمهرجان الإسكندرية السينمائى التى
تنظمها الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، وهى غير جمعية نقاد السينما المصريين
حتى لا يختلط الأمر بالنسبة لبعض القراء.
ومع دورة اليوبيل الفضى التى تستمر حتى العاشر من أغسطس، وهى
أول دورة تديرها الناقدة السينمائية خيرية البشلاوى، يأمل كل من يهمه أمر السينما
ومهرجانات السينما فى مصر أن يبدأ مهرجان الإسكندرية بداية جديدة بعد ربع قرن شهد
فيها الكثير من العثرات والإخفاقات.
إدارة المهرجانات السينمائية عمل من أعمال النقاد وليس المخرجين
أو الممثلين وغيرهم من صناع السينما، فالمفترض أن الناقد «موضوعى» ولا مصالح له مع
شركات السينما، والمفترض أيضاً أنه يتابع حركة الإنتاج السينمائى فى بلاده والعالم
كله.
ومن هنا فإن اختيار خيرية البشلاوى، التى تمارس النقد بانتظام
ودأب منذ نحو أربعة عقود، اختيار صائب تماماً بغض النظر عن اختلاف هذا أو ذاك مع
بعض آرائها، وهو أمر طبيعى.
ولعل أول ما يدل على صواب اختيارها لهذه المهمة، خاصة بعد دورة
الفضائح الكبرى العام الماضى، أنها قررت أن يكون المهرجان اسماً على مسمى، فاسمه
مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، وقد جعلته لأفلام هذه الدول فقط، كما هو
الحال فى مهرجان مونبيليه فى فرنسا وفالنسيا فى إسبانيا وغيرهما من مهرجانات أفلام
دول البحر المتوسط، فإنتاج هذه الدول كاف لإقامة مهرجان إقليمى ناجح،
ويكفى أن من بينها فرنسا مهد سينما توجراف لوميير، وأكبر صناعة
فى أوروبا مع ألمانيا، ومنها أيضاً إيطاليا إلى جانب إسبانيا واليونان وتركيا
وثمانى دول عربية هى مصر والجزائر وتونس والمغرب وليبيا وفلسطين ولبنان وسوريا.
ويشترك فى مسابقة المهرجان هذا العام ١٣ فيلماً من ١٣ دولة
ويلاحظ غياب سوريا ولبنان والمغرب وفلسطين ضيف الشرف، بمناسبة اختيار القدس عاصمة
للثقافة العربية هذا العام، حيث ينظم المهرجان برنامجاً خاصاً، وندوة دولية، وتشترك
فى لجنة التحكيم المخرجة الفلسطينية آن مارى جاسر، التى يعرض فيلمها «ملح هذا
البحر» فى البرنامج الخاص.
وهناك برامج خاصة أخرى مميزة مثل اليوبيل الذهبى لمعهد السينما،
ومسابقة عبدالحى أديب للسيناريو، والإسكندرية فى السينما العالمية، ومسابقة لأفلام
الديجيتال، ولكن غير المفهوم هو تنظيم استفتاء لأحسن الأفلام المصرية فى النصف
الأول من السنة، وهو الأول من نوعه فى العالم، وغير المفهوم أيضاً تكريم خمسة
سينمائيين من مصر وكأنه مهرجان قومى وليس دولياً.
ورغم ذلك يظل الأمل فى بداية جديدة تليق باسم المدينة وتاريخ
مصر فى السينما.
المصري اليوم في
04/08/2009
وهران قلعة للسينما تقود المقاومة ضد أعداء الوطن والإسلام والفنون
بقلم
سمير فريد
لم يكن يوم الخميس الماضى يوماً غير عادى للسينما المصرية
لاختيار «المسافر» إخراج أحمد ماهر للعرض فى مسابقة فينسيا و«احكى ياشهرزاد» إخراج
يسرى نصر الله خارج المسابقة و«واحد - صفر» إخراج كاملة أبو ذكرى للعرض فى برنامج
«آفاق» وإنما أيضاً لفوز «خلطة فوزية» إخراج مجدى أحمد على فى نفس اليوم بجائزة
الأهقار الذهبى لأحسن فيلم فى مهرجان وهران الثالث للفيلم العربى، وفوز بطلته إلهام
شاهين بجائزة أحسن ممثلة، وفوز الناقد المصرى أمير العمرى بجائزة القلم الذهبى
لأحسن ناقد عن نقده فيلم «الزمن الباقى» إخراج الفلسطينى إيليا سليمان، وفوز الفيلم
القصير «ساعة عصارى» إخراج شريف البندارى بشهادة تقدير.
استطاع حمراوى حبيب شوقى مدير المهرجان أن يجعل المدينة
الجزائرية التاريخية وهران، حيث يقام المهرجان الوحيد من نوعه فى العالم العربى،
قلعة للسينما العربية تقود المقاومة ضد أعداء الوطن الجزائرى والدين الإسلامى
والفنون، خاصة السينما، وحقق ذلك بعدم استجابته للمتطرفين الذين طالبوا باستبعاد
فيلم «دكان شحاتة» وتكريم اسم شهيد المسرح الجزائرى عبدالقادر علولة،
كما حقق عروبة المهرجان، مؤكداً عروبة الجزائر باختيار أفلام
ومحكمين من مصر وفلسطين والجزائر وسوريا وتونس والمغرب والإمارات والسعودية ولبنان
وليبيا والسودان، وتكريم المصرية يسرا والفلسطينى رشيد مشهراوى الذى ترأس لجنة
تحكيم الأفلام الطويلة، والاحتفال بالقدس كعاصمة للثقافة العربية هذا العام، وتبنى
الدعوة إلى القدس كعاصمة أبدية للثقافة العربية، وتنظيم برنامج خاص عن السينما
الفلسطينية بهذه المناسبة.
وأكد المهرجان دفاعه عن المرأة العربية السينمائية فى مواجهة
المتطرفين باختيار سبع منهن من المحكمين الـ١٢ فى لجنتى الأفلام الطويلة والقصيرة،
ففى اللجنة الأولى المصرية نبيلة عبيد والسورية واحة الراهب والتونسية كلثوم بورناز
والسعودية أميرة الغامدى، وفى اللجنة الأخرى اللبنانية كلوديا مرسيليان رئيساً، ومن
ليبيا خدوجة صبرى، ومن الجزائر ريم تعكوشت، فضلاً عن اشتراك مخرجتين من فلسطين فى
مسابقة الأفلام الطويلة (آن مارى جاسر التى فازت بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن
فيلمها «ملح هذا البحر» وشيرين دعبس بفيلمها أمريكا).
شهد المهرجان فى مسابقة الأفلام الطويلة عرض ١٢ فيلماً من أهم
الأفلام الجديدة من ٧ دول عربية، وفاز بجائزة أحسن إخراج نور الدين لخمارى عن
الفيلم المغربى «كازا نجرا» وبجائزة أحسن ممثل حسن كشاش عن الفيلم الجزائرى «مصطفى
بن بولعيد» وبجائزة أحسن سيناريو عبداللطيف عبدالحميد عن الفيلم السورى «أيام
الضجر» من إخراجه، وبهذه الدورة الثالثة من وهران أصبح للسينما العربية مهرجان
حقيقى فى عالمها العربى.
المصري اليوم في
03/08/2009
السينما المصرية فى فينسيا: من أم كلثوم ١٩٣٦ إلى عمر الشريف ٢٠٠٩
بقلم
سمير فريد
كان يوسف شاهين «١٩٢٦- ٢٠٠٨» سعيدًا باختيار أفلامه لمسابقات
المهرجانات الكبرى الثلاثة فى كان وبرلين وفينسيا منذ عام ١٩٧٠، ولكنه لم يكن
سعيدًا بأن تكون أفلامه هى الوحيدة التى تعرض فى مسابقات هذه المهرجانات، فلا يوجد
إنسان كبير فى إنسانيته أو فنان كبير فى فنه يسعده أن يكون الأوحد، ولذلك فهو الآن
فى عالم الروح التى هى من علم الله وحده سعيد باختيار أول فيلم طويل للمخرج الشاب
أحمد ماهر «المسافر» فى مسابقة مهرجان فينسيا هذا العام.
وكما أشرقت صورة أم كلثوم «١٨٩٨- ١٩٧٥» على شاشة فينسيا عام
١٩٣٦ فى فيلم «وداد» إخراج فرتيز كرامب وأول فيلم من إنتاج ستوديو مصر وأول فيلم
ناطق بالعربية عرض فى المهرجان الذى كان أول مهرجان دولى للسينما عام ١٩٣٢، تشرق
على شاشة فينسيا ٢٠٠٩ صورة عمر الشريف..
وكما كانت أم كلثوم معروفة فى العالم آنذاك، فعمر الشريف معروف
فى العالم اليوم، ومنذ عقود، فهو الممثل العربى الوحيد الذى وصل إلى العالمية، ورشح
للأوسكار، وفاز بالجولدى جلوب، وقد حضرت فى فينسيا ٢٠٠٣ حفل فوزه بالأسد الذهبى عن
مسيرته الفنية، وكنت عضوًا فى لجنة التحكيم، ولكن سعادتى بفوزه كانت أكبر من سعادتى
بعضوية اللجنة.
وبين «وداد» و«المسافر» شهد المهرجان فى المسابقة «حدوتة مصرية»
عام ١٩٨٢، و«هى فوضى» عام ٢٠٠٧، وكلاهما من إخراج يوسف شاهين، وساعده فى الفيلم
الثانى، الذى أصبح الأخير، تلميذه خالد يوسف، وفى عام ١٩٧٠ عرض «المومياء» إخراج
شادى عبدالسلام «١٩٣٠- ١٩٨٦»، ولكن لم تكن هناك مسابقة فى تلك الدورة، وفى عام ١٩٨٦
عرض «البداية» إخراج صلاح أبوسيف «١٩١٥- ١٩٩٦» خارج المسابقة تكريمًا لفنان السينما
الكبير، وهذه هى كل الأفلام المصرية التى عرضت فى مهرجان إيطاليا العريق طوال
تاريخه «٧٧ سنة».
منحنى الدكتور ثروت عكاشة عندما كان وزيرًا للثقافة عام ١٩٧٠
شرف تقديم فيلم «المومياء» فى مهرجان فينسيا، وكانت هذه هى المرة الوحيدة التى
سافرت فيها إلى الخارج فى وفد رسمى على نفقة وزارة الثقافة، وفى عام ١٩٨٢ حضرت
الدورة التى عرض فيها «حدوتة مصرية» حيث رشح أغلب النقاد نور الشريف للفوز بجائزة
أحسن ممثل، ولكننا لم نفز بأى جائزة فى فينسيا، وربما حان وقت الفوز هذا العام.
المصري اليوم في
02/08/2009
لأول مرة ثلاثة أفلام مصرية فى مهرجان فينسيا داخل وخارج المسابقة
بقلم
سمير فريد
تحقق الحلم الذى عبرنا عنه فى «صوت وصورة» يوم ٢٧ أبريل الماضى،
وكان عنوان المقال «هل تكون سنة السينما المصرية فى أعرق مهرجانات العالم؟» حيث
توقعنا اختيار فيلم «المسافر» إخراج أحمد ماهر للعرض داخل المسابقة، واختيار فيلم
«واحد صفر» إخراج كاملة أبوذكرى للعرض فى برنامج «آفاق» وأفلام أخرى، واختير «احكى
يا شهر زاد» إخراج يسرى نصر الله للعرض خارج المسابقة.
«المسافر» رابع فيلم مصرى يعرض فى مسابقة مهرجان فينسيا، أحد
المهرجانات الكبرى الثلاثة فى العالم مع كان فى فرنسا وبرلين فى ألمانيا، ففى عام
١٩٣٦ عرض فيلم «وداد» إخراج فرتز كرامب وتمثيل وغناء أم كلثوم «١٨٩٨- ١٩٧٥»، ثم
«حدوتة مصرية» إخراج يوسف شاهين «١٩٢٦- ٢٠٠٨» عام ١٩٨٢،
و«هى فوضى» إخراج يوسف شاهين بمساعدة تلميذه خالد يوسف عام
٢٠٠٧، أى أن المهرجان لم يعرض فى مسابقته غير ثلاثة أفلام مصرية قبل «المسافر» على
مدى ٧٧ سنة منذ إقامة دورته الأولى عام ١٩٣٢، وبذلك يعتبر أحمد ماهر ثانى مخرج مصرى
بعد يوسف شاهين يشترك فى مسابقة فينسيا، وثانى مخرج مصرى بعده يشترك فى مسابقة أحد
المهرجانات الكبرى الثلاثة فى أربعة عقود منذ عرض «الأرض» إخراج يوسف شاهين فى
مسابقة مهرجان كان ١٩٧٠.
أما القول بأن فينسيا ٢٠٠٩ «سنة السينما المصرية» فيرجع إلى أن
هذه هى المرة الأولى فى تاريخنا السينمائى وفى تاريخ المهرجانات الكبرى الثلاثة
التى يتم فيها عرض ثلاثة أفلام مصرية فى دورة واحدة، وفى البرنامج الرسمى، أى
اختيارات إدارة المهرجان، ومن شأن هذا أن يلفت أنظار النقاد والصحفيين وصناع
السينما فى العالم ويعتبرونه عام السينما المصرية فى فينسيا.
ومن اللافت أن فيلمين من الثلاثة لمخرجين من جيل العقد الأول من
القرن الميلادى الجديد، فالفيلم الذى يعرض فى المسابقة أول أفلام مخرجه، والفيلم
الذى يعرض فى «آفاق» رابع أفلام مخرجته، ومن اللافت أيضًا أن أحد الأفلام الثلاثة
لمخرجه فى الوقت الذى تتعرض فيه المرأة المصرية لأكبر حصار عرفته منذ عقود، خاصة
المرأة التى تعمل فى الفنون.
إنه حدث كبير يجب أن تستثمره مصر الرسمية والشعبية معًا، ففيلم
المسابقة من إنتاج وزارة الثقافة، وفيلم خارج المسابقة من إنتاج شركة كبيرة «كامل
أبوعلى»، وفيلم برنامج «آفاق» من إنتاج جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامى، ويجب
أن يتكاتف الجميع ليكون الاشتراك على مستوى الحدث.
samirmfarid@hotmail.com
المصري اليوم في
01/08/2009 |