مع انتشار سوق العــرض الدراميّ، لم تهدأ محاولات التطـــــوير
بشتّى أنواعها، لم يعد صنّاع الدراما يكتفـــون بالسوق المحلّيّة التي تضيق
بنتـــاجاتهم، لذلك يكون الحرص على استقــــطاب المشاهدين من
مختلف الدول، ولا يكون
ذلك ممكناً من دون اللجوء إلى وسائل تجذب اهتمامهم، سواء من خلال محاكــاة
رغباتهم،
أو تقديم صورة مختلفة لهم، أو الاشتغال في عدد من القضايا التي تهمّهم، كما
لا يخفى
أنّ المواضيع فقط لم تعد بتلك الوسائل الجاذبة وحدها، بل باتت الوسائل تحظى
بالأهمّيّة نفسها.
من تلك الوسائل، تطعيم العمل بممثّلين من عدّة دول، وتكون
لذلك عدّة أهداف، منها أنّ مشاهدي تلك الدول يجدون أنفسهم في العمل من خلال
إشراك
واحد منهم فيه، كما يؤمّن بذلك متابعين للاســم المشارك ـ
المُشرَك، ربّما حتّى
يمارس العمل تعمية عن كثير من الأمور الأخرى، سواء من جهة الحبكة أو
التسلسل
المنطقيّ، زمانيّاً أو مكانيّاً، يغدو معها النجم محطّ التركيز، بل قد يصبح
هو
السبب في ترويج العمل نفسه.
وقد اعتمد التطعيم الدراميّ معظم المشتغلين في حقل
الدراما، سوريّين، مصريّــين، خليجيّـــين بشكل أكثر. فقد وجدنا في بعض
المسلسلات
السوريّة استعــــانة لأكثر من مــرّة بنجوم لبنـــــانيّين ومغاربة، حتّى
باتت هذه
الاستعـــــانة شكلاً بديهياً ومطلوباً، وحظي النجوم اللبنــــانيّون
بمحبّة
ومتابعة الجمهور، منهم على سبيل المثال: 'بيار داغر، كارمن
لبّس، أحمد الزين...
وغيرهم'.
كما لجأت بعض المسلسلات المصريّة إلى إشراك بعض الممثّلـــــين
السوريّين، لأسباب عزاها البعض إلى قلّــــة الأجور، فيما عــــزاها آخرون
إلى رغبة
محمـــومة عند المصريّــــين في استعــادة ريــــــاديّتهم
الدراميّة بإشراك نجوم
ســوريّين في أعمالهم، عبر 'تمصيــــرهم'، إلباسهم شخصيّات من البيئة
المصريّة،
ومنهم: جمال سليمان في 'حدائق الشيطان' و'أولاد الليل' 'أفراح إبليس'، وتيم
حسن في
'الملك
فاروق' وكذلك جومانة مراد، وأيمن زيدان وآخرون في أعمال مختلفة، علاوة على
أعمال مشتركة منها في هذا الموسم الرمضانيّ: 'هدوء نسبي'، 'آخر أيّام الحبّ'..
وأعمال أخرى لائذة بالتطعيم بحثاً عن المتابعة والاهتمام..
في جانب المسلسلات
الخليجيّة نجد اتّكاء كاملاً على الخبرات والكفاءات الوافدة، تصبح
المسلسلات
كشكولاً من المشاركين، يتوه المشاهد عن اللهجـــة الرئيسة المعتمدة، إذ
يبدو
التطعيم غير موفّق في كثير من الأحيان..
ولم يقتصر التطعيم الدراميّ على
الممثّلين فقط، بل تعدّاه إلى المخرجين وأطقم التصــوير
والمونتاج... إلخ..
فلربّما يحقّق التطعـــيم نوعاً من التضامن العربيّ الدراميّ، إلى
جانب تحقيقه
الضمان لنشر وتوزيع العمل، وذلك في ظلّ انعدام التضامن والضمان عربيّاً هنا
وهناك..
كاتب من سورية
القدس العربي في
03/09/2009
من خلال فيلمي 'الرأسمالية قصة حب' و'المخبر':
نقد
الرأسمالية والخوف من آثارها يهيمنان على مهرجان البندقية
البندقية رويترز: وضع مهرجان البندقية السينمائي الرأسمالية نصب
عينيه هذا العام بالعرض الاول لفيلم مايكل مور الوثائقي عن الانهيار
الاقتصادي
الامريكي وفيلم درامي يقوم فيه مات دامون بدور الشخص الذي يكشف
عن فساد
الشركات.
وبدأ مهرجان البندقية السينمائي السادس والستين امس الاربعاء ويقول
العديد من النقاد السينمائيين انه واحد من اقوى المهرجانات خلال السنوات
الاخيرة.
ويقوم مدير المهرجان مارك مويلر باقامة دور سينما جديدة مثل تلك
الموجودة في تورنتو كما يضيف قسمين جديدين هما جائزة للافلام الثلاثية
الابعاد
ومسابقة مخصصة للسينما الايطالية.
وقال مويلر 'للمرة الاولى يمكننا حقيقة ان
نفاخر بان مدينة البندقية بأكملها تشعر انها بحاجة الى
المهرجان. انهم بحاجة الى ان
يبدأ المهرجان كما كان عليه لعدة سنوات. الحدث السينمائي الذي يبدأ منه
جدول الكثير
من الافلام.'
وفي فيلم 'الرأسمالية..قصة حب' يهاجم مايكل مور مديري الشركات
باسلوبه القتالي المعروف مما ياتي بموضوع الكساد الى الساحة. ويقدم فيلم
'المخبر'
الذي يخرجه ستيفن سودربرج ويقوم بالبطولة فيه دامون باعتباره مسؤول تنفيذي
يكشف
اساليب شركته في تثبيت الاسعار. والفيلم معروض خارج المسابقة.
ودامون واحد من
ممثلي هوليود المرشحين للسير على البساط الاحمر في عام 2009 فيما تبدو
الاستوديوهات
مستعدة لتحمل الفاتورة الضخمة والمجيء الى البندقية من اجل اثارة الاهتمام
بافلامها
مع بدء موسم الجوائز.
وسيتم تكريم شخصيتين بارزتين في مجال السينما حيث سيحصل
جون لاستر على جائزة الانجاز عن كل اعماله التي سيسلمها له جورج لوكاش كما
سيحصل
ستالوني نجم رامبو وروكي على جائزة خارج المهرجان الرئيسي.
وقال مويلر 'اردت ان
يحصل هايو ميازاكي مخرج افلام الحركة الياباني على جائزة الإنجاز عن كل
الاعمال منذ
اربع سنوات لانني شعرت بانه ايقظ الطفل المختفي بداخلي ومن خلال ذلك جعلني
ارى
العالم بعينين جديدتين ويقدم جون لاستر المشارك في تأسيس
ستوديوهات بيكسار شيئا
مماثلا ولكن بصورة تتسم بتجريبية كبيرة.'
ويتطلع مئات العشاق الذين ينتظرون خارج
قاعة السينما الرئيسية الى القاء نظرة على جورج كلوني ونيكولاس
كيج واوليفر ستون
وسيلفستر ستالوني وآخرين.
وكبير المحكمين هذا العام هو انج لي الذي حصل على
اسدين ذهبيين عن 'جبل بروكباك' و 'الرغبة والحذر'. ويبدو ان نسخة عام 2009
من اقدم
مهرجان سينمائي ستغطي على عام 2008 على الرغم من ان حصول فيلم
'المصارع' لميكي روكي
على جائزة الاسد الذهبي لافضل فيلم ينظر اليه على انه فاتر ويفتقر الى قوة
النجومية.
وقال جاي ويسنبرج الناقد السينمائي في مجلة فاريتي ان انخفاض ارقام
الحضور في مهرجان البندقية خلال السنوات الاخيرة يعود الى عدة عوامل من
بينها زيادة
الاسعار وقرب تورنتو من هوليود مما يجعل المدينة الكندية منبرا جذابا
لهوليوود لعرض
احدث افلامها.
وقال وينسبرج 'انه وقت مثير للغاية بالنسبة للمهرجان ونحن جميعا
مهتمون بان نرى كيفية تقدمه. واعتقد ان مارك مويلر ادرك على نحو خاص هذا
العام ان
عليه ان يضع برنامجا قويا لان الكثير من الصحافة الدولية
ستواصل الابتعاد وسيكون
ذلك كارثة. وهذا هو السبب في انه تم انفاق الكثير من الاموال هنا. وهذا هو
السبب في
انه وضع الكثير من العناوين الامريكية لان من الواضح انه يجلب الكثير من
الصحافة.
وهذا مفهوم تماما والناس متفقون على ان هذه هي الطريقة التي يتعين
عليك ان تفعلها
وسواء كان ذلك شيئا سيئا او طيبا الامر لايهم كثيرا. هذا هو الحال.'
ويظهر كلوني
الذي يمتلك منزلا في ايطاليا ويعد من الشخصيات المحبوبة هناك في فيلم
'الرجال الذين
يحملقون في الماعز' عن صحفي يعثر على وحدة بالجيش الامريكي في العراق تلجأ
الى
استخدام القوى غير الطبيعية في مهامها.
ويظهر كيج في فيلم 'اللفتنانت
السيء..ميناء التوقف نيو اورليانز' وهي اعادة صياغة لفيلم عام
1992 الذي اخرجه ابيل
فيرارا الذي انتقد النسخة الجديدة علنا.
وكما هو معتاد تعد البندقية بتقديم
افلام دولية حيث تقدم مصر فيلم ' المسافر' لعمر الشريف في
المنافسة الى جانب افلام
من الصين والنمسا واسرائيل واليابان وفرنسا وهونج كونج والمانيا وايطاليا.
ويبدأ
المهرجان باول فيلم لايطاليا خلال عقدين وهو 'باريا' الذي اخرجه جوسيبي
تورناتور
ويعرض حتى 12 سبتمبر/ ايلول.
القدس العربي في
03/09/2009 |