الفنان الشاب مصطفى الخاني واحد من الأسماء الفنية المخلصة للعمل في
المسرح، ويكاد لا يمر عام دون أن يقدم عملا مسرحيا على الأقل، أما أولويات
العمل في التلفزيون بالنسبة له فهي للأدوار المتميزة فقط، لذلك لن تحمل له
الذاكرة سوى شخصيات تمثيلية تركت بصمة بجودة الأداء وفرادة الشخصية.
ومن منا لا يذكر شخصية (جحدر) في مسلسل (الزير سالم ) و شخصية (هرغل)
في (سقف العالم) ومعلم جبران في مسلسل (جبران خليل جبران)..التي قدمها
مصطفى من قبل..ومن منا لم يلفت أنظاره اليوم شخصية (النمس) التي يقدمها هذا
الموسم في مسلسل (باب الحارة)..؟إلا أنه يبدو أنه سيكون لشخصية (النمس) في
تاريخ مصطفى الفني استثناء جماهيريا خاصا، فرغم أنه لم تمض إلا حلقات قليلة
من مسلسل فيلاباب الحارةلالا حتى انتشرت بين الناس عبارات النمس في إلقاء
التحية والتعليقات التي يقولها وحركاته الراقصة...وقد تم هذا والشخصية لم
تتكشف كامل تفاصيلها بعد..الأمر الذي يرجح استحقاق نجومية مبكرة للفنان
الخاني وسط نجوم رمضان للموسم الحالي. عن شخصيته الجديدة وكواليس الإعداد
لها واستحقاقاته المستقبلية كان ل(الحواس الخمس) الحوار التالي مع الخاني..
دخلت (باب الحارة) من حيث خرج أبو غالب بائع البليلة..هل شخصية النمس
هي بديل عن شخصيته..وكيف تعاملت معها منذ البداية..؟
بداية عرض علي أداء شخصية تدعى فيلاأبو كيلةلالا وحينما تم الاتفاق
عليها لم أكن أعرف بعد أنها شخصية بديلة لشخصية أبو غالب، وحين قرأت
الشخصية على الورق اكتشفت أنها شخصية جميلة لكنها شخصية أبو غالب ذاتها.
وأحسست أن لدى الشخصية معطيات لتقدم بأداء متميز فالتقيت ببسام الملا
وطرحت عليه ملاحظاتي على هذه الشخصية، واقترحت عدة إضافات لها يجعل المتفرج
يحبها..فغيرنا اسم الشخصية من (أبو كيلة) إلى (النمس) وغيرنا المهنة من
بائع بليلة إلى (بخاخ حشرات).
وهكذا ذهبنا بالشخصية إلى منحى آخر تماما وكان هناك تقبل وتعاون من
قبل المخرج بسام الملا و مؤمن الملا المخرج المنفذ للعمل للتغيير الحاصل في
الشخصية. وبالنتيجة انتهينا إلى تقديم شخصية (النمس) بوصفه شخصية ذكية تحب
المقالب وطريفة.. أحيانا يكون خبيثاً فتكرهه وأحياناً تحبه، وهي شخصية
تنطوي على مجموعة من التناقضات الإنسانية التي توجد في أي شخص فينا.
شخصية (النمس) لفتت الأنظار إليها منذ البداية، هل كنت تتخيل أنها
ستلمع بهذه السرعة، وانك ستنال النجومية بسببها قياساً بالنجومية التي
نالها من شارك قبلك في المسلسل..؟
أحب أن أكون نجماً، والعمل من المؤكد سيضمن لي النجاح والانتشار بين
الناس..لكنه أمر لا يعنيني بمقدار ما يعنيني تقديم شخصية متميزة على صعيد
الأداء تترك بصمة عند الناس.. فأنا لا أريد أن أكون مجرد رقم بين الأرقام.
·
ولكن ألا ترى أن استحقاقك
الحقيقي والأساسي هو الجمهور..؟
أعتقد أن ما يرضي مصطفى سيرضي الجمهور..والأهم من أن يرى كل الناس
الشخصية أريدهم أن يحبوها وأريد أن يتابعوا باب الحارة ويقولوا ( شوفوا
مصطفى شو عمل).
ما أدركه تماماً، ومنذ وقت مبكر، أن هناك آليتان لعمل الممثل إما أن
يختار العمل على الكم وإما أن يختار على النوعية حتى لو كان ذلك يعني تحقيق
جماهيرية متأخرة، والنوعية هي ما أعمل عليه.
بالتأكيد أن الجمهور استحقاقي ويهمني، ولكن ما يهمني أكثر هو ألا أندم
بعد عشر سنوات على دور أديته..لذلك قررت أن أكون متأنياً بدراسة خطواتي
وخياراتي الفنية، وألا أخضع لأي ضغط يجبرني على قبول دور لا أكون فخوراً به
في المستقبل.. اعتقد أنه من الممكن أن يحقق الفنان الجماهيرية والانتشار
بسهولة ولكنني أجزم بأنه لن يحقق بصمة إلا بجودة الأداء.
·
قدمت أدوارا مهمة قبل (النمس)،
ولكنها لم تتح لك فرصة الانتشار الجماهيري.. ويبدو أن (باب الحارة) سيتيح
لك هذه الفرصة ، هل تكره أن يكتشف الناس إمكانات الخاني في هذا العمل على
أهمية ما قدمت قبله..؟
بالتأكيد لا أكره هذا، ولكن دعني أتوقف عند صيغة السؤال والتي جاءت
كما أن مسلسل (باب الحارة) مسلسل من الدرجة الثانية ، أنا شخصياً أراه
عملاً يحمل هوية فنية مختلفة يعتمد على شعبيته وبساطته في آلية الإخراج
والشكل الفني وسأكون سعيدا وفخورا أن يجعلني عمل كهذا شهيرا وأن يجعلني
مخرجا كالفنان بسام الملا معروفا لدى الجمهور أعتقد أنه صنع سابقا جماهيرية
شخصيات لا تقل أهمية.
شخصية الجحدر في (الزير سالم) حققت لي جماهيرية وانتشاراً واسعاً في
العالم العربي ، فيما بعد عملت شخصية صغيرة في مسلسل (صلاح الدين) مع
المخرج حاتم علي، وأذكر أنه قال في احد اللقاءات أنها من أهم الشخصيات مع
العلم أن مساحتها صغيرة جدا، وفي مسلسل (سقف العالم) حقق لي حضوراً أيضاً،
لكن جماهيرية مسلسل (باب الحارة) تعتبر استثنائية .
ومن المؤكد أن أي ممثل يحلم بهذه الجماهيرية، وبالنسبة لي فأنا أحلم
أيضاً بتحقيق الجماهيرية ذاتها، شريطة أن لا أتنازل فنياً عما سبق عملته من
قبل.. وإلى الآن أنا لم أتنازل.
البيان الإماراتية في
03/09/2009 |