يتأثر المبدع عادة بكل ما يحدث حوله من أحداث اجتماعية
وسياسية، فتنعكس علي سطح ابداعه، مثلما تتسلل قيم الواقع وعاداته لعمق هذا
الابداع، فيبدو العمل المبدع وكأنه صورة مقطرة من الواقع،
تحمل رؤية مبدعها
لجمهوره في صياغة جمالية يأمل ان تكون راقية.
وتعتبر الدراما التليفزيونية من
أكثر اشكال الدرامات تأثرا بالواقع وأحداثه المثيرة، وأكثرها تأثيرا في
جمهورها،
بحكم انتقالها عبر وسيط بالاحداث التي حدثت
في الأشهر الأخيرة من حياتنا، وقف
علي قمتها الصراع العربي الإسرائيلي،
بعد ان عاد لتوهجه مع الاجتياح الصهيوني
لغزة،
وحلول رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، كانت القضية الفلسطينية علي
قمة اجندته التي خاطب بها العالم الإسلامي والوطن العربي.
وأشرنا في العدد
الماضي الي عملين استعادا الصراع
المخابراتي بين مصر وسوريا من ناحية وإسرائيل من
الناحية الاخري علي خلفية هزيمة
٧٦٩١
لتنشيط الوعي الجمعي وغسل الذاكرة التي
وهنت
تحت وهم السلام المزعوم،
ونتوقف اليوم عند العمل الثالث،
الذي لم يرد النظر إلي
الماضي، بقدر ما غرس نفسه في الحاضر، ليقدم لنا الغزو الإسرائيلي البربري
الأخير لارض غزة، تداخلا مع موضوع يبدو مصريا،
أو حتي انسانيا،
لكنه لا
يبعد فكرا عن ذات الموقف الذي يمثله الغزو لأرض عربية، حيث يقدم لنا شخصية
استاذة
الديكور بشعبة العمارة بكلية الفنون الجميلة د.
ليلي الهواري المرشحة لجديتها
وعلمها لتولي رئاسة القسم،
مما يوغر صدر بعض زملائها الراغب في تولي مقعد
الرئاسة،
ويدفعه لسرقة امتحانها والادعاء بأنها باعته لتلويث سمعتها العلمية،
في الوقت الذي تسرق فيها أرضها التي ورثتها عن زوجها، بمجموعة من الاغراب
التي
يثير المسلسل الغموض حول أهدافهم.
بالتوازي مع ماتعانيه الأستاذة النبيلة مع
الفساد والخسة في عملها،
ومع السرقة واحتلال الأرض بالتزييف من جهة اخري،
يسافرابنها الصغير »حسن«
مع جارتها الفلسطينية وابنها إلي
غزة لحضور حفل عرس
اختها، فيكتشف الصبي ان جزءا من الأرض العربية قد سرق من
أصحابه، وان المحتل
يعيث فسادا وتدميرا في الأرض المحتلة،
ويضع د. ليلي في مواجهة ثالثة مع المغتصب
معتقل ابنها الطفل.
ولان طبيعة الانتاج الدرامي لدينا ترتكز،
في زاوية من
زواياه، علي محورين، الأول منهما يبدأ بالنص والاخراج ويتبعهما اختيار
الممثلين
الملائمين لشخصيات المسلسل،
والثاني يبدأ من النجم الذي يختار النص ثم المخرج
فالممثلين المشاركين في تقديم هذا المسلسل، والمحوران لاغبار عليهما،
اذا ما
كانت النتيجة في صالح جودة العمل، غير ان البدء بالنجم،
الذي تتصارع عليه
الاعين والأفندة وشركات الاعلانات،
يحمله مسئولية جودة العمل اذا ما حرص علي ان
يكون كل ما في العمل متميزا،
او قد يهوي بالعمل اذا ما اهتم فقط بالشخصية التي
يؤديها،
وسرق دوري الكاتب والمخرج وسخرهما لصالح دوره.
لهذا يحرص النجوم علي
تجديد ظهورهم علي الشاشة سنويا،
فيختارون هم الكتاب والمخرجين،
بل ويتدخلون في
اختيار الممثلين وفرق العمل الفنية والتنفيذية،
وقد حرصت النجمة نبيلة عبيد علي
متابعة كل تفاصيل انجاز مسلسلها الجديد
(البوابة الثانية)
دافعة للحياة الفنية
بكاتبين سيكون لهما شأنا كبيرا في المستقبل المنظور، وهما الكاتب والمخرج
والممثل
المسرحي
»محمد عبدالخالق«
والشاعرة وكاتبة الأغاني المعروفة
»كوثر مصطفي«
مقدمة أياهما في مسلسل متدفق الاحداث، قاما باعادة صياغة السيناريو والحوار له
اكثر من مرة، الأخيرة منها كانت باشراف السيناريست الكبير
»مصطفي محرم«
وتابعا خلال أكثر من عامين ما يحدث من وقائع في المجتمع
المصري وحوله، ليدمجاها
في عملهما،
الذي نجح المخرج »علي عبدالخالق«
في تقديمه ببساطة تبدو امامنا
علي الشاشة يوما بعد يوم.
أخبار النجوم المصرية في
03/09/2009 |