بلغني أيها القاريء
العزيز، أنه عاشت في مصر خلال الربع الثاني من القرن العشرين، امرأة عشقت
السينما بلا حدود، وأخلصت في حبها فمثلت وأنتجت واكتشفت النجوم، ثم
غابت بعد
أن أنجبت بنتا واحدة، اسمها السينما المصرية.
رجل وامرأة لعبا الدور الأكثر
أهمية في نشأة السينما المصرية،
فهما من أسسا ومهدا الطريق.
الرجل هو محمد
بيومي، الذي يستحق حديثا مطولا يفي ببعض بعض حقه، والمرأة هي عزيزة أمير،
التي أنتجت وقامت ببطولة فيلم
»ليلي« الذي عرض في السادس عشر من نوفمبر سنة
٧٢٩١،
وحقق نجاحا جماهيريا لافتا،
وحظي باهتمام صحفي جعل من الفن الوليد
حقيقة معترفا بها، وجزءا من نسيج الثقافة المصرية.
في العام التالي،
وتحديدا في الثاني من ديسمبر سنة
٨٢٩١،
قدمت عزيزة فيلم »بنت النيل«،
وبعد خمس سنوات ظهر فيلمها »كفري عن خطيئتك«،
الذي كان عرضه الأول في مارس
سنة ٣٣٩١، أما الفيلم الناطق الأول فشاهده عشاق السينما المصرية في العام
٩٣٩١: »بياعة
التفاح«، وما هذا كله إلا قليل من كثير في تاريخ عزيزة.
بدايات وتحولات
ولدت مفيدة محمد غنيم في السابع عشر من ديسمبر سنة
1901
بمدينة دمياط، والاسم الفني الذي اشتهرت به كان من اختيار عملاق المسرح
يوسف
وهبي، عند انضمامها الي فرقة رمسيس سنة
٥٢٩١.
تنتمي عزيزة الي أسرة متوسطة،
وقبل أن تكمل أسبوعها الثاني مات أبوها فعرفت اليتم مبكرا،
ثم انتقلت أسرتها الي
الاسكندرية، ومنها الي شارع خيرت بالقاهرة،
وكان الشارع أيامها بؤرة النشاط
الفني في العاصمة.
تلقت عزيزة أمير تعليما محدودا،
لكنها أتقنت اللغة
الفرنسية، وتعلمت العزف علي البيانو، ونهلت من الثقافة بفضل علاقتها مع قريب من
كبار السياسيين والمثقفين،
قدم لها دعما بلا حدود، وأغلب الظن أن الزواج قد ربط
بينهما لفترة قصيرة علي الرغم من فارق السن.
كانت البداية الفنية مع فرقة
رمسيس المسرحية في صيف سنة
٥٢٩١، فقد نشر يوسف وهبي اعلانا في الصحف يطلب وجوها
جديدة للعمل في فرقته التي تأسست قبل عامين.
لعبت عزيزة دور العروس الخجول في
مسرحية »الجاه المزيف«، ثم هجرت الفرقة لتنتقل بين فرقتي نجيب الريحاني
و»شركة ترقية التمثيل العربي«،
وسرعان ما عادت الي فرقة رمسيس من جديد، و
قامت ببطولة »أولاد الذوات«، المسرحية التي تحولت فيما بعد الي فيلم ذائع
الصيت. لم تزد تجربة عزيزة المسرحية عن عشر سنوات، ففي العام
٥٣٩١ افتتحت
الفرقة القومية موسمها الأول بمسرحية »أهل الكهف«
للرائد الكبير توفيق الحكيم،
وجسدت عزيزة باقتدار وتمكن شخصية »بريسكا«، قبل أن تعتزل المسرح بلا عودة.
لم يكن اعتزالها للفشل أو غياب النجاح، فقد أبدعت وتألقت في رحلتها المسرحية
القصيرة، وليس أول علي تفوقها من شهادة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين،
فقد
أشاد بأدائها في مسرحية الحكيم، وقال عنها انها »صاحبة الصوت الذهبي«.
نداهة السينما
كانت »نداهة السينما«
هي التي انتزعت عزيزة من
عالم
المسرح، فقد عشقت الفن الجميل الجديد وتعلقت به منذ
طفولتها المبكرة،
وقررت أن
تتفرغ للسينما وتبدع من خلالها،
وساعدها علي ذلك أنها تزوجت خلال فترة عملها مع
يوسف وهبي واحدا من أغني أغنياء مصر، عمدة سمالوط أحمد الشريعي.
وفقا لما
يرويه الناقد الكبير محمد السيد شوشة، في كتابه الممتع
»رواد ورائدات السينما
المصرية«، فقد ازداد انجذابها الي السينما بعد أن تعرضت لوعكة مرضية
ألزمتها
الفراش: »وأراد زوجها أن يرفه عنها في أثناء هذه
الفترة، فاشتري
لها آلة عرض
سينمائية صغيرة لتشاهد عليها الأفلام الأجنبية،
لكنها لم تقنع بالمشاهدة وطلبت
منه شراء آلة تصوير سينمائية صغيرة، لتصور بها أفلاما عائلية علي طريقة أفلام
الهواة، وتشاهدها علي شاشة العرض في البيت.
بدأت بتصوير فيلم مدته خمس
دقائق، ظهرت فيه مع أفراد الأسرة والصديقات اللواتي كان
من بينهن زينب صدقي
وأمينة رزق وأمينة محمد، ولم يفتها أن تكتب في مقدمته:
اخراج وتصوير.. عزيزة
أمير.
وبعد ذلك اتجه تفكيرها الي الانتاج السينمائي.
لأنها مولعة
بالسينما، فقد استجابت عزيزة أمير للمشروع الذي عرضه عليها التركي داود
عرفي عند
وصوله الي القاهرة سنة
٦٢٩١، حيث اتفقا علي تكوين شركة سينمائية لانتاج فيلم
يتولي داود كتابة قصته واخراجه،
علي أن تتقاسم البطولة معه عزيزة، وكان الاسم
المقترح »نداء الله«،
وبعد تعثر قام استيفان روستي باستكمال اخراجه،
وعرض
باسم »ليلي«، وبه ولدت السينما المصرية.
تدور أحداث الفيلم بين المدنية
والريف والصحراء،
والبطلة ليلي فتاة ريفية تقع في حب أحمد،
الشاب البدوي الذي
يعمل دليلا سياحيا،
ويقع بدوره في حب سائحة أمريكية، ويسافر معها دون أن ينتبه
الي حب ليلي له..
وفضلا عن هذا المحور الأساسي للفيلم،
تظهر أحداث جانبية
أخري، مثل حب أحد الشباب القرويين لليلي التي لا تبادله
الحب، ومحاولة مالك
الأرض الاقطاعي أن يعتدي عليها، مما يدفعها الي الهروب من القرية الي
المدينة.
لا ينبغي تقييم الفيلم،
فنيا وفكريا، بمقاييس اليوم، ولابد من
مراعاة الأعوام التي تزيد عن الثمانين، وقد اشترك في التمثيل مع عزيزة أمير وداود
عرفي: أحمد جلال، عمر وصفي، حسين فوزي، ماري منصور، الراقصة بمبة كشر،
أما التصوير فقام به حسن الهلباوي.
شهدت ليلة العرض الأول حشدا من المشاهدين
أصحاب المكانة الرفيعة،
اجتماعيا وسياسيا وثقافيا،
وتكفي الاشارة
- علي سبيل
المثال - الي حضور أمير الشعراء أحمد شوقي، ورائد الاقتصاد المصري طلعت
حرب.
وتحكي عزيزة أمير عن ذكرياتها مع الفيلم الرائد:
»لا أنسي للتابعي
وادجار جلاد وعبدالمجيد حلمي ومحمد علي حماد وحنفي مرسي تشجيعهم الأدبي لي
و
كتاباتهم عني التي قوت عزمي وجعلتني أواصل عملي الي النهاية بثبات.
ومن
الذكريات الجميلة التي لا أنساها أنني عندما عرضت فيلمي الأولي »ليلي«
جاءني
الموسيقار محمد عبدالوهاب قبل عرضه بأيام وكان شابا صغير السن وأخبرني أنه
يتوقع
لهذا الفيم النجاح لأنه قرأ لي الفاتحة في مقام سيد الشعراني فتفاءلت بذلك
خيرا«..
رحلة العطاء
قدمت عزيزة أمير في رحلتها السينمائية،
ممثلة
ومنتجة، ستة وعشرين فيلما، كان الأول »ليلي«
سنة ٧٢٩١، والأخير »آمنت
بالله« سنة ٢٥٩١، وبينهما: »بنت النيل«، »المؤلفة المصرية«، »كفري
عن خطيئتك«، »بسلامته عاوز يتجوز«، »بياعة التفاح«، »الورشة«، »ليلة الفرح«،
»ابن البلد«، »وادي النجوم«، »طاقية الاخفاء«، »ابنتي«،
»حبابة«، »الفلوس«، »البني آدم«، »عودة طاقية
الاخفاء«، »شمعة تحترق«، »هدية«، »فوق السحاب«، »فتاة من
فلسطين«، »نادية«، »الليل لنا«، »قسمة ونصيب«، »أخلاق للبيع«، »خدعني أبي«.
ومما يذكر لعزيزة أمير أنها صاحبة الفضل في اكتشاف وتقديم عديد
من نجوم السينما المصرية، تمثيلا واخراجا، فهي التي اكتشفت وشجعت المخرجين حسين
فوزي ومحمود ذو الفقار، وهي من أتاحت الفرصة لسعاد محمد ومحمود سلمان، وكذلك
نجاة الصغيرة وهي أقرب الي الطفولة في فيلم
»هدية« سنة ٧٤٩١.
وقد اختتمت
عزيزة أمير حياتها الفنية بفيلم »آمنت بالله«
الذي عرض في نوفمبر
٢٥٩١
بعد
شهور من وفاتها، واشترك محمود ذو الفقار في كتابة الفيلم الذي أخرجه،
وكانت
البطولة للوجه الجديد نبيل الألفي، ويضم طاقم الممثلين مجموعة من الأسماء
اللامعة:
مديحة يسري،
محمود المليجي، استيفان روستي، زهرة العلا،
اسماعيل
ياسين.
من الطرائف والغرائب التي صاحبت هذا الفيلم أن أجزاء منه قد احترقت في
حريق القاهرة، يناير ٢٥٩١، وبذل المخرج محمود ذو الفقار جهدا خارقا ليعرض
ماتبقي من الفيلم تكريما للرائدة الكبيرة التي اختطفها الموت
قبل أن تري آخر
أفلامها، وكان المشهد مؤثرا في ليلة العرض الأولي عندما وضعت باقة زهور في
مقصورة
البطلة الراحلة.
كانت عزيزة أمير منتجة سينمائية مثقفة جسورة،
لا تبحث عن
الربح وحده كما يفعل المنتجون التقليديون،
بل انها تراود القيمة الفنية والرسالة
الاجتماعية المحترمة، وقد تعرضت لخسائر مادية فادحة،
وحققت أرباحا طائلة،
وبقيت دائما عاشقة للفن الذي أحبته بلا حدود.
وعندما أقيم أول مؤتمر للسينما في
العام ٦٣٩١، برئاسة عبدالوهاب باشا رضا،
ألقت المنتجة الممثلة كلمة قالت فيها
ما يشهد لها بالوعي، وينم عن الادراك لأهمية الدور الذي تقوم به: »يكفيني فخرا
أن صناعة السينما قد تقدمت هذا التقدم الكبير،
وأن أكون أنا الضحية
والقربان«.
صعود وهبوط، ومتعة ذاتية تمتزج بالرسالة الفنية والهدف
الاجتماعي، أما عن الحياة الشخصية فقد حفلت بمحطات وتحولات.
أم
السينما
تزوجت عزيزة أمير أربع مرات،
وكان الزوج الأول هو السياسي الكبير الذي
يمت لها بصلة قرابة بعيدة، ولأنه أقرب الي الأستاذ والأب منه الي الزوج
والحبيب،
فلم تدم العلاقة بينهما إلا فترة قصيرة.
الزوج الثاني هو الثري الوجيه أحمد
الشريعي، وكان الزواج ناجحا مستقرا مبشرا،
لكنه انتهي بالطلاق سنة
٨٣٩١،
وكان لهذا الزوج المستنير أكبر الفضل في النجاح الذي حققته عزيزة، ليس لأنه
دعمها بثروته الطائلة فحسب، بل لأنه أيضا قد منحها الثقة والتشجيع،
وشاركها حب
الفن.
اللافت للنظر، أنها بعد طلاقهما قد تزوجت من شقيقه مصطفي،
وهي زيجة
انتهت بالطلاق سنة ٥٤٩١.
الزوج الرابع والأخير هو المخرج الكبير محمود ذو
الفقار، وقد استمرت العلاقة بينهما حتي وفاتها في فبراير سنة ٢٥٩١، وقد
أخرج
محمود معظم أفلامها الأخيرة، ممثلة ومنتجة، ومثل الزيجات السابقة لم تنجب
عزيزة، لكنها ملأت حياتها بالعمل والرحلات والقراءات المتنوعة، ونالت حب
واحترام كل من عرفها لفرط كرمها وحنوها واعتدادها بالكرامة والكبرياء.
عاشت
عزيزة أمير سنواتها الأخيرة في فيلا »التفاح«
التي شيدتها في شارع الهرم،
وأطلقت عليها هذا الاسم تيمنا بالنجاح غير المسبوق الذي حققه فيلمها
»بياعة
التفاح«، وهي الفيلم الذي تزوجت بطله بعد سنوات من عرضه،
وعاشت معه حياة
سعيدة مرفهة.
لاشك أن نقاد اليوم سيأخذون علي أداء عزيزة أمير ذلك الطابع
المسرحي المسرف في الانفعال والمبالغة،
وهي سمة ملازمة لكل نجوم المرحلة ممن
تربوا في المسرح وتأثروا بأسلوبه، ولاشك أنهم قد يجدون في البناء الفني خللا هنا
وسذاجة هناك، لكن القراءة الموضوعية المنصفة تحتم مراعاة الظرف
التاريخي، فلا
يصح أن نحاكم انتاج الأمس البعيد بمقاييس الآن.
امرأة بألف رجل، فقد أسهمت
بجهد وافر في تأسيس السينما المصرية وتقدمها وازدهارها.
مثلت وأنتجت وألفت
واكتشفت النجوم، وظلت الي اليوم الأخير من حياتها مخلصة في حبها للسينما.
ما
أروعها وهي تقول في ثقة لا غرور فيها ولا ادعاء: »انني أنجبت بنتا واحدة اسمها
السينما المصرية«..
أم السينما المصرية..
طيب الله
ثراك.
أخبار النجوم المصرية في
03/09/2009
قارئ الواقع صلاح ابوسيف
مصطفي بيومي
في بولاق، الحي الشعبي
الأصيل العريق العتيق،
ولد صلاح ونشأ في بيئة حافلة بالصور والمشاهدات،
حيث
اختزنت ذاكرته عشرات الوقائع والذكريات والتفاصيل التي ظهرت بعد ذلك في
أفلامه،
ليعبر من خلالها عن انتماء لا يدين بالفضل للثقافة النظرية
وحدها، ذلك أنه يدين
في المقام الأول للمعايشة الحميمة.
مدرسة طلعت حرب
بعد تخرجه في مدرسة
التجارة المتوسطة، عمل
صلاح في وظيفة إدارية بشركة الغزل والنسيج بالمحلة
الكبري، ولم يستغرقه العمل أو يسيطر علي وقته كله، فاستمر اهتمامه بالسينما
التي أحبها وقرأ عنها الكثير.
اجتهد ليقدم فيلمه التسجيلي الأول عن نشاط المصنع
الذي أسسه ورعاه رائد الاقتصاد المصري الحديث طلعت حرب،
ولأن الاقتصادي الكبير
كان مؤمنا بالدور الذي يمكن أن يقوم به الفن في عملية النهضة الشاملة،
ومدركا أن
السينما تحديدا هي الأقدر علي مخاطبة الجمهور العريض الذي لا يقرأ ولا
يتردد علي
المسارح، فقد أسس »ستوديو مصر«، أحد المشروعات العملاقة التي تقترن باسم
الرائد الجليل، وتبني موهبة صلاح فأوفده في بعثة الي باريس قرب نهاية
الثلاثينيات، حيث قضي عاما حافلا في ستوديو »أكلير«،
وعاد ليعمل في قسم
المونتاج بستوديو مصر، ومن عمله هذا تعلم الكثير الذي أفاده مخرجا.
قبل أن
يتجه أبوسيف الي اخراج الأفلام الروائية الطويلة،
قدم عددا من الأفلام
التسجيلية، وبتلك المحطات المتتالية تشكلت شخصيته الفنية:
الميلاد في حي شعبي،
خبرة في المونتاج تراكمت عبر سنوات من العمل في ستوديو مصر، أفلام تسجيلية وثيقة
الصلة بالواقع ونثر الحياة اليومية.
من حصيلة هذا كله، كان صلاح أبوسيف رائدا
للاتجاه الواقعي في السينما،
وامتدادا لمدرسة كمال سليم في
»العزيمة«، ذلك
المخرج الفذ الذي غيبه الموت مبكرا.
سنة
٦٤٩١
قدم صلاح فيلمه الأول
»دايما
في قلبي«، وسنة
٤٩٩١
ظهر فيلمه الأخير
»السيد كاف«، وبينهما
سجل حافل بالأفلام العلامات التي لا تنسي ولا تبرح ذاكرة مشاهدي السينما
المصرية،
ومن أبرز هذه الأفلام علي سبيل المثال: »لك يوم يا ظالم«
- ١٥٩١، »الأسطي
حسن« - ٢٥٩١، »ريا وسكينة« - ٣٥٩١، »الوحش« - ٤٥٩١، »شباب امرأة« -
٦٥٩١، »الفتوة«
- ٧٥٩١، »أنا حرة« - ٩٥٩١، »لا وقت للحب« - ٣٦٩١، »القاهرة
أخبار النجوم المصرية في
03/09/2009
آخبار النجوم فوق صفحات الكواكب والآبطال
!
خمسة افلام مرة واحدة في موسم ١٩٣٣/٣٢
إخوان رايسي يجددون المتروبول وبنها توزع
كش كش
موفق بيومي
ومازلنا نتابع كيف استقبلت صحافتنا
الفنية قدوم شهر رمضان منذ عشرات السنين..
موعدنا اليوم مع أخبار الفن والنجوم
علي صفحات »الكواكب والأبطال«
في رمضان من عام
٢٣٩١.
٧٧
عاما و ٩٧
رمضانا مضت علي صدور هذا الملحق الفني الرياضي المتميز الذي نتأمل صفحاته
بسرعة
معيدين قراءة ما فيها من أخبار وتقليب ما أحتوته من صور
والتأمل في اعلاناتها
مبتسمين وضاحكين من طرافة وغرابة ما جاء فيها غير مدركين انه سيأتي يوم بعد عشرات
أخري من السنين يقلب فيه الأحفاد صحفنا ومجلاتنا مشيرين نحونا ونحو أخبارنا
وهم
يحملون نفس القدر من الدهشة والعجب..
ان لم يكن أكثر.
السينما تهدد عرش
المسرح
كان موضوع افتتاحية الملحق هو الموضوع
الرئيسي وجاء تحت عنوان »أفلامنا
المصرية في الموسم القادم«
وافردت له خمس صفحات كاملة احتوت عرضا رائعا
وتاريخيا لافلام موسم ٢٣/٣٣ ورغم أن مجموع هذه الأفلام كان خمسة فقط وهي
الوردة
البيضاء ـ عيون ساحرة ـ الاتهام ـ خفايا القاهرة ـ ياقوت،
إلا أن كاتب المقال ـ
الذي لم يوقع باسمه ـ اعتبره عددا ضخما ينبيء عن نشاط ملحوظ كما نوع بسعادة
إلي
تحول كل الأشرطة السينما توغرافية الحديثة إلي السينما الناطقة مجاراة
للتطور
والحداثة!..
نكتفي هنا بالاشارة إلي الفيلمين الأخيرين
لندرتهما من حيث المعلومات
المتعلقة بهما وهما خفايا القاهرة الذين أنتجه يوسف وهبي عن أحد مسرحياته
بعد أن
أعاد اعدادها كنص سينمائي وتم التصوير باستوديوهات مدينة رمسيس ان الفيلم
الثاني
فهو »ياقوت« للريحاني والذي تم تصويره في ظل ظروف غير مفهومة بفرنسا وشاركته
البطولة ممثلة فرنسية هي
»إيمي بريڤان« مع عدد من هواة السينما المصريين
المقيمين بفرنسا وعدد أخر من الفرنسيين المحترفين.
موضوع أخر طريف كان هو حديث
الساعة داخل الوسط الفني حينذاك وكان عنوانه
»هل تقضي السينما علي المسرح؟«
وتناول آراء بعض الممثلين والعاملين في المجال الفني حول »الخطر الجسيم«
الذي
أتي به ذلك الاختراع الجديد الذي تمكن من وضع اقدامه تمهيدا لازاحة فن
المسرح
العتيق الرصين.
من تلك الإجابات التي تنبأت بمصرع المسرح
علي يد السينما اجابة
دولت أبيض والتي بنتها علي أسس تقنية مفادها أن امكانات السينما أوسع
وقدرتها علي
التعبير والتأثير والاستفادة من الزمن اكثر من المسرح وإمكاناته المتواضعة
في هذا
الشأن بكثير وقد أيدها في رأيها ـ مع اختلاف الاسباب ـ عدد النجوم منهم
الدكتور
فواد رشيد رئيس جمعية أنصار التمثيل والسينما والاستاذ محمد
عبدالوهاب أما الذين
دافعوا عن بقاء المسرح ومقاومته للسينما فكان منهم محمد عبدالقدوس وسليمان
نجيب
وزكي رستم.
وكلاء في فارس وباريز
من أخبار النجوم إلي اعلانات الفن
وطرائفه حيث نبدأ جولتنا بإعلان تاريخي عن التعديلات
والتجديدات التي شهدتها
سينما متروبول الجديدة وقد احتلت ثلاثة صور رائعة للسينما من الداخل
والخارج،
احتلت اكثر من 80٪ من المساحة الاجمالية للاعلان الذي جاء علي صفحة كاملة
في
حين جاء النص التحريري علي المساحة المتبقية سريعا وهادفا جاء
فيه »سينما متروبول
الجديدة« منذ تولي اخوان رايسي أصحاب سينما رويال ادارة سينما متروبول وقد
ادخلوا
عليها تحسينات كبيرة أبرزتها في حلة تشيبة ويشمل بروجرام هذا الموسم نخبة
من
الروايات السينمائية البديعة عرض البعض منها في المدة الأخيرة
ولاقت اقبالا كبيرا
من الجمهور«.
أما صور السينما من الداخل فكانت بديعة ومبهرة بما أظهرته من
اعداد كبيرة للمقاعد الفاخرة في الصالة الرئيسية وكذلك منظر جانب من السقف
الذي
تدلي منه نجف فخم يشعرك أنك في ارقي دور الاوبرا العالمية..
كل هذا كان محصلة
تذاكر الاغلي فيها والاكثر علقة ولايقبل عليها سوي كبار الاغنياء والوجهاء
لايتعدي
سعره بضعة قروش!
اعلان أخير نختتم به حلقة اليوم وجاء أيضا علي صفحة كاملة
وكان خاصا بواحدة من أهم شركات السينما المصرية منذ بدايتها طوال اكثر من
نصف قرن
وهي شركة »منتخبات بهنا فيلم«
والتي وصفت نفسها في الاعلان بأنها تعمل في مجال
الاخراج والنشر والايجار وكان مركزها الرئيسي..
علي غير العادة ـ في الاسكندرية
والفرعي بالقاهرة في حين كان لها وكلاء بجميع مدن مصر بالاضافة إلي فلسطين
وسوريا
والعراق وبلاد فارس وباريز!
وقد اشار الاعلان إلي اخراج الشركة لفيلمه
»أنشودة
الفؤاد« فضلا عن توزيعه لعدد أخر من الأفلام منها »أولاد الذوات«
و»عندما
تحب المرأة« و»حوادث كش كش«
و»أولاد مصر«.
أخبار النجوم المصرية في
03/09/2009 |