يعد مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة
من أهم المهرجانات التي تعني بالفيلم التسجيلي. وكل عام يجتذب المهرجان
جمهورا أكثر من المبدعين سواء كانوا شبابا أو كبارا لتقديم أفكارهم الفنية
من خلال الفيلم التسجيلي.
وبعد تسعة أيام فقط تنطلق الدورة الثالثة عشرة لمهرجان
الإسماعيلية10 أكتوبر ـ18 أكتوبر.
ومن بين أفلام40 دولة تقدمت بها لإدارة المهرجان وصلت إلي1300
فيلم تختار لجنة المشاهدة الأفلام المشاركة من خلال خمسة أقسام تسجيلية
طويلة ـ تسجيلية قصيرة ـ روائية قصيرة ـ أفلام التحريك ـ وأقسام أخري.
وما يميز هذا المهرجان أولا إقامته في مدينة الإسماعيلية الساحلية
الهادئة.. وتضفي المدينة نوعا من الشاعرية علي المهرجان.. فالأفلام
تعرض في قصر الثقافة, وكذلك الندوات.. وفي القرية الأوليمبية يجتمع
الضيوف والصحفيون والنقاد فتجد مشاعر الود والألفة تخيم علي المكان مع منظر
ساحر للسفن العابرة لقناة السويس.
ببساطة تجد نفسك في حالة شاعرية.. والمشاركين في المهرجان بأفلامهم
يختلفون عن السينمائيين الذين يقدمون الأفلام الروائية الطويلة.
مخرجون الأفلام التسجيلية لهم رؤية محددة في موضوع ما.
يضعون إمكانياتهم البسيطة في طرح هذا الموضوع بكل صدق فما يميزهم هو
الصدق ثم تأتي الحرفة الفنية.. وهذا عكس الروائيين حيث تسيطر عليهم آليات
السوق التجارية ورغبة كل منهم في التأثير علي الجمهور.
وكل عام تجد مخرجين ومخرجات متفوقين ولديهم أفكار جريئة ومتحمسة سواء
من حيث طرق الإخراج أو المونتاج أو السيناريو أو الموضوع المطروح نفسه..
فيتجدد الأمل أن السينما مازالت بخير وأن هؤلاء المبدعين والمبدعات سوف
يحققون ما فشل غيرهم في تحقيقه.
إنها متعة أن تكون في الإسماعيلية والأكثر امتاعا أن تشاهد أفلام
المهرجان.. وذلك لأن القائمين عليه برئاسة علي أبوشادي يقدمون مثالا نرجو
أن يحتذي به القائمون علي المهرجانات الأخري.. إنه فن الإدارة.. وفن
تنسيق الجهود.., وكل شيء يتم ببساطة وبلا أصوات متعالية وبدون أن يشعرك
أحد بأنه يمن عليك, كما يحدث في مهرجانات أخري حين ينتشي القائمون عليها
بزهوة السلطة وينفنون في إذلال الآخرين.
وكلما جاء شهر أكتوبر ورياح النصر تجد الإسماعيلية تحتل المشاعر مع
مجموعة منتقاة من الأفلام.
الأهرام اليومي في
30/09/2009
من ينسي.. تحية كاريوكا
كتب : عاطف أباظة
تحية كاريوكا نجمة لا تنسي فمن ينسي شفاعات بكل ما عندها من جمال ومال
في شباب امرأة ولا دورها في حرب1956 ولا اضرابها أثناء القانون103
واعتصامها تحية الراقصة الأولي والأخيرة وبطلة أكثر من300 فيلم اثرت في
حياة الإنسان الناطق بالعربية منذ فيلم دكتور فرحات عام1935 وحتي فيلمها
مع فريد شوقي وحسين فهمي آيا يا بلد كما لاينسي دورها مع نجيب الريحاني في
لعبة الست ولا مسرحها السياسي في السبعينيات مع زوجها الفنان المسرحي فايز
حلاوةولدت بدوية محمد كريم تحية كاريوكا بمركز الإسماعيلية التابع لمديرية
الشرقية آنذاك في1915/2/22 ولأن الأب تزوج بعد أمها وما يحدث من زوجة
الأب تركت المنزل إلي القاهرة وذهبت لإحدي الراقصات التي كانت قد التقت بها
في الإسماعيلية وكان تلك الراقصة معجبة بها فأخذتها وعملت في كازينو بديعة
ثم كانت النقلة إلي السينما عام1935 بفيلم الدكتور فرحات
وفي تلك الفترة مثلت روقصت في كل مكان وأصبحت النجمة الأولي وتعرفت
أثناء ذلك بنجوم الفن والسياسة وانضمت لأكثر من تنظيم مثلها مثل شباب تلك
الأيام وعند قيام الثورة شاركت في قطار الرحمة مع فاتن حمامة ومحمد فوزي
وغيرهما من نجوم الفن ورغم أن تحية كانت راقصة إلا أنها كانت شخصية معتزة
بنفسها منفردة في تصرفاتها لا تترك حقها سواء مع أحد من الأسرة الحاكمة أو
صحفي أو حتي رجال حركة يوليو ولم تكن تحية بخيلة بل كانت تميزها الشهامة مع
كل الناس فأثناء تصويرها لفيلم مااقدرش باستوديو الأهرام جاء إليها أحد
عمال الاستديو ليخبرها بوفاة زميل له ترك ايتاما صغارا ليس لهم إلا الله
فما كان من تحية إلا أن ذهبت إلي شنطة يدها وأخرجت كل ما بها من نقود كان
تقريبا كل ما تملكه ونادت لبيستها وطلبت منها أن تذهب إلي بيت هذا العامل
الذي لا تعرفه لتقدم لزوجته هذه المساعدة.
وعندما انتهي التصوير فوجئت تحية أنها لا تملك ولا مليما فاستلفت
جنيها من عامل السويتش بالاستديو لتستأجر تاكسيا يعود بها إلي منزلها هذه
هي تحية الإنسانة التي تميزت بالصدق والشجاعة وشهامة أولاد البلد وامتلكت
لسانا حار التعبير مرير السخرية من الأوضاع المعوجة ناصرت الضعفاء وواجهت
الأقوياء وتصدت للظلم وابتعدت عن النفاق وكما قال احسان عبدالقدوس هي فنانة
عالمية طيبة القلب ولقب عالمية ليس فيه شيء من المغالاة فقد رقصت تحية في
أغلب اقطار العالم وهي تستحق لقب فنانة لأنها استطاعت أن تجعل الرقص الشرقي
فنا.
وأخيرا رحلت أم العروسة ونجمة احنا التلامذة وشاطئ الغرام في مقدرش
ومنديل الحلو وحب وجنون وفيروز هانم وحماتي قنبلة ذرية واسكندرية كمان
وكمان حيث ظهرت بشخصيتها الحقيقية وبدون أي تجميل وفي20 سبتمبر1999
رحلت بعد رحلة مع المرض.
الأهرام اليومي في
30/09/2009 |