'أمير
البحار' فيلم يصعب أن تكمل مشاهدته فليس هناك قصة
تجذبك أو أداء تمثيلي لافت أو إخراج سينمائي.
من البديهي أن كل
عمل فني يرتكز على مقومات أساسية، لا يستطيع أن يستغني عنها مهما حاولنا
التجديد أو
الحداثة. أي فيلم سينمائي، منذ اختراع السينما الصامتة حتى الفيلم ثلاثي
الأبعاد له
عناصر أساسية لا يمكن بأي حال من الأحوال النأي عنها. صناعة المنتج
السينمائي،
تستلزم بناء فنيا متوازنا بكل عناصره حتى يتسنى أن نطلق على
الصورة المتحركة
المتراصة على الشريط الخام أنها تتضمن فيلما ما.
أما التهريج والعبث برأس المتفرج لدرجة السخافة الممجوجة، فهو أمر لا
يقبل على
الإطلاق.
منذ أسابيع وبكثافة غير عادية بدأت الدعاية لفيلم محمد هنيدي الجديد
"أمير
البحار" في جميع الفضائيات والقنوات الأرضية، فضلا عن إتاحة تحميل أغنية
الفيلم،
والدعاية غير المباشرة بإعادة عرض أفلامه القديمة في جميع القنوات الفضائية
في وقت
متقارب كأنها مقصودة بالفعل.
ما علينا، المهم ما هي قصة الفيلم التي يقدمها لنا يوسف معاطي؟
المشكلة أنه ليس هناك قصة أو حكاية سينمائية يتم عرضها في مشاهد
وحوارات بين
شخصيات مبنية دراميا من لحم ودم حتى تقنع المشاهد بواقعية الأحداث. تدور
مشاهد
الفيلم حول أمير دلوعة أمه وأخواته البنات، الفاشل في دراسته بالأكاديمية
البحرية،
ورسوبه طوال اثني عشر عاما، يحب جارته ابنة رئيس الأكاديمية
ولا يستطيع أن يعبر عن
حبه لها، فلا يجد سوى أن يبحث عن وسيط عاطفي، يشرح لجارته مقدار حبه لها،
هذا
الوسيط يستغل عبط أمير، ويرمي شباكه الخادعة، يقنع حبيبة أمير بأنه يحبها
ومتيم
بها، فتعلن الخطبة في حفلة عيد ميلادها، فيصدم أمير ويحبط.
لا يجد مفرا سوى أن يترك شقة أسرته وينتقل إلى المركب الضخم الذي
يملكه والده،
ويصر على الإبحار في البحر، متصورا نفسه قبطانا، رغم جهله بما درسه في
الأكاديمية.
بدون سبب منطقي نجد أمه تحضر مع أخواته البنات، علاوة على جارته
(حبيبته) إلى
المركب استغاثة من خطيبها. كيف عرفت بانتقاله إليها سؤال لم تفسره مشاهد
الفيلم؟
ولكي تكمل الحدوتة (البائخة) يهاجم المركب – أمير البحار - القراصنة، ويطلق
الرصاص
بشراسة دون إصابة أحد من ركاب السفينة، ويسأل في ذلك المؤلف والمخرج.
يطلب زعيم القراصنة فدية تبلغ سبعة ملايين جنيه وإلا سيبدأ في قتل
الرهائن،
وبالفعل يبدأ في تنفيذ تهديده لولا وصول المبلغ في الميعاد الذي حدده زعيم
القراصنة. الغريب أن العملة التي ظهرت في المشهد دولار وليست
جنيها مصريا. ولتكملة
المشاهد وإرضاء المشاهدين يتم التغلب على القراصنة، وزواج أمير من حبيبته،
وتوته
توته خلصت الحدوتة.
هذا باختصار شديد حدوتة الفيلم أو قصته، فكرة لا تقدم جديدا غير
منطقية البناء
الدرامي أو بمعنى أصح ليس هناك دراما، مشاهد مرصوصة للفرجة دون هدف ما.
التمثيل وخاصة بطل الكوميديا محمد هنيدي، لم يكن في أحسن حالته، صوته
مسرسع،
نبراته بها تكلف واضح، حاول أن يجتهد في أداء الشخصية، لكن المؤلف لم يوفق
في رسم
شخصية بطل الفيلم. شخصية باهتة ليس لها أبعاد، لم أقتنع بها. مشكلة أن يشعر
المشاهد
أن الممثل يمثل. الأداء ليس به عفوية أو طزاجة، التكلف
والافتعال هو السمة الأساسية
في أداء الفنان محمد هنيدي.
أقول له بكل صدق لقد أساء إلى تاريخه الفني بهذه الشخصية الضحلة
الملامح الباهتة
ولا أعرف كيف وافق على المشاركة في هذا الفيلم.
والموضة هذه الأيام، لابد أن تكون في الفيلم أغنية حتى لو كانت ليس
لها أي توظيف
ما، يتم تصويرها بإبهار وتقطيع للمشاهد، تأخذ بلب المشاهد. أما أغنية "أمير
البحار"، فهي كلمات تم تركيبها على موسيقى فيلم تيتانيك – الشهير – كأن
القريحة
نفدت، ولم يعد هناك جديد، صورت تقليدا لأغنية تيتانيك، مع
الفارق الكبير بين الأصل
والتقليد الأعمى الباهت، حتى إخراجها لم يكن على المستوى المطلوب، تحس بـ (الكروته)
وعدم الاهتمام، سد خانة فقط.
باقي شخصيات الفيلم ليس لها طعم أو رائحة. كل واحد منهم يقوم بأداء
الأسكيتش
الخاص به، الكل يحاول أن يجتهد، كأن لا يوجد مخرج يقوم على توظيف العناصر
والمقومات
الأساسية لكي نطلق عما نشاهده شريط سينمائي.
هذا الفيلم، تكمل مشاهدته بصعوبة شديدة، ليس هناك قصة تجذبك، أو أداء
تمثيلي
لافت، أو إخراج سينمائي. إنه فيلم تمت صناعته من أجل متفرج العيد، متفرج
الزحمة.
يتصور صناعه أن المشاهد أبله لا يفهم شيئا،
رغم أن ذلك مقولة كاذبة. من يذهب إلى
دار العرض – حتى ولو كان في العيد – يريد أن يرى جديدا يختلف
عما يعرض على شاشة
التلفاز والقنوات الفضائية، يريد أن يشاهد ما يضيف إلى خبراته فكرة أو
معلومة أو
يخفف عن همومه بكوميديا راقية تهدهد مشاكله التي يدور في رحاها، لا أن يقضي
ساعتين
في لا شيء للأسف.
ميدل إيست أنلاين في
30/11/2009
مرزاق علواش..
اللمسة الحسية
مارسيليا تحتفي بالسينما الجزائرية
استعادة الفيلم الاول لعلواش عن حياة شاب جزائري يكتفي
بالحلم وهو يستمع الى اغان شعبية.
مارسيليا (فرنسا) - تعرض جمعية "افلام" اربعين فيلما جزائريا في
مارسيليا (جنوب
شرق فرنسا) بين الاول والسادس من كانون الاول/ديسمبر، بهدف التعريف بسينما
هذا
البلد وتاريخه.
وقالت صولانج بوليه واضعة البرنامج ان جمعية "افلام" قررت تسليط الضوء
على
السينما الجزائرية بعدما قدمت النتاج السينمائي التونسي والمغربي فضلا عن
السوري
والفلسطيني في السنوات الاخيرة.
وسيكون ذلك بدءا من الحقبة السينمائية التي تغطي مراحل "جبهة التحرير
الوطنية
الجزائرية" في العام 1958 وصولا الى الافلام السينمائية الاخيرة التي
تتناول مواضيع
اجتماعية، مرورا بالفورة الابداعية التي طبعت السبعينيات وانهيار الصناعة
خلال
سنوات الارهاب.
ويتضمن برنامج الافتتاح الثلاثاء العرض الاول لفيلم "هاراغاس" الاخير
للمخرج
مرزاق علواش الذي يروي هجرة الشباب الجزائري غير الشرعية الى "الدورادو"
الاوروبية.
ويلي هذا الفيلم عرض فيلمه الأول "عمر" (1976) الذي يظهر الصعوبات التي
يواجهها
الشباب الجزائري من وجهة شاب جزائري يكتفي بالحلم وهو يستمع الى اغان شعبية
ويتابع
افلاما هندوسية.
وثمة افلام اخرى ستعرض في هذه التظاهرة السينمائية بينها فيلم
"القلعة" لمحمد
شويق و"حسن تيرو" (1968) للمخرج محمد الاخضر حامينة فضلا عن فيلم "سنوات
التويست
المجنونة" (1983) لمحمود زيموري. من الافلام الجديدة سيعرض فيلم "انلاند"
لطارق
تيغيا وفيلم "ما برحت الصين بعيدة" (2008) لمالك بن اسماعيل الذي لم يعرض
في صالات
السينما الفرنسية بعد، و الفيلم الكوميدي "ماسكاراد" (2007) لالياس سالم.
وتستقطب هذه التظاهرة التي تقام في سينما "لي فاريتي ا مارسيي" جمهورا
من منطقة
مارسيليا فضلا عن عرض افلام عديدة في مدن منطقة بروفانس والالب.
ميدل إيست أنلاين في
30/11/2009 |