عرضت الجزيرة الوثائقية فيلما وثائقيا
يتناول شخصية الزعيم المصري الخالد سعد زغلول وكان ذلك متزامنا مع ذكرى
ثورة 19
المجيدة التي كان زغلول مفجرها. ونظرا لأهمية هذه الشخصية وكثرة تناولاتها
في
الدراما العربية والسينما ناهيك عن التاريخ والإعلام، فلسائل
أن يسأل ماذا سيضيف
فيلم وثائقي لما نعرفه عن سعد زغلول.. ؟؟
لكن مخرج الفيلم تامر محسن يفاجئنا
بفيلمه حينما طرق الحصن الرمزي لشخصية سعد زغلول من خلال مذكراته الشخصية
التي لم
تنشر والتي أبانت عن شخصية أخرى وتفاصيل حياتية وإنسانية لم يتيسر للذاكرة
الجماعية
المصرية أن تخزنها.. وفي حوارنا معه حول الفيلم يحاول تامر أن يسلط بعض
الضوء على
جوانب الجدة في عمله..
*********************
·
لماذا فيلم سعد زغلول الآن وهو
الشخصية
التي لم يخل، فيلم وثائقي أو فيلم سينمائي أو عمل درامي تناول تاريخ مصر
المعاصرة،
من الحديث عنه ؟
أعتقد أن المشاهد لفيلمي سيجد نفسه أمام سعد زغلول آخر
غير الذي اعتاد على سماع حكايته، فنحن صناع الفيلم ندعي أننا اكتشفنا بابا
سريا
للدخول إلى شخصية سعد زغلول، وهو دفتر يومياته. وكنت سأفقد حماسي لصناعة
الفيلم لو
لم أعثر على هذا المدخل، فأكثر ما يشغلني في صناعة الأفلام هو
تقديم المدهش والجديد
والبعد عن التكرار.
·
ما الطرافة في تحويل المذكرات
إلى
فيلم وثائقي. لأن هذا العمل عادة ما يتخصص فيه المؤرخون فما هي إضافة
المخرج
؟
مذكرات سعد زغلول التي اعتمد عليها الفيلم هي بالنسبة إلي صدفة رائعة
لا تتكرر كثيراً. أن نبحث حول شخصية تاريخية هامة فنعثر على
مذكرات نادرة لم تكتب
لغرض النشر، تحكي فيها هذه الشخصية أدق تفاصيل حياتها بمنتهى الصدق. وفجأة
نجد
أنفسنا وجهاً لوجه أمام سعد زغلول آخر غير الذي عرفناه وغير الذي قرأنا عنه
في كتب
التاريخ، سعد زغلول الإنسان.
ونكتشف أنه ليس كالتمثال البرونزي المحفور في
أذهاننا، لكنه بشر مثلنا من لحم ودم، مليء بالتناقضات ونقاط الضعف والأحلام
والطموحات ولحظات اليأس والخوف والتردد. وبالطبع تتعدى طريقة التعبير عن
هذه
الجوانب الإنسانية اختصاصات المؤرخين، ويأتي دور صناع الأفلام.
·
بكل صراحة هل تكمن قوة الفيلم في
قوة
الشخصية وثقلها التاريخي أم في الرؤية الإخراجية والفنية...
بالتأكيد
يكتسب هذا النوع من الأفلام المزيد من الأهمية اعتماداً على قوة الشخصية
وثقلها
التاريخي. ويساعد هذا أيضاً في الترويج لمشاهدة الفيلم، لكنه
لا يعني بالضرورة قوة
الفيلم أو تميزه. فقد نجد فيلماً ضعيفاً عن شخصية تاريخية هامة، وقد نجد
فيلماً
شديد التميز عن شخص بسيط ومجهول. في اعتقادي إن قوة هذا النوع من الأفلام
يعتمد على
أمرين:
مقدار ما تحمله الشخصية من دراما في رحلة حياتها... نبل الهدف وصعوبة
التحديات والعوائق، الصعود والهبوط، الصراعات، التحولات، لحظات
الفشل والنجاح ...
والأمر الثاني والأهم هو القدرة على الإمساك بهذه الدراما وصياغتها في بناء
درامي مناسب، واستخدام العناصر الفنية للفيلم في التعبير عنها
(الإيقاع – التعامل
مع الزمن – الصورة والتكوين – اللون – الاستخدام الخلاق للموسيقى والصمت –
المونتاج ...).
وهذا هو ما تسعى الأفلام الجيدة للوصول إليه.
·
المتأمل في الفيلم يشتم رائحة
الحاضر رغم
انه يتناول الماضي .؟ فهل هذه هي الوظيفة الحقيقية للفيلم الوثائقي
التاريخي.؟
بالفعل كنا مشغولين أثناء رحلة صناعة هذا الفيلم وأفلام
أخرى سابقة أن نلفت انتباه المشاهد في هذه الوقائع التاريخية إلى ما ينسحب
على
حاضره. والحقيقة أنه ليس بالأمر الصعب، فالتاريخ يعيد نفسه بصورة مدهشة،
وأعتقد أن
الوظيفة الحقيقية للفيلم التاريخي هو أن يساعدنا على فهم
حاضرنا أكثر، ربما نتعلم
من دروس الماضي.
·
أسلوب الدراما الوثائقية (الدوكيدراما)
ودورها في الفيلم... هل هي لتعويض نقص
المادة التصويرية الأرشيفية أم لها وظيفة
فنية وجمالية ؟
صعوبة هذا النوع من الأفلام تكمن في الندرة الشديدة
للمواد الأرشيفية المصورة، لذلك تأتي فكرة المشاهد التمثيلية لمعالجة هذا
الأمر،
ولمحاولة تحقيق معادل بصري ثري ومتنوع. كما أن المشاهد التمثيلية تمنح
الحياة لشاشة
العرض وتكسر جمود المواد الجافة مثل قصاصات الجرائد والوثائق والصور
الفوتوغرافية.
لكن المشاهد التمثيلية تثري الفيلم التاريخي من زاوية أخرى هامة، فهي تنشط
ذهن
المشاهد في بعض لحظات الحكي ليقوم بإعمال خياله ورؤية باقي الأحداث
التاريخية كما
لو كان يراها رأي العين.
·
كيف تقيم السينما الوثائقية
العربية في
الحاضر وهل بدأت تترسخ هذه الثقافة لدى المشاهد العربي؟
شهدت السنوات
العشر الأخيرة طفرة هائلة في علاقة المشاهد بالفيلم الوثائقي، وأعتقد أنني
من
المحظوظين الذين استفادوا من هذه الطفرة. أقول ذلك لعلمي أن
صناع الأفلام الوثائقية
العرب في الماضي القريب كانوا يبحثون عن المشاهد في كل مكان ويحاولون
إقناعه
بمشاهدة هذا النوع من الأفلام. فقط أخشى أن يفتر حماس المتفرج للفيلم
الوثائقي لو
اكتشف أن الأفلام لم تعد جديدة ومدهشة. فالمشاهد ملول جداً،
وطريقة صنع الأفلام
الوثائقية وموضوعاتها أصبحت تقترب من بعضها.
الجزيرة الوثائقية في
11/03/2010
جديد
الوثائقية: فيلم سعد زغلول
تعرض قناة الجزيرة الوثائقية بدءا من يوم الأربعاء
10 /3/2010
وعلى مدى أيام وفي أوقات عرض مختلفة إنتاجها الوثائقي الجديد الذي
يأتي
بعنوان " سعد زغلول " للمخرج تامر محسن
.
ويتزامن عرض الفيلم مع الذكرى السنوية
لثورة 1919 المصرية التي تصادف التاسع من الشهر الجاري.
ويحكي هذا العمل جوانب
من حياة أحد أهم رموز النضال المصري في القرن العشرين حيث يسلط الضوء على
مسيرة سعد
زغلول ونضاله من خلال مذكراته الشخصية حيث سيكشف هذا الوثائقي عن جوانب
غير معروفة
في حياة سعد زغلول استنادا على ما عثر عليه في دفاتر مذكراته الخاصة.
وهذه
المذكرات هي عبارة عن مدونة بخط اليد لم تكن تكتب لغرض النشر، تحمل بين
سطورها
وقائع وأحداث مثيرة من تاريخ أهم ثورة شعبية في تاريخ مصر،
وتكشف لنا عن الوجه
الآخر للزعيم المتمثل في تفاصيل من حياته اليومية الخاصة وتعاملاته مع
المقربين منه .
وقد حاول المخرج تامر محسن في هذا الفيلم أن
يتتبع مشوار الصعود الذي خاضه سعد زغلول وهو مشوار مليء بالتحولات
والتناقضات في
فترة زمنية حافلة بالأحداث والمعارك السياسية والاجتماعية في تاريخ مصر
الحديث، وهي
الفترة التي شهدت ميلاد زعامة سعد زغلول من رحم لحظات اليأس القاسية.
الجزيرة الوثائقية في
08/03/2010
"كلام حريم":
فيلم تسجيلي يثير جدلا حول واقع المرأة في الشمال السوري
دمشق- أثار الفيلم التسجيلي "كلام حريم" الذي عرض مؤخرا في تظاهرة "ايام
سينما الواقع" في دمشق، جدلا بين مؤيد ومعترض، وقد انقسم هؤلاء حول الفيلم
الذي يتناول واقع المرأة في إحدى قرى الشمال السوري.
وفيلم "كلام حريم" أنتج العام 2006 بتمويل من "صندوق الأمم المتحدة للتنمية
والسكان" وبالتعاون مع وزارة الإعلام السورية، ولكنه يعرض للجمهور للمرة
الأولى بعدما كان منع عرضه.
وأغلب المعترضين من أبناء المنطقة الذين رأوا أن الفيلم لم ينصفهم، إلى حد
أن بعضهم اعتبره "جريمة سينمائية" في حق المنطقة.
الفيلم صور في قرية زور شمر (ريف مدينة الرقة) ويحكي عن أوضاع المرأة حيث
تبقى بلا تعليم، وتخرج باكرا الى العمل الشاق من الحصاد والرعي وحتى أعمال
البناء.
أما الرجال فيميلون إلى الكسل ومجالس القهوة العربية والزيجات المتعددة
وإنجاب عدد كبير من الأطفال يصعب تعدادهم من قبل هؤلاء الآباء.
وينقل الفيلم عن هؤلاء إيمانهم بأن واقع المرأة اليوم أفضل بكثير، بعدما
دخلت مفردات التكنولوجيا الحديثة إلى منازلهم.
ولكن الصورة في الفيلم كانت تظهر واقعا آخر للمرأة ومعاناتها، يتجاهل أبسط
حقوق المرأة.
الصحافية علياء الربيعو (ولدت ونشأت في مدينة القامشلي شمال سورية) تقول
"ما أثار حفيظتنا تلك الطريقة النمطية غير المدروسة في تصوير حياة البدو في
تلك المنطقة".
وتضيف "المجتمعات البدوية لها خصوصية وحضارة بدأ الغرب يعيها، بينما يأتي
الكاتب والمخرج هنا ليؤكدا على صورتها البدائية".
وتقول الربيعو "ان تصوير النساء على أنهن يظلمن في المجتمعات البدوية بعيد
كل البعد عن الصحة، فهنا ينسى معد الفيلم أن النساء حكمن القبائل أحيانا،
ومنها قبيلة طي التي حكمتها امرأة".
لكن الصحافية تعترف بأن "التخلف الذي تحدث عنه الفيلم هو نتيجة ظروف
اقتصادية" مضيفة "المنطقة تتعرض للظلم في السنين الأخيرة نتيجة الجفاف،
وكان من الواجب الاشارة الى تأثير ذلك".
معد الفيلم عدنان العودة يعتبر في حديث مع وكالة فرانس برس ان الاعتراضات
على الفيلم "تشير إلى ازدواجية في معايير القراءة عند المثقفين، فهم
يحتفلون بجرأة تعرية الذات في رواية لمحمد شكري وغيرها من الأعمال الجريئة،
ولكنهم لا يقبلون تلك الجرأة حين تقترب من حياتهم".
ويضيف "هذا هو حال المثقف السوري الذي لديه نفس سلطوي". ويفسر مخرج الفيلم
سامر برقاوي منع عرض الفيلم ب"تخوف من حساسية اهل المنطقة".
أما المعد عدنان العودة فيقول "إن السبب في منع عرض الفيلم (كما قالوا لنا)
كل هذا الوقت، أننا أظهرنا في الفيلم أن لا كهرباء في تلك المنطقة، ما يعني
ان الحكومة لا تقدم هذه الخدمات هناك"
لكن العودة يعتبر أن هذا السبب "مجرد ذريعة"، و"أن السبب الحقيقي أنهم لا
يريدون أن تظهر تلك المنطقة في العام 2006، كما ظهرت في العام 1972، في
الفيلم التسجيلي (يوميات قرية سورية)، لعمر أميرالاي وسعد الله ونوس، بحيث
يبدو وكأن الزمن لم يمر على المكان".
(ا ف ب)
الغد الأردنية في
11/03/2010 |