هل تؤمن بالنبوءات؟ هل يمكنك أن تثق في حدسك مهما أدى ذلك إلى تعقيد واقعك
وسبّب لك من المشاكل؟ إلى أي مدى يُمكنك الصمود ثقة في إحساسك مهما كان
مُنافيا لكل عقل أو منطق؟
ستظل الأحلام منبعا أصيلا لتخصيب الأفكار، وكلما ارتكز عليها كاتب
السيناريو لصنع حبكة متميزة ومتقنة كلما وسّع المعنى والقيمة من الفيلم.
بشرط ألا يُكرر نفسه، وهذا تماما ما حدث في فيلم "اتخذ ملجأ" Take Shelter.
يتناول الفيلم حكاية أسرة صغيرة من أب وأم و طفلة "خرساء"، يتواصل معها
والداها بلغة الإشارة. الأب "كورتيس" يبدأ في ملاحظة رؤيته وسماعه لأشياء
لا يراها غيره، سرب من الطيور السوداء يلتف حول نفسه في السماء بطريقة
غريبة، أصوات متكررة لرعد وقرقعة سُحب، رؤية لبرق في المساء.
يظهر مشهد لكورتيس مع ابنته في السيارة، وأمطار لزجة كثيفة وداكنة بالخارج
تحجب عنه الرؤية تماما، أصوات لرعد و برق، يتحرك بسيارته بطيئا يُحاول
استكشاف الطريق، تظهر فجأة خيالات لأشخاص يرتدون ملابس بيضاء، يكبح الفرامل
بقوة فترتطم رأسه بالمقود ويغيب عن الوعي لوهلة، ثم يفيق ليطمئن على ابنته
الجالسة بجواره فيفُاجأ بنوافذ السيارة تُفتح بقوة وتختطف هذه الكائنات
ابنته، يصرخ ثم تتحول الصرخة لحشرجة شخص يُحاول الاستيقاظ، نعم كورتيس يحلم
وما هذا سوى كابوس، سبقه آخر رأى فيه كلبه يأكل ذراعه ثم استيقظ ليُعاني
ألما في ذراعه امتد طوال اليوم، و لم يكن هذا سوى بداية لسلسلة من الكوابيس
المرعبة، تتشابه في رموز محددة، مطر لزج كثيف، شخص من أقاربه أو أسرته أو
مجهول يحاول الاعتداء عليه أو على بنته، عاصفة قوية رعد و برق و طيور، ثم
تبدأ أشياء لامعقولة أبدا في الحدوث.
تتكرر الأحلام المزعجة وتقوى لدرجة أن يفيق "كورتيس" من نومه ذات يوم و قد
بلل فراشه! هنا يُقرر الذهاب لرؤية الطبيب، يُشير الطبيب إلى أمه المصابة
بمرض الفصام وتُقيم بمصحة نفسية منذ كان كورتيس في العاشرة من عمره، يبدأ
في الشك بأنه مُصاب بمرض نفسي.
تتصارع شكوكه مع إحساس جارف قوي أن الرموز المتكررة في كوابيسه المزعجة
دليل على قدوم عاصفة قوية لا تُبقي شيئا، يتبع إحساسه ويقوم بعمل تجهيزات
باهظة الثمن لبناء ملجأ من العواصف واسع و مليء بالأطعمة المُخزّنة و يوصل
له المياة و التهوية اللازمة.
ملجأ العواصف
"ملجأ العواصف" يمثل الفكرة الرئيسية للفيلم والرمز الأساسي، ملجأ العواصف
هو مخاوفه وأوهامه، إحساسه الصادق ومشاكله النفسية، عالمه الداخلي الذي
يتصارع دوما مع الواقع المتُغير، الواقع الصارم الذي يسير وفقا لقواعد
المنطق و العقل والطب و العلم.
ملجأ العواصف هو المكان الذي سيهرب فيه مع أسرته، يحميهم من العاصفة، ومن
نفسه ربما!
يتجلّى هذا المعنى في عدة مشاهد لعل أهمها حين تضرب المدينة عاصفة فيهرول
بأسرته للإختباء في الملجأ الذي لم يُكمل بناؤه بعد، وحين يُطل الصباح بعد
ليلة قلقة و تطلب منه زوجته أن يفتح الباب، يرفض بشدة مؤكدا أنه يسمع صوت
العاصفة، تُخبره أنها لا تسمع شيئا و تسيل دموعها انفعالا و خوفا، تخاف منه
و يخاف من نفسه..و من العاصفة، ترتعش يده و يرفض أن يفتح الباب، يتجادلان،
يمد لها يده بالمفتاح، ترفض و تُصر على أن يفتح الباب بنفسه، تُصرّ أن
يتولى أمورهم بشجاعة!
تضيق أحوالهم المادية، ووسط كل هذا زوجته لا تفهم أبدا تصرفاته الغريبة،
يفقد القدرة على التواصل مع أصدقائه، أسرته والمجتمع المحيط.
يتبع طريق العلم والطب بحثا عن تشخيص وعلاج لمرضه، يتبع قلبه في الإحساس
بقدوم العاصفة، يتجهز للاحتمالين، و لأن الحياة ضيقة والأحداث فيها متشابكة
يؤثر اختياره على كل شيء، يُطرد من عمله في الوقت الذي يحتاج فيه كل أمواله
لعلاج ابنته المريضة، تستاء زوجته ،يخسر صديقه وتتصاعد الأحداث.
يُقرر الذهاب لطبيب مخضرم، يطلب منه الطبيب ضرورة أن يدخل مصحة للعلاج
النفسي، ولكن قبل دخوله يجب أولا أن يُفارق بيته الذي يحتوي في حديقته
الخلفية على "ملجأ العواصف" حيث يقضي في بناءه معظم وقته و يصب فيه كل
اهتمامه، تقترح زوجته الذهاب للشاطيء. ويوافق على الابتعاد معها وابنته.
الحبكة
عند هذه النقطة تظن أنت كمشاهد أن الحبكة الدرامية قاربت على الانتهاء.
تُرجّح احتمالك بأن ينتهي الفيلم بكورتيس في مصحة نفسية وقد فُسرّت كل
الأسئلة التي أُثيرت لديك منذ بداية الفيلم، لو انتهى الفيلم هكذا لما قدّم
رؤية جديدة وما استحّق أن يُصنف كفيلم إبداعي متميز.
في المشهد الأخير وبينما يلعب كورتيس على الشاطيء مع ابنته وظهره للبحر
يُلاحظ غمغمة خافتة من ابنته، ينظر لها فيجدها تُركّز بهدوء مثير على نقطة
محددة خلفه، يستدير كورتيس ببطء ليجد سماء داكنة ملبدة بالغيوم السوداء،
أمواجا عالية قادمة من بعيد.. يتراجع للخلف بينما زوجته تقف بذهول في
المنزل المواجه للبحر مباشرة، وعلى يدها تتساقط حبات مطر لزجة كثيفة تُشبه
الزيت!
ينتهي الفيلم والأسرة الذاهلة تقف وهي تنظر للعاصفة القادمة بعيون متسعة،
كورتيس وحده على وجهه أثر ابتسامة شاحبة.
الفيلم يُمثل العمل الروائي الثاني للمخرج جف نيكولز، وقد حصد عدة جوائز
هامة. لغته السينمائية متميزة ترتكز على الرمز المتناسب جدا مع محور الفيلم
حول الحدس والنبوءات.
الفيلم بطولة: مايكل شانون، جسيكا تشاستين، ومدة عرضه: 120 دقيقة.
عين على السينما في
17/05/2012
الجمهور يأخذ هدنة من حملات المرشحين
ويحتفل مع السقا وعز بـ«المصلحة»
أحمد الريدي
الأبطال كانوا على موعد مع قصّ شريط الافتتاح، الجمهور أيضا كان على موعد
مع كل هذا الكمّ من النجوم حيث حرص معظم أبطال الفيلم على الاحتفال بالعرض
الأول للعمل الذي تعطل تصويره أكثر من مرة «بدأ تصويره قبل عامين»، الموعد،
كان مساء أول من أمس (الثلاثاء) بسيتي ستارز بمدينة نصر، حيث عرض فيلم
«المصلحة» الذي شهد ازدحاما كبيرا جدا من الجمهور، وكان نجما العرض بطليه
أحمد السقا وأحمد عز، اللذين اضطرّا إلى الخروج من الأبواب الخلفية نظرا
إلى شدة الزحام.
هذا الزحام الذي كان غير متوقع خصوصا في ظل انشغال الكل بلعبة انتخابات
الرئاسة، لكن يبدو أن الجمهور كان يرغب في استراحة حقيقية ومن نوع آخر فترك
برامج التوك شو التي تعلن حالة الطوارئ السياسية فى كل وقت، واستأنف حياته
الطبيعية، ونزل ليشارك في احتفالية فيلم.
نجوم «المصلحة» من جهتهم حرصوا على الحضور إلا قليلا، إذ غابت حنان ترك
وصلاح عبد الله، فبدا المشهد وكأنه عودة إلى زمن العروض الخاصة الكبرى التي
تمتلئ بنجوم أبطال العمل وزملاء يقدمون التهانى وجمهور يبحث عن فيلم ممتع
وصورة يلتقطها مع بطله المفضل حتى إن بعضهم ظل واقفا لساعات على قدمه حتى
ينتهي العرض ويفوز بصورة مع النجوم.
من بين الأبطال أيضا كانت كندة علوش، وزينة، وأحمد السعدنى، ونهال عنبر،
وأحمد منير، ومحمود البيزاوي، بالإضافة إلى خالد صالح الذي قدم مشهدا وحيدا
في العمل، حيث ظهر كضيف شرف، وقدم دور شيخ يعطى دروسا دينية فى المسجد
للسيدات فقط، وشخصيته تتسم بخفة الظل، مما ينتج عنه مواقف كوميدية، أيضا
دور حنان ترك كان دورا شرفيا، وكذلك كندة علوش، الأولى هي زوجة ضابط
الشرطة، بينما جسدت الثانية دور فتاة لبنانية حيث ظهرت ضيف شرف تتزوج من
تاجر المخدرات المطارَد من قِبل ضابط الشرطة، وتعتبر هذه هي المرة الأولى
منذ فترة طويلة التي يوافق فيها كل هذا الكم من نجوم الصف الأول على الظهور
في أدوار شرفية فى فيلم يقوم ببطولته نجوم آخرون.
المشهد في الاحتفال اتسع كذلك لمخرجة الفيلم ساندرا نشأت ومؤلفه وائل عبد
الله، وكذلك المنتجين محمد حسن رمزي، وجابي خوري، ومن شدة الزحام فقد عُرض
الفيلم في قاعتين إحداهما لبعض نجوم الفيلم، والأخرى لزملائهم مع
الإعلاميين والجمهور، وكان من بين الحضور الدكتور زاهي حواس وزير الآثار
الأسبق، الذي حرص على تقديم تهنئته لأبطال الفيلم وصناعه، وكذلك لبلبة
وهشام ماجد وشذى والسيناريست مدحت العدل ويسرا اللوزي وكريم أبو زيد.
شهدت قاعة العرض أيضا تصفيقا من قبل بعض الجمهور على مجموعة من مشاهد العمل
الذى تدور أحداثه حول ضابط شرطة يقتل شقيقه ثم يدخل فى صراع مع تاجر مخدرات
من البدو، الضابط حمزة هو أحمد السقا، بينما يجسد أحمد عز شخصية تاجر
المخدرات «سالم المسلمى».
الدستور المصرية في
17/05/2012
سامويل ل. جاكسون… نجم في
The Avengers
بعد سلسلة من الأدوار الصغيرة في معظم أفلام استوديوهات «مارفيل»، نجح نيك
فيوري الغامض الذي يؤديه سامويل ل. جاكسون في الخروج أخيراً من الظل لتتسلط
عليه الأضواء في فيلم The Avengers.
ذكر سامويل ل. جاكسون أخيراً خلال إقامته في فندق
Four Seasons
في بيفرلي هيلز: «من الجيد أن نكتشف أخيراً ما كان نيك فيوري يخطط له
مع مبادرة المنتقمين ولمَ اعتبرها ضرورية. كذلك، نطلع على معلومات إضافية
عن مكان عمله وأسلوبه في العمل وطريقة تفكيره».
كتبت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن هذا الفيلم حطَّم أرقاماً قياسية على
شباك التذاكر حين بدأ عرضه في دور السينما الأميركية، وهو يجمع أبطال
«مارفيل» الخارقين الذين سيطروا على الشاشات خلال فصول الصيف الأخيرة. يتحد
Iron Man (روبرت داوني جونيور)، كابتن أميركا (كريس إيفانز)، ثور (كريس همسورث)،
Hulk (مارك روفالو)، الأرملة السوداء (سكارليت جوهانسن)، وHawkeye
(جيريمي
رينر) تحت قيادة فيوري، مدير وكالة الاستخبارات الدولية
.S.H.I.E.L.D.
يعشق جاكسون (63 سنة) فيوري منذ ظهور هذه الشخصية للمرة الأولى عام 1963 في
مجلة
Sgt. Fury and his Howling Commandos
التي ابتكرها ستان لي وجاك كيربي. كان
نيكولاس جوزف فيوري آنذاك بطلاً أبيض من أبطال الحرب العالمية الثانية يمضغ
السيجار ويتمتع بعينين سليمتين.
ظهرت هذه الشخصية منذ ذلك الحين بأشكال عدة، لعل أبرزها الطريقة التي صورها
بها الرسام بريان هيتش في مجلة القصص المصورة The Ultimates #1
عام 2002، فقد ظهر فيوري كجنرال أميركي يتحدر من أصول أفريقية أصلع الشعر
يشبه سامويل ل. جاكسون.
يخبر جاكسون: «بدا لي الأمر غريباً. دخلت متجراً لبيع القصص المصورة، فرحت
أقلب إحدى القصص المعروضة لأنني رأيت وجهي فيها. تساءلت: مهلاً! لا أذكر
أنني أعطيت أحداً الإذن لاستخدام صورتي».
أشارت الشخصيات في القصة بحد ذاتها إلى هذا الشبه الواضح في اجتماع عقدته
مجموعة
the Ultimates
لمناقشة مَن قد يقوم بأدوارها في فيلم افتراضي. فأجاب فيوري: «السيد
سامويل ل. جاكسون بالتأكيد. وهذا غير قابل للنقاش».
تفاجأ جاكسون بما رآه وقرر التحدث إلى شركة «مارفيل». يتذكر: «أخبروني أنهم
يخططون لإنتاج عدد من الأفلام ويأملون بأن أشارك فيها».
بعد ست سنوات، وضع جاكسون الرقعة التي تغطي عين فيوري وقدم مشهداً مدته 34
ثانية ظهر بعد شارة النهاية في فيلم Iron Man
لجون فافرو. قال
فيوري لتوني ستارك، الذي أدى دوره داوني جونيور: «سيد ستارك، صرت جزءاً من
عالم أوسع، مع أنك لا تدرك ذلك اليوم. جئت لأخبرك عن مبادرة المنتقمين».
حفلت مدونات المعجبين بالتخمينات والتوقعات، فأدرك فافرو والمنتج كيفن فيج
أنهما وقعا على اكتشاف مهم.
شخصية غامضة
خلال السنوات التالية، ظهر جاكسون في أفلام 2
I،Iron Man Thor
و
Captain America: The First Avenger.
وأدى دوماً شخصية غامضة تبدو لغزاً أكثر
منها إنساناً. للمشاركة في هذه الأفلام، كان جاكسون يسافر إلى موقع
التصوير، يؤدي مشهده القصير، ويعود في أقل من يوم، على حد قوله.
لم يتمكن جاكسون من البروز كشخصية حقيقية تؤدي دوراً مهماً في القصة إلا في
فيلم
The Avengers
للمخرج جوس ويدون. فظهر فيوري كجندي سابق مخضرم، استراتيجي لامع، مدير
وكالة .S.H.I.E.L.D، وقائد يستطيع تجنيد مجموعة من الأبطال اليائسين في محاولة للحفاظ
على سلام هش على كوكب بدأ يومض على أجهزة الرادار الكونية.
عندئذٍ بدأ جاكسون يشعر بالإثارة والحماسة. يذكر: «استمتعت حقاً برفقة جوس.
فقد اعتدنا التحادث حتى قبل بدء التصوير لأن جوس يعشق أيضاً القصص المصورة،
مثلي تماماً. يقرأها دوماً. كذلك، يفهم هذا النوع من القصص وطريقة تعاقد
الحوادث. يدرك جوس كيف يتكلم الأبطال الخارقون، وما قد تكون عليه العلاقة
بينهم، هذا إن وُجدت في المقام الأول. كذلك، يفهم أن كل بطل سيحاول اختبار
الآخر بطريقة ما ليعرف مَن الأقوى، الأفضل، ومَن ومَن… لذلك، استخدم شخصية
لتكون بمثابة الغراء الذي يجمع الأبطال كلهم معاً ليدافعوا عن قضية واحدة،
الذي يجعلهم يفهمون أن كل واحد منهم مميز، غير أنهم سيحققون إنجازات أكبر
إن اتحدوا».
يبدو فيوري في فيلم The Avengers
مخضرماً وخائفاً في آن، فبسبب تمرده تكون علاقته مضطربة برؤسائه في مجلس
الأمن الدولي. إلا أنه يستطيع دوماً تحقيق أهدافه شرط أن يقوم بذلك على
طريقته الخاصة. يذكر جاكسون: «مرّ فيوري بتجارب عدة. للحرب ضحايا كثيرة،
وهو محارب. يدرك فيوري طبيعة الحرب، وما هو ضروري لتحقيق الإنجازات، فضلاً
عن الخسائر التي قد يتكبدها في سعيه إلى تحقيق مآربه».
لا شك في أن أداء جاكسون المميز وشخصيته القوية الرائعة تجليا بوضوح فيما
كان فيوري يؤكد سلطته على هذه المجموعة من الأبطال الخارقين المذهلين،
الذين يفوقونه قوة وذكاء. صحيح أن فيوري قادر على حمل قاذفة صواريخ والدفاع
عن نفسه بمهارة، لكن تكمن ميزته الأساسية في قدرته على التأثير في الآخرين
وحضهم على العمل. يوضح جاكسون: «فيوري قائد قوي على طريقته الخاصة، مع أنه
لا يتمتع بأي قوى خارقة. يمكن اعتباره قائداً يتقن التلاعب بالآخرين».
الجريدة الكويتية في
17/05/2012
Dark Shadows
أكثر إثارة مع تيم بورتون
كتب: جون أندرسون
قبل جيل (أو جيلين) من True Blood،
Vampire Diaries،
وBuffy
the Vampire Slayer،
اعتاد الأولاد الإسراع في العودة من المدرسة إلى المنزل لمشاهدة مسلسل عن
مصاصي الدماء، مسلسل لا تزال موسيقاه عالقة في أذهانهم. لم تكن أجهزة TiVo
أو
Hulu
أو حتى VHS
قد ابتكرت في تلك الحقبة. لذلك، كان عليهم الوصول إلى المنزل قبل الرابعة
بعد الظهر، وإلا فاتتهم التطورات الغريبة في
Dark Shadows
حول قرية كولينزبورت الملعونة.
اعتبر Dark Shadows
ظاهرة فريدة، لأنه أول مسلسل تناول القوى الخارقة. كان أول عمل تلفزيوني
يقدّم للناس خلال النهار جرعة من المشاهد المخيفة والمشوقة. فتحول النجم
جوناثان فريد (الممثل الكندي الذي توفي الشهر الماضي عن عمر 87 سنة) اسماً
لامعاً ردده الجميع، فيما كان يؤدي دور برناباس كولينز، الشبح المقيم في
قصر كولينوود. استمر عرض هذا المسلسل من عام 1966 حتى 1971، إلا أن تأثيره
دام طويلاً، خصوصاً في تيم بورتون وجوني ديب، اللذين أعادا إحياءه في فيلم
سينمائي.
يشارك في بطولة فيلم Dark Shadows
جوني ديب، إيفا غرين، هيلينا بونهام كارتر، كلوي غرايس مورتز، ميشال
بفايفر، جوني لي ميلر، وجاكي إيرل هالي. تبدأ الأحداث عام 1972 مع اكتشاف
تابوت برناباس الحديدي في موقع للبناء في ضواحي كولينزبورت. بعد أن يتحرر
برناباس من تابوته وسلاسله الحديدية، يقتل جميع من في الموقع في الحال
ويعود إلى كولينوود، حيث يلتقي القيم على القصر ويلي (هالي). في المسلسل
الأصلي، يوقظ ويلي مصاص الدماء النائم برناباس خلال بحثه عن مجوهرات
العائلة تحت القصر.
وكما في المسلسل التلفزيوني، يدعي برناباس أنه أحد أقارب العائلة من
إنكلترا، مع أن البعض يدرك الحقيقة، خصوصاً أنجليك بوشارد (غرين)، إحدى
أبرز الشخصيات في كولينزبورت تملك شركة ضخمة لإنتاج ثمار البحر. بوشارد هي
الحبيبة المنبوذة والساحرة التي حولت برناباس في الماضي إلى مصاص دماء
ودفنته حياً قبل نحو قرنين (ما قد يتناقض مع تفاصيل المسلسل القديم، لكن
على هذه التفاصيل تقوم حبكة الفيلم).
تُعتبر «أنجليك» بالنسبة إلى غرين آخر أدوار النساء الغريبات التي أدتها
خلال مسيرتها المهنية، بدءاً من المستفزة المثيرة في The Dreamers
لبرناردو بيرتولوتشي (2003) وصولاً إلى المدرسة المجنونة في
Cracks 2011)i)، علماً أن غرين خافت في البداية أن تكون
هذه الشخصية مبالغاً فيها. تذكر:
«عرفت
أن جوني سيقدّم أداء لافتاً وأنه سيعتمد على ذلك الأسلوب التعبيري الألماني
الذي يلجأ إليه عادة. وبصفتي عدوته، أدركت أن علي الارتقاء إلى مستواه،
وهذا ما أثار قلقي. لكن هذا الدور أتاح لي أيضاً فرصة لأظهر هذا الجانب من
شخصيتي، ذلك الجانب المجنون حقاً».
تعتبر غرين أيضاً أن هذا الفيلم يتماشى مع خط أعمال بورتون العام. لطالما
قدّم هذا المخرج أعمالاً عن شخصيات منبوذة اجتماعياً، من الرجل الوطواط إلى
بيتلجوس وإيد وود فويلي وانكا. تقول غرين عن مخرج عملها الأخير: «ركّز
بورتون دوماً على شخصيات من خارج المجتمع، شخصيات دخيلة يُساء فهمها. وقد
أسيء فهم أنجليك أيضاً. فهي ليست مجرد شخصية في فيلم للرسوم المتحركة».
دعابات
إلى من يتوجه Dark Shadows؟
يحفل هذا الفيلم بدعابات شفهية وبصرية عن حقبة السبعينات، من المصابيح التي
تحتوي على مياه تتحرك داخلها فقاعات ملونة إلى فرقة الزوجين كاربنتر (يأمر
برناباس التلفزيون «اخرجي أيتها المغنية الصغيرة!»، فيما تغني كارن كاربنتر Top of the World).
يُعتبر هالي، الذي كان نجماً في صغره في فترة السبعينات
(The Bad News Bears)،
دعابة بصرية بحد ذاته (بعد غياب عن هوليوود دام 15 سنة رُشح لجائزة أوسكار
عن مشاركته في فيلم Little Children
عام 2006). يؤكد هالي أنه لم يكن في صغره من محبي مسلسل
Dark Shadows
الأصلي. لكن يضيف مخبراً: «كانت زوجتي من الأولاد الذين هرعوا إلى
المنزل بعد المدرسة لمشاهدة هذا المسلسل. كذلك، تملكت الحماسة أحد أصدقائي
عندما علم أنني سأقدم دور ويلي. وقال لي: أتذكر قطتي برناباس؟ من أين تظن
أنني استوحيت الاسم؟».
يذكر هالي أن العمل على فيلم Dark Shadows
عنى «الانغماس تماماً في عالم تيم بورتون القوطي، لا في حقبة السبعينات
فحسب».
ما يخاله المشاهد قرية صيد قديمة في ولاية ماين ما هو في الواقع إلا أربعة
شوارع أقيمت فوق حوض ماء في استوديوهات Pinewood
في لندن. يشير هالي إلى أن الديكور كان بالغ الدقة والتفصيل، حتى إنه ظن
أنه قام برحلة إلى الماضي.
أما مورتز، فقد زارت هذا العالم قبل بضعة أشهر. توضح هذه الممثلة التي تشمل
أعمالها الأخيرة Let Me In
وHugo: «من المضحك أن الأعمال التي شاركت فيها خلال
السنتين الماضيتين صورت في لندن. أعشق هذه المدينة. ولكن حين قرأت
السيناريو، فرحت لأنني ظننت أننا سنصور الفيلم في مدينة على البحر في ماين،
ثم علمت أننا سنصور في الواقع في Pinewood
وها أنا في إنكلترا مجدداً».
صحيح أن مورتز لم تتخطَ بعد الخامسة عشرة من عمرها، إلا أن شخصيتها،
المراهقة الأبدية كارولاين ستودارد، تحمل بعض ملامح حقبة السبعينات.
توافقنا هذه الممثلة قائلة: «نعم، تمتاز بلمحات من السبعينات تذكر بمهرجان
«وودستوك». لكنك تفكر في الوقت ذاته أن مخاوف المراهقة تحوّلت…».
يجب ألا نكشف أسرار الفيلم كلها. لكن مورتز تربط على طريقتها الخاصة
الأجيال المختلفة التي يسعى بورتون إلى تسليط الضوء عليها من خلال هذا
الخليط من مصاصي الدماء، الحنين إلى الماضي، الفكاهة المميزة، والممثلين
البارعين. تذكر هذه الممثلة أن أمها كانت النموذج الذي اعتمدت عليه لتقدم
أسلوب السبعينات. كذلك، زرعت والدتها في قلبها حب تلك الحقبة من الزمن.
تقول مورتز: «لطالما استهوتني سنوات السبعينات». علم أخوها تريفور (مدرب
تمثيل) وأمها أنها ستفرح كثيراً عندما تعلم أنها ستشارك في
Dark Shadows.
لذلك، انتظرا إلى أن أُبرمت الصفقة قبل أن يخبراها وهم في الطائرة على
وشك الهبوط. تتذكر مورتز: «نظر إلي أخي فيما كانت الطائرة تحط وقال: لا
أريد أن تثوري، لكن تيم بورتون يود أن تشاركي في
Dark Shadows.
فصاحت بأعلى صوتها. راح الجميع في الطائرة ينظرون إلي ويتساءلون: ما
خطب هذه الفتاة؟».
تأثرت هذه الممثلة الشابة كثيراً، حتى إنها قامت بأمر ما كان برناباس كولنز
ليفهمه مطلقاً: نسيت جهاز iPad
الخاص بها في الطائرة.
الجريدة الكويتية في
17/05/2012 |