هي فنانة صاحبة مكانة كبيرة صنعتها من خلال تاريخ محترم ومبادئ ومواقف
فنية وسياسية أيضا.. هي الفنانة القديرة سميرة أحمد التي كانت أعمالها
خير سفير لمصر في الداخل والخارج, وكان لنا معها هذا الحوار.
في بداية حديثها للأهرام أكدت النجمة القديرة إنها لاتسطيع استيعاب
مايجري في مصر الآن من احداث متلاحقة ومتعاقبة فنحن نعيش معافي مصر مسلمين
وسطيين والازهر هو رمز هذه الوسطية وشيوخه والقائمون عليه يتحدثون بمنتهي
العقلانية لم نشهد من قبل ما يحدث الآن من أحداث أصفها بالكارثية فمن هذا
الذي يريد أن يعيد الخلافة فتلك الأفكار تعد كارثة
§
هل تشعرين بالخوف من تأثير
الإسلاميين علي حرية الإبداع؟
بقدر اندهاشي واستنكاري لما يسعون اليه من تقييد حرية الإبداع بل
والقبض بيد من حديد وبمنتهي الشراسة علي الإبداع والمبدعين إلا أنني أؤكد
أنه لا أحد يستطيع أن يفعل ذلك في مصر وأن يؤثر علي حركة الإبداع والمبدعين
فمن يقول( إن نجيب محفوظ يروج للدعارة) ماذا تنتظر منه ومن لا يعرف قيمة
محفوظ ومكانته العالمية وجوائزه وأهمها نوبل فكيف به أن يقيم مبدعا أو يعرف
معني الوطنية فتلك ليست وطنية ولا ذاك هو المعني الحقيقي للدين وهل نحن لم
نكن نعيش من قبل في بلد إسلامية؟ هل كانت بلدنا مصر غير إسلامية فلماذا
يكفروننا الآن ؟.
§
وما رأيك في قضية الحكم بحبس
الفنان عادل إمام؟
آراها فضيحة كبيرة بالطبع ولا أقول ذلك لحبي لعادل إمام أو اقتناعي به
ولكنني أعبر عن مبدأ فعادل يمثل شخصية خيالية فكيف يحاكمونه عليها وهي
أعمال تمت الموافقة عليها من الرقابة وأقرتها وزارة الثقافة وكل الجهات
المنوطة بذلك وأحبها المشاهدون وسعدوا بها فما الذي يحدث الآن وقد يخيفني
رد الفعل حول أعمال عادل إمام ويجعلني أفكر في أنهم سيقوموم بمحاكمة الفنان
الراحل أحمد مظهر لأنه جسد شخصية كافر في فيلم( الشيماء) الذي قمنا ببطولته
منذ سنوات, وقد يحاكمون محمود مرسي أيضا لقيامه بدور كافر أيضا.
§
يعد فيلمك( الشيماء) من أروع
الأعمال الدينية التي قدمتها السينما المصرية, فهل يمكن للإخوان بعد دخولهم
مجال الإنتاج الفني صناعة مثل هذا الفيلم؟
إطلاقا فيلم( الشيماء) لن يتكرر سواء من إنتاج الإخوان أو غيرهم فقد
قدمنا قصصا إسلامية كثيرة بمنتهي الإخلاص والتفاني حبا لديننا وحبا لفننا
فيها الرسالة وهدف والإبتسامة أيضا والتسلية ولا أتصور أن ذلك يمكن أن يتم
الآن وسط العبوس والكآبة والوجوه البائسة التي نراها ليلا ونهارا الآن.
§
وهل ترين حلولا لمواجهة هذه
الكآبة؟
لن نسكت ولن يسكت المبدعون في كل المجالات سواء كتابا أو ممثلين أو
مطربين أو ملحنين أو شعراء وغير ذلك من كل ألوان الإبداع فلن نسكت علي هذه
الهجمة الشرسة التي تسعي لإعادتنا لما قبل الجاهلية وتنادي بالغم والكآبة
في بلدنا, فالدين الإسلامي هو دين التسامح والتفاؤل والحب ولذلك فلابد من
أن أتحلي بشعور الأمل.
§
وما رأيك في الحالة السياسية
الآن؟
لست مستريحة ولست متفائلة ولكنني أدعو الله بأن يكتب لمصر الأمن
والأمان وأن نري الأفضل فقد كنا نعيش علي مدي03 عاما بالأوامر فقط ولم ننعم
بالديمقراطية الحقيقية وهو أمر ليس سهلا ولا يمكن تفهمه بسهولة.
§
لك مشاركات سياسية ومنها انضمامك
لحزب الوفد وترشحك في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة قبل الثورة فأين أنت من
العمل السياسي وماذا عن عضويتك بحزب الوفد؟
إنني انسحبت بل خرجت من حزب الوفد منذ فترة ونادمة علي انضمامي له فلم
أر أحدا من قيادات الوفد الذين كنت أرسم لهم صورا في خيالي فقط ولكنني
فوجئت بخطأي لانضمامي للوفد وانسحبت فورا خاصة بعد ما تعرضت له من بلطجة
وكدت أري الموت بنفسي ولم يقف بجانبي أحد ووقتها وجهت رسالة للرئيس المخلوع
وقلت له فيها ليس من المفروض أن تقبل ذلك فإنني أري بعيني التزوير في
الانتخابات. وأصبح البلطجية أقوي من البلطجية الذين كنا نستعين بهم للتصوير
في الأفلام وقلت له أيضا وصورتني القنوات الفضائية وقتها أناشدك التدخل
لوقف تزوير الإنتخابات ولا حياة لمن تنادي!! وجاءني تهديد وقتها في عهد
المخلوع من وزير الإعلام أنس الفقي.
§
وما رأيك في حزب د. البرادعي؟
بالطبع من أفضل التجارب التي جعلتني أتفائل بالمستقبل الأفضل في مصر
تأسيس د. البرادعي لحزب وأري أنه سيفتح أفاقا للمستقبل و(هيوري الناس شوية
علم) فهو من أوائل من نادوا بالتغيير وليست لديه آية مطامع شخصية.
§
من هو المرشح لرئاسة الجمهورية
الذي ستختاره الفنانة القديرة سميرة أحمد؟
سأختار رئيسا ليبراليا ولن أقبل الا برئيس ليبرالي ولا أستطيع أن أعيش
في بلدي إلا في هذا المناخ الوسطي المتزن الليبرالي الذي يدعو للحرية
المسئولة التي لا تؤثر علي غيري سلبيا ولن أختار ما يعيدني الي الجاهلية
بدعوي عودة الخلافة ولن أنتخب من لا ينظرون إلا إلي أسفل ذقونهم وتغيظهم
وتكيدهم المرأة بلا سبب.
§
هل ترين أن مكانة المرأة تراجعت
في الأشهر القليلة الماضية؟
أين هي المرأة بالفعل الآن؟ فحتي المجلس القومي للمرأة بتشكيله الجديد
الذي يسعي لتحسين الأوضاع يسعي البعض لإغلاقه بل وتأسيس مجلس قومي للرجل
فما هذه الطريقة في التفكير؟ وكيف لمجلس الشعب أن يطالب بإلغاء قانون الخلع
وإلغاء المجلس القومي للمرأة وأتوقع قانونا بالغاء المرأة نفسها فقد فقدت
المرأة مكانتها بالفعل ولابد أن تبحث عن مكانتها ولا تفرط فيها مهما تعرضت
لمحاولات الإقصاء فحتي في مجال الاعلام تتعرض المذيعات المهذبات والمحترمات
للإهانة علي الهواء فقد كنت أشاهد حلقة منذ أيام للمذيعة المهذبة الخلوقة
والمحتشمة أيضا ريهام السهلي في برنامجها09 دقيقة وأثناء الحوار فوجئت
بضيفها من الإخوان يقول لها: يكفيك أنني أتحدث معك وأنت متبرجة فاندهشت من
حواره معها وهو مجرد مثال علي ما يحدث للمرأة ويحط من شأنها حاليا.
§
وكيف ترين وضع المرأة في صياغة
الدستور؟
بالطبع لابد أن يكون لها مكانة مهمة لدي صياغة الدستور فلا يمكن أن
يرتقي أي مجتمع بدون الارتقاء بالمرأة ووقوفها جنبا الي جنب مع الرجل ولذلك
فالإهتمام بها في الدستور هو اهتمام بكل فئات المجتمع.
§
لك مواقف واضحة علي مدي تاريخك
الفني فلماذا لم تشاركي في جبهة الإبداع التي تأسست مؤخرا؟
إنني معهم بالطبع قلبا وقالبا وأهتم وأتابع أعمالهم ولكنني أصبت بحالة
لم أستطع الخروج منها حتي الآن بعد وفاة شقيقتي خيرية ولذلك فإنني أرفض كل
المقابلات التليفزيونية والصحفية وغيرها حتي أنني أجلت كل مشروعاتي الفنية.
§
ألم تفكري في تقديم عمل فني عن
الثورة؟
أتمني تقديم عمل عن ثورة52 يناير يجسد بطولات الشباب الطاهر البرئ
والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر واذا توافر نص جيد عن موضوع
سأقدمه فورا.
الأهرام اليومي في
18/05/2012
55
فيلما لمخرجين شباب بمهرجان جدة.. ولجنة التحكيم تستعين
بـ«يوتيوب»
هيفاء المنصور: المهرجانات السينمائية في الخليج تدور في
حلقة مفرغة
جدة: أميمة الفردان
المهرجان الذي تعرض أكثر من مرة للإلغاء، يبدو أنه قد وجد ضالته هذه
المرة، عبر استوديوهات شبكة قنوات «روتانا». مهرجان جدة للفيلم السعودي
اعتمد هذه المرة على البث التلفزيوني المباشر لفعالياته وأنشطته، متيحا
بذلك الفرصة للجمهور، لمتابعة الأفلام المشاركة بوصفه هذه المرة شريكا في
التقييم من خلال تبني القائمين عليه فكرة التفاعلية، عبر إتاحة الفرصة
للمشاهدين للتصويت للأفلام الجيدة، من خلال موقع التواصل الاجتماعي «فيس
بوك». يأتي ذلك، في الوقت الذي خصص فيه القائمون على المهرجان ثلاث عشرة
جائزة، تقوم لجنة التحكيم المكونة من المخرجة هيفاء المنصور والفنانين خالد
الحربي وعبد الإله السناني، وبمشاركة ضيف من الإعلاميين أو الصحافيين
والنقاد كل حلقة «عضوا تحكيميا متغيرا»، كما أوضح ممدوح سالم مدير المهرجان
بترشيح ثلاثة أفلام من كل فئة، يترك بعدها المجال للجمهور ليقول كلمته
الأخيرة في الفيلم الفائز عن فئات الفيلم الثلاث: الروائية، والوثائقية؛
بالإضافة لأفلام الأنيميشن.
وبوصف المهرجان في نسخته الحالية ليس سوى «فرصة للتعلم وتقديم نوع من
التحفيز والدعم للمواهب السينمائية الشابة»، كما أوضح سالم، فقد حملت معظم
الأفلام التي تم عرضها صفة «المتواضعة»، وعلى الرغم من «تفاوت مستوى
العروض، إلا أن الأغلب يقع تحت بند الهواة، باستثناءات معدودة»، كما وصفتها
هيفاء المنصور، موضحة أن الأفكار التي تناولتها الأفلام المشاركة تملك «حسا
نقديا ووعيا مسؤولا»، إلا أنها ترى أن مستوى المشاركات لا يرقى لمستوى
الوعي الجماهيري.
وفي الوقت الذي سجلت فيه فئتا الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة
مشاركة أكبر، بواقع 55 فيلما من قبل المخرجين الشباب، فإن الـ13 مشاركة
للفيلم الوثائقي، كانت الأكثر تميزا، خصوصا أن غالبيتها قد تم عرضه على
«يوتيوب»، وحصد نسبة مشاهدة، مثل ما حدث مع «مونوبولي»، الفيلم الوثائقي
للمخرج بدر الحمود؛ الذي اعتبرته المنصور فيلما روائيا كونه اعتمد على
ممثلين، مشيرة إلى أن التوجه العام للمخرجين لعمل الأفلام الروائية، التي
تركن إلى «خلق الواقع»، لا يلغي «أهمية وجمالية رصد الواقع» في الفيلم
الوثائقي.
جاءت عروض المشاركين بالمهرجان متزامنة مع عروض المخرجات السعوديات،
التي قدمت نفسها على استحياء، من خلال ثلاثة أفلام، حملت عناوين «30 سنة
وانت طيب» لهوازن باداود، الذي حظي بتأييد اللجنة على مستوى الفكرة التي
تناولها، فيما كان الفيلم خاليا من الحس السينمائي، و«مليء بالعيوب بدءا من
الإضاءة، مرورا بتحريك اللقطات والتمثيل، وانتهاء بالإخراج».
وعلى الرغم من سيل الانتقادات، التي تلقاها المشاركون في المهرجان،
فإن ذلك لم يمنع المشاركين من تقبل انتقاد اللجنة بصدر رحب، مستمتعين
بوجهات النظر المتباينة، لأعضاء اللجنة؛ الذي عدّته هوازن باداود حافزا
كبيرا لتقديم أعمال ترقى للغة السينما، مشيرة إلى أن «30 سنة وانت طيب» هي
أولى تجاربها السينمائية، التي ارتكنت في تقديم فكرتها إلى تجربة شخصية،
فيما علقت على عدم ظهور وجه المرأة في تجربتها الأولى إلى كونها تحاول
الاعتماد على ما سمته «تكنيك أفلام الموناليزا»، الذي يعتمد البطولة
النسائية، والقائم على الفكرة النمطية، التي تعترف بوجود المرأة، وفق قالب
محدد، غير مسموح الخروج عنه.
ولأن اغتصاب الضحكات، ليس بالأمر السهل، مقابل الدراما التي تعج بها
معظم العروض المشاركة حتى الآن، إلا أن ذلك لم يمنع مشاركة فيلم «الكبسة»
لمخرجه محمد الحمود، الذي أخذ الطابع الكوميدي، على الرغم من أن الفيلم
جملة وتفصيلا، لم يحظ برضا اللجنة.
وفي حين تعتبر المنصور أن المهرجانات السينمائية في الخليج بشكل عام
«لا تزال تدور في حلقة مفرغة»، وأن المطلوب إحداث «نقلة نوعية إذا ما أردنا
أن تقوم صناعة سينمائية حقيقية»، يجد ممدوح سالم أن صناعة سينما حقيقية
مرهونة بنوع النقلة التي يريد القائمون على السينما إحداثها، مشيرا إلى
مهرجانات سينمائية في المنطقة بمواصفات عالمية لا يوجد مثيلها على مستوى
العالم العربي تصرف فيها مبالغ مهولة، ومتسائلا: «لماذا لا يتم صرف ميزانية
واحدة من تلك المهرجانات على الشباب، من باب الدعم، وأن تكون محاولة جادة
لتأسيس بنية تحتية وقاعدة سينمائية حقيقية».
الشرق الأوسط في
18/05/2012
أول وألمع نجمة هندية عالمية تحظى بالشهرة.. وأقدم من
السينما الهندية
زهرة سيغال عميدة المسرح والسينما الهندية تحتفل بعيد
ميلادها المائة
نيودلهي: براكريتي غوبتا
هي راقصة وفنانة مسرح وسينما وتلفزيون، هي أكبر من أقدم فيلم هندي على
الإطلاق، حيث بلغت للتو عامها المائة.
ولدت عميدة المسرح والسينما الهندية زهرة سيغال، واسمها الحقيقي زهرة
ممتاز (شهيبزادي زهرة بيغوم ممتاز الله خان) في 27 أبريل (نيسان) عام 1912
لعائلة ارستقراطية في مدينة سهارنبور، بالهند. تعد زهرة بحق أول وألمع نجمة
هندية عالمية تحظى بمثل هذه الشهرة في السينما والتلفزيون والمسرح، حيث
تعتبر دليلا حيا على التقاء الشرق بالغرب.
من سهارنبور إلى لاهور (في باكستان الآن) ثم إلى برلين ولندن وكالكوتا
ومومباي ودلهي، عاشت زهرة في الكثير من المدن وسافرت إلى شتى أنحاء العالم.
وشهدت مرحلة ما قبل تقسيم الهند والحربين العالميتين والحروب بين الهند
والصين ثم الهند وباكستان، وعاشت حياة ترف وفقر مدقع أيضا.
كانت زهرة رائدة بحق في الكثير من الأوجه، حيث تتحدر من عائلة
ارستقراطية مسلمة، ولكنها أصبحت راقصة وممثلة مسرح في وقت كانت فيه تلك
المهن تلاقي استنكارا كبيرا.
ومثل كافة العائلات المسلمة، تربت زهرة على التقاليد الإسلامية
السنية. وكفتاة، كانت زهرة تحب التشبه بالفتيان، حيث كانت مغرمة بتسلق
الأشجار ولعب الألعاب المختلفة. فقدت زهرة القدرة على الإبصار بعينها
اليسرى نظرا لإصابتها بالمياه الزرقاء (الجلاكوما) عندما كانت في عامها
الأول. تمت إحالتها إلى أحد مستشفيات برمنغهام في إنجلترا، حيث تلقت هناك
علاجا يقدر بحسب التكلفة الحالية بـ300.000 جنيه إسترليني. فقدت زهرة أمها
عندما كانت صغيرة، وتنفيذا لرغبة والدتها، تم إرسالها هي وشقيقاتها إلى
«مدرسة الملكة ماري للبنات» شديدة الرقي والتطور (التي توجد الآن في
باكستان)، وهي المدرسة التي كان تلتحق بها بنات العائلات الارستقراطية
والموظفين الإنجليز. التزم الجميع بارتداء البردة في هذه المؤسسة (الحجاب)،
وحتى العدد القليل من الذكور الذين كانوا يدعون للتحدث في المدرسة كان
يتوجب عليهم أيضا إلقاء كلماتهم من وراء ستار.
وفي عام 1930، تطلعت زهرة لقضاء عطلة في الخارج، وكان أمامها خياران،
حيث كان باستطاعتها قبول دعوة أحد أعمامها، الذي كان يحمل لقب نواب (أمير)،
لمرافقته في رحلة السفر إلى أوروبا في الدرجة الأولى على متن سفينة فاخرة،
أو السفر إلى أوروبا برفقة عم آخر لها في عربة «دودج» قديمة ومتهالكة عبر
الطريق البري. وحينها، كان الوقت قد حان لتبدأ زهرة في التخطيط لمستقبلها
المهني، حيث كانت تستبعد فكرة الزواج وقتها. كانت أولى طموحات زهرة أن تكون
أول امرأة تعمل كربان طائرة في الهند. أبدى والدها موافقة مترددة على هذه
الفكرة، ولكنها تراجعت بعد التفكير مليا في مدى الألم والمعاناة التي ستصيب
العائلة في حالة وقوع حادث لها في الهواء.
انجذبت زهرة نحو الخيار الثاني وبدأت رحلتها إلى أوروبا بالسيارة من
مدينة لاهور عبر الطريق البري إلى أفغانستان ثم إيران وفلسطين قبل أن تصل
إلى العاصمة السورية دمشق ومنها سافرت إلى مصر، حيث ركبت سفينة متجهة إلى
أوروبا من الإسكندرية. قالت زهرة في إحدى المقابلات إن عظامها أصبحت تؤلمها
للغاية، لذا «ذهبت إلى أحد الحمامات الشعبية في مصر، حيث استردت كامل
عافيتها. وفي سوريا، انضمت إلينا صديقة عمي وهي خالتي ديكتا التي أخذتني
إلى مدرسة ماري ويغمان للباليه في مدينة دريسدن بألمانيا».
كان أول سؤال تم توجيهه إلى زهرة هو: «هل تستطيعين الرقص؟»، فأخبرتهم
بأنها لم تتعلم الرقص لأنها عاشت طفولة منغلقة. تم قبول زهرة في هذه
المدرسة، وأصبحت أول هندية تلتحق بالدراسة بها. مكثت زهرة في دريسدن ثلاثة
أعوام لدراسة الرقص الحديث، حيث أقامت في منزل كونتيسة ليبنشتين.
قالت زهرة في سيرتها الذاتية التي صدرت بمناسبة عيد ميلادها المائة:
«كراقصة، استمتعت للغاية بهذه الحرية التي اكتشفتها حديثا. قمت بقص كافة
البراقع (الأحجبة) التي كانت لدي لعمل تنورات وبلوزات، وبنهاية العام
الثالث لي في مدرسة الرقص، كنت أرقص على أصابع قدمي وعلى استعداد لملامسة
السماء».
أشارت زهرة إلى قيام الراقص الكلاسيكي عدي شانكار، الذي يتمتع بشهرة
عالمية وهو أيضا الشقيق الأكبر للموسيقار الهندي العالمي رافي شانكار،
بزيارة دريسدن مع فرقته لإحياء حفل هناك. حضرت زهرة هذا الحفل بالطبع، وبعد
أن تم إسدال الستار، دخلت إلى الكواليس لتحية هذا الراقص العظيم وتحدثت معه
حول حلمها بأن تكون أحد أفراد فرقته. نصحها شانكار بأن تتصل به فور عودتها
إلى الهند.
عادت زهرة إلى الهند في عام 1933، حيث استقرت في قصر أبيها في منطقة
دهرادون. تنقلت زهرة بين الكثير من الأماكن، حيث كانت تعطي دروسا في الرقص
في مدراس البنات المحلية وتحضر الحفلات، بينما كانت تحاول جاهدة الاتصال
بعدي شانكار، ولكن من دون جدوى. انتظرت زهرة كثيرا حتى شعرت بالقلق. وأخيرا
تلقت المكالمة التي كانت تنتظرها في صيف عام 1936، ظلت بعدها بثلاثة أعوام
شديدة الانشغال نظرا لزيارات الفرقة الكثيرة إلى جنوب شرقي آسيا والشرق
الأوسط وجميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة الأميركية واليابان، حيث كانت
ترقص مع الراقصة الفرنسية الشهيرة سيمكي.
ظلت زهرة تتعلم هذا السحر الرائع الخاص بالفن الذي أحبته، حتى أدى
اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى توقف كافة رحلات الفرقة الخارجية.
وعندما عاد عدي شنكار إلى الهند مرة أخرى في عام 1940، عملت زهرة كمدرسة في
«مركز عدي شنكار الثقافي الهندي» في المورا. وفي ذلك الوقت، انضمت إليها
أختها عذرا، والتي تتمتع بنفس القدر من السحر والموهبة.
كان زواجها من كاميشوار سيغال، العالم والفنان، في عام 1942 بمثابة
الفضيحة، حيث حطمت هذه الزيجة كافة المحظورات والأعراف الأسرية والمجتمعية.
تم إغلاق معهد عدي شانكار للرقص في وقت لاحق، حيث ذهب الزوجين إلى
مدينة «لاهور» وقاما بإنشاء معهدهما الخاص تحت اسم «معهد زهريش للرقص». وفي
البداية، حظي الزوجان بالإعجاب الشديد وأصبحا مثالا للوحدة بين المسلمين
والهندوس. ولكن زيادة التوترات السياسية في البلاد، تحول الثناء إلى نقد،
حيث أدت التوترات المجتمعية التي سبقت تقسيم الهند إلى شعورهما بأنهما غير
مرغوب فيهما، لذا اضطر الزوجان للرحيل مرة أخرى، حيث انتقلا إلى مومباي.
وفي هذا الوقت، كانت شقيقتها عذرا قد أصبحت ممثلة بارزة في مجموعة
بريثفيراج كابور للدراما. وفي نهاية المطاف، انضمت زهرة أيضا إلى «مسرح
بريثفي» في عام 1945 كممثلة براتب شهري 400 روبية، حيث قامت بجولات كثيرة
في شتى أنحاء الهند على مدار 14 عاما.
وفي عام 1959، انتحر زوجها، حيث تقول زهرة في ذكرياتها عن هذا الحدث:
«لقد كنت مصدومة، ولم أشعر بالراحة مطلقا على مدار أسبوعين. لقد شعرت بأن
الحياة قد توقفت، ولكن مسؤولية تربية طفلين منحتني القوة للمضي قدما في
الحياة. وفي عام 1962، حصلت على منحة لدراسة الدراما في إنجلترا، حيث مكثت
هناك لتعليم أولادي».
تحمل مذكرات زهرة عنوان «مراحل: الفن والمغامرات في حياة زهرة سيغال»،
وتتحدث عن كيف أصبحت مفلسة وعاطلة عن العمل بعد انتهاء فترة المنحة
الدراسية، وأنها كانت تكسب قوتها من خلال عملها كمصففة شعر في مسارح لندن
لمدة عشرة أعوام تقريبا، وأنها استمرت حتى قامت بتعليم أولادها هناك.
عادت سيغال إلى الفن مرة أخرى في سبعينات القرن العشرين، حين قام صناع
الأفلام والعروض التلفزيونية البريطانيين بإعادة اكتشافها. وبعد مشاركتها
في سلسلة من المسلسلات، مثل «كراون» و«مغسلتي الجميلة» و«ليالي التندوري»،
زادت شهرة زهرة بسبب حس الفكاهة والصراحة التي تتمتع به، بينما أكدت أفلام
مثل «بهاجي على الشاطئ» و«تاجر المنتجات العاجية» و«عاهرات مومباي» على هذه
الشعبية التي تتمتع بها في الغرب.
لم يكن هناك مكان في إنجلترا لامرأة من أصول هندية في الستينيات من
عمرها، ولكن هذا ما كان ليوقف طموحات زهرة بأي شكل من الأشكال، حيث نجحت في
التعامل مع العنصرية ولم تدعها تسبب لها إزعاجا.
تقول زهرة: «دائما ما كنت أشعر بأنني أجنبية، على الرغم من أنني مكثت
هناك لخمس وعشرين عاما. كنت أطهو الطعام الهندي، ولم أحاول مطلقا تعلم
طريقة طهي الأطعمة الإنجليزية.. كنت أرتدي الثياب الهندية ولم أحاول أبدا
تقليد البريطانيين. في البداية، عندما كنت أجلس في إحدى الحافلات، كان
البريطانيون يمتنعون عن الجلوس بجواري. كان هناك نوع من التردد اللاشعوري
في عقول الأشخاص البيض. ولكن بعد ظهوري في فيلم (جوهرة في التاج)، كانوا
يستأذنوني قائلين: ليدي ليلي تشاترجي، هل تسمحين لنا بالجلوس إلى جوارك؟
وكان الأطفال يطلبون مني التوقيع على بعض الأوتوغرافات».
عادت زهرة إلى الهند في تسعينات القرن العشرين، حين كانت في العقد
التاسع من عمرها. اعتقد معظم الناس وقتها أنها ستتوقف عن التمثيل، ولكنها
أثبتت أنهم جميعا على خطأ. قامت زهرة بالتمثيل في بعض العروض التلفزيونية
والأفلام السينمائية أيضا. قالت زهرة في الكثير من المقابلات إنها تدرك
حقيقة أنها ليست رائعة الجمال، لذا كان يتوجب عليها بذل المزيد من الجهد
ليأخذها الناس على محمل الجد.
تقول زهرة: «إذا كانت هناك مشكلة في حياتي اليوم، فهي أنني لا أستطيع
القراءة والكتابة (نظرا لوجود مشكلة في عينها). كنت أقوم بحل الكلمات
المتقاطعة ليل نهار وقراءة الكتب واحدا تلو آخر، خصوصا الروايات ولكنني لم
أعد أستطيع القراءة. أتقبل هذا الوضع وأوافق عليه، بعد كل ما عشته طيلة
مائة عام».
لا تشعر زهرة بالسأم ولا هي تبعث على الضجر، فهي لم تعش لحظة كئيبة في
حياتها، فهذا الدينامو مليء بالحيوية، والتي رغم حاجتها إلى المساعدة للمشي
والحاجة إلى جهاز سمع، لا تزال تتمتع بصوت جهوري وذاكرتها قوية وحادة.
تتلألأ عيناها عندما تتحدث عن لقاءاتها مع فنانين عظام وشخصيات عامة
مثل يوداي شانكار، بيرثفيراج كابور، وبن كنغسلي ومايكل كين وسعيد جعفري
وروشان سيث والقاضي، وكيفي عزمي، وجواهر لال نهرو وعذرا بوت (أختها) وكثير
آخرين. ويخفت صوتها عندما تتحدث عن زوجها الراحل، ووالد زوجها وإخوتها
وأطفالها وأحفادها.
هذه الطاقة الوافرة دائمة السخرية من نفسها، ومن أشهر ما قالته عن
نفسها: «أنت تراني الآن، وأنا عجوز وقبيحة. كان ينبغي أن تراني وأنا في
شبابي عندما كنت شابة وقبيحة». لم تقصد زهرة بهذه الفقرة التندر، بل هي
تعتقد حقا أنها لم تكن جميلة على الإطلاق.
على الصعيد الشخصي، مرت زهرة بحالة من الحصار الداخلي لعدم كونها
جميلة بلغت ذروتها بوفاة زوجها وألم العيش بالسرطان، بيد أن فنانة
الاستعراض لم تفقد رغبتها في الحياة. فتقول «لكنني عندما أتأمل حياتي أشكر
الله على ما وهبني إياه. لم أكن أمتلك شيئا، لا جمالا ولا موهبة، لكنني في
الوقت الذي كان فيه الأفراد من حولي يحاولون صقل موهبتهم كنت نجمة. وبعد
بلوغ 100 عام بأفراحها وأتراحها أقدر كل لحظة في حياتي».
اليوم تعيش زهرة في نيودلهي مع ابنتها، راقصة الأوديسي الشهيرة، كيران
سيغال.
في حفل عيد ميلادها المائة، قالت «لا تغادروا الحفل فلم نقطع الكعكة،
ولم تمتلئ البطن بعد»، وكانت تردد أغنيتها المفضلة (أنا ما زلت شابة)،
والتي ألفها الشاعر حافظ جولاندري، وهي تقطع قالب الشوكولاته. كان حبها
للحياة واضحا خلال ممثلين عن عائلتها وهم ابنتها وابنها وعائلتها وأصهار
العائلة التي قالت عنهم «إنهم يصنعون قصة حياة سيغال».
وعندما سئلت عما إذا كانت قد ندمت على شيء في حياتها، أجابت: «نعم،
بالطبع هناك بعض اللحظات التي ندمت عليها، فقد كنت أرغب في أن أكون بطول
ستة أقدام وشقراء وبعيون زرقاء وصدر ضخم وخصر نحيل». وقالت بشجاعة: «ارتكبت
بطبيعة الحال الكثير من الأخطاء في حياتي، فقد كنت مشاغبة، لكني لن
أعيدها». شهية زهرة للحياة تثير الإعجاب، ومع تقدمها في السن ترتفع
معنوياتها بشكل أكبر.
الشرق الأوسط في
18/05/2012
«ناشيونال
جيوغرافيك أبوظبي» تعرض رحلة جيمس كاميرون إلى قاع
المحيط
* لطالما نقل جيمس كاميرون المشاهدين إلى عوالم أخرى من خلال أعماله
السينمائية الشهيرة مثل «أفاتار» و«إلينز»، إلا أن رحلته الواقعية إلى قاع
المحيط تقدم أكثر المشاهد السينمائية سحرا، وتنقل المتفرجين إلى عوالم
غريبة على كوكبنا. «جيمس كاميرون: رحلة إلى قاع الأرض» برنامج استثنائي
مدته نصف ساعة يسلط الأضواء على رحلة كاميرون التاريخية التي تعد أول
مغامرة غوص لرجل واحد إلى أعمق نقطة في المحيطات المسماة «تشالنجر ديب» في
خندق ماريانا. تابعوا العرض الأول على قناة «ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي»
يوم الجمعة 18 مايو (أيار) الحالي الساعة 9 مساء بتوقيت السعودية و10 مساء
بتوقيت الإمارات.
انطلق المخرج كاميرون في مارس (آذار) الماضي في رحلة تنتهي عند عمق
نحو 11 كيلومترا ليبلغ النقطة المعروفة باسم «تشالنجر ديب» في خندق ماريانا
بالمحيط الهادي، وهي منطقة يزيد عمقها على ارتفاع قمة جبل إيفرست.
وكانت هذه الرحلة التي حطمت الرقم القياسي، والتي تصدرت عناوين الصحف
في مختلف أنحاء العالم، جزءا من تحدي أعماق البحار، وهي عبارة عن رحلة
علمية نظمت بالتعاون بين كاميرون و«ناشيونال جيوغرافيك» و«روليكس» لاستكشاف
أعماق المحيطات. ويعد كاميرون الشخص الوحيد على مدى تاريخ الغوص الذي
يستكمل هذه الرحلة منفردا في غواصة، وأول شخص يصل إلى قاع العالم في غواصة
مأهولة منذ عام 1960.
ويتضمن برنامج «جيمس كاميرون: رحلة إلى قاع الأرض» مقابلة شخصية مع
كاميرون تسلط الأضواء على الرحلة الاستثنائية، وهي البعثة الأولى له بوصفه
أحد مستكشفي «ناشيونال جيوغرافيك».
وقال كاميرون: «لم أتمكن من التفكير في شريك أفضل لهذه الرحلة
التاريخية، فقد دعمت (ناشيونال جيوغرافيك) روح الاستكشاف منذ نشأتها. وهذا
بالتحديد ما تشتهر به المجلة والقناة، وهما اللتان خطتا تاريخا طويلا من
الاستكشاف البشري الذي تعدى الحدود، فتركتا تراثا لمتعة الأجيال الحالية
والمستقلبية».
وقال: «ها هي (ناشيونال جيوغرافيك) تشجع المستكشفين من جديد على تخطي
الحدود لاكتشاف العالم، ويسلط برنامج (جيمس كاميرون: رحلة إلى قاع الأرض)
الضوء على مدى استعداد مستكشفينا المقدامين لتخطي الحدود بغية الحصول على
معلومات علمية حيوية حول مناطق من العالم لم تكتشف بعد». ولا داعي للتذكير
بأن «ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي» لديها «تاريخ مشرف من تقديم البرامج التي
تسعى إلى تثقيف المشاهدين وترفيهم في آن واحد، والمدبلجة إلى اللغة العربية
خصيصا لمشاهدينا في المنطقة».
ويسترجع كاميرون في هذا البرنامج الخاص اللحظات المتفائلة والمتشائمة
التي مروا بها خلال السنوات السبعة التي أمضوها في تصميم غواصة شبه كروية
(تشالنجر ديب سي) تم بناؤها خصيصا لتحمل الظروف في الأعماق، وحتى إنها
قابلة للانكماش نحو 3 بوصات تحت تأثير الضغط خلال الغوص. وقد تم تجهيز
الغواصة عالية التقنية بكاميرات مخصصة تسمح للمشاهدين بعيش تجربة الحياة في
مكان صغير مكتظ بالمعدات من وجهة نظر كاميرون.
كما تمت الاستعانة بالرسوم المتحركة لتوضيح حجم الرحلة الاستثنائي،
حيث استغرقت أكثر من ساعتين للوصول إلى القاع. و«نراها تغوص ببطء لتتخطى
أدنى مستوى يمكن أن تصل إليه غواصة نووية، وتقطع آخر آثار أشعة الشمس على
عمق 3300 قدم، وتستمر في الهبوط إلى أدنى من مكان غرق السفينة (تايتانيك)
على عمق نحو 12500 قدم، وأعمق من ارتفاع قمة جبل إيفرست البالغ 29035 قدما
حتى تبلغ هدفها في قاع المحيط بنهاية المطاف». ويصف كاميرون بالتفصيل ما
شاهده وشعر به عندما لمس القاع: «كان شعورا وكأنني أقوم بطلاء لوح من الخشب
المضغوط. نحن نتحدث هنا عن أحلك مكان رأيته في المحيط».
وتعد رحلة الغوص التاريخية هذه إنجازا ضخما ساعد على تصوير أعمق نقطة
في البحر للعلماء وعشاق المحيطات في كل مكان، وسلط الضوء على الحاجة إلى
إجراء بحوث أكثر عن المحيطات. وتعد المحيطات آخر حدود الاستكشاف البشري؛ إذ
توجد منطقة غير مستكشفة بحجم قارة أستراليا.
الشرق الأوسط في
18/05/2012 |