هناك قصّـة حب عميقة في فيلم ميشيل هنيكه رابح سعفة "كان" الذهبية هذا
العام. حب لا يمكن التلاعب معه عاطفياً، ولا يمكن له أن ينتهي بخصام بين
الحبيبين او بافتراق او بخيبة أمل. فالحبيبان تجاوزا السن الذي قد يتيح لأي
منهما الإنفراد بموقف، او الإقدام على رد فعل أحادي. إنهما زوجان كهلان ما
مضى من عمريهما أكثر بكثير مما بقى. لكنه حب على أي حال.
آنا (إيمانويل ريفا) وجورج (جان- لوي ترتنيان) يتبادلان السنوات
الأخيرة من العمر ثم هي تنزلق فجأة تحت عجلات قطار السن. تُـصاب بجلطة تشلّ
جانبها الأيسر وتقعدها ثم بأخرى، وكما يحدث عادة، تحوّلها إلى بدن متكوّم.
ومع أن الزوج، وهنا بيت القصيد، يقدم في النهاية على قتلها (البعض يقول قتل
رحمة) الا أن ذلك لا يعني أنه فعل ذلك لأنه لم يعد يحبّـها… فعل ذلك لأنه
أشفق على نفسه… او بكلمات أخرى، أحبّ نفسه أكثر.
الموضوع مثير وكتابته رائعة ثم طريقة معالجته أكثر إثارة. لكنه ليس
الفيلم الوحيد عن الحب بين الكبار او عن حب الكبار.
مؤخراً على أسطوانات الأفلام يعيد فيلم «إريس» طرح نفسه كنوع من
السابقة. إنه فيلم بريطاني أنجزه رتشارد آيَـر سنة 2001 وعرض على الأوسكار
ففاز بطله جيم برودبنت بأوسكار أفضل تمثيل رجالي مساند. بطلته جودي دنش
أخفقت في نيل الأوسكار عن دورها في هذا الفيلم لكن "البافتا" البريطانية
عوّضت لها ذلك إذ نالته بتقدير عال.
إريس مردوك (جودي دنش في الفيلم) هي شخصية حقيقية. كاتبة ولدت في
أيرلندا سنة 1919 وتوفيت سنة 1999 والفيلم يروي حياتها في السنوات الأخيرة
بعدما أصيبت بمرض الزهايمر. ولن أدخل في إنجازاتها الأدبية لكي أبدو ملمّـا
فهي لابد متوفّرة على "الويكيبيديا»، لكن ما أعرفه أنها بلغت مكانة سمحت
للنقاد بمقارنتها بجورج إليوت وبعضهما بليو دستويفسكي.
أما زوجها جون بايلي (كما أدّاه جيم برودبنت) فهو أستاذ دراسات أدبية
مال إلى الكتابة الروائية والنقد الأدبي وهو الذي وضع كتاباً عن حياته مع
زوجته بعنوان «إريس» كان مرجع هذا الفيلم.
يمهّد الفيلم قليلاً لحياة هادئة ولو أنها رتيبة لزوجين كبيرين سناً يعيشان
متعاونين في منزلهما. ثم يدلف بعد ذلك إلى بدايات فقدان إيريس ذاكرتها.
تخرج ولا تعرف كيف تعود او تنسى الأشياء القريبة إليها في حين يبذل زوجها
الجهد المتواصل للعناية بها. كما هو معلوم، لا شفاء- للآن- من الحالة،
وبالتأكيد لم يكن هناك شفاء لها في التسعينات والأمور تتسارع صوب نهاية
مأسوية تعبّر، إن لم يكن عن شيء، فعن إخلاص الزوج وتفانيه في رعاية زوجته
حتى النهاية.
سنجد هذا الفيلم قاسياً لكنه أقل جودة بقليل من فيلم خيالي تماماً
أخرجته الممثلة- المخرج سارا بولي سنة 2006 بعنوان «بعيداً عنها» مقتبس عن
قصّـة قصيرة بعنوان «الدب جاء فوق الجبل» لأليس منرو.
الفارق بين أن تشاهد فيلماً مقتبساً عن حكاية حقيقية الشخوص والأحداث
وبين أن تشاهد فيلماً خيالياً في هاتين الناحيتين هو أنك مع الأول أنت
محروم من استقلالية التأليف (الا بحدود ضيّقـة وضرورية لصياغة درامية
سليمة)، بينما يمنحك الفيلم الخيالي متعة التحرر من حدود الأصل والموافقة
على استقبال أحداث تبقى- إذا ما كان الفيلم جيّداً وليس على طريقة فيلم
«الزهايمر» لعمرو عرفة وبطولة عادل إمام- واقعية وسليمة ومدروسة الخطوات لا
شطح فيها وتبدو كما لو كانت بلا خيال.
هذا الفيلم يتميّـز بعودة ممثلة رائعة إلى الشاشة هي جولي كريستي التي
تلعب دور الزوجة المحبّة لزوجها (غوردون بنسنت) حين يداهمها ذلك المرض.
المأساة تختلف هنا عما وضع الفيلم السابق تحته خطوطاً: إنها في الزوج الذي
يعلم أنه سيخسر زوجته وحبّـها إذا ما وضعها في عناية أحد المصحّـات لأنها
ستنساه (والمصحّة تطلب منه أن لا يزورها قبل ستّـة أشهر) وهذا بالفعل ما
حدث… لقد فقدت ذاكرتها حوله. صار غريباً. والأكثر إيلاماً أن عواطفها
القلبية أخذت- وقد خلا عقلها من الذاكرة- تتوجّـه إلى مريض آخر في المصحّـة
وهي غير مدركة بالطبع ما يحدث معها.
الجوهر هنا أكثر إيلاماً من كل فيلم دار حول الزهايمر او حتى من فيلم
«حب» لميشيل هنيكه وقلّما استطاعت السينما الوصول إلى تلك المرحلة من تحسس
الألم الذي يتركه أحد العاشقين في العاشق الآخر إذا ما رحل عنه روحاً او
ذاكرة.
الأفلام المذكورة بلمحة
Amour| Michael Haneke ?****?
Iris | Richard Eyre ?***?
Away From Her | Sarah Polley ?****?
الجزيرة الوثائقية في
30/05/2012
ما هي السينما الخالصة..؟؟
أمير العمري
يتردد كثيرا في أدبيات النقد السينمائي الغربي بل والعربي أيضا، تعبير
"السينما الخالصة"
pure cinema
أو السينما الصافية، وفي سياق الكثير من المقالات النقدية كثيرا ما
يصف النقاد أفلاما معينة بأنها تنتمي الى "السينما الخالصة"، لكن الملاحظ
أنه كلما زاد استخدام هذا التعبير أو المصطلح في الكتابات النقدية، كلما قل
وضوحه أو مدى فهمنا له، فالتعبير يستخدم عادة في سياق النقد التطبيقي، أي
في إطار الكتابة عن فيلم محدد ترتسم له في أذهاننا صورة محددة بتفاصيلها،
ولكن دون أن نملك العودة الى تلك التفاصيل وتطبيقها على ما يذكره الناقد من
مبررات لوصفه الفيلم بذلك الوصف المثير للإعجاب، فغالبا ما يأتي التعبير
دون شروح أو تنظيرات محددة، بل في سياق إبداء الإعجاب بالفيلم والرغبة في
خلع صفة "السينما الخالصة" عليه.
ويعتقد كثيرون أن "السينما الخالصة" وصف يطلق عادة على الأفلام التي
تعلي كثيرا من شأن التعبير الدرامي عن طريق الصورة، أو ربما تعتمد على
الصورة فقط، وتقلل كثيرا من شأن الحوار أو تلغي وجوده تماما، أي أن السينما
الخالصة تعبير مرادف للسينما الصامتة (المصحوبة بالموسيقى فقط). وهو اعتقاد
خاطيء تماما، فالحوار جزء أساسي من الفيلم ليس من الممكن الاستغناء عنه،
وهو لا يلغي خاصية نقاء الفيلم أي تخلصه من المؤثرات الأخرى القادمة من
المسرح والأدب وغير ذلك من الأجناس الفنية الأخرى.
كان ألفريد هيتشكوك، الذي يعتبره بعض النقاد والمؤرخين، أحد أساتذة
"السينما الخالصة" في العالم يقول إن "الصور الفوتوغرافية لأناس يتكلمون لا
علاقة لها بفن السينما" وكان يدعو إلى ضرورة "رواية القصة بطريقة بصرية
وجعل الحوار جزءا من الجو العام".
البحث في البدايات
ولكن دعونا أولا نبحث عن بدايات ظهور هذا المصطلح أو الصفة النقدية،
من المسؤول عنها وإلى أي عمل سينمائي منحت أول ما منحت??.
كان السينمائي الفرنسي هنري شوميت
Henri Chomette
في العشرينيات من القرن العشرين، هو أول من استخدم
تعبير "السينما الخالصة" لوصف فيلميه القصيرين التجريديين "انعكاسات الضوء
والسرعة"
Reflets de lumiere vitesse"(1925) et de
و"خمس دقائق من السينما الخالصة"
Cinq minutes de cinema pur" (1926).
كان شوميت يستخدم في الفيلمين الإيقاع والحركة والضوء والتكوين، ولكن
ليس بغرض تجسيد قصة ما، بل بشكل تجريدي لتوصيل احساس ما بالتجربة الجمالية
الخاصة التي يستخدم تقنيات السينما في تجسيدها. وربما يكون شوميت قد وضع
الأساس العملي للسينما الخالصة لأنه لم يكن يؤمن مثلا بأن الفيلم مجرد
وسيلة أخرى لرواية قصة تختلف عما يستخدم في المسرح والرواية، بل كان مؤمنا
بأن السينما فن قائم بذاته، مستقل عن غيره من الفنون، أي لا يترمم على
الفنون الأخرى ولا يقتبس منها، بل وسيلة لخلق فضاء سينمائي خاص يمكنه توصيل
إحساس خالص ممتع، وهو إحساس لا يشعر به المتفرج في حالة الموسيقى والرقص
والمسرح والرواية والتصوير الفوتوغرافي.
وقد أسس شوميت حركة "السينما الخالصة" في باريس مع عدد من السينمائيين
مثل مان راي ورينيه كلير وفرنان ليجيه والسينمائية الفرنسية جيرمين دولاك Germaine Dulac هذه
المجموعة من السينمائيين صورت عددا من الأفلام القصيرة التي تعتمد أساسا
على المونتاج والتكوين وحركة الكاميرا. واستخدمت المجموعة حركة الكاميرا
الطويلة، والتعاقب السريع والبطيء والتكوينات الموحية والمونتاج بأسلوب
خلاق وليس بهدف ربط أطراف قصة محددة، بل من خلال بناء شعري لا يعتمد على
التسلسل المنطقي، وظلوا يعرضون هذه الأفلام التجريبية في الصالونات
والمقاهي الباريسية طوال العشرينيات.
السينما الخالصة إذن، ليست مجرد وصف أو تعبير نقدي عن نوع من الأفلام،
بل مذهب سينمائي أو اتجاه وحركة سينمائية لها جذورها وملامحها وروادها أيضا.
السينما الخالصة والسينما القصصية
من الناحية النظرية يمكن القول إن نظرية"السينما الخالصة" مضادة
لـ"السينما القصصية".. أي للسينما ذات السياق القصصي التي تعتمد على تقديم
شخصيات وأحداث في إطار زماني ومكاني محدد مهما اختلفت الأماكن وتداخلت
الأزمنة وذلك بغرض توصيل "رسالة" ما من خلال "القصة" أو "السياق القصصي"،
بينما السينما الخالصة هي شيء أقرب الى الموسيقى بتجريديتها، فهي أولا
تتخلص من عقدة القالب القصصي لأن هدفها ليس رواية قصة داخل سياق، أي
التعبير عن أفكار "أدبية" في الفيلم، بل تحرير الفيلم من سطوة الأدب
والمسرح، والسعي لتوصيل أحاسيس ومشاعر وخلق حالة ذهنية واثارة الأفكار من
خلال الصورة، الفضاء، التداخل بين الصور، التناغم بين الألوان، الإيقاع،
الحركة.. إلخ
أما من الناحية العملية الأقل غلوا في التطرف، فالسينما الخالصة هي السينما
التي تملك وسائل "سينمائية خالصة" للتعبير عن الموضوع أو بالأحرى عن
"الرؤية" الخاصة للسينمائي، للمخرج المبدع (في مقابل المخرج الحرفي). هنا
سنجد مثلا أن أكثر الجوانب الفنية في العمل السينمائي سينمائية، هي حركة
الكاميرا، والمونتاج أي الايقاع الذي ينتج عن توليف اللقطات، واستخدام
الزمن السينمائي (وهو غير الزمن الواقعي بالطبع) والمونتاج عنصر أساسي أيضا
في خلق ذلك الزمن السينمائي. لكن السينما الخالصة تعتمد أيضا على الاستخدام
الفني للإضاءة والصوت والموسيقى والألوان والتكوين التشكيلي في اللقطات
باعتباره جانبا بصريا بالدرجة الأساسية وليس أحد جوانب الشرح، أو الحكي
اللفظي كالحوار (الذي يعد سمة المسرح) مثلا.
السينما الخالصة ليست إذن، سينما "تجريدية" أو مجردة بالضرورة، بل
يمكن أن تصوغ قصة ولكن من
خلال اللغة البصرية- السمعية والتلاعب بتلك الأدوات من أجل
توصيل حالة ذهنية أو حالة شعورية لدى المتفرج، وهذا ما كان يحاوله بل ويعبر
عنه، سيد دراما التشويق الفريد هيتشكوك.
تكملة الدراسة على العنوان التالي:
http://doc.aljazeera.net/DocGallery/Media/Documents/2012/5/30/2012530111439435734.pdf
الجزيرة الوثائقية في
30/05/2012
تلك الأيام..
فيلم وثائقي يبحث في فرضية "التاريخ يعيد نفسه"
!
مجدي الشاذلي من القاهرة:
حلم واحد هو النجاح، وهدف واحد هو الإبداع، ذلك الذي جمع بين 15 طالبة
في السنة النهائية لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وهن يخططن لمشروع تخرجهن
في قسم الإذاعة والتليفزيون.
هذا الحلم، وذلك الهدف، تجسدا في فيلم وثائقي بعنوان "تلك الأيام"،
مدته 15 دقيقة، ويدور حول تساؤل رئيسي: هل "التاريخ يعيد نفسه" فعلا؟
ثم تسترسل صانعات الفيلم بعد ذلك، ليبين لنا بالأدلة والبراهين، أن
الأحداث كما تتشابه، فإن الأشخاص أيضا - وخصوصا الزعماء - قد يتشابهون
بصورة غريبة، في بدايتهم وفي النهايات التي يؤولون إليها.
يقدم لنا الفيلم نماذج لحالات متشابهة في التاريخ سواء كانت لأحداث أو
لبشر، ويبدأها بنموذج الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، مستعرضا أوجه
الشبه الكبيرة في حياته ومماته مع الزعيم الإيطالي السابق موسوليني، ثم
يعرج إلى نموذج متشابه آخر في توجهاته الاستعمارية رغم اختلاف تكنيك وأسلوب
التطبيق، وهما الزعيمان النازي أدولف هتلر والفرنسي نابليون بونابرت.
تقول منال حمدي، إحدى الطالبات اللواتي نفذن الفيلم، أن التصوير قد
استغرق شهرا كاملا، بينما أخذ البحث عن المعلومات العام الدراسي بأكلمه،
مشيرة إلى استخدام فريق العمل لكاميرا ديجيتال، مع الاستعانة بفني كاميرا
وإضاءة محترف، مع أداء صوتي للفنان أحمد ماهر.
ويشير الفيلم إلى وجود تقاطعات كثيرة بين فرعون موسى الذي ورد ذكره في
القرآن والرئيس المصري السابق حسني مبارك، وخاصة فيما يتعلق بالحكم
الديكتاتوري وتسخير الحاكم لوسائل القمع ضد شعبه، حتى يسقط سقوطا مدويا.
وفي جانب آخر من الفيلم، نرى مقارنات بين أحداث غيرت مجرى التاريخ،
ومنها التشابه بين غزو التتار للعراق والغزو الأمريكي لنفس البلد، والتشابه
بين الثورة الرومانية التي وقعت في ديسمبر 1989 وثورة الشعب المصري في 25
يناير 2011، وحصار غزة وقصة أصحاب الأخدود التي وردت في القرآن الكريم.
شارك في إعداد وإخراج هذا الفيلم كل من: بسنت أحمد، ريهام جمال، لمياء
شريف، منال حمدي، منى عبدالستار، مي حامد، مي رؤوف، مي سعيد، ندى جمال، ندى
عبدالستار، نوران طارق، هاجر جميل، هبه محمد، هديل مصطفى، ياسمين فرج. وفي
التصوير محمود وهدان، وفي الإشراف سالي أحمد جاد ودينا مجدي.
أما عن التكلفة الفعلية لفيلم "تلك الأيام"، فقد بلغت 15 ألف جنيه
مصري، وهو مبلغ أقل قليلا عن 3 آلاف دولار أمريكي.
فارييتي العربية في
30/05/2012
مجدي أحمد علي:
لن نسمح للإسلاميين بتحويل مصر لصحراء فنية
ميدل ايست أونلاين/ القاهرة
المخرج المصري يعالج التشدد الديني عبر السينما، ويؤكد أن محاكمة عادل إمام
تهدف إلى 'إرهاب الفنانين' في البلاد.
قرر المخرج مجدي أحمد علي مواجهة الجماعة الإسلامية في مصر بفيلم
سينمائي مأخوذ عن عمل أدبي لخالد البري (الذي كان أحد أعضاء الجماعة
الإسلامية في وقت سابق) يكشف فيه سلبيات فكر الجماعة.
ويقول مجدي لصحيفة "الخليج" الإماراتية "حصلت بالفعل على موافقة
الكاتب على تحويل الرواية لفيلم يجري إعداد السيناريو والحوار له حالياً،
ويقوم على محاربة الفكر المتشدد الذي يريدونه في مصر، صاحبة الحضارة
العريقة والتي تعد قلعة الإبداع في المنطقة، فهذه الجماعة هدفها تصحر مصر
وتحويلها إلى صحراء فنية وثقافية، متصورين أن هذا ما يقضي به ديننا
الحنيف".
ويضيف "للأسف نحن شاهدنا تجربة التسعينات وتجربة الجماعات الإسلامية
والجماعات الدينية بشكل عام، فقد كانوا يقتلون ويكفرون البعض على أتفه
الخلافات الفكرية".
وعن توقف تصوير فيلمه "الميدان" الذي يتحدث عن الثورة قال مدي "الفيلم
توقف بسبب بعض المشكلات في تمويله، بالإضافة إلى أن إيقاع الثورة شديد
الصخب لدرجة عدم القدرة على ملاحقته، ومن ثم من الصعب وضع نهاية للفيلم
الآن".
ويقول إن اتجاه جماعة الإخوان المسلمين للإنتاج السينمائي يهدف إلى
إيجاد وسيلة "دعائية في المقام الأول وسوف تروج لفكرهم، ومصادر تمويلها غير
معلنة".
وعن الأفلام التي يدعمها المركز القومي للسينما الذي يرأسه يؤكد أن
"المركز أنتج أفلاماً تتناول الثورة المصرية، كما تم إنشاء وحدة كاملة لدعم
السينما المستقلة، ودعم أي شاب لديه فيلم، وخلال هذا العام وزعنا 20 مليون
جينه على 36 فيلماً، منها 12 فيلماً طويلاً و15 فيلماً ما بين قصير
وتسجيلي، فميزانية المركز تبلغ خمسة ملايين جينة منها نصف مليون فقط
للإنتاج".
ويرى أن الحكم الصادر ضد الفنان عادل إمام بتهمة ازدراء الدين
الإسلامي يهدف لإرهاب الفنانين، وهو "محاولة لكسر رمز من رموزهم، وقد دُهشت
حينما سمعت طارق الزمر القيادي البارز بالجماعة الإسلامية يوجه دعوة لعادل
إمام بالتوبة والرجوع إلى الله قائلاً 'تب إلى الله فقد تم استخدامك للهجوم
على الإسلام في المسلسلات والأفلام".
ويضيف "للأسف يحرّمون كل شيء بما فيه الفن، والفكر كلما ضاق وانغلق
زادت الكوارث، ومن ثم الفن لا يمكن أن يزدهر في مثل هذه الظروف، وفي ظل فهم
مثل هذه الجماعات لفكرة احتكار الحقيقة".
ميدل إيست أنلاين في
30/05/2012
مهرجان "دبى السينمائى"
يتلقى الأعمال المشاركة فى الدورة التاسعة
كتبت علا الشافعى
بدأت إدارة مهرجان دبى السينمائى الدولى تلقى طلبات صناع الأفلام
للمشاركة فى الدورة الـ9 من المهرجان، حيث وجه الدعوة إلى السينمائيين
العرب والعالميين، لتقديم أعمالهم السينمائية للمشاركة.
وتتنوع المسابقات التى تضمها فعاليات المهرجان وهى "المهر الإماراتى"،
"المهر العربى"، و"المهر الآسيوى الإفريقى"، وبرامج "خارج المسابقة"،
إضافةً إلى مبادرات دعم السينمائيين، التى يقيمها "سوق دبى السينمائى"، تحت
شعار "من السيناريو إلى الشاشة"، بما فيها "ملتقى دبى السينمائى"، "إنجاز"،
و"دبى فيلم مارت".
وقد نجحت مسابقة "المهر العربى"، خلال السنوات الماضية، فى تسليط
الضوء على أفضل إنتاجات السينما العربية، سواء فى العالم العربى، أو خارجه،
وهو ما حققته مسابقة "المهر الآسيوى الإفريقى"، التى تُلقى الضوء على مساحة
جغرافية واسعة، فتتنوّع أفلامها بتنوع الثقافات التى تضمّها المسابقة. وكان
المهرجان قد أطلق فى 2010 مسابقة ثالثة، "المهر الإماراتى"، لتكريم المواهب
الإماراتية، وتقديمها على الساحة الدولية.
تقدّم برامج "خارج المسابقة"، طيفاً من الأعمال السينمائية، لمخرجين
مُخضرمين، وآخرين فى تجاربهم الأولى، سواء فى برنامج "سينما العالم"،
المُخصَّص لجميع الأعمال العالمية، إضافة إلى "سينما الأطفال"، و"احتفال
بالسينما الهندية"، الذى يلقى الضوء على إبداعات شبه القارة الهندية. كما
خصّص المهرجان، ضمن برنامجه الرسمى، خارج المسابقة، قسماً للأفلام العربية،
أو تلك التى تتناول العالم العربى، من وجهة نظر سينمائى الغرب، تحت مُسمّى
"ليالٍ عربية"، إضافة إلى برنامج "سينما آسيا إفريقيا".
ويشار إلى أنه بفضل موقعه الاستراتيجي، ومكانته التى حقّقها، على مدى
السنوات التسع الماضية، استطاع "مهرجان دبى السينمائى الدولى"، خلق بيئة
سينمائية غنية، تجمع الشرق والغرب، فجذب فى 2011، أكثر من 1760 استمارة
مشاركة، من أكثر من 106 دول، تمّ اختيار 171 فيلماً، لتُعرض فى البرنامج
الرسمى للمهرجان، سواء داخل المسابقة، أو خارجها.
تمّ فتح باب الاشتراك فى مسابقات المهرجان للأفلام الروائية الطويلة،
والوثائقية، والقصيرة، وسيبقى مفتوحاً حتى 31 أغسطس (آب) المُقبل، على أن
تكون الأفلام الراغبة قد أُنتجت بعد 1 سبتمبر 2011، وألا تكون قد عُرضت فى
منطقة الخليج العربى، قبل عرضها فى مهرجان دبى السينمائى الدولى التاسع، ما
عدا الأفلام التى شاركت فى مهرجان الخليج السينمائى فى دورته الخامسة،
المُقرَّر إقامته فى الفترة من 9 – 16 ديسمبر 2012.
وفضلاً عن جوائز مسابقاته الرسمية، تتأهّل الأفلام المُشاركة فى
المهرجان، لعدد آخر من الجوائز، أهمها جوائز الاتحاد الدولى لنقّاد السينما
(فيبريسكى)، التى تُمنح للأفلام العربية الروائية، والوثائقية، والقصيرة.
ويصل مجموع الجوائز النقدية التى يقدّمها المهرجان إلى أكثر من 640 ألف
دولار أمريكى.
من جهة أخرى، يواصل "سوق دبى السينمائى" تقديم الدعم للسينمائيين،
ابتداءً من مرحلة السيناريو، وحتى لحظة العرض على شاشة السينما. وبعد
النجاح الكبير الذى حقّقه فى دورته الخامسة، يواصل "ملتقى دبى السينمائى"
سوق الإنتاج المشترك – استقبال الطلبات، حيث سيتمّ اختيار 15 مشروعاً
للمُشاركة فى دورته السادسة، هذا العام. يُشترط فى المشاريع أن تكون من
العالم العربى، وأن يكون المشروع مرتبطاً بمخرج ومنتج، وتُقبل الأعمال
الوثائقية والروائية الطويلة، ويقدّم الملتقى جوائز يصل مجموعها إلى أكثر
من 100 ألف دولار أمريكى، إضافة إلى تقديمه الدعم فى توفير فرصة اتصال
هؤلاء المخرجين والمنتجين بنظرائهم العالميين.
فى المقابل، يقدّم برنامج "إنجاز" الدعم للمشاريع قيد الإنجاز، وذلك
بمنح مبالغ تصل إلى 100 ألف دولار أمريكى، لكل فيلم، بهدف مساعدة هؤلاء
السينمائيين على تقديم أعمالهم. على أن يُغلق باب الاشتراك فى "ملتقى دبى
السينمائى"، و"إنجاز"، فى 1 أغسطس المقبل.
واستجابةً للإقبال الكبير والنجاح الذى حققه "دبى فيلم مارت"، فى بيع
وتسويق الأعمال السينمائية، يُفتح باب الاشتراك لجميع الأعمال، سواء تلك
التى ستُعرض فى البرنامج الرسمى للمهرجان (داخل المسابقة، وخارجها)، أو حتى
الأفلام التى لن يعرضها المهرجان، وذلك فى قسم خاص يقوم فريق السوق
بانتقائه، ليكون "دبى فيلم مارت" البوابةَ الأولى لاكتشاف أفضل الأعمال
السينمائية، هذا العام، والمظلّة التى تتّجه إليها أنظار السينمائيين
الراغبين بالاستحواذ على، وشراء حقوق هذه الأفلام، فى العالم العربى،
وأوروبا، وأمريكا، وجميع أنحاء العالم.
ومع تواصل الاستعدادات لتنظيم دورة أخرى استثنائية من "مهرجان دبى
السينمائى الدولى"، قال عبد الحميد جمعة، رئيس المهرجان: "نحن على يقين بأن
المهرجان سيتمكّن هذا العام من الاقتراب إلى هدفه، بخلق بيئة سينمائية غنية
ومتكاملة، يجتمع تحت مظلّتها المخرجون والمنتجون والمموّلون والموزّعون
العرب، والعالميين، فى واحدةٍ من أكبر التظاهرات السينمائية فى المنطقة،
التى ترقى لاسم دبى. بهذا سنتمكّن من تقديم الدعم الذى ينتظره السينمائيون،
إضافة إلى عرض أفضل إبداعات السينما العالمية لجمهورنا فى دبى".
استطاع "مهرجان دبى السينمائى الدولى"، فى دورته العام الفائت، اجتذاب
أنظار العالم والجماهير من عشّاق السينما، بالعرض الأول لفيلم "مهمة
مستحيلة: بروتوكول الشبح"، بحضور طاقم الفيلم؛ المخرج "براد بيرد"،
وأبطاله: "توم كروز" و"سايمون بيج"، و"باولا باتون" و"أنيل كابور". كما
استضاف المهرجان المخرجين القديرين: "فيرنر هيرتزوج"، و"إلكسندر باين"،
إضافة إلى نخبة من النجوم العرب والعالميين.
اليوم السابع المصرية في
30/05/2012 |